ما وراء الخبر

استعداد الأسد للحوار مع المعارضة

تناقش الحلقة البادرة الأولى من نوعها منذ بداية الثورة في سوريا وأعلن وزير الخارجية السوري عن استعداده للحوار مع المعارضة بما في ذلك المعارضة المسلحة.
‪غادة عويس‬ غادة عويس
‪غادة عويس‬ غادة عويس
‪منذر ماخوس‬ منذر ماخوس
‪منذر ماخوس‬ منذر ماخوس
‪فيصل عبد الساتر‬ فيصل عبد الساتر
‪فيصل عبد الساتر‬ فيصل عبد الساتر
‪غسان شبانة‬ غسان شبانة
‪غسان شبانة‬ غسان شبانة

غادة عويس: في بادرة هي الأولى من نوعها منذ بداية الثورة في سوريا أعلن وزير الخارجية السوري عن استعداده للحوار مع المعارضة بما في ذلك المعارضة المسلحة.

نتوقف مع هذا الخبر لكي نناقشه في موضوعين رئيسين: المستجدات التي دفعت دمشق للإعلان عن خطوة كهذه؟ وفرص نجاح حوار تدفع كل من موسكو وواشنطن باتجاهه؟

قبيل لقاء وزيري الخارجية الأميركي والروسي في برلين لبحث الأزمة في سوريا وقبيل انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في روما اختارت دمشق الإعلان عن استعدادها لإجراء محادثات مع المعارضة في الداخل وفي الخارج إضافة إلى المعارضة المسلحة، خطوة لمس فيها كثيرون تغيراً واضحاً عن لهجة النظام المعتادة والتي لطالما وصفت المسلحين في سوريا بأنهم عصابات إرهابية مأجورة.

 [تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: شيء ما تغير في نبرة النظام السوري هذه الأيام، وزير خارجية دمشق وليد المعلم يعلن من موسكو ضمن زيارة هي الثانية من نوعها في ظرف عام، أن حكومته مستعدة للحوار مع كل الأطراف الراغبة فيه بما في ذلك تلك التي رفعت السلاح في وجه حكم الأسد، برر المعلم هذا التحول بقناعة مفادها أن الإصلاح على حد قوله لا يأتي من خلال سفك الدماء بل يأتي من خلال الحوار، ملمحاً إلى استثناء جبهة النصرة لخلفيتها القاعدية من هذا العرض، عرضٌ بادرته قيادة الجيش السوري الحر برفض حازم لكونه لا يتضمن استجابة لمطلبها المركزي وهو رحيل الرئيس بشار الأسد والدائرة الأمنية والعسكرية المقربة منه، مع ذلك أبقى الجيش السوري الحر الباب موارباً أمام مبادرة المعلم فطالب بتقديم رسمي لأطروحة الحوار يتضمن رعاية وضمانات تفضي به إلى تحقيق النتائج المرجوة منه، سمحت روسيا لنفسها بجرعة أعلى من التفاؤل وهي تعلق على تصريحات المعلم مسجلة تحركاً في اتجاه الحل السلمي للأزمة عكسه من وجهة نظرها ارتفاع صوت التعامل الإيجابي مع فكرة الحوار داخل صفوف المعارضة حتى وإن كان ذلك بلغة شروط المسبقة والخطوط الحمراء، جامعة الدول العربية أعربت من ناحيتها عن الترحيب بما طرحه وزير الخارجية السوري في بيان حث على البدء في هذا الحوار في أسرع وقت ممكن بما يعجل حقن الدماء السورية وبناء ديمقراطية، تصريحات وردود أفعال حجزت بلا شك موقعاً متقدماً في مباحثات لافروف وكيري تلك التي تستبق مؤتمر روما لأصدقاء الشعب السوري بمحاولة جديدة للوصول إلى صيغة مشتركة لحل سلمي بضمانات دولية تقنع المعارضة السورية بالذهاب إلى أكثر من التراجع عن التلويح سابقاً بمقاطعة مؤتمر روما احتجاجاً على ما قالت إنه صمت من المجتمع الدولي على استمرار جرائم الأسد بحق شعبه، صيغة لحل سلمي تمنع وقد يكون هذا الأهم امتداد رقعة القتال إلى الجوار السوري وتؤمن مصير الترسانة الكيميائية السورية.

[نهاية التقرير]

دوافع الأسد للتحاور مع المعارضة

غادة عويس: لمناقشة هذه القضية ينضم إلينا من باريس الدكتور منذر ماخوس سفير الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية لدى فرنسا، من بيروت الكاتب والمحلل السياسي السيد فيصل عبد الساتر، ومن الخليل غسان شبانة رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة ميريماونت الأميركية، أهلاً بكم جميعاً، سيد فيصل عبد الساتر لما برأيك سوريا كنظام غيرت رأيها وقبلت بالحوار مع المعارضة المسلحة؟

فيصل عبد الساتر: طبعاً أولاً لا بد من التثنية على هذه الدعوة، وهذه الدعوة لم تأتِ على لسان وزير الخارجية وليد المعلم فحسب وإنما جاءت على لسان الحكومة السورية في مجلس الشعب السوري منذ أسبوع أو أكثر وإذ رحبت الحكومة السورية بالدعوة إلى الحوار بما فيها الحوار مع مَن حمل السلاح أو مع المعارضة المسلحة، لكن أيضاً يعني كما تفضلتِ وكما جاء في التقرير هناك استثناء بأن سوريا لا تزال ترفع الحرب على الإرهاب وعلى الإرهابيين ومن ضمنها التيارات المرتبطة بالقاعدة ما الذي غيّر؟ أعتقد أن الجميع وصل إلى قناعة وهذا الأمر باتَ معلوماً لدى الجميع إذا كان من أحد يريد أن يسمع، هذه الدعوة جاءت على لسان الرئيس السوري أكثر من مرة بأنه مستعد للحوار وأن الحل الوحيد للأزمة في سوريا يأتي عن طريق الحوار.

غادة عويس: ولكن أكثر من مرة سيد فيصل عبد الساتر حتى لا نجمّل الموضوع أكثر مما يجب ونبالغ، الرئيس السوري أكثر من مرة وصف المتظاهرين بالإرهابيين، بجراثيم، بعملية جراحية يجب أن تلطخ يد الجراح بالدماء كل ذلك ذكره أكثر من ذكره للحوار وحتى عندما ذكر الحوار لم يقل مع المعارضة المسلحة بل هؤلاء كانوا بالنسبة إليه إرهابيين، السؤال الآن لمَ لم يعودوا إرهابيين وإذا كانوا لا يزالون إرهابيين لِمَ لمْ يعرض عليهم الحوار قبل سقوط أكثر من ستين ألف قتيل؟

فيصل عبد الساتر: أولاً لم يأتِ ولا مرة الرئيس الأسد على ذكر أحد    ووصفه بالجراثيم أبداً على الإطلاق.

غادة عويس: في خطابات عُد إليها وسوف ترى ذلك.

فيصل عبد الساتر: أعتقد أن هناك خلطاً بين خطابات العقيد القذافي والرئيس الأسد.

غادة عويس: لا ليس هناك خلطاً على العكس يا فيصل على العكس يمكنك أن تعود للخطابات وهي طويلة بالساعات، ربما فاتك ذلك، على أي حال.

فيصل عبد الساتر: سأعود أنا وإياكِ لنتبين إذا كنت أنا على حق أو أنتِ على حق، على كل حال لندع هذا الموضوع جانباً الآن نحن الآن أمام طريق أصبح واضحاً، الحكومة السورية أعلنت والرئيس السوري أعلن رحبت موسكو رحبت كل الإدارات في موضوع الحوار، بقيَ هناك بعض من المعارضين يشترطون لأن الشروط المسبقة هي التي كانت تمنع الحوار أما أن الرئيس الأسد عاد عن وصف للبعض بأنه إرهابي، أنا أعتقد أن الحكومة السورية واضحة حتى وزير الخارجية وهو في روسيا تحدث بشكل واضح عن أن هناك حرباً على الإرهاب سوف تبقى قائمة، هذا يعني أن هناك مجموعات إرهابية موجودة وبالتالي الحكومة السورية مضطرة أن تتعامل مع هذه المجموعات.

غادة عويس: أنت تقول أنه لم يعد هنالك شروط مسبقة، لنرى من الدكتور منذر ماخوس، هل هنالك أي تخلي عن شروط المعارضة للحوار جعلت النظام يقول سوف نتحاور مع المعارضة المسلحة هل هذا صحيح؟

منذر ماخوس: لا أبداً المعارضة لم تتخلَ عن الشروط الأساسية التي هي سببت الثورة هذا لا يعني أن المعارضة ترفض الحوار، مبادرة الشيخ معاذ الخطيب واضحة بهذا المجال على الرغم من بعض التحفظ حولها لكن كانت لها ردود إيجابية بالتأكيد، المعارضة أو الحل الذي اقترحه بشار عفواً وليد المعلم في موسكو هو ليس سوى مبادرة تهدف إلى تضليل الرأي العام الدولي ورمي الكرة في الملعب الآخر، خاصة كما قلت بعد مبادرة الشيخ معاذ الخطيب لأننا إذا رجعنا إلى عوامل أو فلنقل إلى أساسيات المسألة نرى أنه سوف يكون من المستحيل إجراء أي تقدم لأن وليد المعلم بالمناسبة لم يقل ما هي الأطر أن تقول نحن مستعدون للحوار ولكن بالتأكيد هناك شيء آخر لم يقوله اليوم لكي يقوم بعملية تضليل هو سيقول بعد فترة ولننتظر سيقول أنه يجب على المعارضة المسلحة أن تلقي السلاح وبعد ذلك نتحاور وهم يذهبون إلى أبعد من ذلك إلى الشروط التي حكي عنها بشار الأسد وقال، وخلافاً عما يقول السيد فيصل عبد الساتر أنا أنصحه بكل بساطة أن يعود إلى خطاب بشار الأسد في الأوبرا عندما قال أنه لن يتحاور مع الإرهابيين، هذا يعني الفصائل المسلحة ولا مع عملاء أو خونة يعني بها المعارضة السياسية وقال أن الجميع عبارة عن عبيد وهو يبحث عن أسياد لكي يتحاور معهم، نسأل: ماذا تغير؟ هل هو سيتحاور مع هؤلاء الذين وصفهم بإرهابيين أو بعملاء أو بعبيد ؟ لنرَ، هو طرح مشروع كما هو يراه داخل مظلة النظام وفي الأطر التي يراها وقد طرح مشروعا كاملا نعرف حصائله ونعرف أن ما جرى اليوم، هناك ثلاث محاولات مهمة جداً هناك مهمة الجامعة العربية وكوفي أنان والأخضر الإبراهيمي نعرف ما هي حصائلها ما الذي حدث  وأن هناك مهمة أيضاً عفواً فلنقل مبادرة الشيخ معاذ الخطيب ماذا نتج عنها؟ لم ينتج عنها أي شيء ، حتى إنه لم يجاوب على مبادرة الشيخ معاذ الخطيب ولم يلبِ حتى السقف المنخفض الذي طرحه الشيخ معاذ وهو إطلاق سراح المعتقلين حتى النساء منهم، وأيضاً طرح مسألة بالحقيقة ضعيفة جداً مع أنه لكن مع ذلك لم يتم التعامل معها وهي مسألة الجوازات هو أخفض سقف طرح حتى الآن ومع ذلك لم يتعامل معه بالمطلق النظام السوري.

غادة عويس: سأعود إلى مبادرة معاذ الخطيب سأعود دكتور إلى ذلك وسأسألك أكثر عن مبادرة معاذ الخطيب وأيضاً عن إمكانيته زيارة موسكو والولايات المتحدة والمشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا في روما، ولكن قبل ذلك دكتور شبانة هل ترى بأن الدعوة هذه للحوار إن كان من قبل النظام أو قبلها مبادرة معاذ الخطيب هل لها أي أمل بأن تحصل على الأرض ؟

غسان شبانة: قد يكون لها أمل لئن تحصل على الأرض ولكن الحراك الذي يأتي الآن من موسكو ومن دمشق هو أعتقد وليد الدبلوماسية الأميركية التي بدأت بصورة قوية جداً الآن تتدخل بالموضوع السوري، في الانتخابات الأميركية لم يكن الموضوع السوري حاضراً بالقوة الذي حضر بها الآن، الآن يوجد إدارة جديدة يوجد وزير خارجية جديد يوجد رؤية جديدة للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، يوجد أيضاً بوادر حل يعني أو أطر آفاق حل تراها الولايات المتحدة الأميركية ممكنة، لننظر على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر بأن جو بايدن ولأول مرة يتكلم مع معاذ الخطيب بمرات متكررة نرى بأن جون كيري أيضاً يتكلم مع معاذ الخطيب الآن يعني يوجد اعتراف كامل من الولايات المتحدة الأميركية بقيادات الحراك الديمقراطي الثوري السوري، كل هذه الأمور ترسل رسالات واضحة إلى كل من موسكو وطهران ودمشق والدول المعنية بأن الدبلوماسية الأميركية الآن تريد حلاً سياسياً لا تريد حلاً عسكرياً، ولكن أيضاً أشعر بأن الدبلوماسية الأميركية لن تتوانى عن طرح حل يمزج ما بين الحل الليبي والحل اليمني، بمعنى سوف يكون هناك تدخل عسكري إن لزم الأمر ولكن سوف يكون التدخل العسكري محدود جداً وأيضاً إن لزم.

طبخة التسوية السورية بين واشنطن وموسكو

غادة عويس: عفواً أريد أن أستوضح منك يعني هل يمكن أن نشعر هنا أن هناك طبخة روسية أميركية ما هي مكوناتها؟ لاسيما أننا نسأل أيضاً بالنسبة للمكونات مكونات هذه الطبخة أين دور طهران فيها لاسيما أن المعلم كان من المفترض أن يذهب بعد موسكو إلى طهران وأعلن من طهران عن تأجيل هذه الزيارة ما هي مكونات هذه الطبخة؟ وأين تقف طهران منها ولمَ أم يذهب المعلم إلى هناك؟

غسان شبانة: أعتقد بأنه في وجود جون كيري كوزير للخارجية الأميركية يوجد نوع من الكيمياء ما بين لافروف وكيري، الرجلان يعرفان بعضهما منذ زمن طويل لافروف كان سفير لروسيا في الأمم المتحدة وكيري كان رئيس العلاقات الخارجية في الكونغرس يوجد علاقات يعني وطيدة ما بين الرجلين وأعتقد بأن كيري ولافروف يدركون حرارة المرحلة وسخونة الملف السوري وتأثير الملف السوري على ملفات إقليمية أخرى هذا من ناحية، أما من ناحية إيران أعتقد بأن إيران ترى بأن وضعها الآن هي في وضع لا يحسد عليه صادرات النفط نزلت إلى أقل من 50% العملة الإيرانية نزلت إلى أيضاً أقل من 50% الاقتصاد الإيراني يعاني الكثير رغم كل ذلك تقول إيران تريد أن تدعم سوريا ولكن على الحقيقة على الأرض على أرض الواقع لا تستطيع إيران القيام بواجبها تجاه سوريا بسبب الضغوط السياسية والضغوط الاقتصادية والضغوط أيضاً العسكرية التي تأتي عليها بسبب ملفها النووي وملفات أخرى، إذن يعني عدم ذهاب المعلم إلى إيران يُقرأ على أن إيران تعبت الآن وليس لديها أي جديد لتطرحه، موسكو ليس لديها أي جديد لتطرحه، كل الذي لدى موسكو هو أن تمنع لكن ليس لتطرح أي شيء، أعتقد بأن التفاهمات الأميركية الروسية الآن تبدو واضحة جداً على أن ضرورة الحل السياسي هي ملحة ولكن إن لزم الأمر كما قلت تدخل عسكري لأن المفردات التي استعملها جون كيري البارحة في لندن تقول بأن الرئيس أوباما يدرس خيارات جديدة لحماية الشعب السوري، حينما نقول لحماية الشعب السوري نرى بأن هذه يعني هذه الكلمة لديها الكثير، تحمل الكثير من المعاني فيمكن أن يكون هناك تدخل عسكري بسيط لحماية الشعب السوري ممرات آمنة مناطق آمنة مناطق حماية آمنة ممكن يعني ممكن الولايات المتحدة الأميركية الآن يدور لديها في الفلك لبعض الأفكار التي يمكن أن تتداخل من خلالها تدخلا عسكريا بسيطا.

غادة عويس: سنرى إذا ما كان تدخل عسكري بسيط أم مجرد دفع للحوار ولكن بعد هذا الفاصل، فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

أسباب تأجيل زيارة المعلم إلى طهران

غادة عويس: أهلاً بكم من جديد سيد، فيصل عبد الساتر، عندما يعلن المعلم من موسكو أنه مستعد النظام مستعد للحوار حتى مع المعارضة المسلحة ثم يعلن من طهران عن تأجيل زيارته إلى إيران كيف نفهم ذلك؟

فيصل عبد الساتر: أولاً يعني لا علم لي بموضوع تأجيل الزيارة وهذا الإعلان جاء من طهران يعني هذا الأمر يدخل في عالم الغيب لا أريد أن أتكهن بهذا الأمر لكن أريد أن أعقب على بعض ما جاء من كلام الدكتور شبانة عندما قال أن الرئيس أوباما يدرس حقيقة خيار حماية الشعب السوري هذا يذكرني بقصة الفأر والقط، الفأر الذي سقط من السطح فقال له القط: الحمد لله على سلامتك، فقال له الفأر: اسلم منك وكل شيء منيح، أنا أعتقد أن الأميركيين لو كانوا فعلا يريدون حماية الشعب السوري لما كانوا ذهبوا بعيدا فيما ذهبت إليه سوريا من تمزيق للنسيج الاجتماعي وتمزيق لمؤسسات الدولة والتشجيع على حمل السلاح والعنف و، و، وإلى أخره وهذا الأمر لا، نعم.

غادة عويس: أين شجعوا، عفوا أين شجعوا الأميركان، مشكلة الثوار أنهم هنالك حظر أسلحة، حظر على الأسلحة إليهم الأوروبيون والأميركيون.

فيصل عبد الساتر: يعني أنت تتحدثين سيدتي وكأني أنا لا أتابع، أنا أتابع الأزمة السورية منذ اليوم الأول ومنذ خطاب أوباما الأول الذي كان في أيام.

غادة عويس: تتابعها ربما بعين واحدة يعني أنت لا تسمع المتظاهرين.

فيصل عبد الساتر: لا، لا، لا.

غادة عويس: ألا تسمع المتظاهرين يشكون من أنهم لا يحصلون على الدعم الكافي؟

فيصل عبد الساتر: حتى لا يتحول السجال بيني وبينك أنا أرد على بعض النقاط الأساسية من حقك أن تتدخلي لكن علي أن أيضا أرد على بعض الموضوعات.

غادة عويس: تفضل.

فيصل عبد الساتر: التصاريح التي خرج بها أوباما منذ اليوم الأول والأسبوع الأول ثم يعني ذهبت كلينتون، السيدة كلينتون إلى من لم يذهب إليه أحد في التعاطي مع الأزمة السورية كل ذلك يشير إلى الرغبة الأميركية في تفتيت المجتمع السوري ها نحن بعد عامين وحتى الآن يصرح الرئيس أوباما بأنه يريد حماية الشعب السوري حمايته مِن مَن؟ هذا هو السؤال المصيري، من الذي اعتدى على الشعب السوري؟ الذين أدخلوا هذه الجموع من كل أنحاء العالم بالإضافة إلى بعض الذين تسمينهم الثوار لكن أيضا في المقابل هناك شعب في سوريا رفض كل هذه المسيرة الدموية والعنفية نحن أمام عامين من الأزمة، الآن الجميع وصل إلى قناعة بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة في سوريا، إذا كانا نشكك في النوايا  من جديد يعني هذا يعني إننا لا نريد إطلاق عملية الحوار مجددا وإذا كنا نقول أن الحكومة السورية تراجعت هذا يعني أننا نريد أن تكون القضية في جانب واحد، أنا أقول أن الجميع يجب عليه أن يتنازل لأن مصلحة سوريا الدولة ومصلحة سوريا الشعب بأن يكون هناك تلاقي من جميع الأطراف الذي يرفض الحوار والذي يضع الشروط كائنا من كان هو الذي يعرقل إيقاف مزيد من سفك الدماء في سوريا.

غادة عويس: طيب دكتور منذر ماخوس، دكتور منذر ماخوس الذي لا يريد الحوار والذي لا يقدم تنازلات لا يريد الخير للشعب السوري هكذا هو المنطق بالنسبة للسيد فيصل عبد الساتر.

فيصل عبد الساتر: هذا هو المنطق للجميع.

منذر ماخوس: أي حوار، يجب أن نعرف أي حوار يريد السيد فيصل عبد الساتر؟! المعارضة لم تكن في المطلق في يوم من الأيام ضد الحوار من حيث المبدأ ولكن ليست مستعدة للدخول في أي حوار، نحن اليوم بعد سنتين من عمليات مجازر جماعية ليس لها نظير لو كانت طرحت شيء من هذا النوع في الشهور الأولى عندما كانت الثورة سلمية بامتياز لكان هناك شكل أخر للتعامل مع هذه القضية، إذن بعد حوالي ستة أشهر بدأت الانشقاقات كما نعرف وأصبحت الثورة تدريجيا تتعسكر حتى في تلك الفترة وأنا أقول للسيد فيصل عبد الساتر أن الأميركيين ليس ذنبهم أنهم لم يقوموا كما يقول هو بالتدخل من أجل صيانة الشعب السوري بالعكس أنهم فعلا لم يقوموا بأي شيء وهم تركوا الثورة التي كانت غير مسلحة لو تدخلوا يومها لما وصلت الأمور إلى هذا الحد ولما حدث أصلا حدوث شيء اسمه الجيش الثوري الحر.

غادة عويس: ولكن هو قال دكتور، هو قال على مدى سنتين كانت التصريحات كلها ضد بشار الأسد ولو على الأقل على صعيد الكلام والتصريحات كانت كلها تحريضية ضد بشار الأسد وتدعم الثوار، والثوار اشتكوا من أنهم لم يدعموهم بالسلاح ولكن كلاميا دعموهم.

منذر ماخوس: لكن من حيث الواقع لم يفعلوا شيء لا الأميركيين ولا الأوروبيين بالمناسبة وهذا في عمق الإحباط إحباط الثورة السورية أن الشعب السوري ترك وحيدا أمام هذا السفاح وعصابته من الأمن والجيش هنا المشكلة، اليوم يطرحون مشاكل أخرى تارة يطرحون وحدة المعارضة والمعارضة أصبحت على قدر من الوحدة نسبيا طبعا، ويطرحون أيضا ما يسمى المقاتلين المتطرفين هم يبالغون بكل شيء ليستعملونه لأغراض سياسية، هناك بعض الأشخاص لكن الأغلبية الساحقة منهم يقاتلون هم سوريين بامتياز ولا يمكن أن يطلب منا اليوم أن نقول لهؤلاء مسموح لهم القتال أو لا والآخرين لا هناك سكين في رقبة الشعب السوري، لن يتساءل.

المعارضة ومدى استجابتها لدعوة النظام للحوار

غادة عويس: طيب، طيب دكتور، دكتور الآن هل الآن وليد المعلم عرض هذه الخطوة يريد الحوار حتى ولو مع المعارضة المسلحة معارضة الخارج أيضا هذه خطوة متقدمة من النظام السوري هل سيستجاب لها من قبل، من قبلكم كمعارضة كائتلاف وما مصير المشاركة إن كان في مؤتمر روما وإن كان في زيارات معاذ الخطيب لموسكو وللولايات المتحدة؟

منذر ماخوس: حتى الآن لم يقل وليد المعلم أي شيء قال مستعدون للحوار بما في ذلك مع المعارضة المسلحة، لكن بالتأكيد ليست هذه كل المبادرة هناك شيء آخر لم يقوله وأنا قلت والزمن بيننا سوف يقول بعد فترة أنه يشترط أن تلقي المعارضة المسلحة السلاح لم يحكِ أي شيء الصيغة التي طرحها بشار الأسد مرفوضة بالمطلق هي عبارة عن صيغة لحل تحت مظلة النظام من سوف يشارك بحكومة مشتركة كما يريد الروس ويتحدثون عن حكومة مشتركة بين المعارضة والنظام تحت مظلة النظام السوري بعد كل القتل الذي حدث، يجب أن لا نكون طوباويين الحقيقة لا أحد لا المعارضة السياسية ناهيك عن المعارضة المسلحة والحراك الثوري في الداخل لن يقبلوا بالمطلق يجب أن نتعامل مع المسألة كما هي، اليوم يستعمل بشار الأسد كرأس حربة لنحر الشعب السوري بدم بارد أما القوى الحقيقية التي تقف وراء هذه العملية فهو الحقيقة هناك جانبين هناك الروس لاعتبارات إستراتيجية لسنا الآن بصددها تتعلق بخوفهم من الربيع العربي وانتقاله إلى الجنوب القفقازي والى آسيا الوسطى التي هي داخل الفضاء الاستراتيجي الروسي ناهيك عن تأثيرها على التوازن اليوم بين النظام الروسي وبين المعارضة وهم اليوم يحاولوا إنتاج الحرب الباردة للدفاع عن النظام، النظام الروسي اليوم حاليا هذا.

غادة عويس: طيب، خرجنا عن الموضوع دكتور، خرجنا عن الموضوع ولم يعد لدينا وقت خرجت عن الموضوع.

منذر ماخوس: معلش سوف أعود، سوف أعود اسمح لي ولو دقيقة واحدة إذن هم يحاولون، من أجل أن تصل إلى حل سياسي يجب هناك ضغط على الطرفين، الضغط اليوم على المعارضة التي تم تجفيف مصادر الدعم  منذ فترة طويلة ولم تحصل على أي شيء للدفاع عن نفسها، نعم تحصل إلا الشيء القليل ومع ذلك هناك الصمود الأسطوري لذلك قررت المعارضة اليوم أن تتوجه إلى الداخل وتعبئ المصادر الداخلية بما في ذلك النفط والحبوب الموجودة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر واستعمال مصادر داخلية هذه هي الرهان اليوم.

غادة عويس: طيب، شكرا لك دكتور أختم معك دكتور شبانة، طيب، أختم معك دكتور شبانة بالنسبة للسيد فيصل عبد الساتر يقول يجب أن يجلس الطرفان على طاولة الحوار وإلا فمن يرفض الحوار يرمي بسوريا إلى أتون النار هل يمكن هنا المساواة بين الطرفين أولا وهل دعوة النظام جدية للحوار أم فقط لإرضاء الروس بعدما أن ضغط لافروف في هذا الاتجاه؟

غسان شبانة: يعني ما هي الأطر التي يريدها النظام للحوار؟ يعني هل يريد النظام إبقاء بشار الأسد ليقود الحوار أم هل يريد النظام تنحي بشار الأسد عن الدولة والقيام بتغيير حقيقي ليس فقط شكلي للنظام في سوريا هذا أولا، ثانيا حينما يقول الدكتور فيصل عبد الستار من لبنان بأن الولايات المتحدة الأميركية لم تتدخل، هي لم تتدخل حقيقة لحماية النظام السوري حتى هذه اللحظة ولحماية النسيج الاجتماعي حتى هذه اللحظة ولعدم اجتثاث حزب البعث السوري للمحافظة على الدولة منذ البداية، يعني كان عدم تدخل الولايات المتحدة الأميركية هو لحماية النظام السوري حتى يعني حتى قبل شهرين أو ثلاثة أشهر كانت الولايات المتحدة الأميركية تراهن على بشار الأسد على أن يقود المرحلة الانتقالية ولكن بعد كل هذه المجازر التي رأت الولايات المتحدة الأميركية أصيبت بالذهول ولم تعد تؤمن بأن من الممكن أن يقود بشار الأسد هذه المرحلة الانتقالية، لذلك نرى الآن أن المفردات التي بدأت تخرج من واشنطن هي مفردات تختلف عن المفردات التي قالها باراك أوباما بصورة واضحة في خطاب الأمم المتحدة في 2011 حينما قال يعني على بشار الأسد إما أن يغير أو يتغير، تفضلي، شكرا.

غادة عويس: شكرا جزيلا لك، شكرا جزيلا لك من الخليل غسان شبانة رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة ميريماونت الأميركية أيضا أشكر من باريس الدكتور منذر ماخوس سفير الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية لدى فرنسا، وأشكر السيد فيصل عبد الساتر الكاتب والمحلل السياسي كان معنا من بيروت سيد فيصل آسفة جدا أعطيتك الوقت الكافي هذا هو وقت البرنامج وأنت تعلم ذلك، شكرا جزيلا مشاهدينا وإلى اللقاء بإذن الله.