ما وراء الخبر

آثار اتفاق الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي

ناقشت حلقة الجمعة 27/6/2014 من برنامج “ما وراء الخبر” آثار اتفاقية الشراكة التجارية الموقعة بين أوروبا وكييف على مستقبل أوكرانيا، وخيارات روسيا المستقبلية تجاه جارتها أوكرانيا.

وقعت أوكرانيا الجمعة في بروكسل اتفاق شراكة تاريخيا مع الاتحاد الأوروبي، مما أثار ردود فعل من روسيا التي منحها الاتحاد الأوروبي مهلة ثلاثة أيام لتغيير سياستها تجاه أوكرانيا، مهددا بتشديد العقوبات ضدها.

ويهدف اتفاق الشراكة أساسا إلى إلغاء الحواجز الجمركية بين دول الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، الغنية بالصناعات المعدنية والمعروفة بصادراتها الزراعية، في حين أمهل القادة الأوروبيون روسيا ثلاثة أيام للقيام بأعمال ملموسة من أجل خفض التوتر في شرق أوكرانيا لتجنب فرض عقوبات جديدة.

وكان امتناع أوكرانيا عن توقيع الاتفاق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وراء الحركة الاحتجاجية التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.

حلقة الجمعة 27/6/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت أثر الاتفاقية التجارية الموقعة بين أوروبا وكييف على مستقبل أوكرانيا.

من جانبه، اعتبر مدير معهد التحليل السياسي في كييف أليكس غاران أن للاتفاقية الجديدة فائدتين: أولهما حضارية، تتمثل في الانفتاح على القواعد الأوروبية في الديمقراطية والرفاهية والتقدم. والأخرى اقتصادية، تتجلى في فتح أسواق أوروبية للمنتجات الأوكرانية، مؤكدا أن هذه الاتفاقية تأخرت عشر سنوات منذ قيام الثورة البرتقالية.

وقال غاران إن الاتفاقية لن تلحق أي أضرار بروسيا، بل إنها ستستفيد عن طريق توسع التجارة الحرة بين أوكرانيا وأوروبا.

ولفت إلى أن الاتفاقية تشكل تحديا كبيرا لبلاده، لكنه أضاف أن "اتفاقية بها الكثير من التحديات خير من الاعتماد على اتحاد جمركي راكد تحت دكتاتورية شخص واحد". في إشارة إلى روسيا وفلاديمير بوتين.

استعداد روسي
وفي المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي الروسي ليونيد سوكيانين إن القرار الأوكراني كان متوقعا وإن روسيا مستعدة له، وبدأت في إعادة النظر في الاتفاقيات المبرمة مع أوكرانيا لحماية مصالحها من الأضرار التي قد تلحق باقتصادها نتيجة الاتفاقية الموقعة بين كييف وأوروبا.

وأشار إلى وجوب إعادة النظر في الامتيازات التفضيلية التي تحصل عليها أوكرانيا من خلال اتفاقياتها مع موسكو، مؤكدا أن "حاجة كييف للتعاون الاقتصادي مع موسكو أكبر من الحاجة الروسية للتعاون مع أوكرانيا".

وأوضح أن روسيا لن تتضرر كثيرا من هذه الاتفاقية، وأن أوكرانيا لم تدرس الأرباح والخسائر التي تجلبها هذه الاتفاقية.

وعلى صعيد ردود الفعل الروسية، فلم تخل من التهديد بعد أسبوعين على وقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوكرانيا لعدم تسديد الديون المترتبة عليها.

خيارات روسية
وفي رؤية تحليله، قال الباحث في المعهد الأوروبي للدراسات الجيوسياسية خطار أبو دياب إن روسيا هي الخاسر الأكبر من اتفاقية اليوم، بعد الخسارة التي تكبدتها موسكو نتيجة العقوبات الأميركية والأوروبية على خلفية أزمة القرم والاضطرابات التي يثيرها الانفصاليون في شرق أوكرانيا.

وأوضح أن بوتين يعتبر أن سقوط الاتحاد السوفياتي هو الكارثة الكبرى في القرن العشرين، ويسعى منذ عام 2012 إلى إعادة روسيا إلى الواجهة، بيد أن التجربة الأولى في أوكرانيا غير ناجحة تماما.

وعبر أبو دياب عن اعتقاده أن الأزمة الأوكرانية لم تشارف على الانتهاء. وأوضح أن بوتين إذا قبل الوضع القائم في أوكرانيا يمكن إعادة نسج العلاقات مع أوروبا ووقف مناخ "الحرب الباردة"، لافتا إلى استمرار الرئيس الروسي في مناخ هذه الحرب سيؤدي إلى خسارته على المديين المتوسط والبعيد.