
أبعاد أحداث القدس وأثر الخلاف الفلسطيني
يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته واستفزازاته ضد الفلسطينيين في القدس والمسجد الأقصى وبقية المناطق، مما يثير موجة غضب شديدة في أوساط الفلسطينيين تنذر -حسب بعض المراقبين- بانتفاضة أخرى. يأتي ذلك وسط تجدد الخلاف بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
واستشهد شاب من عرب 48 في بلدة كفركنا بمدينة الناصرة على يد الشرطة الإسرائيلية صباح السبت، وذلك بعد استهدافه بالرصاص الحي عندما هاجم سيارة شرطة كانت تعتقل أحد أقاربه.
ووصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي ما يحدث في القدس بأنه انتفاضة ثالثة وحالة مقاومة شعبية واسعة مركزها هذه المرة وسط القدس، لكنها منتشرة في مختلف الأراضي الفلسطينية. وقال إن جيلا جديدا من الفلسطينيين بدأ يتحرك لقناعته بفشل نهج التفاوض، وقناعته بأن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، وبالتالي فإن المشروع الإسرائيلي لا يهزم إلا بالمقاومة.
من جهته، قال الكاتب المتخصص في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي لحلقة 8/11/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" إن المسألة بالنسبة للفلسطينيين لا تتعلق بخيار لأن إسرائيل تدفعهم إلى ذلك وهي من أشعلت الحرب الدينية.
وشدد على أن العمليات الفردية التي تحدث في القدس تشكل تحديا لإسرائيل ورسالة تفيد بأن تغيير الوضع القائم من شأنه أن يدفع الشعب الفلسطيني إلى إعادة خلط الأوراق، وأشار إلى أن هذا الشعب لا يمكن أن يسمح بفراغ تستفيد منه إسرائيل.
في حين رأى الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية جدعون ليفي أن الانتفاضة الفلسطينية محصورة في القدس، وهي غير ممتدة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنه أكد أن مسار الأوضاع في المنطقة يبقى مجهولا.
واعتبر أن الاحتلال لن يقوم بقصف القدس كما فعل في غزة، لكنه قد يستخدم وسائل أخرى تجعل النيران تلتهب فيها.
خلاف
وبشأن تجدد التلاسن بين فتح وحماس ومدى تأثيره على وتيرة الغضبة الشعبية ضد الانتهاكات الإسرائيلية، تأسف البرغوثي لما جرى في غزة من تفجيرات استهدفت قيادات فتحاوية، واعتبر أن الحادث لا يخدم سوى أعداء الشعب الفلسطيني، وطالب بكشف المسؤولين عنه، وقال إن الصراع بين الفلسطينيين هو على سلطة وهمية تحت الاحتلال.
كما تأسف النعامي للتفجيرات، وقال إنه في الوقت الذي كان يفترض أن تقوم السلطة الفلسطينية بتحرك رسمي ضد إسرائيل تسمع تهديدات ويقمع من يتظاهرون في نابلس والخليل انتصارا للقدس، وطالب بدوره بالكشف عن الجناة.
وفجّر مجهولون الجمعة أجزاء من عدة منازل لقيادات في حركة فتح، ومنصة الاحتفال بذكرى رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعبوات ناسفة من دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات.
واتهمت حركة فتح حماس بالوقوف وراء التفجيرات، غير أن عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق أدان اتهام حركته، واعتبر أن التفجيرات كانت تهدف إلى صرف الأنظار عن ما يجري في القدس والمسجد الأقصى، وضرب المصالحة ومنع حكومة التوافق من بسط مسؤولياتها على غزة.