ما وراء الخبر

التدخل الأميركي بالعراق.. أي أهداف ولأي مدى؟

توجه الطائرات الأميركية ضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي ينتشر في مناطق واسعة بالعراق. ما أبعاد هذا التدخل في وضع إقليمي هش، وما المدى الذي يمكن أن يصل إليه مستقبلا.

مع تواصل الضربات الجوية الأميركية ضد قوات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، حذرت هيئة علماء المسلمين من أن التدخل الأميركي بحجة حماية الأقليات "بداية لمتغيرات سيئة وفوضى ستدخلها المنطقة"، بينما دعا قادة بارزون في الحزب الجمهوري الأميركي إلى توسيع الضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية لتشمل تجمعاته في سوريا.

ولا يبتعد التدخل الجوي الأميركي عما يجري على الأرض العراقية من صراع دام بسبب العملية السياسية التي يتشبث بها فريق عراقي ويرفضها فريق آخر قبل أن تنفجر الأوضاع ويسيطر تنظيم الدولة على مناطق واسعة في العراق.

وطرح برنامج "ما وراء الخبر" في حلقة 10/8/2014 سؤالين حول أبعاد التدخل الأميركي في وضع إقليمي هش، والمدى الذي يمكن أن يصل هذا التدخل مستقبلا.

عضو هيئة العلماء عبد الحميد العاني قال إن حماية الأقليات في العراق ليس السبب وراء الضربات الجوية الأميركية بل الحفاظ على العملية السياسية التي فجرت الأوضاع في "المحافظات الثائرة" وجعلت أكثر من نصف مساحة العراق خارج السلطة المركزية.

عبد الحميد العاني:
حماية الأقليات في العراق ليست السبب وراء الضربات الجوية الأميركية بل الحفاظ على العملية السياسية التي فجرت الأوضاع في "المحافظات الثائرة" وجعلت أكثر من نصف مساحة العراق خارج السلطة المركزية

شيطنة الثورة
وعن موقف هيئة العلماء من طرد الأقليات من مناطقهم قال إن الهيئة قبل حدوث التدخل أدانت هذه الانتهاكات وأي انتهاكات ضد أي جهة، مشيرا إلى أن هناك خطابا "لشيطنة الثورة" ووصمها بالإرهاب لحرفها عن مسارها.

من جانبه قال المستشار السابق في وزارة الدفاع هارلن أولمان إن الضربات التي يوجهها الطيران الأميركي دقيقة، ولكنها لن تحدث تغييرات على الأرض، لافتا إلى أن ما يغير هو تشكيل حكومة مفتوحة تضم طيفا سياسيا واسعا.

ولدى سؤاله لماذا لم تتدخل أميركا في الموصل التي هجر منها مسيحيون ولم تتدخلوا ضد تنظيم الدولة في سوريا؟ قال إن هناك تناقضا "مع الأسف" وإن اختيار أميركا أن تساعد في العراق ولا تساعد في سوريا هو فقط من سوء حظ السوريين، على حد تعبيره.

بدوره قال الكاتب والباحث السياسي كفاح محمود السنجاري إن قوات البشمركة في إقليم كردستان استطاعت أن تدحر مقاتلي التنظيم بأسلحة تقليدية دون أن يتوافر غطاء جوي عراقي.

وثمن التعاون العسكري بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان ودور الضربات الجوية الأميركية في التأثير على مسار المعارك بين البشمركة وقوات التنظيم.

وأضاف السنجاري أن التعاون العراقي الداخلي يدفع للقول إن واحدا من أسباب فشل الحكومة العراقية هو أنها كانت لا تشعر المواطنين بأنها حكومة لكل العراقيين.