
أهمية الحوار في إنجاح اتفاق بنغازي
وكانت لجنة إدارة الأزمة بمدينة بنغازي قد توصلت إلى اتفاق مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، يقضي بوقف إطلاق النار وبدء حوار بين جميع الأطراف، وإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر يوم 25 يونيو/حزيران الجاري.
وفي حلقة الأربعاء (11/6/2014) أكد رئيس لجنة إدارة الأزمة المبروك شنيب أن اللجنة نشأت بمبادرة من مكونات المجتمع المدني في بنغازي بهدف إحلال السلم في المدينة، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع حفتر على إتمام الانتخابات البرلمانية وعدم وجود أي أعمال عنف في يوم الانتخاب.
واعتبر شنيب أن هذا الاتفاق يمثل خطوة أولى بعد أن كان الطرفان يرفضان مجرد الحديث عن كلمة "الحوار" وعبر عن اعتقاده بأن الاتفاق النهائي لوقف إطلاق النار يمكن التوصل إليه بناء على نتائج الحوار.
أزمة متجذرة
من جانبه، قال الباحث بالشأن الليبي عبد السلام البلعزي إن الأزمة بين القوات التابعة لحفتر من ناحية وكتائب 17 فبراير وأنصار الشريعة من جهة أخرى أكبر من هذا الاتفاق، مشيرا إلى وجود تباين شديد في الرؤى والمطالب بين الطرفين أدى إلى انقسام في الشارع الليبي.
لكن البلعزي شدد في الوقت ذاته على أنه "لا مناص من الحوار لكونه الحل الوحيد لمشاكل ليبيا كلها". وأضاف أن البلد يدور منذ سنتين في حلقة مفرغة بسبب مشاكل صغيرة بشكل عام، لكن تراكمها زادها ضخامة.
وأبدى قناعته بأن جميع الأطراف في ليبيا تدرك أن الحوار هو المخرج الوحيد لجميع أزمات البلاد.
أهمية الانتخابات
من جانبه، قال المحامي والناشط الحقوقي خالد زيو إن الاتفاق الذي توصلت إليه لجنة إدارة الأزمة خطوة غير كافية لكنها على الطريق الصحيح، مشددا على أهمية الانتخابات في فرض شرعية جديدة تنهي النزاع الذي جعل الأطراف المختلفة تحتكر الشرعية لنفسها وتنزعها عن غيرها.
واعتبر زيو أن الانتخابات بمثابة امتحان حقيقي لكلا الطرفين المتنازعين في بنغازي، حيث سيتبين من سيحاول تعطيل الانتخابات البرلمانية ومن سيقبل ويسلم بنتائجها.
وحول انعكاس اتفاق التهدئة في بنغازي على العاصمة طرابلس، قال الناشط الحقوقي إن الفوضى السياسية هي سبب الأزمة الأمنية، مؤكدا أنه منذ قيام الثورة وأحداث بنغازي تؤثر بقوة في طرابلس، وأن التوصل إلى تهدئة في بنغازي سيساعد على ضبط الأمور في طرابلس.