ما وراء الخبر - صورة عامة - 16/07/2012
ما وراء الخبر

انتقال المواجهات المسلحة إلى قلب دمشق

تناقش الحلقة دلالات انتقال المواجهات إلى دمشق وتزايد الضغوط على نظام الأسد، وقول ناشطين إن القتال في العاصمة السورية هو الأعنف منذ اندلاع الثورة. وتطرح الحلقة سؤالين: ما دلالات انتقال المواجهة بين الجيشين النظامي والحر إلى قلب العاصمة دمشق؟

– دلالات انتقال المواجهات إلى دمشق
– تزايد الضغوط على نظام الأسد

– سيناريو الحرب الأهلية

– المعارضة والاقتراب من حسم المعركة

‪غادة عويس‬ غادة عويس
‪غادة عويس‬ غادة عويس
‪عبد الله محارمة‬ عبد الله محارمة
‪عبد الله محارمة‬ عبد الله محارمة
‪مالك الكردي‬ مالك الكردي
‪مالك الكردي‬ مالك الكردي
‪فيصل عبد الساتر‬ فيصل عبد الساتر
‪فيصل عبد الساتر‬ فيصل عبد الساتر

غادة عويس: لليوم الثاني على التوالي تتواصل في دمشق الاشتباكات بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر، ويقول ناشطون إن القتال في العاصمة السورية هو الأعنف منذ اندلاع الثورة، نتوقف مع هذا الخبر لكي نناقشه في عنوانين رئيسين: ما دلالات انتقال المواجهة بين الجيشين النظامي والحر إلى قلب العاصمة دمشق؟ وما هي الأوراق المتاحة لدى كل طرف منهما للضغط بها على الطرف الآخر؟

قطعت الثورة السورية مراحل متعددة خلال الشهور الماضية، بدأت بالتظاهر بأعداد قليلة على استحياء في آذار مارس من العام الماضي حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، ولكن يبقى أن اندلاع قتال بين الجيشين النظامي والحر في قلب دمشق هو أحد أهم هذه المراحل إن لم يكن أهمها على الإطلاق حتى الآن.

[تقرير مسجل]

ناصر آيت طاهر: حماة الثورة ضد حماة النظام، معارك في قلب دمشق تتقلص حيناً وتتمدد أحياناً، وتوثقها هنا صور يبدو أنها لم تلتقط على عجل، والحقيقة أن الثورة لم تدخل العاصمة السورية أمس أو اليوم؛ فحي الميدان الدمشقي العريق مثلاً كان من أوائل الأحياء الدمشقية المنتفضة، حتى الفعل الثوري المسلح في دمشق ليس بجديد، فهذه ليست أول مواجهات في المدينة بين الجيشين النظامي والحر، لكنها كما يبدو الأعنف، كما أن الجيش الحر ترجم حضوره مراراً بعمليات في دمشق وريفها حتى إن بعضها نفذ في مناطق ليست ببعيدة عن القصر الجمهوري المعروف بتحصيناته، وإن تصل الاشتباكات هذه المرة إلى هناك، فهل هو تهويل إعلامي؟ أم أن تصاعد وتيرة القتال يعني أن معركة دمشق معركة الحسم على الأبواب؟ واضح أن المواجهات لا تبرح الآن أحياءً دمشقية مسحوقة، لا أثر مباشرا فيها على النظام ولا شك أن نقل المعركة بالكامل إلى العمق الدمشقي يتطلب استعدادات وحسابات خاصة، غير أن قادة الجيش الحر يقولون إن المعركة حين تبدأ فلن تدوم طويلاً، لا شك بأنهم يعلمون بأن الحسم يحتاج أسلحة فعالة كالصواريخ المضادة للمدرعات وتلك المضادة للطائرات، لكن في ظل تطور العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الحر فلا يبدو أنه يعول كثيراً على تدفق أسلحة من الخارج، حسبه أن قدراته العسكرية والمعنوية في ارتفاع، كيف لا وللجيش الحر وجود مؤثر في العاصمة؟ حيث تتطور عملياته ومنها ما يمكنه من الاستيلاء على أسلحة، في المقابل فإن قوات النظام المنتشرة في مختلف مدن البلاد تبدو محبطة منهكة، وحتى تلك التي تحيط بالقصر الجمهوري يستعان بها في عمليات خارج دمشق، أضف إلى ذلك نسبة الانشقاقات الماضية في ارتفاع من حيث العدد والرتب العسكرية، كلها عوامل تصب حتماً في مصلحة الجيش الحر الذي يبدو أنه يبحث منذ فترة التفاصيل اللوجستية لمعركة دمشق، وتلك معركة يأمل أن تعجل بإسقاط الأسد.

[نهاية التقرير] 

دلالات انتقال المواجهات إلى دمشق

غادة عويس: ولمناقشة هذا الموضوع معنا من عمان الخبير العسكري والباحث في كلية الدفاع اللواء المتقاعد عبد الله محارمة ومعنا عبر الهاتف من الحدود السورية التركية العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر، عقيد مالك الكردي أبدأ معك لكي أسألك ما رأيك بالرواية الرسمية الحكومية التي تقول: ما يحكى عن قتال في دمشق هو مجرد دعاية لا حقيقة لها وقد بث صوراً التلفزيون السوري يقول: انظروا لا يوجد قصف؟

مالك الكردي: آنستي إن المعارك المستمرة في حي الميدان والزوينة والحجر الأسود كلها هذه دمشق، وكل الزائرين لتلك المدينة يسمعون إطلاق الرصاص ودوي القنابل والمدفعية كلها تثبت كذب هذا النظام الذي حاول مراراً أن يوهم الحقيقة ليغيب الحقيقة عن الإعلام عن الناس، يحاول أن يفتعل بعض الأحداث ويرمي بها إلى المعارضة لكن الحقيقة لقد انقلب السحر على الساحر؛ فكل ما قام به انقلب عليه وبانت الحقيقة الدامغة على أن هذا النظام نظام فاجر ثم يرتكب المجازر ثم ينفي..

غادة عويس: طيب زودنا بمعلومات عن حقيقة ما يجري في دمشق إذن، ما حجم هذه المواجهات وما يتوقع في نهايتها؟

مالك الكردي: آنستي الآن المعارك تدور في حي الميدان وفي التضامن قرب مخيم فلسطين، بعد أن قام النظام بارتكاب مجزرة راح ضحيتها عدد من الإخوة الفلسطينيين وحاول أن يلقي بها على الجيش الحر، ثم ارتكب مجزرة التريمسة ومجازر أخرى، هذه كلها أدت إلى غليان شعبي في كامل أرجاء سوريا وخاصةً منها دمشق وكذلك بين الإخوة الفلسطينيين الذين قاموا بتظاهرات، وعندما قام النظام بإطلاق الرصاص على تلك التظاهرات رد عناصر من الجيش السوري الحر الذين كانوا متواجدين ويحسبون لتلك اللحظة، قاموا بالرد على هذا النظام والتصدي لدبابته التي حاولت أن تدمر بعض المنازل، والمعارك لا زالت مستمرة في المنطقة ونقول: إن هذه المعركة الآن لن تتوقف حتى تسقط هذا النظام وتلقي بالقبض على بشار الأسد.

غادة عويس: ابق معنا حضرة العقيد لأني سأعود إليك لمزيد من التفاصيل عن هذه المعارك، وأنوه إلى أننا بانتظار أن ينضم إلينا من بيروت الكاتب والمحلل السياسي اللبناني السيد فيصل عبد الساتر إلى حين أن ينضم إلينا أنتقل إلى ضيفنا من عمان الخبير العسكري عبد الله محارمة، سيد محارمة كيف تقيم الوضع في دمشق؟ هل يمكن فعلاً تصنيفه بأنه الأهم في مسار الثورة السورية؟

عبد الله محارمة: بسم الله الرحمن الرحيم، تحية لك ولضيفك وأيضاً للمشاهدين الكرام لقناة الجزيرة، سيدتي اسمح لي تقديم صورة للموقف الإستراتيجي في البيئة الإستراتيجية للأزمة السورية يظهر أن الأزمة السورية ما زالت في مرحلة الاحتواء بالنسبة للبيئة الدولية واللاعبين الدوليين، لم تصل إلى مرحلة الحسم حتى الآن..

غادة عويس: كيف يعني احتواء؟

عبد الله محارمة: الاحتواء هو المحافظة على مستوى العنف على الوتيرة الحالية، وعدم السماح لأطراف الصراع بحسم المعركة لأنه معروف كل طرف له داعمين إقليميين ودوليين، هذا الوضع وضع الاحتواء الآن الموقف السياسي واضح إنه بالنسبة للحكومة السورية الآن بدأ تصدع في النواة الداخلية بانشقاق العميد مناف اللي هو قائد لواء في الحرس الجمهوري، وانشقاق السفير العراقي من إحدى القبائل الكبرى على منطقة الحدود، وهو أيضاً مجموعة من القيادات المتقدمة في قيادات حزب البعث، في الجيش الحر بدأت هناك عمليات منتشرة على كل البيئة الداخلية للميدان من إدلب حتى درعا، من دمشق حتى دير الزور مما يشير إلى انتشار كل عناصر الجيش الحر في كل المناطق السورية ونلاحظ شدة المعارك في منطقة دير الزور وفي إدلب وفي حمص  وفي دمشق..

غادة عويس: طيب هذا واضح أنا أسأل تحديداً عن دلالات المعارك في دمشق العاصمة.

عبد الله محارمة: دمشق طبعاً العاصمة المفروض إنها تكون أكثر أمناً من بقية المناطق على الأطراف زي إدلب ودير الزور وحمص، هذا يشير إلى إنه الجيش الحر قادر على تنفيذ عمليات نوعية ومن المشاهدة للشريط المصور قبل قليل، أنا بشاهد مجموعات تعمل بشكل منتظم، تتحرك من خلف ساتر ومجموعة تقدم ستر من النار، ومجموعة تحرك وتدخل من شارع جانبي إلى شارع رئيسي كما شاهدت في الشريط، هذا يشير إلى إنه الجيش الحر أيضاً ينفذ عمليات محترفة لعمليات حرب عصابات وأيضاً عمليات دفاع في مناطق مبنية، أمام جيش نظامي معنوياته بدأت تهتز بدأت فيه عمليات انشقاق واسعة بدأ مرهق نتيجة العمليات المستمرة من 16 شهراً من الصور اللي بنشاهدها، بنشاهد جيش مجموعات غير منضبط لباس غير منضبط حركة غير منضبطة لوحدات لا تتحرك بشكل تعبوي في عمليات خاصة في مناطق مبنية، هذا كله يشير إلى إنه في البيئة المحلية الطرفين الآن تجاوزوا خط اللاعودة وفي مرحلة تكسير عظام، التقدم واضح للجيش الحر وعمليات الانشقاق وعمليات العصبية التي تظهر من عمليات القصف البعيد للمناطق وقتل الأبرياء كلها تشير إلى عمليات غير منضبطة يعني العادة في العمليات المبنية المفروض في الجندي كراس صغير يرشده معه مصورين، معه ناس ناطقين إعلاميين، معه عناصر استخبارات معه ناس من الحكم المحلي حتى تكون العمليات في ضوء كلها هذه غير موجودة..

غادة عويس: شكراً لواء سأعود إليك. لأنه انضم إلينا الآن السيد فيصل عبد الساتر ضيفنا من بيروت كاتب ومحلل سياسي سيد عبد الساتر هل ما نجد حالياً في دمشق يعتبر تهديداً جدياً للنظام؟

فيصل عبد الساتر: طبعاً أولاً: مساء الخير أعتذر عن التأخير لأنه حصل معي حادث سيارة في طريقي إليكم، حالياً..

غادة عويس: حمد لله على السلامة.

فيصل عبد الساتر: الله يسلمك، ما حدث اليوم في دمشق أعتقد أنه جزء من المسلسل المستمر منذ فترة في الأزمة السورية، هناك محاولة لجر دمشق وباقي المدن الكبرى إلى ما يحدث الآن في سوريا وهناك استعمال لعناصر معينة تزرع الرعب في بقية الأحياء الشعبية ظناً منها بأنها تريد أن تجر باقي الأحياء وباقي المناطق الكبيرة في دمشق إلى ما يحدث الآن في سوريا، أعتقد أنها محاولات سوف تبقى محاولات فاشلة لأنه الذي حدث اليوم هو مجموعة من المسلحين قاموا بنشر الرعب في بعض الأحياء الشعبية في محاولة منهم لجر العامل الفلسطيني والعنصر الفلسطيني إلى الأحداث في سوريا على خلفية تشويه تصريحات السيد جهاد المقدسي الناطق باسم الخارجية السورية عندما صرح بشيء ما عن الموضوع بأن الضيوف في سوريا عليهم أن يكون مثلهم مثل المواطنين السوريين، هناك من عمل على تحريف هذه التصريحات وبالنهاية..

تزايد الضغوط على نظام الأسد

غادة عويس: يعني أنت تدافع عن النظام تشرح لي خلفيات كل طرف وتنحاز إلى جانب النظام، أنا لا أريد الدخول في هذا السجال أريد أن أحلل ما الذي يجري في دمشق ما المتوقع منه؟ هل يشكل تهديداً على النظام؟ أم سيبقى محاولة كما تقول ولماذا سيبقى مجرد محاولة؟

فيصل عبد الساتر: بالطبع ليس الموضوع موضوع انحياز، أنا أقدم لك تحليل ورؤية، هناك محاولة لتوظيف العامل الفلسطيني وجر العامل الفلسطيني إلى ما يحدث في سوريا..

غادة عويس: حتى لو كان كذلك هل سينجح برأيك؟

فيصل عبد الساتر: لا بطبيعة الحال، لأن الشعب السوري أثبت أنه فوق كل هذه الحسابات وفوق كل هذه المؤامرات التي تحدث وبالتالي..

غادة عويس: كيف أثبت ذلك؟

فيصل عبد الساتر: أثبت ذلك لأن الكتلة الشعبية الكبيرة كما قالها السيد لافروف اليوم لا تزال تحتضن النظام في سوريا وبرغم..

غادة عويس: وما شأن لافروف فيذلك! هل ذهب وسأل الناس في منازلهم! هل أجرى استفتاءً؟

فيصل عبد الساتر: نعم لافروف شأنه شأن القطريين والسعوديين يعرف تماماً ماذا يحدث في سوريا؟ مثلما تدعي الجزيرة أنها تعرف ماذا يحدث في سوريا أو العربية أو الـ BBC أو السفارة القطرية أو السفارة السعودية هؤلاء لهم ممثلون على الأرض ولديهم وكالات أنباء ولديهم أيضاً مراسلون ولديهم مغتربون أو جاليات روسية موجودة وبالتالي يقرؤون الواقع من خلال مشاهدات معينة، بالطبع أعتقد أن روسيا يسجل لها باعاً طويلاً في عمل الاستخبارات وهو لا يطلق تصريحات في الهواء الطلق..

غادة عويس: وليست له المصالح يعني وليست له المصالح، على أي حال موضوعنا ليس روسيا هي لديها مصالح مثلها مثل بقية الدول السؤال هو: لماذا لم يستطع هذا النظام حماية شعبه إن كانت فعلاً هنالك جماعات كما يسميها هو إرهابية؟

فيصل عبد الساتر: يعني هذا النظام شأنه شأن أي نظام في العالم عندما تدخل عناصر خارجية عليه وتهدد أمنه ليلاً نهار بوسائل الإعلام وبعناصر موجودة في الساحات وفي المدن وبشراء الضمائر وشراء الذمم ودفع الأموال أعتقد أن أي نظام في العالم ممكن أن يهتز، لكن هل هذا الاهتزاز يشكل ضربة قاضية..

غادة عويس: أن يهتز ولا يقر بفشله؟ على أي حال سنناقش مزيد من ذلك بعد هذا الفاصل إذن ابقوا معنا ضيوفنا الكرام ومشاهدينا إلى بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

سيناريو الحرب الأهلية

غادة عويس: من جديد أهلاً بكم إلى هذه الحلقة والتي تتناول ارتفاع الاشتباكات والقتال الدائر حالياً في قلب العاصمة السورية دمشق والتي وصفت، بأنها الأعنف منذ اندلاع الثورة في آذار مارس من العام الماضي، العقيد مالك الكردي أريد أولاً تعليقاً منك على وصف الصليب الأحمر لما يجري في داخل سوريا بأنه حرب أهلية، ما رأيك؟

مالك الكردي: نحن يمكن أن نقول أن هناك نوعاً من بداية الحرب الأهلية، النظام حاول جر البلاد إلى حرب طائفية أو أن يجر إلى القتال بين الإخوة الفلسطينيين وأشقاءهم السوريين، لكن حتى الآن هو لم ينجح في ذلك إلا في نقاط قليلة تمكن من الجر إلى حرب طائفية في بعض القرى لكن تبقى هذه محدودة، هو يحاول جاهداً من أجل تسعير هذه الحرب..

غادة عويس: يعني ورقة الطائفية هي يلعب النظام بورقة الطائفية هذه الورقة بيده، ما الأوراق بيدكم أنتم حتى تضغطوا بدوركم على النظام وتنتصروا في معركتكم؟

مالك الكردي: نحن دائماً نتجه إلى الوحدة الوطنية، إلى شرح الموقف أمام الشعب إذن هذه ثورة، ثورة شعبية هي ليست ثورة طائفة ولا ثورة فئة مجتمعية، هي ثورة كل الشعب السوري والدليل على ذلك أنها الآن تتسع إلى معظم أرجاء الوطن تتسع  باتجاه الكرد والعرب باتجاه الإسماعيلية والدرزية والسنية باتجاه كل أطياف المجتمع، في السويداء في الحسكة في كل الأماكن هي تتسع، فهذا يدل على أن الشعب السوري بات يدرك حقيقة هذا النظام ويدرك كذبه ومحاولته من أجل ضرب المجتمع بين أطيافه لكنه نقول حتى الآن لم..

غادة عويس: إذن تصر بأنها بداية حرب أهلية وأنتم تدفعون بما وسعكم حتى تتجنبوا هذا السيناريو في داخل البلاد، عملياً وفعلياً في داخل العاصمة دمشق هل ميزان القوى يصب لصالحكم؟

مالك الكردي: بالتأكيد الميزان الشعبي هو في صالح الجيش السوري الحر، كل الشعب في دمشق هو مع الجيش السوري الحر ونعول على ذلك كثيراً، لكن في ميزان الأسلحة بالتأكيد الجيش السوري الحر هو يمتلك الأسلحة الخفيفة، حصل على بعض القطع المتوسطة من خلال المواجهات مع النظام وهذه تساعده على رفع مستوى التوازن أمام النظام، الجيش السوري الحر الآن يتجه خطوات جيدة وممتازة باتجاه تحقيق النصر، النظام في تراجع مستمر في عملية انشقاق لقواه، انشقاق الجيش بشكل كبير، قواته تنهك، أسلحته أصبح لا يوجد من يعمل عليها في معظم الأماكن، لذلك أصبح يصعد باتجاه الأسلحة الثقيلة بشكل كبير، إلى ألا يخلق مواجهة مباشرة مع الجيش السوري الحر لأنه في كل مواجهة يفقد عدداً كبيراً من عناصره سواء كانت قتلى أم انشقاقاً.

غادة عويس: طيب شكراً لك العقيد مالك الكردي. سيد فيصل عبد الساتر هل يمكنك أن تنكر أن هناك مناطق عدة أصبحت خارج سيطرة النظام السوري والآن عندما تنتقل هذه المعارك إلى قلب دمشق هذا يهدد فعلاً النظام، وهناك أنباء حتى أن الرئيس الأسد هو خارج دمشق ويدير معارك من خارجها؟

فيصل عبد الساتر: ليس الموضوع موضوع إنكار أو إثبات، الأزمة في سوريا عمرها الآن سنة ونصف السنة، وأن كثير من الدول في كل العالم تدعم كل هذه الأنواع من الجماعات التي أخذت لنفسها راية..

غادة عويس: سيد فيصل أنت تكرر هذا الاتهام، كل المواليين للنظام السوري يكررونه نريد أن نفهم ما مصلحة هذه الدول كي تدعم بشكل مختصر وسريع، لماذا تدعم هذه الدول عدم الاستقرار في سوريا وحتى لو كانت كذلك أليس فشل من قبل النظام السوري أنه استعدى العالم بهذا الشكل؟

فيصل عبد الساتر: أنا أسأل لماذا تضيقي ذرعاً عندما أريد أن أقدم جواباً! السؤال الأساسي هو موجه لي رؤيتي لما يحدث في سوريا، هل تنكرين أن هناك مائة دولة تعمل على إسقاط النظام في سوريا؟ لكن ما هذا عدد المؤتمرات المستمر والمتكرر ومزيد من الابتزاز للساحة السورية..

غادة عويس: بسبب الدماء سيد فيصل، 17 ألف قتيل وتريدهم أن يتفرجوا؟ لم إذن هنالك مجتمع دولي وقوانين دولية وحقوق إنسان وقانون إنسان واتفاقية جنيف؟

فيصل عبد الساتر: لماذا لم نسمع أي شيء عن حقوق الإنسان في السعودية والعشرات يقتلون يومياً؟

غادة عويس: ما دخل السعودية إذا كان هنالك سيد فيصل إذا كان هنالك مشكلة في السعودية يجب أن تكون هنالك مشكلة في سوريا أيضاً؟

فيصل عبد الساتر: أنت تسأليني سؤال وأنت تجيبين نفسك، أنت تريدين مني جواب أنا أقول: لمصلحة هؤلاء نعم، هناك مصلحة لهؤلاء لأن سوريا هي السد المنيع في وجه السياسات الأميركية والإسرائيلية منذ أكثر من ثلاثين عاماً في المنطقة وآن الأوان لهذه الدول أن تنتقم من سياسة سوريا الخارجية، تريد فك مسار سوريا عن إيران وحزب الله وعن المقاومة في المنطقة تريد أن تحقق أمناً لإسرائيل في هذه المنطقة، تريد أن تثير الحزازيات المذهبية في المنطقة، تريد أن تقوض المجتمعات العربية وتنهار الدول العربية تحت ضربات معينة..

غادة عويس: سيد محارمة اللواء محارمة دائماً ما يتحول الحديث إلى الكلام عن هذه المؤامرة كيف يمكن الرد عليها من جديد؟

عبد الله محارمة: أي مؤامرة؟

غادة عويس: عندما قال السيد فيصل عبد الساتر بأن كل ما يجري الآن مائة دولة ضد سوريا فقط لأنهم يريدون هز ما تسميه هي موقع الممانعة والمقاومة وحلف مع إيران وحزب الله؟

عبد الله محارمة: أعتقد إذا كان هناك مؤامرة على سوريا من دول إقليمية ودول خارجية، المفروض كان في القيادة السورية أن تقطع الطرق على هذه المؤامرة من بداية الأحداث بالانتقال إلى عملية سياسية تشرك فيها الجميع وتمنع هذه الأطراف من جرها إلى معركة مع داخلها وتدمير سوريا بواسطة سوريا، يعني لا أفهم أنا كيف يسمح النظام بتدمير سوريا! وإنجاح ما يعتقد بأنه تدخل خارجي، المفروض إنه قطعت الطريق على هذا التدخل بواسطة عملية إصلاح تبدأ كما تبدأ في كل الدول كعملية دستور..

غادة عويس: وصلت هذه الفكرة أختم معك بهذا السؤال..

عبد الله محارمة: نعم.

المعارضة والاقتراب من حسم المعركة

غادة عويس: هل ما يجري في دمشق الآن مؤشر إلى أن المعارضة باتت أقرب إلى حسم المعركة لصالحها؟

عبد الله محارمة: أنا أعتقد إنه المعارضة وعمليات الجيش الحر التي بدأت تنطلق من منطقة تقريباً شريط عرضه 4 كم على الحدود التركية بعد فتح عناصر الدفاع الجوي التركي على الحدود، أصبحت هناك منطقة عرضها 4-5 كم تنطلق منها عمليات الجيش الحر وعمليات التزويد لعناصر الجيش الحر، ولكن على مساحة الوطن السوري كل هذه العمليات واضحة، فيه تحسن في العمليات شاهدنا عملية تدمير أعداد من الدبابات الاستيلاء على الدبابات. وهذا يعني وجود سلاح مضاد للدرع مثل صواريخ hot أو سلاح مضاد مداه معقول للقتال في المناطق المبنية، شاهدنا أيضاً أسرى شاهدنا عناصر الجيش الحر، هذا كله يشير إلى إنه الجيش الحر الذي يعمل على هذه المساحة الشاسعة من الميدان السوري، البيئة الإستراتيجية السورية بدأ يتحسن أداؤه، أيضاً شاهدنا أنه الجيش الحر ما فيه عمليات قتل لطوائف محددة، القتل حتى الآن محصور في طائفة واحدة وهذا يشير أيضاً إلى أن إستراتيجية ناجحة من الجيش الحر..

غادة عويس: شكراً لك سيادة اللواء المتقاعد عبد الله محارمة خبير عسكري حدثتنا من عمان، أيضاً أشكر نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي حدثنا عبر الهاتف من الحدود السورية التركية، وأشكر من بيروت السيد فيصل عبد الساتر الكاتب السياسي والحمد لله على سلامتك مجدداً سيد فيصل بعد حادث السير الذي واجهته اليوم في طريقك إلينا، شكراً جزيلاً، وبهذا تنتهي حلقتنا من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد، إلى اللقاء.

إعلان

المصدر : الجزيرة