ما وراء الخبر

أسباب وتداعيات أحداث طرابلس اللبنانية

تطرقت حلقة 26/10/2014 من برنامج “ما وراء الخبر” إلى الأحداث الجارية في طرابلس شمالي لبنان بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة، والتي خلفت عشرة قتلى في صفوف الجيش.

تشهد مدينة طرابلس شمالي لبنان اشتباكات مستمرة منذ ثلاثة أيام بين وحدات من الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة، مما يثير تساؤلات حول مسار الأوضاع في هذه المنطقة وخاصة في ظل ما يجري في الجارة سوريا.

وكان الجيش قد تمكن السبت من طرد المسلحين من وسط طرابلس ذات الغالبية السنية، لكنهم تحصنوا مساء السبت في باب التبانة في شمال المدينة، ولا يزالون يخوضون معارك عنيفة مع الجيش الذي يطلق قذائف هاون ويستخدم الرشاشات الثقيلة.

وأرجع الكاتب الصحفي بجريدة الجمهورية أسعد بشارة ما يحدث في طرابلس إلى أسباب عميقة، وطنية وسياسية، وركز على سلاح حزب الله الذي وصفه بأنه غير شرعي ويهدد أركان وهيبة الدولة اللبنانية.

كما اعتبر ضيف حلقة 26/10/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" أن استمرار هذا السلاح يشجع ردة فعل الطرف الآخر الذي يمثله بحزب الله، مما قد يؤدي إلى تقويض الدولة اللبنانية.   

وانتقد مشاركة حزب الله في القتال الدائر بسوريا، وقال إنه تسبب في استيراد مشكلة مذهبية إلى لبنان واستيراد الأزمة السورية، ودعاه في المقابل إلى عدم إضعاف الجيش وتسليمه الدور الكامل كي يحافظ على لبنان.

وأثنى بشارة على أداء الجيش اللبناني، وقال إنه يحارب بكل فاعلية الخلايا والمجموعات المسلحة.

أما الكاتب الصحفي بجريدة النهار رضوان عقيل، فدافع عن قتال حزب الله في سوريا، وقال إن هدفه كان الدفاع عن لبنان ومنع المجموعات الإرهابية من التسلل إلى لبنان.

واتهم بعض السياسيين ومشايخ المساجد بدعم الخلايا النائمة، وأوضح أن من سماها المجموعات الإرهابية نشأت في طرابلس وبدأت بالتحرك حتى قبل ذهاب حزب الله إلى سوريا.

ومع تشديده على أهمية وضرورة دعم الجيش اللبناني، قال عقيل إن هذا الجيش غير قادر على مواجهة إسرائيل في الوقت الراهن، ويمنع عليه التسلح ببعض الأسلحة.

وبشأن حل الأزمة الراهنة في طرابلس، شدد بشارة على ضرورة معالجة الأسباب العميقة لهذه الأحداث، وهي السلاح "غير الشرعي" لحزب الله، إلى جانب المعالجة الأمنية.

وتزايد التوتر الصيف الماضي عندما سيطر مسلحون إسلاميون من سوريا على بلدة عرسال الحدودية اللبنانية لفترة قصيرة واشتبكوا مع الجيش وقتلوا نحو عشرين جنديا، وانسحبوا ومعهم رهائن لا يزال نحو عشرين منهم محتجزين لدى جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول مسؤولون لبنانيون إن جبهة النصرة السورية وتنظيم الدولة متورطان في اشتباكات طرابلس الأخيرة.