ما وراء الخبر

خيارات الفلسطينيين والإسرائيليين بعد التصعيد

صعد الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على قطاع غزة مخلفا سقوط شهداء وجرحى، فيما توعدت المقاومة الفلسطينية بتوسيع دائرة استهداف إسرائيل، فما دلالات التصعيد؟ وما الخيارات المطروحة؟

أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم قضية المستوطنين وبروايته هو لتبرير عدوانه وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واعتبر أن هدف إسرائيل هو القضاء على المقاومة الفلسطينية تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف الصواف في مد\خلاته بحلقة 8/7/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" أن المقاومة الفلسطينية لا تريد جر غزة إلى مواجهة مع الاحتلال، ولكن هذه المواجهة  فرضت عليها، ولذلك ستتصدى للعدوان وهي جاهزة للرد رغم علمها بقدرتها وإمكانياتها، للدفاع عن كرامة شعبها أمام ما سماه الإرهاب الصهيوني.

وقال إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل المقاومة الفلسطينية سيبقون "شوكة في حلق الإرهاب الصهيوني"، وإن عملية إطلاق الصواريخ على إسرائيل تأتي ردا على العدوان الذي تمارسه ضد الفلسطينيين.

وبلغت الاعتداءات الإسرائيلية أوجها على الفلسطينيين في الأيام التي تلت إعلان الاحتلال العثور على جثث ثلاثة مستوطنين، شمال الخليل، اختفت آثارهم في الثاني عشر من الشهر الماضي، رغم عدم تبني أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن العملية.

وبشأن موقف حماس، أكد الصواف أن المقاومة بالنسبة للحركة هي خيار إستراتيجي، وأنها ستدافع عن شعبها وستقود المعركة هي وفصائل المقاومة، وقال إن الشعب الفلسطيني يقف إلى جانب المقاومة وسيتصدى للاحتلال في حال قيامه بأي اقتحام للقطاع.

وتبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس اقتحام قاعدة زيكيم العسكرية الإسرائيلية، مؤكدة أنها كبدت الطرف الإسرائيلي خسائر كبيرة، كما أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- أنها قصفت مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ براق 70.

"تنسيق مصري"
على الجانب الإسرائيلي، اتهم أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية، دانييل روبنشتاين حماس بالمسؤولية عن اختطاف المستوطنين الثلاثة وقتلهم، وقال إن حكومة إسرائيل تعد الحركة "عدوا لها وهي في حرب مستمرة معها".

وقال إن المقاومة الفلسطينية بما فيها حماس والجهاد الإسلامي تطلق "كل يوم" صواريخ على إسرائيل، واعتبر ذلك "عملا إرهابيا"، لكنه استبعد أي احتمال لاقتحام إسرائيل للقطاع "لا احتمال لدخول دبابات إلى أزقة غزة".

وذكّر روبنشتاين بشروط تل أبيب لحماس، وهي الاعتراف بإسرائيل ووقف "الإرهاب"، وترفضهما حماس، حسب المتدخل الإسرائيلي الذي أوضح أيضا أن إسرائيل لن تتفاوض معها ولن تقبل مشاركتها في أي حكومة فلسطينية.  

غير أن الكاتب والمحلل الإسرائيلي أكد على رغبة إسرائيل بإنهاء سيطرة حماس على غزة، وأشار إلى وجود ما أسماه تحالفا مصريا إسرائيليا ضد المقاومة الفلسطينية، وقال إن الحكومة العسكرية المصرية تعد حماس "حركة إرهابية" وإن من مصلحتها إنهاء سيطرة الحركة على القطاع. كما أشار إلى أن مصر حاربت الأنفاق الفلسطينية.

وردا على هذا الموقف، قال الصواف إن الاحتلال ليس بحاجة للتنسيق مع مصر للقيام بجرائمه، وأضاف أن المقاومة الفلسطينية لا تتهم مصر بالتنسيق مع الاحتلال لضربها رغم عدم رضاها عن المواقف المصرية بهذا الشأن.