غموض المواقف الدولية إزاء مصر
– غموض شديد في الموقف الأميركي
– أم المفارقات في ميدان التحرير
– الخطوة المقبلة في المشهد السياسي المصري
– تأثير المواقف الدولية
|
|
|
ليلى الشيخلي: حيّاكم الله، دعت وزارة الخارجية الأميركية لأول مرة إلى إطلاق سراح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وذلك في إطار مواقف أميركية ودولية اتسمت بعدم الوضوح من التطورات التي أعقبت عزل مرسي قبل نحو عشرة أيام.
نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في محورين: ما هي الاعتبارات التي حكمت المواقف الدولية من التطورات الأخيرة في مصر؟ وما مدى إمكانية تأثير هذه المواقف في دفع الأحداث في مصر خلال الفترة المقبلة؟
قليلة إلى حد أنها تعد على أصابع اليد الواحدة تلك هي الدول التي عبرت بوضوح عن موقفها من التطورات الأخيرة في مصر ترحيباً كان أو رفضاً، أما بقية المواقف فقد اتسمت بالغموض الشديد واختارت الاختباء خلف العبارات الفضفاضة من قبيل احترام اختيارات الشعب المصري دون تحديد هذه الخيارات، أو الدعوة لضبط النفس وتجنب استخدام العنف دون تحديد الجهة المسؤولة عن هذا العنف المحذر منه، التقرير التالي يرصد أهم المواقف الدولية من تطورات ما بعد الثلاثين من يونيو في مصر.
[تقرير مسجل]
ناصر آيت طاهر: ترحيب حذر واستنكار تكاد ثلاثتها تختصر المواقف مما حدث في مصر في الثلاثين من يونيو، عندها تدخل الجيش لعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي بعد مظاهرات حاشدة طالبت برحيله، ومذ ذاك وكثير من المواقف لا تزال تتبلور أملاً ربما في أن تتضح الصورة أكثر، قد يفسر ذلك توالي الدعوات إلى المصالحة وضبط النفس كالتي صدرت عن الأمم المتحدة، في المحيط العربي كان لافتاً مصارعة دول خليجية كبرى إلى مباركة التغيير في مصر ولم تسجل مواقف عربية بينة تدين عزل مرسي باستثناء تونس التي رفضته باعتباره انقلاباً على قيم الديمقراطية، إقليمياً برز موقف الإتحاد الإفريقي منذ البدء إذ رفض الوضع الجديد وعلق عضوية مصر في الإتحاد، ومن تركيا جاء رفض صريح آخر للوضع الجديد في مصر، بالنسبة لأنقرة فإن إزاحة الجيش للرئيس مرسي عن السلطة لا تعكس رغبة الشعب المصري وتلك الرغبة بدا من موقف إيران المعلن أنها تتمسك بها، مع أن وسائل إعلامها وتلك التابعة لها لا تخفي ابتهاجها بما آلت إليه الأمور في مصر، دولياً وببراغماتية واضحة أكدت موسكو حرصها على استمرار تعاونها مع مصر أياً كانت الحكومة التي تديرها، في موقف متناغم رفض الإتحاد الأوروبي اعتبار عزل مرسي انقلاباً لكن دول الإتحاد اجتهدت كل في اتجاه، فبينما رأت ألمانيا في الإطاحة بمرسي فشلاً كبيراً للديمقراطية رحبت فرنسا صراحة بإزاحته من السلطة في مصر، وقالت بريطانيا إنها ستتعامل مع السلطة الجديدة هناك، في الضفة الأخرى من الأطلسي جاء موقف الولايات المتحدة عصياً على الاستيعاب فبعدما قالت إنها ستنظر في مصير مساعداتها للقاهرة ها هي واشنطن ترى أن الشعب المصري قال كلمته وأن الديمقراطية ليست فقط ما تفرزه الصناديق، بل إنها أيقنت الآن أن حكم مرسي لم يكن ديمقراطياً، والأهم من ذلك أن الأميركيين يتحاشون كما يفعل كثيرون وصف ما جرى في مصر بأنه انقلاب.
[نهاية التقرير]
ليلى الشيخلي: إذن هذا الموضوع نناقشه مع ضيفينا في الأستوديو شادي حميد مدير مركز الأبحاث في مركز بروكنغز الدوحة، من لندن فواز جرجس رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لندن، أبدأ معك شادي: هذه المواقف المختلفة من أحداث مصر منذ ثلاثين يونيو وبعده كيف تقيمها؟
شادي حميد: هذا مية في المية انقلاب وليس هناك أي شك في هذا لو عايزين نشوف التعبير الأكاديمي هذا حصل في أكثر من بلد في أميركا اللاتينية إلى آخره كان في طبعاً..
غموض شديد في الموقف الأميركي
ليلى الشيخلي: عفواً أنا سألتك تحديداً عن المواقف يعني ربما تصفه أنت وكأنه انقلاب ولكن المواقف الدولية لم تتفق مع هذا الوضوح الذي تراه أنت، كان هناك غموض شديد وفي لبس لماذا؟
شادي حميد: لا تريد أمريكا استعمال عبارة انقلاب، أوباما لا يريد أن يتدخل في الأشياء الداخلية في مصر، هو لا يريد أن يبقى مع الإخوان أو ضد الإخوان، أميركا تريد أن تنسحب ولا تلعب دورا مباشر وقويا وهذا حصل كان في انقلاب ضد مرسي وأميركا تريد الاستقرار وهم عارفين الجيش سيكون هناك وليس هناك..
ليلى الشيخلي: طيب ربما موقف واشنطن تحديداً ولكن أريد أن أتحدث بشكل عام فواز جرجس عن المواقف بشكل عام باستثناءات قليلة جداً الدول هذه تجنبت موقفا واضحا وهذا ما أسأل عنه لماذا؟
فواز جرجس: لعدة أسباب: السبب الأول لأن ما يحدث في مصر في رأي هذه الدول الغربية وخاصة انخراط الجيش المصري يغير من المعادلة على الأرض، ينظر إلى المؤسسة العسكرية في مصر على أنها مؤسسة إستراتيجية، على أنها تلعب دوراً مهماً في استقرار المنطقة، ليس هناك من ارتياح عموماً في الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة من إدارة الرئيس محمد مرسي وهناك الحقيقة نوع من الحذر والتشكيك في الأهداف الإستراتيجية لحركة الإخوان المسلمين، يتخوفون جداً من قضية عدم الاستقرار في مصر لكونها أهم الدول في العالم العربي، ويمكن تلخيص الموقف الأميركي خاصة بأنه الحقيقة محاولة التخفيف والتقليل من الخسائر بقدر الإمكان، تريث حذر غموض وتكيف مع ردود فعل الشارع المصري، ولكن النقطة الرئيسية للندن لفرنسا للولايات المتحدة أن العلاقة مع مؤسسة الجيش المصري علاقة إستراتيجية، رؤية المؤسسة العسكرية الأميركية والمؤسسات الأمنية في الغرب أن المؤسسة العسكرية المصرية لا يمكن التفريط فيها وطبعاً من هنا الحقيقة يمكن فهم هذا الحذر، هذا التريث، هذا الغموض الذي يعني يميز المواقف الغربية وخاصة الأميركية خصوصاً.
ليلى الشيخلي: شادي إذا كان هذا الموقف حصل في أي بلد آخر لكانت أميركا ربما خلال 24 ساعة قد أصدرت بياناً واضحاً وصريحاً في موقفها هل فعلاً الموضوع يتعلق هنا في كون الرئيس من الإخوان المسلمين؟ هل هذه نقطة أساسية في التردد أو الحذر الذي تحدث عنه فواز جرجس؟
شادي حميد: طبعاً صناع القرار في واشنطن في قلق من الإسلاميين، ولذلك أميركا لا تدعم الديمقراطية في العالم العربي من عقود بسبب.. لو في انتخابات حرة ونزيهة الإسلاميون سيصلون للحكم وحتى الآن حتى مع المعارضة المصرية هم يقولون أن أوباما مع الإخوان ولكن هذا ليس صحيحاً.
أم المفارقات في ميدان التحرير
ليلى الشيخلي: يعني بصراحة هذه أم المفارقات إن صح التعبير يعني إذا رأينا الهتافات واللافتات التي رفعت حتى في ميدان التحرير أوباما معمم، كيري نفسه اضطر إلى إصدار بيان يقول فيه أن الولايات المتحدة ليست منحازة إلى الإخوان المسلمين، هذا بصراحة يحتاج إلى توقف هذا يعني تحول مئة وثمانين درجة في تصوير الموقف أو المشهد كيف يفسر؟
شادي حميد: ما فيش دليل لهذا، في طبعاً نظرية المؤامرة عند بعض المصريين وهذا حصل آخر سنة إحنا شايفين المؤامرات والكلام في هذا ولكن لو أوباما كان فعل هذا مع الإخوان سيكون صاحب موقف أقوى وسيقول طبعاً الانقلاب شيء مش سنستوعبه كأميركان ولكن هو لم يقل ذلك، هذا الشيء واضح هنا أميركا ما عندها مشكلة قوي بالانقلاب كما قال فواز في علاقة إستراتيجية مع الجيش المصري والسؤال عند الأميركان هم عندهم اهتمام واحد فقط وهذا الاستقرار في مصر والمنطقة لو مرسي حقق الاستقرار هذا جيد لكن لو الجيش حقق الاستقرار هذا أيضاً جيد، هذا الشيء رقم واحد للأميركان.
ليلى الشيخلي: ربما ولكن يعني من الملاحظ فواز جرجس أن الموقف مر بعدة محطات يعني بداية الإعراب عن القلق وانتهى بالأمس فقط بالمطالبة بإطلاق سراح مرسي هل هذا يعد تحولا في الموقف أم يعني مجرد نقطة لا تستحق التوقف عندها كثيراً؟
فواز جرجس: الملفت أن الموقف الأوروبي وخاصة الموقف الألماني هو أكثر تقدماً من الموقف الأميركي، ومن هنا الحقيقة أجبرت وزارة الخارجية الألمانية الولايات المتحدة على الحديث والطلب من القيادة العسكرية المصرية الإفراج عن الرئيس مرسي يعني هي ألمانيا قالتها أولاً ومن ثم اضطرت القيادة الأميركية إلى الطلب، وهذا يدل الحقيقة على طبيعة الموقف الأميركي. دعيني أكون أكثر وضوحاً بالنسبة لسؤالك حول حركة الإخوان المسلمين والولايات المتحدة، تاريخياً هناك علاقة الحقيقة صدامية بين الإسلاميين في العالم العربي والولايات المتحدة، بعد الثورات العربية وصلت الإدارة الأميركية إلى نوع من القناعة بأن الإسلاميين رقم صعب في المعادلة العربية ومن هنا لا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة العربية بدون التعامل مع الإسلاميين وخاصة حركة الإخوان المسلمين في مصر.
ليلى الشيخلي: طيب أريد أن أسألك هنا بهذه النقطة فواز جرجس، لماذا إذن خلال السنتين الماضيتين تكونت لدى البعض فكرة أن ما يجري في العالم العربي الآن من دفع للإسلاميين هو ضوء أخضر من الأميركيين؟
فواز جرجس: في الواقع الحقيقة الولايات المتحدة عندما فاز الرئيس مرسي تنفست الصعداء، لأن فوز أحمد شفيق في الرئاسة كان سوف يؤدي إلى مواجهات خطيرة في مصر وهو يدل على أهمية قضية الاستقرار وقضية القناعة لدى الولايات المتحدة قناعة جديدة يعني من سنتين ونصف أن الإسلاميين لا يمكن تجاهلهم، هم في الواقع أهم قوى اجتماعية وسياسية في العالم العربي، صحيح أن الولايات المتحدة لم تكن على علاقة حميمة مع إدارة الرئيس مرسي ولكن في الواقع علاقة مبنية على مصالح يعني الرئيس محمد مرسي لم يأخذ أي سياسات أدت إلى تهديد الأمن الأميركي، الولايات المتحدة لم تكن سعيدة بكل السياسات والآن الحقيقة لدينا معلومات مهمة على أن إدارة باراك أوباما كانت مختلفة جذرياً في تعاملها مع الرئيس محمد مرسي في إدارة الملف الداخلي، ولكن في رؤية الإدارة الأميركية أن محمد مرسي يحافظ على السياسات الواقعية، السياسات الواقعية التي تحافظ على المصالح المشتركة، أنا أعتقد أن المعارضة في مصر يعني أرادت أن توحي للجماهير المصرية أن الولايات المتحدة هي الحقيقة التي تساعد والتي تدعم الرئيس مرسي، هذا ليس صحيحاً على الرغم من بعض الرسائل التي أوصلتها السفيرة الأميركية في مصر، الولايات المتحدة تتعامل مع الأمور الواقعية سياسة باراك أوباما مبنية على أسس المفهوم الواقعي والآن باراك أوباما بين المطرقة والسندان، مطرقة العلاقة الإستراتيجية مع الجيش المصري وسندان الواقع أن رئيساً منتخباً شرعياً من قبل المصريين قد خلع، ومن هنا هذا التذبذب وهذا الحذر والتأقلم مع ردود فعل الشارع المصري، الآن الإدارة الأميركية تريد الإفراج عن الرئيس مرسي، لا نعلم ماذا سوف يكون موقف الإدارة الأميركية إذا تطورت الأمور في الشارع المصري في الأيام والأسابيع القادمة، هي سياسة ديناميكية متغيرة تتعامل مع ردود فعل الشارع المصري يومياً.
ليلى الشيخلي: يعني عندما تقول الإدارة الأميركية بأن مرسي حكمه لم يكن ديمقراطياً هذا بحد ذاته يخلق إشكالية أليس كذلك شادي؟
شادي حميد: لازم نعمل تميز ما بين الديمقراطية والديمقراطية الليبرالية، وطبعاً مرسي كان أو الإخوان كانوا يؤمنون بالصناديق والعمل السياسي والتدخل في الانتخابات ولكن لو عايزين نرى كلمة الديمقراطية في أشياء أكتر مثلاً الأقليات مهمة الجمع ما بين الأطراف المختلفة الليبراليين اليساريين ومرسي ما كنش كويس قوي في التعامل مع الآخرين ولذلك ممكن نقول هو ما كانش ليبرالي قوي ولكن هو كان يؤمن بالصناديق.
ليلى الشيخلي: وهنا الإشكالية بتعريف الديمقراطية بأن الولايات المتحدة تقول إن حكمه غير ديمقراطي نعم سأعود إليك إذا سمحت لي فواز جرجس ولكن بعد فاصل قصير تريد أن تعلق على هذه النقطة تحديداً فواز جرجس تفضل.
فواز جرجس: طبعاً تحديداً الحقيقة في الواقع حاولت إدارة باراك أوباما إرسال عدة رسائل للرئيس مرسي في الأشهر والأسابيع الماضية، حاول الرئيس الأميركي شخصياً التوسط بين الرئيس مرسي والمعارضة وكان رفض الرئيس مرسي علامة مؤشرة للإدارة الأميركية على أنه الحقيقة لا يؤمن بالديمقراطية هذا ما تتحدث به أوساط إدارة باراك أوباما.
ليلى الشيخلي: وربما ما نريد أن نناقشه في الجزء الثاني من البرنامج هو الرسائل التي أرسلتها الإدارة الأميركية من خلال مواقفها الأخيرة ليس فقط إلى مصر ولكن إلى الداخل المصري ككل إلى الأطراف السياسية المختلفة أرجو أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
ليلى الشيخلي: أهلاً بكم من جديد إلى هذه الحلقة التي تناقش المواقف الدولية من التطورات في مصر واحتمالات تأثيرها في توجيه تلك التطورات، شادي حميد كنا نتحدث عن توصيف حكم مرسي بأنه غير ديمقراطي من قبل الولايات المتحدة ترى أي رسالة يرسلها هذا التوصيف إلى الداخل المصري؟
شادي حميد: الآن نسمع نفس الشيء من إسلاميين في مصر وأنا على اتصال مع الرسميين في الإخوان ويقولون دي الوقت بأن أميركا ضد الديمقراطية في مصر هم يدعمون الانقلاب ولماذا أميركا لا تؤمن إلى آخره، الشيء الغريب دي الوقت المعارضة في مصر يقولون أن أوباما ضد المعارضة ولكن الإخوان يقولون نفس الشيء أميركا ضد الإسلاميين وهذا ما حصل قبل كده كل الناس يقولوا نفس الشيء أميركا ضدنا والرسالة للإسلاميين هم دي الوقت يفكروا إحنا قررنا أن نتدخل في العمل السياسي والانتخابات ولكن حتى مع الفوز في الانتخابات مش مرة وحدة ولكن 5 مرات في مصر،حتى مع كل الأشياء أميركا تقول هذا لا يكفي وهذه رسالة خطيرة للإسلاميين والخوف عند الأميركان وعندي شخصياً إنه دي الوقت الإسلاميين ممكن ينسحبوا من العمل السياسي والعمل الانتخابي ويمكن حتى يفكروا في العنف مثلاُ.
الخطوة المقبلة في المشهد السياسي المصري
ليلى الشيخلي: طيب فواز جرجس ربما يعني نقطة خطيرة هنا بالنسبة للعمل السياسي ككل يعني ما حدث أنه الآن إذا كنت ضد ما حدث لمرسي ضد إزاحة مرسي بهذه الطريقة فأنت تعتبر حكماً من الإخوان المسلمين أو من أنصارهم، إلى أي حد ترى أن هذا يؤثر على الخطوة المقبلة بالنسبة للمشهد السياسي في مصر؟
فواز جرجس: أنا أعتقد إنه هذه خطوة خطيرة للغاية بغض النظر عن كيفية تعامل الرئيس محمد مرسي مع المعارضة، بغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبها أنا أعتقد أن خلع الرئيس مرسي بهذه الطريقة، الوضع الآن الموجود في مصر يعني الفجوة العميقة بين الفصائل السياسية والاجتماعية، قضية اشتراك حركة الإخوان المسلمين والإسلاميين في عملية الانتقال السياسي عملية جوهرية، أنا لا أعتقد أنه يمكن عملية انتقال سياسي ديمقراطي في أي دولة ليس فقط في مصر بدون إشراك الإسلاميين لأنهم من أهم الفصائل السياسية والاجتماعية ومن هنا خطورة الوضع، نقطتان بالنسبة للإدارة الأميركية في الأيام القليلة الماضية تواصل الرئيس الأميركي مع كل من أمير قطر والملك السعودي ومع دولة الإمارات العربية من أجل إقناعهم الحقيقة بإقناع حركة الإخوان المسلمين بالاشتراك في العملية السياسية، النقطة الأهم النقطة الرئيسية الحقيقة تحاول إدارة باراك أوباما التواصل مع دولة قطر بالأخص وأمير قطر الجديد لأنه لديه بعض التأثير على حركة الإخوان المسلمين لأن الولايات المتحدة وإدارة باراك أوباما تدرك جيداً ليس فقط نحن الباحثين أن عدم اشتراك حركة الإخوان المسلمين والفصيل الإسلامي السياسي في العملية السياسية سوف يؤدي إلى فراغ سياسي، سوف يؤدي الحقيقة إلى تلكؤ في الانتقال السياسي في مصر.
ليلى الشيخلي: في الواقع يعني ليست الولايات المتحدة نعم تقريباً المواقف الدولية كلها تذهب إلى الحث على مصالحة وطنية، إلى الحث على حوار وطني ولكن هل تعتقد أن هذه الأصوات قوية بما يكفي لكي تحدث هذا على الأرض من وجهة نظرك، هل تتأثر القوى السياسية في الداخل بهذه الأصوات من الخارج؟
فواز جرجس: لا لا أعتقد الحقيقة أنا أعتقد أننا نحن في العالم العربي نعتقد دائماً أن كل ما يحدث في أقطارنا شيء من الخارج، مؤسسة الجيش المصري تصرفت صحيح أنها تواصلت مع القيادة الأميركية ولكن هذا القرار، قرار داخلي هذه مؤسسة لديها تصور لقضية الأمن القومي والأمن المصري، وأنا أعتقد أن الولايات المتحدة وألمانيا طلبت من مؤسسة الجيش الإفراج عن الرئيس مرسي، أنا لا أعتقد أن قيادة الجيش في مصر سوف تفرج عن الرئيس مرسي، وهذا دليل مهم على قضية العلاقة، صحيح أن الولايات المتحدة تنظر إلى مؤسسة الجيش على أنه لديها معها علاقة إستراتيجية ولكن في المطاف الأخير الوضع الداخلي تقرره القوى الرئيسية الفاعلة وخاصة مؤسسة الجيش التي هي الحقيقة اللاعب الرئيسي والأهم في المعادلة المصرية.
ليلى الشيخلي: تفضل شادي كنت تريد أن تتحدث.
شادي حميد: ولكن لو تريد أميركا أن تمارس ضغطا أكبر على الجيش المصري ممكن تعمل كده وفي جهة نظري لازم أميركا تفكر في سحب المعونة للجيش عشان تمارس ضغطا على الجيش، وبعد وقت ما لو في دخول للإسلاميين وفي انتخابات حرة ونزيهة المعونة ممكن تبتدئ بعد.
ليلى الشيخلي: شادي ما هي توقعاتك فعلاً لتطورات المواقف الدولية إزاء ما يجري في مصر حالياً؟
شادي حميد: ليس إيجابيا، لازم المجتمع الدولي أن يقول ليس جيدا لو في انقلاب، انقلاب ضد مش بس حكومة ولكن حكومة منتخبة، هذا شيء في التاريخ نعرف في أميركا اللاتينية في أوروبا هذا ليس شيئا إيجابيا.
ليلى الشيخلي: طيب بالنظر لما يجري حالياً ما هي توقعاتك لما يمكن أن تتطور عليه المواقف الدولية؟
شادي حميد: هلأ أنا شايف المنظور ليس إيجابيا بسبب ما فيش حد في المجتمع الدولي يريد أن يتدخل في شيء داخلي ودي الوقت هم شايفين وأميركا شايفة هذا شيء داخلي ما بين الجيش والإخوان وأميركا لا تريد أن تتحمل مشاكل أكتر من اللازم مع أي جهة.
تأثير المواقف الدولية
ليلى الشيخلي: فواز جرجس أيضاً أريد أن أسمع منك تعليقا عن هذه النقطة وأيضاً توقعاتك لحجم تأثير المواقف الدولية فيما يجري في مصر في المستقبل القريب.
فواز جرجس: أنا أعتقد أن الأيام والأسابيع القادمة سوف تكون مهمة للغاية، ما يحدث في الميادين في مصر هو العامل الرئيسي الذي سوف يحدد سقف المواقف الدولية، نحن رأينا في الأيام الأخيرة بعض التطور النوعي للموقف الأميركي والمواقف الأوروبية ولكن لا أعتقد أن الدول الغربية بما فيها القيادة الأميركية سوف تدخل في مواجهة مع الجيش المصري، هذه الحقيقة الجيش المصري خط أحمر، ومن هنا لا أعتقد أن إدارة باراك أوباما سوف توقف المساعدات للجيش المصري وحتى لو أوقفت هذه المساعدات سنة أو سنتين الآن نعلم أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية والكويت قدموا مساعدات يمكن أن تكفي لحوالي سنة أو أكثر، ومن هنا الحقيقة أنا أعتقد أهمية المواقف الإقليمية وليس فقط المواقف الغربية، موقف دولة الإمارات العربية المملكة العربية السعودية والكويت موقف مهم للغاية في إعطاء رصيد سياسي ومادي للقيادة الجديدة وخاصة في مصر.
ليلى الشيخلي: ولكن إلى أي حد يمكن أن تذهب هذه الدول برأيك؟
فواز جرجس: دعيني أكون صريحاً للغاية هذه المساعدات رسالة واضحة وضوح الشمس يقولون نحن ندعم مؤسسة الجيش المصري ندعم ما قامت به مؤسسة الجيش المصري، نحن نعتقد أن إدارة الإخوان كانت فاشلة وتشكل خطرا ليس فقط على الأمن القومي المصري ولكن على الأمن القومي العربي ككل، ومن هنا الحقيقة إذا نظرت إلى ما قامت به إدارة باراك أوباما في الأسبوع الأخير تواصلت مع المملكة العربية السعودية ومع دولة الإمارات ومع قطر من أجل محاولة الحقيقة يعني إيجاد نوع من التفاهم من أجل إشراك الإخوان في العملية الجديدة، الولايات المتحدة لا تتحدث ولا تقول بأن الرئيس مرسي لا يزال الرئيس الشرعي هذه نقطة مهمة جداً تقول بأنها تريد الإفراج عنه ولكنها لا تقول بصراحة أنه الرئيس الشرعي وهذا يدل على طبيعة الموقف الأميركي والغربي مما حدث في مصر في الأيام الأخيرة.
ليلى الشيخلي: شكراً جزيلاً لك فواز جرجس رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لندن، شكراً لشادي حميد مدير مركز الأبحاث في مركز بروكنغز هنا في الدوحة، وشكراً لكم مشاهدينا الكرام على متابعة هذه الحلقة من ما وراء الخبر في أمان الله.