دلالات الانتقادات الإسرائيلية لكيري
تتوالى في المدة الأخيرة الانتقادات الإسرائيلية ضد وزير الخارجية الأميركي جون كيري على خلفية تصريحات يدلي بها بشأن قضايا معينة، وكان آخرها ربطه بين استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتنامي ما سماه التطرف الإسلامي في المنطقة.
وكان كيري قال في وقت سابق إن كل قادة المنطقة الذين تباحث معهم بشأن التحالف الدولي في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية أكدوا ضرورة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا أن الصراع بين الطرفين يؤجج "غضب الشارع" في العالم العربي.
وقال المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن خليل جهشان لحلقة 18/10/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" إن الولايات المتحدة الأميركية تتحمل مسؤولية ما تتعرض له من انتقادات إسرائيلية، لأنها تتجاهلها في كل مرة.
مع العلم أن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف نفت أن يكون كيري ربط بين إسرائيل وتنامي تنظيم الدولة، وقالت إن قراءة المسؤولين الإسرائيليين لتصريحاته كانت خاطئة.
وأوضح جهشان أن الرد الحاد لتل أبيب على تصريحات كيري الأخيرة له صلة بموقفها السياسي الحالي، حيث تحاول المساواة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتنظيم الدولة، واعتبر أن إسرائيل تشعر بأن موضوع العنف والتطرف هو بمثابة سهم يوجه إليها، بسبب احتلالها للأراضي الفلسطينية وتصويرها الصراع مع الطرفين بأنه ديني.
كما أن واشنطن غير مرتاحة يضيف -جهشان- بسبب فشلها في مسألة حل الدولتين.
أما الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، فقال إن خلافات الولايات المتحدة وإسرائيل حول علاقة الاحتلال بتنامي التطرف بالمنطقة هي "سردية جديدة يجري تسويقها لإدخال شيء جديد في عملية التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
ووصف ما يحدث بين واشنطن وتل أبيب من خلافات بالأمور الشكلية، وأكد أن الدعم الأميركي لإسرائيل لا يتوقف عند ما سماه الحدود الشكلية، وأن سياستها في المنطقة تقوم على حماية أمن إسرائيل ودعمها سياسيا وعسكريا.
وأضاف أبو هنية أن الخلافات بين واشنطن وتل أبيب هي خلافات داخل العائلة الواحدة، وهما متفقان على المفاهيم، فمن تعرفه إسرائيل بالإرهابي تعرفه الولايات المتحدة كذلك. ورأى أن الولايات المتحدة دعمت الاحتلال ودعمت الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، وأن إسرائيل هي أحد أسباب الإرهاب والتطرف.
من جهته اعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي بن مناحم أن إسرائيل بحاجة ماسة للولايات المتحدة بسبب خطوات السلطة الوطنية الفلسطينية لمحاولة الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي.
وشدد على أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب حميمية ووطيدة.
وبشأن موضوع الإرهاب، فلا فرق لدى المحلل الإسرائيلي بين حماس وتنظيم الدولة.