ما وراء الخبر

اشتباكات الشيشان.. هل تحمل رسائل سياسية لموسكو؟

ناقشت الحلقة مدى نجاح روسيا في فرض الاستقرار بمناطق شمال القوقاز في ضوء الاشتباكات التي وقعت وسط غروزني، ومع تورطها في ملفات دولية متشابكة.

مجددا تعود الشيشان إلى تصدر عناوين الأخبار عقب تفجر اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين وسط العاصمة غروزني، بعد هذا بساعات قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في خطاب حالة الاتحاد إن بلاده محاطة بأعداء يسعون إلى تدميرها، لكنه أكد استعدادها لمواجهة أي تحد.

حلقة الخميس (4/12/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت مدى نجاح روسيا في فرض الاستقرار بمناطق شمال القوقاز في ضوء هذه الاشتباكات، بينما تتورط موسكو في ملفات دولية متشابكة.

وتساءلت الحلقة: هل نجحت روسيا في فرض الاستقرار بالشيشان وجمهوريات شمال القوقاز بعد أكثر من عشر سنوات من تدخلها لقمع الحركة الاستقلالية هناك؟ وهل يحمل هجوم غروزني أي رسائل معينة لموسكو في ضوء تدخلها في شرقي أوكرانيا وملفات دولية أخرى؟

أليس من الأجدر بروسيا أن تولي اهتماما أكبر بفنائها الخلفي بدلا من التشدد في العديد من الملفات الدولية، في ضوء الأهمية الإستراتيجية للشيشان وجمهوريات شمال القوقاز بالنسبة لموسكو؟

وكان الرئيس الروسي تحدث في خطابه عن حالة الاتحاد عن رغبة بعض الدول في تفكك روسيا، وهذه -كما يبدو- عودة إلى خطابه عند توليه منصبه عام 2000 حيث قال إن إمكانية تفكك روسيا بمثابة أحد الأخطار الأساسية التي تهدد الأمن القومي.

ولكن على ماذا يراهن بوتين اليوم بعدما عزز وجوده في السلطة عبر التركيز على بناء دولة قوية وإحياء المشاعر القومية والاستفادة من زيادة أسعار النفط في الأسواق العالمية؟ كل هذه العوامل لم يبق منها شيء، فقد هربت المليارات من روسيا وتعرضت لعقوبات وانخفضت أسعار النفط، كما أن عودته إلى الرئاسة قبل عامين أثارت احتجاجات داخلية.

دلالة التوقيت
حول هذا الموضوع يقول رئيس قسم العلاقات الدولية بجامعة ماريمونت في منهاتن غسان شبانة إن توقيت هذه الاشتباكات يحمل دلالات هامة، خاصة أنه تزامن مع خطاب بوتين عن حالة الاتحاد، والرسالة مفادها أن موسكو ربما تكون قد كسبت النخبة في بعض الجمهوريات السوفياتية والدول العربية، لكنها خسرت الشعوب.

وأضاف أن بوتين والسياسة الخارجية الروسية على سبيل المثال مفصولة تماما عن الواقع والعلاقات مع العالم العربي، فهي علاقة مع الحكام لا مع الشعوب التي ترى أن روسيا مسؤولة عن القتل في سوريا والعراق وليبيا وعن وأد الربيع العربي.

واعتبر شبانة أنه لو استعمل بوتين القوة الناعمة لحصل على تأييد كبير في روسيا وفي الشرق الأوسط أيضا، لكنه يتدخل في شؤون الدول بالشكل العسكري وتصرف بمبدأ أن روسيا دولة إمبريالية.

وختم بأنه لا توجد رؤية روسية واضحة على الإطلاق في كيفية أن تكون صديقة للعالم، وسياستها الخارجية تدمر هذه الفلسفة.

السياسة الخارجية
في المقابل، يرى الدبلوماسي الروسي السابق فيتشيسلاف ماتوزوف أن الاشتباكات لا تحمل أي دلالات أو رسائل سياسية، لكنه أشار إلى أن بعض المراقبين يرون فيها رسالة من الغرب لبوتين.

وأوضح أنه خلال حرب الشيشان الأخيرة، كانت هناك تفجيرات ومعارك في غروزني وموسكو، وكان الموقف الغربي متعاطفا مع هذه الحركات في الشيشان.

واعتبر ماتوزوف أن العلاقات الروسية العربية في تصاعد وتطور مستمر، وخص بالذكر مصر وجامعة الدول العربية والسودان ودول الخليج العربي، وقال إن العالم العربي ليس في موقف عداء مع روسيا.

وختم بأن روسيا لا تعتبر نفسها موجودة في المستنقع السوري، ولا تعتبر أن الأزمة في سوريا أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية الروسية.