
اتهام ميانمار بالتطهير العرقي ضد المسلمين
![]() |
![]() |
![]() |
غادة عويس: اتهمت منظمة العفو الدولية قوات الأمن في ميانمار وسكان بوذيين باستهداف وشن هجمات ضد أقلية الروهينغيا المسلمة في ولاية راخين غرب البلاد مؤكدة تعرض أفراد هذه الأقلية لأعمال قتل واغتصاب وتعذيب، نتوقف مع هذا الخبر لكي نناقشه في عنوانين رئيسيين: ما هي أسباب تركيز الاضطهاد ضد أقلية الروهينغيا، وما الذي أبقى قضيتهم مستعرة كل هذه السنين؟ وما الذي يجب عمله من أجل وضع حد للاضطهاد والتنكيل التي يتعرض لها الروهينغا؟
اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات في ميانمار وجماعات بوذية بممارسة أعمال تطهير عرقي ضد أقلية الروهينغيا المسلمة في ولاية راخين، وقالت المنظمة أن هناك أعدادا غير محددة من المسلمين تعرضوا للتنكيل أو القتل أو الاغتصاب، يذكر أن موجة من العنف الرسمي والشعبي انفجرت منذ بداية الشهر الماضي ضد أقلية الروهينغيا التي تصفها الأمم المتحدة بأنها إحدى أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم.
[تقرير مسجل]
عمّار عجول: موجة العنف والاضطهاد التي تتعرض لها أقلية الروهينغيا المسلمة في ولاية راخين غربي ميانمار تأتي في سياق تاريخ طويل من التنكيل الذي تعرضت له هذه الأقلية على مر السنين فقط تعرضوا مسلمو الروهينغيا في ميانمار على مدى العقود الماضية لانتهاكات جسيمة قوامها التطهير العرقي والتقتيل والاغتصاب والتهجير الجماعي، بدأت هذه الممارسات ضد الروهينغيا الذين يستوطنون بكثافة شمالي إقليم راخين أراكان سابقا في عهد الاستعمار البريطاني الذي اتهم بتحريض البوذيين ومدهم بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحة عام 1942 قتلوا خلال حوالي 100 ألف مسلم، وبعد أن نالت ميانمار استقلالها عن بريطانيا في عام 1948 تعرض الروهينغيا لأبشع أنواع القمع والتعذيب، وتواصل هذا الاضطهاد بموجب قانون الجنسية الصادر عام 1982 حيث حرموا من حقوقهم في المواطنة، وترتب على هذا القانون حرمان مسلمي الروهينغيا من تملك العقارات وممارسة أعمال التجارة وتقلد الوظائف في الجيش والهيئات الحكومية، كما حرمهم من حق التصويت في الانتخابات البرلمانية وتأسيس المنظمات وممارسة النشاطات السياسية، وفرضت الحكومات المتعاقبة في ميانمار ضرائب باهظة على المسلمين ومنعتهم من مواصلة التعليم العالي وفرضت عليهم قيودا في التنقل وحتى الزواج، ورغم حدوث ما يشبه الانفتاح في ميانمار في الفترة الماضية زادت أوضاع الروهينغيا سوءا، فقد تجدد قمع المسلمين في مايو أيار الماضي بعد اتهامهم بالوقوف وراء حادثة اغتصاب وقتل امرأة بوذية حيث نفذت قوات الأمن اعتقالات جماعية بحق المسلمين ودمرت آلاف المنازل بينما وصفت وسائل الإعلام في ميانمار المسلمين في بداية الاحتجاجات بالإرهابيين والخونة، تبرر الحكومات المتعاقبة في ميانمار هذه القسوة تجاه الروهينغيا بأنهم وافدون من بنغلادش رغم أن هؤلاء عاشوا في ميانمار لأجيال متعاقبة، أما الرئيس الحالي فقد قال أن الحل الوحيد لقضية الروهينغيا وضعهم في معسكرات تحت مسؤولية المفوضية العليا للاجئين تمهيدا لإرسالهم إلى أي بلد آخر، وإلى أن يجد العالم حلا لهذه المشكلة تظل معاناة الروهينغيا واحدة من أسوأ وأطول معاناة الشعوب المضطهدة في العالم.
[نهاية التقرير]
أسباب اضطهاد الروهينغيا
غادة عويس: لمناقشة هذا القضية معنا من جدة الشيخ عبد الله معروف الأركاني الأمين العام لمجلس الجاليات الأركانية البورمية في السعودية، وأيضا ينضم إلينا من إسلام أباد خالد رحمن رئيس معهد الدراسات السياسية في إسلام أباد، سيد خالد رحمن ما أسباب اضطهاد الروهينغيا؟
خالد رحمن: كما ترون أن هذه القضية قضية قديمة، فالروهينغيا لا يعترف بهم كونهم جزءا من بورما وأيضا وإذ وبرغم تاريخهم كانوا هم أمة مستقلة وبعد تعديل الدستور في العام 1982 لا يتعرف بهم كمواطنين لكن القمع الحالي حسب ما أراه يتعلق بالتطورات التي تمت مؤخرا بين فيما يخص العلاقات بين الحكومة البورمية والعالم الغربي بعد تطوير ما يسمى بالنظام الديمقراطي هناك، وفي هذه الفترة على ما يبدو شعرت الحكومة البورمية أنها لم تخضع لأية ضغوط من جانب القوى الغربية التي تتمتع بنفوذ قوي في أوساط الأمم المتحدة لذا هم يشعرون أنهم لن يخضعوا لأية ضغوط من العالم الغربي والمنتديات الدولية إذا ما قمعوا هؤلاء بهذه الطريقة.
غادة عويس: ولكن ما الهدف الذي يريدون الوصول إليه عبر اضطهاد هذه القومية؟
خالد رحمن: في الحقيقة هم يريدون لهؤلاء الناس أن يرحلوا عن ميانمار وطالما أنهم يسمونهم أجانب فهم يقولون إن عليهم أن يعودوا إلى بنغلادش، إذن هذا هو الهدف على هؤلاء أن يرحلوا عن بورما ولا يعيشوا في ذلك البلد فهم يسمونهم أجانب.
غادة عويس: شيخ عبد الله معروف الأركاني هل هؤلاء مضطهدون بسبب دينهم أم عرقهم وقوميتهم؟
عبد الله معروف الأركاني: بسم الله الرحمن الرحيم القضية كلها تتعلق بقضية التطهير العرقي للروهينغيين وهذه القضية ليست بحديثة بل هي قضية قديمة كما ذكر في التقرير من عام 1942 للميلاد من ذلك الحين والحكومة البورمية تمارس ضد هذه الأقلية التطهير العرقي والطرد الجماعي والتهجير وقد توالى هذا التهجير في عدة سنوات عديدة كما في عام 1942 ثم في عام 1948 ثم عام 1962 ثم في 1978 ثم 1988 وآخر ذلك في عام 1991، وهذه الأيام خير شاهد لهذا التطهير العرقي وتصريح رئيس الدولة تصريح واضح يقوض جميع الجهود الدولية في المصالح الوطنية وفي الاعتراف بهؤلاء الروهينغيين وقد اعترفت بهم الأمم المتحدة وذكروا أن من أكثر الأقليات والشعوب اضطهادا على مستوى العالم، قبل ساعات منظمة العفو الدولية ذكروا أنه أن الاستمرار في الاضطهاد مستمر في مسلمي أراكان بورما هذه القضية كلها يعرفها العالم لأنهم يدركون تماما أن روهينغا لهم تاريخ وأرض في هذه الأرض في أراكان بالذات وأنهم يوم من الأيام كانوا أصحاب الأرض وكانوا يملكون هذه الأرض فقاموا بهذه الحملات التعسفية والاعتقالات وهذه الأيام هذه الاعتقالات ماضية في صفوف العلماء والمثقفين والشباب وللأسف حتى الأطفال بل بدؤوا يشلون الأطفال في أطرافهم ويفقئوا عيونهم كل ذلك حتى يقوم جيل في يوم من الأيام وهم لا يعرفون المقاومة، وغدا يستقبلون أول أيام شهر رمضان وهم يصرخون الآن قبل ساعات وهم يتصلون لا يملكون حتى لقمة الطعام ولا يملكون أي شيء حتى يصومون لغد في رمضان، هناك قضية تطهير عرقي.
غادة عويس: إذا كانت تطهير عرقي من قبل سلطات ميانمار وهي قديمة جدا، كيف تفسر أنهم حتى عندما يحاولون الهرب إلى البلدان المجاورة غير مرحب بهم هناك مثلا بنغلادش ترفض استقبالهم كيف تفسر ذلك؟
عبد الله معروف الأركاني: نعم، التفسير واضح جدا بنغلادش لا تستقبلهم لأنهم مدركون تماما أن الروهينغيين بل صرحوا بذلك حتى الحكومة البنغلادشية أن الروهينغيين مواطنين أصليين في أراكان حتى كنيس لوا الباحثة في الأمم المتحدة لشؤون الروهينغيا تذكر حتى في تصريحها وتقريرها الأخير أن هؤلاء مواطنين أصليين ولهم عهود ولهم سنين ودنين وهم يسكنون وأجدادهم كلهم مواطنين في هذه الأرض وكلهم يعترفون بالقضية هذه، أنا أسأل سؤال الآن في عام 1962 للميلاد كانت هناك إذاعة بي بي سي إس، بي بي إس هذه الإذاعة البورمية كانت هناك باللغة الروهينغية قنوات ومحاضرات وبرامج وكلهم كانوا يعترفون، أنا والدي عنده جواز سفر بورمي مواطن أصلي عنده الهوية الأصلية، لماذا لا يعترفون بنا الآن؟ لأن القضية عندهم قضية تطهير عرقي لأنهم يريدون هذه المنطقة منطقة خالصة للبوذيين وهم يدركون هذه القضية، لذلك المسألة مسألة تطهير عرقي وبنغلادش لا تقر بهم بالروهينغيين وأقامت لهم ملاجئ الآن في حدود بورما على قريب من نهر ناف كل ذلك لأنه هم بنفسهم يقولون إن هؤلاء مواطنين أصليين، لماذا لا تقبلوهم عندكم في الدولة؟ وتطالب دولة بنغلادش المجتمع الدولي بالضغط على ميانمار وتقول اضغطوا على ميانمار ولا تضغطوا على دولة بنغلادش.
غادة عويس: إذن ربما هنا من المفيد أن نقول أن المشكلة هنا في عرقيتهم مضطهدون بسبب عرقيتهم لأن هنالك مسلمين آخرين يعيشون في ميانمار لا يتعرضون لما تتعرض له الروهينغيا؟
عبد الله معروف الأركاني: أحسنت هذه الحقيقة، جميع المسلمين الآن في رونغول والأقاليم الثانية يعني 14 إقليم كلهم يعيشون بأمن وأمان فالمسألة ليست طائفية ولا نحن قلنا مسألة طائفية ولكن المسألة تطهير عرقي حتى تذكر كيف أنه في إحدى المؤتمرات في الصين يعني قادة دولة بورما يستحقرون ويقولون هؤلاء أشكالهم قبيحة وأنهم لا يستحقون سكن أراكان ما دخل الأشكال والأشياء التي خلقها الله جل وعلا، لذلك المسألة مسألة تطهير عرقي وهم يريدون يطهروا تطهير عرقي كامل لهذه الأقلية الموجودة، لذلك هذه الأيام الاعتقالات التعسفية في صفوف الشباب وأعمال السخرة ويمنعونهم من التنقل من قرية لقرية بل حتى الزواج ممنوع عندهم وهذه الأيام حتى والله ما بقي عندهم من قوت الطعام من قوت الأطفال من الأرز يا إما أحرق هذا القدر الباقي أو ألقي عليه بالبنزين والكيروسين حتى لا يستفيدوا من هذا القدر الباقي اليوم اتصل أحد الإخوان يقول حتى شراء الأرز ليوم غد لرمضان يمنعوننا وهؤلاء الماغ الراكان السكان المجاورين للروهينغيين في أراكان فتحوا دكاكينهم ومنعوا من بيع الطعام للروهينغيين المسلمين فهم الآن أمام كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة، أين أهل الضمير الحي؟ أين أهل المجتمعات الدولية؟ أين المنظمات الحقوقية؟
سياسة التطهير العرقي ضد الأقلية المسلمة
غادة عويس: هذا صحيح سأنتقل إلى ضيفي من إسلام أباد خالد رحمن سيد خالد رحمن كما سأل الشيخ أين الضمير؟ ونسأل أين اونغ سانغ سوتشي تعتبر أيقونة ديمقراطية في ميانمار أين هي من هذا التطهير العرقي الذي يجري في بلادها؟
خالد رحمن: كما تعلمون أن هذا هو الجزء الكارثي من هذه الحكاية ففي الوقت الذي تعرف فيه اونغ سانغ سوتشي في نشاطاتها المناصرة والمدافعة عن حقوق الإنسان في هذه القضية لم تنبس ببنت شفة لم يبدر منها أي موقف أو أي نشاط لتشعر العالم بأي الخطايا ترتكب ضد هذه الجالية أو هذه المجموعة السكانية وأي نوع من القمع والإرهاب يتعرضون له إذن هذا هو الجزء الكارثي التقى بها مجموعة من الروهينغيين ولكنها لم تبد أي موقف فقط قالت إليهم راجعوا الحكومة في الوقت الذي تستغل فيه الحكومة الموقف من خلال ممارسة سياسية فرق تسد وتفرض حظر التجوال، وأيضا في الوقت نفسه يحرم هؤلاء من الحركة بينما يسمح للبوذيين بالتحرك والاستمرار في ممارساتهم القمعية ضد المسلمين إذن اونغ سانغ سوتشي في الوقت الذي لها سمعة عريضة ومنحت جائزة نوبل للسلام لكن في هذه القضية لم يصدر عنها أي شيء ولم تتخذ أي خطوة مما كان متوقع منها أن تفعل.
غادة عويس: طيب، سأعود إلى ضيفي ولكن بعد هذا الفاصل وسنسأل ما هو المطلوب لإنهاء الاضطهاد الذي يتعرض له الروهينغيا نناقش ذلك إذن بعد فاصل قصير فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
المجتمع الدولي والتدخل لوقف العنف ضد الروهينغيا
غادة عويس: أهلا بكم من جديد في حلقتنا التي نتناول دوافع وخلفيات أعمال التطهير العرقي التي تتعرض لها أقلية الروهينغيا المسلمة في ميانمار، الشيخ عبد الله معروف الأركاني أنت أمين عام المجلس الجالية الأركانية البورمية في السعودية كنت تقول لي قبل الفاصل إن السلطات في ميانمار لطالما شعرت إنها مطلقة اليد في القضاء على هذه العرقية الآن وقد سلط الضوء أكثر ربما هذه الأيام بعد قول منظمة العفو الدولية أنها الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم هل تأمل في أن ينظر المجتمع الدولي إلى هؤلاء؟
عبد الله معروف الأركاني: هذا الأمل الذي نحن نرجوه ونتمناه ونطالب من بداية الأزمة قبل شهر من الزمان، هذه الأيام لابد للمجتمع الدولي يلفت النظر للقضية بقرب ولا بد أن تدول القضية هذه ولابد أن تحول القضية من قضية إقليمية إلى قضية عالمية، لأنه هذه الأزمة ليست يعني في العهد القليل هذه الأزمة قديمة جدا ولها الآن سبعين سنة وهي لا تلتفت لها وسبب هذا التعتيم والتكتيم الإعلامي والبعد الدولي أنا أرجئه لعدة أمور الأمر الأول أن المنطقة كانت منطقة ومسرح صراع لكثير من الدول بالذات في الحرب العالمية الثانية ومرت منطقة أراكان بعدة استعمارات البرتغالي ثم البورمي ثم الاستعمار الانجليزي ثم الياباني ثم رجع استعمار إنجليزي ثم الاستقلال البورمي، وبسبب تعدد الاستعمارات هذه ضاعت القضية وقضية الروهينغيين قضية أصبحت منسية جدا فلذلك لا بد أن المجتمع الدولي جاء دورهم لا يكتفي بالتنديد ولا يكتفي بقضية الشجب والاستنكار والنداءات ومنظمة النهضة في تونس اليوم ذكروا كلام جميل جدا أن القضية لابد أن يتبناها العالم وأن هؤلاء جزء من العالم ومن الإنسانية وهؤلاء بشر وهؤلاء لم يطلق يد العسكر حتى هيومن رايتس ووتش بنفسها أقرت ضد العسكر المحلي اللي هو النشاكا والشرطة المحلية والحكومة أن يدها ملطخة بدماء المسلمين وأنهم يعيثون في الأرض الفساد وأنهم يقتلون في المسلمين وهي تذكر عن نفسها أنها شاهدت عيان شاهدت بعينها أن العسكر دخلوا في قرية وأبادوا المسلمين كاملة، وإلى الآن يعني لم يتكلم أحد حتى مقرر الأمم المتحدة قبل أيام طالب الحكومة البورمية بالكشف السجون وأماكن السجون وأسماء المسجونين وطالب بتمكين أهالي وذوي المسجونين بزيارتهم وإلى الآن لم يتم شيء جميع من خطفوا واعتقلوا هذه الأيام هم في عداد المفقودين والحكومة مازالت تطيش في الأرض فساد.
غادة عويس: على أي حال الرئيس يقول على موقعه على الإنترنت ليسوا من إثنيتنا فليرحلوا، سيد خالد رحمن عندما يصل الأمر إلى وصف منظمة العفو الدولية ما يجري بتطهير عرقي وتصف الأمم المتحدة أنهم تصفهم بالأقلية الأكثر اضطهادا في العالم يقابل ذلك أن ميانمار تشهد بعض من الممارسات الديمقراطية أو التحول الديمقراطي كيف يستقيم الوضع هنا لماذا يسكت المجتمع الدولي لممارسات ميانمار هذه ضد الروهينغيا؟
خالد رحمن: نعم، هذا سؤال كبير جدا وفي الوقت الذي يمكن للمرء أن يدرك فيه أن ما يسمى بالمجتمع الدولي لا يبدي أي اكتراث عندما يتعرض المسلمون للاضطهاد لكن في المقابل لو يحدث شيئا ما في أماكن أخرى من العالم نرى كيف أن تيمور الشرقية قد تم تحريرها مثلا، وكيف أن جنوب السودان قد تم توفير الإغاثة والدعم له بينما إذا ما تعلق الأمر بمناطق تخص المسلمين؛ المجتمع الدولي لا يقدم على مثل هذه المبادرات وهذا أيضا ما يؤسف حول هذه القضية حتى الحكومات المسلمة والمجتمعات الإسلامية في شتى أنحاء العالم لم تتخذ أي خطوات حتى منظمة التعاون الإسلامي تلتزم الصمت، إذن الوضع برمته يكشف عن ازدواجية ونفاق وازدواجية في المعايير نعيش هذه الأيام لو كان هناك أمر تحبذه الحكومات الغربية فإن المنظمات الدولية والأمم المتحدة تتعامل معه على هذا الأساس، أما إن لم يكن أمرا مفضلا لدى هؤلاء فالجميع يدير ظهره لأن هذه مأساة إنسانية والمفوضية العليا لحقوق الإنسان عليها أن تنتبه هي وكل المنظمات الدولية المعنية الأخرى، فمسألة المواطنة وفقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان حق يجب أن يعطى لكل فرد في هذا العالم لكن هؤلاء حرموا من حقوق المواطنة ولا يقبلون كلاجئين أو كأناس عديمي الجنسية.
غادة عويس: سيد خالد، سيد خالد رحمن لنستوضح منك فعلا لا يتمتعون بحقوق المواطنة يعتبرون مواطنين من الدرجة الثالثة يحرمون من الجنسية، الشيخ ضيفي من السعودية يقول إنهم لأنهم سكان أصليون يتعرضون لهذا التنكيل والاضطهاد في التاريخ لأنهم مضطهدون منذ فترة طويلة جدا منذ عقود، هل هنالك في تاريخهم ما يشير إلى أنهم قد يشكلون تهديدا خطرا ما على هؤلاء الذين يضطهدونهم حتى نفهم؟
خالد رحمن: هذه هي القضية، هم مواطنون أصليون لهذه المنطقة، لكن هذه واحدة من المشاكل التي خلفها الاستعمار البريطاني وراءه وكان يجب أن تعطى لهم حقوقهم على أرض منفصلة خاصة بهم لكنه في العام 1948 جعلوهم جزءا من بورما وعندما أراد الروهينغيين تحرير أنفسهم وبدءوا الكفاح من أجل ذلك، بدأت الحكومة البورمية باضطهادهم وقمعهم، إذن هذا هو الجزء من إرث الاستعمار البريطاني الذي لم يمنح هؤلاء حقوقهم كبلد مستقل وكان هذا حقا مشروعا لهم لأنهم كانوا في الأصل مالكي هذه الأرض إذن الآن الحكومة البورمية تحاول ترحيلهم وإخراجهم لأنهم لا يستطيعون تغيير مسار التاريخ لأن استمرار وجودهم يعني أنهم سيرفعون أصواتهم مطالبين بحقوقهم أما إذا طردوا فلا نستطيع ذلك.
غادة عويس: الشيخ عبد الله معروف الأركاني ضيفي من إسلام أباد يقول هنالك ازدواجية في المعايير في المجتمع الدولي على رغم صدور قوانين تخص حقوق الإنسان والاتفاقيات وشرعية حقوق الإنسان، المجتمع الدولي لا يتحرك للعدالة من أجل العادلة والعدل في حقوق هؤلاء الأقلية الروهينغيا تحرك مثلا في جنوب السودان تحرك في تيمور تحرك قبل ذلك في البوسنة لماذا برأيك لا يتحرك من أجل الروهينغيا، لأنه لا مصلحة لديه؟
عبد الله معروف الأركاني: هذا هو بالضبط بالمختصر الشديد لأن الدول الغربية ليست لديها أي مصلحة في الأقلية الروهينغية كشعب مضطهد أما في الأرض في أراكان لهم مصالح فالآن أراكان منطقة تقاطع مصالح للدول الغربية والدول المجاورة، فالدول الغربية الآن كلها تضع أعينها في البترول والغاز الطبيعي الموجود في منطقة أراكان، والدول المجاورة وضعت أعينها في أراكان في الثروة السمكية وثروة الغابات والثروة الطبيعية لأن في أراكان أفضل أنواع الخشب على مستوى العالم، وهو الخشب المصنوع منه سقف الكعبة المشرفة فلذلك هناك مصالح للدول الغربية ودول الجوار لم يلتفتوا للشعب المضطهدين وبالذات في منطقة تمركز المسلمين في شمال أراكان هي منطقة غنية جدا بالمياه العذبة، وهناك شلالات هذه الشلالات من الممكن أن تولد كهرباء وتغذي منطقة أراكان كليا ودول الجوار، ولذلك مالهم أي مصلحة في الروهينغيين فبدوا يضطهدونهم ولا يفكروا فيهم كإنسان أو بشر.
غادة عويس: بالتالي بما أن هذه الأقلية لا أحد لديها يناصرها في المقابل هي ما الذي تفعله كي تنتصر لنفسها هل تفتقر مثلا إلى قيادة قوية غلى إرادة مقاومة إرادة نضال من أجل حقوق من أجل حقوقها من أجل الحصول على حقوقها؟
عبد الله معروف الأركاني: هذه جزء من الحل العاجل الذي يحتاجه الروهينغيين في العالم هناك دول كثيرة نادت بإقامة ملتقى أو كتلة وطنية لهذه الأقلية التي هضم حقوقها، هذه الأقلية للعلم هي تفتقر لكثير من القيادات بسبب الاضطهادات المستمرة والسحق المستمر لهذه الأقلية، الآن جاء الدور الدولي والمجتمع الدولي ونطالب الآن جميع الدول الإسلامية والدول العربية والدول الغربية والعالمية أن يساندوا في تكوين الكتلة الوطنية التي تبحث عن قضيتها وأرضها وتبحث عن موضوعها حتى تثبته لها بكل الحقوق فنحن الآن بصدد يعني مثل هذه الترتيبات التي نتمنى حقيقة من جميع المجتمعات الدولية دعم مثل هذه الأمور المهمة جدا خاصة للروهينغيين وقضيتهم ومن ضمن الأمور التي أنا حقيقة اعتبرها فرصة من قناة الجزيرة أن أتمنى حقيقة أول قضية الآن هي قضية التمكين الإعلامي في داخل أراكان فهي منطقة محظورة حظر تام جدا نتمنى إنشاء قناة باللغة الروهينغية قناة تتمتع بالإعلام الحر، وهذه القناة من ممكن أن تبث الكثير من القضايا التي هي خافية على العالم على مدار الساعة، التمكين الإعلامي مطلب ونطالب من قناة الجزيرة والقنوات الحرة والقنوات العالمية أن تمكن إعلاميا، الأمر الثاني كذلك نتمنى حقيقة إيجاد هناك يعني تجمع دولي لمساعدة إقليم أراكان والمهجرين هناك كان هناك تجمع بريطاني لمساندة الإخوة في الصومال الذي قام عليه الدكتور هاني البنا نتمنى مثل هذا التجمع.
غادة عويس: شكرا لك شكرا وصلت فكرتك وانتهى الوقت شكرا جزيلا لك من جدة الشيخ عبد الله معروف الأركاني الأمين العام لمجلس الجاليات الأركانية البورمية في السعودية، وأيضا نشكر من إسلام أباد خالد رحمن رئيس معهد الدراسات السياسية في إسلام أباد، وأشكر متابعتكم بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد إلى اللقاء.