ما وراء الخبر

آخر المستجدات الأمنية في العراق

تواصل القوات العراقية حملتها العسكرية لملاحقة من وصفتهم بعناصر القاعدة في صحراء الأنبار على طول الحدود مع سوريا. حملة أعقبت اتصالات أجراها نائب الرئيس الأميركي مع مسؤولين عراقيين أبدى فيها قلق بلاده للوضع الأمني في العراق.

– معضلة وحيرة أميركا في بلاد الرافدين
– أميركا وخلق المشاكل في العراق
– نظرية المؤامرة في سوريا

 

‪عبد الصمد ناصر‬  عبد الصمد ناصر
‪عبد الصمد ناصر‬  عبد الصمد ناصر
‪إدوارد بيك‬  إدوارد بيك
‪إدوارد بيك‬  إدوارد بيك
‪محمد العكيلي‬  محمد العكيلي
‪محمد العكيلي‬  محمد العكيلي
‪ظافر العاني‬  ظافر العاني
‪ظافر العاني‬  ظافر العاني

عبد الصمد ناصر: السلام عليكم ورحمة الله، تواصل القوات العراقية حملتها العسكرية لملاحقة ما وصفتهم بعناصر القاعدة في صحراء الأنبار على طول الحدود مع سوريا. حملة أعقبت اتصالات أجراها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع مسؤولين عراقيين أبدى فيها قلق بلاده للوضع الأمني في العراق ودعمها لجهود محاربة الإرهاب فيه.

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في محورين: كيف تواكب واشنطن آخر المستجدات الأمنية في بلاد الرافدين، وأي دور يمكن للإدارة الأميركية أن تلعبه في حل الأزمة المستفحلة في العراق على أكثر من صعيد؟

واشنطن التي غادرت قواتها العراق سنة 2011 شدت بها مشاعر القلق هذه الأيام وهي ترى هذا البلد ينجرف نحو مزيد من التدهور الأمني، تدهور أنذر بعودة الاقتتال الطائفي مما دفع فيما يبدو نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لمهاتفة المالكي وغيره من القادة السياسيين للتباحث فيما يمكن أن يقي بلاد الرافدين الأسوأ في خطوة جددت السؤال حول الرؤية الأميركية لما يجري في العراق وجواره سياسياً وأمنياً.

[تقرير مسجل]

ناصر آيت طاهر: آلاف مثل هؤلاء ينفذون عملية عسكرية كبيرة في صحراء الأنبار، قيل إنهم يطاردون القاعدة، لا غرابة أن ترى الحكومة العراقية وأنصارها في العملية إنجازاً على طريق إعادة الاستقرار المفقود فحوادث العنف ارتفعت وفقاً لمعهد دراسات أميركي إلى 1100 حادثة شهرياً بعد أن كانت 300 في نهاية عام 2010 ولطالما كانت القاعدة في دائرة اتهام الحكومة العراقية، ومع ذلك يتوجس مناوئو الحكومة من التحرك العسكري الأحدث في الأنبار، لا يستبعدون أن يكون تغطية على خطط تستهدفهم الآن أو لاحقاً، إنهم يضعونها في سياق المساعي الحكومية لسحق الاحتجاجات الشعبية ضد سياسات المالكي والتي تعد المحافظة إحدى ركائزها. استبقت الحكومة عمليتها بتغييرات على مستوى قيادات العمليات في الجيش العراقي وسبق العملية أيضاً دخول واشنطن على الخط. نائب الرئيس الأميركي جو بايدن رأى في وضع العراق الأمني مبعث قلق، وأضاف على خشيته تلك تعهداً أميركياً بمواصلة دعم حكومة المالكي في حربها ضد ما وصفه بالإرهاب، ليس ذاك تحولاً في المواقف الأميركية المعهودة لكن لمَ التكرار ولمَ الآن، هل هي كما فهمها البعض مساندة صريحة لعملية المالكي في الأنبار، وإن كانت كذلك فهل هي مساندة للمالكي في مجمل سياساته التي يقول معارضوه إنها تعمل على تمزيق النسيج العراقي؟ يستاء عراقيون من صمت الولايات المتحدة عن كثير مما يحدث في العراق منذ أن انسحب آخر جنودها من هناك في ديسمبر 2011، قد يفسر الصمت رضا وقد يفسر أيضاً عجزاً أو انحسار نفوذ وفي كل الأحوال لا مفر من السؤال عن مسؤولية الولايات المتحدة وعن دور ممكن لها في انتشال العراق من حالة الفوضى والتشظي.

[نهاية التقرير]

معضلة وحيرة أميركا في بلاد الرافدين

عبد الصمد ناصر: ولمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من واشنطن السفير ادوارد بيك رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية في العراق سابقاً والمساعد السابق لمدير قوة مهام قضايا الإرهاب في البيت الأبيض، ومن بغداد ينضم إلينا محمد العكيلي عضو ائتلاف دولة القانون، وكذلك الدكتور ظافر العاني القيادي في ائتلاف العراقية والمتحدث باسم قائمة: متحدون، مرحباً بضيوفنا الكرام، السفير ادوارد بيك على خلفية اتصال جو بايدن بقادة سياسيين في العراق ما هي الرؤية الأميركية والقلق الأميركي وحقيقة هذا القلق لما يجري الآن في العراق؟

ادوارد بيك: إن الأميركيين الآن يعانون من معضلة وحيرة فكما توقعهم وتوقعنا نحن كأميركيين إن الأمور ستنجح في العراق بالطريقة التي خططنا لها أو أملنا في تحققها، ربما كان هذا توقعاً غير واقعي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الوضع في العراق. والآن وقد سحبنا قواتنا العسكرية على الأقل نواجه موقفاً أو وضعية ساعدنا على تحقيقها، ونحن أيضاً وهذا مفهوم نود من العراقيين أن يحلوا كل المشكلات التي ساعدنا نحن على خلقها، بالطبع هم يريدون تحقيق ذلك أيضاً ولكن بقدر تعلق الأمر بانخراط السيد بايدن بالعملية هو يحاول أن يظهر أمامهم أننا نهتم ونعنى بشؤونهم لكننا كدولة كأميركا لا نستطيع فعل الكثير لما يحدث في العراق الآن.

عبد الصمد ناصر: طيب، محمد العكيلي عضو ائتلاف دولة القانون الولايات المتحدة الأميركية كانت وراء خلق الكثير من المشاكل كما يقول ضيفنا السفير ادوارد بيك وتريد كما قال أن يحل العراقيون مشاكلهم بأنفسهم، من خلال ما رشح لديكم عن فحوى الاتصال الذي أجراه جو بايدن بنوري المالكي، ماذا كان الأميركيون يريدون فعلاً من المالكي من الحكومة العراقية في هذه اللحظة على خلفية ما يجري الآن في العراق ولربما ربطاً بما يجري في سوريا وإقليمياً أيضاً؟

محمد العكيلي: نعم بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً جزيلاً لك على هذه الاستضافة، وتحية طيبة إلى ضيوفك الأكارم، يعني بالتأكيد الوضع العراقي هو شأن داخلي، نعم لدينا مشكلات هذه المشكلات سياسية ما بين الكتل السياسية. الأزمة السياسية تنعكس على الوضع الأمني والاقتصادي وحتى الاجتماعي. أعتقد أن المشكلة هي الكرة في ملعب الفرقاء السياسيين العراقيين، بعض الفرقاء السياسيين العراقيين لا يقتنعون بالحوار مع بعضهم البعض لفقدان الثقة مع بعضهم البعض، الحكومة العراقية تنظر إلى هذه المشكلات، نعم إنها مشكلات مقلقة إلى الوضع العراقي بصورة عامة، أما بالنسبة إلى الاتصال الأخير ما بين السيد بايدن والسيد رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد المالكي هي كانت مكالمة تحث الجانبين على تعميق الدور الأميركي والعراقي لتعزيز اتفاقية الإطار الإستراتيجي ما بين الطرفين هذا جانب، الجانب الثاني نعم تخللت المكالمة هناك مناقشات على الوضع الإقليمي وخصوصاً ما يجري في الجارة سوريا، أغلب الدول ومنها الولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن يكون هناك العنف المتنامي في منطقة الشرق الأوسط والعناصر المتطرفة والمجاميع المتطرفة في العراق أو في سوريا لا تريد لهذه الحالة أن تكون موجودة، على سبيل المثال في الجارة سوريا هناك تداعيات خطيرة على المنطقة ذهبت بعض دول الإتحاد الأوروبي إلى أن تسلح المعارضة لكن المخاوف الحقيقية من تسليح المعارضة أن تكون هذه الأسلحة بيد جهات متطرفة لا تريد دول الإتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة الأميركية أن تصل هذه الأسلحة إلى الجهات المتطرفة وكذلك في العراق المشكلات السياسية أدت إلى غطاء سياسي لهذه المجاميع المتطرفة.

عبد الصمد ناصر: إذن ما تريده أميركا هو دعم عراقي لجهود بين قوسين أميركا في مكافحة الإرهاب حتى لا يعني تنتقل بعض العناصر الموصوفة إرهابياً من العراق إلى سوريا هل هذا هو المطلوب؟

محمد العكيلي: يعني الولايات المتحدة الأميركية، الولايات المتحدة الأميركية دولة صديقة للعراق وتربطنا معها اتفاقية، اتفاقية الإطار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية، نعم يعني من حق الدول أن تقلق على تنامي هذه الخلايا النائمة، الخلايا المنشطة بفعل المحركات الخارجية على الوضع العراقي، بالتالي من الممكن أن يزداد القلق لكن هو شأن داخلي الحكومة العراقية والدولة العراقية هي قادرة على بسط الأمن في أنحاء العراق لكن بشرط أن تتخلص الكتل السياسية من المشكلات مع بعضها البعض، وأن تتخلص الكتل السياسية والشخصيات السياسية من ارتباطاتها في الخارج، أن تتخلص الكتل السياسية من هذه النزعات الإعلامية والسياسية والضرب تحت الحزام من خلال التصعيد السياسي والإعلامي ومن خلال الصيحات إلى التقسيم ومحاربة القوات الأمنية من قبل بعض الجهات العشائرية والسياسية.

عبد الصمد ناصر: هذا مطلب أيضاً موجه من المعارضة إلى بعض الكتل السياسية المرتبطة بإيران بالتحديد والتي تحسب على أنها أذرعها في العراق، أستاذ ظافر العاني القيادي في ائتلاف القائمة العراقية والمتحدث باسم قائمة: متحدون هل تنتظرون أنتم الكثير من الولايات المتحدة كدور يمكن أن تلعبه الآن لإعادة الاستقرار السياسي والأمني في العراق الآن؟

ظافر العاني: لماذا تقوم أميركا بمثل هذا الدور وهنالك يعني بعد خروجها قد نصبت مَن يستطيع أن يؤدي إستراتيجيتها في العراق على أكمل وجه بدون أن تتكلف عناء التكلفة المالية و حتى التكلفة البشرية. لو كنت مكان بايدن لقدمت شكري الكبير للسيد رئيس الوزراء في أنه يقوم تماماً بسياسات تؤدي إلى نجاح خطة بايدن المعروفة حول تقسيم العراق. السياسات ذات الطبيعة الفئوية وإطلاق يد الميليشيات في عدد من المحافظات والاستهداف ذو الطابع الطائفي الذي تمارسه السلطة وبالذات تجاه المحافظات الست المنتفضة. أنا أعتقد أنها تحقق تماماً خطة بايدن في تقسيم العراق، ولذا أنا يعني أعتقد إنه في سره بايدن كان يقدم الشكر والشكر الكبير لحكومة المالكي بأنهم قد وفروا عليهم مثل هذا العناء. أميركا صحيح انسحبت من العراق بقواتها العسكرية لكنها تركت من المشاكل الكثير وتركت مَن هم جنود أمناء في الإستراتيجية الأميركية في تمزيق العراق، اليوم وخلال هذا الأسبوع قامت مجاميع الميليشيات المرتبطة بإيران والتي تعمل استعراضات عسكرية بحضور كبار السلطة في بغداد وقياداتها قامت بأعمال قتل بالإضافة إلى المجاميع الإرهابية المتعلقة بتنظيمات القاعدة ولكن هذه تعمل في وضح النهار الميليشيات المرتبطة بطهران والقريبة من السلطة والمدعومة منها، قامت بأعمال قتل للعراقيين لم تجرِ حتى في ظل أقسى أيام الاحتلال الأميركي للعراق. في يوم واحد مثلاً في العامرية قتل أكثر من خمسين شاب خريجين للتو، وبعدها بأيام في نفس المكان في العامرية قتل مثل هذا العدد، الجمعة الماضية قتل في مسجد سارية في ديالي على يد الميليشيات عدد أكبر من هذا بل إنهم لم يكتفوا بالتفجير وإنما أجهزوا على الجرحى ولاحقوهم إلى المستشفيات لقتلهم، هل هنالك جنود أكثر أمانة من هؤلاء للإستراتيجية الأميركية في العراق.

أميركا وخلق المشاكل في العراق

عبد الصمد ناصر: يعني هذا يوجه لضيفنا الأميركي السفير ادوارد بيك، يعني قلت قبل قليل بأن أميركا يعني ساهمت في خلق الكثير من المشاكل التي يعاني منها العراق الآن وأميركا الآن ألا تقوي شوكة طرف على آخر حينما تدعو نوري المالكي إلى محاربة بعض العناصر وبعض الجماعات المسلحة وتغض الطرف عن جماعات وميليشيات أخرى ذات ولاء أيضاً لإيران وتطابق إيديولوجي أو فكري أو عقدي مع المالكي وجماعته ومع ذلك تغض الطرف عن هذه الجماعات؟

ادوارد بيك: لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية خلقت كل المشكلات لكن بالتأكيد لم تفعل ما فيه الكفاية لتفاديها، العراق كان بلداً أسس على أيدي قوات الاستعمار البريطاني في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى وهذه الحقيقة معروفة بالشرق الأوسط كما هي معروفة في الولايات المتحدة، الولايات المتحدة تطلب من المالكي أن يفعل ما يريد المالكي أصلاً تحقيقه، وأنا كدبلوماسي أقول إنهم يحثونه علناً للقيام بما يود هو أصلاً القيام به ليس أمراً مجدياً ونافعاً دبلوماسياً، قد يساعد الإدارة داخلياً في أميركا لكن لا أحد يعرف أكثر مما ينبغي عمله في العراق من السيد المالكي نفسه والعراقيين. الأميركيون لا يفهمون حقيقة ولا يعلمون لأنهم ليسوا هناك ولم يعيشوا حياة العراقيين ويراقبون ما يحدث بشيء من القلق، ونحن حقيقة في نظره ليس لدينا فكرة واضحة عما ساعدنا على خلقه في العراق، ما هو الذي خلقناه هناك؟ والذي كما يأسف له الجميع حالة من عدم الاستقرار التي لا نستطيع التخلص منها. المعافاة والاستقرار والازدهار أمور يريدها الجميع لكن لا أحد يعرف كيف يتم ذلك وما ينبغي القيام به هو من جانب العراقيين وليس الأميركيين.

عبد الصمد ناصر: محمد العكيلي عضو ائتلاف دولة القانون هل معنى ذلك أن هناك تطابقا في وجهات النظر الأميركية مع المالكي فيما يخص محاربة عدو أو خصم واحد بالنسبة للطرفين؟

محمد العكيلي: أخي الكريم هي ليست مقتصرة ما بين الرجلين ما بين بايدن وما بين السيد المالكي كانت هناك مكالمة هاتفية أخرى مع السيد النجيفي ومكالمة أخرى مع السيد البارزاني أعتقد بأن هذه المكالمة يعني لا تتدخل في الشأن العراقي بقدر ما هو الشأن العراقي شأن داخلي.. وعلى الكتل السياسية.. يعني أنا متحفظ على بعض الكلام الذي قاله السيد العاني أن أميركا نصبت المالكي، أميركا لم تنصب المالكي، المالكي نصب بالأصوات العراقية والقائمة العراقية هي مَن صوتت على رئاسة الوزراء للسيد المالكي داخل قبة البرلمان، وإذا كان هناك اعتراضات على السيد المالكي في طرق قانونية ودستورية لمواجهة المالكي وهناك انتخابات قادمة. هذا من جانب، من الجانب الثاني لو سمحت لا تقاطع أرجوك ألا تقاطع، الجانب الثاني يعني السيد ظافر العاني يقول على منطقة العامرية أخي سيد ظافر القاعدة تضرب مناطق سنية وشيعية الهدف منه خلط الأوراق وهناك إعداد لاقتتال طائفي ما بين سكان البلد الواحد أرجوك أن يكون الكلام الذي تتفضل به كلاماً منطقياً مهنياً وسطياً، البلد محتاجة اليوم إلى كلام وسطي لا هذا الكلام المتطرف الذي يزيد الطين بله داخل المجتمع العراقي، أنت رجل كيس أنت رجل لديك قواعد شعبية أنت رجل سياسي يفترض ألا يكون هذا كلامك، والسياسي يفترض اليوم أن يكون.. يفترض أن يكون اليوم أكثر وسطية.

عبد الصمد ناصر: سيد ظافر العاني ألديك ما ترد، تفضل سيد ظافر العاني.

ظافر العاني: أنا أفهم إنه البعض عندما يتحدث عن الوسطية والاعتدال هو لا يقصد بها إلا الخنوع للسلطة ولتقديم المزيد من التنازلات لكي تتمادى السلطة في إرباك الملف الأمني، أنا أذكر الجمهور بأنه قبل أيام كان هنالك تصريح واضح من قبل قيس الخزعلي رئيس كتائب عصائب الحق المرتبطة بطهران ولا أحد ينكر ذلك، هو يقول: أنا ولائي للولي الفقيه في طهران، هو لم يهدد فقط المدنيين بالقتل وإنما قال أنه سيطال بالقتل قيادات الاعتصامات السلمية بل وحتى السياسيين حتى وإن كانوا في سياراتهم المصفحة، وما يزال حتى الآن.. اليوم في بغداد اليوم و أمس وقبل يومين في بغداد هنالك استعراضات عسكرية يومية ..

عبد الصمد ناصر: طيب هذا قلته قبل قليل أستاذ ظافر العاني على كل حال نريد أن نتقدم في الحوار لأن الجزء الثاني سنخصصه بعد قليل لحدود الدور الذي يمكن لواشنطن أن تلعبه مستقبلاً من أدوار طبعاً اتجاه الأزمة العراقية فنرجو أن تبقوا معنا مشاهدينا الكرام نعود إليكم بعد قليل.

[فاصل إعلاني]

عبد الصمد ناصر: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام من جديد في هذه الحلقة التي تناقش الموقف الأميركي من التطورات الأمنية الجارية في العراق، سيد السفير ادوارد بيك: قلت قبل قليل بأن نوري المالكي والعراقيين أدرى بمشاكلهم من الإدارة الأميركية ومع ذلك حدث هذا الاتصال ولكن يبدو وكأن الإدارة الأميركية ليست منشغلة بالتحديد بما يجري في العراق بقدر ما هي منشغلة بالدور الذي يمكن أن تلعبه حكومة المالكي لوقف تسلل العناصر الجهادية إلى داخل سوريا، لوقف الدعم عن جبهة النصرة التي تقف إلى جانب المعارضة السورية، كيف نفهم هذا الموقف الأميركي وهي التي تقول بأنها تريد من الأسد أن يتنحى؟

ادوارد بيك: أنا كنت في العراق قبل عامين بناءاً على دعوة من مجموعة لبحث الأوضاع قبل أن تزداد سوءاً، المشكلة كانت قد بدأت لكن كل أعضاء تلك المجموعة وكثيرون منهم كانوا خبراء وعلماء ودبلوماسيين وصحفيين خبراء بالشأن السوري اتفقوا جميعاً على أن معظم مشكلات سوريا لم تحل بالضرورة من قبل بلدان أخرى لكن تمت المساعدة على خلقها من قبل بلدان لها أهدافها وأغراضها بما تريد أن يحدث داخل سوريا وما يراد لسوريا أن يحدث لها، إذن تورط الناس من الخارج فاقم الأمور وزادها سوءاً في سوريا كما حدث مع العراق هناك مجموعات متطرفة معتدلة بعضها هادئة بعضها ناشطة كلهم لديهم الأهداف التي يريدون تحقيقها لأنفسهم بمعزل عن الآخرين الذين لهم أهدافهم ومآربهم الخاصة.

نظرية المؤامرة في سوريا

عبد الصمد ناصر: السيد السفير عذراً، ادوارد بيك هل معنى ذلك أن الإدارة الأميركية غيرت نظرتها لما يجري في سوريا لم تعد تنظر إلى ما يجري في سوريا على أنه ثورة وحراك اجتماعي من أجل الحرية والعدالة بقدر ما باتت تؤمن بنظرية المؤامرة كما يقول النظام السوري إذن؟

ادوارد بيك: أنا لست متأكداً بالضبط ماذا وكيف تفكر الإدارة أنا أتحدث إليكم من خلال وجهة نظري أنا عما أعتقد أن الإدارة تعتقده في حالة سوريا ما رأيناه جميعاً ما حدث في يوغوسلافيا عندما تنحى الماريشال تيتو في النهاية وتوقع الأميركيون ليوغسلافيا أن تزدهر ولكننا رأينا ما حدث هناك بلد تمزق إلى أشلاء ونرى الأمر نفسه وللأسف نرى الشيء نفسه قد يتكرر في العراق، ونحن نعمل على تكرار نفس الشيء في سوريا، نريد للحكومة أن ترحل على أمل خاطئ بأن الكل سيتحول إلى نوع من العقلانية والتعاون فيما بينهم وليس من المرجح..

عبد الصمد ناصر: سيد السفير.. نسمع رأي محمد العكيلي عذراً للمقاطعة، محمد العكيلي في دقيقة من فضلك: ما الذي يمكن أن تقدمه الإدارة الأميركية وما حدود الدور الذي يمكن أن تلعبه الإدارة الأميركية في تعاملها مع الحالة العراقية الآن وأيضاً في سياق نظرتها للأمر من زاوية أوسع تخص الشأن السوري أيضاً؟

محمد العكيلي: أخي الكريم يعني المشكلة هي اتفقنا ثلاثتنا أن المشكلة داخلية والمشكلة يجب أن تحل بأيادٍ عراقية وفق الحوار ووفق التفاهمات. الولايات المتحدة الأميركية لا أعتقد أن تدخل الولايات المتحدة الأميركية سوف يحل هذه الأزمة السياسية، المشكلة بيد العراقيين أنفسهم، المشكلة يجب أن يكون هناك موقفا موحدا تجاه العملية السياسية وتنشيط العملية السياسية ودعم الجهود الرامية لتعزيز العملية السياسية في العراق، هذا جانب، نبذ التطرف والعنف الإرهابي من أي جهة تكون هذا التطرف والعنف الإرهابي من جهة الشعب العراقي. أنا فقط أذكر السيد العاني فقط بكلمة واحدة السيد المالكي لن يتجرأ أي رئيس عربي ولا رئيس دولي أن يختلف بوجهة النظر مع أي رئيس من رؤساء الولايات المتحدة الأميركية، عدا المالكي وقف بحضرة السيد أوباما أمام الصحفيين واختلف معه بوجهة نظره اتجاه سوريا إذن ..

عبد الصمد ناصر: دكتور ظافر العاني هل يمكن أن يكون للإدارة الأميركية أي دور مستقبلاً في العراق؟ بعد التراجع.. عذراً سيد العكيلي عذراً الكلمة موجهة لظافر العاني.

ظافر العاني: هو اختلف مع الأميركان في وجهة نظرهم السابقة حول سوريا لأن وجهة نظرهم متطابقة مع حكومة طهران حول سوريا والآن يتضح تماماً أن هنالك تفاهما قادما تفاهما أميركيا إيرانيا بأذرع عربية لإعادة الاحتقان الطائفي إلى العراق بديلاً عن سوريا التي لا أعرف ما الترتيب القادم لها، الذي أقوله إن مواجهة الإرهاب ينبغي ألا تكون بعين عوراء، الذي ينظر إلى الإرهابيين القريبين من سوريا عليه أن ينظر إلى الميليشيات الإرهابية الموجودة في بغداد والقريبة من السلطة، عليه أن يساوي بين الاثنين معاً، أنا لا أريد أن أذكر أن هنالك..

عبد الصمد ناصر: معذرة دكتور معذرة أعتذر لك بشدة الدكتور ظافر العاني القيادي في ائتلاف القائمة العراقية والمتحدث باسم قائمة: متحدون شكراً لك، ونشكر ضيفنا من واشنطن السفير ادوارد بيك رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية في العراق سابقاً، ومن بغداد محمد العكيلي عضو ائتلاف دولة القانون شكراً وإلى اللقاء مشاهدينا الكرام.