ما وراء الخبر

قراءات متباينة للخطر الطائفي في العراق

في واحد من أشد انتقاداته لسياسات نوري المالكي، قال مقتدى الصدر إن رئيس الحكومة العراقية يحشد ما وصفه بجيوش من الشيعة لمحاربة السنة، انتقاد تزامن للمفارقة مع تحذير للمالكي من أن تجر الطائفية العراق إلى حروب لا تنتهي.
‪ليلى الشيخلي‬ ليلى الشيخلي
‪ليلى الشيخلي‬ ليلى الشيخلي
‪عبد الهادي الحساني‬ عبد الهادي الحساني
‪عبد الهادي الحساني‬ عبد الهادي الحساني
‪جواد الشهيلي‬ جواد الشهيلي
‪جواد الشهيلي‬ جواد الشهيلي
‪غسان العطية‬ غسان العطية
‪غسان العطية‬ غسان العطية

ليلى الشيخلي: حيّاكم الله، في واحد من أشد انتقاداته لسياسات نوري المالكي قال مقتدى الصدر إن رئيس الحكومة العراقية يحشد ما وصفه بجيوش من الشيعة لمحاربة السنة، انتقاد تزامن للمفارقة مع تحذير للمالكي من أن تجر الطائفية العراق إلى حروب لا تنتهي.

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في محورين: القراءات المتباينة في جذور وأسباب استشراء الخطر الطائفي، المداخل الضرورية لنزع الفتيل الطائفي في بلاد الرافدين.

الكل في العراق يحذر من خطرها وعواقبها الوخيمة إنها الطائفية التي احتلت الصدارة في خطاب الزعامات والكيانات السياسية والدينية العراقية. أمر بدا جلياً في مناكفات كلامية مباشرة وغير مباشرة وضعت في آخر تعبيراتها رئيس الوزراء نوري المالكي وجهاً لوجه مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ليس الخلاف بينهما في مخاطر الطائفية وإنما في مَن زرع بذرتها وسقاها بسياساته حتى اشتد عودها وأصبحت في نهاية المطاف مشكلة العراق العويصة.

[تقرير مسجل]

ناصر آيت طاهر: الطائفية في العراق حين يثور الموضوع بلسان نوري المالكي ينتبه الجميع، رئيس الوزراء العراقي الذي يصفه خصومه بأكثر مسؤولي العراق طائفية يقذف بالتهمة إلى المعسكر الآخر، فقد وجه سهام نقده إلى سياسيين اتهمهم بمحاولة جر البلاد إلى حرب طائفية. إنها كلمات مَن بدا لأنصاره رجل توافق حريصا على إشراك مكونات العراق كافة في اللعبة السياسية، يتساءلون: ألم يتحالف المالكي مع سنة وكرد ومع شيعة من المختلفين معه سياسياً؟ ثم ألم يدعو إلى تعديل الدستور بعيداً عن المحاصصة وإلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية وطنية لا طائفية؟ ويذهب هذا الفريق أبعد حين ينبه إلى بقاء الاحتجاجات المستمرة على حكومة المالكي منذ ديسمبر الماضي حبيسة ما يصفها حيزها الطائفي، لا تبدو الصورة هكذا لخصوم رئيس الوزراء العراقي فهم لا ينفكون يذكرون بتصريح نسبته إليه صحيفة أميركية يكون قد قال فيه: إنه شيعي أولاً وعراقي ثانياً، محدثك هذا الفريق عن رئيس وزراء جاء يحمل وحزبه مخططاً طائفياً للعراق ويصف هؤلاء المالكي بدكتاتور يحتكر السلطة، يهمش المكون السني ويغذي التمييز والاضطهاد الطائفي من خلال سياساته وسطوته على القضاء وأجهزة الأمن والجيش، ثم توج ذلك كله بقراراته فض الاعتصامات بالقوة كما حدث فيما عرفت بمجزرة الحويجة، طبيعي والحال هذه تنامي مشاعر السخط بين سنة العراق يقول متابعون، لكن ما يبدو مربكاً قليلاً لكل متابع موقف شريك المالكي في الحكومة والطائفة التيار الصدري فهذا زعيم التيار نفسه مقتدى الصدر يعقد مقارنة بين المالكي وصدام حسين فيما يتعلق بملف الطائفية فيجدهما سواء، صدام جيش السنة لحرب الشيعة يقول الصدر، والمالكي جند الشيعة لقتال السنة، لاشك أن اتهاماً كهذا يأتي من الداخل له مفاعيله كما أنه قد يقوي حجة مَن يعتبرون المالكي عقبة أمام بناء عراق يسع العراقيين جميعاً في بلد لا يزال يبحث عن تسوية مستقرة في مرحلة ما بعد الدكتاتورية والاحتلال، لن يختلف عراقيان على أن الكراهية الطائفية قد عادت لكن الإجابات ستتباين حتماً حين تسأل مَن زرع تلك الكراهية ومَن يغذيها؟

[نهاية التقرير]

ليلى الشيخلي: موضوع حلقتنا نناقشه مع ضيوفنا يفترض أن ينضم إلينا على الهاتف من البصرة عبد الهادي الحساني عضو ائتلاف دولة القانون، وأيضاً من بغداد جواد الشهيلي النائب عن كتلة الأحرار الصدرية في البرلمان العراقي يفترض أيضاً أن ينضم إلينا بعد قليل، ومعنا من لندن الدكتور غسان العطية مدير المعهد العراقي للتنمية الديمقراطية، دكتور غسان الآن الكل يتحدث بلغة ليست واضحة تماماً عندما يقول المالكي هناك أطراف خارجية هي المسؤولة عن الطائفية في العراق، الصدر أيضاً يتحدث عمَن يرسل جيشا من الشيعة ليقتل السنة كما كان يفعل صدام، بهذه المرحلة هل تعتقد أن الأمور تستحمل هكذا إشارات بهذه الطريقة؟

غسان العطية: بالأمس عدت من بغداد بعد أن قضيت أكثر من عام وشاهدت الانتخابات والأوضاع في العراق، المضحك المبكي الكل من السياسيين يلعن الطائفية والكل من هؤلاء هم يمارسونها، وأتحدث عن الأحزاب الكبيرة إن كانت شيعية أو سنية، وأكثر من ذلك كل طرف بدا يحشد جماهيره على أساس طائفي، الجانب الحكومي وزيارات السيد المالكي للمحافظات الجنوبية تحديداً وليس لغير ذلك كان يلوح بالخطر السني بتسمية البعثيين الصداميين القاعدة هؤلاء يريدون أن يأخذوا الحكم منكم، وبدأ يقدم نفسه كمدافع عن الشيعة وبدأ ينتقد التيار الصدري ليس شخصياً وإنما بشكل غير مباشر أنه هو شق وحدة الصف الشيعي لما تعاون مع الكرد أو مع القائمة العراقية، بالمقابل كانت هناك قائمة عراقية تضم شيعة وسنة بمشروع وطني وإذا القائمة تتشظى وتنتهي بقائمة سنية حتى النخاع تحت اسم المتحدون وتطرح نفسها كممثل شرعي ووحيد للعرب السنة، بهذا الاستقطاب انعكست انتخابات مجالس المحافظات فنجد أبناء بغداد تحديداً وهي أكبر مدينة في العراق وأكبر مدينة مختلطة بين الشيعة والسنة المواطن أخذ موقفه من هذه الانتخابات بعدم المشاركة، فهناك أكثر من 76% من أبناء محافظة بغداد لم يصوتوا ومن الذين صوتوا 405000 ورقة باطلة بعض الأوراق صورت واطلعت على بعضها أحدهم كان راسم أكس أو إف أو حرف في أو شاطب عليها ويكتب كلكم حرامية، هذه الحالة جعلت المواطن خاصة في بغداد أنه لم يعد عنده ثقة لا بمَن يدعي أنه يحمي السنة ولا بمَن يدعي أنه يحمي الشيعة لكن السلطة بقيت بأيدي طائفية إن كانت شيعية أو سنية، الآن الكلام الوضع الذي أصبح فيه إذا السيد المالكي كسب الشارع الشيعي ولكنه في الواقع ومع الأسف خسر العراق والآن أدرك أنه يدفع بالعراق نحو هاوية التقسيم حتماً، ومن هنا بدأ يتراجع كالعادة في السنوات الماضية يصلوا إلى حافة الهاوية ويتراجعوا عندما يصلوا لأن الكل سيحترق فبدأ يصلح أموره مع الأكراد وبدأ يقدم تنازلات ..

ليلى الشيخلي: طيب قبل أن نفتح ملف الأكراد يعني هناك، يعني دكتور أكيد توافقني، يعني هناك نقاط كثيرة تستحق التوقف عندها بتفصيل أكثر، انضم الآن إلينا في الواقع عبد الهادي الحساني هو معنا على الهاتف الآن من البصرة سيد عبد الهادي عندما تحدث المالكي عن طائفية تقود البلاد إلى حروب لا تنتهي، أليس من المفارقة أن خصوم المالكي يتهمونه أيضاً بنفس الأمر بنفس ما يحذر منه؟

عبد الهادي الحساني: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم على ضيوفك الكرام ومشاهديكم الأعزاء، نحن نقول إن الواقع العراقي اليوم أريد له أن ينجر إلى وقائع طائفية سياسية لأسباب انتخابية واضحة مع العلم أن الاعتصامات اللي حدثت في المحافظات المختلفة فيها الكثير من الشرعية وفيها الكثير من المطالب المشروعة ولكنها أسيء لها من كثير من الناس الذين أرادوا تأجيج الصراع الطائفي لخلق صراع كبير دموي يؤدي إلى قتل الإنسان العراقي أينما كان وهذا ما يحدث اليوم من أعمال إجرامية واستنزاف للطاقات البشرية والطاقات أيضاً المادية الهدف منها هو تأجيج هذا الصراع، هذا مشروع موجود في الحقيقة وعمل بشكل واضح من قبل دول دعمته بالمال ودعمته بالإعلام وبالعلاقات لتأثره بالربيع العربي أو التغييّر العربي الذي سوف يصير به بعد جديد في تغيير العراق، هذا الشيء الذي أريد به تغيير العراق كلما زاد الشحن الطائفي، رغم أن الطائفية السياسية في نظام صدام كانت حاضرة وواضحة والتي كانت المقابر الجماعية خير شاهد على مناطق الجنوب والشيعة في الجنوب الذين كانوا يعدمون..

ليلى الشيخلي: ولكن الآن نتحدث يعني نجد شخصا مثل مقتدى الصدر يتحدث عن وضع يشبهه بما كان يحدث في أيام صدام حسين يعني الآن الانتقاد لا يأتي من الخصوم من طوائف أخرى، يأتي من أبناء البيت الشيعي نفسه أليس في هذا أيضاً دلالة جديدة تقلب المعادلة تماماً؟

عبد الهادي الحساني: أبناء الشعب العراقي ليس طائفيون لكن هناك بعض الناس الذين هم من أذناب النظام السابق والتكفيريين الذين هم في الحقيقة ينطلقون ويندسون مع المطالب المشروعة لكل أبناء الشعب العراقي من بعد طائفي لأن الطائفية السياسية واضحة في أبعادها المناطقية وواضحة في محاولات تأجيج الصراع من هذا المنطلق ..

اتهام من داخل البيت الشيعي

ليلى الشيخلي: ولكن عندما يأتي هذا الاتهام سيد عبد الهادي من غلاة السنة مثلاً من القاعدة من أي أطراف أخرى ولكن عندما يأتي من البيت الشيعي نفسه يصبح له مفهوم آخر يصبح له بعد آخر، ألا توافقني؟

عبد الهادي الحساني: أقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين أي واحد يدعي بأن المالكي طائفي ما هو الدليل والبرهان؟ أما عن الكلام عن الدكتاتورية والطائفية فهل قتل أحدا من أبناء السنة؟

ليلى الشيخلي: يعني على قدر ما نتحدث عن هذا الموضوع يعني نحن نتحدث الآن عن اتهامات من الداخل وهذا ربما ما أريد أن أطرحه على الدكتور غسان العطية طبعاً كنت أتمنى أن يكون معي الآن السيد جواد الشهيلي ولكن تأخر الاتصال به لأسباب خارج عن إرادتنا تماماً، دكتور غسان العطية هذه الاتهامات أولاً ما تعليقك على ما قاله مقتدى الصدر؟

غسان العطية: يا سيدتي السيد مقتدى الصدر يملك جرأة نادرة بين العراقيين والساسة العراقيين، قد تكون بعض خطواته مستعجلة وحماسية وخاطئة ولكن بالاتجاه العام اتخذ في السنوات الأخيرة منحى عراقياً حقيقياً، وربما البعض لا يدرك منحى إلى درجة أنه لم يعد يزور طهران وفضل أن يكون في لبنان بدل أن يكون في قم، وهذا الرجل اتخذ ويدرك تماماً أن الطرح الطائفي يطرح بشكل الطائفية السياسية وهي موضوع السلطة، الصراع على السلطة، مَن يريد باسم الشيعة أن يفرض سيطرته على العراق وبالتالي الورقة الأساسية التي بيده هي الشيعة إنه كيف يكسبهم، اللي حصل إنه الجانب الحكومي بدأ يلعب على ورقة التخويف إنه سيأتيكم الشيطان العربي السني القاعدة البعثيين وغيرها من هذه التسميات وينتقي عبارات من هنا ومن هناك نشاز من الأطراف العربية السنية لكي يؤكد هذا الموقف، في الوقت الذي اتخذ السيد مقتدى الصدر موقفا في غاية العراقية عندما أرسل وفدا وعندما قالها للمتظاهرين.. متظاهرين سنيين: يجب أن تلبى مطالبهم، لما أخذ هذا الموقف حقيقة كسر ووأد فتنة طائفية كبيرة لكنه بالمناسبة بسبب موقفه عوقب من الشارع الشيعي باعتباره وهكذا صور من قبل خصومه السياسيين وتحديداً دولة القانون تحمله أنه شق الصف الشيعي وكأن شق الصف العراقي مقبول ولكن الصف الشيعي يجب ألا ينشق.

موقف مختلف لمقتدى الصدر

ليلى الشيخلي: وهذا ما يدعو للسؤال: إلى أين إلى أين ما هو سقف جرأته التي تتحدث عنها؟ يعني في السابق كثير من الانتقادات وجهت له أنه يمضي فترة يقدم رجلا ثم يؤخرها، يعني يمضي لفترة ثم يعود لأسباب سياسية وانتخابية، الآن هل ترى موقفه هذه المرة مختلفاً؟

غسان العطية: هذه الإشكالية بالتعاون مع السيد مقتدى الصدر أن مدى الاستمرارية والثبات على موقفه له أسبابه التي تجعله يغيّر موقفه، لكنه الآن بات واضحاً أنه إذا اصطفوا الشيعة كشيعة خلف زعيم واحد فمعنى ذلك نحن سائرون نحو حرب طائفية وتقسيم العراق، لكن إذا تولى السيد الصدر أو أي زعيم شيعي آخر إسلامي موقفا مغايرا يدعو إلى وحدة العراقيين بهذا المعنى وعدم هيمنة طائفة على طائفة أخرى سيكون له الفضل على كل العراق والعراقيين، السؤال هل يتمكن السيد الصدر أن يصمد أمام الغليان وأمام التأثيرات لكن النقطة التي أريد توضيحها ربما ليس بصلب الموضوع الآن الأخبار أمس وخلال الأسبوع الماضي تراجعت حكومة المالكي من جانب الأكراد وقدمت تنازلات وبالأمس واليوم هناك اتصالات في الأنبار وهناك خطوة في بغداد من حكومة المالكي بالتراجع أقولها وأنا واثق من المعلومات التي حصلت عليها، لولا التدخل الأمريكي الحاد بأن يا عراقيين أنتم تتجهون لحرب أهلية أخرى ولحسن الحظ إيران ليس لها مصلحة أن يغرق العراق بحرب كالحرب السورية الحالية، هذان العاملان بدءا يلعبان دورهما على السيد المالكي فتراجع تجاه الأكراد وقدم لهم تنازلات بعد أن كسر عرب كركوك عرب كركوك كانوا من المدافعين للمالكي.

ليلى الشيخلي: طيب بما أنك أنت أشرت أنا أريد أن أؤخر هذه النقطة ولكن بما أنك أشرت إليها مرة أخرى أريد أن أعود للسيد عبد الهادي حساني يعني الشعور العام هو ربما المالكي يشعر بشيء من العزلة فالانتقادات التي وجهها له خصومه السياسيون هو يتهمهم بأنهم وراء الطائفية وإذكاء نار الطائفية، هل فعلاً العودة عن موقف واضح ويعني مقاطع جداً للبرلمان وللحكومة من قبل الأكراد الآن يطرح أسئلة كثيرة والمخرج يقول بعد الفاصل أرجو أن تبقوا معنا سنعود لمناقشة هذه النقطة.

[فاصل إعلاني]

ليلى الشيخلي: أهلاً بكم من جديد إلى هذه الحلقة التي نناقش فيها الجدل المتصاعد في العراق حول تفاقم مخاطر الطائفية والسبيل إلى تجنيب البلاد الانجرار إلى حروبها، لسنا موفقين اليوم للأسف بالاتصالات مع العراق كان يفترض أن يكون معنا الآن أيضاً عبر الأقمار الاصطناعية جواد الشهيلي النائب عن كتبة الأحرار الصدرية وأيضاً على الهاتف كان معنا عبد الهادي الحساني ولكن للأسف انقطع الاتصال به أيضاً فأعود إليك دكتور غسان أنت من بداية الحلقة وأنت تثير هذه النقطة قضية الأكراد إلى أي حد ما تم الاتفاق عليه أولاً لنعد خطوة إلى الوراء برأيك أنت ألمحت إلى ثمن وتنازل قدمه المالكي، برأيك ما الذي يمكن أن يكون؟

غسان العطية: يا سيدتي هناك أربع نقاط خلافية الأكراد يطالبون بها أولها كان دفع مرتبات البيشمركه، كان ممكن هذه يحلها من السندات الآن وافق على أن يدفع مرتبات البيشمركه من عام 2007 تصوري، اثنين الآن هو يتكلم عن موضوع الميزانية كان بإمكان الميزانية أن تنحل وتقرر كثيرا من الأمور ولكنه فضل أن لا يتم ذلك والذي حصل الآن أنه قد تراجع عنه، ثلاثة كان يتحدث عن موضوع مهم جداً هو المادة 140 وكيف تنفيذها الذي حصل إنه هذه النقاط وإضافة إلى المناطق المتنازع عنها هل حلت الآن؟ لأ لم تحل وإنما صار إلى تشكيل لجنة وعلى أمل مناقشتها وأن تتم بمعنى آخر الطرف الكردي وكما فهمت من بعضهم لا يثقوا بهذه الوعود لأنه من عام 2010 أعطوا وعوداً أكثر من ذلك ولم تنفذ لكن الطرف الثاني الآن اليوم تحديداً وأمس بدأ وفد اتصالات بالأنبار من أجل نزع الفتيل والتقوا مع عناصر عملياً لها الفضل بالذات أبو ريشة واللي قادوا الصحوة لهم الفضل في ضرب القاعدة، والقاعدة لم ينه وجودها قبل أربع سنوات ثلاث سنوات إلا بفضل أبناء الأنبار وعشائر الأنبار مَن ساهم في هذه العملية وإذا به يجد نفسه قبل ستة أشهر يعاقب والبعض منهم يلاحق ويتهم بالجرائم وغير ذلك، بهذه الطريقة أن يخسر أصدقائه خسر الكل خسر العرب السنة خسر قسما كبيرا من الشيعة، هذه جعلت التعاون معه صعباً، إذا الوقت يتسع هناك مداخلة مهمة لحل هذا المأزق كان لي دور بطرحها منذ ثلاثة أشهر لنزع فتيل الأزمة حقيقة وإذا كنا فعلاً نريد ديمقراطية هي التالي: يجب أن نعود إلى الانتخابات لكن انتخابات تجري بيد حاكم منحاز إلى حزب معين ويملك السلطة ويملك المال لا ثقة للمواطن بهذه الانتخابات، انتخابات مجالس المحافظات وأنا في بغداد مناطق معينة تصوري أيام الاحتلال الأميركي 2010 شاركوا بانتخابات بغداد أكثر مما شاركوا اليوم، اثنان أيام الاحتلال الأميركي في الانتخابات التي جرت لم يمنع التجوال بينما الآن جرى، ثلاثة منع التجوال تم في المناطق العربية السنية دون غيرها بالتالي شوهت النتائج، بالتالي إذا فقد المواطن العراقي صندوق الاقتراع سينتهي به الأمر إلى صندوق الرصاص.

تصور للخروج من الأزمة

ليلى الشيخلي: فأنت تدعو إلى أن تستعاد الانتخابات، إذا سمحت لي الآن يبدو الأمور والإشكالات التقنية حلت مع العراق، معي الآن صوتاً وصورة جواد الشهيلي النائب عن كتلة الأحرار الصدرية كنا للأسف في الجزء الأول نتحدث عن أمور تتعلق بالتصريحات الأخيرة ولكن سأتجاوزها الآن بنقطة تحدثنا عن جرأة مقتدى الصدر في التصدي والحديث بلغة إيجابية جداً خلال هذه المرحلة التي فيها ربما استعاد بعض من الطائفة الشيعية لكنه في النهاية لم يقدم حلا عمليا أو تصورا لإخراج البلاد من الأزمة العويصة التي تمر بها.

جواد الشهيلي: بسم الله الرحمن الرحيم، مساء الخير عليكم جميعاً، يعني أنا أعتقد إنه حقيقة يجب التصدي هكذا أزمات حقيقية تمر وتعصف في البلاد، سماحة السيد مقتضى الصدر كان منذ زمن طويل ينادي بأنه يجب أن تكون هناك تغييرات جذرية في الحكومة، قد تكون أولها ما حدث في اجتماعات أربيل وكان الداعي لأن يكون هناك استبدال لهذه الحكومة، بعد ذلك كنا نتوقع وكان يتوقع سماحة السيد أن يكون هناك تغيير على شكل الخارطة السياسية العراقية بل كان يصر على أن هناك دكتاتورية بدأت تنمو في العراق وهذه الدكتاتورية بدأت تكبر وتصل إلى مرحلة التغول على السلطة التنفيذية وعلى السلطة التشريعية لذلك المشكلة الحقيقية وبصراحة نتحدث أن الشركاء السياسيين بدؤوا يقدمون تنازلات مقابل بعض الاستحقاقات البسيطة أو بعض الوعود من السيد رئيس الوزراء وهذه الوعود وهذه الاستحقاقات سوف لن ينفذها رئيس الوزراء ولن يعطيها للشركاء السياسيين وسوف نرجع إلى المربع الأول مرة أخرى، لذلك نحن سبقناهم بالتجربة ونعرف أن السيد رئيس الوزراء سوف لن يطبق أيا من هذه الأمور، سماحة السيد القائد مقتدى الصدر أشار بعدة ملاحظات من ضمنها أن يكون قد استخدم الجيش لضرب المواطنين وهذا غير ممكن، كما كان يفعل صدام، يستخدم الجيش السني كما قال وهو بعيد عن السنة بل هو جزء من الإرهاب ليضرب الشعب الشيعي لو صح التعبير.

ليلى الشيخلي: هو يتحدث عن جهات تقف وراء ذلك مَن يقصد تحديداً؟

جواد الشهيلي: يعني أنا أعتقد إنه إذا كنا نتحدث بمعطيات الأمور فأنا أتحدث بأن هناك فعلاً هناك بعض الجهات التي تريد أن تخرب الوضع السياسي العراقي، الآن أنا أتحدث عن حتى بعض المواقف الأخيرة التي سمعتها.

ليلى الشيخلي: يعني ألم يأتِ، ألم يحن الوقت لوضع النقاط على الحروف لتسمية الأمور بمسمياتها؟

جواد الشهيلي: كنا نتمنى، كنا نتمنى من الآخرين الذين يسمون الأشياء بمسمياتها لكن نقول بصراحة العملية السياسية الآن عملية سياسية لا ترتقي إلى مستوى الطموح والدليل على أنه في الأمس القريب كان دولة رئيس الوزراء وحزبه الحاكم يصعدون على منابر الإعلام ويشتمون الإخوة في التحالف الكردستاني ويقولون سرقوا أموال الشعب ويقولون كذا ومنهم مَن يقول سرقوا النفط ويقولون نريد الاستقلال ويضربون بالعصا والحديد ويضربون الاعتصامات في الأنبار، بعد ذلك لأجل بعض التسميات الآن أصبحوا شركاء والآن بدئوا يعطونا الوعود وحلوا المادة 140 وكذلك المواد المتعلقة بقانون النفط والغاز تم الاتفاق عليها، وحتى مستحقات شركات النفط سوف يعطي 4 مليارات مع العلم إنه الإخوة في التحالف الكردستاني قبل الدخول إلى جلسة مجلس النواب للتصويت على الموازنة قبلوا حتى مبلغ مليارين ونصف، قالوا هذا مستعدين نمشي به الأمور ويبقى الباقي في ذمة الحكومة، الآن رئيس الوزراء لأجل أن يخرج من الأزمة ويتمسك بالكرسي..

ليلى الشيخلي: للأسف لم يبقَ إلا ثواني معدودة جداً جداً أريد أن أختم معك دكتور غسان العطية إلى أين ترى الأمور سائرة في العراق، يعني أنت تتمنى أن تعود الانتخابات ولكن أنت كيف ترى الأمور الآن على الأرض؟

غسان العطية: الآن الحل باختصار صفقة سياسية تتمثل بالتالي: التحالف الشيعي يختار شخصية لا تدخل المعترك الانتخابي ولا تترشح للانتخابات لتتولى منصب رئيس الوزراء ويعين فريق وزاري تكنوقراطي لا يرشح للوزارة، هذا الفريق الفني يختاره التحالف الشيعي. الطرف السني لا يريد أن يؤثر السني أو الكردي بشخصية كردية مثل هذه تتم بصفقة يحل البرلمان تحل الوزارة تشكل الوزارة وكذلك قرار مهم أن لا تتم وتعطى الحصانة لكل مَن يتخلى من الرئاسات الثلاثة رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس النواب حصانة من الملاحقة القانونية، عندئذ ندخل الانتخابات ويستعيد المواطن الثقة بالانتخابات ونطلع من عندها هذا هو الحل المطروح.

ليلى الشيخلي: شكراً جزيلاً لك دكتور غسان العطية من لندن، وشكراً جزيلاً لجواد الشهيلي النائب عن كتلة الأحرار الصدرية في البرلمان العراقي للأسف كنت معنا فقط لوقت قصير جدا،ً وشكراً على الهاتف من البصرة عبد الهادي الحساني، وشكراً لكم أنتم مشاهدينا الكرام على متابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر في أمان الله.