
اتساع نطاق المعارك في دمشق وحلب
– الأهمية الإستراتيجية لمدينتي حلب ودمشق
– الجيش الحر وإستراتيجية جديدة في المواجهة
– سيناريوهات الحسم العسكري على الأرض
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
الحبيب الغريبي: تتصاعد حدة المعارك في سوريا بين قوات الجيش النظامي والجيش السوري الحر في أكثر من منطقة في البلاد، أهمها حلب ودمشق، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين رئيسيتين: ما هي الأهمية الإستراتيجية للمناطق التي يتركز فيها القتال حاليا بين الجيشين النظامي والحر؟ وهل تنبئ التحركات العسكرية للجانبين عن قدرة أي طرف منهما تحقيق الحسم على الطرف الآخر؟
أهلا بكم، بعد شهور من الاشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي في مناطق متفرقة من البلاد، صارت دمشق ومن بعدها حلب أرض المعارك الحقيقية ورغم أهمية دمشق باعتبارها عاصمة البلاد إلا أن حلب لا تقل عنها أهمية لأنها العاصمة الاقتصادية وأهم مدن الشمال.
[تقرير مسجل]
ناصر آيت طاهر: ليسوا ممن قد يسميهم العسكريون خسائر جانبية، بل إنهم هم الهدف، هدف قصف مجنون تواصل القوات السورية النظامية تنفيذه على مناطق عدة من البلاد إدلب، حمص، درعا، دير الزور، وحماة، وقبلها جميعا دمشق وحلب، فعلى المدينتين تركز العمليات العسكرية لجيش الأسد في محاولة لاسترجاع الأحياء التي وقعت في قبضة الثوار في الأيام أو الساعات الأخيرة، وللحفاظ على مكاسبه أو توسيع دائرتها يخوض الجيش الحر معارك ضارية مع الجيش النظامي الذي استدعى كل أساليب القتل الممكنة، نيران طائرات الهيلوكبتر والرشاشات والمدفعية، ومع ما للعاصمة من أهمية فيبدو أن لحلب عاصمة البلاد الاقتصادية وثانية أكبر مدنها أهمية خاصة، ولعلها في فهم النظام السوري ستكون المعركة الأهم والأخطر، أليس لأجل حلب حرك الأسد أرتاله وقطاعاته العسكرية المدرعة من جبل الزاوية الاستراتيجي في إدلب؟ لا يزعم الجيش الحر السيطرة الكاملة على أحياء حلب أو مدن غيرها، لكن جيش النظام ماض في القصف من الأرض والجو ولا يتوانى عن توسيع استخدام ذخائره وأسلحته كافة، فقد أدخل المعترك طائراته ثابتة الجناح، كما أنه هنا في تلبيسة بريف حمص يلقي ما يقول خبراء عسكريون إنه نوع من القنابل الاختراقية المحرمة دوليا، ليست سابقة، ففي منتصف الشهر الحالي استخدم نظام الأسد لأول مرة قنابل عنقودية في حماة، على قرى ريفها الغربي وسهل الغاب تتساقط الآن قذائف مدفعية البوزبيكا والطائرات المروحية فيما تبدو محاولة لجر هذه المنطقة إلى اقتتال طائفي لكنها محاولة قد تنم عن يأس صاحبها أو تخبطه وربما قرب نهايته.
[نهاية التقرير]
الأهمية الإستراتيجية لمدينتي حلب ودمشق
الحبيب الغريبي: ولمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا في الأستوديو العميد المتقاعد صفوت الزيات الخبير العسكري والإستراتيجي وأيضا معنا في الأستوديو منذر زملكاني الباحث في مركز الدراسات السوري بجامعة سانت أندروس في بريطانيا، ومن الحدود التركية السورية ينضم إلينا العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر، مرحبا بكم جميعا، تطورات عسكرية لافتة في النسق في النوعية وأيضا في التمدد الجغرافي والخرائطي خاصة منذ عملية التفجير الكبرى لمبنى الأمن القومي السوري في دمشق الأسبوع الماضي، هذا المنحى التصاعدي حضرة العميد في المواجهة المسلحة إلى أي حد أنتج وأفرز متغيرات إستراتيجية على الأرض؟ كيف يمكن الآن قراءة المشهد من زاوية الربح والخسارة خاصة على محوري دمشق وحلب وأشدد هنا على حلب والأهمية الإستراتيجية لهذه المدينة؟
صفوت الزيات: يعني دعني أقول لك حلب في الأساس هي الكتلة السكانية الأكبر وهي المدينة الأكبر سكانيا وربما حركة واقتصاد وصناعة على مستوى الدولة، وعندما هذه المدينة تقتطع وتقتطع بشيئين سواء بالسيطرة عليها أو حتى بأن يتم فيها القتال على مدة طويلة على غرار ما يحدث حتى الآن في حمص في جورة الشياح والخالدية والبياضة والقربيص وخلافها الآن يخرج من النظام ربما المركز الصناعي والاقتصادي الكبير، نقطة التقاء المواصلات الرئيسية في الشمال، العمق الإستراتيجي الذي كان يعتمد عليه النظام في قتاله مع في مواجهة إسرائيل هذا إذا ما تصورنا أن كان لديه النية بمعنى أن لدينا المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية هي على هوامش الجولان لكن لدي 320 كيلو متر حتى حلب كان يستطيع أن يتراجع وأن يناور وأن ينقل قدر من قواته الرئيسية إلى هناك لاستعادة أو عمل هجوم مضاد، كل هذه الأمور ربما تخرج منه الآن في مدينة حلب ومدينة حلب يبدو أن سيطرة الثوار على الأجزاء الشرقية منها لدينا الحيدرية ولدينا أيضا قاضي عسكر ولدينا مساكن هنانو ولدينا أيضا الصاخور، هذه أحياء ثقيلة وأحياء كبيرة، ويبدو أن الثوار أو المعارضين المسلحين وجدوا أو وضعوا ربما خطوة كبيرة كما هو واضح على الشاشة التي ربما تعرض الآن على خلفية ما نتحدث عنه، هناك حالة من عدم الاتزان لدي النظام وربما برز منه اليوم هذا الاستخدام الكثيف الذي ربما منذ أقل من ساعة يتحدث الأميركيون عن أن استخدام الجوي هو مسألة تصل إلى درجة الانحطاط ربما في العمل العسكري، وهذا يؤشر لمشاكل كبرى ستأتي للنظام في القادم من الأيام.
الحبيب الغريبي: لكن هذه التحركات وهذه العمليات الحاصلة في حلب هي بالنهاية متحركة وليست ثابتة غلى حد الآن؟
صفوت الزيات: اعتقد أنها متحركة إذا نظرنا إلى المدينة ولكن لدينا على الأرض مناطق آمنة اتسعت في الشمال تماما ووصلت إلى ريف حماة الشمالي لدينا مناطق مرشحة الآن وكما تحدثت هيلاري كلينتون أمس على أن هذه المناطق ستؤسس للمناطق الآمنة التي قد يفكر المجتمع الدولي أو تحالف الرغبة خارج مجلس الأمن في أن يبدأ بفرض حظر جوي وربما درجة من التأمين لمن يتواجدون على الأرض.
الجيش الحر وإستراتيجية جديدة في المواجهة
الحبيب الغريبي: العقيد مالك الكردي على إيقاع هذه الضربات القوية والموجعة والتي بدأت أنها مدروسة وممنهجة إلى حد ما هل يجوز الحديث عن إستراتيجية عسكرية بدأت تتبلور بالنسبة للجيش السوري الحر في هذه المواجهة؟
مالك الكردي: أخي الكريم أحييك وأحيي ضيوفك الكرام، طبعا الجيش السوري الحر قد انتهج منهجا محددا للعمل من أجل إضعاف النظام ومن ثم إسقاطه، بدأت العملية بضربات خفيفة هنا وهناك تتركز على الحواجز ومن ثم تطورت إلى ضرب الوحدات العسكرية المتقدمة من أجل ضرب الجيش السوري الحر وتحولت الآن إلى المدن ومن ثم المدن الرئيسية ألا وهي: دمشق وحلب المدينتان الرئيسيتان التي تؤثر على النظام بشكل كبير حيث العاصمة تتركز المراكز الإدارية، الوزارات، الأبنية الحكومية وحلب المراكز المركز الاقتصادي والشريان الحيوي الهام لسوريا، بالتأكيد أن السيطرة على هاتين المدينتين تمهدان إلى إنهاء النظام بشكل أساسي يعني قوة النظام تشكل في تلك المدينتين أكثر من 95%.
الحبيب الغريبي: ولكن العقيد الكردي ما دقة القول بأن تحركاتكم إلى حد الآن ما زالت في خانة يعني رد الفعل وليس الفعل بمعنى أنكم ما زلتم تفتقدون للمبادرة لم تفتكوا بعد زمام المبادرة؟
مالك الكردي: الجيش السوري الحر بإمكانياته المتواضعة يعني ما هو مازال حتى هذه اللحظة لا يمتلك إلا الأسلحة الخفيفة التي لا تمكنه من العمل العسكري الممنهج باحتلال المدن هو يعتمد حرب العصابات يقوم بعمليات محدودة في كر وفر يسيطر على حي ثم ينسحب منه ثم يعاود الاحتلال، هذا طبعا تتطلبه ظروف الموقف وظروف التسليح الذي يعني إمكانيات التسليح المتوافرة لديه، زمام المبادرة أعتقد أن الجيش السوري الحر بات يمتلك زمام المبادرة عندما يفرض على النظام الحرب في أماكن محددة عندما يفرضها عليه أصبح الأحياء الآن في قلب العاصمة دمشق..
الحبيب الغريبي: سأعود إليك العقيد مالك في خلال هذه الحصة ابق معنا، سيد منذر زملكاني يعني كيف يمكن الآن وفي هذه المرحلة بالذات الربط بين الحاصل العسكري على الأرض والسيناريوهات السياسية بمعنى هل تعتقد أن الميداني سيكون في المرحلة المقبلة هو القاطرة للسياسي؟
منذر زملكاني: طبعا سيدي الكريم نحن نعرف دائما اليد العليا هي التي يؤخذ بها وهي التي يعترف بها، نحن نعرف أن إلى الآن النظام القائم في سوريا لم لن يتم يستحمل يد القوى الدولية لأنه إلى الآن ما زال أو إلى قبل التفجير الأخير وقبل سقوط الحدود يعني إحنا عنا حدثين مهمين جدا هي التفجير الأمني، سقوط كبار النظام وأيضا المعابر موضوع المعابر موضوع ليس بالأمر السهل موضوع له أهمية..
الحبيب الغريبي: سنعود إليه لاحقا.
منذر زملكاني: نعم فهنا يحاول من خلال وأحب أن أركز على نقطة مهمة دمشق وحلب حاول النظام منذ بداية الثورة الحفاظ على تحييد حلب ودمشق لإبقاء شكل الدولة، هلأ نحنا عنا في مشكلة عندما نلجأ لتعريف الدولة بأنها السلطة التي تحتكر استخدام القوة في البلد، فالنظام ليس هو الذي يستخدم ليس هو الوحيد بينما عنا الجيش الحر عنا كتائب الثوار ولكن يريد الحفاظ على شكل الدولة من خلال إبقاء حلب صامدة، ومن خلال إبقاء دمشق صامدة، لكن مع تغلغل الثورة في دمشق وفي حلب وبشكل كبير جدا، وتوافق جدا مع الحدث الكبير، التفجير الأمني في دمشق، وأيضا سقوط المعابر أدى إلى تهلهل الدولة بشكل كبير، والآن أنا أعتقد، نحن نشهد عملية تنازع للدولة، ما بين النظام القائم، وما بين الكتائب، بما معنى الجيش السوري الحر، الشكل العسكري إله، لكن هو عبارة عن المدنيين أو الثوار، ونحن نذكر على ما أعتقد إنه بشار الأسد نفسه قال إذا كانوا يملكون الفضاء فنحن نملك الأرض، الآن، هو يريد أن يحافظ على الأرض، لأنه لا سلطة، السلطة السياسية مرهونة بقدرتك على السيطرة على الأرض، فعند عندما تذهب السيطرة على الأرض ذهبت السلطة السياسية تماما.
الحبيب الغريبي: هي حتى هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، لمحت إلى ذلك في أحد تصريحاتها الأخيرة عندما قالت إنه يجب علينا أن نعمل، أو نتعاون عن كثب مع المعارضة لأنها تحقق مكاسب على الأرض، هل معنى هذا أن الرهانات بدأت تعقد على العامل العسكري؟
منذر زملكاني: تماما، الدول الكبرى لا تؤمن إلا بالقوة، هم يعلمون في البداية أن النظام هو الأقوى، وإن كانوا يراهنون على أن النظام يمكن أن يقمع المظاهرات، لكن عندما انقلبت المعايير وانقلبت الموازين بفضل الثوار، أصبحت، كنا نشوف دائما ترتفع الوتيرة، وتيرة الخطابات السياسية مع كل انتصار يحققه الثوار على الأرض، ونحن نشهد الآن تجاوب كبير من قبل القوى الدولية مع المعارضة، كل ما يحقق الجيش السوري الحر، أو كتائب الثوار على الأرض، انتصار ميداني، كلما ترتفع لهجة المجاملة للمعارضة السياسية أكثر فأكثر من قبل القوى الدولية، فهذا دائما ميزان القوى موجود، دائما القوى الدولية تتجه إلى دعم الأقوى، أو تأييد الأقوى، عندما تنقلب، تنقلب حسب، كما ينقلب الميدان.
الحبيب الغريبي: حضرة العميد، الاحتكاك بدمشق، العاصمة السيادية، العاصمة السياسية في أكثر من مرة وبعمليات نوعية كبيرة جدا، هل سيحدث المنعرج في هذه المواجهة؟
صفوت الزيات: أعتقد إنه هيعكسه في أنه يجبر مراكز القرار على الانضغاط لداخل المركز السياسي للدولة، بينما ما يجري في الإطار الخارجي هو أخطر، الآن هو ينقل آلياته المدرعة ويهجر جبل الزاوية ويتجه إلى حلب ربما، لأنه لا يملك أن ينقل قطاعات كبيرة من حول دمشق وينقلها إلى معركة حلب، الآن ربما كما نشاهد لدينا معارك في دمشق كما هي الصورة واضحة، برزة والقابون في الشمال، وصولا إلى الحجر الأسود والتضامن في الجنوب، ولدينا معارك كانت تجري في بلدة التل في شمال دمشق، العاصمة ربما بهذه الصورة التي تتواجد عليها مركز صنع القرار مشغول بتأمين ربما المنطقة المحيطة به، وأصبح غير متفرغ تماما لما يجري في الخارج، ربما هذه تسمى عمليات الخطوط الخارجية، وبالتالي علينا أن ندرك أن ما يدور في دمشق هو في صالح حلب بالدرجة الأولى.
الحبيب الغريبي: فضلا عن دمشق وحلب كحلبتين رئيسيتين في هذه المواجهة، برز معطى المعابر الحدودية وسيطرة الجيش السوري الحر على عدد منها خاصة مع العراق وتركيا، ما هي الحسابات الإستراتيجية في وضع اليد على هذه المعابر؟
صفوت الزيات: أعتقد ربما جانبين، الجانب الأول هو كما قاله الزميل معنا في الأستوديو وهو فكرة إهدار سيادة الدولة، لم يعد، لأن قيمة الدولة وسيادتها هي قيمة مرتبطة بالحدود بالدرجة الأولى، ولدينا كما هو واضح، لدينا معبرين الآن للجيش السوري الحر يسيطر عليهم، سواء معبر الوليد أبو كمال، أو معبر الرابية القامشلي، أو ربيع القامشلي، ولدينا مجموعة نشاهدها على الحدود التركية السورية، لدينا معابر عدة، مثل معبر عين العرب، ومعبر طرابلس، ومعبر السلام، وهو قرب من منطقة إعزاز، ولدينا أيضا معبر باب الهوى، هنا في هذه التجمعات، ربما عندما تنشأ المنطقة الآمنة، بمساحة كبيرة، والحديث عنها بدأ يقترب على أنه واقع، أو De facto و safe zone هنا وجود المعابر يعني أن خطوط الإمداد أصبحت مفتوحة، أن من يسيطر على المناطق الآمنة يستطيع أن يتعامل مع دول الجوار وأن يؤمن للقطاع السكاني، والقطاع العسكري الذي يعمل من خلاله كل ما يحتاجه من ضرورات.
الحبيب الغريبي: أستسمحكم الآن في التوقف لحظات مع هذا الفاصل، نعود بعده لمتابعة نقاشنا.
[فاصل إعلاني]
سيناريوهات الحسم العسكري على الأرض
الحبيب الغريبي: أهلا بكم من جديد، أتحول مجددا إلى ضيفي العقيد الكردي لأسأله، وأنت الفاعل العسكري على الأرض، أين يكمن الرهان على هذا الثلاثي، دمشق، حلب، والمعابر الحدودية؟ في تصوركم وفي إستراتيجية جيشكم.
مالك الكردي: طبعا، الجيش السوري الحر هو كما قلت، يسعى للسيطرة على تلك المدنيتين بشكل أساسي، مع توسيع دائرة العمل العسكري على مختلف أنحاء القطر من أجل توزيع جهد الجيش أو أضعافه في كافة المدن، وكذلك التأثير من خلال الاستيلاء على المعابر الحدودية حيث يعبر عن قوة هذا الجيش الحر، وسيطرته على الأرض، إعلاميا، سياسيا، معنويا للجيش السوري الحر، معنويا للشعب السوري، هذا أعطى في الحقيقة قوة دفع كبيرة للثورة ولعناصر الجيش السوري الحر من أجل الاستمرار في الأعمال القتالية، إضافة إلى ما جرى في تفجير مكتب الأمن القومي والعملية الشهيرة.
الحبيب الغريبي: يعني رغم ما سماه البعض مكاسب حققها الجيش السوري الحر، ولكن هل تعتقدون حقيقة في أن تحسم هذه المعركة عسكريا، وبشكل عسكري خالص؟
مالك الكردي: بالتأكيد العمل العسكري لوحده قد لا يحدث الحسم، لكن يحتاج إلى التزامن مع الحسم السياسي، نحن ندرك أن الحسم السياسي هو مطلوب، لكن القوة العسكرية هي التي تدفع بقوة الموقف السياسي، للتأثير على النظام، وتثبيت المواقف الأكثر قوة أمام هذا النظام، كما تعلم، هذا النظام لديه ما زال قوى سياسية تسانده، يجب أن تكون هناك قوة مواجهة، وهي القوة العسكرية التي ينتهجها الجيش السوري الحر.
الحبيب الغريبي: أشكرك العقيد مالك الكردي، سيد منذر زملكاني، هل ترى أن هناك تنسيق كاف الآن في هذه المرحلة الحساسة بين المعارضة السياسية في الخارج والجيش السوري الحر؟ وما هي محاذير الفراغ الذي يمكن أن ينتج عن أي اختلال في هذه العلاقة؟
منذر الزملكاني: في الحقيقية هذه المصيبة الكبرى التي يمكن أن تواجه سوريا فيما بعد سقوط النظام، نحن نريد ترابط وثيق جدا بين المعارضة السياسية وما بين كتائب الثوار أو الجيش السوري الحر، يجب أن تكون المعارضة السياسية الممثل الحقيقي والفعلي للعمل الثوري في سوريا، نحن نعلم أن الثورة لها جناحين: جناح ميداني والجناح السياسي، يجب أن يكون هناك تلازم بين هذين الجناحين، أي يقتصر من قبل أي جناح يحمل الجناح الآخر التكلفة الأكبر، نحن نرى الميداني سابق جدا للمعارضة السياسية، فعلى المعارضة السياسية أن تلحق به وأن تمثله تمثيلا حقيقيا وإلا فما فائدة تلك الحوارات فما فائدة تلك الاجتماعات التي تحضرها المعارضة في الخارج إذا لم يكن لها ذلك الوقع في الداخل، فإذن فلتعقد ما تشاء على سبيل المثال من اتفاقيات ومن حوارات إذا لم يكن لها تمثيل حقيقي ومن يطيع أمرها على الأرض لا قيمة لكل تلك المبادرات.
الحبيب الغريبي: إلى أي حد هنا تعتقد أنه حصل انقلاب ربما في المعادلة وصارت هناك أسبقية للميداني للعسكري على السياسي؟
منذر زملكاني: طبعا العسكري منذ بداية الثورة، العسكري متقدم على السياسي ونحن هذه مشكلتنا في المعارضة السياسية يجب أن تفهم إن لم تواكب العمل الميداني فسوف يضعون فعلا سوريا فيما بعد الثورة في مشكلة فراغ سياسي مثلما تفضلت وحكيت حضرتك لكن أنا اعتقد الأطراف الدولية لن تسمح بذلك سوف تفرض على المعارضة السياسية معادلات محددة توافق ما يؤول عليه الحال في سوريا، وما يؤول عليه حال تقدم الجيش السوري الحر والكتائب الثورية في خصوصا مع قرب سقوط النظام، يعني اعتقد النظام نحن نعرف أنه عندما تسيطر على عاصمة سواء كان وعلى فكرة السيطرة على العاصمة ليس فقط في القوة، نحن شفنا في تونس وفي مصر سيطرت بطريقة سلمية على العاصمة، وأجبروا الزعماء في ذلك الحين على التنحي، فيمكن هنا الإطباق على العاصمة وإجبار بطريقة القوة الآن إحنا في الحالة السورية وإجبار بشار الأسد على التنحي أو هروبه أو أي سيناريو ثاني لكن لا نريد إحداث أي فراغ سياسي في يؤدي إلى انفلات لا نريد أن نخرج من الدكتاتورية إلى الفوضى .
الحبيب الغريبي: عميد صفوت أخيرا كيف تتوقع أو ما المتوقع في قادم الأيام في طبيعة المواجهة بين الطرفين؟ ما هي السيناريوهات المتاحة برأيك؟
صفوت الزيات: دعني أقول لك أنه ربما سقوط حلب يمثل نقطة كبيرة وحتى إن لم تسقط فمجرد استمرار القتال فيها يعني أنها تعطلت تماما اقتصاديا وصناعيا وخرجت من إطار سلطة النظام، هل نحن في اتجاهنا إلى مناطق آمنة ومنطقة حظر جوي ؟ وهنا نعيد تجربة الجيب الكردستاني في عام 1991 في شمال العراق لكن في كل الأمور المعادلة الآن تنقلب، المناطق الآمنة تتزايد الأهم من هذا أنني أريد أن أذكر الجميع والجيش السوري العربي الحر الذي هو أحد مقدرات الأمة العربية وأذكره بكلمة توم فرنكس كان قالها للرئيس بوش قبل غزو العراق، عندما وجد أن جيشه سيقاتل دون قانون ولا أخلاق قال له: جنودي يرحبون أن يذهبوا إلى قبورهم في كفن من الصدق لكنهم يستشعرون الجحيم إذا ذهبوا إلى قبورهم في كفن من الكذب، هذه رسالة إلى جنود الجيش العربي السوري الذي عليهم أن يدركوا أنهم عليهم أن يتوقفوا عن قتل شعبهم وأنه ربما عجلة التاريخ تتقدم من أجل ربما الحرية للشعب السوري تماما.
الحبيب الغريبي: غامرت منذ قليل بطرح سؤال على ضيفي من الجيش السوري الحر عن موضوع الحسم العسكري هل تعتقد بأن هذا المصطلح ما زال مبكرا يعني ما زال من المبكر ربما استعماله أو حتى التلويح إليه؟
صفوت الزيات: دعني أقول لك أن الحسم يأخذ أشكالا كبيرة المهم أن الموقف السياسي تدعم كثيرا بما يجري على الأرض والأهم أننا قد ننتظر انشقاق كبير في الجيش السوري نحن جميعا ننتظر انشقاق فرقة أو تشكيل كبير من التشكيلات ربما ينقل المعركة إلى صورة لم نكن نتصورها، نحن أمام حدث درامي كبير قادم مناطق أمنية، انشقاق لأحد التشكيلات الكبرى في الجيش العربي السوري الحر المجهد، المجهد ليس فقط ماديا ولكن مجهد معنويا كما تحدثت معك أن يستمر جيش في أعمال قتل لأكثر من عام بصورة مستمرة هذا إرهاق كبير على جنود الجيش السوري العربي، ونتوقع أن انشقاقات كبرى قادمة ومناطق آمنة كبرى وبهذا الأمور ستسير ربما على مسارين متوازيين الدبلوماسي والضغط العسكري أيهما سيسبق هذه هي ربما أحداث الأيام القادمة التي ستؤشر لها.
الحبيب الغريبي: أشكرك جزيل الشكر صفوت الزيات الخبير العسكري والإستراتيجي، أشكر ضيفي هنا في الأستوديو أيضا منذر زملكاني الباحث في مركز الدراسات السورية بجامعة سانت أندروز في بريطانيا، ومن الحدود التركية كان معنا العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري، بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد إلى اللقاء.