
التعاون العربي الأفريقي
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
غادة عويس: أعرب الرئيس المصري محمد مرسي أمام القمة الإفريقية الأولى التي يحضرها منذ توليه منصبه، أعرب عن أمله في تحقيق التنمية والعدالة وإشاعة القيم الديمقراطية في المنطقة، وشدد مرسي أمام القمة التي يشارك فيها أيضاً نظيره التونسي المنصف المرزوقي شدد على أهمية إنهاء الصراع في الصومال وضمان الاستقرار في مالي وغينيا بيساو وبين شطري السودان، نتوقف مع هذا الخبر لكي نناقشه في عنوانين رئيسين: إلى أي حد يستطيع القادة العرب المنتخبون المساهمة في تجاوز التحديات التي تواجه القارة الإفريقية؟ وما مدى قدرة القيادات الجديدة في دول الربيع العربي على دفع التعاون المتعثر بين العرب و أفريقيا؟
بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وأمير دولة الكويت، انطلقت الأحد قمة الاتحاد الإفريقي التاسعة عشر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عدد كبير من الملفات الملحة طرحت أمام القمة التي يحضرها و لأول مرة رئيس مصري منتخب كما يشارك فيها كذلك الرئيس التونسي المنتخب أيضاً المنصف المرزوقي، وفي انتظار أن تبعث ليبيا إلى المنتدى الإفريقي بزعيمها القادم عبر صندوق الانتخابات يتطلع الكثيرون إلى دور أكثر فاعلية يلعبه زعماء دول الربيع العربي في تنشيط العمل العربي الإفريقي المشترك التي ستنعقد لمتابعته قمة عربية إفريقية تستضيفها الكويت العام المقبل.
[تقرير مسجل]
تعليق صوتي: القمة الإفريقية التاسعة عشر المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بدلاً من مالاوي التي رفضت استقبال الرئيس السوداني عمر البشير المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية استقبلت بحفاوة دول الربيع العربي الإفريقية مصر وتونس وليبيا، حضرت الدول الثلاث بقوة في قمة الإتحاد الإفريقي الثانية خلال هذا العام، سبق للرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب المشاركة في قمة يناير الماضي التي اهتمت بتعزيز التجارة الإفريقية، ولكن مشاركة الرئيس المصري المنتخب حديثاً محمد مرسي خطفت الأضواء خاصة أنه أول رئيس مصري يزور إثيوبيا أو يشارك في قمة إفريقية منذ محاولة اغتيال سلفه الرئيس المخلوع حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995، مرسي نفذ في خطابه أمام القمة مباشرة إلى هموم القارة الإفريقية وحتمية تعاون شعوبها قائلاً: إن الثورة المصرية أعلنت ميلاد مرحلة جديدة في مصر تجعل أفريقيا في مكانها الطبيعي في طليعة اهتمامات الدولة الخارجية، المعروف أن تفاعل مصر والدولة مع الهموم الإفريقية تراجع كثيراً في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، ويقول مرسي الآن إن مصر عازمة على أن تكون محور ارتكاز قوياً وفاعلاً لدعم الأفارقة على طريق تحقيق الاستقرار والتنمية والتقدم، قد يعول الأفارقة على مساعدة فعالة من دول الربيع العربي في ابتداع حلول تحتوي تداعيات انقلابي مالي وغينيا بيساو وتسهم في تحقيق مصالحة حقيقية بين السودان وجنوب السودان، وتتعاطى بفاعلية مع قضايا الأمن ونزع السلاح في محيط دول الساحل والصحراء واستقرار دول القرن الأفريقي خاصة الصومال، ولكن كثيرين يعتقدون أن التعاون العربي الأفريقي يتأثر بالأوضاع العربية الداخلية، وفي الفترة السابقة لم يكن اهتمام العرب حتى الأفارقة منهم بأفريقيا قوياً كما كان أيام دعم حركات التحرر، وربما تسهم نتائج الربيع العربي الآن ولو بطريقة غير مباشرة في خدمة القارة الإفريقية التي تضم ثلثي الشعب العربي والقسم الأكبر من مساحة العالم العربي الجغرافية.
[نهاية التقرير]
الحلول التوافقية لمشكلات القارة الأفريقية
غادة عويس: ولمناقشة هذا الموضوع تنضم إلينا من القاهرة الدكتورة أماني الطويل مديرة الوحدة الإفريقية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، من تونس الدكتور مراد اليعقوبي رئيس مركز تونس للدراسات الاستشرافية، كما ينضم إلينا هنا في الأستوديو الدكتور صلاح الدين الزين مدير مركز الجزيرة للدراسات، أبدأ معكِ دكتورة أماني إلى أي حد يعزز وجود قادة عرب منتخبون بعد ثورات عربية التعاون الذي طال انتظاره بين العرب والأفارقة؟
أماني الطويل: بالتأكيد هي يعني إشارات رمزية لبداية تغيير في السياسات المصرية على الأقل تجاه إفريقيا أيضاً يؤشر لاهتمام تونسي بإفريقيا، وأظن أن تونس قد خطت خطوات في هذا الأمر، لكن الحقيقة الإشارات الرمزية الحالة في إفريقيا الآن قد تجاوزتها كثيراً لأن الأفارقة قد تلقوا إشارات رمزية كثيرة قبل ذلك لكن لم يحقق العرب في الحقيقة تعاون حقيقي بين العرب والأفارقة، كما لم تدع الآليات المناسبة لمثل هذا التعاون، الواقع على الأرض يقول نحن بحاجة أولاً إلى سياسات، إلى آليات، إلى تنسيق عربي عربي، فيما يتعلق بالسياسات إزاء إفريقيا، لأن الحقيقة هناك شكل من أشكال التناقض الثانوي في المصالح العربية إزاء أفريقيا، المصالح الخليجية في إفريقيا مختلفة تماماً عن مصالح شمال، دول شمال أفريقيا العربية، في القارة الأفريقية، قدر من التناقض الثانوي خصوصاً فما يتعلق بالموارد وأهمها المياه، فالبيت العربي في الحقيقة يحتاج أولا إلى أن يرتب أوراقه إزاء إفريقيا بشكل من أشكال التنسيق حتى يستطيع أن يجني أرباحاً في هذا المضمار أما قبل هذا التنسيق أنا أتوقع أن يكون هناك تنافساً مضرا ً للمصالح العربية في إفريقيا.
غادة عويس: دكتور اليعقوبي هل ترى ما قالته الدكتورة أماني قريب تقريباً إلى الواقع أن يكون هنالك تنافس يؤثر سلباً؟
مراد اليعقوبي: الحديث عن تنافس يبدو مبالغ نسبياً لأنني أرى أنها كانت تقصد بذلك دول أخرى غير تونس ومصر لكن ما أراه الآن هو نوع من التنسيق الكبير إلى أبعد درجة فمثلاً الدكتور المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية زار مصر عن قصد وإرادة في التنسيق كما أنه في مصر التقى بجملة من القادة السياسيين الذين غير موجودين في السلطة مثل العريان أو صباحي أو غيرها مثل الدكتور مهدي هذا يدل على أن هناك بداية نظرة إستراتيجية للمشاكل والأزمات العربية في العلاقة بالوضع الأفريقي وأن هناك حداً أدنى من التنسيق بين القيادات المنتخبة في الربيع العربي ولاسيما مشكلة المياه لأنه يبدو أن هناك وعي أن الأمن المائي المصري ليس أمن 80 مليون مصري فقط وإنما هو أمن كل الشعوب العربية وبالتالي من الواضح أن بداية التنسيق تبدو في الاتجاه الصحيح ومن الواضح أيضاً أن هناك رؤى متشابهة من خلال الخطابين اللذين وجهاهما في ضمن هذه القمة اتضح أنه هناك تقارب كبير في وجهات النظر وإن شئتم أن ندخل في تحليل الخطابين أو الكلمتين اللتين تم إلقائهما ممكن أن..
غادة عويس: في سياق الحلقة صعب..
مراد اليعقوبي: يمكن أن نقف على هذا التوازن..
غادة عويس: سأعود إليك لنسجل ملاحظاتك على هاتين الكلمتين دكتور صلاح الدين هل هذا التعاون في الاتجاه الصحيح تراه؟
صلاح الدين الزين: نعم شكراً جزيلاً، أعتقد أن النقطة الأساسية التي يجب أن ننتبه لها هو وجود حجم التحدي الذي ينتظر القادة الأفارقة العرب الجدد في شمال إفريقيا في أنهم يعيدوا تأكيد انتمائهم للقارة الإفريقية، وأنا أقول هذا بصراحة لأنه في العقود الأخيرة الدول العربية في شمال إفريقيا كأنها أدارت ظهرها عن قصد أو غير قصد لبقية القارة الإفريقية جنوب الصحراء، وأعتقد أن حتى الثورات العربية قُدمت على أساس أنها ثورات عربية مع أن أول ثلاث رؤساء سقطوا هم من شمال إفريقيا ولم يشار حتى في إنه جزء من إفريقيا، هذه النقطة أنا أعتقد هي المنطلق الأساسي، دول شمال إفريقيا الآن أمامها تحدي كبير لإعادة تأكيد الانتماء للقارة، وهنالك مصالح عربية في شمال القارة ولكن أيضاً إفريقيا نفسها تحتاج لهذه الدول، مصر تاريخياً لعبت أدوار هامة في فترة جمال عبد الناصر، وبعد ذلك غابت مصر، إفريقيا تريد من دول شمال إفريقيا أن يكونوا حاضرين في كل قضايا القارة الإفريقية سواء في قضايا النزاعات في المواقع المختلفة الأزمات التي تعيشها إفريقيا، مصالح إفريقيا على الساحة الدولية تريد أن ترى وجود وحضور لدول شمال إفريقيا وأعتقد أن هذا هو ما يمكن أن يفتح أبواب كثيرة للمستقبل ولكن يجب أن لا ننسى الأدوار الأخرى التي يمكن أن تقوم بها دبلوماسية غير رسمية سواء كانت أجهزة الإعلام المثقفين، النخب السياسية الأخرى، إعادة اللحمة مع هذا الجزء من القارة الإفريقية.
القادة العرب والتكامل الإقليمي في أفريقيا
غادة عويس: دكتورة أماني كيف يمكن تصحيح أخطاء الماضي بالنسبة للتعاون العربي الأفريقي يعني القادة العرب لن يستفيدوا من مقومات القارة الأفريقية كيف يمكن تصحيح ذلك؟
أماني الطويل: دعيني أولاً أن أوضح أنني قلت عن التناقض الثانوي أن هناك تناقض ثانوي بين الدول العربية الخليجية وبين الدول العربية في شمال أفريقيا وليس بين مصر وتونس، هناك تقارب في المصالح بين مصر وتونس في إفريقيا هذه مسألة، المسألة الأخرى فيما يتعلق بكيف؟ الحقيقة بناء الجسور أول مسألة لأن الحقيقة الجسور مقطوعة ولعلك تلاحظين سيدتي أن القمم العربية الأفريقية أول قمة كانت 1977، ثاني قمة كانت 2010 نحن نتحدث عن ثالث قمة ربما هذا العام، خلال أكثر من 40 عام ثلاث قمم يعني أن ليس هناك جسوراً للتفاهم والتواصل والتعامل حتى واكتشاف المصالح، هذه مسألة، المسألة الأخرى هي أننا يجب ننتبه كعرب أنه إذا كانت إفريقيا في الخمسينات والستينات مفتوحة على دور مصري قائد فإنها الآن لاعبين كثر في الحقيقة، هناك اللاعبين البرازيليين، الهنود، والصينيين، هؤلاء هم اللاعبون الجدد، وهناك اللاعبون التقليديون الذين هم قوى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكذا، هناك صراع هائل على الموارد في إفريقيا وخصوصاً في منطقة حوض النيل التي هي ملتقى مصالح عربية خليجية، وعربية من شمال إفريقيا هذه مسألة مهمة جداً، الساحة لم تعد خالية للعرب وبالتالي التحديات كبرى للعرب الحقيقة في هذا الأمر، المسألة الثانية أنه نحن نحتاج أولاً إلى سياسات وآليات لتنفيذ هذه السياسات، نحن حتى الآن نسمع من الرؤساء العرب خطب رنانة إشارات طيبة لكن ليس هناك آليات محددة ليس هناك مثلاً هيئات للتخطيط المركزي للتعاون مع إفريقيا، وأقصد هنا مؤسسات قطرية وليست مؤسسات عابرة للقطرية أو مؤسسات عربية، ليس لدينا آليات للاستثمار المباشر في إفريقيا، الاستثمار المباشر من إفريقيا يأتي من دول الخليج غالباً من شركات رجال أعمال أفراد وأيضاً يأتي من مصر على نطاق محدود، لكن استثمارات هائلة تلبي حاجات تنموية حقيقية لدى الأفارقة غير موجود في الحقيقة، المسألة الثالثة المساعدات التنموية، مساعدات الخبرات، انتقال الخبرات، هذه مسائل مهمة للدول الإفريقية نجد نفسنا وخصوصاً في مصر غائبون، التجارة البينية، كان هناك قمة إفريقية في مطلع هذا العام حول التجارة البينية لكي أن تتخيلي سيدتي أن دولة مثل إثيوبيا مثلاً حجم تجارتها البينية مع إسرائيل ضخمة جداً على الرغم من أن مصر تملك، وتستطيع أن تصدر بعض هذه السلع إلى إثيوبيا ربما بأسعار أفضل وأيضاً ربما بجودة أفضل، يعني لا نعرف عن إفريقيا الكثير لم نخطط ليس لدينا الآليات وأيضاً في الملعب لاعبون آخرون لديهم خطط جاهزة وتمويلات هائلة وقدرة على الحصول على الموارد الإفريقية التي هي محل الصراع الآن.
غادة عويس: فعلاً دكتورة، أسئلة كثيرة في مكانها الصحيح وضعتها سأنقلها إلى ضيفي في هذه الحلقة ولكن بعد هذا الفاصل فرجاءاً ابقوا معنا، فاصل قصير نعود بعده لمتابعة هذه الحلقة من ما وراء الخبر عن التعاون العربي الإفريقي.
[فاصل إعلاني]
القيادات الجديدة وقدرتها على تعزيز التعاون العربي الأفريقي
غادة عويس: أهلاً بكم من جديد إلى حلقتنا التي تتناول الدور الذي يمكن أن تلعبه أو يلعبه رئيسا تونس ومصر المنتخبان في تنشيط التعاون العربي الإفريقي دكتور اليعقوبي ضيفي من تونس، دكتورة أماني أشارت إلى نقاط عدة قالت الخطى الضعيفة والآليات غير موجودة لدور فاعل تلعبه الدول العربية لاسيما الموجودة في الشطر الإفريقي كتونس وليبيا ومصر في قضايا ملحة جداً إن كانت سياسية أو اقتصادية أو تنموية أو تعليمية ليس أقلها قضية الصحراء الغربية مثلاً، قضية دارفور، قضية سودانين، قضية الحرب في الصومال، قضية المشاكل في اريتريا في إثيوبيا كل ذلك تنقصه آليات ورؤية واضحة لاسيما من الدول كما ذكرت لك الموجودة في داخل القارة؟
مراد اليعقوبي: يا سيدتي يجب أن ننتبه إلى أن هناك أوضاع جديدة في المنطقة، ولاسيما في الدول التي عرفت تحولات كبيرة فيما نعبر عنه بالربيع العربي ولا بد من القول أن طريق الألف خطوة تبدأ بخطوة، فيمكننا أن ننظر إلى الجانب المليء من الكأس إن شئت يعني مثلاً الرئيس المصري ربما لم يكتشف بعد القصور أو مختلف غرف قصره الرئاسي، الرجل لم تمر على توليه إلا أيام، أما الرئيس التونسي فهو لم يتجاوز بضعة أشهر ومع ذلك نعتبر أن هذه الخطوات في الاتجاه الصحيح، ومن خلال ما قالوه في هذه المؤسسات وما عبروا عنه من خلال التوجهات والمشاركة بمستوى عال من التمثيل لأننا نعلم بأن مصر منذ 17 سنة لم تمثل بهذا المستوى، كما أن تونس كانت شبه غائبة، وهذا كلام المرزوقي نفسه وهو حقيقة عملية يمكن التأكد منها كانت لم تكن تمتلك سياسة إفريقية، فوجود رئيسين منتخبين اليوم ذهبا إلى هناك وهما غير عسكريين بل الرجلان مثقفان ولديهما مواقف سياسية..
غادة عويس: كنت تقول بل الفاصل بأنك ستعلق على خطابيهما ما أكثر استوقفك في تلك الكلمتين باختصار؟
مراد اليعقوبي: مثلاً بالنسبة إلى الرئيس المصري تحدث كثيراً عن وجود عائلة إفريقية كما أنه وضع إفريقيا في مواجهة أوروبا من ناحية النظر إليهم، فقال: إن القوى الأوروبية أو الرأسمالية الكبيرة ليست قوى جدية باعتبارها قوى مالية ولكنها تعاني من أزمة في حين أن إفريقيا لها إمكانات النهوض والتحول إلى قوى كبرى؛ يعني من ناحية الثروات البشرية والثروات المادية الطبيعية، من جهة أخرى أكد على ضرورة التكامل وهذا اتجاه جديد، لأن المسألة لم تعد المشاركة العربية تقتصر على الكلام السياسي والمواقف العربية، وإنما الدخول إلى مسائل علمية مثلاً اقتراحه مسألة التكامل الاقتصادي وبناء خط من كيب تاون إلى الإسكندرية وما إلى ذلك، وكذلك حديثه على توسيع الديمقراطية لتشمل طريقة اختيار المؤسسات المسيرة للاتحاد الإفريقي، كل هذا في صميم المشاركة العربية الفعالة وهي تدل في حدها الأدنى على أن هناك نوعاً من الالتزام ببناء سياسة عربية جيدة مرتبطة بمشاكل المنطقة ومرتبطة بمشاكل العرب، ملاحظة أخرى سيدتي أرجو أن تسمحي لي بها أن مصر ذهبت هناك وأنها بالنسبة إلى مشكلة المياه التي أشارت إليها الدكتورة وفي نطاقها مجموعة من الملفات وليس أدل على ذلك مرافقة وزير الري السيد قنديل والملفات التي أخذوها إلى هناك يعني يريدون فض هذه النزاعات، وهذه الاتفاقيات الإطارية التي أمضت عليها بعض الدول الإفريقية دول الحوض بصورة منفردة فهناك رغبة في تشريك مصر، وهناك لجنة ثلاثية بين الدول يعني إثيوبيا، مصر، السودان وهذه اللجنة لها التزامات واضحة وفي لقائها القادم في سبتمبر/أيلول سترسل لجنة لمعاينة الوقائع، نعم..
غادة عويس: ملاحظاتك على الكلمة الثانية بشكل سريع لو سمحت.
مراد اليعقوبي: بالنسبة إلى كلمة السيد المرزوقي أولاً لاحظ أن، وهذه حقيقة، لاحظ أن الحضور التونسي كان مفقوداً وهذا طبيعي جداً نظراً لأن النظام السياسي الذي كان موجود ولكن هذا الغياب يعكس أن السياسات التي كانت موجودة في الدول العربية لم تكن أكثر من انعكاس لقرارات خارج الوطن العربي يعني قرارات أميركية أو أوروبية حتى الإتحاد نفسه لم يكن يمثل معظم مهام الإتحاد مرتبطة بتدخل عسكري في المناطق التي يوجد فيها تحرك التيارات الإسلامية بحيث في عدة مجالات تحول إلى أداة لحل المشاكل برؤية أميركية ما طرحه الزعيمان اليوم هو ضرورة النقاش وحل المشاكل بالحوار وضرورة التدخل في هذه المسائل بصورة فعلية وعملية.
غادة عويس: شكرا لك، دكتورة أماني بشكل سريع جداً قبل أن أعطي الفرصة لضيفي في الأستوديو لأن يعني تحدث مرة واحدة ألم يقنعك كلام الدكتور اليعقوبي يعني أشار إلى نقاط مهمة والمهم هنا أيضاً أنه ينبغي عدم الاستعجال لأنهما منتخبان حديثاً؟
أماني الطويل: يعني دعيني أقول لكِ أنه نحن لا نحمل الرئيسين أي مسؤولية في هذا الأمر، لكننا نحاول أن نقرأ المشهد ونقرأ تحدياته ربما نكون أكثر إدراكاً لهذه التحديات وبالتالي القدرة على النجاح يعني الصورة الوردية مطلوبة والتفاهم مطلوب، لكن أيضاً قراءة تفاصيل المشهد وطبيعة التحديات ديت، أظن أنها مسألة مطلوبة أنا لو أخذت تطبيق حالة على الحالة السودانية مثلا، أظن الدكتور صلاح يمكن أن يضيف إليها، لدينا دولتين لديهم مصالح إستراتيجية أن يتعاونا، عدم التعاون يهدد النظامين، ولكنهما لم يتعاونا بسبب انقسامات عرقية وتاريخ من الحروب الأهلية هذه حالة متكررة في إفريقيا، مثلاً الحالة في الصومال، الحالة في الصومال متقاطع معها مصالح دولية وإقليمية لم يفعل العرب دورهم هناك وبالتالي نحن الخاسرون هناك، أن البحر الأحمر مهدد أو هو تحول إلى منظومة أمنية معادية للمصالح العربية، هذه مسألة حلت، كيف نتصرف فيها؟ يعني أنا أقصد أن النوايا جيدة لكن لدينا حالات لم يثبت أن المصالح الأساسية أو الإستراتيجية للأطراف قد تكون دافعاً لتحقيق هذه المصالح وتحقيق المكاسب، تكون المصالح حلت ومطلوب التعامل معها لكن يتم التعامل معها طبقاً لتاريخ من الثأر أو الحروب أو الانقسامات بشكل غير منطقي كالحالة السودانية مثلا.
مدى تأثير غياب القذافي على الوضع الأفريقي
غادة عويس: شكرا لكِ دكتورة إذن دكتور صلاح الدين سأختم معك ما تبقى من الوقت تحدثت مرة واحدة أنا آسفة، أشار إن كان الدكتور اليعقوبي أو الدكتورة أماني إلى دور الرئيسين المصري والتونسي وهما منتخبان حديثا لم ينتخب بعد رئيس في ليبيا كان القذافي مهيمناً على الصورة الإفريقية كان يقول أنا ملك ملوك إفريقيا الآن غيابه كيف تقرأ الصورة في غيابه وكيف أثر غيابه؟
صلاح الدين الزين: شكراً جزيلاً على إثارة هذه النقطة، أنا أعتقد أنه هذه عقدة العلاقات ما بين شمال إفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء في المرحلة المقبلة هي علاقة ليبيا في الوضع، يجب أن نذكر الدور الذي قام به القذافي في آخر 10 أعوام تقريباً سواء أكان من رعايته للإتحاد الإفريقي تمويله لمشاريع بنية أساسية في عدد كبير جداً من الدول الإفريقية، وتقديم نفسه كملك ملوك إفريقيا وله شعبية واسعة جداً في دول إفريقيا، عندما سقط القذافي وقتل بالطريقة التي قتل بها هذه أثارت مشاعر لدى الأفارقة، هناك أناس كثيرين تعاطفوا مع القذافي هناك قضية ما سمي بالمرتزقة الأفارقة والمعاملة التي تعرض لها بعض الأفارقة في ليبيا، كل هذه أشعلت مشاعر سلبية ليست لدى الحكومات فقط ولكن لدى النخب ولدى الشعوب في عدد من بلدان القارة الإفريقية، الآن التحدي أمام..
غادة عويس: حساسية تجاه من؟ تجاه من أسقط القذافي يعني؟
صلاح الدين الزين: تجاه أي نعم لأنهم ينظروا إلى قضية إسقاط القذافي لا ينظروا لها أنها ثورة شعبية هم ينظروا لها أنها إعادة استعمار القارة الإفريقية ..
غادة عويس: ما حجم هذه النقطة هي على نطاق ضيق؟
صلاح الدين الزين: في عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء، دولة مثل جنوب إفريقيا مثلاً خرجت مظاهرات تطالب بنقل جثمان القذافي وإعادة دفنه في ضريح له في جنوب إفريقيا..
غادة عويس: القذافي، ماذا أفاد إفريقيا؟
صلاح الدين الزين: لأنه قدم أموال، الفذافي استثمر أموال ليبيا بحجم ضخم جداً في عدد من الدول الإفريقية، في الدول عندما اتخذ قرارات في مجلس الأمن أيام القذافي بالحظر على التعامل مع الأموال الليبية أعربت عن مخاوفها أنها إذا طبقت هذه العقوبات بنوكها المركزية سوف تغلق، هنالك استثمارات بعشرات البلايين من الدولارات في عدد من الدول الإفريقية.
غادة عويس: ولكن الحكم الجديد في ليبيا لم يقل للحظة أنه سيقطع الطريق على كل هذا الاستثمارات.
صلاح الدين الزين: نعم ولكنهم ينظر أنهم أتوا مع الناتو وهنالك مخاوف..
غادة عويس: الناتو خرج.
صلاح الدين الزين: نعم ولكن هذه النقطة يجب أن القادة الجدد في ليبيا يسعوا إلى إعادة اللحمة والتواصل مع إفريقيا هذه..
غادة عويس: أو ربما توضيحها كي لا تكون نظرة خاطئة للحكم الجديد في ليبيا..
صلاح الدين الزين: عدد من الدول الإفريقية لما يكونوا ينظروا إلى القذافي يعني القذافي بالنسبة لهم بطل، لا يروا ما كان يفعله القذافي في ليبيا مثلا، ما كانوا يروا ذلك هم يروا الوجه الآخر للقذافي الذي قدم..
غادة عويس: ربما كانت صداقاته مع حكام إفريقيين آخرون لا يقولون عنه دكتاتورية وتصرفات غريبة هذا أيضاً يؤخذ بالاعتبار.
صلاح الدين الزين: أيضاً هو أحدث اختراقات في القطاعات الشعبية يعني القذافي كان يمول يعني مثلاً بناء مساجد ومؤسسات دعوية إسلامية وكان يرعى أنشطة مدنية كثيرة جداً أوجدت له شعبية الآن هذه النقطة..
غادة عويس: طيب باختصار كيف يمكن ملئ هذا الفراغ إذن؟
صالح الدين الزين: أنا أعتقد النقطة الأولى يجب أن ننتبه أن الجسم الذي يمثل الإتحاد الإفريقي الآن يعمل من خلال مكونات إقليمية في الجنوب الإفريقي هنالك تجمع SADC في غرب أفريقيا هناك تجمع ECOWAS في شرق ووسط أفريقيا هنالك تجمع، شمال أفريقيا التجمع الذي يجمع دول شمال إفريقيا ليس مفعلاً ولذلك هنالك فراغ عندما تأتي أي قضية في إفريقيا هذه التجمعات الإقليمية تساهم، ولكن دول شمال أفريقيا ليس لديها جسم واحد من خلاله، في الواقع هذا يجب أن يعاد النظر فيه ربما المسائل التي يقوم بها الرئيس التونسي حالياً في إعادة إحياء الإتحاد المغاربي قد يساعد كثيرا في ذلك، النقطة الثانية التي أريد أن أشدد عليها هي ضرورة تفعيل الحضور العربي في قضايا القارة الإفريقية بأسرها يعني العرب يجب أن ينظر لهم أنهم قادمون لأفريقيا فقط من أجل الاستثمار فيها ولكن هم جزء من هذه القارة..
غادة عويس: جزء من النسيج.
صلاح الدين الزين: نسيج القارة التي يساهم في حل مشاكلها ومعالجة قضاياها.
غادة عويس: شكراً جزيلا لك الدكتور صلاح الدين الزين مدير مركز الجزيرة للدراسات، أيضاً أشكر الدكتورة أماني الطويل مديرة الوحدة الإفريقية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وأشكر من تونس الدكتور مراد اليعقوبي رئيس مركز تونس للدراسات الاستشرافية، وأشكر متابعتكم بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله فيما وراء خبر جديد إلى اللقاء.