ما وراء الخبر

خيارات المحتجين العراقيين ضد سياسات المالكي

تناقش الحلقة صلاة الجمعة الموحدة التي شهدتها ست محافظات عراقية من بينها بغداد تحت شعار “لا للحاكم المستبد”، احتجاجا على سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي. وأكد الخطباء أن الجمعة الموحدة المقبلة ستكون في الأعظمية في بغداد.

– ارتفاع سقف مطالب المحتجين
– حكومة المالكي وإمكانية تحقيق المطالب الشعبية
– الخيارات المطروحة أمام المحتجين

‪ليلى الشيخلي‬ ليلى الشيخلي
‪ليلى الشيخلي‬ ليلى الشيخلي
‪غسان العطية‬  غسان العطية
‪غسان العطية‬  غسان العطية

ليلى الشيخلي: شهدت 6 محافظاتٍ عراقية بينها بغداد تنظيم صلوات جمعة موحدة تحت شعار "لا للحاكم المستبد" احتجاجاً على سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي، وفي خطوة تصعيدية أكد الخطباء أن الجمعة الموحدة المقبلة ستكون في الأعظمية في بغداد.

حيّاكم الله، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: إلى أي حد نجح المحتجون ضد سياسة المالكي في عرض مطالبهم؟ وما الذي حال دون الاستجابة إليها، وما هي خيارات المحتجين لفرض هذه المطالب مستقبلاً في ظل المعطيات السياسية والأمنية القائمة؟

بالزخم نفسه والشعارات نفسها، عادت الجماهير العراقية إلى ساحات التظاهر والاعتصام لتؤكد من جديد تمسكها بمطالبها المنادية بإصلاحات جذرية لسياسات حكومة نوري المالكي، مطالب ارتفع سقفها ليطول هذه المرة، الدعوة لإلغاء الدستور وإسقاط النظام وحث المجتمع الدولي على التدخل لمناصرة الشعب العراقي في سعيه نحو العدالة السياسية والاجتماعية، والقطع مع سياسات الحكومة الطائفية من وجهة نظر خصومها.

[بداية التقرير]

نبيل الريحاني: العراق وموعد متجدد مع المظاهرات الاحتجاجية الحاشدة، "لا للحاكم المستبد" شعار سيرت تحته الجماهير الغاضبة مسيراتها في مناطق عديدة من بلاد الرافدين، شملت ست محافظات من بينها بغداد، حراك لم تنل فيما يبدو مراهنة الحكومة العراقية على عامل الوقت من زخمه، بل على العكس من ذلك جعلته وفق القائمين عليه يتصاعد ويرفع من سقف مطالبه طارحاً هذه المرة إسقاط النظام وإلغاء الدستور والتخطيط لنقل ثقل التحركات إلى بغداد بالتزامن مع دعوة المجتمع الدولي للخروج عن صمته والوقوف إلى جانب الشعب العراقي ضد سياسات المالكي، أخفقت وفودٌ أرسلها نوري المالكي في امتصاص غضب معارضيه واكتفت قيادات من معسكر دولة القانون باتهام قوىً خارجية بمفاقمة الأزمة وقطع الطرق المؤدية لحلها بمطالب يرونها تعجيزية تستهدف إرباك الوضع العراقي برمته، قراءة يرفضها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي أكد أنه لا يخشى على المظاهرات الاختراق من قبل القاعدة والإرهابيين وإنما فقط الانجرار وراء بعض الميول الطائفية، حالة من التوتر الاجتماعي عمقها جمود سياسي بدا واضحا في فشل البرلمان في التصويت على قانوني الميزانية ومشروع المحكمة الاتحادية نظراً لاشتداد الاختلافات والصراعات بين الكتل السياسية البرلمانية، ما دفع رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم إلى التحذير من أن يقود هذا الجمود السياسي إذا ما تواصل إلى تقسيم العراق، هاجس سجل حضوره بقوة في دعوة صدرت عن المرجع الشيعي الأعلى علي السستاني حثت الفاعلين في الساحة العراقية من مختلف المشارب لتبني خطاب يوحد النسيج الاجتماعي ويجنب العراقيين الوقوع في آتون الشد الطائفي المتبادل، تبدو الكرة الآن من وجهة نظر البعض في ملعب نوري المالكي كي يبدي جدية كافية في معالجة الوضع بالاستجابة للمطالب المرفوعة درئ للفتنة وهي جدية يرى منتقدو المالكي أنها غابت إلى حد الآن في تعاطي التحالف الوطني مع الاحتجاجات المستمرة منذ نحو 40 يوماً.

[نهاية التقرير]

ارتفاع سقف مطالب المحتجين

ليلى الشيخلي: لمناقشة هذا الموضوع، معنا من لندن الدكتور غسان العطية مدير المعهد العراقي للتنمية الديمقراطية، وعبر الهاتف من مدينة الرمادي الشيخ زيدان الجابر شيخ عشيرة البو جابر في الأنبار وأحد قادة الاعتصام، نبدأ معك شيخ زيدان، أين تقف مطالبكم في هذه اللحظة؟

زيدان الجابر: تحية لكِ ولضيفك الكريم الدكتور غسان ولكل مشاهدي قناة الجزيرة، حقيقةً مطالبنا بدأت بـ 13 مطلباً، عندما كان عددنا 3 آلاف متظاهر على الخط السريع، الآن المطالب الـ 13، خلي يسمعون تماما والسبب لأننا الآن أصبحنا 30 مليون عراقي يطالب بحقوق مهدورة منذ عشر سنوات، منذ دخول قوات الاحتلال إلى هذا اليوم، سيدتي المظاهرات كما تعلمين انطلقت يوم 24/ 12 يعني مضى عليها بالضبط 48 يوم يعني 1158ساعة، خليهم يتذكرون بأن إحنا بنعد الساعات وبنعد الأيام، هذا لا يعني أننا يعني بدينا نضجر أو نمل بالعكس كلما تعنت الحكومة لا يزيدنا إلا إصرار على إعادة الحقوق المشروعة، كما تعلموا أن المظاهرات خرجت في الأنبار بمحافظة الأنبار وبغداد وفي الموصل..

ليلى الشيخلي: ولكن سؤالي، سؤالي مطالبكم اليوم، يعني ذكرت الـ 13 مطلباً اللي كانت في البداية، والآن بعد مرور هذه الأيام التي تقترب من الخمسين أين وصلت المطالب؟

زيدان الجابر: المطالب الآن وصلت سيدتي العزيزة كما سمعتم من أئمة المساجد، والذين يمثلون الرأي العام تقريباً في مناطق التظاهرات بعد أن صمت الحكومة آذانها عن سماع التظاهرات، بدأ البعض يعني يرفع سقف المطالب إلى أن وصل الحد إلى إسقاط الحكومة وتغيير الدستور وأعتقد أن هذا شيء صعب علينا وعلى الحكومة.

ليلى الشيخلي: تقول البعض يعني لم تصلوا بعض إلى المرحلة التي يمكن القول أن جميع الفرص قد استنفذت من أجل تحقيق المطالب القديمة، تقول سقطت تماماً هذه المطالب الثلاثة عشر الأساسية..

زيدان الجابر: الثلاثة عشر ولكن كانت في البداية مطالب تخص فئة معينة من المجتمع الآن كما قلت لكي الآن أصبحت المطالب تخص 30 مليون عراقي، الآن 30 مليون عراقي مهمشون تماماً، التهميش ليس في المناطق السنية كما يدعون، التهميش أيضاً في المناطق الشيعية في مناطق الجنوب، وأيضا في إقليم كردستان.

ليلى الشيخلي: طيب أسأل دكتور غسان عطية إذا سمحت لي، يعني هل ترى هذا التطور في سقف المطالب مبرراً؟

غسان العطية: ما حصل في العراق، أن هناك انتفاضة شعبية انطلقت من مشاعر هدر حقوق الإنسان متمثلة بالاعتقال بالمداهمات بحرمانهم من الوظائف، وبالتالي هناك جانب معين لهذا الحراك هو يعكس حالة من التذمر الشعبي، وحالة الفقراء العراقيين يقولوا هذا الوضع لم يعد يطاق، تعبيرهم عن هذه الحالة اتخذ مظهر الاعتصام والمطالب كانت عفوية وصريحة أننا نريد إنهاء الاعتقالات العشوائية، المخبر السري وإفراج عن المعتقلين وإلى غير ذلك، لكن بالمقابل الحكومة تعاملت مع هذا بأنها خاصة بأن هذه الحكومة تمكنت أن تجاوز الكثير من المطبات، يعني آخرها كانت محاولة سحب الثقة، لم تتعامل بجدية، واعتبرت أن هذه غيمة صيف ستمر، أو سيتعب المتظاهرون ويبطلوا، لكن تقدير الحكومة كان خاطئ، ونفس الوقت المتظاهرون لأن هي هبة شعبية وليس عملية منظمة من قيادات وأحزاب، بدؤوا يتلمسوا طريقهم تدريجياً فبالبداية كانت مجرد حقوق إنسان وبذلك يشترك كل العراقيين بهذه القضية، لأن الكل يشعر أنه هناك حقوق مهدورة، إن كانت في الشمال أو الوسط أو الجنوب، إلا أن قوى سياسية بدت تحاول أن تركب الموجة، وهذا شيء طبيعي، قوى سياسية اللي بدت تنظر إلى هذه العملية أنها فرصة لكي تركب هذه الموجة، أول هذه القوى هي  الشخصيات مثل شخصيات الأنبار أو صلاح الدين، وبتعبير آخر العربية السنية في الحكومة شعرت أنها مقصرة، شعرت أنها تلهث وراء الحدث، فهي الآن تشعر أنها أين كانت طوال هذه السنوات عن هذه الحقوق، بينما الشارع هو اللي وعاها وأدركها بأن هناك حقوق مغتصبة، وبالمقابل الحكومة بدت تتعامل مع هذه المطالب بالتقسيط أو بالقطارة كما سبق أن ذكرت، هذه القطارة أخذت الشكل التالي، تشكيل لجنة من علماء الدين وكلهم محسوبين على الحكومة، لم تأتِ بجديد، شكلت لجنة سباعية، ورئيس اللجنة السباعية يقول أنا مهمتي في المعتقلين فقط، ومع هذا حسب قول ال35 ألف مصدر حكومي عراقي، 35 ألف معتقل، إلى الآن لم يفرج إلا عن 3 آلاف معتقل، في وقت يجب أن يكون واضح، من المقصر بان هؤلاء المعتقلين يكونون في المعتقلات دون محاكمة دون تحقيق، علما الدستور في بابه الأول يقول أي معتقل يجب أن يتم التحقيق خلال 24 ساعة، البعض من المساجين ينتظر 24 أسبوع و24 شهر حتى يتم التحقيق معه..

حكومة المالكي وإمكانية تحقيق المطالب الشعبية

ليلى الشيخلي: يعني رغم أنه كان فعلاً بدا وكأن الحكومة، رغم أنها كانت تتحدث بلهجة جداً صارمة وقاطعة في البداية إلا أنها بدأت تظهر شيء من المرونة، وأفرجت بالفعل عن البعض، لم تكن خطوة كافية من وجهة نظرك؟

غسان العطية: بالضبط، كيف لحالة مرضية سرطانية بأن تعالج بالأسبرين، هذه لا تفيد هذه تخلق لا بل يزيد الألم، أعطيكِ مثال آخر، وأنا شخصياً أتحمل مسؤوليته لأن أنا أحمل الأسماء، تحصلت على ما يزيد عن 100 اسم وأرقامهم واسم والدتهم ومتى اعتقلوا، ووصلت إلى أكثر من مسؤول عراقي، النتيجة أن كلها قضايا بيروقراطية، خليه يقدم طلب، خلي أهله يوقع، يا أخي هذا المعتقل هذا اسمه لماذا لا يحاسب؟ وأكثر من هذا يجب أن يكون واضحا، أن القضاء بهذه الطريقة من الشلل، من يجب أن يحاسب، هل الحكومة اتخذت قرار أن وزارة العدل مقصرة، وزارة العدل تقول ليست مسؤوليتنا، تأتين إلى السجون المختلفة يقولون هذه مش مسؤوليتنا، شخص عملياً صدر قرار الإفراج عنه، يحتاج إلى 6 أشهر أو إلى سنة كي فعلاً يترك السجن، لماذا؟ لأن هناك روتين معين يستغل من أجل الرشاوى وبالتالي يتحول السجين إلى كبش فداء إلى غنيمة للأتوات والرشاوى، هذا الوضع من المتضررين لا يشمل الأنبار فقط أو السنة فقط، أنا في بغداد وأعرف الكلام، هذه حقيقة دائمة عند الكل، آخر سجين زرته في بغداد هو الدكتور مضر محمد صالح، نائب رئيس البنك المركزي السابق، قال لي وهو في معتقله أنه قضى شهر دون أن يتحقق معه إلا مع جلسة واحدة مع قاضية لم تستغرق أكثر من نصف ساعة وتتركه مهمل، هذه حالة حقيقة تدعو إلى مأساة، تركيب النظام كله خطأ، السؤال الآخر إلي تفضلتِ به، هل المعارضون عارفين كيف يتصرفوا، أنا أقول أنهم خليط من التيارات، هذا الخليط من الصعب أن يوحد كلمته، لكن من السهل أن يصعد من كلمته، ولكن إلى الآن يعرفوا كما يقول المثل أن هذه المطالب وكما تفضل الأخ من الأنبار، أن تغيير الدستور وبالتالي هاي قضية لا تعالج..

ليلى الشيخلي: خصوصاً دكتور لو سمحت لي..

غسان العطية: لأقوله بعجالة الآن.

ليلى الشيخلي: بعجالة شديدة لأنه يجب أن نأخذ فاصل.

غسان العطية: بعجالة، أن الخيارات أتمنى أن يؤخذ بها، لطرفين أما البعض يقول خلي الحالة أن تستمر كما هي، وهذه حالة وهي سياسة عض الأصابع، لنرى من سيتعب أولاً، الحكومة أم المعارضة، وهذه عملية مراهنة خطرة لأنها ممكن أن تؤدي إلى انفجار، الاحتمال الثاني أن يحصل انفجار كما حصل في الفلوجة قبل 10 أيام وتم تفاديه، ولكن ربما انفجار ثاني يؤدي إلى حالة من الصدام المسلح وهذه مأساة، والخيار الثالث أن في بغداد كثيرين يدعون إلى أن هذه الحكومة وهذا البرلمان غير قادرين على معالجة هذا الوضع، فالحل يجب أن يكون في حل البرلمان وحل الحكومة ومجيء حكومة مؤقتة ليس حكومة تصريف أعمال بشخصية مستقلة..

ليلى الشيخلي: هذا ما نريد أن نناقشه بالتفصيل أكبر، دكتور يعني فتحت عدة نقاط نريد أن نناقشها بالتفصيل أكبر خصوصاً أنك أشرت إلى جهة ركبت الموجة، ولكن هناك أيضاً جهات أخرى سنسأل عنها بعد الفاصل، أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

الخيارات المطروحة أمام المحتجين

ليلى الشيخلي: أهلاً بكم من جديد إلى هذه الحلقة التي تناقش الخيارات المتاحة أمام المحتجين ضد سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، شيخ زيدان ربما استمعنا إلى سيناريوهات محتملة وضعها الدكتور غسان العطية، من وجهة نظرك أنت ما واقعية هذه السيناريوهات وما الذي ترجح؟

زيدان الجابر: أعتقد كل اللي تفضل به الدكتور غسان هو يعني قسم منه واقعي مثل موضوع حل البرلمان، وعقد انتخابات مبكرة، وهذا الأفضل لكن على أن هناك حكومة تصريف أعمال لا أن تشتغل هذه الحكومة نفسها وكأنه ما سوينا شيء..

ليلى الشيخلي: لكن حتى يتحقق ذلك، يعني هناك أيضا مطلب يعني يجب أن ننظر إليه، الخروج إلى بغداد هذا ما تدعون إليه الجمعة المقبلة؟

زيدان الجابر: حقيقة إحنا ذهبنا إلى بغداد أنا نعتقد بحكومة لحد الآن لم تستمع لمطالب الشعب باعتبار الأنبار بعيدة نحو 30 كيلومتر عن بغداد، والموصل كذلك، ونحن نريد أن نقترب من بغداد لكي نسمع أصواتنا للحكومة في المنطقة الخضراء، لأنها الظاهر عجزت أو أصمت أعينها أذانها عن مطالب المتظاهرين، وفي نفس الوقت نؤكد على سلمية هذه المسيرة يعني، مسيرتنا إلى بغداد هي سلمية 100%، كما نؤكد على سلمية كل الاعتصامات..

ليلى الشيخلي: يعني لفت نظري في الواقع هذه نقطة يجب أن ننظر إليها يعني حتى لهذه اللحظة ما زالت هناك، يعني المطالبة للأمانة في المحافظات من أجل الحصول على تصريحات حتى تكون المظاهرات شرعية ولا يكون هناك أي نوع من التجاوز، والسؤال يعني هذه المحاولة من جانبكم إلى متى بالانتقال إلى بغداد، أليس هناك خوف من أن يدفع ثمن غالي أن تبدأ ربما الأمور تتغير مع الاقتراب من مركز الحكم؟

زيدان الجابر: سيدتي العزيزة نحن دفعنا الثمن غالياً في يوم جمعة ارحل، عندما داهم الجيش المعتصمين واستشهد 8 من أبناء الفلوجة واليوم أيضاً التحق بالثورة شهداء…

ليلى الشيخلي: ولو أنه لا يمكن أبداً الاستهانة بأي نقطة دم تسقط من أي مواطن أي كان، ولكن في النهاية ما تتحدث عنه من أعداد ربما تكون يعني أضعاف أضعاف عند الاقتراب من بغداد وهذه نقطة بلا شك من ينظم هذه الاحتجاجات لا بد أن يفكر بها، دكتور غسان العطية أنا لفت نظري فيما قلته عندما قلت أن هناك من كان يحاول أن يركب الموجة ويستفيد منها، قيادات سنية ولكن أيضاً، أليس صحيحاً أيضاً أن هناك كانت قيادات من جهات أخرى سياسية مثلاً الصدريون، الأكراد، حتى الحكيم نفسه، واستمعنا في التقرير لما قاله، إلى أي حد كان هناك تعويل حقيقي على هذه الأطراف، وهل اختلفت الصورة اليوم؟

غسان العطية: الشيء الجديد بهذه العملية، إن كثيرا من القيادات في الأنبار أو صلاح الدين واعية أن هذه الاحتجاجات أخذت شكل طائفي سوف لن تخدم إلا المتطرفين الإسلاميين، إن كانوا شيعة أو سنة، التطرف الشيعي يخلق تطرفا سنيا والعكس صحيح، ولذا كانوا حريصين أن تكون سلمية ورفضوا أن يتبوأ الصدارة بهذا الموضوع أي خطاب طائفي، المحاولات البسيطة اللي تمت تم احتواؤها وإبعادها، الشيء الثاني ما دام القضية محصورة بقضية وحدة، الإصلاح يصبح صعب وتصبح القضية طائفية، من هنا تفكير كثير من قادة الانتفاضة أو المعتصمين هو يجب أن نمد أيدينا لأبناء الجنوب لكي يشاركوا بالعملية، وفعلاً استجاب كثير من أبناء الجنوب وعقد في النجف مؤتمر كبير وحضروه شخصيات سنية وشيعية عشائرية، إضافة إلى أن هناك مشاعر في الجنوب يشعروا، ولكن في الحقيقة أو أي معاملة في الموضوع، كي لا ننزلق في المطب الطائفي، البعض من التطرف الشيعي والتطرف السني، عنده شعور بالوهم بالقوة، أن التطرف السني يقول دعنا ندخل بمعركة وبالتالي حتى لو ينقسم العراق خليه ينقسم، تعبير عن اليأس وكذلك التطرف الشيعي يقول دعنا ننهي الموضوع.

ليلى الشيخلي: نعم، إذا سمحت لي رغم هذه المحاولات يعني الجادة كما تقول والاستجابة من أطراف مختلفة ولكن  لا زالت تأخذ طابع أن هناك طابع طائفي لهذه المظاهرات، ونجحوا إلى حد ما في وضعها في هذا الإطار، إلى أي حد تعتقد أن هذه المظاهرات تستطيع أن تتخلص من هذه الوصمة وفي الوقت نفسه أن تحافظ على الدماء وأن لا تهدر الدماء في أي خطوة مستقبلية؟

غسان العطية: هذا كلام صحيح ولهذا السبب يجب أن يكون المطلب، المطلب الشعبي لكل المتظاهرين شمالاً وجنوباً ووسط مطلب معقول ويلبي الحاجة، المطلب المعقول أن هذه الحكومة وهذا البرلمان غير قادر أن يستجيب لهذا الشيء، في تونس قبل يومين قتل واستشهد رئيس حزب معارض وكانت النتيجة أن رئيس الحكومة بكل شجاعة قال يجب أن نستقيل وتشكيل حكومة تكنوقراط وإجراء انتخابات جديدة، قتل شخص وزعيم كفؤ ومحترم، نجد أن في العراق يومياً يقتل 40، 50 شخص ولكن تبقى الطبقة السياسية الموجودة والبرلمان بتشكيلته الحالية متمسكين بمناصبهم وامتيازاتهم لدرجة أن يشعر المواطن في العراق كفر كفر بالطبقة السياسية أن كانت شيعية أو سنية أو غير ذلك، هذا التحول الجذري هو كيف يرفع المتظاهرون شعارات تستجيب لها كل الجماهير العراقية من الجنوب للشمال، الشعار الحقيقي حل البرلمان، حل الحكومة، مجيء حكومة مؤقتة ليس تصريف أعمال من شخصية لا ترشح للانتخابات من وزارة مصغرة من فنيين تكنوقراط لا يرشحوا للانتخابات فقط يشرفوا على الانتخابات وتركهم مهمتهم مع إشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية إذا أمكن والمؤتمر الإسلامي إذا أمكن، هذا شعار نوقش في بغداد وأعتقد هناك استجابة من البعض لهذا الموقف.

ليلى الشيخلي: بهذا دكتور تنتهي الحلقة، أشكرك جزيل الشكر دكتور غسان العطية مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية، وشكراً للشيخ زيدان الجابر شيخ عشيرة البو جابر من الأنبار وأشكركم مشاهدينا الكرام على متابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، في أمان الله.