ما وراء الخبر

ماذا يعني تقدم المعارضة السورية بريف إدلب؟

ناقشت الحلقة التأثيرات الإستراتيجية لسيطرة المعارضة السورية المسلحة على وادي الضيف ومناطق أخرى بريف إدلب، وسط توقعات بأن يمثل الدفع المعنوي لهذا الانتصار مدخلاً لتصحيح العلاقة بين فصائل المعارضة السورية.

أعلنت جبهة النصرة والجبهة الإسلامية في سوريا سيطرتهما على معسكري وادي الضيف والحامدية، إضافة إلى عدد كبير من الحواجز والنقاط التي كانت تتمركز فيها قوات النظام بمنطقة ريف إدلب، وذلك في أول تطور عسكري ملحوظ في هذه الجبهة لصالح المعارضة السورية المسلحة منذ سنتين.

حلقة الاثنين (15/12/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت القيمة العسكرية لسيطرة كتائب المعارضة السورية على هذه المواقع، وما الذي سيتغير نتيجة هذه السيطرة.

وتساءلت الحلقة عن مدى قدرة قوات المعارضة على التصدي لهجمات قد يشنها النظام لاستعادة السيطرة على هذه المناطق التي تمتد إلى 13 كيلومترا وبعرض ثلاثة كيلومترات.

وينظر مراقبون إلى سيطرة قوات المعارضة على هذه المواقع الإستراتيجية في ريف إدلب على أنه أكبر اختراق عسكري لهذه الجبهة على مدى عامين، وسط تحليلات تتوقع أن يمثل الدفع المعنوي الناتج عن انتصار بهذا الحجم مدخلاً لتصحيح العلاقة بين فصائل المعارضة السورية.

ا

لأهمية الإستراتيجية
وحول هذا التطور الميداني يقول الخبير العسكري والإستراتيجي أسعد الزعبي إن سيطرة المعارضة على معسكري وادي الضيف والحامدية تشكل منعطفا مهما على الأرض، بالنظر إلى أن هذين المنطقتين تمثلان عقدة الطرق المهمة وعقدة الإمداد لقوات النظام، الذي حاول عبثا خلال مراحل كثيرة رفع الحصار الذي فرضته المعارضة عليهما منذ عام ونصف العام لكنه فشل.

وأضاف أن قوات المعارضة استخدمت كل وسائل التكتيك العسكري، واستغلت عنصر المفاجأة في تحقيق هذا الانتصار، معتبرا أن هذا التقدم للمعارضة يمثل خسارة كبيرة جدا للنظام، ومن الصعوبة أن يعوضها بعمليات في أماكن أخرى.

وبشأن انعكاسات هذا الانتصار على الوضع السياسي، يرى الزعبي أنه "دقّ آخر مسمار في نعش مبادرة دي ميستورا التي كانت المعارضة تخجل من رفضها"، معتبرا أن تقدم المعارضة يعطي دفعة كبيرة للسياسيين لرفض المبادرات والحلول السياسية التي تتجنب رحيل النظام.

بدوره، يرى الكاتب والباحث السياسي السوري عمر كوش أن هذين المعبرين يشكلان أهم معبرين إستراتيجيين في إدلب، مشيرا إلى أن السيطرة عليهما تمت باستخدام عنصر المباغتة والتجمع الكثيف للمقاتلين عبر الوحدة بين العديد من الفصائل وليس فقط جبهة النصرة والجماعة الإسلامية، وبالتالي المغزى تم بوحدة المقاتلين وعنصر المفاجأة.

ويؤكد كوش أن هذا الانتصار يقدم درسا كبيرا لفصائل المعارضة بأنه عندما توحدت تحت قيادة مشتركة وتخطيط مشترك ولهدف واحد، استطاعت السيطرة على منطقة بهذه الأهمية الإستراتيجية، في حين أنهم لم يفلحوا في ذلك على مدى عامين لعدم توافر الوحدة.