ما وراء الخبر

منطقة عازلة بسوريا.. أسباب الرفض والبدائل المطروحة

ناقشت الحلقة أسباب رفض الولايات المتحدة المقترح التركي الخاص بإقامة منطقة عازلة شمال سوريا، وهل من حلول بديلة في ضوء التداعيات المحتملة لموقف واشنطن؟

في تأكيد على موقف واشنطن، قال توني بلينكن نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي الجمعة إن الاقتراح التركي بإقامة منطقة عازلة في سوريا لم يأت بفكرة جديدة وليس في دائرة الاهتمام.

حلقة الجمعة (10/10/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا التطور، وتساءلت عن أسباب رفض الولايات المتحدة المقترح التركي، وهل من حلول بديلة في ضوء التداعيات المحتملة لموقف واشنطن؟

ويأتي الرفض الأميركي في وقت تشهد مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا اشتباكات عنيفة على الأرض، تزامنا مع غارات ينفذها التحالف الدولي على مواقع وتجمعات تنظيم الدولة الإسلامية داخل المدينة وفي محيطها.

تركيا، التي تقع هذه النقطة الساخنة على حدودها، تقترح إقامة منطقة عازلة ومنطقة للحظر الجوي في شمال سوريا، لكن لا يزال هذا الاقتراح محل سجال دولي، غير أن الموقف الأميركي لا يزال حتى اللحظة غير متحمس للأفكار التركية.

اختلاف الأولويات
يرى المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جي كراولي أن إقامة منطقة عازلة شمال سوريا يمثل أسلوبا تكتيكيا، لكن الخلاف بين تركيا وأميركا إستراتيجي.

وأوضح أن تركيا ترى النزاع والتحالف الدولي باعتباره يجب أن يهدف في المقام الأول لإخراج بشار الأسد من السلطة، وتنظر لتنظيم الدولة الإسلامية بصفته عاملا يشكل خطرا جسيما، بينما تنظر واشنطن للتنظيم كهدف أولي يجب القضاء عليه.

ويشرح كراولي صعوبة تنفيذ المقترح التركي، بأنه لكي يتحقق يجب ضرب القوات الجوية للأسد ونظامه حتى لا تمثل تهديدا للطائرات الأميركية، فضلا عن ضرورة إسقاط كل أنظمة الدفاع الجوي السوري، وهو أمر صعب، فالطائرات الأميركية تجول في سماء سوريا لضرب معاقل تنظيم الدولة.

ويضيف أن الولايات المتحدة لا تخطط لنشر قواتها على الأرض، فآخر مرة فعلت فيها ذلك كانت في العراق عام 2003، أضف إلى ذلك أن القوات المعنية بمواجهة تنظيم الدولة على الأرض ليست الولايات المتحدة، وإنما القوات العراقية وقوات المعارضة السورية المعتدلة، كما أن واشنطن غير معنية بإرسال جنودها في خضم الحرب الأهلية التي تشهدها المنطقة.

وبشأن بدائل المقترح التركي يرى كراولي أن تركيا والولايات المتحدة لديهم أهداف على المدى الطويل في المنطقة، وهي أهداف متطابقة ومتشابهة كإسقاط النظام في سوريا، وتحقيق الاستقرار في العراق، لكن الاختلاف في أولويات وطريقة التنفيذ.

وفسر ما تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها بأنه استخدام القوة الجوية في محاولة لخلق الوقت المناسب للقوات العراقية وقوات البشمركة الكردية لتعيد بناء نفسها، وتكون قادرة على مواجهة التنظيم.

إستراتيجيات المصالح
في المقابل، قال الدكتور عبد الوهاب الأفندي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة وست مانستر، إن الموقف الأميركي يؤكد أنها لا تحفل بالشعب السوري ولا بالمنطقة ولا يهمها مقترحات تركيا.

وأضاف أن دول التحالف تريد من تركيا أن تقوم نيابة عنها بالقتال بريا، ومن جانبها تريد تركيا الدفاع عن مصالحها الحيوية، وتشترط لكي تتدخل أن يكون إسقاط الأسد أول الأهداف.

وشرح الأفندي المخاوف التركية من التدخل، مؤكدا أن أي محاولة لزيادة وتيرة الحرب ضد تنظيم الدولة تعني المزيد من تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا.

وحذر من أن عدم التدخل في الوقت المناسب سيزيد الأمور سوءا، لأن هناك جهات أخرى كإيران وروسيا تتدخل بالفعل.