
الأبعاد السياسية للحملة الإسرائيلية بغزة والضفة
منذ إعلان إسرائيل عن اختفاء ثلاثة من المستوطنين، وهي تشن حملة عسكرية ومداهمات على قطاع غزة والضفة الغربية وتتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالمسؤولية دون أدلة واضحة.
حلقة الاثنين (30/6/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت الأبعاد السياسية للعملية العسكرية الإسرائيلية، خاصة بعد الإعلان مساء اليوم عن العثور على جثث المستوطنين الثلاثة، وتساءلت عما إذا كانت إسرائيل استغلت القضية لأهداف سياسية، وما هي تداعيات القضية على مستقبل الأحداث على الأرض.
يرى المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري أن قصة اختفاء وقتل المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة تعتمد فقط على الرواية الإسرائيلية لتبرير العدوان على حماس والشعب الفلسطيني.
وأضاف أن كل الاتهامات التي توجهها إسرائيل لحماس مردود عليها "ولا تخيف شعبنا"، مؤكدا "نمتلك الجاهزية لحماية شعبنا ضد أي عدوان".
وأوضح أبو زهري أن هناك مواقف مسبقة من جانب الاحتلال تجاه حماس بهدف تصفية الحركة والمقاومة بشكل عام، مشيرا إلى أنه لم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عما تزعم إسرائيل أنه عملية اختطاف.
وحذر المتحدث باسم حماس من الخداع الإسرائيلي في هذه القضية، وقال "لا نعرف ولا تعرف إسرائيل كيف خطفوا وكيف قتلوا ومن فعل ذلك، بينما هناك تسعة شهداء فلسطينيين سقطوا في الأيام الماضية على أيدي إسرائيل".
رد عسكري
في المقابل قال رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون يوران ميتال إنه يجب على حكومة بنيامين نتنياهو اتخاذ قرارات حاسمة كرد فعل على جريمة الاختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة.
وأضاف أن المجتمع الإسرائيلي ينظر إلى عملية الاختطاف والقتل كجريمة بشعة، والحكومة في اجتماع طارئ، ومن المتوقع أن تتخذ قرارات على المستوى العسكري والاستخباري، مشيرا إلى احتمال وجود رد فعل غير رسمي من جانب المستوطنين المتطرفين.
وحسب ميتال فإن بإسرائيل رأيا عاما كبيرا مؤيدا لحكومة نتنياهو، ومقتنعا بأن رجال حماس هم المسؤولون عن عملية الاختطاف والقتل، وهناك جزء كبير مؤيد لضربة عسكرية للحركة.
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم أن هناك إجماعا فلسطينيا على أن العملية العسكرية الإسرائيلية "غير مبررة"، ولا يمكن أن تكون رده فعل على اختطاف ثلاثة مستوطنين، بالنظر أيضا إلى التوقيت الذي جاءت فيه.
أهداف سياسية
وأضاف أن الأمر لم يكن يحتاج أكثر من عملية استخبارية، ما يثير الشكوك بأن هذه العملية تخفي وراءها أهدافا سياسية كبيرة وتحضر لعملية لاحقة.
ولفت سويلم إلى مخطط إسرائيلي "لحشر أكبر عدد من الفلسطينيين في أقل مساحة من الضفة الغربية. يتعاملون الآن على أننا مجموعة من السكان لدينا احتياجات وليست حقوق وطنية".
وأضاف أن كل هذه العمليات العسكرية تأتي تمهيدا لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية، وأوضح أن نتنياهو يبحث عن وسيلة من أجل القول بأنه لا يوجد شريك فلسطيني له في عملية السلام.
وبشأن اتهام حماس بأنها وراء العملية قال سويلم إنه لا يوجد لحماس مصلحة في الاختطاف أو القتل، وأن تحميل الحركة المسؤولية هي محاولة إسرائيلية لوضع الأمور في إطار معين ولتوظيف الحدث بشكل معين.