ما وراء الخبر

دلالات إذاعة خطاب مبارك وكتم صوت مرسي

استعرضت حلقة الأربعاء 13/8/2014 من برنامج “ما وراء الخبر” دلالات بث مرافعة الرئيس المصري المعزول حسني مبارك ودفاعه عن نفسه أمام المحكمة، وحرمان الرئيس المعزول محمد مرسي من هذا الحق.

واصلت محكمة جنايات القاهرة جلسات محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه، بتهم قتل متظاهرين، وأدلى مبارك بمرافعة منقولة تلفزيونيا، وأنكر التهم الموجهة إليه، ووجه خطابا كأنه للأمة، أوضح فيه كيف تعامل إبان حكمه بكل حزم في مواجهة الإرهاب، وكيف حافظ على الدولة وحفظ كيانها.

وناقشت حلقة الخميس 13/8/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" الأسباب التي دفعت المحكمة إلى إعطاء مبارك منصة يدافع فيها عن نفسه، ومغزى الكيل بمكيالين حينما يتعلق الأمر بمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي حرم إيصال صوته للشعب.

ومن حيث المضمون قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة إن مخاطبة الرئيس المخلوع مبارك للشعب المصري تعد إهانة كبيرة للشعب المصري، بل تعد قمة الاستفزاز، وهذا يعني أن الشعب ليس لديه الحق في الثورة التي قام بها في 25 يناير/كانون الثاني على النظام، وأضاف أن المحاكمة كانت "هزلية" منذ بدايتها وألقي القبض على مبارك بعد أسابيع من الثورة عليه، كما اتهم بتهم غير التي كان ينبغي أن يتهم بها.

وحول توقيت الخطاب أبدى نافعة تشكيكه بأن يكون المقصود هو أن يتزامن الخطاب مع ذكرى أحداث مذبحة رابعة، ولكنه أوضح أن الخطاب جاء في لحظات يشتد فيها عود الثورة المضادة، مؤكدا أن إدانة مبارك لثورة 25 يناير/كانون الثاني تعد إهانة لها وللشعب المصري.

إعلان

تشويه ثورة
ورجح نافعة أن تكون السلطات الحالية موافقة على أن يخاطب مبارك الشعب، لأن هناك نافذين في الحكم يسعون لتشويه ثورة يناير/كانون الثاني باعتبارها ثورة دبرها من يصفونهم بـ"الإرهابيين"، مؤكدا أن الشعب المصري الذي قام بالثورة يعلم ويدرك جيدا أن حكم مبارك كان من أسوأ الديكتاتوريات التي شهدها العالم.

واستبعد الصحفي والمدون وائل عباس أن يكون لبث خطاب مبارك تأثير على مواقف الثوار ومطالبهم التي قامت من أجلها الثورة، وأشار إلى أن الرأي العام ليس مهيأ لقبول حكم يجيء في صالح مبارك، وأكد أن صدور حكم كهذا من شأنه أن يضع المجتمع أمام مشاكل كبيرة.

وأضاف عباس أن المحاكم تعطي مبارك ورموز نظامه الساعات الطويلة للترافع عن أنفسهم والدفاع عنها، في المقابل يحرم مرسي وكل نشطاء الثورة هذا الحق، إذ يوضعون خلف أقفاص زجاجية تمنع وصول أصواتهم حتى لمن يتابع الجلسات من داخل القاعة.

ورأى أمين العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة محمد سودان أن ظهور مبارك بهذا الشكل الذي يوحي أنه يعامل معاملة جيدة يجيء في إطار استعطاف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأزلام مبارك حتى يقدموا له الدعم، مشيرا إلى أن الخطاب الذي تم بثه عبر العديد من القنوات يعد جريمة أخرى في حق الشعب المصري.

المصدر : الجزيرة