ما وراء الخبر

آفاق التسوية السياسية بمصر

ناقشت حلقة ما وراء الخبر أول أمس الثلاثاء إمكانية البحث عن تسوية سياسية للأزمة السياسية الدائرة في مصر في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي واستمرار منطق الحشود المتبادلة بين طرفي النقيض في المعادلة السياسية بالبلاد.

ناقشت حلقة ما وراء الخبر -أول أمس الثلاثاء- إمكانية البحث عن تسوية سياسية للأزمة السياسية الدائرة في مصر في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي واستمرار منطق الحشود المتبادلة بين طرفي النقيض في المعادلة السياسية بالبلاد.

وقد أكد عصام العبيدي نائب رئيس تحرير جريدة الوفد المصرية، أن التسوية لن تتحقق إلا بشرطين، هما: توقف قادة التيار الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين عن التحريض في الميادين وإيقاف المناداة بالعنف، وتوقف الدولة عن الملاحقة الأمنية لقيادات الإخوان المسلمين. وأشار إلى أن تحقق هذين الشرطين يتيح الفرصة لإمكانية إتمام تسوية سياسية في البلاد.

وفي المقابل قال المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة أحمد سبيع إن التيار الإسلامي ليس صاحب زمام الأمور في الشارع المصري حاليا، مؤكدا أن الشعب بأجمعه يخرج حاليا في مختلف المدن ليستعيد الرئيس المعزول ويعيد له شرعيته من جديد.

وأشار إلى أن ما يقرب من عشرين مليون مواطن مصري يتبادلون التظاهرات والاعتصامات السلمية وليسوا جمعيا من التيار الإسلامي. ورغم اعتراف سبيع بأن التيار الإسلامي يتصدر الاحتجاجات في الشارع فإنه أكد أن هذا التيار لم يعد صاحب القرار الوحيد بهذا الشأن بل إن كافة قطاعات الشعب تتحرك لاستعادة الرئيس.

وشدد المتحدث باسم الحرية والعدالة على أن المتظاهرين رفعوا شعارا واحدا وهو السلمية، مشيرا إلى أن عزل الرئيس مرسي يمثل انقلابا على ثورة 25 يناير وذلك ما أزعج جميع الأطياف ودفعها إلى الانضمام إلى المتظاهرين سواء في رابعة العدوية أو ميدان نهضة مصر أو الفعاليات المقامة في المحافظات.

من جهته اعتبر العبيدي أن هناك فارقا كبيرا بين خروج الشعب المصري في 30 يونيو/حزيران الماضي وبين ما يحدث الآن في النهضة أو رابعة العدوية، معتبرا أن من خرجوا في نهاية الشهر الماضي خرجوا بإرادتهم الحرة ليعبروا عن سخطهم وغضبهم لفشل حاكم طوال عام كامل في تحقيق أي إنجاز على أرض الواقع، في حين أن الجماهير التي تخرج في رابعة العدوية أو نهضة مصر تحمل في الباصات، حسب قوله.

وقد استنكر سبيع ما سماه عدم احترام الشعب المصري عن طريق الأحكام القضائية المسيسة التي أبطلت انتخابات مجلس الشعب، وقرار القيادة العامة للقوات المسلحة بتعطيل الدستور الذي أقر بنسبة موافقة بلغت 64% وعزل الرئيس المنتخب بواسطة انقلاب عسكري صريح، حسب قوله.

دور أميركي
وحول الزيارة الأخيرة التي أجراها وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأميركي لمصر قبل أيام ولقائه عددا من المسؤولين في البلاد، قال العبيدي إن ذلك يعد اعترافا بشرعية ما جرى في مصر من ناحية، كما يساعد على إصلاح الصورة الذهنية التي رسمها الشعب المصري للأميركيين خلال فترة الارتباك والتردد التي صاحبت موقفهم من 30 يونيو.

وفي المقابل أكد سبيع أن تعاطي الإدارة الأميركية مع الأمور لا يتغير، مشددا على أن واشنطن دعمت الحركة الانقلابية عبر زيارات السفيرة الأميركية بالقاهرة آن باترسون للأحزاب السياسية، ولقائها بالبابا تواضروس، وجبهة الإنقاذ الوطني.

وأضاف أنها منحت الانقلاب ظهيرا دوليا، كما قال الدكتور محمد البرادعي وليس أحد غيره، إنه أقنع الغرب وأميركا بقبول هذا الانقلاب.