صورة عامة - ما وراء الخبر 11/07/2012
ما وراء الخبر

دلالات زيارة مرسي للسعودية

تسلط الحلقة الضوء على دلالات زيارة مرسي للسعودية والتي تأتي تلبية لدعوة العاهل السعودي لمناقشة عدد من الملفات الثنائية والإقليمية التي تهم البلدين.
غادة عويس
غادة عويس
عمرو دراج
عمرو دراج
خالد الدخيل
خالد الدخيل

غادة عويس: يزور الرئيس المصري محمد مرسي المملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه نهاية الشهر الماضي، ومن المنتظر أن تناقش الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة العاهل السعودي عددا من الملفات الثنائية والإقليمية التي تهم البلدين،  نتوقف مع هذا الخبر لكي نناقشه في عنوانين رئيسين: ما الرسالة التي يحملها اختيار مرسي السعودية محطة لأولى زياراته الخارجية؟ وما أهم القضايا التي تنتظره فيها؟ وما مدى أهمية نتائج زيارة مرسي للسعودية في الكشف عن معالم سياسته تجاه القضايا الخليجية والعربية الراهنة؟ 

بعد أقل من أسبوعين على توليه منصبه رسميا وفي خضم ملفات داخلية شديدة التفاعل والتعقيد اختار الرئيس المصري محمد مرسي التوجه إلى المملكة العربية السعودية في زيارة هي الأولى التي تحمله خارج البلاد. عدد من القضايا والملفات والثنائية والإقليمية ستكون حاضرة في زيارة مرسي إلى السعودية لكن ولأن بدت نتائج بحث هذه القضايا والملفات مهمة في حد ذاتها، فإنها تكتسب أهمية زائدة كونها تعتبر من الناحية الأخرى مقياسا لقدرة زائر جدة على تبديد شكوك طالما تراكمت بين دول الخليج وحركة الإخوان المسلمين الحاضنة الفكرية والتنظيمية التي جاء منها. 

إعلان

[تقرير مسجل] 

طارق تملالي: محادثات مع المسؤولين السعوديين وأداء مناسك العمرة ولقاء بالجالية المصرية، كل ذلك في نحو أربع وعشرين ساعة، رغم قصر جولة الرئيس محمد مرسي فإنها تحمل أبعادا رمزية وتنشط حسابات بعضها قديم، قبيل الزيارة نشرت صحيفة سعودية صورة للشيخ الراحل حسن البنا يقبل يد الملك الراحل عبد العزيز آل سعود، فهم ذلك بأنه محاولة لتأكيد الريادة السعودية، لن تزعج صورة مشهد قوامه صور متتابعة من العلاقة القديمة، كان صلة الرياض بالإخوان المسلمين بصفتهم جماعة محظورة وجد بعض أعضائها ملاذا في السعودية رغم الحساسية السلفية الإخوانية المتبادلة تنافسا على النفوذ، جماعة اتهمت خليجيا بتأييد احتلال الكويت، عندما كانت الوشائج متينة بين الرياض والقاهرة في عهد حسني مبارك كان ينظر بعين الريبة إلى التقارب بين جماعة الإخوان المسلمين وإيران، والآن هل يمكن تصور علاقة الرياض بالدولة المصرية من دون مرورها بالجماعة التي انبثق منها رئيس تلك الدولة، في الربيع الماضي أغلقت الرياض سفارتها وقنصليات لها في مصر بعد مظاهرات طالبت بالإفراج عن محام مصري أعتقل في السعودية بتهمة حيازة أدوية يحظر تناولها دون وصفة طبية، ذلك جزء من ملف ينتظر الرئاسة المصرية: المحبوسون في السعودية، إضافة إلى قضايا مليون ونصف المليون مهاجر مصري، اقتصاديا يتوقع أن يبعث مشروع جسر البحر بين البلدين بطول خمسين كيلو مترا وأن لا تنقص الاستثمارات السعودية البالغة حاليا سبعة وعشرين مليار دولار، علما أن التبادل التجاري وصل إلى خمسة مليارات دولار بعد أن كان مليارا 300 مليون فقط في ،2005 أما على الصعيد الإقليمي فالاتفاق أكبر، طمأن مرسي دول الخليج بأن بلاده لا تصدر الثورات إلى أحد، وقال إن أمن الخليج خط أحمر، رسالة أحد مستقبليها إيران، وبشأن الأزمة السورية يؤيد الطرفان مطالب الشعب السوري المنتفض لكن السعودية ليست غافلة عن مستقبل يكون فيه الإخوان السوريون طرفا أساسيا بعد أي تغيير محتمل.

إعلان

 [نهاية التقرير] 

أبعاد زيارة مرسي إلى السعودية

غادة عويس: ولمناقشة هذا الموضوع معنا من القاهرة الدكتور عمرو دراج مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة وأيضا من الرياض الدكتور خالد الدخيل الأكاديمي والباحث السياسي السعودي، أهلا بكما أبدأ معك دكتور دراج ما الرسالة التي تحملها هذه الزيارة الأولى لمحمد مرسي إلى السعودية؟ 

عمرو دراج: بسم اله الرحمن الرحيم، زي ما حضرتك ذكرت في المقدمة هي زيارة تأتي في وقت بالغ الأهمية، هذه أول زيارة خارجية يقوم بها الدكتور محمد مرسي اللي هو يعتبر أول رئيس مصري منتخب انتخابا حرا نزيها شفافا من الشعب المصري في أعقاب الثورة المصرية بعد عهود طويلة من غياب هذه العملية الديمقراطية، يعني عندما تكون المملكة العربية السعودية هي أول محطة يعني خارجية للرئيس المصري المنتخب فهذه رسالة واضحة توضح أهمية العلاقات السعودية المصرية سواء بالنسبة للإدارة المصرية الجديدة أو بالنسبة للشعب المصري بوجه عام، ويعني لا يمكن إغفال هذا التوقيت إطلاقا رغم الانشغال الشديد للدكتور مرسي وللرئيس في الملفات الداخلية الملتهبة الموجودة حاليا، لكن ذلك لم يمنعه من تلبية الدعوة الكريمة التي أرسلها إليه شقيقه الملك عبد الله. 

غادة عويس: دكتور الدخيل كيف تفهم السعودية هذه الخطوة من قبل الرئيس المصري الجديد؟ 

خالد الدخيل: أنا أعتقد أنه طبعا أنا لا أتكلم عن الجانب الرسمي لكن أتصور أنها مفهومة بالسعودية أنها زيارة طبيعية وتؤكد علاقات طويلة جدا بين السعودية وبين مصر، وتؤكد الحقيقة فيما يتعلق بالسعودية ومصر تحديدا هما الدولتان العربيتان الكبيرتان الوحيدتان التي تتمتع كل منهما في هذه المرحلة المضطربة بدولة متماسكة وباستقرار سياسي، المنطقة في حاجة ماسة جدا إلى تطوير وتفاهم سعودي مصري لضبط الأوضاع في المنطقة، مصر في حاجة إلى السعودية والسعودية في حاجة إلى مصر خاصة في هذه المرحلة، العالم العربي كما تعرفين الآن يمر بمرحلة انتقالية مفترضة سوف تتحقق نتيجة لها تغيرات كبيرة سواء فيما يتعلق بالدول، فيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية والتحالفات على مستوى المنطقة، يعني دول كبيرة الآن مثل سوريا والعراق واليمن والسودان مضطربة بشكل مخيف، وبالتالي أنا أعتقد بأن التفاهم السعودي المصري في هذه المرحلة ضروري في مصلحة المنطقة وفي مصلحة السعودية وفي مصلحة مصر دون أن أدخل في التفاصيل مع بداية الحديث حاليا. 

إعلان

غادة عويس: صحيفة فايننشال تايمز مثلا قالت إنها رسالة لتبديد المخاوف التي نشأت من جراء الشكوك لأن هناك تعاونا ما بين حركة الإخوان المسلمين التي انبثق منها الدكتور مرسي وبعض الحركات الإسلامية المعارضة في منطقة الخليج ما رأيك؟ 

خالد الدخيل: لا ما أعتقد، أعتقد إن قضية العلاقة بين مصر أو بين الإخوان تحديدا وبين السعودية ودول الخليج دخلها كثير جدا من الإشاعات والكثير من سوء الفهم، هناك اختلافات لا شك كانت موجودة وهي خلافات نشأت في الأساس في تسعينيات القرن الماضي، لكن يجب أن نتذكر أن العلاقات السعودية مع الإخوان مرت بمراحل ثلاث والآن تدخل المرحلة الرابعة، كانت العلاقات متميزة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، وكانت العلاقات متميزة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي المرحلة الثالثة هي مرحلة التسعينات، نحن الآن ندخل المرحلة الرابعة وهي مرحلة يتولى فيها الإخوان رئاسة الجمهورية والأغلبية في البرلمان على الأقل المنحل فبالتالي نحن أمام مرحلة جديدة الإخوان سيكون لهم موقف مختلف عما كان موقفهم عندما كانوا في المعارضة لأكثر من ثمانين سنة، المنطقة تغيرت العالم تغير الدول تغيرت، لا يجب أن نبني الرؤية لهذه العلاقات على أساس ما كان في الماضي أنا أتصور أنه يجب أن نتجه إلى المستقبل. 

غادة عويس: دكتور دراج هل توافق الدكتور الدخيل الرأي بأن العلاقات الآن يجب أن تتغير عما كانت عليه في الماضي لاسيما في التسعينيات هل سيكون موقف الإخوان مختلف عما كان عليه عندما كان لا يزال في المعارضة؟ 

عمرو دراج: أنا والله أتفق مع تقريبا كل ما ذكره الدكتور الدخيل، نحن الآن عندما نتحدث عن العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية لا نتحدث عنها بصفتها علاقة فقط ما بين الإخوان المسلمين والمملكة العربية السعودية، نحن الآن نتحدث عن رئيس مصري يعني على قمة أو على رأس هرم السلطة التنفيذية في مصر وبالتالي السياسة التي سينتهجها والعلاقات التي سيبنيها مع مختلف دول العالم وعلى رأسها طبعا المملكة العربية السعودية هي يعني علاقة تعبر عن مصالح واهتمامات الدولة المصرية وليس مصالح واهتمامات جماعة الإخوان المسلمين أو أي جماعة أو أي حزب آخر أو حزب الحرية والعدالة الذي يعني نشأ منه الرئيس، ولكن نحن الآن نتكلم عن مؤسسة الرئاسة وعن الدولة المصرية بشكل عام، وأنا يعني أوضح إني أنا حقيقة أنا مسؤول في حزب الحرية والعدالة ولكني لا أتحدث أيضا باسم مؤسسة الرئاسة لأنه الرئيس محمد مرسي الآن هو رئيس لكل المصريين ويعبر أساسا عن التوجهات العامة للدولة المصرية بشكل عام، واضح أن هذه التوجهات هي توجهات تضع العلاقة مع المملكة العربية السعودية على رأس أولوياتها بدليل أن هذه الزيارة هي زيارة زي ما ذكرت هي أول زيارة خارجية للرئيس المصري المنتخب، وبالتالي فهذا هو المنظور الحقيقة الذي يجب أو ينبغي أن ننظر من خلاله إلى هذه العلاقة سواء كان الإخوان المسلمون في الصورة في العلاقة أو لا يكون في الصورة. الإخوان أو حزب الحرية والعدالة هم أحد الأحزاب والإخوان أحد التنظيمات الشعبية الموجودة في مصر والعلاقات الشعبية إنشاء الله سوف تكون أنا متصور أنها تكون على مستوى عال لأن النظام مع المملكة العربية السعودية بشكل خاص ومع دول الخليج بشكل عام، لأنه الحقيقة كان في مشكلة أن النظام السابق في مصر كان بينتهج سياسة تخويف وتفزيع للعالم كله وسواء للداخل في مصر أو خارج مصر في الدول العربية أو في شتى أنحاء العالم من الإسلاميين بشكل عام وكان كثيرا من الانطباعات الخاطئة.. 

إعلان

غادة عويس: يعني  هل يذهب ليصحح هذه الانطباعات؟ 

عمرو دراج: أنا بدون شك.. لأنه هذه الانطباعات مبنية أصلا على معلومات خاطئة كان ينتهجها النظام المصري السابق لكي يعني يضمن بقائه على هرم السلطة وكان يعني يستخدم سياسة التخويف والتفزيع هذه لكي يعني يضمن بقاء المعارضة الإسلامية اللي هي أنشط حركات المعارضة في مصر بعيدا عن أي نفوذ أو أي علاقات إيجابية مع أي من دول العالم أو حتى.. 

غادة عويس: طيب. 

عمرو دراج: عن الدخل المصري. 

غادة عويس: سنناقش كيف سيصحح هذه الانطباعات وإلى أي حد ستعكس نتائج زيارة مرسي للسعودية معالم سياسة خارجية على المستويين الخليجي والعربي ككل، ولكن بعد فاصل قصير فابقوا معنا. 

[فاصل إعلاني] 

علاقات مصر بالخليج والعالم العربي في الفترة المقبلة

أهلا بكم من جديد في حلقتنا التي تتناول علاقات مصر بالخليج والعالم العربي في الفترة المقبلة، دكتور الدخيل كيف يمكن للرئيس المصري الجديد أن يصحح الانطباعات كما أشار الدكتور ضيفي من مصر قبل قليل الدكتور دراج لاسيما لجهة أن النظام السابق فترة مبارك أخاف العالم كله تقريبا من الإسلاميين ومن الإخوان المسلمين بالتحديد.. 

خالد الدخيل: لأ طبعا، بس خليني فقط أؤكد على كلمة قالها الدكتور الدراج وهي أنه الرئيس مرسي أول رئيس للجمهورية الثانية في مصر، جاء يعني من خلال أول انتخابات في مصر وجاء إلى الحكم باسم الثورة وبعد عشرة أيام من أدائه القسم في أول زيارة له خارجية إلى السعودية، أعتقد أن هذا الشيء بحد ذاته يقدر بشكل كبير يعني في السعودية على المستويين الرسمي والشعبي، أما بالنسبة للخلافات نحن الآن نتكلم على قيادات سياسية أثناء حكم الرئيس حسني مبارك كان الإخوان حركة تنتمي للإسلام السياسي، والخلاف الموجود بين الإخوان وبين السعودية والخليجيين هو خلاف بين حركات إسلامية بشكل أساسي له طابع ديني، وهذه الخلافات سوف تبقى لكن هذه ليست المشكلة هنا أن يبقى هناك خلافات على المستوى الديني.. 

إعلان

غادة عويس: هذه الخلافات على المستوى الديني ستبقى تقصد؟ 

خالد الدخيل: طبعا ممكن تبقى لأنه السلفيين دائما هناك مسافة بين السلفيين وبين الإخوان  داخل مصر وخارج مصر.. 

غادة عويس: ولكن دكتور دراج أشار إلى نقطة مهمة دكتور في إيضاحه أن الرئيس محمد مرسي.. 

خالد الدخيل: بس لو خليني أكمل هذه النقطة الله يخليكِ.. 

غادة عويس: يزور السعودية فقط في توضيح لهذه النقطة، يزور السعودية ليس كممثل لحزب الحرية والعدالة أو الإخوان المسلمين وإنما كرئيس لدولة مصر يمثل مصر لصالح مصر وليس لمصالح حزب أو فئة معينة حتى ولو انتمى هو إليها؟ 

خالد الدخيل: هذا اللي أردت.. أنا كنت سأصل إلى هذه النقطة، إن هناك المستوى السياسي وهو وجود خلافات في المستوى الديني ليست هذه المشكلة، الإشكالية في كيفية إدارة هذا الخلاف وأن نتعايش مع هذه الاختلافات. الرئيس مرسي يأتي كرئيس لمصر حاليا وليس كعضو في جماعة الإخوان كما أشار الدكتور دراج وليس كرئيس لحزب العدالة والحرية ولأنه لا يضيره أن يكون رئيس لحزب العدالة، الرئيس أوباما في الولايات المتحدة هو يمثل الحزب الديمقراطي لا يمثل الحزب الجمهوري مثلا، فبالتالي على المستوى السياسي قد تبقى هناك خلافات ثانوية أو اختلافات ثانوية فيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية لكن أعتقد على المستوى الثنائي وعلى المستوى الإستراتيجي هناك مجال كبير جدا للتعاون السعودي المصري سواء من الناحية الاقتصادية أو من الناحية الأمنية أو من الناحية الإقليمية في المنطقة، هناك الملف السوري هناك ملف القضية الفلسطينية هناك ملف الخليج العربي هناك الملف الإيراني هناك قضايا كثيرة.. 

الموقف المصري من انتقادات ضاحي خلفان  

غادة عويس: بالنسبة لملف الخليج والانتقادات، بالنسبة لملف الخليج الانتقادات التي صدرت من ضاحي خلفان من الإمارات وأثارت ضجة كبيرة وجدلا فعلا برأيك هل سيتم احتواؤها في السعودية؟ 

خالد الدخيل: أنا ما أعتقد إن ما قاله ضاحي خلفان له تأثير على الموقف السعودي، لا الشعبي ولا الرسمي، هو السؤال إلى أي حد يمثل موقف خلفان موقف دولة الإمارات؟ هل هو يعبر كما قيل عن رأيه الشخصي أم يعبر عن سياسة رسمية؟  لكن هذا شيء مختلف.. ولا علاقة بالسعودية به.. 

إعلان

غادة عويس: رسميا هم أوضحوا الموضوع، رسميا أوضحوا الموضوع أنا أسألك عن الخلفية بشكل عام، رسميا في الإمارات أوضحوا الموضوع لكن أسألك بشكل عام إلى أي حد يمكن أن يمثل ربما رأيا عاما غير معلن لدى فئات كبيرة لكن معلنا عنده هو..

خالد الدخيل: طبعا هناك رأي عام في السعودية كما في مصر كما في الخليج من الإخوان، وهذا لن يختفي بين ليلة وضحاها، وهذا يحتاج إلى وقت. الإخوان الآن الحقيقة يتم محاكمة أعتقد موقفهم ويتم محاكمة سياساتهم وهم لم يمضوا في الرئاسة إلا عشرة أيام، أنا أرى أنه يجب أن يعطى الإخوان الفرصة.. 

غادة عويس: فرصة. 

خالد الدخيل: كاملة لأن يمارسوا الحكم وأن يثبتوا جدارتهم وأن يثبتوا قيادتهم لمصر وأن يثبتوا التزامهم بقيم الثورة وبالديمقراطية وبالانتخابات، إذا نجحوا في هذا عندها يمكن الحكم بأن الأمور بنتائجها ليس هناك داع لاستباق مواقف.. 

غادة عويس: طيب. 

خالد الدخيل: أو إصدار مواقف.. 

غادة عويس: دكتور دراج.. 

خالد الدخيل: مسبقة على تجربة لا تزال في أيامها الأولى. 

غادة عويس: دكتور دراج إذن بحسب دكتور الدخيل لا زال الأمر تحت الاختبار، ما الذي يمكن أن يقدمه أو أن يقوله الدكتور مرسي لكي يكون في هذا الاختبار ناجحا ولو هو في فترة بداية الأمر؟ 

عمرو دراج: أنا أؤكد على ما ذكرت سابقا وذكره أيضا الدكتور الدخيل أن الدكتور مرسي يمثل الشعب المصري بأكمله وليس فقط الإخوان المسلمين، ولكن مجرد يعني هذه الزيارة والقيام بها لكي تكون أول زيارة خارجية هو يعني هي رسالة واضحة جدا كما يعني ذكرت أنا وضيفك الكريم قبل ذلك، بالإضافة إلى ذلك سوف يتم تأكيد أنا متأكد من واقع معرفتي بالدكتور محمد مرسي لأنه كان رئيس حزب الحرية والعدالة وكان هو المسؤول الأول عن البرنامج السياسي من الناحية الخارجية بالنسبة للحزب، وكان متداخلا جدا في كل وضع الإستراتيجيات الخارجية للحزب فأنا أعرف جيدا أنه مهتم جدا بعلاقات مصر بالخليج العربي بإقامة علاقات قوية متوازنة تقوم على الإخوة وتقوم على التعاون والمصالح المشتركة.. 

إعلان

غادة عويس: طيب مثلا دكتور دراج.. هذا ذكرته في بداية الحلقة وأصبح واضحا 

عمرو دراج: نعم. 

غادة عويس: مثلا هل سيفتح موضوع المحامي المصري أحمد الجيزاوي المعتقل في السعودية؟ 

عمرو دراج: أنا ليس لي علم بالمواضيع التي سوف يعني يقوم الدكتور مرسي بإثارتها زي ما ذكرت لحضرتك، نحن الآن كحزب الحرية والعدالة بعيدون عن مؤسسة الرئاسة، يعني الرئيس بدأ هذه المرحلة ومعه عدد قليل من المعاونين، لم يشكل حكومة بعد وبالتالي إحنا كمؤسسة حزبية لسنا متداخلين بشكل كبير مع الدكتور مرسي على الأقل في هذه المرحلة، ولكني أعلم أن الدكتور مرسي حريص جدا على متانة وقوة العلاقة مع المملكة السعودية، وهو في نفس الوقت أيضا حريص على أبناء مصر الموجودين في كل بلاد العالم ومنها المملكة العربية السعودية سواء منهم أكثر من مليون ونصف مصري يعملون بجد واجتهاد في تكريس وترسيخ نهضة المملكة، بالإضافة إلى بعض أبناء مصر سواء المتهمين في قضايا أو عليهم أحكام معينة، الدكتور مرسي من المبادئ الأساسية عنده هو احترام القانون، إذا كان هناك أي شيء قانوني يجرم عليه أشخاص طبقا لقرائن وطبقا لأحكام قضائية باتة فلا يمكن إطلاقا إنه يثير هذه المواضيع، أما إذا كان هناك مجال للاستفسار عن أحوال المصريين الموجودين هناك على ذمة قضايا وعلى ذمة أحداث معينة فيعني أكيد من واجب الدكتور مرسي كرئيس للمصرين أن..  

غادة عويس: طيب. 

عمرو دراج: يسأل عن أحوال هؤلاء ويطمئن على موقفهم القانوني. 

ملف المصريين في السجون السعودية 

غادة عويس: سأعود إليك لأسألك عن مسألة سياسته الخارجية في العالم الخليجي والعربي بشكل أوسع ولكن قبل ذلك دكتور الدخيل في حال فتح هذا الملف للنقاش: المصريون المحبوسون في السعودية هل تتوقع أن تكون نتيجة فتح هذا الملف إيجابية مثلا؟ 

خالد الدخيل: أنا يعني الحقيقة لا أفهم، هذه قضايا جانبية لأنه قضايا أن متهمين في بلدان في متهمين سعوديين في مصر.. 

إعلان

غادة عويس: ولكن مثلا المحامي المصري أثار يعني مشكلة كبيرة أو توترا دبلوماسيا بين البلدين ولهذا.. 

خالد الدخيل: معلش أنا أعرف بس أيضا جاء.. سبق وأن فتح هذا الملف مع الوفد الرسمي والشعبي الذي جاء إلى المملكة قبل حوالي أكثر من شهر ونصف تقريبا، فتح هذا الملف وفي تصوري تم.. أنا ما عندي معلومات الحقيقة تفصيلية عن الموضوع لكن بما أن الوفد جاء، لا بد أنه فتح ولا بد أنه تم التفاهم على هذا الشيء.. 

غادة عويس: طيب. 

خالد الدخيل: كان قضية الحقيقة يعني أثيرت بطريقة خاطئة لا تخدم البلدين تماما.. 

غادة عويس: طيب. 

خالد الدخيل: كان من  الممكن التأكد ومتابعتها بشكل قانوني..أما أن تتحول إلى قضية سياسية فهذا صعب. 

غادة عويس: في ملف آخر، ملف أيضا يعتبر ساخنا تحدثنا عن مسألة المصريين هناك، عن البعد الاقتصادي للزيارة الإستراتيجية، يذهب كرئيس لدولة وليس كرئيس لحزب، أريد أن أسأل عن الملفات العربية، تحدثنا عن الإمارات، عن الخليج، أريد أن أسأل عن الأزمة السورية مثلا، ما هي الرؤية المشتركة التي يمكن أن تجمع مصر حاليا والسعودية على حل ممكن للأزمة السورية؟ 

خالد الدخيل: والله إنا سبق واستمعت إلى الرئيس مرسي قبل الانتخابات، وكانت تصريحاته قوية جدا في مناصرة الشعب السوري وفي الوقوف مع ثورة الشعب السوري، وأنا في تصوري تماما أن هناك تلاق كبير بين السعودية ومصر حول الملف السوري فبالتالي ما يعني.. 

غادة عويس: ليست هناك أي مشكلة طيب دكتور دراج.. 

خالد الدخيل: ما أتصور ربما في.. 

غادة عويس: نعم. 

خالد الدخيل: بعد ربما في الآليات وفي التفاصيل ولكن من حيث الموقف الرئيسي من الثورة من الملف السوري أعتقد أن السعوديين مع المصريين متقاربين جدا حول هذا الموضوع.

الملف الإيراني واختيار السعودية كمحطة أولى 

غادة عويس: دكتور دراج بالنسبة للملف الإيراني هو قام بهذه الزيارة قبل أن يذهب في رحلة مقبلة إلى إيران، إلى أي حد تعكس هذه الزيارة واختياره للسعودية يعكس فعلا سياسته الخارجية التي تبدأ في العالم العربي والخليجي تحديدا؟ 

إعلان

عمرو دراج: هو موضوع زيارة إيران هذا لم يتقرر بعد يعني هذا موضوع يمكن مطروح من خلال قمة دول عدم الانحياز لكن هذا لم يتقرر بعد ولم يعلن.. 

غادة عويس: مبدئيا يعني.. 

عمرو دراج: لكن سيشارك الدكتور مرسي في هذه الزيارة، آه لكن إحنا بالنسبة لإيران وبالنسبة لأي دولة من دول العالم السياسة الخارجية لمصر بعد الثورة وكما نتبناه نحن في حزب الحرية والعدالة تقوم على العلاقات المتوازنة مع كل دول العالم، تقوم على يعني التخلص من أي منازعات تكون موجودة، ممكن أن تكون موجودة بدون داع وبدون أي أسباب حقيقية موضوعية لوجود مثل هذه النزاعات والصراعات، لكن من الواضح أن ذهاب الدكتور مرسي إلى المملكة العربية السعودية في هذه التوقيت وتصريحه قبل ذلك أن أمن الخليج هو خط أحمر، يعطي إشارة قوية أين تقف مصر، مصر الحقيقة وخاصة بعد الثورة أنا أتمنى أن الإخوة في الخليج يعني يدركوا تماما أنها إضافة حقيقية للأمن القومي بالنسبة لدول الخليج. 

غادة عويس: وضحت وصلت فكرتك.. 

عمرو دراج: نحن نعم يا أفندم. 

غادة عويس: وصلت شكرا جزيلا دكتور عمرو الدراج مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، وأيضا شكرا جزيلا من الرياض الدكتور خالد الدخيل ألأكاديمي والباحث السياسي السعودي، بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد، إلى اللقاء.



المصدر : الجزيرة