ما وراء الخبر

أسباب انهيار الجيش العراقي ولجوئه للمساعدات الأجنبية

ناقشت حلقة الأحد (29/6/2014) من برنامج “ما وراء الخبر” أسباب انهيار الجيش العراقي ولجوئه للمساعدات الأجنبية رغم المليارات التي صرفت على إعادة تجهيزه في السنوات الماضية.

نشرت وزارة الدفاع العراقية صور وصول أول مقاتلة روسية الصنع من نوع سوخوي إلى العراق للمشاركة في العمليات القتالية وإسناد القوات البرية التابعة للجيش العراقي، وذلك بعد إعلان بغداد عن شراء خمس طائرات مستعملة من روسيا وبيلاروسيا لتوفير الغطاء الجوي للقوات الحكومية.

حلقة الأحد (29/6/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت أسباب انهيار الجيش العراقي ولجوئه للمساعدات الأجنبية، رغم المليارات التي صرفت على إعادة تجهيزه في السنوات الماضية.

مدير مركز الصقر للدراسات الإستراتيجية مهند العزاوي عزا سبب الانهيار إلى وجود خلل في تشكيل القوات وقائمة المهام، واعتماد الجيش على "مليشيات لا عقيدة لها" تفتقد أسس التدريب الجيد.

وأشار إلى أن العوامل السابقة خلقت حالة من "الانفجار" بعد أن انهمك الجيش على مدى أعوام في عمليات وسط المدنيين، وذلك ما دفع آلاف الجنود مؤخرا إلى تسليم أسلحتهم والهروب لإدراكهم بأنهم يقاتلون في "معركة ليست معركتهم".

في المقابل، عزا مدير المركز العراقي للإعلام عباس الموسوي -المقرب من ائتلاف دولة القانون– ما جرى للجيش العراقي إلى عدم تطبيق قانون اجتثاث حزب البعث بحذافيره، مشيرا إلى أن الضباط البعثيين بالجيش قاموا بالخيانة.

ونفى بناء الجيش على أساس طائفي، لكنه اعترف بوجود "خلل وفساد وتهاون" تأسست داخل المنظمة العسكرية أثناء فترة الاحتلال.

حكومة المالكي لا تحظى بأي شعبية، وعليها أن تعمل على المصالحة، وإلا فإن البلاد ستتجه نحو الحرب الأهلية

دوافع التطوع
وعن أسباب الحشد الطائفي للمواطنين بعد دعوة المرجع الشيعي على السيستاني للتطوع لمساندة القوات العراقية ضد ما أسماه "الإرهاب"، قال كبير الباحثين في المجلس الأطلسي هارلن أولمان إن الشيعة يرون عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تهدد دولتهم، واستعانوا بالمتطوعين للدفاع عنها.

واعترف أولمان -وهو مستشار سابق بوزارة الدفاع الأميركية- بفداحة خطأ حل الجيش العراقي بعد غزو عام 2003، لكنه حمّل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي جزء من المسؤولية لعدم قدرته على البعد عن الطائفية وتشكيل حكومة تضم كل مكونات الشعب العراقي.

وقال "حكومة المالكي لا تحظى بأي شعبية. يجب عليها أن تعمل على المصالحة، وإلا فإن البلاد ستتجه نحو الحرب الأهلية".

من جانبه نفى الموسوي أن يكون المتطوعون من الشيعة فقط، مشيرا إلى أن المتطوعين من مختلف الطوائف هبّوا عندما شعروا بأن بغداد في خطر. وأكد أن التطوع جاء "نصره للعملية السياسية بالأساس وليس للقيام بعمليات عسكرية".

هروب للأمام
غير أن العزاوي اعتبر خطوات فتح باب التطوع وشراء مقاتلات السوخوي بمثابة محاولة هروب للأمام لن تحل المشكلة، مشددا على أن الحل الوحيد يتمثل في البحث عن حل سياسي لجذور الأزمة في العراق.

وقال إن الطائرات السوخوي المستعملة عمرها أكثر من 40 عاما وسيعمل عليها طيارون روسيون، لأن جميع الطيارين العراقيين اغتيلوا وعائلاتهم. وأضاف "ليست (الطائرات) إلا وسيلة لنقل المتفجرات كالبراميل، وذلك سيولد أزمات جديدة".