ما وراء الخبر

اتفاق سلام دارفور بين السودان والمساواة

تسلط الحلقة الضوء على توقيع الاتفاق النهائي للسلام في دارفور بين حكومة الخرطوم وحركة العدل والمساواة السودانية، وتجيب الحلقة على التساؤلين التاليين: ما مضامين الاتفاق وما أعقبه من قراءات متباينة لهذا الحدث؟
‪الحبيب الغريبي‬ الحبيب الغريبي
‪الحبيب الغريبي‬ الحبيب الغريبي
‪علي وافي بشار‬ علي وافي بشار
‪علي وافي بشار‬ علي وافي بشار
‪جبريل آدم بلال‬ جبريل آدم بلال
‪جبريل آدم بلال‬ جبريل آدم بلال

الحبيب الغريبي: أهلاً بكم، شهدت الدوحة توقيع حكومة الخرطوم وحركة العدل والمساواة السودانية الاتفاق النهائي للسلام في دارفور، خطوةٌ تلقفتها أطراف معنية بالصراع الدائر في الإقليم بردود فعل شديدة التباين.

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في محورين: مضامين الاتفاق وما أعقبه من قراءات متباينة لهذا الحدث، وقدرة الاتفاق على جذب أطراف جديدة ما يؤدي إلى إرساء سلام مستدام.

خطوةٌ لا بد منها لإحلال الاستقرار ودفع عجلة التنمية تحت هذا العنوان وقّعت حركة العدل والمساواة السودانية على اتفاق سلام نهائي مع حكومة الخرطوم في مبادرة سرعان ما جوبهت برفض وانتقاد فصائل مسلحة أخرى في الإقليم لم ترَ في هذا الاتفاق سوى التفاف على مشاكل دارفور لصالح نظام البشير.

[تقرير مسجل]

مريم أوباييش: يُردُ في هذه اللحظة أن تكون خطوة في طريق طويل وشاق نحو السلام المنتظر في دارفور، أخيراً وقّعت حركة العدل والمساواة السودانية بقيادة محمد بشر على وثيقة سلام دارفور التي رأت النور في الدوحة يوليو 2011، أول الموقعين حينها كانت حركة التحرير والعدالة برئاسة التيجاني السيسي انخراط حركتين فقط في مسار السلام لا يكفي لإحلاله في منطقة لم تتخلص من أسباب الحرب التي اندلعت عام 2003 ولا من مآسيها القائمة حتى اللحظة، تضم خريطة التمرد في دارفور عدة حركات أبرزها خمس منها اثنتين قَبِلتا وثيقة الدوحة ليستمر الخلاف بين الخرطوم وحركات جيش تحرير السودان جناح عبد الواحد نور وجيش تحرير السودان جناح مني آركو مناوي والعدل والمساواة برئاسة جبريل إبراهيم، وثيقة سلام دارفور هي خريطة طريق كان يفترض أن يسير عليها جميع الفرقاء في الإقليم الواقع غرب السودان، تتطرق أهم بنودها إلى قضايا العدالة والمصالحة والتعويضات واقتسام الثروة والسلطة والنازحين ومحاسبة المجرمين، تبادل الاتهامات والتشكيك في نوايا كل طرف أخّر تطبيق الخريطة ومعها تأجلت مشاريع التنمية وإعادة الإعمار الموعودة في الإقليم، فقد أدت الحرب التي اتهم فيها عناصر الجنجوي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق السودانيين غير العرب إلى مقتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص تعترف الخرطوم بمئة ألف فقط نزح بسببها ووفق الأمم المتحدة مليون وأربعمئة ألف شخص، استبق بعضهم بداية أعمال مؤتمر المانحين في الدوحة بمظاهرات في عدة مناطق من الإقليم للتنديد بانعدام الأمن وبينما يسعى المؤتمر الدولي للمانحين إلى جمع أكثر من سبعة مليارات دولار لمساعدة الإقليم يرى بعض الدارفوريين أن الأولوية هي إقناع جميع الفصائل المسلحة بوضع السلاح والانخراط في عملية سياسية دائمة وليست مؤقتة لأن ما ألفه السودانيون من السياسيين والمتمردين وإلى عهد قريب هو نقض العهود.

[نهاية التقرير]

مطالب الإقليم ومضامين الاتفاق

الحبيب الغريبي: ولمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من مقر انعقاد مؤتمر دارفور في الدوحة علي وافي بشار الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة السودانية، ومن لندن جبريل آدم بلال الناطق باسم حركة العدل والمساواة، سيد علي وافي أولاً ما الذي أقنعكم بالنهاية للتوقيع على هذا الاتفاق أي فارق يصنعه هذا الاتفاق في مسار السلام في دارفور؟

علي وافي بشار: بسم الله الرحمن الرحيم، نحنا في البداية يعني نقدم صوت شكر لدولة قطر أميراً وشعباً على الدور الكبير الحقيقة اللي لعبته في إطار العملية السلمية، وأيضاً نشكر الوساطة والمنظمات الدولية والإقليمية المهتمة بالقضية في دارفور، الدافع حقيقة  في حركة العدل والمساواة وقّعنا سلام مع الحكومة السودانية ونعتقد إنه هذا السلام سيأتي بالخير والاستقرار والتنمية لأهل السودان وأهل دارفور بصفة خاصة وخاصة أهلنا في النزوح واللجوء، لذلك نعتقد إنه هذا السلام سيحقق تنمية حقيقية وسيحقق استقرار بعد قتال دام عشر سنوات.

الحبيب الغريبي: يعني من الناحية المضمونية على مستوى المحتوى، يعني ما هي البنود التي ترون أنها تستجيب لمطالب الإقليم؟

علي وافي بشار: نعم إحنا تلقينا دعوة من الوساطة المشتركة وأتينا إلى الدوحة وتناقشنا حقيقة في 5 ملفات أساسية تحتويها وثيقة الدوحة، والخمس ملفات نفتكر إنها هيّ دي الإشكالات اللي بطرحها واقع دارفور، تناقشنا في ملف العدالة والمصالحة وتناقشنا حول تقاسم الثروة والسلطة، وأيضاً تناقشنا حول التعويضات فنعتقد إنه ما أضفناه للوثيقة يشكل حقيقة يعني إضافة حقيقية لاتفاق الدوحة، ونفتكر إنه الآن مسألة السلام هي أصبحت مطلب أهل دارفور ومطلب لكل المتضررين حقيقة من الحرب في دارفور ونفتكر إنه بتوقيع حركة العدل والمساواة للعملية أو للسلام في المرحلة دي نفتكر إنها مهمة جداً جداً ونفتكر إنها تسهم في الاستقرار وبنفس الوقت بتكون فاتحة شهية لمؤتمر المانحين الآن المنعقد في الدوحة، والحقيقة نأمل إنه المؤتمر برضه يؤدي أو على أقل تقدير ينجز الأهداف المرجوة بغرض إنه يسهم في عملية الإعمار والتنمية في دارفور.

الحبيب الغريبي: سيد جبريل أنتم لكم رأي مخالف تماماً تقولون بأن هذا الاتفاق هو قذف على المشاكل الحقيقية لدارفور، كيف ذلك؟

جبريل آدم بلال: شكراً جزيلاً، أنا أحب أن أصحح معلومة غاية في الأهمية إنه الأطراف أو الطرف الذي وقّع بالأمس على وثيقة الدوحة هذا الطرف ليس بحركة العدل والمساواة السودانية وإنما مجموعة خرجت من حركة العدل والمساواة السودانية ربما يكون عندها رغبة في الالتحاق بنظام المؤتمر الوطني أو يكون عندها بعض التوجهات المحددة التي تريد أن تلبيها بهذا الاتفاق، ولكن الحقيقة إنه هذه المجموعة التي وقّعت هي ليست حركة العدل والمساواة السودانية بقدر ما إنه حركة العدل والمساواة السودانية المعروف أنها وإحنا كنا موجودين في الدوحة هذه الحركة لا على المستوى السياسي ولا على المستوى العسكري ولا على كل المستويات، هذه الحركة لم توقّع على هذه الوثيقة وإحنا لم نوقع على هذه الوثيقة لأنه هذه الوثيقة، وثيقة الدوحة أو كلام من هذا النوع بقدر ما إنه المبررات كانت منطقية، إحنا تفاوضنا مع حكومة المؤتمر الوطني في الدوحة لأكثر من ثلاث سنوات من العام 2009 إحنا كنا نتفاوض مع حكومة المؤتمر الوطني تحت الضيافة القطرية وتحت الوساطة المشتركة وكان هنالك جو وبيئة صالحة للحوار من قبل الدولة المضيفة قطر ومن قبل الوساطة المشتركة، ولكن للأسف الشديد المؤتمر الوطني النظام الحاكم في السودان كان يستخدم هذه المنابر التفاوضية كان يستخدمها لعلاقاته العامة ويستخدمها لكسب الوقت وغيره ولا يريد النظام الحاكم في السودان مخاطبة القضايا الرئيسية، ودائماً النظام الحاكم في السودان يختار طريق الانشقاقات ويختار طريق تقسيم قوى المقاومة الثورية وتقسيم الأحزاب والقوى السياسية ويختار الطرف الأضعف للتوقيع معه في اتفاقية لأنه الحكومة السودانية بعدما توقّع الاتفاق مع الطرف الأضعف تريد أن تتنصل من تنفيذ هذه الاتفاقيات ولذلك تختار بعض الراغبين في الالتحاق بالمؤتمر الوطني وتوفر لهم بعض البيئة سواء كان في الدوحة أو في غيره ويوقّعوا باسم حركة العدل والمساواة السودانية، ولكن الحقيقة إنه هذه المجموعة ليست حركة العدل والمساواة السودانية وما أعتقد إنه هذا الاتفاق سيضيف أي إضافة فعلية في أرض الواقع لأنه أولاً هذا الاتفاق لم يخاطب القضايا الرئيسية، والمسألة الثانية الأطراف الرئيسية في دارفور وفي السودان مثل حركة العدل والمساواة السودانية ذات البعد المعروف والمواقف السياسية المعروفة والقوى العسكرية الأخرى لم توقع على هذا الاتفاق ولذلك ما أعتقد إنه هذا الاتفاق سيكون بأقل سوءاً من الاتفاقيات الأخرى التي وقعت سواء كان في الدوحة أو في أي مكان آخر.

الحبيب الغريبي: سيد بشار، يعني إذا ما فهمت ضيفي السيد جبريل أنتم يعني بشكل أو بآخر تنتحلون صفة يعني مطمحكم الرئيسي هو المشاركة في مستويات الحكم في السودان ولكن تنسون أن هناك تجربة فاشلة في السابق تجربة شراكة سياسية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان؟

علي وافي بشار: نعم، هو كلام الأخ جبريل بلال هو كلام غير صحيح طبعاً ومسألة إحنا ننتحل شخصية ولا ندعي إنه إحنا حركة العدل والمساواة أو تسويفه بأننا مجرد مجموعة هو دا كلام غير صحيح وكلام يعني يغالي فيه أكثر من اللازم، فأخونا جبريل بلال والآخرين اللي معه يعرفون مَن نحن، وإحنا كنا رأس الحربة لما كنا في العدل والمساواة الكل يشهد العمليات في دارفور ولا سواء كانت أم درمان ولا سواء كانت كل المعارك اللي دارتها حركة العدل والمساواة إحنا مَن كنا نقود هذه الحركة، وإحنا مَن كنا نقود تحركاتها وإحنا مَن كنا يعني نخطط للعمليات العسكرية، صحيح إنه الآن في مجموعة صغيرة جداً جداً بقيادة جبريل إبراهيم وهم دول أصحاب مدرسة تنظيمية واحدة فكلهم إذا جيت مسكتهم ملمومين وهم يعني في النهاية أصحاب مدرسة تنظيمية وعندهم مصالح ممكن الارتباطات التنظيمية الهامة بتخليهم مثلاً يمشوا في العملية السلمية وهم الآن عبارة عن جيش سياسي، نحنا الآن موجودين على الأرض والمسألة منا ما محتاجين منا شهادة من أخونا جبريل بلال وهو يعرفنا كويس جداً جداً وإحنا موجودين واليونفيد تعرف قواتنا على الأرض الإخوة الآخرين اللي يحملوا السلاح يعرفوا إحنا موجودين على الأرض والآن إحنا موجودين ومنتشرين في شمال دارفور وفي غرب دارفور وفي جنوب دارفور حتى جبريل بلال آدم بلال قل له أنتم الآن موجودون وين؟ الآن إحنا نعرف أماكنهم وأحسن ما نقوله في الإعلام وأحسن ما نتكلم عن الملفات واستضعاف الآخرين لأنه العدل والمساواة إحنا مَن صنع تاريخه العسكري جبريل بلال وغيره هم عبارة عن ناس رابطين كرفتات ولافين في عواصم الدول ما عندهم أي علاقة  بالواقع الميداني فإذا هم سياسيين..

الحبيب الغريبي: أنت تقول هذا الكلام، أنت تقول هذا الكلام وغيرك أيضا يقول هذا الكلام يعني هناك مشكلة حقيقية في موضوع التمثيلية يعني لمشاكل وإقليم دارفور والرأي العام داخل دارفور يعني هذا الإشكال ما زال مطروحاً إلى حد الآن، يعني كيف يمكن حسمه وسط هذا التشتت والتشرذم؟

علي وافي بشار: والله الحقيقة نحنا نعترف إنه هناك يعني انقسامات وهذا الشيء المؤسف في واقع الحركات، ودا نتائج لأنه ما في قيادة يعني والدليل على ذلك وجودنا نحنا خارج إطار منظمة العدل والمساواة القديمة يعني حقيقة كل القيادات الآن الموجودة في دارفور غير مؤهلة لأنها تقود العمل الثوري في دارفور ولذلك نحنا كثوار يعني ما دايرين الشرعية من أحد ولا ندين لأي اسم، نحنا أخدنا شرعيتنا برأس بندقيتنا والآن نفتكر إحنا الدوافع والأسباب الحقيقية التي دفعتنا لحمل السلاح الآن إحنا تناقشنا وتراضينا حول الأسباب دي ونفتكر إنه نحنا السلام اللي وقعنا دا سنقدر نفرضه على الأرض وبعد ذلك سواء كان جبريل ولا غيره، الميدان زي ما قالت الجماعة بيناتنا.

الحبيب الغريبي: سيد جبريل، يعني أنتم أيضاً تقولون بأن ما جرى هو من قبيل المعالجة الجزئية لمشاكل دارفور، يعني كيف ترون كليات الأشياء أو المعالجة الكلية، أين هي الحلقة المفقودة في هذا الإسهال إن صح التعبير من الاتفاقات الموقّعة إلى حد الآن؟

جبريل آدم بلال: الحلقة المفقودة الآن في الأزمة السودانية في دارفور هي الأزمة السودانية بكلياتها، والحلقة المفقودة إنه حكومة المؤتمر الوطني بدلا من الجلوس مع الأطراف الرئيسية صاحبة الشأن التي يمكن أن تساهم في إنزال أي اتفاق على أرض الواقع بدلاً من مخاطبة والجلوس والتفاوض مع مثل هذه الأطراف الرئيسية الحكومة تلجأ للجلوس مع أطراف أصلاً هي ما موجودة في أرض الواقع هذه هي الحقيقة، الإشكالية الحقيقية الآن إنه حكومة المؤتمر الوطني يعني على سبيل المثال لا الحصر هذه المجموعة التي وقّعت هي مجموعة مفصولة من حركة العدل والمساواة السودانية ومجموعة مبعدة وكان جزء منهم تم إلقاء القبض عليهم لارتباطات للشك في إنهم مرتبطين بالأجهزة الأمنية الحكومية وإنهم يعملوا لمصلحة جهاز الأمن والمخابرات والآن ثبت الحقيقة إنه هذه المجموعة هرولت للتوقيع مع حكومة المؤتمر الوطني وثبت ما كان يقوله الآخرين إنه هذه المجموعة تعمل لمصلحة الحكومة السودانية وهذه المجموعة كلها الموجودة في الدوحة أنا أتحدى أي واحد فيهم إن كان أساسي عنصر أساسي من الناس المؤسسين لحركة العدل والمساواة السودانية يعني كلهم هي مجموعة القادمين الجدد الخارجين من حركة العدل والمساواة السودانية المهرولين إلى حكومة المؤتمر الوطني ما فيهم طرف أساسي من حركة العدل والمساواة السودانية والدنيا كلها وحتى الوساطة القطرية بفترة من الفترات كانت قد استضافت حركة العدل والمساواة السودانية ولا زالت علاقة حركة العدل والمساواة السودانية سواء كانت بالوسيط القطري أو بالجامعة العربية والوساطة المشتركة هي علاقة تواصل وتعرف هذه الوساطة أين حركة العدل والمساواة السودانية الأساسية، وكل هذه المجموعات هي عبارة عن فروع ولطالما إنه الحكومة السودانية أو الوساطة المشتركة لم تخاطب الجذور والمؤسسات الرئيسية صاحبة الشأن بس لجأت إلى مخاطبة الفروع، مخاطبة الفروع لا يمكن ولا يعني بأي صورة من الصور أنها تساهم في حلحلة الإشكالية الحقيقية..

الحبيب الغريبي: سنعود للنقاش سيد جبريل، سنعود للنقاش ما زال لدينا وقت، فقط نتوقف عند فاصل قصير نواصل بعده مناقشة إمكانية وسبل إقناع الرافضين الذين هم أنتم لاتفاق الدوحة بالالتحاق به، تفضلوا بالبقاء معنا.

[فاصل إعلاني]

قدرة الاتفاق على جذب أطراف جديدة

الحبيب الغريبي: أهلاً بكم من جديد في هذه الحلقة التي تناقش المواقف من توقيع حركة العدل والمساواة السودانية اتفاق سلام نهائي مع حركة الخرطوم، سيد بشار على رأي الرافضين أنتم الفروع وهم الأصول والنظام السوداني الرسمي عرف كيف يراهن ربما على الحلقة الأضعف في هذه الحركات المسلحة، وبالتالي فإن هذا الاتفاق يصب في مصلحته أكثر من مصلحة المدافعين عن قضايا دارفور، كيف ترد؟

علي وافي بشار: هذا الكلام غير صحيح أنا أعتقد إنه الكلام والفروع والأصول أصلاً يعني أن في العمل الثوري ما أجريت انتخابات عشان يعرفوا مين اللي عنده قواعد ولا اللي عنده جماهير ولا اللي عنده جيش أكثر ولا غيره فدا كلام غير صحيح نحنا نعتقد إنه إحنا في حركة العدل والمساواة نحنا القيادة الميدانية قاعدين موجودين طيلة العشر سنين نقاتل في دارفور والناس الموجودين الآن القيادة العامة وكل القيادات في حركة العدل والمساواة سواء السياسية وفي قيادتها التشريعية الموجودين في الميدان أنا أركز على الكلمة دي الموجودين في الميدان الآن إحنا ارتضينا خيار السلام، الآن الكلام على إنه والله دي مجموعة منشقة ومجموعة صغيرة دا كلام مغالى يعني بتاع مغالاة وأخونا جبريل يعرف تماماً إنه مين القاعد بيننا الآن الموجودين في الميدان دول يعرفنا كويس وإحنا كنا رأس الحربة في الجبهة الثورية فأسأل جبريل دا وقل له أنتم كعدل ومساواة إنه إحنا زمان في الجبهة الثورية وإنه إحنا اللي كنا نقاتل وكنا نسوق الآخرين وحلفاءنا الآخرين اللي نسوقهم واللي نقاتل قل له بعد لما إحنا عملنا المؤتمر الاستثنائي هم للآن لحد الليلة العدل والمساواة ما ضربت طلقة لحد الآن إذا بتكلم عن جيشه بتكلم عن قوة وبتكلم عن أصل لحد الآن لم تستطع حركة العدل والمساواة اللي يتحدث باسمها جبريل لحد الآن ما ضربت طلقة في دارفور، فلذلك الكلام عن أصول وفروع كلام يعني غير صحيح إحنا الآن موجودين بشهادة اليونفيد موجودين بشهادة مواطني دارفور يعرفونا تمام موجودين بشهادة الأطراف الأخرى اللي بتحمل السلاح يعرفونا تماماً وموجودين ومنتشرين الآن أنا أريد أن أسأل سؤالا بسيطا لأخينا جبريل هم موجودين وين إذا هم يتكلموا عن إنهم هم الأصل وعن إنهم هم العدل والمساواة هم غير موجودين الآن في دارفور وغير موجودين والعدل والمساواة ما زالت أنه الناس اللي قاعدين فيها هو ناس قادمين هذا كلام غير صحيح طبعاً إحنا عندنا تاريخ موجود يعني في العدل والمساواة تاريخ سياسي..

الحبيب الغريبي: وضح، وضح سيد بشار حتى لا ندخل في لغة مثل هذه المناظرة والمفاضلة بين الحركات في دارفور، سيد جبريل موقفكم الرافض وأيضاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أدبياتكم السياسية ألا ترون أن فيها الكثير من المفارقة والتناقض، أنتم من جهة يعني تبدون ملاحظات على اتفاق السلام وكأنكم تعطون الانطباع بأنكم حركة إصلاحية وفي نفس الوقت بناءاً على أدبياتكم السياسية ومواقفكم المعروفة أنتم تدعون صراحة إلى إسقاط النظام  يعني في موقف راديكالي، كيف يمكن فهم هذه المفارقة؟

جبريل آدم بلال: طبعاً موقف حركة العدل والمساواة السودانية الداعي للتسوية السياسية هو موقف مسجل ومعروف منذ أن انطلقت أول المفاوضات مع حكومة السودان، وكان الإتحاد الإفريقي شاهد على هذا الموقف، والآن الجامعة العربية والوساطة القطرية والوسيط المشترك كلهم شهود على موقف حركة العدل والمساواة السودانية الداعي إلى مخاطبة القضايا الرئيسية عن طريق الحوار وعن طريق التفاوض، وحركة العدل والمساواة السودانية لم ترفع السلاح إلا عندما وصلت إلى قناعة إنه حكومة السودان حكومة المؤتمر الوطني وعلى لسان الرئيس البشير أنهم لا يخاطبون ولا يتحدثون ولا يجلسون إلا مع مَن يحمل السلاح وحينها وجدت حركة العدل والمساواة السودانية الطريق السياسي أمامها مقفول ولذلك حملنا السلاح ولم نحمل السلاح من باب مواصلة الحرب أو من باب الحروب التي لا طائل منها بقدر إنه رفعنا السلاح من أجل قضايا معروفة وقضايا مشهودة، وهذه القضايا إذا لم تخاطب بصورة جذرية ما أعتقد إنه سيكون هنالك أي حلول إذا..

الحبيب الغريبي: سيد جبريل ألا تضعكم مواقفكم هذه، هذا الرفض الدائم في يعني موقف الانعزال أو العزلة عن حراك السلام الحاصل الآن في المنطقة، أنظر مثلاُ المواقف الأخيرة للنظام السوداني إطلاق الحوار الوطني إطلاق المعتقلين السياسيين ألا يوفر هذا بيئة حاضنة للسلام والتوافق؟

جبريل آدم بلال: يا أخي العزيز إشكالية المؤتمر الوطني، النظام الحاكم في السودان، هي إطلاق المبادرات هي صناعة الأزمات ثم حل هذه الأزمة المصطنعة ثم الحديث عن أن هنالك انفراج حدث، كيف يعقل لنظام المؤتمر الوطني أن يلقي القبض على سبعة من القوى السياسية ويُحدث أزمة بإلقاء القبض على هؤلاء الناس ثم يتخذ الرئيس البشير قراراً في البرلمان ويطلق سراح هؤلاء الناس ثم يحتفلون بالحريات العامة يعني هذه مسألة لا يمكن أن تعقل حركة العدل والمساواة السودانية صحيح الآن بعدما وصلت لقناعة إنه الحوار مع المؤتمر الوطني العمل السياسي مع المؤتمر الوطني النظام الحاكم لا يؤدي إلا إلى زيادة عمر النظام ولا يؤدي إلا إلى المزيد من الانشقاقات والمزيد من ضعف قوى الهامش وضعف القضية السودانية سواء كان في دارفور في النيل الأزرق وغيره لا يؤدي هذا الحوار إلا لإطالة أمد الحرب في دارفور لا يؤدي إلا لإنشاء حرب أخرى في جبال النوبة في النيل الأزرق لذلك إحنا جلسنا مع باقي القوى السياسية السودانية سواءً كانت سياسية وقوى الجبهة وتوصلنا لأنه الخيار الوحيد الآن هو إسقاط المؤتمر الوطني وأزلام المؤتمر الوطني وأتباع المؤتمر الوطني.

الحبيب الغريبي: فقط بقيَ لي سؤال إلى السيد بشار يعني هذا التوقيع المتزامن مع مؤتمر للمانحين، كيف يمكن هذا العامل يعني عنصر مشجع على يعني دعوة الآخرين للالتحاق بهذه الاتفاقيات طالما أن المسألة هي مسألة تنموية بالأساس يعني قضايا دارفور هي قضايا تنموية باختصار سيد بشار لو سمحت.

علي وافي بشار: نعم حقيقة المؤتمر أو الاتفاق اللي وقعته حركة العدل والمساواة مع الحكومة السودانية إحنا نفتكر إنه فاتحة شهية للمانحين في إنهم يمولوا مشروعات التنمية في دارفور ونعتقد أيضاً إنه القضية الأساسية في دارفور والدوافع إلي شكلت إرادتنا لحمل السلاح هي بالأساس دوافع خاصة بالتنمية خاصة بالإعمار خاصة..

الحبيب الغريبي: سيد بشار، أنا آسف لأن الوقت انتهى ولكن الفكرة بمجملها قد تكون وصلت أشكرك سيد علي وافي بشار الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة السودانية كنت معنا من الدوحة، ومن لندن جبريل آدم بلال الناطق باسم حركة العدل والمساواة بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد دمتم بخير.