ما وراء الخبر - القمة الخليجية و مواصلة دراسة فكرة الاتحاد - صورة عامة
ما وراء الخبر

أبعاد تأجيل الحسم في مشروع الاتحاد الخليجي

تناقش الحلقة قرار القادة الخليجيين مواصلة دراسة فكرة الاتحاد الخليجي، على أن تتم مناقشتها في اجتماع لاحق لم يحدد موعده، بينما وجه وزير الخارجية السعودي تحذيراتٍ لإيران بعدم التدخل فيما يجري بين السعودية والبحرين حتى وإن قرر البلدان الوحدة.

– دلالات تأجيل حسم الاتحاد الخليجي
– الاستياء الإيراني من فكرة الاتحاد

– المناورات الإيرانية ومظلة الأمان الخليجية

‪الحبيب الغريبي‬ الحبيب الغريبي
‪الحبيب الغريبي‬ الحبيب الغريبي
‪إبراهيم النحاس‬ إبراهيم النحاس
‪إبراهيم النحاس‬ إبراهيم النحاس
‪أنطوان الخوري حرب‬ أنطوان الخوري حرب
‪أنطوان الخوري حرب‬ أنطوان الخوري حرب
‪أمير الموسوي‬ أمير الموسوي
‪أمير الموسوي‬ أمير الموسوي

الحبيب الغريبي: قرر القادة الخليجيون مواصلة دراسة فكرة الإتحاد الخليجي، على أن تتم مناقشتها في اجتماع لاحق لم يحدد موعده، فيما وجه وزير الخارجية السعودي تحذيراتٍ لإيران بعدم التدخل فيما يجري بين السعودية والبحرين حتى وإن قرر البلدان الوحدة. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: لماذا لم تحسم فكرة الإتحاد خلال قمة القادة الخليجيين في الرياض؟ ولماذا تعتبر إيران الإتحاد بين البحرين والسعودية بمثابة إعلان حرب؟

أهلاً بكم، بعدما تزايدت التوقعات بأن يتبنى القادة الخليجيون خلال قمتهم في الرياض فكرة الإتحاد بين الدولتين أو أكثر لتكون نواة لإتحاد شامل يجمع الدول الست، قرر المجتمعون مواصلة دراسة الفكرة واتخاذ قرارٍ بشأنها في اجتماع لاحق لم يحدد موعده، فيما أثارت تصريحات مسؤولين إيرانيين بشأن آفاق الإتحاد بين البحرين والسعودية حفيظة المسؤولين في الرياض، الذين اعتبروها تدخلاً في الشؤون الداخلية الخليجية.

[تقرير مسجل]

طارق تملالي: يبدو أن  الأوان لم يحن لاتحاد يحفظ لكل دولة خليجية سيادتها فكيف بالوحدة الاندماجية؟ منذ قمة الرياض 2011 وإلى قمة الرياض 2012 ألقي بفكرة الإتحاد الخليجي إلى لجانٍ تقدم توصيتها إلى القمة المقبلة في البحرين، لكن سجلت مؤشرات على أن الفكرة لن تذهب بعيداً في هذه المرحلة على الأقل، عن قمة ناقشت أمراً جللاً غاب رئيس الإمارات وسُلطان عمان، وعبرت صحف خليجية عما يعتبر عن مواقف شبه رسمية، إتحادٌ خليجي على منوال الإتحاد الأوروبي يثير أسئلة وتعتوره تحديات ومطبات سياسية، بينما نقلت رويترز عما وصفته بمصدر مقرب من حكومة خليجية قوله: إنه أسلوب سعودي للإضرار بالعلاقات الثنائية بين دول الخليج، في 2009 انسحبت الإمارات العربية المتحدة من  الإتحاد النقدي الخليجي العام، وتم التكهن بأن الدافع هو جعل مقر البنك المركزي المحتمل في الرياض وليس في أبو ظبي، وفي أجواء التحضير لقمة الرياض مايو/2012  جرى الحديث عن أمر أدق، هو إتحاد من نوع ما بين السعودية والبحرين كبداية لإتحاد خليجي مع تأييدٍ بحريني قوي للفكرة، إلى أين وصل ذلك وعلى ماذا تم الاتفاق؟ السؤال مطروح، لكن الأمر كله تطور إلى ما يشبه المواجهة المباشرة بين السعودية وإيران، 190 نائباً برلمانياً إيرانياً ينددون بالفكرة، بل تحدث رئيس مجلس الشورى الإيراني للبرلمان بنبرة هجومية قال: ليست البحرين لقمة سائغة تبتلعها السعودية، ردت السعودية بقوة ليس من حق إيران التدخل في شأنٍ خليجي، حتى قبل أحداث البحرين جهرت طهران بتصدير ثورتها لقلب أنظمة الحكم في العراق والخليج في الثمانينات، هو ما شكك في النوايا الإيرانية كل التشكيك، لاسيما مع إصرار طهران على فعل  ارتكبه الحكم الملكي وهو احتلال الجزر الإماراتية.

[نهاية التقرير]

دلالات تأجيل حسم الاتحاد الخليجي

الحبيب الغريبي: ولمناقشة هذا الموضوع معنا من الرياض الدكتور إبراهيم النحاس أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود، ومن طهران أمير الموسوي الباحث الإيراني والخبير في الشؤون الإستراتيجية، ومن بيروت أنطوان الخوري حرب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الحكمة اللبنانية، مرحباً بكم جميعاً، سيد إبراهيم النحاس أبدأ معك، قبل القمة كان هناك إحماء سياسي إن صح التعبير لفكرة الإتحاد بين السعودية والبحرين، وفهم من الكثير من التصريحات الرسمية بأن الفكرة نضجت ولم يتبق سوى اتخاذ القرار، ولكن ما حصل جاء عكس التوقعات إذ رُحل الملف برمته إلى أجل غير مسمى، ما الذي حصل ما الذي دعا إلى تعليق هذا المشروع أو هذه الفكرة، وهل هي مؤشرات لتلاشيه؟

إبراهيم النحاس: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه الآمين وعلى صحبه أجمعين، أشكرك أخي الحبيب على هذه الاستضافة وإن شاء الله نقدم ما هو مفيد، طبعاً حتى هذه اللحظة لم يتم تعليق حقيقة فكرة الإتحاد، ولكن نعلم  أنه عندما طرح حتى في اللقاء الصحفي لسمو وزير الخارجية بأنه نحتاج إلى مناقشة تفاصيل التفاصيل بين المسؤولين في جميع دول مجلس التعاون، وللمعلومية حتى هو فكرة الإتحاد ليست جديدة، هي تعود لعام 1981عندما  أنشأ هذا المجلس فبالتالي أحد البنود الرئيسية اللي كانت  الموجودة فيه اللي هو السعي للإتحاد، لتعاون الإتحاد منذ تلك الفترة، وأشكال الإتحاد هي موجودة يعني سواء في درع الجزيرة سواء في المجموعة الاقتصادية أو حتى مناقشة أمور التنقلات فيما  بين دول مجلس التعاون، فهي فكرة ليست جديدة ولكننا نحتاج دائماً إلى الهدوء في الخطوات والدعم من قبل أيضاً جميع الرأي العام الشعبي الخليجي هو موجود في هذا الاتجاه وكل شباب مجلس التعاون الخليجي والشعب الخليجي هو يدعم مثل هذه التوجه، ولكن على المستويات الرسمية دائما نحتاج إلى الهدوء كثيراً في الوصول إلى المرحلة لكي لا نريد الذهاب لمرحلة بعيدة وبعد ذلك نناقش أمور تفصيلية قد تؤدي إلى نوع من التأخير في تنفيذ ما هو يفترض أن ينفذ، لكن بإطار عام الفكرة  موجودة منذ فترة طويلة، الدعم الشعبي موجود ومتكامل، دول مجلس التعاون دول تريد إنشاء هذا الإتحاد لمواجهة الكثير من التحديات سواء داخلية أو إقليمية أو خارجية، والإتحاد هو بطبيعته يعني هدفه هو دعم مثل هذه التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون على جميع المستويات وليس فقط مستوى أمني أو مستوى إقليمي إنما مستويات داخلية وخارجية، لعلنا نتحدث عنها من خلال هذا الحديث الجيد إن شاء الله.

الحبيب الغريبي: نعم، سيد أنطوان الخوري يقال إن المسألة معلقة بالتفاصيل، لكن لو تمعنا في  التصريحات، تصريحات المسؤولين الخليجيين الرسمية وخاصة البحرينيين لوجدنا أنهم يتحدثون بلهجة شبه يقينية بأن الإتحاد آتٍ لا  ريب فيه وأنها المسألة، مسألة أو قضية حياة أو موت، بماذا أصطدم هذا المشروع برأيك، بماذا اصطدمت كل هذه الحماسة؟

أنطوان الخوري حرب: بالدرجة الأولى هذا المشروع منذ القمة السابقة التي عقدت في الرياض ولغاية الآن لم يتم تبني مناقشته بشكل جدي إلا بعد انطلاق الحراك الشعبي البحريني الذي اتخذ طابعاً مذهبياً واضحاً وبالتالي أصبحت البحرين بما تتكون من شرائح اجتماعية وسياسية مهددة كمملكة مستقلة ذات كيان وسيادة، أما نستشرف معاً الخطوات اللاحقة والتي ستصطدم بها هذه العقبات فهي أولاً أن لربما الدعم الشعبي كما تفضل ضيفك من الرياض متوفر، لكن لا أعتقد بأن الملكيات الحاكمة في كيانات الخليج ككل هي مستعدة لأن تتخلى عن سيادتها وأن تندمج، وحتى الآن شكل الوحدة غير واضح إن كانت اتحادية أو اندماجية أو كونفدرالية أو غيره إنما هذه الوحدة لاسيما بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين مؤشر إلى بداية تزويد الكيانات الخليجية في بوتقة كبيرة تكون على قمتها المملكة العربية السعودية وهذا ربما يفسر غياب الإمارات وسلطنة عمان عن القمة الأخيرة، وهذا الأمر أصبح واضحاً ولا يحتاج إلى كثير من التفسير، وهناك خلاقات سابقة تم ذكر أحدها في التقرير حول مسألة البنك المركزي الخليجي.

الحبيب الغريبي: سيد أنطوان هذا على المستوى الداخلي، هذا موضوع داخلي بحت، ولكن نسأل إن كانت هناك تدخلات من أطراف خارجية لإبطاء أو نسف الفكرة من أساسها، وهل فرملت المواقف الإيرانية الأخيرة من اندفاعات الخليجيين نحو الإتحاد؟

أنطوان الخوري حرب: هناك شقين للجواب سيدي، الأول هو طبعاً معطى إيراني والثاني هو معطى عالمي غربي يتعلق بالنفط  الخليجي بشكل عام، المعطى الإيراني طبعاً يعتبر أن أي إتحاد بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين يذيب بشكل كامل الشرائح الشيعية المعارضة في المملكة ويضع العراقيل والعقبات أمام طموحات،  الطموحات الفارسية الإيرانية في الخليج العربي والذين يعتبرونه خليجاً فارسياً، فيما هم يحتلون جزرا إماراتية ويعتبرونها جزرا فارسية، وهذا أمر واضح، التهديدات الإيرانية ليست جديدة منذ أن قمعت السلطات البحرينية الانتفاضة التي شهدنا فصولها عبر الإعلام كان هناك تهديد إيراني واضح بأن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام وبالتالي كان هناك تهديد للمملكة بأن لا تستمر في هذا السلوك وهذا أمر جائز بالإضافة إلى المعطى الإستراتيجي الإيراني الذي يعرقل الأحلام الإيرانية المعروفة بالخليج العربي والذي هو والتي هي إستراتيجية أصبحت بمتناول تفسير الجميع.

الاستياء الإيراني من فكرة الاتحاد

الحبيب الغريبي: دعني هنا أسأل ضيفي الإيراني سيد موسوي لماذا كل هذا الانزعاج من فكرة الاتحاد بين السعودية والبحرين فيم يضر هذا الاتحاد المصالح الإيرانية؟

أمير الموسوي: بسم الله الرحمن الرحيم، ليس هناك غضبا إيرانيا من الإتحاد وإنما التصريحات التصعيدية قبل عقد القمة الخليجية في الرياض لاحظنا هناك تصريحات من قبل بعض الوزراء الخارجية عندما عقدوا اجتماعاتهم لتوطئه هذا اجتماع القمة كانت تصريحات تحدي كانت تصريحات تصعيدية ضد إيران وصوروا أن الإتحاد سيكون في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لذا أنا أعتقد ما صرح في إيران هو ردود فعل طبيعي للدفاع عن النفس ولتوخي الحذر وتحذير من يهمه الأمر في التهديد والتصعيد ضد إيران، أنا أعتقد أن القمة لن تتخذ لن تستطع اتخاذ قرار بهذا الشأن هو ربما لثلاث أسباب: السبب الأول هو التحذير الإيراني أنا أعتقد أن القيادات الخارجية أخذت هذا التحذير الإيراني بقوة وتراجعت عن قرارها لأن كل الأمور كانت جاهزة لأن يعلن الإتحاد الأصغر بين السعودية والبحرين ومن ثم الإتحاد الأكبر بين بعض الدول الأخرى، لذا أنا أعتقد أن التراجع هو كان أحد أسبابه المهمة التحذير الإيراني القوي لأن إيران لا تريد بعد الاحتلال العسكري للبحرين من قبل السعودية لا تريد أن يتم احتلال سياسي بامتياز ومصادرة حقوق الشعب البحريني وتجاهل آراء وأفكارهم..

الحبيب الغريبي: يعني طالما تتحدث عن البحرين بالذات هنا إيران تقع في بعض التناقض يعني هي تقول إن البحرين دولة مستقلة وعضو كامل الحقوق في منظمة الأمم المتحدة إذنْ يعني من قبيل السيادة المطلقة لدولة مستقلة أن تقرر مصيرها السياسي ألا يعتبر هذا تدخل في الشؤون الداخلية لدولةٍ مستقلة؟

أمير الموسوي: الآن الشعب البحريني غالبيته يرفض هذا الانتماء وهذا الاتجاه ويطالب السلطات بإجراء استفتاء لتقرير مصيره السياسي المستقبلي وهذا حق لكل الشعوب فلذا إيران لا يهمها لو قرر الشعب البحريني ما يريده! المشكلة في مصادرة الثورة، الآن الثورة البحرينية عارمة وأكثر من ثلثي الشعب البحريني متحرك في الشارع وقمعت بتدخل أجنبي من قبل قوات سعودية باسم درع الجزيرة دخلت البحرين وصادرت حقوق الشعب البحريني وضربت الثورة التي كانت سلمية ولا زالت سلمية بامتياز يعني مع كل الضغوطات والمعالجات الأمنية نرى أن الشعب البحريني لن يرفع أي إمكانيات أمنية معقدة ضد الحكومة في البحرين ومازال سلمياً ويتظاهر في الشارع ويطالب بإصلاحات فلذا لابد على الحكومة البحرينية أن تحل المشكلة الداخلية ومن ثم الاتجاه نحو أي اتجاه آخر نحو الإتحاد والوحدة، الوحدة دائماً هي مفيدة لكل الشعوب العربية والإسلامية لكن هذه الوحدة أنا أعتقد أو هذا الإتحاد يريد مصادرة حقوق الشعوب وكذلك أن يوجه ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتنفيذ مآرب خطيرة أميركية بامتياز.

الحبيب الغريبي: سأعود إليك في هذه النقطة، سيد الموسوي سأعود إليك في هذه النقطة بالتحديد أعود إلى الأستاذ النحاس المشروع ربط ربطاً وثيقاً بما سمي بتقلبات الظروف الإقليمية المحيطة، يعني في إشارة واضحة إلى إيران، سيد النحاس ما الذي يخيف البلدان الخليجية من إيران لتتنادى إلى هذا الإتحاد والتحضير ربما للمواجهة مع إيران؟

إبراهيم النحاس: لا هو أنا لن أتبنى نظرية أنه في مؤامرة، نظرية المؤامرة السياسية هناك اكذب اكذب اكذب حتى يصدقوك طبعاً نحن في الخليج لا نتعامل بهذا الأسلوب حقيقةً ولن نتعامل فيه حتى في المستقبل لأنه ترفعنا عن ذلك كثيراً نحن دول مستقلة والبحرين أيضاً دولة مستقلة تقرر ما شاءت والشعب البحريني حتى عندما يقول الضيف بأنه لا يريد هل لديه إحصاء ليقول ذلك طبعاً هنا البحرينيين لديهم من يتكلم باسمهم ولديهم حكومتهم المستقلة ولديهم أيضاً مفكريهم وسياسييهم وجامعاتهم، طبعاً أنا كما قلت في البداية التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون هي تحديات نقول بدايةً على المستوى الاقتصادي الداخلي طبعاً هناك ثروة هائلة مالية تريد هذه الدول توظيفها لخدمة شعوبها وأيضا التنمية ونحن طبعاً عندنا التنمية هي التنمية سواءٌ في الإنسان وفي المستوى الاقتصادي هي الأهم بالنسبة لنا وأهم من المواجهات الإقليمية وهذه نقطة مهمة جداً قد تأخذ إلى حد ما 50% ولا 60% من اهتمامات دول مجلس التعاون أما التحدي الإيراني نعم هو تحدي إقليمي وواضح طبعاً هذا نتيجة للسياسة الثورية الإيرانية منذ الثورة الخمينية وحتى هذه اللحظة طبعاً نعم تدخلات في دول مجلس التعاون دعما للحراك ألمؤامراتي في البحرين وليس الشعبي نعم هناك لجنة على المستوى الدولي وأيضاً طرحت تقريرها على مرأى من العالم وليست بالأمر الجديد وبالتالي الشأن البحريني طبعا شأن مهم الشأن الكويتي الخلايا السرية الاستخباراتية التي يزرعها النظام الإيراني في الكويت هذه تقلق أيضاً، دعم الثورات في دول مجلس التعاون طبعاً هذه كلها تقلق أي دولة حقيقة وليس دول مجلس التعاون، والدليل على ذلك إنه العلاقات الإيرانية مع جميع دول العالم هي علاقات مهزوزة الحقيقة وليست كدول مجلس التعاون التي لها علاقات مع جميع دول العالم فبالتالي الخوف من إيران ليس فقط دول مجلس التعاون حتى الولايات المتحدة حتى العالم الغربي حتى دول شرق آسيا تخاف من دعم إيران للمنظمات الإرهابية والمنظمات التي تسعى للتثوير كالموجودين على الساحة والحوثيين خير مثال على ذلك في زعزعة الاستقرار في اليمن فبالتالي هذا نعم تحدي وهناك تحديات أخرى غير إيران، إيران ليس همنا الأكبر حقيقة ولم تكن همنا الأكبر حتى في المستقبل لدينا القدرة أن ندافع عن أنفسنا ولكن لا نريد مواجهة بين دول إسلامية وهذا طبعا محزن لنا حتى على المستوى الدولي حقيقة أن نثير خلافات بين دولة إسلامية ودولة إسلامية أخرى نتمنى طبعاً كما قال الأمير سمو الأمير فيصل بأننا نريد علاقات حسن جوار هذا ليس خوفاً وليعلم الإيرانيون أن هذا ليس خوفاً وكما تتدخل إيران تستطيع دول مجلس التعاون حقيقة التدخل في إيران وزعزعة الاستقرار في إيران ودعم السنة على سبيل المثال ودعم أيضاً أقليات داخلية في إيران ونعلم إنه الوضع الإيراني في الداخل وضع هش جداً فبالتالي هذه ليست سياسة خليجية ولن تكون سياسة خليجية في المستقبل إذا ما احترمت إيران حسن الجوار وهذا ما ندعمه دائماً التدخل في الشؤون الداخلية نرجو من إيران أن لا تفعل ذلك كما نرجو أيضاً من جميع الدول أن لا تتدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون .

الحبيب الغريبي: أشكرك سيد نحاس ما زال لدينا بعض الوقت للنقاش فاصل قصير ونتابع بعده إذن نقاشنا حول قرار القمة الخليجية مواصلة فكرة الإتحاد والتحذيرات الموجهة لإيران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

الحبيب الغريبي: أهلاً بكم من جديد في حلقتنا التي نناقش خلالها قرار القمة الخليجية مواصلة دراسة فكرة الاتحاد والتحذيرات الموجهة لإيران بعد التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية أتوجه إليك سيد الخوري يعني مع وجود بعض التمايز السياسي والثقافي بين البلدان الخليجية الست ومخاوف ربما من بعضها من أن تضيع سيادتها أو تنتقص إلى حدٍ كبير، هل فكرة الإتحاد هي جمع الجميع تحت راية واحدة أم إنها لا تعدو أن تكون السعودية والبحرين أولاً وبالنهاية السعودية و البحرين أولاً وأخيراً؟

أنطوان الخوري حرب: هذا ما أعتقده جازماً أن الكلام والكلام المكثر عن الاتحاد الخليجي بشكل عام هو في غاية التفاوت الذي غير مكانه في الواقع وبالتالي هذا هو ما يؤسس لفكرة فقط أن يكون هناك بداية إتحاد بين السعودية والبحرين وبالتالي هذا الأمر ليس جديداً وهو أمر مبني على هواجس منذ فترة طويلة تم تداولها ومناقشتها والتفتيش عن سبل حلها ومواجهتها والتصدي لها إن المنطقة الخليجية بشكلٍ عام أعتبر برأيي الشخصي فيها من التناقضات ما يكفي لكي لا تكون فكرة الإتحاد منسحبة على أكثر من دولتين وهما السعودية والبحرين وبالتالي عندما تأتي هذه الفكرة لتلغي الخصوصيات الأخرى وتجعل المعارضين الأقلويين ذات خلفيات مذهبية هم نقطة صغيرة في بحرٍ أكبر هذا لا يلغي أبداً التناقضات الموجودة وحرص الملكيات الحاكمة ولاسيما في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان على أن تبقى على سيادتها الكاملة على استقلاليتها الكاملة ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي الذي لم يتقدم قيد أنملة على تحقيق على طريق تحقيق عفواً أي خطوة اتحادية إلا بعد التهديد الذي واجه البحرين والذي هو تهديد حقيقي وفعلي ذلك أن المعارضة البحرينية أججت الصراع في مختلف أنحاء الخليج العربي وبالتالي أججت أيضاً التطلعات نحو التغيير الذي رأينا بوادره في مصر وتونس وبعض الأقطار العربية الأخرى.

المناورات الإيرانية ومظلة الأمان الخليجية

الحبيب الغريبي: سيد الموسوي، قضية احتلال الجزر الإماراتية الثلاث المناورات التي تجريها إيران يعني على رمية حجر واحدة فقط من آبار البترول الخليجية ألا يثير كل هذا مخاوف البلدان الخليجية ويعطيها الحق والمشروعية في أن تؤمن ظهرها وأن تبحث عن مظلة أمان يعني فيما بينها؟

أمير الموسوي: أولاً الجزر الثلاث الإيرانية محسومة أمرها ولا يمكن النقاش حولها باعتبار أن اتفاقية 71 أوضحت هذا الأمر بكل وضوح لكن المشكلة في الدول الخليجية وخاصةً بعض الدول النشطة في المنطقة لديها مشاكل جمة لديها مشكلة أولا: مثل المملكة العربية السعودية وبعض أنصار السعودية في المنطقة يدعمون أنظمة ديكتاتورية بامتياز لجوء زين العابدين بن علي في السعودية دعم علي عبد الله صالح هو الذي أثار الفتنة في اليمن، دعم الإرهابيين في العراق وكذلك يعني أينما انكسرت هذه السياسات في لبنان في سوريا الآن انهزمت السعودية وخط السعودية في إسقاط النظام في سوريا وكذلك ما حصل في ليبيا وما يحصل اليوم في مصر يعني كل هذا التوتر في العلاقات السعودية العربية والتدخلات السعودية في الدول العربية هو الذي أثار ربما حفيظة المملكة وبعض الدول الخليجية لإيجاد ربما لُحمة جديدة لمواجهة ما تتعرض له هذه الدول من مواجهات خطيرة داخلية وليست لإيران أي دخل فيها يعني عندما دعمت علي عبد الله صالح أثارت ضغينة الجنوبيين والحوثيين وكذلك بعض الأحزاب السياسية الأخرى الآن الحكومة في اليمن ليس لها أي تصرف على الأرض يعني هناك مشكلة كبيرة..

الحبيب الغريبي: ولكن أين ، نحن نتحدث عن موضوع له عنوان واضح أين الإشكال في إتحاد بين السعودية والبحرين على سبيل المثال؟

أمير الموسوي: ليس هناك أي إشكال يعني إيران تدعم أي توجه وحدوي في المنطقة المشكلة في التصريحات والتحديات والتصعيد الغير مبرر  من قبل القيادات، بعض القيادات الخليجية يعني نحن لاحظنا قبل انعقاد مؤتمر أو لقاء وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض لاحظنا تصريحات بعض المسؤولين البحرينيين والسعوديين بأن هذا الأمر سيكون في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية..

الحبيب الغريبي: ولكن  سيد الموسوي دعني أذكرك بتصريح أعتبر متشنجا جداً لأحد النواب الإيرانيين عندما عاد ليذكر بالتاريخ ويقول إن البحرين هي المحافظة الرابعة عشر لإيران قبل انفصالها سنة 1971 وبالتالي يضيف بأن البحرين أو إيران بالأحرى أولى بالبحرين من السعودية؟

أمير الموسوي: لكل فعلٍ ردة فعل عندما يصرح بعض البرلمانيون وبعض المسؤولين في البحرين والسعودية وحتى للأسف الشديد في الكويت من البرلمانيين، عندما يصرحون حول موضوع خوزستان وحول موضوع زاهدان وبعض المناطق الإيرانية أنا أعتقد أن هذه كبرلمانيين يكون عندهم ردود فعل لكن الموقف الإيراني الرسمي مع الوحدة العربية الإسلامية وتلاحم الشعوب والحكومات في المنطقة لكن ليس على حساب الآخرين وليس يكون مطيةً للتدخلات الأجنبية في المنطقة، المشكلة في مجلس التعاون الخليجي منذ بدايته عام 1980 وقف الجمهورية الإسلامية وضد الثورة الإسلامية فيها دعماً لصدام حسين للإطاحة بالنظام الإسلامي في ذلك الوقت ولم يكن شيء في ذلك الوقت لم يكن صاروخ شهاب 3 ولا برنامج نووي ولم تكن هناك أي تهديدات في ذلك الوقت، للأسف الشديد المشكلة..

الحبيب الغريبي: سيد الموسوي انتهى الوقت أنا أيضاً آسف لأن الوقت لم يعد متوفرا فقط دقيقة أو أقل من دقيقة لضيفي من السعودية الدكتور النحاس أنت قلت إن الإتحاد هو أصلاً قائم يعني آليته مفعّلة وموجودة إذن ما الذي تعنيه هذه الخطوة ما الذي ستضيفه في هذا التوقيت؟

إبراهيم النحاس: نعم طبعاً بدايةً الحمد لله إنه مشاهدي قناة الجزيرة أذكى بكثير مما قد يتحدث عنه الضيف من طهران للأسف يقلب الحقائق دائماً إلى مشاكل للأسف وليست أوهام ولكن بشكل عام ما يضيفه الإتحاد هو بمعنى آخر أنه عندما تكون هذه الوحدة السياسية يتم التنسيق على المستوى السياسي الخارجي بمعنى آخر أن لا نستنزف نفسنا على السياسة الخارجية وأن يكون هناك منسق للسياسة الخارجية بين دول مجلس التعاون على سبيل المثال الاقتصادية أيضاً أن يكون هناك تكامل بين هذه الدول لكي لا ينفق أمولٌ هنا أو هناك تحتاجها تلك المنطقة وتحتاجها منطقةٍ أخرى على سبيل المثال دعم التنمية في البحرين، دعم التنمية في عُمان هذه مطالب رئيسية مكافحة البطالة، تقليل العمالة الأجنبية وخاصة الآسيوية هذه نقاط مهمة جداً عن مستوى الدفاعي الخارجي طبعا أموال كبيرة جداً على التسلح الذي قد يتناقض بين دولة وأخرى وإنما عامل دفاعي واحد وعامل اقتصادي واحد..

الحبيب الغريبي: أشكرك دكتور إبراهيم النحاس، أنا آسف على المقاطعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود أشكر السيد أمير الموسوي الباحث الإيراني والخبير في الشؤون الإستراتيجية من طهران والسيد أنطوان الخوري حرب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الحكمة اللبنانية ببيروت شكراً لكم على المتابعة وإلى اللقاء.