ما وراء الخبر

تبعات التدخل الفرنسي في مالي

تناقش الحلقة اختطاف 41 أجنبيا من حقل للغاز في الجزائر، وذلك بسبب سماح الحكومة لفرنسا باستخدام المجال الجوي لقصف المسلحين في مالي، حيث قالت باريس إنها استخدمت القوات البرية لأول مرة.

– التداعيات الإقليمية للحملة الفرنسية على مالي
– لجوء الفرنسيين إلى عملية برية
– القوات الفرنسية أمام احتمالية الفشل أو النجاح

‪فيروز زياني‬  فيروز زياني
‪فيروز زياني‬  فيروز زياني
‪ألان أنتيل‬ ألان أنتيل
‪ألان أنتيل‬ ألان أنتيل
‪أَكلي شَكا‬ أَكلي شَكا
‪أَكلي شَكا‬ أَكلي شَكا

فيروز زياني: قال مسلحون إسلاميون أنهم اختطفوا 41 أجنبياً من حقل للغاز في الجزائر وذلك بسبب سماح الحكومة لفرنسا باستخدام المجال الجوي لقصف المسلحين في مالي حيث قالت باريس أنها استخدمت القوات البرية لأول مرة.

نتوقف مع هذا الموضوع لنناقشه في عنوانين رئيسيين: ما هي التداعيات الإقليمية للحملة الفرنسية على مالي خاصة بعد اختطاف رهائن من الجارة الجزائر؟ وهل أساءت فرنسا تقدير الموقف قبل الحرب لذلك لجأت لعملية برية بعد اكتشافها مدى قوة المسلحين؟

يبدو أن تبعات الحملة العسكرية الفرنسية في مالي بدأت تمتد إلى خارج ساحات القتال الرئيسية حيث قام مسلحون بالهجوم على حقل للغاز جنوب شرقي الجزائر أسفر عن سقوط قتيلين وجرحى واختطاف 41 أجنبياً يقول المنفذون أن العملية هي رد على سماح الجزائر لفرنسا باستخدام مجالها الجوي لقصف أهداف في مالي، في غضون ذلك وبعد 6 أيام اقتصر فيها الهجوم الفرنسي على استخدام سلاح الجو فقط قررت باريس الدفع بقوات أرضية للمعركة لأول مرة.

[تقرير مسجل]

محمد الكبير الكتبي: الجزائر وصحراؤها والحدود المالية الجزائرية تعيش حالة بالغة من التوتر وزادت أنباء احتجاز 41 رهينة إثر هجوم شنته جماعة مسلحة على منشأة نفطية جنوب الجزائر زادت من القلق من تداعيات الحملة العسكرية الراهنة في مالي والتي تستهدف أساساً عناصر موالية لتنظيم القاعدة، تحدثت الأنباء عن مجيء مسلحين من شمال مالي وسعيهم منذ البداية لتأمين ممر يعودوا بهم إلى هناك، ومعروفٌ أن حوادث مختلفة لاختطاف الأجانب في الجزائر سجلت بحق مثل هؤلاء المسلحين التابعين بشكل أو بآخر لتنظيم القاعدة وبعض القضايا لا يزال مفتوحاً، في هذه الأثناء تواصل القوات الفرنسية حملتها على المسلحين الإسلاميين بشمال مالي وشرعت بالفعل في تنفيذ مرحلة الهجوم البرية على المسلحين الذين يحتلون تلك المنطقة منذ انقلاب مارس الماضي والإطاحة بالرئيس أمادو توماني توري ومعظمهم من جماعات مؤيدة للقاعدة، آليات عسكرية فرنسية مزودة بكامل عدتها وعتادها غادرت العاصمة باماكو باتجاه الشمال وانضمت قوات برية فرنسية إلى الجيش المالي في محيط بلدة ديابالي الإستراتجية وسط البلاد بينما أكملت القوات الفرنسية تأمين العاصمة وبلدة نيونو القريبة منها، وزير الدفاع الفرنسي أعلن أن الحملة على المسلحين في مالي ستكون طويلة، وكان الرئيس الفرنسي قد أكد أن القوات الفرنسية ستبقى في مالي حتى تستقر وإن أعرب عن أمله في تسليم المهام قريبا لقوات افريقية، ويتوقع أن تبدأ قوات دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا الإيكواس بالانتشار في مالي خلال الأيام القادمة وفق ما صدر عن اجتماع قادة المجموعة العسكريين المجتمعين في باماكو، ويبدو أن المشاكل المتعلقة بتحديد أماكن تمركزهم قبل الاشتباك مع المسلحين والجوانب اللوجستية الأخرى قد تم تجاوزها، حملة استئصال القاعدة من شمال مالي مستمرة ولكن يبدو أن تداعياتها قد بدأت أيضاً ويعتقد كثيرون أن المشهد في كل تلك المنطقة المحيطة بمالي من صحراء ودول قريبة يظل مفتوحاً على مختلف الخيارات.

التداعيات الإقليمية للحملة الفرنسية على مالي

فيروز زياني: لمناقشة هذا الموضوع معنا من باريس ألان أنتيل مسؤول ملف الساحل والصحراء في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ومن لندن أكّلي شكا المتحدث باسم منظمة شباب الطوارق العالمية، نبدأ معك سيد ألان أنتيل من باريس ونسأل هذا الهجوم الآن واختطاف رعايا أجانب من عين أمناس الجزائرية أي تداعيات محتملة له على الحملة العسكرية التي تقوم بها فرنسة في مالي؟

ألان أنتيل: لا شك أن اختطاف الرهائن والذي يعني بعض المواطنين أو رعايا الفرنسيين ولكن أيضاً رعايا من بلدان مختلفة لن يكون له أي أثر يذكر على التحرك العسكري في مالي، ففرنسا لم تنخرط في هذه العملية لكي تسيطر على الشمال في مالي بل لكي تحول دون وصول الجهاديين إلى باماكو..

فيروز زياني: لكن ألن يضع ذلك فرنسا في حرج أمام الجزائر على الأقل التي فتحت لها مجالها الجوي وبالتالي ربما مهد هذا لاستباحة أراضيها أمام هذه الجماعات المسلحة الآن؟

ألان أنتيل: طبعاً لا أعتقد أن ذلك سوف يؤثر على العلاقة مع الجزائر بالعكس سوف يوثق ذلك العلاقة فكلما سوف يجري فوق الأراضي الجزائرية  يعني حتماً تعاوناً وثيقا بين البلدين..

فيروز زياني: غير الجزائر الرعايا الذين ينتمون إلى هذه المجموعة المختطفة هم من الولايات المتحدة الأميركية من بريطانيا من النرويج من اليابان، ما الذي يمكن أن يشكله الآن بالنسبة لفرنسا أمام هذه الدول هل باعتقادك أنها ستشعر ربما بنوع من الحرج تجاههم أم انه على العكس كما ذكرت بالنسبة للجزائر سيجعل هذه الدول تنخرط ربما أكثر في هذه الحملة العسكرية مع فرنسا..

ألان أنتيل: سوف يدرك الجميع كذلك الطابع السيئ والمسيء لهؤلاء الجهاديين ومن شأن ذلك طبعاً أن يعزز العلاقات وتعاون بين كل البلدان المعنية فسوف يوثق العرى كما قلنا وسوف يزيد التنسيق أيضاً بين الجزائر وفرنسا وغيرها من البلدان..

فيروز زياني: دعنا نتحول الآن إلى ضيفنا من لندن أكّلي شكا المتحدث باسم منظمة شباب الطوارق العالمية ونسأل يعني سيد أكّلي إلى أي مدى فاجأكم الهجوم الفرنسي خاصة بعد كل ما سمعناه من جهود جزائرية على الأقل بخصوص ربما تفضيل التفاوض على مبدأ الحل العسكري في هذه الأزمة..

أكّلي شكا: في حقيقة الأمر طبعاً القرار الفرنسي، التدخل الفرنسي كان مفاجئاً جداً وليس فقط لإقليم أزاواد والشعب الأزوادي بل أيضاً للفرنسيين الذين تفاجئوا والعالم جميعاً تفاجئ بالموقف الفرنسي المفاجئ في قراره صار لعلي أذكر شيء مهم جداً فرنسا عندما غادرت مستعمراتها الفرنسية لم تغادرها إلا برمزيتها لكنها بقت قواعدها العسكرية موجودة وبقى رموزها الاستعماري لكي تعود وتعزز قواتها الاقتصادية أو حتى من جميع النواحي لكي تفرض سيطرتها التامة على هذه المستعمرات هناك أكثر من 100 قاعدة فرنساوية موجودة الآن متوزعة حتى مع معظم الدول الأفريقية ولديها اتفاقيات سرية مبنية مشبوهة جداً هذه الاتفاقيات يحق للحكومة الفرنسية أن تتدخل في أي طرف في أي وقت يحلو لها في حالة تعرض أحد هذه الدول إلى أي خطر داخلي أو خارجي، فيما يخص هذا التدخل كان تدخلاً مفاجئا جداً خاصة أن هذه الجماعات كانت متواجدة في إقليم أزواد أكثر إذا كان هذا المبرر الذي نراه نحن عبارة عن فيلم هندي كما يقال، هذه الجماعات متواجدة لأكثر من 15 سنة وفرنسا وابنتها المدللة مالي تعلم بهذا لكنهم تساهلوا مع هذه الجماعات إلا أن أصبحت جماعات قوية وفرضت سيطرتها على إقليم أزواد إذن هذا التدخل صراحة تدخل خطير جداً.

فيروز زياني: مفاجئ وخطير..

أكّلي شكا: والأخطر منه..

فيروز زياني: نعم مفاجئ..

أكّلي شكا: مفاجئ وخطير جداً والأخطر منه التدخل الإيكواسي والقوات المالية وقوات غرب أفريقية هذا هو الأخطر لهؤلاء نعم ..

فيروز زياني: سنأتي إلى تدخل قوات الإيكواس دول الإيكواس لكن قبل ذلك ما تسميه تدخلاً مفاجئا وخطيرا ماذا تقرأ وراءه أنت؟

أكّلي شكا: أعتقد أنه أعتقد أن فرنسا فقط هذا طبعاً فرنسا تريد فقط حماية مصالحها وباماكو طبعاً الابنة المدللة لفرنسا وغيرها من الدول أقرأه فقط لأن فرنسا لا تريد للدولة الأزوادية أو لا تريد للطوارق أن يكون لهم كيان أو لا تريد لإقليم أزواد أن يستقل كما تدفعه أيضاً الجزائر إلى ذلك وهذا طبعاً كله يدار في الطابق السفلي لضد الشعب الأزوادي عبارة عن مؤامرة غربية جزائرية وبعض المخابرات التي هزت ودخلت المنطقة وتريد الآن القضاء على هذا الحلم طالما الكثير من هذه الدول من ضمنها فرنسا نفسها والماليين والإيكواس نفسها تفضل هذه الحركات الجماعات الإرهابية تفضلها على أن يكون هناك قيام دولة أزوادية سلمية علمانية حتى أن لو أن حتى الأزواديين لم يطالبوا يوماً ما بدولة علمانية بل كان طلبهم الأول اللي هو دولة تحميهم وتحمي حقوقهم الشرعية والتاريخية وتحميهم من هذه القوى المالية التي كانت دائماً ترتكب مجازر..

فيروز زياني: نعم..

أكّلي كشا: ولم تعترف يوماً ما بحقوق الطوارق في هذه المنطقة..

فيروز زياني: سيد أكّلي وضحت وجهة نظرك دعني أنقل هذه النقطة التي تفضلت بها والمتعلقة بإقليم الأزواد وما يسميها البعض النزعة الانفصالية لدى الطوارق وهم على امتدادهم موجودون في أكثر من دولة في الواقع في أفريقيا، أتحول بهذه النقطة للسيد ألان أنتيل يعني إلى أي مدى باعتقادك فعلاً التدخل الفرنسي ربما جاء لمنع ما يسميه البعض قيام كيان أزوادي أو من الطوارق يسعى إليه في المنطقة الأفريقية؟

ألان أنتيل: لا أعتقد أن هذا هو سؤال الذي يطرح اليوم تدخلت فرنسا بطلب من الرئيس المالي وذلك لوقف اعتداءات ثلاث منظمات جهادية هي أنصار الدين والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتوحيد والجهاد وخلافاً لما أكده ضيفكِ من لندن أن فرنسا تكافح هذه المجموعات ولا تعززها ولا تعزز من قواها وكلما قاله بوجهة رأيي فعلاً مثير للاهتمام وتحليل لا يمكن أن يكون قائماً على أفعال ووقائع مخطئة..

فيروز زياني: لكن ضيفنا أيضاً أشار إلى نقطة أخرى مهمة وهي أن فرنسا ربما تدافع على مصالحها والكثير ينظر لهذا التدخل بعين الريبة خاصة وأن لها ماضي استعماري في هذه المنطقة؟

ألان أنتيل: بكل الأحوال ومن باب التعريف تعريفنا أن البلدان جميعها تدافع عن مصالحها لكن فرنسا في هذه الحالة ربما لا تدافع عن مصالح اقتصادية نحن ليس لدينا مناجم في فرنسا لدينا منجم وحيد في النيجر ولكن ليس في مالي وهذا طبعاً لا يبرر العملية الفرنسية من خلال مصالح اقتصادية فهذا سوء فهمٍ وتحليل خاطئ للوضع..

فيروز زياني: أعود للسيد أكّلي نعم تفضل سيد..

ألان أنتيل: إذن المناجم التي نستغلها نحن هي مناجم ذهب..

فيروز زياني: نعم دعنا نتحول إلى السيد أكّلي..

ألان أنتيل: هذه المناجم في مالي هي مناجم ذهب وموجودة في الجنوب وتستثمرها كذلك شركات من جنوب إفريقيا ومن جنسيات مختلفة ولكن ليس شركات فرنسية تستفيد من هذه المناجم في مالي..

فيروز زياني: أعود مرة أخرى للسيد أكّلي شكا وقد أثرت النقطة المتعلقة بالأزواد ورغبتهم ربما في أن يصنعوا كيانهم الخاص، هناك بالفعل من أشار بشكل مباشر إلى أن ما يقوم به الطوارق أو أن على الأقل تحركهم هو بهدف على الأقل فيما يخص الشأن الجزائري تقسيم الجزائر أيضاً بما يمكن الرد على مثل هذه الأقوال..

أكّلي شكا: طبعاً تاريخيا الطوارق عندما خرج المستعمر الفرنسي رسمت هناك عام 1963 رسمت فرضت عليهم هذه الحدود الوهمية التي قسمت أراضيهم وأصبح الطوارق أقلية بين كل من هذه الدول سواء في ليبيا أو في الجزائر أو في إقليم آيار في النيجر أو في أزواد إذن هذه الطوارق يوماً ما لم يكونوا يوماً ما قد اتفقوا على رسم هذه الحدود وفرضت عليهم هذه الحدود ووجدوا أنفسهم اليوم نفس الدولة التي قسمت أراضيهم وشتتهم هي التي تقتلهم اليوم باسم ما يسمى under the banner of  terrorism تحت غطاء الإرهاب وهذا هو كما قال تفضل ضيفك أن ليس هناك ليس لفرنسا مصالح في الدولة المالية أو في أماكن أخرى، لفرنسا فقط أريد أن أنبه إلى أن لشركة اليورانيوم التي تديرها في منطقة أرليت في شمال النيجر وهي تغطي أكثر من 80% من مصادر الطاقة، الطاقة الفرنسية ونفس الشيء هناك أكثر من 75 شركة من ضمنها توتال الفرنسية كشوفات في إقليم أزواد وهي في منطقة تساليت، هذه الشركة وجدت أن أكبر مخزون وهذا بإمكانكم الاطلاع عليه أكبر مخزون للنفط يتواجد في هذه المنطقة وهناك تسابق كثير للدول خاصة الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وأيضاً الجزائر لا تريد أن تفتح هذه الآبار باعتبارها أنها منطقة سائبة في حالة فتحت هذه الآبار يمكن بعد مرور الوقت أن نجد الآبار النفطية الجزائرية تنزل كما يقول الجيولوجيين إذن هناك مصالح فرنساوية وأكثر الاقتصار الذي يدار في باماكو يدار عن طريق رجال الأعمال الفرنساويين يوجد هناك أكثر 6000 فرنسي رجال أعمال لديهم شركات سياحة ولديهم أعمال اقتصادية وأيضاً لديهم مطامع في هذه المنطقة باعتبار أن أيضاً الخطر الآخر لهذا التدخل ليس فقط على إقليم أزواد أو على القضاء على إقليم أزواد بل أيضاً على كل المنطقة باعتبار أن الجزائر سوف تتضرر كما تعلمون أن الطوارق يتواجدون في الجنوب الجزائري وفي الجنوب الليبي وكلهم عبارة عن عائلة واحدة إذن الخطر عندما تدق هذه الحرب لا يمكن لطوارق الجزائر أو طوارق ليبيا أن يتفرجوا على إخوانهم يقتلون باسم محاربة الإرهاب هذا لا يمكن اليوم أن يعود ..

فيروز زياني: وضح تماماً..

أكّلي كشا: الطوارق اليوم ليس طوارق الأمس لطوارق اليوم أكثر من سبع ألاف 700 ألف صفحة على الفيس بوك وتويتر وأنهم الآن مرتبطين في العالم أكثر من أي وقت من قبل..

فيروز زياني: أرجو أن تبقى معنى سيد أكّلي وكذلك ضيفنا ألان من باريس سوف نعود لمواصلة هذا النقاش مشاهدينا الكرام لكن بعد فاصل قصير.

[فاصل إعلاني]

لجوء الفرنسيين إلى عملية برية

فيروز زياني: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا الكرام نتحول مباشرة إلى ضيفنا من باريس ألان أنتيل ونسأل وزير الداخلية الفرنسي جان ايف لودريان تحدث اليوم عن حملة طويلة بعد كان أن كان الحديث ربما عن حملة خاطفة وقصيرة ومعدودة أيام أو أسابيع هل دخول القوات البرية الفرنسية اليوم يؤكد فعلاً ذلك؟

ألان أنتيل: لا برأي لا يمكن أن نطرح الأمور بهذه الطريقة لم نقل بأي يوم من الأيام أن هذه العملية سوف تكون سهلة أو بسيطة نحن تدخلنا برياً لأن قوانا أو القوى الإفريقية لم تكن جاهزة ولاسيما المجتمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا، وقد قرر الجهاديون أن يتحركوا هذه الحملة وهذه العملية سوف تكون طويلة لأن الجيش المالي بدعمٍ كذلك من جيوش دول غرب إفريقيا يجب أن تتمكن من السيطرة مرة أخرى على الشمال والهدف هدف فرنسا لا أن تكون في الخطوط الأمامية بل أن تدعم لوجستياً هذه الجيوش..

فيروز زياني: تدعم لوجستياً لكن ما مبرر وجود قوات برية إذن؟

ألان أنتيل: لأن الأمر مختلف تماما كما قلت الرئيس المالي كان قد طلب بشكل صريح من فرنسا بأن توقف تحرك المجموعات الإسلامية الثلاث خلال الأسبوع الفائت ولاسيما بعد أن سيطروا على مدينة كونو..

فيروز زياني: هل كان هناك..

ألان أنتيل: لكن ربما هذا تدخل كان ليتم بعد بضعة أشهر وليس الآن..

فيروز زياني: هل كان هناك باعتقادك سوء تقدير ربما لقوة المقاومة الموجودة الآن على الأرض من قبل فرنسا؟

ألان أنتيل: لا، لا أعتقد ذلك أعتقد أن المحللين الذين يعرفون هذه المنطقة يعرفون أيضاً أن أكان صلاح الدين أو توحيد والجهاد كلهم من المقاتلين المجهزين بشكل جيد ويتحركون بسرعة ويضربون بقوة ولم يظن أحدهم أن العمليات سوف تكون سهلة أو الانتصار سريع بل سوف يستمر أشهراً وأشهر..

القوات الفرنسية أمام احتمالية الفشل أو النجاح

فيروز زياني: أتحول للسيد أكّلي الآن ما رأيك الآن في دخول قوات برية فرنسية على الأرض المالية أية مهمة تنتظرها، ما الذي ينتظرها؟ وباعتقادك الجغرافيا كيف ستلعب في هذا الصراع؟

أكّلي كشا: أولاً كما تعلمون أن إقليم أزوادة أكبر مساحة من أفغانستان 3 مرات والتجربة الأفغانية خاصة القوات الفرنسية لعل ضيفك هو الذي هو سيجيب قدرات وتجارب هذه القوى في الصحاري مثل أزواد أو أفغانستان أعتقد انه انتحار جماعي لقوات فرنساوية أو أي قوات خارجية، هذه المنطقة منطقة جداً معقدة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصبر هذه القوات أمام قواتٍ أخرى وأٌناس يعرفون جغرافية ويعرفون تفاصيل وتضاريس هذه المنطقة هذه من ناحية، من ناحية أخرى..

فيروز زياني: حتى بدخول قوات الإيكواس سيد أكّلي، حتى بمساعدة من قوات الإيكواس؟

أكّلي كشا: حتى لو تدخل الإيكواس أؤكد لك أن كل ما تدخل الأزواد سوف يكون مقبرة أمام هذه الجماعات باعتبار أن الطبيعة هي التي سوف تقتلعهم ليس هؤلاء الذين يسمونهم الإرهابيين أو الآخرين، حاجة الشيء الأخر أن هذه القوات الفرنساوية التي نحن سمعنا أن القوات الفرنسية أن التدخل الفرنسي سيكتفي فقط عن تدخل الضربات الجوية والآن نراها هذه القوات برية ونرى أنها تجند وتدفع أموال طائلة لمرتزقتها الأفارقة من الإيكواس وغيرها لكي تحارب هؤلاء تحت مظلة الإرهاب، إذن الشعب الأزوادي برمته أعتقد أنه سوف يقابل هذه القوات بأكبر وهو مستعد لئن يحارب أي قوة خارجية تدخل هذه المنطقة ونحن نتفاجئ أيضاً هنا بالموقف الجزائري والموقف المغربي الذي كانا يرفضان أي تدخل أجنبي على حدودهما الجنوبية، والآن نراهم يفتحون المجال أمام هذه القوات الفرنسية لتتدخل ولتضرب إخوتنا الأشقاء الأزواديين باسم محاربة الإرهاب، الأزواديون هم أول من رفض هذه الجماعات والحركة الوطنية  الأزوادية هي أول من تضررت من هذه الجماعات لكن لا يمكن للطوارق أن تسمي أن هذه الجماعات إرهابية.

فيروز زياني: لكن هل نستشف من كلامك سيد أكّلي عذراً سيد أكّلي هل نستشف من كلامك إلى أنكم إلى حدٍ ما مستعدون للتحالف مع هذه القوات المسلحة الآن عندما يتعلق الأمر بعدو أو على الأقل ربما مثلما يمكن أن يقال خطر خارجي..

أكّلي كشا: أولاً أنا لا أمثل أي حركة أنا أنتمي..

فيروز زياني: باعتقادك..

أكّلي كشا: أنا ناطق باسم منظمة شبابي وهي منظمة دولية ليس لها علاقة وهي منظمة دولية تشمل كل شباب الطوارق في كل الدول..

فيروز زياني: لكنك تتحدث وتقول بأن الشعب الأزوادي لا يمكنه أن يقبل وبالتالي نود أن نفهم وجهة نظرك هل باعتقادك يمكن أن يحدث تحالف ما  بينهم وما بين أنصار الدين وهذه الجماعات ضد كل ما هو خارجي الآن فرنسا ومن معها الإيكواس..

أكّلي كشا: في الحالة لا أعتقد أن هناك سيحدث تحالف بين الحركة الوطنية لتحرير الأزواد لأنها أعلنت موقفها منذ بداية الأحداث حيادتها من هذه الأفعال من هذه السياسة التي تفرض عليها حالياً لكن ما أعتقده في حالة تدخل الأفارقة، الأفارقة نيتهم ليست هذه الجماعات بل يفضلون هذه الجماعات عن عرب أزواد وأمازيغها، نيتهم.. الغاية التي يمكن أن تتدخل عليه هذه قوات الإيكواس هي فقط غايتهم التطهير العرقي في حق الأزواديين ليس لهم بل يفضلون هذه الجماعات وحتى أننا رأينا في بعض هذه الجماعات التي قالت أنها وجدت وهي التي أنقذت تقسيم مالي إذن هناك تواطؤ وهناك أمور كثيرة غير واضحة فيما يحدث في إقليم أزواد لذلك الحركة الوطنية الأزوادية لا أعتقد أنها سوف..

فيروز زياني: نعم دعنا نتحول للسيد ألان أنتيل، وضح تماماً سيد أكّلي نتحول للسيد ألان أنتيل يعني فرنسا ما الذي تأمله الآن من هذه الحملة هل تتوقع فعلاً القضاء على هذه الجماعات المسلحة الإسلامية أو الإرهابية سميها ما شئت أو لتسميها فرنسا كما شاءت وبالتالي إعادة السيطرة على مالي وتراب مالي كاملاً..

ألان أنتيل: اكرر أن هدف العملية الفرنسية هي عودة السلام واستتبابه في مالي ولكن طبعاً لن تتمكن فرنسا من حل كل المشاكل بمفردها في مالي سوف يكون على الماليين وأي شرح كانت في الشمال أو العرب أو طوارق أو غيرها من مكونات المجتمع في الشمال والجنوب أن يبنوا مالي الغد وفرنسا جاهزة لمساعدتهم ولكن طبعاً لن ترسي السلام بالنيابة عن الماليين أنفسهم أما القضية الثانية التي لا بد من تسليط الضوء عليها فهي فعلاً لو أن الضيف من لندن كان ليذكره حتى الطوارق اليوم منقسمون ولدينا حركتان واحدة في الشمال حتى أنصار الدين التي تكافح أو تقاتل مع المنظمات وحركة أخرى لا شك أن ضيفكم على علم بها تقترح على الإيكواس وعلى فرنسا أن تقاتل مع قواتها لمكافحة هؤلاء أو هذه المنظمات الإسلامية إذن أنا أتحدث عن حركة عامة أو موقف عام لدى الطوارق في الظرف الصعب أي الحرب يدفعنا إلى مزيد من الدقة في تناول الأمور أيضا.

فيروز زياني: تحدث عن الطوارق لكنني أود العودة إلى فرنسا إلى أن يتحقق هدفها النبيل بين قوسين في تحقيق السلام لمالي ولكل شعب مالي ما هي الخطوات الآن هذه العملية العسكرية التي تقوم بها والتي تطلب الآن دعماً ولقد رأينا فرانسوا هولاند في الإمارات ورأينا أيضاً ربما توجيه نداءات إلى أكثر من عاصمة أوروبية..

ألان أنتيل: من بين الخطوات القادمة مفاوضات ضرورية بين المكونات المختلفة إقليميا حتى في مالي وذلك لكي تتمكن دولة مالي من تجاوز الأزمة التي يشعل فيها بشكل كبير في الشمال بما في ذلك الطوارق وغيرها من مكونات الشمال، تعرفون طبعاً أننا ركزنا بشكل كبير على المشاكل المتصلة بالمجموعات الإسلامية ولكن المشكلة في نهاية المطاف هي مشكلة وطنية وعلى المواطنين جميعهم في مالي أن يشعروا بأنهم بأن ثمة مساواة وإنصاف بحقهم جميعاً وهنا أضم صوتي إلى صوت الضيف من لندن السؤال الوطني والقومي يطرح بشكل قوي وحتى الطوارق كمكون يجب أن يشارك في هذه العملية وأن يتمتع في كل حقوقه بالدولة..

فيروز زياني: أشكرك جزيل الشكر ألان أنتيل مسؤول ملف الساحل والصحراء في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية كما نشكر جزيل الشكر ضيفنا من لندن أكّلي شكا المتحدث باسم منظمة شباب الطوارق العالمية، السلام عليكم.