ما وراء الخبر

وجهة الاحتجاجات في العراق ضد المالكي

تتناول الحلقة المظاهرات التي تشهدها المدن العراقية للأسبوع الثامن على التوالي احتجاجا على سياسة حكومة المالكي، والإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها السلطات في العاصمة بغداد.

– أسباب تراجع  المتظاهرين عن الزحف إلى بغداد
– تداعيات نقل المظاهرات من الأنبار إلى العاصمة

– دلالة تصعيد الإجراءات الحكومية ضد المتظاهرين

 

‪محمد كريشان‬ محمد كريشان
‪محمد كريشان‬ محمد كريشان
‪أحمد العلواني‬ أحمد العلواني
‪أحمد العلواني‬ أحمد العلواني
‪عبد الهادي الحساني‬ عبد الهادي الحساني
‪عبد الهادي الحساني‬ عبد الهادي الحساني
‪حيدر سعيد‬ حيدر سعيد
‪حيدر سعيد‬ حيدر سعيد

محمد كريشان: للأسبوع الثامن على التوالي تشهد مدن عراقية عدة مظاهرات احتجاجية ضد سياسة حكومة المالكي وفي وجه الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها السلطات في العاصمة قرر المتظاهرون إرجاء ما سموه الزحف نحو بغداد.

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين: ما أسباب إخفاق المتظاهرين في الوصول إلى بغداد وأثر ذلك على مستقبل الاحتجاجات؟ وما دلالة تصعيد الإجراءات الحكومية ضد المتظاهرين ومدى تأثيرها على خياراتهم؟

أسعد الله أوقاتكم، خرجت مظاهرات حاشدة في عدد من المدن والمحافظات العراقية في جمعة بغداد صبرا للاحتجاج على سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي، وقد جدد المتظاهرون مطالبتهم بتنفيذ إصلاحات سياسية وقانونية وتحقيق التوازن في أجهزة الدولة كما استنكر المتظاهرون ما وصفوها إجراءات طائفية تعسفية اتخذها حكومة المالكي ومنعت بموجبها إقامة جمعة موحدة في الأعظمية ببغداد.

[تقرير مسجل]

طارق تملالي: تمدد المظاهرات في العراق يقابله تشدد حكومي في الإجراءات الأمنية من إغلاق طرق وتضييق على الحركة، الاحتجاجات مستمرة منذ نحو الشهرين تنديدا بسياسات معينة لحكومة نوري المالكي متهمة بالطائفية، في الفلوجة والرمادي وديالى وسامراء وكركوك والموصل وغيرها وسط تضامن من رموز دينية وسياسية وعشائرية شيعية، أقيمت صلوات جمع موحدة ألقيت فيها خطب سياسية تندد بسياسات حكومة المالكي في بعض الأقاليم، عبر ممثل المرجع الشيعي الشيخ جواد الخالصي مثلا عن تأييدهم للمطالب المشروعة للمتظاهرين، تبدو حكومة المالكي في موقف دفاع تحدثت عن إطلاق سراح آلاف الموقوفين والمعتقلين ورفع الموانع القانونية التي كانت تحرم الآلاف من الموظفين من قبض المعاشات أو بيع ممتلكاتهم لأنهم كانوا يعتبرون من رجال النظام السابق، لأن حكومة المالكي فعلت ما كانت قادرة على فعله من دون هذه الاحتجاجات، غير أنها لم تقم بشيء ملموس في قضية التحقيق في مقتل متظاهرين برصاص الجيش في الفلوجة في يناير الماضي لذلك تحثها منظمة هيومن رايتس ووتش على الإسراع بانجاز ذلك، لم يجمع خصوم المالكي النصاب البرلماني الكافي لسحب الثقة منه فهل ينجحون في منعه من الترشح مرة ثالثة بعد تمريرهم قانونا في البرلمان في هذا الشأن؟ أما في الشارع فتهديد بخطوات تصعيدية أخرى من بينها المطالبة بإسقاط النظام والدستور الحالي وذلك كله قبل شهرين فقط من انتخابات المحافظات.

[نهاية التقرير] 

أسباب تراجع  المتظاهرين عن الزحف إلى بغداد

محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من ساحة الاعتصام في الرمادي الدكتور أحمد العلواني عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية، معنا من البصرة عبد الهادي الحساني عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون، ومن عمان الدكتور حيدر سعيد مستشار المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، أهلا بضيوفنا جميعا لو بدأنا بالرمادي والدكتور أحمد العلواني عدم ذهاب المتظاهرين والقيام بفعاليات في العاصمة بغداد ما تأثيره على هذه التحركات؟

أحمد العلواني: بسم الله الرحمن الرحيم، بداية تحية لكم وللضيوف الكرام بالتأكيد، ما حصل أنه كان هناك إجماع بالجمعة الماضية أنه تكون الزيارة في بغداد تضامنا مع أبناء بغداد وتعبيرا عن يعني مطلب قضية كفلها الدستور قضية الشعائر الدينية قضية مكفولة بالدستور، لكن كان هناك تصعيد غير مبرر من بعض الأجهزة الحكومية وقيادة العمليات لم تعط حتى موافقة وترد برسالة غير مؤدبة، وغير مهذبة للطلب إلي قدم بكل أدب وبكل طريقة يعني قانونية وهناك من يتكلم انه هذا ضرب من حديد وميلشيات وهذه الأكاذيب اللي يسوقها بعض صبية العملية السياسية لكن كان هناك التماسات من يعني زعامات دينية ومراجع وسياسيين وشخصيات في الداخل والخارج أنها قد تستغل من جهات تحاول زرع فتنة طائفية لا قدر الله في البلد، لذلك استجابة لكل تلك الطلبات قررنا عدم الذهاب إلى بغداد هذا اليوم لكن هذا الخيار يبقى قائم، الحكومة تقول أنها غير مستعدة حاليا طيب لديها وقت منذ الآن للأسبوع القادم أن تهيئ الطرق وتهيئ الباصات والأمور اللوجستية حتى يستطيع أبناء المحافظة تأدية الصلاة في بغداد تضامنا مع أخوتهم في بغداد هذه القضية، أما من يقول يضرب بيد من حديد أو كلام غير منطقي وغير عقلاني ينم عن نفس طائفي مريض، هذه حقيقة الكرة في ملعبهم يجب أن يكون هناك إجابة واضحة من الحكومة لماذا يتم التعامل انتقائية، الكل يعرف عندما تكون زيارة الإمام الحسين رضي الله عنه الدولة كلها ستتعطل سيارات وزارة التعليم العالي والصناعة والتجارة والجيش وغيره، ليش بهذه الحالة  لبعض الإخوة حلال وإحنا حرام؟

محمد كريشان: ولكن اسمح لي، اسمح لي، اسمح لي دكتور اسمح لي هنا المقارنة ليست في محلها تماما لأن هناك فرق بين التحركات لحشود في مناسبة دينية محترمة وتحركات ذات طابع سياسي، ولكن مع ذلك أنت أشرت إلى نقطة  مهمة هنا أسأل عنها السيد عبد الهادي الحساني هل تعتقد بأن عدم الوصول إلى بغداد هو فعلا إجراء مؤقت وقد تستعد أجهزة الدولة لحدث من هذا القبيل وبالتالي قد تصل التحركات في المستقبل إلى العاصمة؟

عبد الهادي الحساني: بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم وعلى ضيوفكم الكرام وعلى مشاهديكم.

محمد كريشان: وعليكم السلام.

عبد الهادي الحساني: الأعزاء، نحن نقول بأن الله سبحانه وتعالى قال {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25] المظاهرات كثير مطالبها مشروعة وقد عملت الحكومة جاهدة مع السلطة التشريعية مع القضاة مع سلطة القضاء أن تحقق كثير من المطالب، لكن الزمن كفيل بأن يأتي بكل المطالب المشروعة القانونية، الحكومة حريصة على أن لا يصيب أحد أي أذى إن كان من المصلين أو كانوا متظاهرين أو كان من أبناء شعبنا في بغداد أو أبناء شعبنا في الرمادي أو أي منطقة أخرى، هذه الرؤية حقيقة المسؤولية الواضحة للدولة لحماية أمن وآمان وسلامة الشعب هي من أهم أوليات الدولة والحكومة وعليه ولابد أن تجرى إجراءات معينة واضحة حتى يصير هناك سلام  ولا تصير هناك فتنة وهناك من اندس وهناك من صرح أن الزحف على بغداد الهدف انقلاب في واقع العملية السياسية، بل هناك مطالب من الدوري الزحف على بغداد كأنه صار واجب حقيقي نحن نقول انه صوت الحكمة الذي نادى به علماء الدين مثل عبد الملك سعدي وصوت أيضا وهناك صوت العشائر ومطالب العشائر الأصيلة التي أتت إلى بغداد وقالت نحن لا، المتظاهرون يمثلون كل أهل الرمادي أو صلاح الدين هناك منهم يريدون أن يعيشوا بسلم وأمان وينجحوا العملية السياسية ويأخذوا دورهم في بناء الدولة المدنية الدستورية القانونية هناك رؤية بأن يجب أن نعمل جاهدين على أن نجد فرصة كبيرة للحوار والحوار الايجابي لحل هذه المشكلة، هناك تحرك على مستوى حتى إقليم كردستان لإيجاد اجتماع لكل الكتل السياسية حتى يصار الخروج من هذه الأزمة التي يراد منها هدم كل شيء جميل بني بالعراق منذ سقوط نظام الصدامي لحد حد الآن، يجب أن نعمل جاهدين على..

محمد كريشان: نعم ولكن بغض النظر، بغض النظر عفوا بغض النظر، بغض النظر عن المخاوف فيما يتعلق المخاوف الأمنية أقصد بما يتعلق بالوصول إلى العاصمة بغداد هل هناك تخوفات سيد عبد الهادي الحساني، عفوا الدكتور حيدر السعيد هل هناك تخوفات سيد حيدر السعيد من أن بقاء التحركات الاحتجاجية في مدن معينة وفي أحياء معينة سيجعل من السهل إلصاق صفة معينة طائفية بها مما يضعف كثيرا من مضمون المطالب السياسية؟

حيدر سعيد: شكرا على الاستضافة أستاذ محمد أحييك وأحيي ضيفيك الكريمين يعني بالتأكيد هي بلا شك يعني حركة الاعتصام هي تخص مناطق معينة وتخص جمهور معين تخص فئة أو طائفة عراقية معينة وهذه الطائفة تحس بالتهميش تحس بالإقصاء هذا الشعار رفع منذ بداية الاعتصام في ديسمبر الماضي قبل شهرين وبهذه الحدود يعني لا بأس يعني حتى الرواية التي كانت سائدة منذ بداية الدولة العراقية بالواحد وعشرين وإلى 2003 أن مؤسسة الحكم كانت تقصي الشيعة فبالتالي لكي تبني مؤسسة حكم عادلة هذه المؤسسة عليها أن تبني سياسات تضمن شراكة الجميع، قضية الزحف إلى بغداد أوحت إلى كثيرين بأنه نحن الآن خرجنا من فكرة تعديل ميزان الحكم إلى مشروع انقلابي ولا، وأنا أريد أن أؤكد على شيء مهم أنه هذه حركة الاحتجاج الأخيرة حركة الاعتصام الأخيرة تكشف عن عصف عميق في الثقافة السياسية السنية لا تنسى أن سنة العراق منذ 2003 كثير من سنة العراق لم يؤمنوا بالدولة رفضوا الدولة كما رفض الشيعة، شيعة العراق دولة 1921 المملكة العراقية، لكن هناك براغماتية سنية صاعدة أنا أقول رغم كل الشعارات التي رفعت في المظاهرات في حركة الاحتجاج الوثيقة السياسية الوحيدة وثيقة المطالب بـ 13 نقطة كانت المطالب هي تفكر من داخل النظام تفكر بتعديل قوانين تفكر بإلغاء قوانين إلغاء المخبر السري إلغاء قانون المساءلة والعدالة إلغاء المادة 4 من  قانون مكافحة الإرهاب بمعنى انه هذا التفكير ليس انقلابيا وثيقة المطالب لا تعبر عن رؤية انقلابية على الدولة فكرة الزحف هنا يعني استعملتها الحكومة لتقديم حركة الاعتصام بأنها في عمقها هي حركة انقلابية، أنا في تصوري حركة الاعتصام يجب أن تقود خطابا دقيقا في هذه المرحلة الدقيقة، إلى الآن..

تداعيات نقل المظاهرات من الأنبار إلى العاصمة

محمد كريشان: على ذكر هذا الخطاب الدقيق، على ذكر هذا الخطاب الدقيق دكتور سعيد أسأل الدكتور أحمد العلواني لماذا هذا الإصرار في خطابكم على ضرورة الذهاب إلى بغداد والزحف إلى بغداد وكأن هناك جحافل عسكرية ستصل إلى العاصمة، ألا تعتقد بأن هذا ربما يضر من وجاهة مطالب سياسية مشروعة الكل يجمع على ذلك ولا تحتاج بالضرورة أن يقع تجييش الناس والذهاب بهم إلى العاصمة مع ما قد يخلفه ذلك من توترات.

أحمد العلواني: يعني المصلون عندما يعني أرادوا الصلاة في بغداد ليس لديهم لا أسلحة ولا أحزمة ناسفة ولا عبوات ولا قاذفات، لديهم سجادة صلاة ومصحف وقنينة ماء أي انقلاب يتكلم عنه هؤلاء، أخي الكريم نحن لدينا مطالب كما قال الإخوة مطالب أوصلناها للحكومة والحكومة ساعة يقولون فقاعة نتنه ساعة يقولون مرتزقة وقطر والسعودية وهذه الأكاذيب اللي يسوقوها بالإعلام نحن أردنا أن يصل صوتنا أن هناك مظلمة كبيرة وقعت على أبنائنا وبالتالي على الحكومة أن تستجيب.

محمد كريشان: ولكن دكتور، دكتور العلواني هذا الصوت، هذا الصوت سمع وأثر في الرأي العام.

أحمد العلواني: لا أستاذ، نعم، نعم، لا، لا، لا.

محمد كريشان: هذا الصوت لا يعني بالضرورة أن يصل من العاصمة.

أحمد العلواني: لا هذا وجهة نظركم إحنا المعتصمون لديهم وجهة نظر أخرى المطالب هم من كتبوها ليس فيها بعد سياسي مثلما يتكلم البعض وهذا مطلب بغداد هي للعراق ليست لا للمالكي ولا لحزب الدعوة لكل العراقيين ولا يحق للمالكي يمنع أحد ولا أي قوة أمنية ما دام المظاهرة سلمية ومكفولة بالدستور ومطالب شرعية شنو اللغة التصعيدية إلي تحاول أن تخلق أزمة طائفية لو كان المالكي حريص على الدولة لديه شعور بالمسؤولية لكان هو من بادل استقبال التظاهرات وقال أنتم أبنائي وأهلي مثلما فعل أبناء قبيلة بني تميم عندما قالوا نحن نقوم بضيافة أبناء الأنبار عندما يتجهوا إلى بغداد هذا نفس اللي بالدولة أما النفس الطائفي المريض اللي يتكلم أشباه الساسة في العراق هذا الأمر لا يعنينا نحن لا زلنا أمام هذه القضية وهذه القضية سلمية مئة بالمئة إلى اليوم لم يحصل ولا أي خرق أمني داخل الاعتصام ولا أي مظهر مسلح بالرغم من الأكاذيب التي تكلم بها بعض المأجورين لكن القضية والاعتصام ما زال مفتوح أستاذ محمد وهناك تعاطف كبير من أبناء المحافظات.

محمد كريشان: نعم طالما هذه التحركات سلمية، طالما هذه التحركات سلمية أستاذ العلواني، نعم اسمح لي فقط طالما هذه التحركات سلمية، اسمح لي فقط، فهمت النقطة طالما هذه التحركات سلمية هنا أسأل السيد عبد الهادي الحساني طالما هذه التحركات سلمية لماذا لم تكن السلطة قادرة على استيعابها حتى وإن وصلت إلى العاصمة للمحافظة على هذا الزخم السلمي حتى لا يدفع بها عبر التضييق إلى مسالك أخرى ربما عنيفة؟

عبد الهادي الحساني: عندما يندس بين متظاهرين هناك من يرفع أعلام القاعدة وهناك من ينتمي إلى البعث الصدامي الذي أرسله اليوم الدوري في خطابه الواضح لزرع الفتنة وزرع الحرب الأهلية وتقديم الحرب الأهلية وزهق الدماء والأعمال الإرهابية اللي تحدث يوميا اليوم بالعراق وهناك من يطالب بإلغاء الدستور وهناك من يطالب بغياب الحكومة وهناك من يطال بإلغاء مادة أربعة إرهاب كأن ما العراق واليوم يعيش حالة هدوء وأمان من الإرهاب الذي يأتي من خارج الحدود وهناك تصريحات كثير من الدول التي تؤدي المساس في سياسة العراق أتمنى من السياسيين العراقيين أن يكون يدافعون على أمنهم القومي وسيادتهم وكرامتهم أكثر ما يدافعون عن الآخرين عن الذين خارجين عن الدولة ويهدمون الدولة، نحن نقول أن المطالب معظمها قد حققت ولكن بعضها يحتاج إلى وقت معين حتى يسير القضاء يبت بها وهناك مطالب معينة تشريعية يجب من السلطة التشريعية أن تنفذها، وعليه لا بد أن يصير منطق الحكمة ومنطق العقل يسود وأن السلم والأمان هو للجميع وليس السلم والأمان فقط للذي يريد أن يغير الحكومة بطريقة غير دستورية، هناك انتخابات على الأبواب بعد اقل من شهرين، دع الجميع يعمل جاهدا من خلال صوته من خلال صناديق الاقتراع، والربيع العربي قد بدأ بـ 2003 وليس يبدأ اليوم كما يراد اليوم الخريف العراقي، يراد اليوم هناك فتنة طائفية باسم الهجوم على الحقيقة الطائفة الأخرى يتحدثون بالطائفية.

محمد كريشان: لكن البعض سيد حساني البعض الآن، لو سمحت لي البعض الآخر يخشى من أن الإجراءات الأمنية التي تفرضها الحكومة العراقية ربما تجعل خيارات المتظاهرين تذهب في مآلات أخرى على كلا هذه النقطة تحديدا نريد أن نتطرق إليها بعد فاصل قصير نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

دلالة تصعيد الإجراءات الحكومية ضد المتظاهرين

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد ما زلتم معنا في هذه الحلقة التي نتناول فيها استمرار الاحتجاجات الشعبية في العراق رغم عدم وصولها إلى العاصمة بغداد كما كان يطمح البعض، دكتور حيدر سعيد في عمان موقف القيادة العراقية كانت في البداية ردها عنيف على هذه الاحتجاجات ثم أبدت نوع من التفهم ثم الآن تقريبا في وضع لا هي بالقادرة على التجاوب الكامل مع المطالب ولا هي ذاهبة نحو عنف ربما يعتقد البعض أنه قد يحسم هذه الاحتجاجات كيف ترى موقف السيد المالكي الآن؟

حيدر سعيد: يعني أنا في تصوري يعني دعني أقول المالكي ربما في أضعف حالاته ربما نستطيع أن نتحدث عن مرحلة ما بعد المالكي، في الحقيقة كان حركة الاحتجاج في الأنبار حركة مفصلية أعتقد حتى بعض الأطراف الإقليمية الآن خلص بدأت تفكر بمرحلة ما بعد المالكي وأنا دعني أقول لك معظم الزعامات الشيعية بما في ذلك الدائرة القريبة من رئيس الوزراء المالكي هي ليست معه، السؤال الآن خلص لأطراف كثيرة في تصوري أنه المالكي لن يكون رئيسا للوزراء للمرة الثالثة، السؤال الأكثر حراجة ربما هو كيف ستسير الأمور في السنة القادمة يعني السنة الأخيرة لتوليه لرئاسة الوزراء؟ هناك خشية كبيرة يعني ربما بعض المستشارين في الدائرة القريبة من رئاسة الوزراء يشيرون عليه بالحلول العسكرية هذا سمعناه الكلام في الأزمة مع إقليم كردستان ويعني أنا اعلم هناك من أشار على المالكي بالتدخل العسكري بحسم قصة الأنبار، لكن في تصوري تدخلت قوات شيعية رئيسية ربما المرجعية الدينية في النجف كانت عاملا حاجزا وقف أمام هذه الرغبة فلذلك هنا تجد السياسات المضطربة..

محمد كريشان: طالما هناك خوف من هذه السنة الأخيرة التي تشير إليها سيد سعيد نسأل الدكتور أحمد العلواني ما الذي يمكن أن تقوم به مثلا القائمة العراقية أو المعارضة بشكل عام داخل مؤسسات الحكم يعني مثلا داخل البرلمان لماذا نقل الاحتجاجات إلى الشارع مع إنكم قادرون داخل المؤسسة التشريعية على القيام بخطوات معينة قد تؤدي إلى مآلات سياسية أخرى غير النزول إلى الشارع؟

أحمد العلواني: سؤالك بشقين: أولها الاعتصامات عفوية ليس بها أي بعد سياسي أو غرض سياسي أو جهة سياسية خرجت بسبب الظلم والاغتصاب والتهميش وامتهان كرامة الناس هو اللي دفع الناس لهذه القضية، حجب الثقة عن السيد المالكي حقيقة يعني كان يفترض بالتحالف الوطني أن يتعامل بإيجابية مع هذه القضية، لا نريد أن يكون السيد المالكي يعني يرتهن مصير البلد بشخص المالكي لا نريد أن يكون المالكي سبباً أو خطراً على السلم الأهلي كل قضية في العراق هي عبارة عن مشكلة، منذ تشكيل الحكومة إلى يومنا هذا، كلها مشاكل، مع الإقليم مع المحافظات مع الشركاء السياسيين بالتالي الحل الأسلم في هذه ما تبقى من عمر العملية السياسية هو خروج السيد المالكي وهي ليست نهاية العالم الإتحاد الوطني يقدم شخص أكثر عقلانية ممكن التعامل معاه تنتهي القضية ونحل مشاكلنا خطوة خطوة، المشاكل كثيرة سنة وحدة لا تكفي لحل كل تلك المشاكل العراقية قصرت والعراقية فيها نوعاً ما اضطراب بالرؤية وحصلت انقسامات هنا وهناك لكن كان هناك إجماع من كتل حتى في داخل الائتلاف الوطني طالبت بسحب الثقة عن السيد المالكي، لذلك يعني قضية السيد المالكي هي العقدة في المنشار وحلها سهل، وأتصور أن العراق فيه رجال كثيرون بإمكانهم أن يديروا دفة هذا البلد بطريقة تضمن حقوق الجميع، نحن نحترم الدستور نحترم القانون لا نريد يعني إثارة فتنة طائفية لا قدر الله الكل فيها خاسر، مثلما تكلم البعض يعني بنفس طائفي يقول لو حصلت فتنة طائفية السنة هم الخاسر الوحيد، لا يا سيدي الكل خاسر ليس هناك رابح لذلك علينا التفكير بهدوء لحل هذه المشكلة الاستجابة لمطالب تلك..

محمد كريشان: طالما أنت طالما أنت دكتور علواني طالما أنت بسرعة الله يخليك بسرعة لو سمحت.

أحمد العلواني: لحظة أستاذ محمد، لحظة بعد إذنك يعني هل يعقل كل تلك الملايين اللي خرجت مدفوعة الثمن أو إنها قاعدة أو إنها حزبية أو مليشيات هذا كلام مو دقيق رئيس الوزراء هو لكل العراقيين لكن مع الأسف لم يستطع أن ينال هذا الشرف عندما تعامل مع أهله بطريقة لائقة.

محمد كريشان: نعم أنت أشرت دكتور علواني لا اسمح لي أنت بالمرة هذه، دكتور علواني أنت أشرت إلى خروج السيد المالكي وضرورة خروج السيد المالكي والدكتور حيدر سعيد يتحدث حتى عن حتى أن  البعض بدأ يتحدث عن مرحلة ما بعد المالكي هنا نسأل سيد عبد الهادي الحساني عما إذا عن ما إذا يمكن أن يقوم به السيد نوري المالكي لتنفيس هذا الأمر هل وارد أن يترك حتى في هذه السنة الأخيرة كما يتمنى البعض؟

عبد الهادي الحساني: نحن نقول أن السيد المالكي قد انتخب فقط في بغداد 650 ألف صوت وإن الشعب العراقي متكون من أكثر 18 محافظة ومحافظات الجنوب ما زالت متمسكة والتحالف الوطني متمسك بالسيد المالكي وما يطرحوه الإخوة في الأنبار وصلاح الدين محترم ولكن هذا لا يمثل صوت الأنبار وصلاح الدين والموصل للمظاهرين، هناك شخصيات معنية ترغب أيضاً بالمناطق الغربية ترغب بالمالكي ترغب في استمرار الحكومة لأن خروج المالكي بهذه المرحلة يؤدي إلى خرق أمن للجميع وأمن العراق ليس فقط أمن منطقة معينة، اليوم العراق يمر بمرحلة مفصلية وأهم ما في المرحلة المفصلية كيف نمرر هذه السنة حتى يصير انتخابات نزيهة حرة يختار بها الشعب العراقي من يختاره نحترم الدستور نحترم القانون نحترم إرادة شعبنا ونحترم دمائنا التي ستزهق كما يراد بعض الناس إلى هدم كل شيء جميل منذ سقوط النظام الصدامي لحد الآن، نحن نتمنى من الجميع أن يصغوا إلى منطق العقل وأن كثيرا من المطالب قد حققت 3500 معتقل أطلق سراحهم، المادة 88 رجعت بيوت وممتلكات كثير من الناس، سجينات في بيوتهن وأطلق سراح كثير من عندهن، 100 ألف شخص من الذين شملوا في الاجتثاث حصلوا على استحقاقاتهم ورجعوا إلى أعمالهم، أقول اليوم لماذا اليوم الإصرار على إسقاط الحكومة وتغيير الحكومة..

محمد كريشان: هو الأكيد أنه تم اتخاذ خطوات واضحة، واضح أنه تم اتخاذ خطوات ولكن المعارضة أو المحتجون لا يرونها كافية وهنا نسأل في نهاية هذه الحلقة الدكتور حيدر سعيد في عمان عن المآل الممكن في ظل هذا التجاذب الذي يريد البعض للسيد المالكي أن يذهب في حين يتمسك به آخرون؟

حيدر سعيد: يعني أنا أقول  أن الحل الواقعي هو أولا إدارة الاعتصام بشكل دقيق، على اعتصام الأنبار أن لا يخسر الجمهور الشيعي يعني عليه أن يوصل رسالة انه أن المشكلة تتمثل في المالكي تحديدا في إدارة السلطة، الحل الواقعي أنا في تصوري  بانتخابات 2014 حتى لو فاز المالكي، نعم الدكتور عبد الهادي الحساني يقول له جمهوره، بالتأكيد المالكي له جمهور لأنه استطاع تعبئة الشارع طائفيا هو مختار العصر كما يصفه مريدوه لكن في تصوري الجبهة المعارضة للمالكي جبهة قوية لن تتيح له أن يبني ائتلاف حاكم حتى لو فاز وأنا قلت لك حتى الزعامات الشيعية ليست معه، هنا ستحدث صفقة، أن مشكلة اعتصام الأنبار ليست لإطلاق سراح مساجين فقط ليست لإطلاق سراح سجناء هناك خلل في مؤسسة الحكم، هناك شعور عام بأن المؤسسة القضائية هي في جيب السلطة التنفيذية، تغول السلطة التنفيذية قضى على استقرار القضاء ونحن رأينا مآل رئيس مجلس القضاء الأعلى حاتم محمود، السلطة التنفيذية قضت على الفصل بين السلطات بمعنى في حال بعد الانتخابات يجب أن تتم صفقة بتعديل ميزان الحكم، هذا الذي بني في العراق عبر 10 سنين يجب أن يعدل..

محمد كريشان: شكرا لك، اسمح لي أنا مضطر أن أقاطعك شكرا، أنا مضطر، يجب أن يعدل.. وأنا يجب علي أن أنهي البرنامج شكرا لك دكتور حيدر سعيد شكرا للدكتور أحمد العلواني وشكرا أيضا لعبد الهادي الحساني، في أمان الله.