ما وراء الخبر

تقليص ميزانية الجيش الإسرائيلي

تتناول الحلقة خطة الجيش الإسرائيلي الرامية لإحداث تغييرات عميقة في بنية تشكيلاته، وذلك بتقليص موازنته خلال العامين المقبلين، وإغلاق وحدات عسكرية في أسلحة مختلفة.

– تهديد الجبهة الشرقية أصبح من الماضي
– تغيير التقييم للتهديدات المحدقة بإسرائيل

– ترتيب أولويات الجيش الإسرائيلي

 

‪غادة عويس‬ غادة عويس
‪غادة عويس‬ غادة عويس
‪إيال عليما‬ إيال عليما
‪إيال عليما‬ إيال عليما
‪صفوت الزيات‬ صفوت الزيات
‪صفوت الزيات‬ صفوت الزيات

غادة عويس: أهلاً بكم، كشف الجيش الإسرائيلي عن خطة لإحداث ما وصف بتغيير عميق في بنية تشكيلاته وذلك في إطار تقليص موازنته خلال العامين المقبلين وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن هذه الخطة تتضمن إغلاق وحدات عسكرية بأسلحة مختلفة.

نتوقف مع هذا الخبر لكي نناقشه في محورين: دوافع هذه التغييرات في بنية الجيش الإسرائيلي ومدى تأثرها بالتطورات الإقليمية، التغييرات المحتملة في موازين القوى في الشرق الأوسط وفي أنماط الحروب بين دولها.

إنها ثورة عسكرية هكذا وصف قادة الجيش الإسرائيلي خططهم لإحداث تغيير في بنية جيشهم رغم أنها تستجيب لمتطلبات تقليص موازنته فهذه الخطط تعزز قدرات   الجيش  في التسليح الدقيق وفي مجال الاستخبارات وحروب الشبكات الإلكترونية، وتحافظ كما يقولون على تفوق الجيش الإسرائيلي التكنولوجي على قوات الدول والمنظمات في الجوار، كما تجعله قادراً على خوض معارك على جبهات عدة.

[تقرير مسجل]

محمد الكبير الكتبي: تقضي الخطة العسكرية الإسرائيلية الجديدة بإحداث تغييرات جوهرية بمكونات الجيش وقدراته ضمن تقليص الموازنة العسكرية للعامين القادمين. بدأ تطبيقها الآن وتستمر لخمس سنوات ويسرح بمقتضاها نحو خمسة آلاف جندي نظامي كما تقلص المناورات العسكرية بشكل كبير وتغلق وحدات كاملة بعدد من الأسلحة، الخطة تهدف في مجملها لتجديد بنيات أساسية في الجيش لمواجهة ما ذكر عن مهددات إسرائيل الأمنية غير المتوقعة، والأنماط الحديثة للحروب كالإرهاب والإنترنت وغيرها بتطبيق نمط تحديث جديد في السلاح البري، وزيادة الاستثمار في تقنيات الاستخبارات والتسلح الدقيق لسلاح الجو والدفاع الجوي والمنظومة الإلكترونية، ولكن الدراسات المستوفية التي يتم تطبيقها لتحقيق ذلك تعتبر تغييراً كلياً لمفهوم الجيش القديم الثقيل بالمعدات والمعد للحروب التقليدية بجيش أكثر تناسقاً وإعداداً بمعنى تحديثه بنيوياً وتقنياً بحيث يعوض ذلك نقص عدد القوات الذي سيطبق وفق الخطة، ولا يخفي واضعو الخطة من قبل كبار الجنرالات الإسرائيليين ربطها بالمتغيرات التي طرأت على الجيوش العربية المحيطة بإسرائيل كمصير جيش العراق بعد الغزو الأميركي والجيش السوري الذي تعصف به الحرب الأهلية والجيش المصري الغارق بشكل أو بآخر في متاهات السياسة. الخطة أقرت بواسطة الحكومة الإسرائيلية عبر المجلس الوزاري المصغر الذي سيقوم بالمراجعة بين الفينة والأخرى في إطار النظرية العسكرية الإسرائيلية التي لا تريد من الجيش الإسرائيلي التفوق فقط جوياً وبرياً وبحرياً، بل التفوق أيضا استخباراتياً والكترونياً وفي كل الصعد والحروب الحديثة، ومع ارتباط الخطة العسكرية الإسرائيلية الجديدة الوثيق بالمنطقة وبالمهددات المختلفة التي ما فتأت تتحدث إسرائيل عن مواجهتها فإن الأسئلة المتعلقة بما تواجهه جراء التغييرات الراهنة بالمنطقة وما تواجهه من الفلسطينيين وغيرهم من شعوب ودول وإفرازات المنطقة تظل مطروحة.

[نهاية التقرير]

غادة عويس: لمناقشة موضوع هذه الحلقة معنا من تل أبيب إيال عليما المراسل العسكري لراديو إسرائيل، ومعنا في الأستوديو هنا العميد أركان صفوت الزيات الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، أيضاً عبر الهاتف ينضم إلينا من القاهرة الدكتور طارق فهمي رئيس وحدة إسرائيل في مركز دراسات الشرق الأوسط،  سيد عليما ما دوافع هذا التغيير في بنية الجيش الإسرائيلي لديكم؟

إيال عليما: في الواقع ربما الدوافع المباشرة والفورية تتعلق بتقليص ميزانية الدفاع في إسرائيل، ولكن هذا هو ليس السبب الذي أدى إلى إعداد هذه الخطة، الخطة تعتمد على تغيير المفاهيم العسكرية في  القيادة العسكرية وخاصة على خلفية التطورات الإقليمية والتكنولوجية، التطورات الإقليمية بمعنى التغييرات التي حدثت في الجيوش في الدول المجاورة، من الجانب الثاني هناك بعض التطورات التكنولوجية العلمية التي تغير وتجعل ساحة أو ميادين القتال المستقبلية تجعلها مغايرة تماماً فهذه العوامل دفعت في نهاية الأمر الجيش الإسرائيلي إلى إعداد هذه الخطة الخماسية الجديدة.

تهديد الجبهة الشرقية أصبح من الماضي

غادة عويس: ما الذي تقصده بالجيوش في الدول العربية؟

إيال عليما: في الواقع ربما نستطيع العودة إلى الماضي نتذكر على سبيل المثال أنه منذ منتصف السبعينات وفي بداية الثمانينات كان الخطر الأكبر بالنسبة لإسرائيل ما سمي في حينه بالجبهة الشرقية، الجبهة الشرقية بمعنى أن تكون هناك مشاركة للجيشين السوري والعراقي وأن تكون هناك محاولة مشتركة للجيشين للتوغل في الأراضي الإسرائيلية، فعلى سبيل المثال وهذا مثل فقط بأن مثل هذا الخطر لم يعد قائماً سواء بسبب التطورات الداخلية التي حدثت فكل هذه التغييرات والمستجدات الإقليمية لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار.

غادة عويس: سيد عليما بالنسبة للجيش العراقي كما ذكرت الجبهة الشرقية أصلاً تولى الأمر الأميركيون وأضعفوه لكم منذ احتلاله وغزوه، بالنسبة للجيش السوري متى كان خطراً على إسرائيل الجيش السوري؟

إيال عليما: الجيش السوري في الواقع لم تستطع القيادة العسكرية تجاهل هذا العامل، الحقيقة أن هناك جيشا قويا مزودا بمعدات وبآليات ثقيلة موجود على الحدود الإسرائيلية رغم الهدوء الذي ساد هذه المنطقة، نظرية المفاهيم العسكرية اعتبرت الجيش السوري بأنه تهديد لا يمكن تجاهله، لا شك أن ما حدث في سوريا وخاصة بالنسبة للجيش السوري هذا له تأثير كبير بالنسبة للمفاهيم والتهديدات التي يستعد لها الجيش الإسرائيلي.

غادة عويس: دكتور طارق فهمي من القاهرة هل توافق سيد عليما تحليله بأن الجيوش العربية، هو ذكر العراقي والسوري وربما أيضا هنالك مصادر عسكرية ذكرت الجيش المصري حالياً، ما يحدث في مصر هل توافق هذا التحليل؟

طارق فهمي: هو طبعاً إلى حد ما ربما يكون جزء منه صحيح لكن الأمر الأكثر شمولاً أن هذه طبعاً نقلة نوعية في الخطط الإسرائيلية، أنت أمام خطة متكاملة لا علاقة لها فقط بتقليص الموازنة، هي خطة عوز ومن المؤكد إن حضرتك قرأت تفاصيلها هذه الخطة من 2013 إلى 2017 خطة شاملة تشمل تحديث قواعد العمليات العسكرية وأنماط الأسلحة العسكرية وتبديل المهام الإستراتيجية، يعني القضية ليست إغلاق وحدات عسكرية وتفعيل أسراب طائرات حربية فقط، لكن هذه الخطة في المضمون العام لها تركز على استثمار في ما يسمى سلاح الاستخبارات والتسليح الدقيق والحرب الإلكترونية وأنت تعلمي أن هناك في تطور نوعي في الجيش الإسرائيلي الآن لمواجهة الحرب على مسارات مختلفة، لكن هم يتكلمون الآن في موضوع تقليص الموازنة على الفرق اللي هي على الحدود العربية، في فرقة طبعاً على الحدود اللبنانية فرقة 91 وفرقة على الأردن وفي فرقة على الضفة والقطاع، مع مصر طبعاً في وحدات كاملة موجودة منذ 25 يناير ثورة مصر إسرائيل طبعاً فعلت الفرق الموجودة لمكافحة الإرهاب والتطرف ومواجهة العمليات المتوقعة، ومحاولة كشف مسار العمليات في هذه المناطق، لكن هم أساسهم في هذه الخطة شايفين إنه مخاطر الحرب التقليدية قد تراجعت بصورة كبيرة وإنه الآن هم يتكلمون على تطور نوعي في هذا الأمر، لكن خليني أقول إنه الأمر لم يحسم بصورة واضحة في إسرائيل، حتى الآن في خلافات حقيقية حضرتك بين وزارة المالية والدفاع حولين التخطيط، في مشاكل حقيقية طبعاً أنت تعلمي وزير المالية عمل مشاكل حقيقية مع وزارة الدفاع حولين هذا الموضوع في إنه يعني في اتهامات للجيش الإسرائيلي إنه بهول الأمر في الساحة السياسية الإسرائيلية، في مشاكل في الداخل الإسرائيلي مرتبطة بأنه يصرفوا أنظار بدون رغبة، يشتتوا الجبهات مش عارفين يقنعوا الرأي العام في إسرائيل أي المخاطر هي قريبة هل هي جبهة حزب الله، طبعاً في ترتيب الأولويات هم حاطين دي الوقت جبهة حزب الله والجبهة اللبنانية رقم واحد مصر اثنين سوريا ثلاثة وبعدين قطاع غزة وما قاله ضيفك الكريم في الجزئية الخاصة بتاعة العراق وسوريا وما إلى ذلك، لكن في المضمون العام خليني أقول نقطة مهمة إنه الجيش مش راح يتأثر في إسرائيل بعملية التقليص لأنه هو محدد أولوياته، التقليص حضرتك كان ممكن يتأثر في مجالات محددة زي مشروع القبة الحديدية زي مشروع العصا السحرية زي مشروع شراء غواصات دنغل الجديدة، في مشروع خطير في إسرائيل دي الوقت يعملوه إلي هو حماية منصات الغاز في شرق المتوسط، يجمدوا مشروع الطيارات اللي هما راح يشتروها من إيطاليا، هذه المشروعات تمس ما نسميه نحن التقليص لكن كل ما تسمعينه الآن هو في إطار كلام إعلامي في سوق إعلامي لكن العام إن الجيش الإسرائيلي لن يمس مشروعات التسليح، هم يتكلموا على إنهم هم راح يبدلوا في عملية مزايا العسكريين في نسب التقاعد بتاعتهم في الصحة في التعليم لكن الأسس الرئيسية لخطط الجيش الإسرائيلي لن يقترب منها أحد، هما مخططين راح يشتروا لغاية  2014 – 3 سفن مباشرة ..

غادة عويس: طيب هذا في تفاصيل الخطة لكن بشكل عام عندما يقال إن وزارة الدفاع الإسرائيلية قررت تقليص ميزانيتها وهنالك أخذ ورد وافقت ثم تراجعت وتدخلت وزارة المالية لكن بأي حال مجرد طرح فكرة تقليص الميزانية يطرح سؤالا ما رأيك عميد؟

صفوت الزيات: يعني أعتقد أننا أمام مجتمع حديث، أمام دولة مدنية حديثة نأمل أن نكون مثلها تماماً وأن تدور الحوارات ما بين الخبز والمدفع كما يحدث في إسرائيل الآن، هناك تخفيض للميزانية بمقدار حوالي 7 مليار شيكل يعني حوالي ما يقرب من 2 مليار دولار تقدمت بها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في مجمل خفض 3 مليار دولار لكامل الميزانية العسكرية الإسرائيلية، لكن أنت عندما تشاهدي هذا الحوار نحن أمام بعدين: البعد الأول أن هناك خطة قدمها بينيغانز مؤسسة على هذا التطور التقني الكبير الذي أفرزته الثورة في الشؤون العسكرية، أسلحة توجيه دقيق، إطلاق نيران من بعيد، حماية كبيرة للقوات المقاتلة، دقة كبيرة، فيبر وور أو ما يسمى الآن حرب الفضاء المعلوماتي التي من الممكن أن تشل تماماً أنظمة القيادة والسيطرة لدى العدو، كل هذه المجالات ومجالات أخرى، لديهم ستة أقمار صناعية تسبح  في السماوات العربية وسماوات منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي قدم بينيغانز رأيه في خطة جديدة يقول فيها ليكون الجيش smaller but smarter يعني ليكن أصغر ولكن أذكى، لأنه فكرة القدرة هي فكرة تشمل شيئين تشمل القوة وتشمل أيضاً النوعية، وبالتالي أحياناً قد أخفض القوة ولدي النوعية أكبر أو أفضل تقدماً، وبالتالي الصراع الآن لا يبدو أنه كما يعني يمرر هم يدركون تماماً حالة التهديد أو بيئة التهديد المحيطة بهم ويدركون..

تغيير التقييم للتهديدات المحدقة بإسرائيل

غادة عويس: يعني هم غيروا تقييمهم لتهديدات المحدقة بإسرائيل وليس مجرد تقليص ميزانية أهذا ما تقوله؟

صفوت الزيات: تقليص الميزانية سيرضي الحكومة الحالية أنهم لديهم مشكلة حتى عام 2015 سنساعدكم ونصف العجز في الميزانية الذي تعانون منه والذي لديكم مشكلة به مع لجنة الموازنة في الكنيست سنوفرها لكم من الدفاع، لكن لاحظوا معي أنه بدءاً من عام 2015 وفي ما بعد أنا سأطالب بحوالي ما يقرب 10 مليار شيكل حوالي 2.7 مليار دولار على مدى خمس سنوات لأنني أتجه لتقنية جديدة لكنه الآن يخرج من الخدمة على سبيل المثال دبابات باتون تقادمت، مدفعيات ذاتية الحركة 109لم يعد لها قيمة، لكن هو لديه الآن تهديدين رئيسيين وبصرف النظر عن مسائل الحروب التقليدية، لديه الهدف القريب وهو حركات مقاومة تتمتع بإسناد شعبي وتقاتل من داخل أراضيها وتصل إلى المجتمع المدني الإسرائيلي ولا حل لدى إسرائيل سواء عندما تواجه حزب الله أو عندما تواجه حماس، شاهدنا في حماس operation dealer of defense شاهدنا في الأيام الأولى إسرائيل يعني تتوغل وإسرائيل تقول حققت مفاجأة ودمرت وأنهيت ولكن يبدو المقاومة الفلسطينية بهدوء كبير تستوعب ثم تصل إلى المجتمع المدني الإسرائيلي، نفس هذا الشيء تكرر وسيتكرر أيضاً في مواجهة جنوب لبنان أو حزب الله، لديهم التهديد الثاني وهو أساساً إيران وهو تهديد على مسافة بعيدة ولذلك العام الماضي أنشئوا ما يسمى depth command أو القيادة  في العمق، يدركون تماماً أنهم سيقاتلون إما بالبحرية أو بالطيران أو بالصواريخ البالستية ضد أهداف أو تسهيلات أو منشآت البرنامج النووي الإيراني، لكن دعيني أقول ما قلته في البدء أنا أمام مجتمع حديث يناقش ميزانيته ويناقش أعداد طائراته ويراجع نفسه.

غادة عويس: سيد عليما ما رأيك بما  قاله العميد smaller but smarter أصغر ولكن أذكى هل هذا دقيق؟

إيال عليما: بالتأكيد، في الواقع بهذه الكلمات أيضاً وصف رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هذا التغيير، ربما قد يكون الجيش أصغر حجماً ولكن من ناحية القدرات، القدرات سوف تكون مختلفة تماماً ومتفوقة أكثر، لا شك أنني أوافق تماماً مع قراءة أو طريقة قراءة ضيفك في الأستوديو لساحة القتال أو ما يسمى بالتهديدات التي تواجهها إسرائيل وفي الواقع هذا ما دعا القيادة العسكرية إلى إعداد هذه..

غادة عويس: التهديدات كبيرة وإسرائيل ذكية وتراجع نفسها ولكن أنت تقول أصغر ولكن يبدو أنه حتى مَن يجري اعتقالهم من قبل إسرائيل يصبحون أيضاً أصغر اليوم اعتقل طفلٌ لم يتجاوز ربما الخامسة من عمره في الخليل، كيف هي الصورة المقدمة هنا أن تعتقل طفلاً في الخليل وثم تقول أنا مهدد بكذا وكذا وكذا وتراجع إستراتيجية وزارة الدفاع وما إلى ذلك، ونحن نحاول أن نناقش هذه التفاصيل العظيمة للجيش الإسرائيلي يعني بين هلالين والطفل يعني عمره خمس سنوات.

إيال عليما: لأ، لا نستطيع في الواقع هناك تمييز واضح بين القدرة العسكرية ويبدو أن إسرائيل قد أدركت أيضاً خلال المعارك التي خاضتها إلى قيود القوة أو ما سمي بقيود القوة، واضح أن القوات التي تحتل الضفة الغربية تواجه تحديات ولديها هناك تهديدات أخرى أو ما تراها بتهديدات، ولكن هذا قرار سياسي لا يتعلق بما نتحدث عنه، نحن نتحدث عن طريقة التعامل مع التهديدات الخارجية، وهذا بطبيعة الحال لا تستطيع إسرائيل أن تستخدم هذه القدرات في الضفة الغربية أو في بعض التحديات التي قد تواجهها، هكذا كان في الماضي وربما يكون هذا في المستقبل، لا تستطيع أن تستخدم هذه التقنيات المتطورة ضد أطفال أو ضد مدنيين يتقدمون إلى معسكرات أو إلى مستوطنات في الضفة الغربية.

غادة عويس: سأعود إلى ضيوفي الكرام وإليكم مشاهدينا ولكن بعد فاصل قصير ناقش بعده التغييرات المحتملة في موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط وفي أنماط الحروب بين دولها نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

غادة عويس: أهلاً بكم من جديد في هذه الحلقة التي تناقش أبعاد خطط إسرائيل لتقليص ميزانية جيشها وإجراء تغييرات في بنيته، سيد طارق فهمي إذن نفهم من كل هذا الحديث والتفاصيل العسكرية والأخذ والرد في الحكومة الإسرائيلية بخصوص جيشه بأنه فقط يعني يأخذ ميزانية من مكان ما ويصبها في مكان يخدمه أكثر وليس في أنه لم يعد يخشى شيئاً أو يقلص من قدرات الجيش الإسرائيلي أليس كذلك؟

طارق فهمي: هو بالتأكيد هو زي ما حضرتك ذكرت هم يتبعوا نفس مفهوم الإحلال والإبدال في نظام التسليح، يعني مفهوم الإحلال والإبدال في نظم التسليح، بعض الأسلحة ثبتت أنها قديمة فيتم تطويرها وتحديثها وهم عندهم ثقة في هذا لأنه إذا كنا نتكلم عن تقليص ميزانيات وإمكانيات وهم بنفس الوقت يستحدثوا وحدات جديدة على طول الجبهات العربية الإسرائيلية سواء في الجولان كما أعلن مؤخراً وأيضاً على الحدود مع مصر، بالإضافة إلى أنه  لو حضرتك تابعت المناورات الأخيرة، المناورات الدورية التي أجرتها إسرائيل ودي كانت مكلفة بما فيها مناورة التحول الشهيرة في إسرائيل، فبالتالي إسرائيل إذا كانت تتكلم عن التقليص لكن هو حوار مجتمعي داخل المؤسسة العسكرية دخلت فيه الأحزاب ودخلت فيه التيارات السياسية ودخلت فيه المعارضة وما كان يعني تصريح يليق بأنه في نقاش حولين العسكريين لا بد إنهم هم راح يتأثروا بهذه العملية بتقليص الموازنة العامة في إسرائيل، أنت تعلمي إنه هناك مشكلة حقيقية في الموازنة العامة في إسرائيل وفي خلافات حقيقية على المخصصات. هما طبعاً اللي كسب هذه المعركة حتى الآن المؤسسة العسكرية لأنه كانت هناك مساعي لتقريب وجهات النظر والوصول إلى رقم 3 وزارة الدفاع في البداية تكلمت عن 2 مليار مش 3 لكن إحنا كنا نتكلم في هذا عن إنه في 2015 مع الميزانية الجديدة راح يعالجوا هذا الأمر وبالتالي أنا أعتقد إنه هذا الحوار داخل المؤسسة العسكرية مرتبط بأمرين: في اتهامات من قبل الأحزاب ودا أمر لا بد أن نشير إليه، إنه المؤسسة العسكرية في إسرائيل لم يتأثروا بالأبعاد الاجتماعية ومشاكل القطاعات الوسطى في المجتمع الإسرائيلي وهي دي قضية مسكوت عنها في المجتمع الإسرائيلي بنسبة كبيرة وأعتقد إنه وزير المالية فتحها بعد أن تولى مهام هذه الوزارة، الأمر الثاني إنهم يدوروا دي الوقت على آلية في إسرائيل إنه يبقى في رقابة على صرف الأموال وتشكيك الدولة بالكفاءات. الأحزاب بقى إسرائيل بيتنا وشاس يتكلموا حولين إنه المؤسسة العسكرية عايزة تشتت المواطن الإسرائيلي مش عارفة تحدد له التهديدات الكامنة والمنتظرة والمحتملة لإسرائيل هم  يتكلوا عن لبنان ثم سوريا ثم مصر قطاع غزة، لكن في كل الأحوال يمكن هناك سخرية من المؤسسة العسكرية في إسرائيل أطلقها حزب ميرتس في حملة بقول: حتى لو يعني قلصنا عشرة مليارات لن يتأثر الجيش لأن هذا الجيش ليس له رؤية حقيقية لتركيب أولوياته، أذكر حضرتك وأذكر ضيوف حضرتك كان في قبل خطة عوز في خطة قبلها خطة تايزن وكانت عملت بعد ديمغراف ومع ذلك هم يتكلموا إنه لم يراجعها الجيش الإسرائيلي ولم يكلف نفسه إنه  يقول للرأي العام في إسرائيل إنه هذه الخطة ما الذي جرى فيها؟ النهاردة يتكلموا في إسرائيل خلال 48 ساعة إنهم استحدثوا فرقة جديدة راح ينزلوها في الجولان فيقولوا ما هي الأولية أين الأولوية أهي للجولان أم للتهديدات القادمة من مصر من التنظيمات السلفية والجهادية.

ترتيب أولويات الجيش الإسرائيلي

غادة عويس: إذن باختصار أنت ترى أنها ترتيب أولويات في الجيش الإسرائيلي، سيد عليما أصلاً ما هي التهديدات التي تراها إسرائيل محدقة بها بالإضافة إلى هذا الطفل الذي رأيناه يعتقل اليوم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالنسبة لحماس أقفلت الأنفاق، بالنسبة لحزب الله هو مشغول في سوريا، بالنسبة للجيش السوري غارة كذا مرة لم يرد يوماً على إسرائيل، بالنسبة لإيران تتحدث وتتحدث ولا تفعل شيئاً مما هي خائفة إسرائيل؟

إيال عليما: ربما باختصار نستطيع القول إن عدم الاستقرار الذي يميز حالياً منطقة الشرق الأوسط أصبح التهديد المركزي بالنسبة لإسرائيل، بمعنى أنه إذا كان في الماضي كانت تهديدات الجبهات معروفة كان هناك الجيش السوري، كانت هناك جبهة الجولان التي تمتعت بالهدوء خلال عقود طويلة، كانت هناك القضية اللبنانية ولكن ما حدث حالياً في السنوات الأخيرة بأن إسرائيل أصبحت أمام نوع من عدم الاستقرار ولا تدرك كيف تتطور الأمور، كيف قد تواجه التهديدات ربما في جبهة معينة وقد تتوسع إلى جبهات أخرى، خلط الأوراق بين الجبهات هذا ما يقلق إسرائيل، إسرائيل ربما وهكذا يتحدثون في القيادة العسكرية ربما أي حادث ثنائي على الحدود الإسرائيلية مع أي دولة قد يتحول إلى نزاع شامل ربما هذا ما يقلق إسرائيل، عدم الاستقرار في المنطقة وعدم معرفة إلى أين قد تتجه الأمور.

غادة عويس: عميد ما يقلق إسرائيل عدم استقرار الجبهات ما الأخطار المحدقة الآن في خضم ما يجري في مصر وفي سوريا بالنسبة لإسرائيل؟

صفوت الزيات: أعتقد أن المشكلة الكبيرة هي البرنامج النووي الإيراني وهنا نتكلم عن الحلقة الواسعة الكبيرة البعيدة كيف سيستطيعون أن يتعاملوا مع برنامج نووي يبدو أن الرئيس أوباما أو أي رئيس أميركي لن يتورط في صراع آخر في منطقة الشرق الأوسط ولن يساند إسرائيل في عمل ما وبالتالي هل سيصلون إلى لحظة أنهم سيعملون بدون يعني ضوء أخضر من الولايات المتحدة لأنهم يعتبرون أن هذا التهديد تهديد وجودي، وبالتالي مشكلتهم الكبيرة العمل على مسافات بعيدة وقلت لك أنهم أنشئوا ما يسمى قيادة العمق حتى تستطيع أن تجمع وتخطط ألموارد القادرة للوصول إلى الهدف فسواء بسلسلة صواريخ أريحا سواء بالقوة الجوية البعيدة المدى أو سواء حتى بغواصات دولفين النقطة..

غادة عويس: بشكل سريع هل ينبغي على بقية الدول المحيطة بإسرائيل والتي تعتبرها عدواً أن تغير في أنماط جيوشها؟

صفوت الزيات: لا بد أن نغير وقبل أن نغير في أنماط جيوشنا علينا أن نتعلم أن ميزانية الدفاع يجب أن تراجع وعلينا أن نتعلم أن رؤساء وزراء مدنيين وأن خبراء استراتيجيين قد يكونون أيضاً مدنيين يناقشون حالة الدفاع وموقف الدفاع وبناء القوة، علينا أن نتعلم أن حزب الله وحماس نجحا بإدارة نمط جديد من الحروب نجحا إلى حد ما في تحقيق موازنة ردع، ولأن المجتمع الدولي لن يعطينا أحدث ما يعطيه لإسرائيل علينا أن نغير من أنماط الإستراتيجية.

غادة عويس: شكراً جزيلاً لك صفوت الزيات الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، أيضاً أشكر من تل أبيب إيال عليما المراسل العسكري لراديو إسرائيل، ومن القاهرة الدكتور طارق فهمي مدير وحدة إسرائيل في مركز دراسات الشرق الأوسط، شكراً جزيلاً لكم وإلى اللقاء بإذن الله.