صورة عامة / ما وراء الخبر 24/08/2012
ما وراء الخبر

اجتماع طهران بشأن الملف النووي

تسلط الحلقة الضوء على التداعيات المحتملة لفشل اجتماع طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي، وتجيب عن التساؤلات التالية: ما أسباب ودلالات هذه الإخفاقات المتكررة في مباحثات إيران ووكالة الطاقة الذرية؟
‪ليلى الشيخلي‬ ليلى الشيخلي
‪ليلى الشيخلي‬ ليلى الشيخلي
‪أمير موسوي‬ أمير موسوي
‪أمير موسوي‬ أمير موسوي
‪جوشوا لوكمن‬ جوشوا لوكمن
‪جوشوا لوكمن‬ جوشوا لوكمن

ليلى الشيخلي: أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن اجتماعها مع طهران الجمعة بشأن البرنامج النووي الإيراني انتهى من دون التوصل إلى اتفاق ومن دون التوافق على موعد لاجتماع آخر.

حيّاكم الله، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما هي أسباب ودلالات هذه الإخفاقات المتكررة في مباحثات إيران ووكالة الطاقة الذرية؟ وما التداعيات المحتملة لهذه الإخفاقات وكيف السبيل إلى إحداث اختراق في هذا الملف؟

لم تكن سقوط سقوف التوقعات عالية من اجتماع فيينا بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي كان يطمح إلى التوصل لاتفاق يسمح للوكالة بتفتيش مواقع إيرانية يشتبه في وجود مشاريع لتطوير أسلحة نووية فيها، لكن توقعات فشل ذلك الاجتماع لم كن لتصل إلى درجة التنبؤ بإخفاقه حتى في تحديد اجتماع قادم، لكن وعلى كل حال فإن هذا ما خلص إليه الاجتماع الذي انعقد قبل أيام فقط من تقرير فصلي عن ملف إيران النووي توقع مراقبون أن لا يأتي في مصلحة إيران.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: دون الوصول لأي اتفاق أو حتى تحديد لموعد جديد للتفاوض أنهت محادثات فيينا بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أشغالها على مسافة واضحة من تفاؤل طهران بأنها ستقود إلى نتائج ملموسة هذه المرة، تفاؤل قابله في حينه رئيس بعثة المفتشين هيرمان ناكيرتس بسقف منخفض للتوقعات استند فيه إلى الهوة التي تفصل بين إصرار إيران على عدم وقف تخصيب اليورانيوم ورغبة الوكالة في السماح لها بتفتيش المزيد من مواقعها النووية وأهمها موقع بارتشين، موقع يثير هو وغيره مخاوف أميركية وغربية وإسرائيلية من أن الجمهورية الإسلامية باتت قاب قوسين أو أدنى من امتلاك السلاح النووي، مخاوف ارتفعت وتيرتها بفعل تقارير صحفية قالت إن طهران ركبت المزيد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو الواقعة في أحشاء أحد الجبال لحمايتها من أي هجوم محتمل، وكانت تسريبات دبلوماسية قالت إن الدول الغربية تملك صورا لأقمار صناعية تثبت قيام إيران بأعمال تنظيف وتغطية في موقع بارتشين درءا لأي أدلة تثبت نشاطا نوويا سريا في الموقع، ألقى الجدل المثار حول مشروع إيران النووي كثيرا من الأعباء على وكالة الطاقة الذرية ما دعاها على ما يبدو إلى إنشاء وحدة خبراء متخصصة مهمتها الحصرية إماطة اللثام عن  الطبيعة الحقيقية لمشروع إيران النووي، هدف يحتاج إلى صبر لا تملك إسرائيل منه الكثير حيال الطموحات الإيرانية، فقد أكد نتنياهو أنها تسرع الخطى نحو امتلاك سلاح نووي في تصريح تزامن مع أخبار عن مساع شرع فيها لاستصدار فتوى دينية تشرع توجيه ضربة لإيران كثُر الحديث مؤخرا عن أنها قد تقع الخريف المقبل، مواجهات يتحسب لها الجميع، ففي الوقت الذي أوعزت فيه البحرية الأميركية إلى حاملة الطائرات ستينس بالعودة إلى مياه الخليج قالت الأخبار القادمة من إيران أن هذه الأخيرة أجرت اختبارا جديدا لأحد صواريخها البالستية وأمرت ببناء قاعدة جوية ضخمة قرب أصفهان مهمتها الحصرية حماية المواقع النووية للبلاد.

[نهاية التقرير]

دلالات الإخفاقات المتكررة في مباحثات إيران والوكالة الذرية

ليلى الشيخلي: لمناقشة هذا الموضوع معنا من طهران أمير الموسوي الخبير في الشؤون الإستراتيجية، من لوس أنجلوس معنا جوشوا لوكمن أستاذ القانون الدولي والسياسة الخارجية الأميركية في جامعة جنوب كاليفورنيا، أهلا بكما أبدأ معك أمير موسوي، اجتماع اليوم فشل حتى في تحديد موعد اجتماع قادم ماذا تقرأ في هذا الفشل؟

أمير موسوي: بسم الله الرحمن الرحيم، لم يكن في برنامج اليوم أن يحدد تاريخ لعقد اجتماع آخر، هذا الاجتماع هو جس نبض للطرفين يعني بعد قطيعة طويلة من المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول الخمسة زائد واحد تم هذا الاجتماع لمعرفة ما إذا كانت نوايا الطرفين جاهزة لمفاوضات أخرى بين الدول الست وإيران، على ما يبدو الأمور تتراوح في مكانها لسبب بسيط إيران تطالب بنقطتين.

ليلى الشيخلي: ولكن هذا أبدا، نعم، قبل أن تتحدث عن السبب يعني نتحدث عما قلته الآن يعني هذا لا يتسق أبدا مع التفاؤل الذي أداه المفاوض الإيراني وهو يدخل هذا الاجتماع.

أمير موسوي: نعم التفاؤل كان حول الاتفاق الذي تم وأبرم مع رئيس الوكالة عندما زار طهران أبرم اتفاقية مهمة مع الجانب الإيراني كان من المفروض أن يتم وضع آلية لتنفيذها اليوم لكن طبعا فوجئ الجانب الإيراني بمطالبات تطاولية وغير منطقية من الجانب، من جانب الوكالة، على ما يبدو بسبب الضغوطات الصهيونية والأميركية على الوكالة لأنه كل شيء جاهز للتنفيذ، السيد رئيس الوكالة وقع الاتفاقية والمفروض أن تنفذ في أسرع وقت ممكن لكن هذا التماطل وهذا التمادي في عدم تنفيذ هذه الاتفاقية التي أبرمت في طهران قبل مفاوضات بغداد الأخيرة، لذا أنا اعتقد أن هناك نوع من الضغوط السياسية والأمنية والغير فنية على الوكالة الدولية للطاقة الذرية للحيلولة دون إجراء هذا التوافق الذي يضر بمصالح الولايات المتحدة الأميركية ويسحب البساط من تحت أرجل الكيان الصهيوني لأنه الاتفاقية مهمة جدا.

ليلى الشيخلي: إذن أنت تعزو السبب يعني السبب هو الضغوط التي مورست على الوكالة ولا ترى أن إيران تتحمل أي مسؤولية في هذا الفشل.

أمير موسوي: لا إيران تفاهمت بالكامل مع رئيس الوكالة عندما زار طهران وتم التوافق حول كثير من النقاط، المفروض وهو صرح عندما كان في طهران أن كل الأمور قد تم التفاهم حولها وكل التفاهمات بدت تتضح لديه ولدى الخبراء الدوليين لكن عندما رجع إلى فيينا والآن ما يقارب شهرين لم يبدأ بتنفيذ هذه الاتفاقية، إذن هناك عراقيل وضعت من الجانب الغربي والإسرائيلي للحيلولة دون تنفيذها أنا اعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية تشتري الوقت وتريد أن تضيع الوقت حتى يتم انتخاب الرئيس ويتبين من هو الرئيس للولايات المتحدة الأميركية ليتخذ قرار بعد ذلك هل يتفاهم مع إيران أم يصعد ضدها.

ليلى الشيخلي: جوشوا لوكمن، هل هذه الضغوط التي تحدث عنها أمير موسوي السبب ربما وراء نبرة التشاؤم التي عبر عنها الأمين العام لوكالة الطاقة الذرية وكبير المفتشين حتى قبل أن يبدأ الاجتماع هل ترى أن يعني هذا كان توقع مسبق بفشل الاجتماع؟

جوشوا لوكمن: كلا مع احترامي للسيد موسوي لا أتفق معه فإن وجهة نظر المجتمع الدولي الخمسة زائد واحد في محادثاتهم مع النظام الإيراني إضافة للمحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والنظام الإيراني في طهران هي أن النظام الإيراني يريد كسب الوقت وتضييع الوقت في هذه العملية من أجل مواصلة جهوده لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات يمكن استخدامها لأغراض صناعة الأسلحة وما شاهدناه في الأشهر الماضية هو مفاوضات حقيقية من قبل مجموعة الخمسة زائد واحد الولايات المتحدة المملكة المتحدة فرنسا وألمانيا عفوا وروسيا والصين وذلك للتوصل إلى التوافق مع النظام الإيراني بعدم تخصيب اليورانيوم إلى مستويات يمكن استخدامها لصناعة السلاح النووي وما شاهدناه هو أن النظام الإيراني يريد تضييع الوقت وكسب الوقت من اجل يستطيع أن يتوصل إلى صناعة السلاح أو بضعة أسلحة وصواريخ نووية.

ليلى الشيخلي: ولكن الملاحظ أن رئيس مفتشي الوكالة هيرمان ناكيرتس تحدث عن خلافات هامة هي وراء سبب وراء فشل هذا الاجتماع يعني هذا يدعو للتساؤل ملفات العالقة بين الطرفين معروفة يعني ليس هناك جديد فيها ما الذي كانت تتوقعه الوكالة حتى تتفاجأ باتساع الهوة بهذا الشكل؟

جوشوا لوكمن: أعتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتوقع ما هو منصوص عليه في أحكام اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية أي فتح المواقع للتفتيش سواء كانت بارتشين أو قم أو غيرها من المواقع النووية وذلك ضمن اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية التي تنص على أن إيران يجب أن تكون شفافة في مسألة برنامجها النووي المدني، وبموجب هذه الاتفاقية إيران يحق لها تماما أن تحصل طاقة نووية سلمية ولكن طبعا لا يحق لها صناعة السلاح النووي، وهنا يكمن الخلاف الرئيسي ذلك عندما زارت مفتشو الوكالة إيران وجدوا قد أزالت آثار بعض اليورانيوم المخصب بشكل عالي وهذا مصدر قلق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي.

ليلى الشيخلي: أمير موسوي في الواقع يعني منذ كشف مجاهدي خلق عن المحاولات الإيرانية قبل سنوات عديدة والمجتمع الدولي دائما يتهم إيران بأنها تتخفى وتتستر وتحاول أن تكسب الوقت، أنت أيضا في اتهامك للغرب تقول أنهم هم من يحاول كسب الوقت ولكن في الحقيقة يعني السؤال مطروح بخصوص تفتيش بعض المواقع النووية يبقى قائما، لماذا لا تدفع إيران هذه الحجة التي بدأ الغرب يستعملها بشكل كبير الآن، وتسمح للمفتشين بالدخول؟ للأسف، للأسف يبدو، عاد الصوت تفضل، تفضل أستاذ أمير.

أمير موسوي: لو كانوا صادقين نعم، لو كانوا صادقين في تصرفاتهم وأنهم يريدون الحقيقة لوافقوا على الاتفاقية وساعدوا على تنفيذ الاتفاقية التي تمت بين السيد أمانو والجانب الإيراني هذه الاتفاقية تنص على الآتي أن يدخل المفتشين بصورة استثنائية إلى بارتشين موقع بارتشين غير نووي ولكن هناك شكوك واستفهامات حوله إيران وافقت على ذلك لكن بشرط أن يتم الاعتراف بعدم وجود أي انحراف او أي تحرك نووي عسكري في بارتشين إذا ثبت ذلك لدى المفتشين، أن تعلن الوكالة ذلك علنا وبصورة رسمية وبصورة بيان رسمي تم الاتفاق في طهران حول هذا الأمر هم يريدون فقط أن يفتشوا ويذهبوا ولا يقولون شيء إن كان إيجابيا وإذا كانت هناك شكوك يعلنون الشكوك، لكن إذا كان هناك عدم إثبات وإذا ثبت لهم أن التقارير كانت كاذبة، التقارير التي قدمتها الاستخبارات الأميركية إيران قالت ذلك إذا ثبت لكم كذب التقارير الأميركية عليكم أن تعلنوا ذلك ووقعت هذه الاتفاقية في طهران مع السيد أمانو لكن عندما رجع إلى فيينا تنصل عن هذا الاتفاق وإلى اليوم الآن شهرين من توقيعه لهذه الاتفاقية لم يبدأ بتنفيذها، إذن إيران لم ترفض زيارة المواقع المحددة والمشكوك في أمرها وإنما تريد إنصاف من الوكالة أن تعلن ما تشاهده من وقائع أن تندد وعلى الأقل أن تعلن أكذوبة التقارير التي قدمتها الاستخبارات الأميركية كما أعلن السيد البرادعي في آخر أيامه عندما زار بعض المواقع وأعلن في بيان رسمي أنه لم يثبت هذا الأمر وتبين أكذوبة التقارير التي قدمت إن كان من منظمة خلق الإرهابية أو إذا قدمت من الاستخبارات الأميركية أو الاستخبارات الصهيونية، إذن هناك تقارير كاذبة كثيرة تنقل إلى الوكالة، على الوكالة أن تتبين منها وأن تعلن صحة وصدق هذه المعلومات، إيران فقط تريد هذا الأمر ولن تريد شيء آخر لماذا لا يتم الإعلان إذن هم يريدوا أن..

ليلى الشيخلي: والوكالة  تقول نريد أن ندخل حتى نستوضح الأمر والطرف الآخر.

أمير موسوي: لا بأس، لا بأس

ليلى الشيخلي: يعني في النهاية هي حلقة مفرغة يبدو أن الجميع يدورون في إطارها السؤال هو كيف يمكن تجاوز هذا الفشل المتكرر في المباحثات بين الوكالة وإيران نناقش ذلك بعد فاصل قصير أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

أبعاد اتهامات إيران للوكالة الذرية

ليلى الشيخلي: أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تتناول التداعيات المحتملة لفشل اجتماع طهران ووكالة الطاقة الذرية حول ملف إيران النووي، جوشوا لوكمن طبعا اللقاء الذي تم اليوم هو يحدث قبل صدور التقرير الفصلي الجديد لوكالة الطاقة الذرية حول إيران الأسبوع المقبل وهناك من يعتبر أن هذا الفشل في الواقع كان مخططا له من أجل إظهار إيران بصورة سيئة وهذا في الواقع يصب في صلب اتهامات إيران للوكالة ومن خلفها الغرب.

جوشوا لوكمن: أنا لا أتفق مع هذا الكلام فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة خمسة زائد واحد قاموا بجهود كبيرة لمحاولة التوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين وأن التقرير المخطط له الأسبوع القادم يبين أن هناك توسعا كبيرا جدا في إنتاج أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم في إيران إذا وقد تصل إلى مستويات تبين أن النظام الإيراني يسعى إلى الحصول على قدرة صناعة أسلحة نووية ولذلك نجد أن الرئيس أوباما قال خلال هذه السنة بعبارات واضحة لا لبس فيها بأن هناك نافذة ضيقة للدبلوماسية وأن إدارة أوباما ملتزمة منذ وصوله إلى السلطة بالتوصل إلى اتفاق مع النظام الإيراني كما يعلم الكثيرون في مارس آذار 2009 في مناسبة عيد النيروز الإيراني أرسل الرئيس أوباما رسالة تهنئة إلى الشعب الإيراني وإلى قادة جمهورية إيران الإسلامية، وهذا يدل على رغبته وإرادته ورغبته الصادقة في التوصل غلى اتفاق مع الإيرانيين، ولكن خلال السنوات الثلاث أو أربع الماضية منذ وصول الرئيس أوباما إلى ولايته نجد أنه لم تقم إيران سوى بكسب الوقت وتضييع الوقت على المستوى الدولي في تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع مجموعة خمسة زائد واحد وإضافة..

ليلى الشيخلي: ولكن سيد لوكمن هذا يختلف كثيرا عما قاله ميت رومني في إسرائيل بخصوص إيران إلى أي جد سيكون الملف الإيراني أساسيا في ملف الانتخابات الأميركية وكيف سيتغير الوضع بعد يناير 2013؟

جوشوا لوكمن: سؤال رائع في الحقيقة، إنني اعتقد أن موضوع برنامج السلاح النووي الإيراني سيكون قضية أساسية جوهرية على مستوى السياسة الخارجية لحملة الانتخابات الرئاسية في أميركا ولكن الرئيس أوباما والمحافظ رومني خلافات واختلافات حول هذا الموضوع قليلة جدا، فالرئيس ملتزم بمحاولة التوصل إلى حل دبلوماسي وهو كرر أكثر من مرة بأنه لن يسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية وهي أشد الأسلحة فتكا بالعالم، ولكن رغم ذلك وطبعا أيضا حث التوصل إلى حل دبلوماسي منذ وصوله إلى السلطة ولكنه لم يبعد احتمال اللجوء إلى الحل العسكري وهذا يتوافق مع آراء ميت رومني الذي يتبع نفس السياسة وبالتالي بصرف النظر عمن سيفوز في انتخابات شهر نوفمبر تشرين الثاني فإن الولايات المتحدة تسير على سياسة ثابتة وهي سياسة تسعى ليس إلى الاحتواء بل إلى المنع والردع هي محاولة التوصل لتوافق مع النظام الإيراني لكي يحصلوا كما يحق لهم على استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية ولكن مرة أخرى بموجب اتفاقية حظر انتشار الأسلحة لا يسمح لهم بصناعة أسلحة نووية هذه هي السياسة الأميركية باختصار.

ليلى الشيخلي: والعلامات أمير موسوي التي ترسلها الولايات المتحدة لإيران واضحة هي توعز لحملة طائرات بالعودة للخليج هناك تجييش إسرائيلي كبير، الصقران الإسرائيليان يصعدان اللهجة، كيف تنظر إيران لكل هذا؟

أمير موسوي: يعني هذه السياسة الأميركية هي سياسة الغاب وسياسة الغطرسة والاستكبار الذي تسميه إيران عادة لأنها أولا تكيل بألف مكيال تتستر على الترسانة الصهيونية من السلاح النووي وتحاكم إيران بنواياها المستقبلية فلذا هذا واضح أن الإدارة الأميركية إدارة غير عادلة وظالمة وغير محقة وغير منطقية في تصرفها في العالم، أنا اعتقد هذا الحشد العسكري والإعلامي هو للتخفيف أولا على الداخل الأمريكي بسبب المواجهات بين الجمهوريين والديمقراطيين حول سياسة الرئيس أوباما الذي بات يتردد في كل القرارات الصعبة إن كان في الملف النووي أو الأزمة السورية أو القضايا حتى الموضوع الفلسطيني الصهيوني وموضوع القدس الشريف وتهويد القدس وكذلك المستوطنات، الكثير من السياسات التي تخص الشرق الأوسط هو متردد ولن يستطع أن يتخذ قرار انا اعتقد أن الإدارة الأمريكية تسعى لكسب الوقت لأنه الرئيس الحالي لا يستطيع أن يقرر كيف سيتصرف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو الآن يحاول من جانب انه يظهر نفسه قويا.

ليلى الشيخلي: ولكن هل يمكن التعويل على هذا خصوصا أن الأمور قد تتغير كثيرا في يناير 2013 يعني يمكن التعويل على أنه يلعب لعبة ويستمر في المماطلة وما إلى ذلك؟

أمير موسوي: لا أعتقد لا أعتقد لا أعتقد ذلك الإدارة الأميركية أضعف من أن تقوم بأي تحرك جديد لأسباب كثيرة، الرئيس بوش حدد ثلاث تواريخ في الماضي لضرب إيران ولم يستطع، والآن السيد أوباما كذلك يلعب على الأوتار اولا من جانب ليطمئن الكيان الصهيوني بأنه إلى جانبه، ومن جانب آخر ليظهر نفسه قويا داخل الولايات المتحدة الأميركية يرسل البارجات ويرسل الأساطيل من هنا إلى هناك ويهدد ويظهر وكأنه الرئيس القوي أنا اعتقد أن هذا كله شيء من اللعب في النار وكذلك الحرب النفسية ضد إيران، يراد من إيران أن تتقوقع على الداخل الإيراني وأن لا تدعم حلفاء أساسيين في المنطقة للإضرار بالأمن الصهيوني، ويراد كذلك من إبراز القدرة الأميركية في المنطقة انها مازالت لديها هيبة بعد سقوط حلفائها في المنطقة وخاصة النظام المصري البائد حسني مبارك والكثير من التطورات الحاصلة الآن في المنطقة وخاصة ان إيران طبعا متقدمة في البرنامج النووي السلمي وكذلك في البرنامج الدفاعي ولديها برنامج ردع محدد لذا أنا اعتقد أن إيران لن تتنازل عن حقها ما تريده هو ما تطالب به دائما في اجتماعاتها مع الوكالة ومع دول خمسة زائد واحد لا يمكن التنازل عنهما نقطتين أساسيتين الاعتراف الرسمي والدولي بحقها بامتلاك تقنية نووية سلمية، وثانيا مراجعة العقوبات التي فرضت ظلما وجورا ضدها غير ذلك أنا أعتقد أن كل الأمور ستعود إلى المربع الأول ولا تخيف إيران هذه التهديدات وهذه الخزعبلات وهذه الكلمات الصهيوني الأميركي.

الخطوات الملموسة لحل الأزمة

ليلى الشيخلي: طيب، نأخذ رد فعل من جوشوا لوكمن لم يبق لي إلا دقائق معدودة إذن من وجهة نظر إيران هي تهديدات في الهواء ليس لها أساس وإيران ليست قلقة على الإطلاق، ما هي توقعاتك أنت لمسار هذه الأزمة خاصة في ضوء ما يحدث في المنطقة من تطورات؟

جوشوا لوكمن: لسوء الحظ أعتقد أننا سنشهد مواجهة ستحصل وأنا لا أتفق مرة أخرى مع السيد موسوي فهذا ليس مجرد قضية إسرائيلية أو أميركية فإن خطر النظام الإيراني وتوصله إلى بناء السلاح النووي أمر ينظر إليه بجدية كبيرة من قبل دول كثيرة في المنطقة مثل ذلك تركيا والسعودية وقطر والإمارات العربية، كما أن هذا البرنامج يمثل خطرا على أوروبا وروسيا لهذا السبب شاهدنا هناك نوع من الوحدة في الصف على الأقل في مسار مجموعة الخمسة زائد واحد لمحاولة التعامل مع إيران ومحاولة إبعادها عن الحصول على سلاح نووي، ولكن مع الأسف وبسبب التوتر المشتد في الشرق الأوسط بسبب أزمة سوريا وتطور حرب بالوكالة التي تحصل في سوريا، حيث تقوم إيران وحرسها الثوري وفيلق القدس بدعم نظام الأسد ولذلك من المحتمل أن نشهد المزيد من المواجهة ضد النظام الإيراني لأنه يبدو أنها لا تريد حلا دبلوماسيا وهي مستعدة للدخول في حرب أو نزاع بسبب برنامجها النووي أيضا للدفاع عن حليفها نظام الأسد في المنطقة.

ليلى الشيخلي: أشكرك جوشوا لوكمن أستاذ القانون الدولي والسياسة الخارجية الأميركية في جامعة جنوب كاليفورنيا، وشكرا جزيلا أيضا لأمير موسوي الخبير في الشؤون الإستراتيجية من طهران، شكرا لكم مشاهدينا الكرام على متابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد في أمان الله.