ما وراء الخبر

مخاطر تقسيم أوكرانيا وتداعيات الأزمة إقليميا ودوليا

من جديد تبرز المخاوف من تقسيم أوكرانيا بعد أن طلب زعيم الانفصاليين في إقليم دونيتسك شرقي البلاد ضم الإقليم إلى الاتحاد الروسي الذي انضمت إليه مؤخرا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

من جديد تبرز المخاوف من تقسيم أوكرانيا بعد أن طلب زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في إقليم دونيتسك شرقي البلاد ضم الإقليم إلى الاتحاد الروسي الذي انضمت إليه مؤخرا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

حلقة الاثنين (12/5/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت القضية وتساءلت عن الخيارات المتاحة أمام أطراف النزاع هناك، وتأثير الأزمة في وحدة أراضي أوكرانيا، والتداعيات المحتملة إقليميا ودوليا.

تقول مدير قسم الشؤون الدولية في مجلة "فريميا" الروسية يلينا سوبونينا إن سبب الأزمة الرئيسي هو الحكومة الأوكرانية التي لم تقدم لهذه المناطق صلاحيات أكثر.

وأضافت أنه لو قدمت الحكومة الأوكرانية لهذه المناطق ما تطلبه لتوصلت إلى نتيجة سلمية، مؤكدة أن روسيا لا تريد تصعيد أكبر في أوكرانيا، ورد فعلها حذر جدا حتى الآن.

وفسرت عدم وجود تعليق رسمي من موسكو على ما جرى بأن روسيا أمامها عدة سيناريوهات، من بينها السيناريو العسكري الذي قالت إنها تدرك جيدا خطورته وتداعياته على كافة المستويات.

وتوقعت سوبونينا رد فعل قاسيا جدا من موسكو إذا قامت أوكرانيا بعملية عسكرية ضد الانفصاليين في شرق البلاد، مذكرة بما سبق أن أعلنته روسيا في الماضي بشأن استعدادها لحماية الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا، لكنها حتى الآن تجنبت التدخل العسكري.

واتهمت الحكومة الأوكرانية بأنها أصبحت "دمية" في يد الولايات المتحدة والغرب، وحذرت من أن رد الفعل الروسي سيكون ردا على تصرف حكومة كييف حيال الأزمة.

خيارات كييف
من جانبه، قال مدير مركز الرائد الإعلامي في أوكرانيا وائل العلامي إن طلب الانفصاليين بإقليم دونيتسك الانضمام إلى الاتحاد الروسي يدخل الأزمة الأوكرانية في مرحلة جديدة من الصعوبة.

وأضاف أن أمام السلطات الأوكرانية خيارين لا ثالث لهما، إما الاستجابة لمطالب الانفصاليين أو الاستمرار في الحملة العسكرية التي تشنها وتكثيفها.

وأوضح العلامي أن النخبة السياسية في أوكرانيا تعتبر أن المجتمع الدولي خذل بلادها، ولم يقدم أي آليات تساعد على حل الأزمة، كما يرى مراقبون أن الولايات المتحدة أصبحت ضعيفة وعاجزة عن مواجهة الدب الروسي.

ويعتبر العلامي أنه إذا فشلت أوكرانيا في عمليتها العسكرية شرق البلاد فلن يكون أمامها إلا الاستجابة لمطالب الانفصاليين، والخروج بأقل الخسائر ومنح هذه المناطق نظاما فدراليا، وهو ما سيرضي الجانب الروسي والانفصاليين أنفسهم.

وفي السياق نفسه، يرى باري بافيل المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينظر إلى أوكرانيا باعتبارها مجالا لينتصر فيه وحده، مؤكدا أن الحل الأمثل للأزمة هو التحاور بين كافة الأطراف، بدلا من الإصرار الروسي على عدم الاستقرار في أوكرانيا وانتهاك سيادتها.

وبشأن الموقف الأميركي من الأزمة، يقول بافيل إن الوضع صعب للغاية، وليس للولايات المتحدة التزام تجاه الدفاع عن أوكرانيا، معتبرا أن الأمر كان سيكون مختلفا لو كانت أوكرانيا عضوا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتساءل لماذا تفرض موسكو على أوكرانيا الطريقة التي تحكم بها شعبها.