صورة عامة - ما وراء الخبر 11/4/2012
ما وراء الخبر

تصاعد التوتر بين شمال السودان وجنوبه

تناقش الحلقة تصاعد التوتر بين شمال السودان وجنوبه بعد سيطرة الجيش الشعبي التابع لحكومة جوبا على منطقة هجليج، هل اشتد التصعيد المتبادل بين شمال السودان وجنوبه إلى حد الحرب؟ وما الذي تستطيع الدول الراعية لمسار السلام القيام به لتفادي حربٍ جديدة؟
‪ليلى الشايب‬ ليلى الشايب
‪ليلى الشايب‬ ليلى الشايب
‪كمال عبيد‬ كمال عبيد
‪كمال عبيد‬ كمال عبيد
‪أتيم ياك‬ أتيم ياك
‪أتيم ياك‬ أتيم ياك
‪جوناثان تيمين‬ جوناثان تيمين
‪جوناثان تيمين‬ جوناثان تيمين

ليلى الشايب: أعلنت الحكومة السودانية أنها أصبحت في حالة حرب مع جنوب السودان, وأنها أوقفت المفاوضات معها بعد سيطرة الجيش الشعبي التابع لحكومة جوبا على منطقة هجليج الحدودية الغنية بالنفط، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في محورين رئيسيين: هل اشتد التصعيد المتبادل بين شمال السودان وجنوبه  إلى حد الحرب؟ وما الذي تستطيع الدول الراعية لمسار السلام القيام به لتفادي حربٍ جديدة؟ 

قال نائب الرئيس السوداني إن بلاده باتت في حالة حرب مع دولة جنوب السودان وإنها لن تتفاوض معها بعد سيطرة قوات الجيش الشعبي على منطقة هجليج الحدودية الغنية بالنفط, وتوعدت الخرطوم بالرد بكل الوسائل المشروعة على الهجوم, يأتي ذلك فيما دعا برلمان جنوب السودان إلى التعبئة والتأهب للدفاع عن النفط في حال نشوب حربٍ مع الشمال. 

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: حسمت قوات الجيش الشعبي الوضع الميداني في منطقة هجليج الغنية بالنفط, وأخضعتها بالكامل لسلطة دولة جنوب السودان الوليدة وسط مخاوف إقليميةٍ ودوليةٍ متزايدة من نذر حربٍ شاملةٍ وشيكةٍ بين جوبا والخرطوم، تبادل الطرفان كالعادة الاتهامات حول التصعيد الجديد ففيما أكدت قياداتٌ عسكريةٌ جنوبية أن تحركها جاء رداً على هجومٍ واسعِ شنتها القوات السودانية على المنطقة, قالت الخرطوم إنها تحتفظ بحق الرد على الهجوم الجنوبي بكافة الأشكال التي تشمل العمل العسكري كما الدبلوماسي, السودان أعلن أيضاً أنه سيطلب جلسةً عاجلة لمجلس الأمن تبحث الهجوم على هجليج معتبراً نفسه في حالة حربٍ مع الجنوب الأمر الذي وضع عملياً المفاوضات حول الخلافات العالقة بين الجانبين ومساعي تقريب وجهات النظر بينهما في مهب التصعيد العسكري, ما كان لمنطقة هجليج أن تنال كل هذا الاهتمام ربما لولا أنها تضم في أحشاء أرضها ما يقدر بنصف ثروة السودان من النفط, حيث تشير التقديرات إلى أنها تبلغ 60% من النفط السوداني, وكانت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي قد قضت عام 2009 بأن المنطقة تعود إلى سلطة الخرطوم, لكن ذلك لم ينه الخلاف الذي يؤججه كما هو واضح لعابٌ نفطي يسير لدى الجانبين تمليه تداعيات الانفصال الذي حدث بين جنوب السودان وشماله، انفصال تحول من تمهيدٍ لسلامٍ دائمٍ إلى برميل بارود لمواجهةٍ شاملةٍ قد تنشب في أي لحظة بين طرفيه وقودها جماعاتٌ مسلحةٌ تحوم شكوكٌ حول تلقيها الدعم  لتزعزع  الاستقرار لدى طرفٍ لمصلحة الطرف الآخر حتى تحولت المناطق الحدودية إلى ساحات كرٍ وفر كما هو الحال في ولاية جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق منذرة بتطور الأوضاع الأمنية الهشة إلى ما لا يحمد عقباه إذا لم تحل مشاكل ترسيم الحدود ورسوم نصف الجنوب الذي يعبر أراضي الشمال في طريقة إلى التصدير, فهل تنجح الدول والهيئات الراعية  لجهود التطبيع بين الجانبين في تلافي الأسوأ؟ ذاك ما ستخبرنا به التطورات القادمة. 

[نهاية التقرير]

 نذر حرب بين الشمال والجنوب

ليلى الشايب: ولمناقشة هذا الموضوع معنا من الخرطوم الدكتور كمال عبيد رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الوطني السوداني , ومن جوبا أتيم ياك نائب وزير الإعلام في جنوب السودان, ومن واشنطن معنا جوناثان تيمين مسؤول برنامج السودان في المعهد الأميركي للسلام, مرحباً بضيوفي الثلاثة وأبدأ معك دكتور كمال العبيد من الخرطوم, هل تعني الخرطوم حرفياً ما تقول عندما تصرح بأنها في حالة حرب مع  جنوب السودان؟ 

كمال عبيد: بسم الله الرحمن الرحيم, الحديث الذي قاله الأخ  نائب الرئيس ووصفه للحال الذي وضعت فيها جنوب السودان المنطقة لنقلها من التوافق على إمضاء ما جرى الاتفاق عليه في نيفاشا, إلى حالة حرب كان القصد من الاتفاقية تجنب هذه الحالة, إجراءات إعلان الحرب تتم بإجراءات معروفة دستورياً لكن هذا الوضع الذي قامت به حكومة الجنوب وأعلنه رئيس حكومة الجنوب, أعلنه نائب وزير الدفاع  فيها, أعلنه نائب رئيس المخابرات أنهم قد دخلوا أرض مثلما تفضلتم في التقرير هي بموجب قرار محكمة التحكيم الدولية في لاهاي 2009 هي أرض سودانية, ترسيم الحدود، الحدود على الورق مرسمة, معروفة الحدود هناك اختلافات طفيفة في بعض المناطق كان يجري الحوار حولها لكن واضح أن حكومة الجنوب والتي لا تملك القدرة على إدارة شأنها الداخلي حتى بما فيها امتحانات الشهادة الثانوية للطلاب الجنوبيين تقوم بها حكومة السودان حتى الآن ولمدة خمس سنوات قادمة هي تقاتل بالوكالة عن آخرين ضد السودان لأن القضية عند حكومة الجنوب هي ليست قضية متعلقة بعلاقات بين البلدين.. 

ليلى الشايب: من هم الآخرون دكتور عبيد؟ 

كمال عبيد: واضح معروف اللوبي الصهيوني وإسرائيل التي حسب المعلومات المتاحة جداً والتي جاءت في كل وسائل للإعلام.. 

ليلى الشايب: ولمن توجه الخرطوم إعلان الحرب ضد جنوب السودان؟ 

كمال عبيد: أنا أشرت لكِ الحديث حكومة الجنوب هي التي وضعت المنطقة في حالة حرب والسودان الآن بما صدر من بيانات من حقه الرد بموجب القانون الدولي على الاعتداء الذي وقع عليه في الوقت المناسب, في المكان المناسب, في الطريقة المناسبة. 

إمكانية حل أزمة هجليج

ليلى الشايب: طيب أتوجه إلى أتيم ياك في جوبا, جوبا تقول أنها ردت على هجمات الجيش السوداني براً وبحراً عليها احتلال منطقة هجليج التي تحوي 60% من الثروة النفطية التي تعود للسودان يعني يتساءل كثيرون لماذا الرد بهذا الشكل؟ سيد أتيم هل تسمعني؟ السؤال لماذا الرد على ما تقولون أن هجمات برية وجوية شنها الجيش السوداني على جنوب السودان باحتلال منطقة بهذه الأهمية, منطقة هجليج التي تحتوي على 60% من الثروة النفطية للسودان؟ 

أتيم ياك: بداية دعيني أجيب على ما قاله كمال عبيد وقوله بأنهم كانوا ضحيةٍ لعدوانٍ, السودان حظي بتبرير لعلةٍ فعندما استجبنا لقواتهم وعدوانهم, فخلال الأسبوع الماضي كانوا يعبئون سكانهم لخوض هذه الحرب وفي جميع المراحل كان هدفهم ونيتهم أن يجروا جنوب السودان إلى هذه الحرب وقد حدث هذا الأمر عندما وقعنا على اتفاقية لعدم الاعتداء في أديس أبابا، وبعد ذلك مباشرة كان هناك هجمات جوية على جنوب السودان, في كل مرةٍ نقترب فيها من السلام يبدأ شمال السودان بعمليات عدوانية, وأحدى الأسباب التي تكمن وراء بدأهم لهذا الأمر خلال مقترح قدمه البشير لإجراء قمة رئاسية في جوبا, هو إنه هناك البعض في الحزب الحاكم للمؤتمر لم يرغبوا في هذه القمة أن تعقد وبالتالي بدأوا في الهجوم على منطقة حدود جنوب السودان, والفكرة وراء ذلك هو أن يجدوا علةً ومبرراً لتجنب هذه القمة إنها هذا التصرف لم يأتِ من طرف جهات تود التوصل إلى حلٍ سلمي, ونحن لدينا كافة الحقوق لحماية أنفسنا, ونحن مدركين على أن حكومة جنوب السودان كانت تحاول بكافة السبل المتاحة أن تبدأ بالأحرى، حكومة جنوب شمال السودان تحاول أن تبدأ في حرب مع الجنوب ذلك أنها لما ترغب في الجنوب ليصوت للانفصال, وقد عبروا عن ذلك من خلال تسليح أفراد ووجهات في الجنوب يقودها غاردر باور, ولدينا أدلة وقرائن بذلك الشأن  حيث أنهم كانوا يقدمون أسلحة إليهم في الجنوب, وقبل الإعلان عن الاستفتاء الذي أدى إلى الاستقلال في شهر يوليو قام الشمال باحتلال منطقة متفق عليها.. 

ليلى الشايب: سيد ياك يعني أعلم أن المقاطعة أثناء الترجمة صعبة ولكن فقط أريد بسبب الترجمة أيضاً, أريد أجوبة مباشرة على أسئلتي وأريد الاختصار حتى نغطي كافة محاور هذه الحلقة, سألتك عن هجليج لماذا يعني استهدفتم هجليج تحديداً؟ هناك تفسير يقول إنه بما أنكم في جنوب السودان توقفتم عن تصدير النفط منذ جانفيه يعني شهر يناير الماضي, فأنكم تريدون للسودان نفس المصير يعني يتوقف التصدير عندكم ويتوقف عندنا, ونكون في هذا يعني بوضع واحد, هل كان هذا دافعكم فعلاً؟ 

أتيم ياك: هذه الحرب لا علاقة لها أبداً بالنفط, إنهم هم من كانوا يستهدفون النفط لدينا, وبرغم ذلك فقد بقينا نجري المحادثات, وبالرغم ما قاله كمال عبيد بأنه كانت هنالك هجمات وأنهم لا يودون المواصلة في عملية السلام, إذن عندما كانوا يهاجمون يحق لنا النفط, كنا نواصل المحادثات في أديس أبابا, إذن الخرطوم هي التي كانت تحاول أن تخوض هذه الحرب على جنوب السودان, ما كنا نقوم به خلال هذه الفترة هو الدفاع عن أنفسنا, إن الهجمات الجوية كانت تشن علينا بشكل يومي, وهذا في انتهاك صارخ لسلامة ولحوزة تراب شمال السودان, إذن مهما حدث كان استجابة لهذه الهجمات، نحن لسنا مهتمين باجتياح الأراضي الشمال أو حتى الاستحواذ على حقول النفط التابعة إليهم, بالأحرى هم من كانوا يهاجموا حقولنا حتى رغم ذلك واصلنا بالعمل السلمي التي نعتبرها أحسن طريقةٍ لحل سوء التفاهم هذا. 

ليلى الشايب: طيب, جوناثان تيمين من واشنطن, كيف تفسر إنه العنف بين البلدين قد تصاعد إلى هذه الدرجة مباشرةً بعد لقاء قمة جمع الرئيس البشير بسلفاكير ميارديت, وبعد زيارة ثامو أمبيكي قدم فيها اقتراحات الإتحاد الإفريقي من أجل إيجاد حلول نهائية بين الدولتين؟ 

جوناثان تيمين: حتى الساعة لم يجر ذلك الاجتماع بين الرئيس سلفاكير والرئيس البشير كان ذلك الاجتماع افترض أن يحدث لكنه تأجل في نهاية المطاف من طرف السودان عندما تفاقمت هذه العمليات منذ أسبوع  وذلك محبط جداً لأن الكثير من المجتمع الدولي يعول على وقوع ذلك الاجتماع لإحداث اختراق، وهذا الاجتماع الذي حدث في يناير الماضي بالرغم من ذلك اليوم لم يؤدِ إلى نتائج كبيرة أعتقد أن تصرفات البلدين لها علاقات بالمحادثات الجارية حالياً وكذلك من أجل تعزيز مواقعهم التفاوضية  في هذه المحادثات بشكل تقليدي في السودان فإن العنف المسلح مثل هذه  الهجمات والأفعال العسكرية من هذا القبيل كانت عادةً تسعى على التأثير على المفاوضات بشكل عام.

ليلى الشايب: دكتور كمال عبيد في الخرطوم وجميع الأطراف تقريباً تحدثت عن مسار السلام الذي لم يوصل بعد حلول إلى للمسائل العالقة، البرلمان السوداني باشر إلى إعلان وقف المفاوضات ربما يكون ذلك بشكل مؤقت ولكن ألا تثبتون ربما أو تعطون فرصة لمن يقول أنكم لا تريدون فعلاً السلام الآن أو تريدون أن ترفعوا سقف حظوظكم في هذه المفاوضات أن تفعلوا ذلك فعلا من خلال قرار كهذا؟

كمال عبيد: أولاً القمة كانت بمبادرة سودانية هذا رداً على الجانب الآخر ولا أظن أن التحلل من  القمة يقتضي اندلاع حرب حتى نتحلل من القمة بخبر واحد يمكن أن يقول الرئيس غير راغب في السفر إلى جوبا ولكن ليس هناك مبرراً أن تكون هناك حرب، الحرب بدأتها حكومة الجنوب بدليل أن الإتحاد الإفريقي طالب بالانسحاب ولو رجعتِ لكل التصريحات التي قالها سلفاكير منتصف مارس الماضي وقالها بالأمس نائب وزير الدفاع وقالها نائب مدير المخابرات قالوا: نحن استعدنا هجليج وهي أرض جنوبية معنى ذلك أنهم عندهم مطامع في الأرض ليست القضية متعلقة بالمفاوضات، المفاوضات كانت يمكن أن تقضى منذ فترة طويلة جداً والذين يشاهدون المباحثات ويراقبونها عن كثب يعلمون كم تعرضت الآلية رفيعة المستوى التابعة للإتحاد الإفريقي من الأذى من جانب الجنوب عندما كانت منصفةً في حث الجنوبيين للوصول إلى نتائج إيجابية، القضايا كانت كثيرة لكن لتعنت الجنوب في التعامل مع المسألة، هل يعقل أن تكون حكومة عاقلة تغلق خط النفط الذي يشكل 98% من احتياجاتها هكذا مباشرةً دون أن تكون حكومة السودان هي السبب في ذلك، هي تتصرف تصرفات غير عاقلة ولذلك هذه التصرفات غير العاقلة هي التي ينبغي أن تكون موقف المجتمع الدولي مماثل للمجتمع الإفريقي وما صدر من الإتحاد الإفريقي والذي طالب حكومة الجنوب بالخروج فوراً من الأرض التي دخلتها..

ليلى الشايب: وهذا السؤال سأوجهه إلى أتيم ياك..

كمال عبيد: حكومة الجنوب، الرد عليه المناسب أن هذه المباحثات إذا كانت مباحثات عبثية لا طائل من ورائها لسنا بحاجة إلى مثل هذه المباحثات لكن إن كانت هذه المباحثات مباحثات جادة وكانت حكومة الجنوب تملك إرادة الوصول إلى نتائج مثلما تم في اتفاقية السلام مثلما تم في تقسيم الحدود مثلما تم في كثير جداً من القضايا  لكنها لا تملك ذلك رئيس الجنوب في اجتماع قمة..

ليلى الشايب: طيب.

كمال عبيد: مصغرة في أديس وافق على مشروع اتفاق كامل.

ليلى الشايب: سنتحدث عن مسار السلام ودور الأطراف الدولية المعنية به لاحقاً لكن هناك نقطة.

كمال عبيد: هناك نقطة مهمة جدا لقد تم الاتفاق عليها وجاء وتنصل..

ليلى الشايب: نقطة فورية..

كمال عبيد:  بعد ربع ساعة فقط من السؤال.

 ليلى الشايب: إذا سمحت لي دكتور عبيد سأعود إليك، أتيم ياك، الإتحاد الإفريقي والبيت الأبيض وجها دعوى واضحة  لجوبا حتى تنسحب فوراً من هجليج إذا كان الأمر فعلا كما تقول  غير مقصود فمطلوب تنفيذ الدعوة فوراً هل ستفعلون؟

أتيم ياك: دعونا نوضح الأمور نحن كنا ضحايا عدوان قامت به الخرطوم وفي كل مرة نقدم فيها شكوى لا أشعر ليس هناك أي طرف يمارس الضغط على الخرطوم، لا أعرف ما الذي يقصدونه بالعدوان عندما يتحدثون عنه الآن هم يتحدثون عن مواجهه القوات الجنوبية هذا غير صحيح الآن ليست الهجمات الجوية..

 ليلى الشايب: سيد أتيم ياك هل تسمعني رجاء سؤالي واضح ومباشر هل ستنسحبون من منطقة هجليج؟

 أتيم ياك: ألم تقوم الخرطوم بواجبها في مهاجمة أراضينا في الجنوب؟ هل هناك ضمانات بأنها ستتوقف عن هجماتها؟ الآن كمال عبيد كان يتحدث عن جنوب السودان بصفته يتخذ إجراءات غير عقلانية من خلال  توقيف تدفق النفط، أليس أيضاً إجراء غير عقلاني أن تقوم الخرطوم بالبحث عن كبش فداء من خلال..

ليلى الشايب: على كلٍ يبدو أن هذه الحلقة هي جزء من الحرب الكلامية على الأقل بين البلدين حالياً على كل نتوقف مع فاصل قصير، ونواصل بعده النقاش حول حالة التصعيد المتبادل بين السودان وجنوب السودان ونتوقف تحديداً عند ما تستطيع الدول الراعية لمسار السلام القيام به من أجل وقف أي احتمال لحرب جديدة بين البلدين انتظرونا بعد فاصل قصير.

[فاصل إعلاني]

الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة السودانية

ليلى الشايب: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا لهذه الحلقة التي نناقش فيها تصاعد التوتر بشكل غير مسبوق بين السودان وجنوب السودان في الآونة الأخيرة، جوناثان تيمين في واشنطن بالنظر إلى ما يحدث حالياً هل يمكن القول إن الفترة السابقة فترة ست سنوات بين البلدين لم تكن سوى هدنة لا أكثر وإن ما يجري الآن عبارة عن حرب مباشرة أو ما يشبه بين دولتين بعدما كانت حالة حرب أهلية داخلية؟

جوناثان تيمين: أعتقد أن الفرق بين ما حدث في الماضي وما نشاهده الآن وأنه في الماضي كان هناك دولةً واحدة والآن هناك دولتين، لكن طبيعة العنف ومكان العنف ليس جديداً وليس مفاجئاً على الإطلاق بأن الحدود الجديدة بين السودان وجنوب السودان هشة للغاية ذلك أمر يمكن التأكد به بشكل بسيط،  بشكل عام فإن الاتفاق الشامل في 2005 كان شبيهاً بوقف إطلاق النار بين الشمال والجنوب أكثر من أي شيء آخر والآن بما أن هذه الاتفاقية قد انقضت وجنوب السودان أصبح مستقلاً فإن وقف إطلاق النار ذلك قد أوقف وهو  توقف  والعنف الذي نشاهده الآن هو نتيجة لذلك لكن أعتقد أنه علينا أن نتذكر بأن هذه  ليست الحرب الكبيرة المنتظرة بين الجنوب وجنوب السودان، وهذه الحرب التي نخاف منها نأمل من الطرفان بأن  يتجنبا هذه الحرب وأن يجنبان تطوراً سيئاً للأوضاع.

ليلى الشايب: دكتور كمال عبيد  الخرطوم دعت مجلس الأمن إلى مطالبة جنوب السودان بالانسحاب من جميع المناطق التي احتلتها قواته داخل الأراضي السودانية يبدو هذا جزء من التحرك الدبلوماسي الذي أشارت إليه الخرطوم من أجل منع مزيد من التدهور إذا لم يحدث ما هي الخطوة التالية من جانب الخرطوم ؟

كمال عبيد: نحن نشعر أن هنالك تفهماً إقليمياً ودولياً لموقف السودان والاعتداء الذي قامت به حكومة الجنوب وأنتِ الآن عندما سألتِ ضيفك هل سينسحبون هو لم يستطيع أن يجيبك لأن القرار ليس في يده ولا في قرار..

ليلى الشايب: هو قال يريد ضمانات بعدم شن، هو قال لعلك استمعت أيضاً بوضوح إلى قوله انه  يردون ضمانات بعدم شن هجمات جديدة على أراضي جنوب السودان

كمال عبيد: هذا ليس مسوغاً للاحتلال لأنه لم تكن هنالك هجمات وإن كانت هنالك إشكالات في التفاوض هذه مجال حلها التفاوض ليس مجال حلها الاحتلال أنتِ لا بد من العودة إلى الكلام الذي قال سلفاكير قال: نحن كنا نريد أن نأخذ هجليج بالمحكمة ولكنا الآن أخذناها بالشكلة، قال هذا، مدير مخابرات الجنوب قال: نحن الآن استرجعنا هجليج ولن نخرج منها لأن هجليج جنوبية، هو لا يستحي أن يقول هذا أنه سينسحب أو لا ينسحب، الحل هو الذي قالته البيانات الرسمية الحكومية ستنسحب حكومة الجنوب من هيجليج عنوةً واقتدارا وهذا الخبر لن يكون بعيداً لأنه قد جربوا الاعتداءات السابقة وكيف أنهم قد أخذوا الدرس تلو الدرس ولكنهم لا يفهمون أن القوات السودانية ستستعيد هجليج عنوةً واقتداراً..

ليلى الشايب: عنوة، طيب سيد أتيم ياك استمعت إلى موقف الخرطوم إما أن تغادروا المنطقة أو ربما تواجهون الأسوأ في البرلمان برلمانكم في جنوب السودان حالة تعبئة شعبية ودعوة إلى الدفاع عن النفس يعني رئيس البرلمان قال حرفياً أنه السودان يريد القضاء عليكم وبالتالي عليكم الاستعداد لمواجهه ذلك مآل الأمور برأيك كيف ستكون؟ 

أتيم ياك: بالرغم من دق طبول الحرب من طرف الخرطوم والتي يتم تكرارها بشكل مستمر، الآن من طرف الدكتور كمال عبيد وهو أمر لا يفاجئنا على الإطلاق نحن لا زلنا نؤكد على أن كافة المشاكل التي تواجه البلدين يجب حلها من خلال الحوار، والطريق في المستقبل بالنسبة لنا تتمثل في عقد القمة المقترحة بين الرئيسين وأن تجرى هذه القمة في أسرع وقت ممكن من أجل حل الخلافات بينهما في هذه الأثناء المجتمع الدولي يجب أن يمارس الضغط على الخرطوم من أجل أن توقف استخدام نواباً لها لقد كنتم تسمعون عما يسمونه الهجمات في جونجلي مثلاً هذه تمولها الخرطوم وتدعمها، إذن إن الأمر لا يتعلق بأن هناك طرف واحد يقوم بأفعال وهجمات وإنما يقوم بها الطرفان وما هو أفضل وأمثل بالنسبة للطرفين هو أن يقوم الرئيسان بالجلوس إلى جنبهما  البعض ويحلا خلافاتهما في هذه الأثناء فإن القرار الذي اتخذه برلمان الشمال لوقف المحادثات يجب أن يراجعوه.

ليلى الشايب: شكراً جزيلا لك، أتيم ياك نائب وزير الإعلام في جنوب السودان كان معنا من جوبا وأشكر أيضاً من الخرطوم الدكتور كمال عبيد رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الوطني السوداني، ومن واشنطن أشكر جوناثان تيمين مسؤول برنامج السودان في المعهد الأميركي للسلام ، نهاية هذه الحلقة تحية لكم أينما كنتم.