
الذكرى الأولى لتأسيس دولة جنوب السودان
– أبعاد الأزمة السياسية بين الخرطوم وجوبا
– النزاع النفطي بين دولتيْ السودان
– أزمة الخرطوم وجوبا وإمكانية الحل
![]() |
![]() |
إلسي أبي عاصي: احتفلت دولة جنوب السودان الاثنين بمرور عام على تأسيسها بعد انفصالها من السودان، وتأتي الذكرى الأولى لتأسيس دولة الجنوب في وقت تعاني فيه الدولتان عددا من المشكلات الداخلية الملحة وتوترا في العلاقة بينهما وصل إلى حد المواجهة العسكرية خلال الشهور الماضية. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: ما الذي أضفى كل هذا القدر من التوتر على العلاقة بين الخرطوم وجوبا في العام الأول لفراقهما؟ وما الوجهة التي يمكن أن تتخذها العلاقة بين دولتي السودان وجنوب السودان خلال الفترة المقبلة؟
في الذكرى الأولى لميلاد جمهورية جنوب السودان تمتلئ خانات جرد الحساب بين الخرطوم وجوبا بالمؤشرات الحمراء فقد توقف تصدير النفط الخام الجنوبي عبر موانئ الشمال لخلاف على رسوم التصدير والنتيجة حرمان الدولتين من عوائد مالية مجزية، يعيش الجنوب مشكلات معيشية وتنموية وربما أمنية عويصة بينما يغرق الشمال في متاعب اقتصادية وأمنية وسياسية من كل نوع، يقول المعارضون إن سببها هو النظام الحاكم.
[تقرير مسجل]
طارق تملالي: تخلصتا مما كان يظن أنه يعرقل إقلاعهما، الخرطوم من العبء العسكري والتنموي للجنوب وجوبا من ممارسات العاصمة الاتحادية السابقة من تهميش واعتداء، لكن بعد عام على الانفصال تتصرف الدولتان وكأنهما تحققان معادلة هي نخسر معا أو لا نكسب معا، لم يتوقف الأمر مثلا عند عدم ترسيم الحدود بل وصل إلى مواجهة مسلحة في هجليج ولولا تدخل صارم من مجلس الأمن لتحول ذلك إلى حرب شاملة، قضايا أخرى عالقة لم تحل أو حسمت بسياسية الأمر الواقع، مشكلة تقاسم عائدات البترول، الخرطوم تملك الموانئ فقط وجوبا تملك النفط لا غير أي لا تستطيع تصديره إلا من الشمال مقابل دفع رسوم مالية للخرطوم عن كل برميل مصدر، وذلك هو المفترض والواقع يقول إن الطرفين متناطحان على رسوم التصدير، هدد البشير أولا بوقف تصدير النفط الجنوبي، فسارعت جوبا إلى وقف الضخ أصلا فحرم الطرفان من سائر الحياة الاقتصادية، ذلك على الصعيد الثنائي، أما على الصعيد كل دولة اعتراف خطير من الرئيس سلفاكير بأن أربعة مليارات دولار اختلست من الخزينة ويشهد جنوب السودان أسوء أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب عام 2005 وفق وكالة الإغاثة الدولية أوكسان إضافة إلى نزاعات قبلية جنوبية قتل فيها المئات وسجلٍ ملطخٍ بالاعتقالات التعسفية في حق معارضين جنوبيين، وفي الخرطوم سياسة اقتصادية تدرك متأخرة تكلفة تجاهل موارد البلاد المتنوعة والتركيز على النفط أساسا يكتوي أبناء الشمال بتضخم رهيب في الأسعار تدهور في سعر الصرف وعجز فادح في الميزانية، مع حروب متنقلة في النيل الأزرق وكردفان وغيرهما، إضافة إلى وضع سيء للحريات تجعل المعارضين السودانيين يتساءلون عن شرعية استمرار نظام هو المسؤول وفق تقديرهم عن إجهاض الوحدة وفشل ما بعد الانفصال.
[نهاية التقرير]
أبعاد الأزمة السياسية بين الخرطوم وجوبا
إلسي أبي عاصي: لمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من الخرطوم الدكتور الطيب زين العابدين الكاتب الصحفي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم كان من المتوقع أن ينضم إلينا من جوبا أتيم سايمون رئيس تحرير صحيفة المصير، دكتور الطيب زين العابدين حكومة الشمال أو حكومة السودان باركت انفصال جنوب السودان حضر الحفل الذي جرى بعد الاستفتاء الرئيس عمر البشير وكان كل شيء يبدو على ما يرام، ما الذي حدث ما الذي أدى إلى تسمم العلاقة بين الطرفين إلى هذا الحد؟
الطيب زين العابدين: السبب الرئيسي أن حكومة السودان ما كانت تتوقع الانفصال لأنه الاتفاق في اتفاقية السلام الشامل إن الطرفان يسعيان إلى الوحدة الجاذبة بين الشمال والجنوب، وهذا ما لم تقم به الحركة الشعبية بل دعت إلى الانفصال بصورة واضحة، السبب الثاني وهو الأكثر أهمية أن كان هناك عدد من المسائل العالقة صدرت في قانون استفتاء جنوب السودان في ديسمبر 2009 وكان ينبغي أن تناقش هذه المسائل العالقة وتحل قبل الانفصال، وبدأ النقاش حول هذه المسائل العالقة في يوليو 2010 وإلى يومنا هذا هذه المسائل العالقة لم يتوصل الطرفان فيها إلى اتفاق مقبول للطرفين وأصبحت مصدر نكد ومشاكسة، وكما ذكر التقرير أدت إلى درجة المواجهة المسلحة في أبيي وفي هجليج فهذه المسائل العالقة هي أساس المشكلة.
إلسي أبي عاصي: ولكن يعني طرحت عدد من الأمور أريد أن أناقشك فيها أولا عدم توقع السودان هذا الانفصال مع أن معظم من كان يراقب في تلك الفترة كان يقول وكأن السودان دفع الجنوب إلى هذا الانفصال.
الطيب زين العابدين: يمكن أيضا هذا التفسير أن يكون مقبول بمعنى أنه سياسية حكومة الشمال كانت فيها نوع من المشاكسة مع حكومة الجنوب، لكن حكومة الخرطوم كانت تظن وتقول هذا الكلام أنها تتوقع الوحدة لأن نسبة عالية من الجنوبيين لهم علاقات قديمة جدا مع الشمال ونسبة أيضا كبيرة تخشى من هيمنة قبيلة الدينكا على الجنوب ولذلك ستكون، وأنا أظن أنه من باب خداع النفس هذا الظن ولذلك عندما فوجئوا بالنسبة عالية جدا أكثر من ثمانية وتسعين في المئة لمصلحة الانفصال يعني أصيبوا بنوع من الصدمة..
إلسي أبي عاصي: طيب.
الطيب زين العابدين: نتيجة هذا التصويت العالي.
إلسي أبي عاصي: بالنسبة للأمور العالقة أيضا التي تحدثت عنها والتي لم يتم حلها في الطريق إلى الانفصال إن جاز التعبير، لماذا بقيت عالقة؟ لماذا لم يتم حل هذه المسائل قبل الاستفتاء قبل سنة؟
الطيب زين العابدين: أهم هذه أهم هذه المسائل العالقة هي الحدود ومشكلة أبيي ثم رسوم عبور النفط من الجنوب إلى الشمال..
إلسي أبي عاصي: صحيح.
الطيب زين العابدين: وموضوع المواطنة، حق المواطنة، وهذه كل طرف عنده يعني كرت في بعض هذه المسائل وبالتالي كان ينبغي أن تناقش معا كمجموعة ويحصل عليها صفقة متبادلة لكن إذا نوقشت واحدة بعد الأخرى كل أحد الذي عنده يعني كرت قوي في هذه المسألة سيرفع السقف بصورة تكون غير مقبولة والآن هم في آخر المفاوضات وصلوا إلى أنه ينبغي أن تكون صفقة متبادلة ومشتركة ولكل المسائل مع بعضها البعض.
إلسي أبي عاصي: هل ترى أن يعني في خطابات للرئيس عمر البشير كان ألمح أكثر من مرة وكأنه وعد بشيء ما لقاء تسهيل هذا الانفصال أو مباركته على الأقل هل تعتقد أن عدم حصوله على أي مقابل لقاء هذا التسهيل أيضا ساهم في تسهيل العلاقة بين الطرفين؟
الطيب زين العابدين: الحقيقة؛ الوعود كانت للطرفين كانت لحكومة الجنوب بقصد إعمار جنوب السودان بعد أن تعرض إلى هذه الحرب الطويلة ولأنه دولة يعني بنيتها التحتية ضعيفة جدا فوعدوا في أوسلو وفي مؤتمرات أخرى بمبالغ ضخمة جدا، ولكن لم تنفذ هذه الوعود ثم جاءت مشكلة دارفور، وهذه حرمت السودان الشمالي من أن يجد الإعفاء من العقوبات الذي وعدته بها الولايات المتحدة الأميركية والمقاطعة الاقتصادية إلى آخره يعني ربطت مشكلة دارفور بمشكلة الجنوب وقيل لحكومة الشمال ينبغي أن تحلي مشكلة دارفور أيضا قبل أن أميركا ترفع هذه العقوبات عن السودان فهذا الربط ضايق حكومة السودان جدا وبالتالي أصبحت لا تثق كثيرا في الوعود..
إلسي أبي عاصي: وأدى ربما إلى قول الرئيس البشير في إحدى خطاباته أنه بالفعل نفذ كل شيء كان مطلوبا، على أية حال لنتطلع على وجهة نظر من جنوب السودان ينضم إلينا الكاتب والمحلل السياسي أندريا ماج مبيور، سيد أندريا ماذا عن نظرتكم لأسباب تسمم العلاقة بين السودان وجنوب السودان خلال السنة الماضية؟
أندريا ماج مبيور: أولا طبعا العلاقة بين الشمال وجنوب السودان يرتبط بأشياء مهمة جدا، قضية الحدود يعني هناك أكثر من سبع مناطق متنازع عليها وكل هذه المناطق هي مناطق جنوبية ابتداء من كافيا كنجي، حفرة النحاس، كاكا التجارية، المقينص ومنطقة بانتو المعروفة بهجليج، الشيء الثاني هو موضوع بتاع النفط السودان طبعا فرض ستة وثلاثين دولار للبرميل الواحد ودا طبعا مو موجودة في أي محل في العالم دي واحدة من الحاجات اللي أزمت العلاقة أيضا دعم السودان للمليشيات الموجودة في داخل يعني حرب الوصالة دي واحدة من الأشياء التي أدت إلى تأزم العلاقة بين الشمال والجنوب..
النزاع النفطي بين دولتيْ السودان
إلسي أبي عاصي: لكن في موضوع النفط تحديدا سيد أندريا هناك من يرى أنه الجنوب ربما تسرع في يعني وقف تصدير النفط بشكل سريع جدا ولم يعط فرصة لأي حلول سياسية ربما هل توافق على وجهة النظر هذه، هل كان بالإمكان حل هذا الموضوع سياسيا؟
أندريا ماج مبيور: يا سيدتي إذا كانت الخرطوم تريد الحل لكانت حلت هذه المسألة في السنة، في السنة الكاملة يعني بإمكان السودان في سنة أن تحل القضية، أيضا الخرطوم قامت بسرقة بترول الجنوب ما يعادل 800 مليون دولار يعني قريبة من مليار دولار والجنوب اللي كان بضخ النفط على الفاضي يعني ما فيش حد برجع الفلوس إلا الحكومة تبيع النفط الحكومة السودانية بتبيع النفط وتدخله إلى حسابها الخاص لذلك تم إغلاق خطوط الأنابيب يعني حتى لا تسحب البترول جنوب السودان للحكومة في الخرطوم.
إلسي أبي عاصي: طيب ماذا أيضا عما تقوله الخرطوم من أن جوبا تتدخل في أمورها الداخلية بعد الانفصال وتقول إن جوبا تقوم بدعم حركات متمردة في داخل السودان؟
أندريا ماج مبيور: أولا بالنسبة للحركات المتمردة هي مجموعات معروفة قضية دارفور هي قضية معروفة قبل توقيع اتفاقية السلام، الحركة الشمالية قطاع الشمال أن الحركة الشعبية في قطاع الشمال دخلت الحرب لأن الحكومة في الخرطوم رفضت أن تطبق ما تبقى من بنود اتفاقية السلام الشامل بما فيها المشورة الشعبية يعني الحركات السياسية معروفة في الشمال الرئيس البشير نفسه أعلن أن السودان أصبح دولة عربية إسلامية ولا مجال للتعددية الدينية لحكومة السودان ولذلك يعني اندلعت الحرب فالحركات شمالية مية المية، الجنوب ليس لهم علاقة بهذه المشاكل، الجنوب، الشمال سوف يواجه مشاكل..
إلسي أبي عاصي: يعني برأيك سيد أندريا الخلاف، الخلاف بين الحكومة السودانية وحركات التمرد حركة الجيش الشعبي تحرير السودان قطاع الشمال هي مسألة داخلية صرف سودانية؟
أندريا ماج مبيور: إن هناك مظاهرات في الخرطوم من الذي يقوم بالمظاهرات يعني هؤلاء ليسوا مواطنين جنوبيين هم مواطنين شماليين، الشمال مليئة بالمشاكل والحكومة لا تريد أن تعترف بالمشاكل الموجودة في شمال السودان هي مشكلة داخلية مية بالمية.
إلسي أبي عاصي: نعم ابق معي أندريا ماج مبيور الكاتب والمحلل السياسي من الجنوب وكذلك الدكتور الطيب زين العابدين نتوقف مع فاصل إعلاني ونتابع بعد قليل نناقش محاور أخرى في هذا الملف فانتظرونا.
[فاصل إعلاني]
أزمة الخرطوم وجوبا وإمكانية الحل
إلسي أبي عاصي: أهلا بكم من جديد في حلقتنا التي تتناول اتجاهات العلاقة بين الخرطوم وجوبا بعد مرور عام على فراقهما، أعود إليك الدكتور الطيب زين العابدين من الخرطوم كيف تقيم طبيعة أو أداء السودان، علاقة السودان وتوجهه، نحو الجنوب في هذه السنة الماضية وهل تتوقع لهذا الأداء أن يستمر على هذا النحو في المرحلة المقبلة؟
الطيب زين العابدين: النقاط الذي ذكرها الأستاذ أندريا تحتاج إلى تعقيب فإذا سمحتِ..
إلسي أبي عاصي: نعم، تفضل.
الطيب زين العابدين: بدقيقة أو اثنين أولا بالنسبة لدعم حركات متمردة في الشمال هذا أمر معروف جدا لأنه الوحدات المسلحة اللي بدأت التمرد في جنوب كردفان وفي النيل الأزرق هي كانت جزء من الجيش الشعبي التابع لجنوب السودان، وحاربت مع الحركة الشعبية لسنوات طويلة وبالتالي عندما قامت هذه القوات بالتمرد فبالتالي من البديهي أن حكومة السودان تطالب حكومة الجنوب بقطع أي صلة لها بهؤلاء بهذه القوات لأن هي هم أبناء الشمال..
إلسي أبي عاصي: نعم.
الطيب زين العابدين: وبالتالي ينبغي أن تعامل مع حكومة الشمال..
إلسي أبي عاصي: وضحت الفكرة، لنعود إلى تقييم العلاقة، لنعود لو سمحت لأن الوقت يدركنا لنعود لتقييم طبيعة أداء حكومة السودان مع الدولة الوليدة جنوب السودان خلال العام الماضي وإذا ما كنت تتوقع لهذا الأداء أن يستمر على هذا النحو؟
الطيب زين العابدين: العلاقة هي بين طرفين، وليست مع طرف واحد والطرفين بتحصل بينهم ردود فعل كلما يخطئ طرف في حق الطرف الثاني، الطرف الثاني أيضا بيعمل ردة فعل، ولكن أتوقع في مستقبل قريب أن هذه المسائل العالقة ستحل خاصة أن مجلس الأمن حدد مدة معينة للانتهاء من هذه التسوية بين البلدين وحتى إذا لم يتوصلوا إلى تسوية فإن مجلس الأمن قد يفرض عليهم تسوية بناءا على اللجنة العليا الأفريقية التي ستقدم يعني مشروع لمعالجة هذه القضايا العالقة وبالتالي المصلحة المشتركة كبيرة جدا سواء كان في النيل المياه المشتركة سواء كان في البترول سواء كان في الذين الرعاة يقطعون الحدود شمالا وجنوبا سواء كانت التجارة عبر الحدود بين البلدين، هذه كلها مسائل تظل موجودة إلى مدة طويلة وإذا لم تحل ستتسبب متاعب لكلا البلدين..
إلسي أبي عاصي: لنسأل أندريا ماج مبيور إذا كان يشارك هذه النظرة التفاؤلية أندريا ماج مبيور في جنوب السودان، هل تعتقد فعلا أن هناك فرصة وإمكانية في المستقبل لحل المشاكل العالقة بين البلدين خصوصا نشير إلى أن المفاوضات مؤخرا بين السودان وجنوب السودان كانت استقبلت وقد أعلن ثابو أمبيكي رئيس اللجنة الإفريقية المولجة بأمر حل هذه المشاكل بأن هناك فعلا وصول إلى اتفاق على نهج مشترك لحل هذه القضايا هل أنت متفائل بحلها؟
أندريا ماج مبيور: أنا متفائل بعض الشيء لحل بعض القضايا مش كل القضايا أولا أنا متفائل بحل قضايا مثل النفط وأبيي والقبائل الأخرى ولكن فيما يتعلق بالحدود أنا لا أرى أي مخرج سوى الاحتكام للقانون الدولي، لعل المناطق المتنازع عليها هي مناطق أنا أريد أسميها مناطق محتلة، والخرطوم ليس فيها أن يتنازل المنطقة مثل هجليج لأن هجليج هي عصب الاقتصاد السوداني وبالتالي بيكون صعب للحكومة الخرطوم أن تتنازل عن هجليج، ولكن بحسب خارطة 1956 هذا المنتجع داخل حدود شمال السودان، فأنا يعني أعتبر منطقة هجليج من أصعب المناطق في قضية الحدود أيضا التجارة بين البلدين فطبعا البشير عامل جنوب السودان كدولة عادي وأغلق الحدود بين الشمال والجنوب بغرض..
إلسي أبي عاصي: لكن، لكن سيد أندريا يعني من وحي ما تقوله هناك من يعتبر أيضا في الجنوب كان هناك توقعات عالية بعد حدوث الانفصال ونيل استقلال جنوب السودان كان هناك توقعات عالية لدى الجنوبيين لم تتحقق أو لم يتحقق نكاد نقول لم يتحقق أي منها بعد سنة من نيل الاستقلال، وبالتالي هذا يدفع كلا الطرفين يعني أن هناك أيضا مشاكل في الشمال يدفع كلا الطرفين إلى تصدير أزماتهم الداخلية إلى الطرف الآخر وبالتالي استمرار هذه العلاقة بهذا الشكل؟
أندريا ماج مبيور: مع وضوح الحقيقة مع وضوح الحقيقة جنوب السودان يعاني كما يعاني الشمال، أنا لا استطيع أن أقارن جنوب السودان باقتصاد الشمال، السودان دولة لها اقتصاد عمرها أكثر من خمسين سنة واقتصاد جنوب السودان يعني ظل كل سنة واحد فلا يمكن المقارنة صحيح أنه الاقتصاد بين الدولتين مرتبطة يعني لا يمكن أن تتحدثين عن الاقتصاد في الجنوب بمعزل عن الاقتصاد في الشمال هناك قضايا بتاعة مثل الحدود المفتوحة ودي أطول الحدود في القارة الإفريقية وعندنا مواطنين شماليين بيعطوا للجنوب، وبرضه يعني عامل مهم جدا..
إلسي أبي عاصي: دكتور، دكتور الطيب زين العابدين في الخرطوم هل ترى أيضا في ضوء المشاكل الداخلية التي يعيشها السودان حروب أزمات اقتصادية وصول حراك شعبي بدأ يأخذ مداه في الخرطوم، هل تعتقد أيضا أن هذه فرصة لحكومة السودان لتصدير مشاكلها إلى الخارج ولوم الطرف الآخر وبالتالي هذا ما قد ينعكس على عدم إمكانية تحسين العلاقة؟
الطيب زين العابدين: لأ أبدا بالعكس أنا أقول أن المشاكل الداخلية في شمال السودان وهي أساسا مشاكل أمنية واقتصادية تدفع الحكومة للوصول إلى حل مع حكومة الجنوب، لأنها عندها مصلحة اقتصادية في التعامل مع الجنوب سواء كان عن طريق الرعي في مراعي الجنوب سواء كان عن تصدير البترول سواء كان في تبادل التجاري فهذا يعالج جزء من المشكلة المالية للعملة الصعبة التي تعاني منها الحكومة، هذه المشاكل ينبغي أن تدفع الحكومة ثم إن معظم أهل الشمال هم من يتعاطفون جدا مع علاقة قوية مع الجنوب، فإفساد هذه العلاقة لا يحبه شعب السودان وبالتالي لا أرى أنه حكومة السودان ستسعى إلى مزيد من سوء العلاقة مع حكومة الجنوب، بالنسبة لقضايا الحدود التي ذكرها الأستاذ أندريا، هناك التحكيم الدولي وهذا متاح لكلا الطرفين حسب ما فعل ما حدث في مشكلة حدود أبيي، منطقة هجليج الذي يتحدث عنها الأخ بالأول حكومة جنوب السودان كانت تعتبرها جزء من المنطقة أبيي ولكن عندما حدث التحكيم حول منطقة أبيي وأخرجت لجنة التحكيم الدولية أخرجت هجليج من منطقة أبيي هم الآن يدعوا أن هجليج تابعة إلى ولاية الوحدة.
إلسي أبي عاصي: نعم، نعم على أي حال موضوع العلاقة بين السودان وجنوب السودان متشعب وقد يحتاج ربما إلى وقت أطول من الذي معنا لكي نناقشه بعمق، أشكرك على أي حال من الخرطوم الدكتور الطيب زين العابدين الكاتب الصحفي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم ومن جوبا الكاتب والمحلل السياسي أندريا ماج مبيور وكان من المفترض أن ينضم إلينا أتيم سايمون رئيس تحرير صحيفة المصير من جوبا لكن لم يفعل على أية حال بهذا ننتهي من الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد وإلى اللقاء وشكرا للمتابعة.