أسباب قوة تنظيم الدولة الإسلامية
طرحت حلقة 12/10/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" على ضيوفها تساؤلات عن أسباب استمرار قوة وتمدد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، رغم الضربات الجوية التي يتلقاها من قوات التحالف الدولي.
ويعتقد الكاتب والباحث السياسي لقاء مكي أن تنظيم الدولة لا يرتبط بأي جهة، وأنه ولد عام 2006 في ظل ظروف معينة في العراق، واستفاد لاحقا من التناقضات الإقليمية الخطيرة التي حصلت بعد أحداث الثورة السورية ثم فراغ السلطة في سوريا والعراق وعجز الدولتين عن السيطرة على مساحات واسعة.
وقال إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد تغاضى عن التنظيم بهدف ضرب المعارضة وإيصال رسالة للعالم مفادها "إما أنا وإما الإرهاب". كما أن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي كان على علم بتمدد التنظيم، لكنه تغاضى عنه، واستفادت من التنظيم أيضا إيران وتركيا وأميركا.
ويرى مكي لحلقة 12/10/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" أن أجهزة الاستخبارات الدولية فشلت في تقدير حجم تنظيم الدولة وظنت أنه هش يمكن القضاء عليه، لكنها وجدت صعوبة في السيطرة عليه.
من جهته، يرى الكاتب والمحلل الإستراتيجي من جدة علي بن حسن التواتي أن الجميع يستفيد من تنظيم الدولة: الأكراد بالانفصال، وتركيا في ضرب حزب العمال الكردستاني، وأميركا في الحفاظ على أمن إسرائيل وشرذمة سوريا، والعراق في محاولة منع قيام دولة كردية بسوريا، أي أن أطرافا عديدة مستفيدة وتسخر هذا التنظيم لمصالحها.
وأضاف أن التنظيم لعب على التناقضات وأن أطرافا تسانده ويهمها استمراره، ولذلك لم يتم تشكيل تحالف متكامل بري وجوي للقضاء على مسببات ظهور هذا التنظيم، فالحواضن لا تزال موجودة -يواصل التواتي- منها النظام السوري الذي ذبح شعبه، وقطاع غزة الذي ذبح شعبه "واليوم يتحدثون عن المليارات لبنائه".
واعتبر الكاتب أن تنظيم الدولة "لم لو يوجد لأوجد" مثلما هو الحال مع تنظيم القاعدة في أفغانستان، والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي قال إنها أطلت برأسها في الجزائر ودول الصحراء الضعيفة، ودعا في السياق إلى ضرورة تحلي العرب وإيران وتركيا بالوعي من أجل إيقاف ما اعتبرها تدخلات الدول الكبرى.
دعم ورعاية
وللكاتب والمحلل السياسي أبو ميسم الجواهري رأي آخر، فهو يقول إن تنظيم الدولة يلقى الرعاية والدعم من دول واستخبارات تقدم له الأموال والقدرات الهائلة، بدليل ما يحدث في مدينة عين العرب (كوباني)، حيث تدير الأيادي التركية الموقف وتستفيد من الوضع للحؤول دون إقامة دولة كردية في سوريا.
واعتبر أن تصريح جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي لم يكن زلة لسان، في إشارة إلى اتهامه دولا خليجية وتركيا بدعم وتمويل تنظيم الدولة، ثم اعتذاره لها جميعا.
ويذكر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استغرب في مقابلة مع قناة الحرة-عراق اعتذار بايدن لدول خليجية وتركيا، وتحدث عما سماه مشروعا إقليميا لجعل المنطقة تخوض صراعا طائفيا دمويا، وحذر من أن "تنظيم الدولة أصبح يهدد دولا عديدة على غرار السعودية وتركيا وربما يتمدد إلى دول أخرى ليصبح تهديدا للمنطقة بأسرها".
وفي رأي حسن التواتي فإن العبادي ليس في وضع يسمح له باستعداء تركيا ودول الخليج.