صورة عامة - ما وراء الخبر 23/8/2012
ما وراء الخبر

انتهاكات حقوق الصحفيين في سوريا

تناقش الحلقة إعلان الهيئة العامة للثورة السورية بأن عناصر تابعة للنظام السوري اغتالت الصحفي مصعب محمد العودة الله في منزله بحي نعر عايشة في دمشق، وانتقاد منظمة مراسلون بلا حدود الانتهاكات المتعددة التي ترتكب بحق الصحفيين في سوريا.

– آلية محاسبة منتهكي حريات الصحفيين
– حياد الصحفيين لا يحصنهم
– حماية الصحفيين في مناطق النزاع

‪غادة عويس‬ غادة عويس
‪غادة عويس‬ غادة عويس
‪عمر إدلبي‬ عمر إدلبي
‪عمر إدلبي‬ عمر إدلبي
‪سانجيف بيري‬ سانجيف بيري
‪سانجيف بيري‬ سانجيف بيري
‪جوني منير‬ جوني منير
‪جوني منير‬ جوني منير

غادة عويس: قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عناصر تابعة للنظام السوري اغتالت الصحفي مصعب محمد العودة الله في منزله بحي نعر عايشة في دمشق من جانبها انتقد منظمة مراسلون بلا حدود الانتهاكات المتعددة التي ترتكب بحق الصحفيين في سوريا. نتوقف مع هذا الخبر لكي نناقشه في عنوانين رئيسين: كيف يمكن تحديد ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المتكررة ضد الصحافيين في سوريا؟ وما المطلوب لحماية الصحفيين في مثل هذا الواقع الميداني شديد الاختلاط للثورة السورية؟

في واقع بالغ الخطورة والتعقيد يعمل الصحافيون الذين  اضطلعوا  بمهمة نقل ما يجري في ثنايا وتفاصيل الثورة السورية، قتل بعضهم وتعرض آخرون للإصابة،  بعض ذلك كان نتيجة حوادث عرضية في أثناء اشتباك المتقاتلين لكن أغلبه كما يقول ناشطون كان من جراء عمليات مقصودة هدفها اسكات الأصوات التي تحاول نقل ما حدث، واقع حمل منظمات دولية عديدة للتنديد في أكثر من مناسبة بالانتهاكات الخطرة التي يتعرض لها الصحفيون في سوريا.

[تقرير مسجل]

نبيل ريحاني: صمتا إننا نتقاتل، رسالة تستقبل بها سوريا الغارقة بسفك الدماء هذه الأيام كل صحفي يعمل فيها أو يقصدها طلبا للحقيقة وسعيا لنشرها،  مسعى تقول منظمة مراسلون بلا حدود إنه كلف عشرة صحفيين حياتهم وأربعة عشر آخرين السجن في بلد لم يتقدم سوى ثلاثة بلدان في ذيل قائمة أسوأ دول العالم في انتهاك الحريات الصحفية تشمل 176 دولة، الحبر هو ما يجب أن يتدفق في سوريا وليس الدم، شعار صدحت به حناجر ناشطين في وقفة احتجاجية نفذوها أمام السفارة السورية في باريس بعد أن هالتهم عودة الصحفية اليابانية ميكا ياماموتو جثة هامدة بعد استهداف موكب كانت فيه من قبل نظام قوات الأسد، مصعب العود الله القريب من المعارضة السورية، الناشط الإعلامي في درعا عمر الزامل، أمثلة لقائمة تقول رابطة الصحفيين السوريين المعارضة لسلطات دمشق إنها ناهزت الأربعة وخمسين صحفيا وناشطا إعلاميا سوريا في حين قدر المعهد الدولي للسلامة المهنية للصحفيين عدد الذين  قتلوا من الإعلاميين في سوريا منذ بداية الاحتجاجات بتسعة عشر كان اولهم جيل جاكييه الذي اتهمت باريس النظام السوري بتصفيته. عادة ما توجه أغلب أصابع الاتهام بحكم موازين القوى العسكرية للقوات النظامية لكن ذلك لم يمنع مراسلون بلا حدود من توجيه رسالة احتجاج الى الجيش السوري الحر ممثلا في شخص قائده رياض الأسعد استعرض مرسلوها ما قالوا أنها حوادث متصاعدة لاستهداف الصحفيين من قبل قوات المعارضة السورية من أهمها تصفية كل من محمد السعيد المقدم في التلفزيون السوري وعلي عباس الصحفي في وكالة الأنباء السورية سانا واختطاف فريق تابع لقناة الإخبارية القناة التي تعرض مقرها كما فرع التلفزيون السوري في حلب للتفجير عدا عن تهديدات بالقتل تلقاها صحفيون أجانب من جهات محسوبة على المعارضة السورية، رسالة لم تنس التذكير بتقاليد النظام السوري في التنكيل بالصحفيين وحرياتهم وهي تدعو مناهضيه اليوم لاحترامها.

[نهاية التقرير]

آلية محاسبة منتهكي حريات الصحفيين

غادة عويس: لمناقشة هذا الموضوع معنا من بيروت الكاتب والباحث السياسي جوني منير كما ينضم إلينا من القاهرة عمر إدلبي ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا وعبر الهاتف من واشنطن سانجيف بيري مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، سيد بيري كيف يمكن محاسبة من يتعرض للصحفيين في سوريا؟

سانجيف بيري: العامل الأساسي في هذه القضية هو أن الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة يجب أن يحترموا الحق الإنساني الدولي وذلك باحترام المدنيين على الأرض بما فيهم الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام.

غادة عويس: ولكن هذا لا يتم احترامه وبالتالي السؤال هنا كيف يمكن محاسبة هؤلاء الذين  لا يلتزمون؟ يعني الطرفان لا يلتزمان باحترام الصحافي وعمله على الارض كيف يمكن إجباره على ذلك؟

سانجيف بيري: هذا سؤال مهم للغاية وأحد العوامل الأساسية لتحقيق ذلك هو أن نمنح لمحكمة الجنايات الدولية المقدرة لأن تقوم بتحقيقات على الأرض فيما يتعلق بهذه القضايا، منظمة العفو الدولية كانت موجودة في حلب تقوم بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في الميدان وهذه الانتهاكات قد قمنا بها فيما يتعلق ما تقوم به الحكومة لكن أيضا قمنا بها في انتهاكات يقال ان قوات المعارضة قامت بها هي الآخرى.

غادة عويس: سيد جوني منير برأيك لماذا يجري استسهال استهداف الصحافيين؟

جوني منير: واضح ان في الأساس سيدتي العزيزة واقع الصحافة في منطقتنا نحن العربية مع الأسف لم يكن بتاريخه بخير، كنا دائما نعاني من الاضطهاد، طبعا هنالك مستويات لذلك قد يكون لبنان أفضل بقليل من غيره من البلدان العربية في هذا المجال، لكن في الأساس الثقافة، ثقافة التعاطي مع الإعلاميين في العالم العربي هي ثقافة سيئة جدا فكيف بالحال إذا كان هنالك من حروب ومشاكل، نحن في لبنان عانينا في السابق من اغتيالات على المستوى الداخلي خلال الحرب لدينا أعلام كبيرة كمثل..

غادة عويس: سليم اللوزي.

جوني منير: إياد طه أو سليم اللوزي أو غيرهم أو غيرهما ولكن اليوم نرى ما يحصل أيضا في سوريا واعتقد أن الكلام الذي سمعته قبل قليل، لا أعتقد تساهل المجتمع الدولي كثيرا وبدى السياسة على حماية الصحفيين في عالمنا العربي كما ذكرت،  كما ذكرنا منذ لحظات كمية الشهداء الذين  سقطوا اغتيالا وليس فقط خلال تغطية المعارك وجرى التطنيش على ذلك لقاء المصالح السياسية، لذلك شجع هذا الوضع وبالتالي عندما يحصل اعتداء على أي صحفي فإن الذي يقوم بعملية الاغتيال هذه أو الاعتداء هذه لا يخيفه ولا يرهبه أي شيء لأن أي محاسبة لم تحصل في السابق، أما ما يحصل اليوم في سوريا فمن الطبيعي، من الطبيعي عذرا على هذا الكلام لكنه وسط هذه المعارك نتوقع كوننا نحن أبناء مهنة تعانق الخطر وتعانق الصعاب.

غادة عويس: مهنة المتاعب.

جوني منير: أن احتمالات الاعتداء أو احتمالات خسارة الروح هي احتمالات مرتفعة، أضيفي إلى ذلك ان هؤلاء الصحفيين يتعرضون لقاء مواقفهم أيا كانت للاغتيال والاعتداء من هذا الفريق أو من ذاك، اعتقد وهنا لابد من الإشارة إلى نقطة كما ذكر منذ قليل مثلا ما يحصل الآن في مصر من خلال.. هذا يعني ما يحصل اليوم هو خنق متعمد للصحافة التي لا تريد أن توالي على رغم هامشها الضيق الهامش الضيق الذي تحظى به لأنها لا توالي النظام الموجود الآن في مصر وبالتالي الغرب لم يقم بأي خطوة جدية أو المجتمع الدولي..

غادة عويس: المفارقة سيد منير قبل هذه الحلقة بلحظات كان هناك خبر عاجل يفيد بأنه جرى العفو عن الحكم على أحد الصحفيين لربما هنالك أمل الآن في مصر على أي حال سيد تفضل

جوني منير: في  الأساس يجب ان لا نذهب أن يكون هنالك حكم على هذا الموضوع يجب أن يكون الصحافي محصنا إذا كان يقوم بمهمته أو يعرب عن رأيه.

حياد الصحفيين لا يحصنهم

غادة عويس: هنا فقط قبل أن انتقل للسيد إدلبي هل يحصن الصحفي بالقوانين أم بحياده هو شخصيا؟ سيد منير السؤال لك أنت تقول يجب عدم الحكم على الصحافي وأن يكون محصنا سألتك هل حياده يحصنه أكثر من القوانين؟

جوني منير: يعني أبدا الصحافي موجود ليس ليساير في موقفه إنما ليقول الآراء التي يراها لينقل الواقع الذي يشاهده، لينقل الأمور كما يراها وبالتالي إذا كان يريد أن يساير من خلال ان يقول مواقف يعني لم يعد صحافيا وبالتالي لم يعد هنالك من قيمة للعمل الذي يقوم به، يجب عليه أن يقول كلامه طبعا ضمن حدود الاحترام للغير ويعني..

غادة عويس: بدون افتراء يعني

جوني منير: بالضبط

غادة عويس: طيب سأعود إليك سيد منير، سأعود إليك، سيد إدلبي لو كان فقط الاستهداف لصحافيين ناشطين يغطون مأساة السوريين والثوار لقلنا منذ بداية الثورة الرئيس بشار الأسد وبثينة شعبان قبله أشارا  إلى مسالة الفضائيات واستهدف الإعلام، لكن أن يستهدف الصحافيون من قبل ثوار ومعارضة ولعل أكثر مثال صارخ على هذا الموضوع عليا إبراهيم مراسلة العربية في حلب هذا كيف تفسره؟

عمر إدلبي: يعني في الحقيقة في ظل هذه الحالة من الفوضى فيما يتعلق بسيطرة بعض المجموعات التي أطلق النظام سراحها أعني بالتأكيد المساجين الجنائيين أصبحت هناك حالة من الفوضى قد تستهدف حالات صحفية أو أشخاص صحفيين ليس بقصد طبعا الموقف السياسي منهم لا بل ربما يكون لأسباب تتعلق بمطامع شخصية، بكل الأحوال ما حصل مع الزميلة علياء إبراهيم ومع عدد الزملاء الآخرين الصحفيين أدناه واستنكرناه وأكدنا مرارا وتكرارا أن

غادة عويس: ولكن، سيد إدلبي.

عمر إدلبي: هو ما خرجنا إليه في بداية الثورة.

غادة عويس: ولكن سيد إدلبي من شن عليها حملة هو علي فرزات.

عمر إدلبي: نعم صحيح يعني هذه الصفحة يجب أن يرد الأستاذ علي فرزات عليها إن كانت تخصه بالتحديد أو لا تخصه هو ويديرها بعض الأشخاص الآخرين لا أعتقد أن السيد علي فرزات يمكن أن يعني يذم الزميلة عليا إبراهيم لمجرد أن ورد على لسانها بعض تحديد لبعض المناطق التي يعمل خلالها الجيش السوري الحر، بكل الحالات نحن أدنا واستنكرنا كل حالات التعرض للصحفيين من أي جهة كانت فيما يتعلق مثلا بحالة الصحفي محمد سعيد نحن بصراحة نتشكك ونشعر بالكثير من الغموض فيما يتعلق بمصيره أصلا وخاصة أن جثته لم تسلم حتى الآن إلى ذويه وأن الجهة التي تبنت عملية اغتياله هي جهة يرفض الجيش السوري الحر أصلا الاعتراف بأنها تعمل ضمن صفوفه وأعني هنا جبهة النصرة، هناك حالات تتعلق يعني بإنقاذ صحفيين وقعوا في يد عصابات إجرامية قام الجيش السوري الحر بإنقاذهم في الحقيقة يعني مسيرة الجيش السوري الحر مع الإعلام الحر والمستقل مشرفة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، الحالات القليلة لا يمكن أن تغير من هذه الحقيقة إنقاذ الصحفية اديت بوكيه إنقاذ الصحفي بول كونرية يعني الحماية التي أمنها الجيش السوري الحر للصحفيين الشهيدين في الأميركية والفرنسي في بابا عمرو حالات إنقاذ صحفيين وقعا في أسر عصابة إجرامية منذ بعض الأيام في حلب وتم عبر الجيش السوري الحر إنقاذهم ونقلهم إلى تركيا، حالات الحماية التي يؤمنها الجيش السوري الحر للصحفيين الذين يدخلون في مناطق النزاع هذه كلها حالات مضيئة فيما يتعلق بتعامل الجيش السوري الحر وما يتعلق بتعامل قوى الحراك الثوري مع الصحفيين نحن يعني منذ البداية طالبنا بدخول الإعلام الحر والمستقل لنقل ما يجري على الأرض، النظام السوري هم من يمنع ويحظر دخول الصحفيين ويمنع التحرك الآمن والوصول الآمن والحر للمعلومة على الأرض من قبل الصحفيين لذلك يعني اتهام الجيش السوري الحر اتهام قوى الحراك الثوري بعرقلة عمل الصحفيين هو اتهام ظالم وربما فيه الكثير من التجني نأمل يعني أن لا تعمم هذه الحالات الصغيرة والبسيطة على سلوك الجيش السوري الحر وعلى سلوك الثوار في سوريا مع الإعلام، أحب أن أشير إلى نقطة في غاية الأهمية فيما يتعلق بخطف الفريق أو أسر الفريق الإخباري للإخبارية السورية فريق الصحفي للإخبارية السورية في مدينة التل منذ بعض الأيام ما أشار له التلفزيون الحكومي الرسمي السوري من أنه تم تحريرهم بعملية نوعية للجيش السوري التابع للنظام هو كلام عار عن الصحة تماما، الثوار هم من أطلقوا سراحهم ووضعوهم في مكان آمن بعد أن تعذر عليهم القيام بذلك لعدة أيام بسبب القصف على مدينة التل يعني إلى حد الآن أعتقد أن الكثير من الاحترام يتم لعمل الصحفيين.

غادة عويس: طيب وصلت الفكرة.

عمر إدلبي: يتم التعامل معه مع الصحفيين والإعلام الحر.

غادة عويس: وصلت الفكرة سيد بيري كيف يمكن أو بماذا يمكن نصح الصحفي الذي يريد أن ينقل للعالم ما يجري في داخل سوريا وأن لا يعرض سلامته للخطر؟

سانجيف بيري: sorry I didn’t understand the question.

غادة عويس: كيف يمكن ان يحمي الصحافي نفسه وهو ينقل الأحداث في سوريا؟

سانجيف بيري: الصحافيون تماما مثل المدافعين على حقوق الإنسان على الأرض لديهم الكثير من الآليات والقوانين التي يجب ان يتبعوها ليتمكنوا من حماية أنفسهم، إن الناس الأكثر حرفية الموجودين في الميدان في مناطق النزاع يضمنون بمعرفة من يتعامل معهم وأن يتمكنوا من النفاذ إلى المنظمات ليتمكنوا من حماية أنفسهم لكن في نهاية المطاف هم موجودون في مناطق النزاع  وعندما تقوم القوات الرسمية أو المعارضة تقيد استخدامها للعنف في حالة الحرب فإن المدنيين بما فيهم المدنيين أو مراقبي حقوق الإنسان يمكنهم أن يتعرضوا للأذى أو يقتلون، الحكومة السورية منعت منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات الإنسانية من الدخول الرسمي للبلد وبالتالي أجبرنا لئن ندخل البلد بشكل سري مثلا عندما كنا مطلع هذا الشهر لعشرة أيام في حلب في مثل هذه الأوضاع تعرض حياة الناس للخطر وتظهر أن الحكومة السورية على وجه الخصوص غير مستعدة لئن تخضع نفسها للمسائلة حيال الأفعال التي تقوم بها.

غادة عويس: وإذن كيف يمكن حماية الصحفيين في ظروف الثورة السورية شديدة الخطورة سنناقش ذلك بعد فاصل قصير فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

حماية الصحفيين في مناطق النزاع

غادة عويس: أهلا بكم من جديد في حلقتنا التي تناقش حقوق الصحفيين في مناطق النزاع في ضوء قتل وخطف صحفيين في سوريا، سيد جوني منير ضيفي من بيروت بما أنك ذكرت سليم اللوزي الصحفي الشهير الذي اغتيل ذوب بالأسيد بالحقيقة في لبنان أيام الحرب، لو عدنا إلى ذلك الزمن وصولا إلى ما حصل لجبران التويني وسمير قصير الآن هل يعتقد من يغتال هؤلاء لإسكاته وقمع صوته هل يعتقد فعلا أنه يستطيع أن يرهب الصوت في ظل وجود ببساطة عمليات على الإنترنت التواصل البلوغز التويتر الفيسبوك؟

جوني منير: هو يؤمن بذلك ولولا كام يؤمن بذلك لما قام وتمادى بعمليته ربما هذا الأمر يؤدي في لبرهة ومع عدد قليل من الزملاء ربما لإحداث نوع من الصدمة يعني الحياة غالية، ولكن سقف الحرية في لبنان أعتقد أنه كان مرتفعا ولدينا هامش ولم تؤد هذه الأمور إلى الترهيب حتى في عز الحرب مثلا مع العملية البشعة التي طالت الشهيد سليم اللوزي وأيضا مع العمليات الآخرى للاغتيال كرياض طه وعدد كبير من الزملاء الصحفيين اللذين استشهدوا لكن ذلك يومها ربما يعني أدى إلى فترة قصيرة إلى نوع من الترهيب، مع الأسف هذا حصل نعم، لكنه في نهاية المطاف هذه الامور لا يمكن ان تؤدي إلى خنق الحرية الموجودة نعم في لبنان هنالك هامش أقوى وأكبر كثيرا من الحرية.

غادة عويس: أدى إلى الترهيب على الرغم مما كان يكتبه سمير قصير مثلا؟

جوني منير: لأ انا أقول في مرحلة الحرب التي حصلت وفي منطقة معينة مثلا إذا أردنا ان نقول ما حصل مع الشهيد سليم اللوزي جرى وضع يده في الأسيد وجرى قتله وقيل، واتُهم، سوريا اتهمت بعملية الاغتيال التي حصلت أدى هذا إلى..

غادة عويس: المفارقة.

جوني منير: نعم أدى هذا إلى نوع من الترهيب في المنطقة التي كانت تخضع للسيطرة العسكرية السورية ولفترة محددة يجب أن نكون واقعيين.

غادة عويس: وبقي ذلك على ما يبدو منهجا ممارسا حتى وصل إلى الداخل السوري نفسه، سيد إدلبي كيف يمكن محاربة الظاهرة التي ربما يمكن تسميتها أيضا عدوى تنتقل من النظام إلى بعض المعارضين عندما لا يعجبهم ما ينقله الصحفي يهاجمونه يخونونه وحتى يصلون إلى التشهير به وبطائفته؟

عمر إدلبي: يعني هذا واحد من أهم المعوقات التي أخرت تطور الحريات في بلادنا العقل الإقصائي الذي تعودت عليه شعوبنا في ظل الأنظمة الاستبدادية بحاجة للكثير من الجهد من أجل يعني تغيير هذه النمطية في التعامل مع الصحافة في التعامل مع الرأي الآخر في التعامل مع الرأي الآخر المختلف بالتحديد، يعني في بداية هذه الثورة عانينا جميعا يعني حتى استكمالا لسؤالك الذي وجهتِه للزميل منير في بداية هذه الثورة عدد الإعلاميين الناشطين في الثورة السورية أو ما يسمى بالصحفي المواطن كانوا قلة جدا وتحت ضربات القمع من قبل النظام الأمر تغير تماما وتحول معظم الناشطين في الثورة السورية إلى إعلاميين، تحول العدد الأكبر منهم إلى ناشط في مجال الإعلام أذكر في بداية هذه الثورة عدد الأصوات الإعلامية كانت قليلة جدا ضربها النظام أذكر بالتحديد أنس الشوغري وعبد الكريم الصبح وبداية الاعتقالات الكبيرة في صفوف اثنين وثلاثين من الناشطين المثقفين والصحفيين أمام يعني ساحة المرجة في اعتقال السادس عشر من آذار/ مارس 2011 هؤلاء في الحقيقة استدعى اعتقالهم أن يتحول العدد الأكبر من الناشطين إلى صحفيين إعلاميين على طريقة الصحفي المواطن، الآن وفي ظل سقوط أكثر من ستين شهيدا في صفوف إعلامي الثورة نحن الآن يعني أمام وجود مئات من الصحفيين الذين يتحركون لنقل الحقيقة من الأرض تحت ظاهرة ما يسمى بشاهد العيان أو الناشط الإعلامي وأنتم في الجزيرة يعني تعرفون تماما أن الأعداد كبيرة جدا وتحتارون في انتقاء يعني وتفضيل واحد على آخر هذه الحالات كلها أفرزتها عمليات القمع التي ينفذها النظام ضد الناشطين الإعلاميين، أما فيما يتعلق بقبول الرأي الآخر فهي في الحقيقة في غاية الصعوبة ونحن نعتقد أن أمامنا مسار طويل في إقناع كل الأطراف بأن الصحفي الحيادي هو مكسب للجميع مكسب لكلا الطرفين

غادة عويس: أو على الأقل إذا كنت تدافع عن حرية التعبير.

عمر إدلبي: أن نحافظ عليه وعلى رأيه الذي يختلف.

غادة عويس: أو على الأقل إذا كنت تدافع عن حرية التعبير إذا كنت تدافع عن حرية التعبير لا يمكن أن يكون هنالك شتاء وصيف تحت سقف واحد عليك أن تكون منسجما مع نفسك وما تسمح به لنفسك عليك أن تسمح به للآخرين.

عمر إدلبي: نعم بالتأكيد هذه الثورة كما قلت منذ البداية قامت من أجل يعني استعادة حرياتنا من يد النظام المجرم وفي طليعتها حرية الرأي والتعبير، هذه النقطة يجب ان تكون في اعتبار الجميع الصحفي الحيادي كما قلت قبل قليل مهم جدا للثوار لأنه يصوب أخطاء ثورتنا وثورتنا بالتأكيد ترتكب الكثير من الأخطاء وعلينا ان نكون واقعيين في انتقادها وأن لا يعني نقدس لا الأشخاص ولا السلوكيات التي يقوم بها الثوار يعني أذكر.

غادة عويس: شكرا لك يعني حقيقة الوقت تقريبا انتهى أريد أن أسأل السيد بيري هل حدث أن عوقب أحد او حوسب لأنه قتل صحافيا كان سلاحه الوحيد القلم؟

سانجيف بيري: أكيد هناك حالات من هذا القبيل، هناك أمثلة كثيرة يتم فيها ناس يخضعون للمساءلة بشكل عال المسألة هي ما إذا تم  اخطارهم بصفتهم مجرمين، في هذه الحالة، حالات يتعرض يقوم ناس في العلن مثلكم ومثل برنامجكم يذكروننا جميعا بأن الصحفيين بشكل عام بالرغم من وجهات نظرهم يجب حمايتهم وفي جميع أنحاء المنطقة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدينا حالة يتم فيها استهداف الصحفيين وذلك لانتقادهم لهذا الطرف أو ذاك، لذلك مهما بالنسبة لنا نحن جميعا في الإعلام وفي حقوق الإنسان أن نبقى الضوء مسلطا على هؤلاء الأشخاص الشجعان الذين يواصلون القيام بعملهم.

غادة عويس:  سيد جوني منير بما أن لبنان لديه باع طويل مع استهداف الصحفيين واغتيالهم وذكرت ان سوريا في معظم الوقت كانت متهمة باغتيال هؤلاء كيف تنصح من يوجد في سوريا حاليا بأن يوثق اغتيالات الصحفيين من الجانبين او تعذيبهم أو خطفهم او تهديدهم وترهيبهم كيف يمكن توثيق ذلك تمهيدا لمحاسبة كائن من كان وراء ذلك؟

جوني منير: قبل قليل كنت أسمع للأستاذ الذي يعني المعارضة السورية لكن أريد أن أقول له في هذا الموضوع بالذات أن ما حصل هو تحدث عن أخطاء أنا اعتبرها خطايا هو ما حصل من خطايا في موضوع الإعلاميين حتى الذين يوالون النظام فبالتالي قد استخدموا خطفا أو قتلا أيضا وبالتالي هذه لم تعط أبدا صورة جيدة عن عما ينتظر ربما إلى الأمام وكأن هنالك قم لأجلس مكانك وفق الأسلوب نفسه، المسألة مسألة ذهنية، ما أقوله بالنسبة للموضع المتعلق بالصحفيين نعم حتى الآن لم تجر محاسبة جدية في عالمنا العربي وبالتالي بطبيعة الحال في سوريا وفي لبنان، لبنان نعم لقد مررنا وكان عندما كانت سوريا في لبنان كانت مسؤولة عن عدد لا بأس به من هذه المسائل في حق الصحفيين في لبنان.. 

غادة عويس: ربما لو حوسبت حينها لما ارتكبت الآن ما ترتكبه.

جوني منير: هذا ما أردت أن أقوله منذ بداية الحلقة.

غادة عويس: شكرا لك شكرا جزيلا لك السيد جوني منير الكاتب والصحفي من بيروت وأيضا أشكر من القاهرة عمر إدلبي ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا وأشكر من واشنطن سانجيف بيري مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد إلى اللقاء.