
التحذيرات الأميركية من امتداد القتال إلى خارج سوريا
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
ليلى الشايب: قالت الخارجية الأميركية إن واشنطن تخشى السيناريو الأسوأ في المنطقة وهو أن يمتد القتال في سوريا إلى الخارج، ويتجاوز حدود القتل الطائفي، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: ما هي المؤشرات المتوافرة على احتمال امتداد القتال من داخل سوريا إلى الخارج؟ وهل من خطوات عملية لدى واشنطن ودول الإقليم لتجنب حدوث هذا الاحتمال؟
قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية باتريك فنتريل بلاده تخشى السيناريو الأسوأ في سوريا وهو امتداد القتال منها إلى الخارج، تصريح يأتي في وقت تشتعل فيه المعارك بين الجيشين النظامي والحر في قلب دمشق لليوم الثالث على التوالي.
[تقرير مسجل]
ناصر آيت طاهر: يزداد الثوار السوريون كما يبدو قوة وجسارة يوما بعد يوم، دمشق على موعد مع بركان، وسوريا كلها قد يضربها زلزال، إنها مفردات الجيش السوري الحر الذي خاض خلال الساعات الاثنتين والسبعين الأخيرة أشرس المعارك مع القوات النظامية في قلب دمشق، تعرف ثورة الحرية ما بدا لناشطين أنها نقلة نوعية بالرغم من زج النظام السوري بأضخم إمكاناته العسكرية فيما يراها معركة بقائه، بقاء لن يدع الأسد حيلة في سبيله، نواف الفارس السفير السوري المنشق حديثا لا يستبعد أن يعمد النظام في دمشق إلى استخدام الأسلحة الكيماوية حال تعرضه للحصار، ذاك احتمال، وثمة من المراقبين من يتوقع أن يحاول الأسد نقل القلاقل إلى دول الجوار لصرف الأنظار عنه أو حتى إلهاب المنطقة برمتها، تبدو هذه من بواعث قلق الأميركيين فهم يرون أن السلطات السورية بدأت تفقد السيطرة على الأوضاع وأصبحت تجر البلاد نحو نهاية خطيرة، وتخشى واشنطن ما تدعوه السيناريو الأسوأ أي أن يمتد النزاع إلى خارج الحدود، عبارة فضفاضة لكنها حتما تشمل دول الجوار السوري القريب إن لم يكن المحيط الإقليمي الأعم، فورا ينصرف التفكير إلى لبنان بحكم القرب الجغرافي والتداخل التاريخي، وما كان من نفوذ سياسي سوري هناك لم ينته كله، لكن أن يكون المقصود أي دولة من التي يملك النظام السوري إمكانات الأذى في كثير منها، ولما لا أيضا إيقاظ جبهة الجولان الهادئة جدا إذا استشعر نظام الأسد الخطر، كل ذلك قد يقلق واشنطن، لكن هل يبرر لها ما تتهم به من عدم الإلقاء بكل ثقلها وراء ثورة الشعب السوري؟ يقول الغربيون عموما إنهم يحاولون فعل ذلك حقا في مجلس الأمن، لكن روسيا تعرقل مساعيهم، جدد الروس تمسكهم بالرئيس الأسد، ومؤكد أن المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان لن يسمع منهم كلاما مختلفا هذه المرة في موسكو.
[نهاية التقريرٍ]
الإدارة الأميركية والمؤشرات المتوفرة لديها
ليلى الشايب: ولمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من بيروت الكاتب الصحفي جورج علم ومن القاهرة الدكتور محمود خلف مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ومن واشنطن جاشوا ووكر الخبير في مشروع ترومان للأمن القومي، أهلا بكم جميعا، وأبدأ معك سيد ووكر بما أن التصريحات صدرت عن واشنطن ما الذي استندت إليه واشنطن في الوضع الحالي للأزمة السورية حتى تطلق هكذا تصريحات وتحذيرات وتعبر عن مخاوفها بهذا الشكل؟
جاشوا ووكر: أعتقد أن قلق واشنطن أتى من الانشقاقات والمعلومات التي نحصل عليها، وأيضا من تقارير حقوق الإنسان والصليب الأحمر المتعلقة باحتمال حرب أهلية، نحن قلقون بشأن حرب أهلية، ولكن الآن نسمع بأن هذا الاحتمال أصبح أكثر احتمالا وخاصة نظرا لما يجري في سوريا ونخشى أن يمتد هذا إلى دول مجاورة لسوريا مثل تركيا والأردن ولبنان.
ليلى الشايب: هل درجة الاقتتال داخل سوريا هي التي أوعزت لواشنطن بهذه المخاوف أم تحركات أخرى ربما في دول الجوار هي التي أشعرت واشنطن بهذا الخطر؟
جاشوا ووكر: أعتقد أن ما يجري داخل سوريا مقلق بالنسبة لنوع الاقتتال الذي نراه والمخاوف التي تنتابنا بشأن ما يصلنا من معلومات من المنشقين بشأن احتمال استخدام نظام الأسد لأسلحة كيماوية، ولكن أيضا رأينا ما يجري في لبنان وتركيا ومناطق أخرى وعدد من اللاجئين بشكل متزايد جدا إذن يبدو أن هناك عدم استقرار في سوريا ويمتد إلى دول الجوار، ولا ندري كيف سينعكس هذا على عملية انتقالية تنجح خطة أنان بالتالي.
ليلى الشايب: دكتور محمود خلف يعني لو اتبعنا السيناريو الأميركي من هي دول الجوار السوري المعنية بهذه التحذيرات الجوار القريب أو البعيد؟
محمود خلف: الحقيقة أنا لا أعترف بهذا التوجه الأميركي على الإطلاق أنها يعني تترك الأصل للمذابح التي تجرى وتعتبر نتيجة مقلقة والأكثر إقلاقا ما يحدث في سوريا الآن لما نيجي نتحدث عن المحيط الخارجي هذا كلام طبعا يعني نقدر نفهم الولايات المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية لما تقول هذا الكلام الغير مبني على أي أسس ممكن أن إحنا نقبلها إستراتيجيا لإخفاء التقاعس الأميركي والعمل الأميركي الجاد لما يحدث في سوريا، النظام في سوريا الآن فقد سيطرته على الدولة وعلى كامل الأراضي، المعارك داخل دمشق الحديث على دول الجوار أي من دول الجوار تركيا أم العراق أم الأردن أم إسرائيل أم لبنان؟ هذه دول الجوار أي تصدير، وما هي المعطيات التي تتحدث عنها؟ ولكنها شكل من أشكال أنا بسميه الخداع السياسي الأميركي لإبعاد الأنظار لأن المشهد السياسي الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية الحالي لا يعكس ولا يتناغم مع ما يحدث فعلا في الأراضي السورية وصلت إلى حد استخدام الطائرات الهيلوكبتر بضرب الصواريخ استخدام الدبابات هذا الأمر هو أمر جسيم بالفعل، ونجد أن هناك خليني أقول تلكؤ سياسي من المجتمع الدولي بشكل كامل وبعدين تأتي علينا السيدة وزيرة الخارجية الأميركية وترمي لنا تقول هي خايفة على الخارج، إحنا بنقول للولايات المتحدة عليها أن تقلق بما يحدث حاليا ولا تقلق من الخارج، الإشارة على إسرائيل هذا كلام يعني ليس واردا، الجولان موجود فيه العناصر الإسرائيلية، الجيش السوري أصلا جزئيا أصبح مفككا وخارج سيطرة النظام السوري، وأنا مش عايز أقول النظام السوري هو أصبح تحول إلى عصابة لأن النظام يجب أن يكون مسيطرا هو ليس مسيطرا على شيء النهاردة إحنا شايفين إن الجيش الحر وإن عناصر كثيرة جدا دخلت دمشق وأنا بعتبر أن المسألة مسألة وقت لأن دمشق مناطق ضيقة كل أدوات..
ليلى الشايب: لكن دكتور خلف..
محمود خلف: موجودة في دمشق..
ليلى الشايب: لو سمحت لي..
محمود خلف: تفضلي.
ليلى الشايب: هذه قراءة من القراءات أن أميركا تحاول أن تخفي أو تبرر تقاعسها وتقاعس المجتمع المدني، عفوا الدولي، لكن هناك قراءة أخرى تقول أنه بالفعل ربما لدى واشنطن معلومات معينة أو ربما تحضر هي نفسها لشيء معين أطلقت قبله هذه التصريحات كل شيء وارد في هذه الفترة أليس كذلك؟
محمود خلف: طبعا الاحتمالات الواردة واردة بس أصلنا ما عندناش يعني أولا الحكومة العراقية هي تمد النظام من الخارج يعني الحكومة العراقية، من المستهدف هل إسرائيل أم لبنان؟ يعني نتكلم أنا شخصيا أستبعد إسرائيل بأي حال من الأحوال لأنه لا يوجد في يد بشار ما يمكن فعله في هضبة الجولان الذي لم يستطيع فعله في أربعين عاما لا يستطيع فعله الآن، لأن زي ما قلت القوات المسلحة مفككة ومجزئة وجزء كبير من قادتها أصبحوا منشقين، هل سيتحركون باتجاه لبنان؟ يعني كل شيء..
ليلى الشايب: معنا ضيف لبناني على كل ربما يكون أقرب إلى المشهد جورج علم، هل يشعر لبنان بنفس المخاوف التي تشعر بها الولايات المتحدة وهو البلد الأقرب موضوعيا إلى سوريا من ناحية الجغرافيا، عوامل مشتركة تاريخيا وسياسيا، هل يوجد مثل هذا الشعور؟
جورج علم: بطبيعة الحال هناك مخاوف بحكم التاريخ والجغرافيا والعلاقات الاستثنائية بين البلدين، وهذه المخاوف أساسا موجودة منذ أن انطلقت الانتفاضة وبالتالي هناك طبعا نوع من التغاضي الدولي أو إذا صح التعبير صرف النظر الدولي عن الاقتتال في سوريا، بمعنى آخر أن لو كان هناك جدية في وقف العنف وإطلاق مسار سياسي معين وباعتقادي أن المجتمع الدولي ما كان عاجزا عن ذلك، لكن هذا ما يسمى بالصراع الدولي أو الدول الكبرى هو الذي ينتج اقتتالا في سوريا طبعا يؤثر على الموقع والدور السوري وبالتالي يجعل المنطقة الانتقالية كثيرة القلق نظرا لتداعياتها من هنا نرى أن لبنان الذي كان منقسما على نفسه بين فئة توالي النظام وفئة توالي المعارضة هذا الانقسام يشكل هشاشة دون أدنى شك في السلم الأهلي لذلك سارع رئيس الجمهورية وبدعم من عدد من القادة العرب إلى طاولة الحوار الوطني تحت شعار إمكان النأي بالنفس بلبنان عن التداعيات التي تجري في سوريا من أن تنتقل إلى ساحته وهو خطر قائم ومشروع وبالتالي..
ليلى الشايب: النأي بالنفس هل هو، هل هو الحل الأمثل؟
جورج علم: باعتقادي بطبيعة الحال عندما يجتمع قادة البلاد على إيلاء المصلحة الوطنية العليا وعدم الانجرار إلى اقتتال طائفي إنها مسؤولية الجميع وبالتالي هذا الأمر طبعا يعول على الدول الصديقة والشقيقة التي تشكل ضمانة لاستمرار السلم الأهلي في لبنان، لأن إذا كان هناك تدخل دولي بعكس هذا الاتجاه فمعنى ذلك أن الساحة اللبنانية مع الأسف مهيأة لأن تكون ساحة فوضى إذا كان هناك من قرار دولي على هذا الصعيد..
ليلى الشايب: وإذا كان أستاذ جورج علم وإذا كان هناك إرادة وتعمد لتصدير الأزمة إلى الخارج، هل يكفي أو تكفي سياسة النأي بالنفس لدرء هذا الخطر أن نتحدث بالمطلق طبعا ولا نتحدث عن مؤشرات معينة ربما تقود إلى هذا السيناريو؟
جورج علم: بطبيعة الحال يعني لا يمكن القول بأنه إذا كانت هناك إرادة وطنية فالإرادة الوطنية لها دور كبير على هذا الصعيد، لكن علينا أن نقول أيضا أن هناك ضغوطا دولية تمارس على لبنان كما تمارس على أي دولة في المنطقة وبالتالي هذا الأمر يؤخذ بعين الاعتبار، لأن اليوم الأزمة في سوريا وإن كانت بين انتفاضة سورية إن صح التعبير تحت هذه الانتفاضة، نرى أن هناك تلاقي مصالح وتضارب مصالح وهو الذي يجعل هذه الفوضى أكثر فأكثر تتسع وطبعا القرارات التي يحاول مجلس الأمن الدولي استصدارها تبقى بدون أي أثر نظرا للفيتو الروسي الصيني، من هنا نرى أن المسألة معقدة للغاية وبالتالي استمرار الأزمة على هذا النحو يعني استمرار المفاجآت وهي مفاجئات لن تكون إيجابية بالمطلق إلا إذا كان هناك مسار سياسي واضح ليتولاه المجتمع الدولي..
ليلى الشايب: وهذا ما سنخوض فيه في الجزء الثاني من هذه الحلقة تحدثت عن سياسة النأي بالنفس ونتساءل أيضا إن كان هناك لدى واشنطن دول الإقليم والجوار السوري أي خطوات عملية يمكن أن تقوم بها لتجنب السيناريو الذي يحذر منه واشنطن نناقش ذلك بعد فاصل قصير أرجو أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
ليلى الشايب: أهلا بكم من جديد مشاهدينا إلى هذه الحلقة التي نتناول فيها التحذيرات الأميركية من احتمال امتداد الصراع والاقتتال داخل سوريا إلى خارج سوريا تحديدا إلى دول الجوار السوري، وما إذا كانت هناك خطوات عملية يمكن بها تجنب حدوث مثل هذا الاحتمال، سيد جاشوا ووكر دول الجوار تعبير مطاط قد يضيق وقد يتسع والذي استعملته الولايات المتحدة طبعا، هل هناك دول بعينها يخشى أن يمتد إليها هذا النزاع؟
جاشوا ووكر: نعم بكل تأكيد عندما نتحدث عن الجوار نتحدث بالتحديد عن الدول المجاورة جغرافيا تركيا والعراق ولبنان والأردن، من هذه الدول أعتقد أن واشنطن أكثر قلقا بشأن لبنان والذي لم يشهده الاستقرار لوقت طويل جدا وكما أشار ضيف آخر فله علاقات قوية مع سوريا، هذا هو الأمر الأكثر قلقا بالنسبة لاندلاع الحرب إليها ولكن عدا عن هذا البعد الجغرافي نحن قلقون أيضا بشأن الدول المجاورة مثل السعودية وإيران وإسرائيل بسبب مصالحها في هذا الصراع.
ليلى الشايب: دكتور محمود خلف أنت أشرت إلى تحديدا إلى بلدين لبنان وإسرائيل فقط؟
محمود خلف: آه طبعا هو ده المسميات ولكن لبنان، ودعيني طبعا أقترح على الإدارة الأميركية وعلى وزارة الخارجية إذا كان لديهم فعلا شك في هذا أو لديهم معطيات يتحدث عنها دعونا يتحركوا وفي طلب من الجيش الحر بإنشاء ممرات إنسانية ومناطق آمنة وخاصة أن المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا هي فيها المذابح الرئيسية، إحنا بنقترح على الإدارة الأميركية وبعيدا عن استخدام القوة على الفصل السابع وانتظار حل المشكلة مع الصين ومع روسيا إلى ذلك، سهل جدا أنه السيد السكرتير العام للأمم المتحدة في إجراء وليس هو إجراء عسكري إنشاء منطقة آمنة في المنطقة الغربية السورية المتاخمة للحدود اللبنانية خاصة إن إحنا عندنا نصف مليون تقريبا مهاجر سوري تنشأ مناطق آمنة وممرات إنسانية في هذه الحالة يبقى أنا خففت العبء على الشعب السوري وإذا كانت هناك مخاوف من انتقال أي شيء من سوريا إلى لبنان يبقى دا الحل اللي هي يعني الولايات المتحدة يعني تتغاضى عنه في إلحاح من الجيش الحر من داخل سوريا، المناطق الآمنة سيدتي الفاضلة هو الحل في المناطق الحدودية لا قلق من تجاه العراق ولا قلق من تجاه تركيا ولا قلق حتى من إسرائيل ولكن القلق في هذه المنطقة والمنطقة دي فعلا يعني هناك خلينا نقول تدفق هجرة إلى لبنان يبقى تنشأ منطقة آمنة يبقى هنا عملت Buffer Zone أو منطقة عازلة تحمي أي تدفق آخر ولكن هذا كلام ليس مقبولا وليس..
ليلى الشايب: طيب.
محمود خلف: معقولا بأي حال..
ليلى الشايب: طيب ما رأي نستمع إلى رأي ضيفنا الأميركي جاشوا ووكر فيما اقترحت سأعود إليك جورج علم فقط لأنه الأمور مرتبطة ببعضها، أرجو أن تكون استمعت سيد ووكر إلى ما تقدم به ضيفنا دكتور خلف ما رأيك؟
جاشوا ووكر: نعم أنا لا أعتقد أن ممرا آمنا أو منطقة آمنة بدرجة السهولة التي يقترحها الضيف هناك من هم في المنطقة يريدون حلولا إقليمية إذا كانت تركيا ودول أخرى بما في ذلك الدول المشاركة في الناتو والأوروبيون لن يساعدوا الولايات المتحدة لا يمكننا القيام بذلك لوحدنا، فهذا أمر كنا نقوم به لوقت طويل في العراق وهذا استغرقنا وقتا طويلا وطاقة وما زلنا علينا أن نعمل مع المجتمع الدولي ونعمل مع روسيا والصين أولا، ولكن تركيا تأخذ هذه المبادرة لوحدها من خلال خلق هذه المنطقة لوقف أي طائرات سوريا من الدخول في تلك المنطقة ولكن هذا الوضع صعب للغاية، إذن الأمر ليس بتلك السهولة التي يقترحها الضيف كما أنني آمل أن تكون هناك منطقة آمنة في الشمال والغرب ولكن المجتمع الدولي لم يصل لتلك المرحلة بعد ولا يمكن لواشنطن أن تقوم بذلك لوحدها فلا أحد في أميركا يريد لأميركا أن تقوم بهذا التحرك بعد.
الحلول والتصورات لتجنب سيناريو تسلل العنف
ليلى الشايب: سأعود إليك ربما للحلول والتصورات لتجنب هذا السيناريو، جورج علم تحدثت فقط عن الحالة اللبنانية وكيف للبنان أن ينأى بنفسه عن احتمال امتداد الصراع إلى داخل أراضيه، وتحدثت أيضا عن مساعدة تقدمها الدول العربية تبدو سلمية جدا سياسية ودبلوماسية بالدرجة الأولى، غير ذلك ما الذي تمتلكه الدول العربية لمنع حدوث هذا الاحتمال؟
جورج علم: أولا أريد أن أعلق على المنطقة الآمنة يعني بدل أن تكون هناك منطقة آمنة على الحدود اللبنانية السورية، لبنان لا يستطيع أن يتحمل مثل هذا الوضع أولا لاعتبار اقتصادي، ثانيا لتركيبته الاجتماعية الطائفية، وهذا طبعا سوف يضر بالتوازنات الداخلية ويشعل لبنان أكثر مما يحاول أن ينأى بنفسه، فضلا عن ذلك فهناك طبعا الحدود التركية السورية وهي حدود مديدة فإذا كان هناك من قرار في المجتمع الدولي فباعتقادي أن المنطقة الآمنة المناسبة والفعالة أكثر تكون على هذه النقطة وليس على النقطة طبعا الشمالية السورية، اللبنانية السورية إذا صح التعبير..
ليلى الشايب: نعم.
جورج علم: أما فيما يتعلق بالدول العربية فمع الأسف الشديد يعني خارج إطار يعني ما يسمى الخليج العربي الذي طبعا وأقصد هنا المملكة العربية السعودية التي شجعت اللبنانيين على طاولة الحوار الوطني من خلال البرقية التي بعث بها الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى فخامة رئيس الجمهورية وبالتالي كان هناك نوع من الدعوة إلى الحوار والإلمام إلى طاولة الحوار باعتقادي أيضا هناك رعاية عربية طبعا لأن يستمر لبنان مستقرا نظرا لتركيبته المعقدة، وبالطبع وبالتالي الحساسيات القائمة خصوصا وأن لبنان مر بتجربة مريرة خلال سنوات الحرب الطويلة التي لا تزال آثارها موجودة، من هنا نرى أن أكبر دافع وضمانة للبنان هو أنه تعلم كثيرا من تلك الحرب التي خسر بها الجميع ولم يكن هناك أي منتصر واحد ولكن هذا لا يكفي لأن كما أشرت أن الأوضاع أو العلاقات الاستثنائية القائمة بين لبنان وبين سوريا..
ليلى الشايب: نعم.
جورج علم: تشكل في هذه المرحلة فعلا نوع من الخطر الشديد هذا إذا تمادى القتال في سوريا وأخذ مع الأسف الشديد أبعادا غير الأبعاد التي هي عليها اليوم هذا الأمر يصبح طبعا في غاية الخطر، فضلا عن ذلك هناك الكثير من دول الجوار لسوريا أنا أقصد تركيا تحديدا حيث قادتها منذ أشهر بعيدة حذروا من استمرار هذا النهج الاقتتالي خصوصا إذا اتخذ طابعا طائفيا لأن ذلك لن يبقى داخل الكيان السوري إنما سيمتد نظرا للتركيبة الاجتماعية في الدول المجاورة لسوريا وبالتالي خير دليل على ذلك ما نشهده في العراق مثلا..
ليلى الشايب: طيب..
جورج علم: وبالتالي النموذج العراقي يمكن أن يطبق أيضا على سائر الدول المحيطة بسوريا إذا يعني بدأت الأحداث في سوريا تأخذ الأبعاد التركية على هذا الصعيد.
ليلى الشايب: جاشوا ووكر سألت إن كان الكل ينتظر أن تحل الولايات المتحدة الأميركية كل المشاكل في المنطقة، الولايات المتحدة الآن تسعى ربما فيما يبدو أن محاولات أخيرة لاستمالة روسيا والصين وتغيير موقفهما وأرسلت حاملة طائرات وما يرافقها إلى منطقة الشرق الأوسط تحديدا تقول لدرء مثل هذه المخاطر في سوريا وإيران تحديدا ما الذي يمكن أن تفعله أيضا الولايات المتحدة لتجنب السيناريو الذي حذرت منه؟
جاشوا ووكر: أعتقد أن وزيرة الخارجية الأميركية قامت بزيارة مهمة وبالنسبة لما تتحدثون عنه عن حاملة الطائرات في المنطقة هذا أمر مهم جدا أيضا وقد أظن أنهم مستعدون لاستخدام عضلاتنا وقوتنا بمصداقية دولية وشرعية ولكننا ما زلنا نحاول أن نعطي الدبلوماسية فرصة وبذلك فإننا نعمل عن كثب مع الدول المجاورة ومع تركيا ومع الجامعة العربية ومع حلفائنا في المنطقة لكي نعرف ماذا يمكننا أن نفعله معا وأن نحاول أن نقلص أقل الحدود الأضرار المتأتية من إيران والصين وروسيا في هذه المنطقة، ولكن علينا أن نعرف ما الذي سيتأتى بعد الأسد لا يمكن أن نقبل ببقاء الأسد في السلطة ولكن عليه أن نجد عملية انتقالية تجنبنا عنفا طائفيا وحربا طائفية كبرى، وهذا هو الأمر المخيف الآن إذن ليس هناك وضع مكسب للجميع الآن.
ليلى الشايب: دكتور محمود خلف أخيرا الدول العربية وهي الغالبية في الجوار السوري هل لديها أوراق تمنع بها امتداد القتال عندها أم قد تحتاج إلى دعم من الخارج؟
محمود خلف: لأ هي لديها الإمكانيات ولكن تحتاج إلى الغطاء القانوني أنا سمعت الحديث عن صعوبة المناطق الآمنة ولكن طبعا ما فيش وقت في البرنامج أشرحها لأنها تم تنفيذها على مساحات شاسعة جدا في ليبيا، إحنا نتكلم في خمسين ألف كيلو متر مربع تستطيع أن تقوم بها إحنا نقول لأميركا متشكرين في هذا الأمر لا نريد مساعدة عسكرية أميركية توجد في داخل المنطقة العربية، الإمكانيات التي تسمح عربيا بتنفيذ هذا الأمر بقرار من جامعة الدول العربية مغطى من مجلس الأمن أو من المنظمة الدولية وهو ممكن تنفيذها في غاية من البساطة وليس بالصعوبة الذين يتحدثون عنها لأنه لا يوجد قتال جوي، لا توجد أي إمكانيات في سوريا هي المسألة عزل مناطق معينة على الحدود داخل الأراضي السورية وبمسافات بعيدة عن الحدود اللبنانية نستطيع إن هي تتعمل ممر إنساني بري وجوي ثم تغطية بحظر أي دخول أي أسلحة في هذه المنطقة ولا يوجد في النظام السوري ما يمكن أن يتعرض له أو ممكن أن تقوم بها جامعة الدول العربية لأن يا سيدتي الفاضلة المذبحة على مدار الساحة في سوريا والحديث كل حديث سياسي أنا شايف إن هو لا يرقى إلى مستوى الأعمال التي تتم فعليا على الأرض أتصور إن فعلا الكرة في ملعب جامعة..
ليلى الشايب: نعم..
محمود خلف: الدول العربية..
ليلى الشايب: نعم.
محمود خلف: أنها تتحرك فورا بتلك الفكرة ولتوجد الإمكانيات موجودة لدينا في المنطقة ليست..
ليلى الشايب: سنرى على كل صدى التحذيرات الأميركية في المنطقة شكرا جزيلا لك الدكتور محمود خلف مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط كنت معنا من القاهرة، أشكر أيضا من واشنطن جاشوا ووكر الخبير في مشروع ترومان للأمن القومي، وأشكر من بيروت الكاتب الصحفي جورج علم، تحية لكم أينما كنتم.