ما وراء الخبر

دلائل جديدة على استخدام الأسد للكيمياوي

قال ناشطون سوريون إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا اختناقاً جراء استخدام القوات النظامية غازات سامة. ويأتي ذلك بالتزامن مع تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية حمل شهادة اثنين من مراسليها، أكدا استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية في حي جوبر بدمشق.

– مدى وجاهة الأدلة الجديدة
– الغازات السامة وأعراضها
– التعامل الدولي مع الملف الكيمياوي

 

‪فيروز زياني‬  فيروز زياني
‪فيروز زياني‬  فيروز زياني
‪جون فيليب ريمي‬  جون فيليب ريمي
‪جون فيليب ريمي‬  جون فيليب ريمي
‪عبد الكريم الريحاوي‬ عبد الكريم الريحاوي
‪عبد الكريم الريحاوي‬ عبد الكريم الريحاوي

فيروز زياني: السلام عليكم، قال ناشطون سوريون إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا اختناقاً جراء استخدام القوات النظامية غازات سامة كما بث ناشطون صوراً لما قالوا إنهم مصابون تعرضوا لغازات أطلقتها قوات حكومية وذلك بالتزامن مع تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية حمل شهادة اثنين من مراسليها أكدا استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في حي جوبر بدمشق.

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في محورين: ما مدى وجاهة الأدلة الجديدة وإلى أي حد تصلح أساساً لإثبات دعاوى استخدام النظام أسلحة كيميائية؟ وكيف ستنعكس هذه الشهادات على الجدل القائم أصلاً بشأن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا؟

لطالما كان ملف استخدام الأسلحة الكيميائية موضوعاً لتبادل الاتهامات بين المعارضة والنظام في سوريا، ففي مرات عديدة سابقة تحدث كل طرف عن أدلة عن استخدام الطرف الآخر هذه الأسلحة من دون إمكانية التحقق من هذه الاتهامات التي دخلت مرحلة التوظيف السياسي منذ أن اعتبرها الرئيس باراك أوباما خطاً أحمر يتحدد على أساسه موقف بلاده من الصراع في سوريا، وفي ثنايا الإدعاء والتكذيب ظلت هذه الاتهامات تراوح مكانها دون تأثير يذكر إلى أن دخلت على خطها صحيفة لوموند الفرنسية التي أكدت عبر اثنين من مراسليها أن الأمر ليس مجرد إشاعات.

[تقرير مسجل]

مريم أوباييش: هذه المرة ليست صور ناشطين سوريين لتأكيد استخدام السلاح الكيميائي من قبل الجيش النظامي التسجيل لفريق من صحيفة لوموند الفرنسية بتاريخ الثالث عشر من ابريل الماضي، مصور الفيديو لوران فان درستوك عانى من أعراض غاز سام خلال أربعة أيام وقد استند الصحفي جون فيليب ريمي في تقريره لشهادات مقاتلين في حي جوبر الدمشقي، يصف أحدهم الغاز غير المعروف بأن لا دخان له ولا حتى صوتاً يشي بوجوده في مستشفىَ بكفر بطنا يحدد أحد الأطباء أعراض المصابين يشعرون بالاختناق والغثيان واحتراق في العيون وفي مرحلة أخرى بالإغماء والتقيؤ، يؤكد الطبيب الذي لا يظهر وجهه لأسباب أمنية وفاة حالة إصابة بالغاز السام، يضيف بأنهم لا يملكون الدواء اللازم لمعالجة جميع الحالات، تقرير لوموند نشر بعد ساعات من بث تسجيل لناشطين من دمشق وريفها وفق روايتهم هؤلاء ضحايا هجوم بالسلاح الكيميائي من قبل الجيش النظامي، هجوم استهدف أحياء تشرين والحفيرية وحرستا والبحرية وجوبر، نفس الأعراض التي تحدث عنها تقرير الصحفي الفرنسي تظهر على المصابين هل ستكون هذه الأدلة، أدلة لدى المجتمع الدولي المطالب بالتحرك، أم سيكون مصيرها أن تعتبر أدلة غير كافية؟ قالت الولايات المتحدة وتركيا في السابق إنهما تملكان أدلة على استخدام غاز السارين وانتهت التصريحات عند هذا الحد، كلام وزير الخارجية الفرنسي عن أن فرضية استخدام أسلحة كيميائية تزداد قوة قد لا يشكل منعطفاً في الحرب الطاحنة في سوريا فيبدو أن عدم الإقرار باستخدام السلاح الكيميائي جزء من حسابات سياسية معقدة وتفادي أوباما التورط في وعد قطعه في أغسطس الماضي لا يلغي حقيقة جلية هناك سوريون أصيبوا بغازات سامة وبخيبة أمل من مجتمع دولي لا يرى ولا يسمع إلا ما يشاء.

[نهاية التقرير]

فيروز زياني: موضوع حلقتنا نناقشه من باريس مع جون فيليب ريمي الصحفي في صحيفة لوموند الفرنسية ومعد تقرير الأسلحة الكيميائية، ومن القاهرة عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، وعبر الهاتف من دمشق الكاتب الصحفي شريف شحادة،  نبدأ من باريس والسيد جون فيليب ريمي يعني بعد عجز العديد من الأطراف سيد ريمي في إثبات أن النظام السوري استخدم بالفعل أسلحة كيميائية أو حتى غازات سامة يأتي التقرير الذي أنجزته مع زميل لك، ما هي أدلتكم فيما ذكرتم وكيف تحققتم مما ذكرتم؟

مدى وجاهة الأدلة الجديدة

جون فيليب ريمي: لقد ذهبنا لإنجاز تقرير مع لوران فان ديرستوك وهو المصور الذي رافقنا كانت نياتنا تتمثل في الدخول إلى دمشق وقد كان هذا أمراً استثنائياً بالنسبة لنا حيث أن الصراع في سوريا وهو صراع صعب في هذه العاصمة التي يجري فيها جزء من هذا الصراع هو صراع يصعب تغطيته من طرف الإعلام بشكل عام وبالتالي نتيجة لذلك قررنا بعد أشهر من الإعداد والتحضير أن ندخل في دمشق من أجل أن نعرف ما يجري من الناحية العسكرية والوضع بشكل عام وأن نفهم ما هو في المحك بالنسبة لهذا الصراع، هدفنا لم يكن بالدرجة الأولى الاهتمام بالأسلحة الكيميائية، الأسلحة الكيميائية التي تم إثارة موضوعها من أشهر في بيانات قدمها المعارضون والمتمردون وقدمها أيضاً شهود مقربون من هذا التمرد السوري وبالتالي لم يكن هناك عوامل تبدو لنا واضحة وحاسمة بهذا الخصوص حتى الساعة، وعندما ذهبنا إلى سوريا متوجهون إلى دمشق لم تكن نيتنا إذن بأن نكرس جهودنا لهذا الموضوع بصفة أولوية ما إن وصلنا إلى دمشق حتى وجدنا أنفسنا بشكل مباشر في وضع سمعنا فيه بعض القصص وعلي أن أقول أننا في مرحلة أولى اعتبرنا بأن هذه القصص تناولناها بكثير من الشك لأنه كان يصعب علينا أن نعتقد بإمكانية وجود أناس يتحدثون عن أسلحة كيميائية وعن هجمات كيميائية كان من الصعب أن نعتقد في ذلك، لكن عندما وصلنا إلى حي جوبر وهي المنطقة التي تربط مركز دمشق مع منطقة الغوطة وخارج دمشق وقتها كنا في اتصال مباشر مع المقاتلين الأوائل الذين عادوا من الجبهة التي توجد على بعد مئتي متر، هؤلاء المقاتلين الذين كانت تظهر عليهم أعراض تبدو لنا خطيرة جداً وقد شاهدنا أناس يعانون من الاختناق إلى درجة خطيرة وقد شاهدنا أناس يعانون من اضطرابات وبالتالي لاحظنا أن هناك أمر يحدث لهؤلاء مما أدى بهم إلى أن يكون لديهم سلوك وبعض الصعوبات التنفسية، كذلك كان هناك مشاكل في العين وتحديداً بؤبؤ العين كان يتراجع، كذلك بدأنا نشاهد الكثير من الأعراض حتى عندما وصلنا إلى جبهة جوبر فإن صديقي المصور لوران هو نفسه تعرض لهذا الأمر وبالتالي وفي مكان لم يكن مستهدفاً بشكل مباشر بالقصف بهذا المنتج الكيميائي تعرض المصور إلى كمية كبيرة من المادة الكيميائية أدت إلى أن تظهر عليه نفس الأعراض.

الغازات السامة وأعراضها

فيروز زياني: لكن سيد ريمي أعذرني هنا أود فقط أن أستوقفك هل تمكنتم فعلياً من التحقق من أن هذه غازات سامة يعني قد يشير البعض أنها ربما قد تكون غازات مسيلة للدموع من النوع التي تستعمل في كبح جماح المتظاهرين مثلاً، كيف تمكنتم في التحقيق من هذه النقطة والتأكد منها؟

جون فيليب ريمي: عندما نكون في مكان معين وفجأة تكون هناك عشرة أو عشرين أو ثلاثين شخصاً يسقطون على الأرض ويعانون من الاختناق كما حدث في أماكن عديدة عندما يكون هناك ستون شخصاً يأتون إلى المستشفى نتيجة لأنهم لا يستطيعون التنفس، أعتقد وقتها بأن الأمر لا يتعلق بمواد تستخدم في المظاهرات حتى المواد الأكثر نجاعة حتى المواد الأكثر قوة إننا نتحدث عن أمر مختلف عن منتجات درجة السمية فيها واضحة وعندما يكون هناك وفيات متكررة نتيجة لاستخدام هذا المنتج ذلك ليس لأن هؤلاء الناس يشعرون بالربو، وإنما هؤلاء مقاتلون يتعرضون للغاز نتيجة وجودهم في الجبهة..

فيروز زياني: لكن سيد ريمي دعني فقط حتى نكون يعني متأكدين أخاطب الآن الصحفي وأنتما لا شك أنت وزميلك تحليتما بالكثير من الشجاعة بأن بقيتم هناك لأزيد من شهرين، لكن إلى أي مدى أنتما مرتاحون في إطلاق هذا الحكم الذي كما سبق وأن ذكرنا آنفاً ربما عجزت العديد من المنظمات حتى الدولية أن تثبته بشكل دقيق؟

جون فيليب ريمي: كما تعلمون فإن دور الصحافة يتمثل في التعامل مع الأمور بشكل مستقل وأن تتعامل مع الأوضاع الصعبة بحيث أنها تقوم بتغطية أشياء يمكن ملاحظتها ومراقبتها أنا لن أسمح لنفسي بأن أحدد الاسم المحدد للمواد الكيمياوية التي تم استخدامها في المناطق التي تواجدنا فيها، بعض الأطباء يتحدثون عن فرضية إمكانية استخدام غاز السارين هذه فرضية وليست يقين، والسبب الذي يجعلهم يتحدثون عن هذه الفرضية هو أنهم لاحظوا بأنهم عندما يحلقون منتجاً معروفاً يستخدم للاستشفاء آسف لقد انقطع الاتصال.

فيروز زياني: للأسف انقطع لكن نتمنى طبعاً أن يعود السيد ريمي أتحول الآن إلى حين أن يجهز مرة أخرى لضيفنا الموجود معنا من القاهرة عبد الكريم الريحاوي، سيد عبد الكريم سمعت بكل ما ذكره السيد ريمي اليوم المركز الإعلامي السوري أيضاً خرج بشهادات مشابهة لما ذكره السيد ريمي عن حالات اختناق عن حالات موت أيضاً في حرستا أو حتى في دمشق في حي جوبر كما تحدث السيد ريمي، ما الذي يجعل الأمر مختلفاً هذه المرة عن مرات سابقة؟

عبد الكريم الريحاوي: في البداية تحية لك ولمشاهديك الكرام وتحية جلال وإكبار لشهداء الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة، حقيقة النظام السوري هي ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها إلى استخدام الأسلحة الكيمياوية هو منذ نهاية عام 2012 استخدم هذا السلاح المميت في أكثر من منطقة وعلى مستوى محدود وذلك لجس نبض المجتمع الدولي حيال استخدام مثل هذا النوع من الأسلحة، في شهر مارس الماضي كانت الهجمة الأعنف باستخدام هذا السلاح على مدينة حلب وعلى منطقة خان العسل سقط أكثر من 22 شهيد و 250 جريح جراء استخدام غاز السارين في تلك المنطقة وكان هذا الأمر موثق من قبل نشطاء ميدانيين قاموا بجمع أدلة من التربة ومن عينات الدم وشعر وجرى إرسالها إلى جهات دولية مختصة وأثبتت أن السلاح الكيمياوي استخدم بشكل واضح في تلك المناطق وفي تلك الهجمات، هناك أكثر من 22 منطقة في سوريا استخدم فيها السلاح الكيمياوي وعلى نطاق ضيق ومنها في ريف دمشق تحديداً وفي الغوطة الشرقية دوما وحرستا والعتيبة وعذرا والكثير من المناطق ولكن لم يجر تسجيل إصابات وفاة هناك إصابات اختناق وأعراض نتجت عن استخدام هذه الأسلحة، حقيقة ما جرى بالأمس في حرستا وفي جوبر هو استخدام نوع جديد من الأسلحة الكيمياوية لا تترك أثر وتتلاشى مباشرة حتى بعد وفاة الضحية يعني لدينا حتى الآن 5 حالات وفاة وأكثر من حوالي 25 حالة اختناق ويعتبرون بمصاف الجرحى ضمن هذا التصنيف، ولكن جميع الإشارات تدل على أن النظام السوري تلقى سلاحا كيماويا جديدا لا يترك أثر فيما بعد في حال تم توثيق هذا الاعتداء أو تم الحصول على عينات من الضحايا لإثبات استخدام هذا السلاح، وهو مؤشر خطير بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى هي محاولة جديدة لنفي تورط النظام باستخدام هذا السلاح ضد المدنيين وضد تجمعات المدنيين الكبيرة بهدف إلحاق أكبر ممكن.

فيروز زياني:  نقطة مهمة أشرت إليها سيد عبد الكريم دعنا نتحول بها إلى ضيفنا من دمشق الكاتب الصحفي شريف شحادة، سيد شريف سمعت لم تعد الاتهامات الآن لمعارضة فقط طالما فند النظام السوري كل ما تذكره واتهمها بأنها هي مَن تستخدم هذا السلاح، شهادة الآن من صحافة مستقلة غربية عما يحدث وعما حدث في جوبر تحديداً، كيف يمكن الرد الآن على مثل هذه الاتهامات الموثقة؟

شريف شحادة: أولاً مساء الخير لك وللسادة المشاهدين وأرجو أن تعطيني الوقت حتى نكون متعادلين في كل شيء، أولاً يبدو أن فرنسا ما تزال تحلم بعقدة المرأة القصيرة التي تريد أن تشتري أو أن  تلبس حذاءاً يجعلها أطول مما هي حقيقتها، كلما اقترب مؤتمر جنيف أثارت فرنسا قصة وإذا كنا نريد أن نعتمد على صحفيين فرنسيين فأنا أؤكد لك..

فيروز زياني: عما يمكن الاعتماد إذن لا الصحافة الغربية ولا الصحافة العربية، تفضل.

شريف شحادة: إذا سمحت خليني أكمل بعدين شو بدك علقي وإذا أردنا أن نعتمد على صحفيين فرنسيين أيضاً بإمكاننا الاعتماد على صحفيين روس، بإمكاننا الاعتماد على منظمة دولية أطلقت حكمها في ديل بونتي قالت بأن مَن أطلق السلاح الكيمياوي إنما هي المعارضة السورية هذه نقطة، والنقطة الثانية يعني أصبحت قصة السلاح الكيمياوي وأسلحة الدمار الشامل في سوريا كما هي القصة في العراق عندما استدرج العراق بقصة أن لديه أسلحة دمار شامل إضافة إلى ذلك أن الكثير أكدوا عندما طلبت سوريا من مجلس الأمن ومن الأمم المتحدة إرسال وفد إلى حلب وإلى خان العسل للكشف والتحقق رفضت الأمم المتحدة بداعي أنها تريد أن تفتش على كامل الأراضي السورية، وهذا يؤكد أن أولاً النظام لم يستخدم الأسلحة الكيماوية نهائياً وليس بحاجة لاستخدامها، اثنين الدلائل تشير إلى أن الأسلحة الكيماوية قد عارضتها المجموعات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة في سي دي خاص على اليوتيوب نشرته وأعلنت به، ثالثا: هذا السلاح وصل فعلياً من تركيا وأنت تعلمين وأنا أعلم أن السلاح الكيماوي والمواد السامة أصبحت تباع كما يباع الموز والبطاطا في الشوارع وهناك دول..

فيروز زياني: يعني عفواً قد يقول قائل سيد شريف وقد أعطيتك الفرصة لماذا لا يستخدم النظام السوري السلاح الكيميائي وهو الذي استخدم صواريخ سكود واستخدم طائرات الميغ واستخدم البراميل المتفجرة، ما الوازع الذي يمكن أن يمنعه من استخدامها؟

شريف شحادة: سؤال جيد الوازع أولاً لأننا حتى هذه اللحظة ما نزال نمسك بمفاتيح اللعبة وأن الأسلحة التقليدية التي نستعملها كافية للقضاء على هذه المجموعات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة، ثلاثة لم يستخدم في يوم من الأيام النظام أي سلاح كيماوي حتى يستخدمه الآن وإذا مجرد جاءنا صحفي من هنا أو صحفي من هناك لكي يكون دليلاً علينا فأنا أيضاً لدي من الصحفيين الروس الذين قدموا دلائل للأمم المتحدة تثبت أن سوريا لم تتورط بالسلاح الكيمياوي وأن مَن تورط هي المجموعات المسلحة، وبالتالي كل ما يقال ما الذي يمنع هذه المجموعات التي لا ضوابط لها ولا إشراف لها ولا تنسيق لها أن تفعل ما فعلته وأنا أتهمها صراحة وعلناً بأنها هي مَن.

فيروز زياني: اتهامات مكررة سمعناها من أكثر من مصدر على كل سيد شريف شحادة نتمنى أن تبقى معنا ويبقى معنا أيضاً ضيوفنا الكرام من باريس ومن القاهرة، فاصل قصير مشاهدينا نناقش بعده التأثيرات التي يمكن أن تحدثها الشهادات الجديدة على ملف استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

التعامل الدولي مع الملف الكيمياوي

فيروز زياني: أهلاً بكم من جديد في هذه الحلقة التي تناقش قيمة وتأثير الشهادات الأخيرة بشأن استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية نتحول مرة أخرى إلى باريس وضيفنا من هناك سيد ريمي، سيد ريمي الآن قمتم بهذا التحقيق وشرحت الدوافع التي دعتكم كصحفيين للقيام به الآن ما رؤيتك ربما للتأثير الذي يمكن أن يحدثه هذا التقرير على كل الجدل الحاصل بخصوص الأسلحة الكيميائية المفترض أن يكون النظام السوري يستخدمها أم لا يستخدمها وأيضاً ربما على التعامل الغربي مع الملف برمته؟

جون فيليب ريمي: حسنا في الماضي كان هناك الكثير من الإعلانات السياسية التي قدمتها الكثير من الدول وأعتقد أنه في هذه المرحلة قد حان الوقت أن نتوقف عن الاستماع لهذه الإعلانات وأن نركز بالأحرى على حقيقة أن هذه الحرب التي استمرت لأكثر من سنتين والتي تشهد العنف بشكل يومي، عنف الذي نعرفه جميعاً، أن نرافق هذه الحرب على الأقل في المنطقة التي تمكنت من زيارتها أنا شخصياً، هذه المنطقة التي شهدت استخدام هذا الغاز السام الملاحظة الأولى ليس هناك أي سبب يدعونا بأن نقول بأن هذا الأمر توقف أعتقد أن زميلنا في القاهرة تحدث عن دلائل إضافية بهذا السياق ونحن لا نتحدث عن حادثة معزولة وإنما حادثة مرشحة لئن تتكرر، كذلك هناك أمر يبدو أنه يمثل الموقف السوري، ما يمكن أن أقوله حالياً أن هناك المزيد من العوامل التي تظهر بأن هناك استخداماً من طرف النظام لهذه المادة، النظام أيضاً هو الآخر يقول بأن المعارضة تستخدم الأسلحة الكيميائية قد يكون ذلك محقاً فيه ليذهب إلى كل الأماكن كلها في سوريا ليثبت ذلك، لكن الوضع في سوريا خطير جداً وبالتالي يبدو لي أننا في هذه المرحلة يجب على كافة الدول التي تهتم بالموضوع السوري في جميع أنحاء العالم أن تتمكن هذه الدول وأن تأخذ في الحسبان كافة العوامل الموجودة والتي..

فيروز زياني: نقطة مهمة تشير إليها سيد ريمي على كافة الدول أن تأخذ في الحسبان كما تقول هذه الأدلة وأية أدلة يمكن أن توضع، أتحول لضيفنا من القاهرة السيد عبد الكريم الريحاوي  كيف يمكن فعلاً أن توظف مثل هذه الشهادات سياسياً باعتقادك وإلى أي مدى يمكن أن يعتد بها ربما كقاعدة قانونية يبنى عليها أي تحرك مستقبلي؟

عبد الكريم الريحاوي: يعني في الحقيقة هناك أدلة كثيرة على استخدام النظام السوري لهذه الأسلحة وهناك شهادات موثقة وهناك عينات كما قلنا سابقاً قمنا بتوثيقها وإرسالها إلى الجهات الدولية المعنية، لدى المجتمع الدولي ما يكفي من الأدلة لإدانة النظام السوري بارتكاب جرائم إبادة جماعية واستخدام السلاح الكيماوي.

فيروز زياني: لماذا لا يفعل إذن؟

عبد الكريم الريحاوي: بطبيعة الحال المجتمع الدولي حتى الآن عاجز عن اتخاذ أي قرار سياسي ضد النظام السوري وهو يبحث عن تسوية سياسية في أروقة الأمم المتحدة وضمن المبادرات والتسويات السياسية الأخرى بحثاً عن حل سلمي تجاه ما يجري في سوريا..

فيروز زياني: هل ما طرح الآن سيد ريحاوي عذراً، هل ما طرح الآن باعتقادك يمكن فعلاً أن يشكل أي تأثير ونحن على أعتاب مؤتمر يسوق له كثيرون جنيف 2 أنه ربما يشكل مفصلاً ما؟

عبد الكريم الريحاوي: لأ بالتأكيد، هناك إجراءات أخرى يجب أن تتخذ ضمن مجلس الأمن يجب أن يُحال الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية ويجب اتهام كل مَن تورط باستخدام الأسلحة الكيماوية أو بإزهاق الأرواح السورية سواء بالأسلحة الكيماوية أو الأسلحة التقليدية الأخرى أن يحال إلى محكمة الجنايات الدولية وأن يحاكم بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، هذا الملف يجب أن يحال من قبل مجلس الأمن ولكن هناك طبعاً كالعادة الفيتو الروسي والفيتو الصيني جاهز والمجتمع الدولي حائر الآن كيف يبحث عن تسوية سياسية ترضي جميع الأطراف وتخرج سوريا من هذه الأزمة، ولكن من ناحيتنا نحن كحقوقيين نشيد بأن كل هذه الجرائم موثقة ونحن نسعى جاهدين لتقديم هذه الملفات مستقبلاً سواء إلى ملف القضاء الوطني في سوريا الحرة إن شاء الله أو إلى محكمة الجنايات الدولية في حال صعب علينا جلب هؤلاء المجرمين إلى العدالة ونحن بهذه المناسبة أشدد وأقول بأننا لسنا معنيين بأي تسوية سياسية تعطى حقيقية للإفلات من العقاب لأي مجرم في سوريا.

فيروز زياني: أتوجه بما بقي لدي من وقت للكاتب الصحفي السيد شريف شحادة من دمشق، هناك مَن يرى السيد شريف أن الكلام أو الكلام فقط لم يعد يجدي نفعاً للنظام السوري في رد كل هذه الاتهامات المتفاقمة والمتزايدة والأدلة التي تكبر يوماً بعد يوم كما ذكر السيد ريمي، متى سيقدم النظام السوري أدلة مقنعة للمجتمع الدولي بعدم استخدامه لهذه الغازات السامة محل النقاش والجدل؟

شريف شحادة: سيدة فيروز ماذا قدم الطرف الآخر غير الكلام يعني أنا سألت ثلاثة أسئلة لماذا يقبل الصحفي الفرنسي ولا يقبل الصحفي الروسي؟ لماذا تقبل شهادة أناس ليس لهم علاقة بالتحقيق..

فيروز زياني: لأن عذراً الصحفي الفرنسي بلده لم ترسل أسلحة للنظام السوري كي يقتل بها الشعب السوري عفواً أنت سألت ونحن نجيب فقط.

شريف شحادة: دقيقة أنا أقول لماذا يقبل الصحفي الفرنسي ولا يقبل الصحفي الروسي؟ لماذا لا يقبل كلام ديل بونتي التي قالت إن المجموعات الإرهابية هي مَن استخدم ذلك؟ لماذا لا يجرى تحقيق في الزمان والمكان الذي حدث فيه الحادث في حلب.

فيروز زياني: على كل سيد شريف حتى استشهادك بما ذكرت ديل بونتي هي تراجعت في واقع الأمر عن حديثها.

شريف شحادة: هذا ما يؤكد أن الموقف السوري صحيح تراجعت تحت ضغط الولايات المتحدة الأميركية لأن دليل ديل بونتي دليل دامغ..

فيروز زياني: لكل أن يؤول ما يراه حسب زاويته على كل الأيام طبعاً كفيلة بأن تثبت كل شيء، أعتذر منك لأن وقتنا انتهى تماماً سيد شريف شحادة الكاتب الصحفي من دمشق أشكرك جزيل الشكر، كما نشكر من القاهرة ضيفنا السيد عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، ونشكر ضيفنا الصحفي من باريس جون فيليب ريمي الصحفي في صحيفة لوموند الفرنسية ومعد تقرير الأسلحة الكيميائية، شكراً لضيوفنا جميعاً وبهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد السلام عليكم.