ما وراء الخبر

تداعيات النزاع المسلح بليبيا على الانتخابات

يثير النزاع المسلح في ليبيا بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وكتائب الثوار مخاوف بشأن تداعياته على انتخابات مجلس النواب التي بدأت السبت في الخارج وستقام الأربعاء المقبل بالداخل.

تباينت آراء ضيفي حلقة 21/6/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" بشأن النزاع المسلح في ليبيا بين اللواء المتقاعد خليفة حفتر وكتائب ثوار 17 فبراير، وبينما شكك أحدهم في إمكانية إجراء انتخابات تشريعية حرة ونزيهة، قال الآخر إن المسار الديمقراطي هو الخيار الوحيد.   

وانتقد الكاتب الصحفي والناشط السياسي الدكتور أسامة كعبار تحركات حفتر، وقال إنه يقود مليشيات، وإن ما يقوم به هو "إرهاب"، وأشار إلى أن السلطات الليبية كانت قد عدته خارجا عن القانون.

في المقابل، دافع الباحث السياسي الليبي كامل المرعاش عن اللواء المتقاعد، واعتبر ما يقوم به دفاعا عن النفس، وقال إن ضباطا من الجيش تعرضوا للاغتيال على مدى سنتين دون أن تحرك كتائب الثوار ساكنا.

وتشهد مدينة بنغازي منذ أسابيع اشتباكات بين قوات حفتر وكتائب الثوار، وسط حديث عن نقل المعركة إلى العاصمة طرابلس.

وكان حفتر أطلق يوم 16 مايو/أيار الماضي حملة عسكرية سماها "معركة الكرامة" ضد ما وصفها بمجموعات "متطرفة"، خصوصا في بنغازي، كما أعلن إثر مظاهرات مؤيدة له في طرابلس وبنغازي في 24 من الشهر الماضي أنه لن يتراجع عن "تطهير ليبيا من الإرهابيين والمتطرفين وكل من يدعمهم ويساندهم".

وبينما أكد المرعاش أن هناك تعاطفا شعبيا كبيرا مع عملية "الكرامة" التي يقوم بها حفتر، أقر كعبار بوجود حاضنة شعبية للواء المتقاعد لكنها ليست كبيرة. 

الانتخابات
وبشأن تداعيات النزاع المسلح في ليبيا على الانتخابات التشريعية المقررة الأربعاء المقبل، أشار كعبار إلى وجود علامات استفهام بشأنها في ظل الوضع الراهن في البلاد، لكنه أكد أن الانتخابات تبقى هي الخيار الوحيد، وأضاف أنه لن تكون هناك عصا سحرية لحل المشاكل "لكننا مع المسار الديمقراطي ومع الشرعية، وسندافع عن الشرعية".

وقال كعبار إن الذي يقوم بحماية الانتخابات وحماية المسار الديمقراطي هم الثوار.

أما المرعاش، فاستبعد أن تكون هناك انتخابات شريفة ونزيهة في ظل الظروف الراهنة، وأشار إلى منع دخول مواد الانتخابات إلى مدينة درنة، وشدد على أنه لا ضمانات على إجراء الانتخابات في هذه المدينة وفي سرت، التي قال إن الثوار لم يوفروا الأمن فيهما، كما لم يوفروه في بنغازي.

وتوجه الليبيون في الخارج السبت إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس النواب، وسط تشكيك في إمكانية تنظيمها يوم 25 يونيو/حزيران الجاري، حيث تعيش البلاد على إيقاع المواجهات العسكرية في بنغازي والخلافات السياسية في طرابلس وحصار المنشآت النفطية في مواقع عديدة عبر التراب الليبي.

وفي ظل تدهور الأوضاع، أصبح المؤتمر الوطني العام (البرلمان) يعيش أيضا على إيقاع الصراعات، وتوالت استقالات رؤساء الحكومة في ظل شلل سياسي تام، إلى جانب مشاكل اقتصادية.