صورة عامة - ما وراء الخبر - تداعيات أحداث بورسعيد
ما وراء الخبر

تداعيات أحداث بورسعيد

تتناول الحلقة الاشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين أمام مبنى وزارة الداخلية جراء محاولات الآلاف من مشجعي النادي الأهلي اقتحام مبنى الوزارة بعد ليلة دامية شهدتها مدينة بورسعيد.

– تقصير أمني وراء أحداث بورسعيد
– المستفيد الأكبر من الأحداث

– محاسبة المسؤولين عن أحداث بورسعيد

حسن جمول
حسن جمول
عادل العبودي
عادل العبودي
بشير عبد الفتاح
بشير عبد الفتاح

حسن جمول: أصيب عشرات المصريين في اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين أمام مبنى وزارة الداخلية، جراء محاولات الآلاف من مشجعي النادي الأهلي اقتحام مبنى الوزارة، تأتي هذه الأحداث بعد ليلة دامية شهدتها مدينة بورسعيد وراح ضحيتها أربعة وسبعون شخصا وأصيب المئات في اشتباكات عقب مباراة بكرة القدم بين فريقي المصري البورسعيدي والأهلي القاهري، نتوقف معي هذا الخبر ونناقشه في عنوانين رئيسيين: ما هي الأسباب الحقيقة وراء انفجار أحداث بور سعيد، وأي دلالات يمكن أن يتم استنتاجها منها؟ وما هي التداعيات المحتملة لهذه الأحداث وكيف يمكن تفادي وقوع أحداث مماثلة مستقبلا؟

إذن بمشاعر حزن واسى بالغين شيع المصريون قتلى أحداث العنف التي عقب مباراة فريقي الأهلي والمصري في مدينة بورسعيد الساحلية، وقد عقد مجلس الشعب المصري جلسة طارئة لبحث تداعيات تلك الأحداث، وأعلن رئيس الوزراء كمال الجنزوري إقالة واستقالة عدد من المسؤولين في محافظة بور سعيد والاتحاد المصري لكرة القدم، أحداث بورسعيد فتحت الجدل مجددا بشأن أطراف تسعى إلى ضرب الثورة المصرية بعد عام من الإطاحة بالرئيس المخلوع حسنى مبارك.

تقرير مسجل

مريم أوباييش: أهي صدفة أم نتيجة حتمية لمخطط اعد سلفا في بورسعيد مصر ما بعد الثورة وفي الذكرى الأولى لموقعة الجمل، يشيع الأهالي قتلى مباراة في كرة القدم، البلد في حداد ثلاثة أيام هل ما حدث كان عنفا بين أنصار فريقين، هو صراع بين أنصار الثورة وأعدائها يرد مصريون آخرون.

شريط مسجل

مواطن مصري: دي مؤامرة دنيئة تعملت على شعب بورسعيد، شعب بورسعيد برئ منها.


مواطن مصري ثان: البلطجية هم اللي عملوا كده مش المصري، المصري مش البورسعيدي الأصلي هو اللي يعمل كده البورسعيدي دم حر، وكلنا أخوات مع بعض.


مريم أوباييش: المتهم الآخر هو التقصير الأمني قبل وأثناء وبعد المباراة لم تكن التعزيزات الأمنية بمستوى تحذيرات أطلقت قبل أيام من المباراة من احتمال نشوب أحداث عنف، سمح لأنصار بدخول الملعب ومعهم أسلحة بيضاء ولافتات مستفزة، فور انتهاء المقابلة ينقطع تيار الكهربائي، وتتحول الفرجة الرياضية إلى مأساة وطنية أكدت عدسات الكاميرات روايات شهود العيان قوة الأمن لم تقم بدورها لوقف العنف، ولم يتوقف هؤلاء في محطة رمسيس بالقاهرة عن مطالبة المجلس العسكري بالتنحي وكما احرق المجمع العلمي وإستاد القاهرة، أحرقت قلوب عائلات مصرية كثيرة.

شريط مسجل

مواطنة مصرية: أنا عايزة ابني اسمه سليمان احمد الشمهوري، دوروا لي على ابني 18 سنه أبوس أيدكم دوروا لي عليه.


مريم أوباييش: في انتظار قطار يعود فيه ابنها يبدو انه على الثورة المصرية أن تمر بعدة محطات قبل أن تصل إلى بر الأمان، فهي عند كل خطوة إلى الإمام تأتيها عنوة خطوة إلى الوراء في لعبة عنوانها الأبرز الفوضى، تارة بصيغة طائفية وتارة أخرى بصيغة رياضية، سياسيا اجتمع مجلس الشعب المصري المنتخب حديثا في جلسة طارئة لبحث العنف في الملاعب، أعلن عن إقالة واستقالة مسؤولين في محافظة بورسعيد وأجهزة الأمن والاتحاد المصري لكرة القدم، القائمة لم تشمل وزير الداخلية/ يستمر مخاض ثورة مر عليها عام ومرت بالكثير من الامتحانات الصعبة ألم يحن الوقت بعد ليسعد المصريون بالتغيير الذي انتظروه سنوات وانتزعوه من قلب ميدان التحرير.

نهاية التقرير

تقصير أمني وراء أحداث بورسعيد


حسن جمول: ولمناقشة هذا الموضوع معنا من القاهرة كل من اللواء عادل العبودي مساعد وزير الداخلية السابق، والدكتور بشير عبد الفتاح مدير تحرير مجلة الديمقراطية، وسينضم إلينا لاحقا النائب بدري الفرغلي عضو مجلس الشعب المصري عن بورسعيد والذي تأخر عن الحضور بسبب أزمة المرور وسط القاهرة، نبدأ معك سيد عادل العبودي مساعد وزير الداخلية السابق، هناك إجماع سيد عادل على أن ما حصل على الأقل كان بسبب تقصير وإهمال امني كبير إن لم يكن متعمدا ما رأيك في هذا الموضوع؟.


عادل العبودي: أولا أنا بتقدم بالتعازي لأسر الشهداء، ودول مش ولاد أربع وسبعين أسرة دول ولاد أربعة وخمسه وثمانين مليون مصري، ويعني الألم إلي إحنا فيه، البوادر كانت تشير إن في احتقان وما بين الجماهير التابعة للنادي الأهلي وجماهير النادي المصري البورسعيدي، بصفة دائمة هناك في احتكاكات وفي مشاغبات مش من النهارده ده قبل كده لو رجعنا إلى تاريخ المباريات إلي بينهم وبين بعض حنلقى نفس الاحتكاكات بس كانت بيمكن تداركها فورا، إنما المرة دي غريبة، إن يعني لازم أكون واقعيا أنا بصفتي ضابط شرطة سابق لن أمالئ الشرطة ولن أمالئ المواطنين، ولكن هأتكلم عن حقائق الحقيقة أن النظرة إلي كانت مفروضة من إن الداخلية ومديرية الأمن أن يدرسوها، أن يحطوا احتمالات لهذا الموقف ولكن لم يفكروا في كيفية تلافي لو حدث مثل هذا الحدث، الشرطة تأمين مش على المستوى القوات المسلحة ما كانتش على المستوى، الاشتباكات اللي حصلت سببها أنا مش هأقول أن ده بقول الشغب، يعني الجماهير بتاعة المصري هي اللي ضربت، جماهير المصري كانت فرحانة أنها انتزعت فوز كبير على الأهلي 3-1 ما كانتش خسرانه ولكن هناك في مش عايزين نقول وفلول والأيدي الخفية هؤلاء ناس معروفين لدي الدولة ولابد أن يتم التخلص من الفلول بأي وسيلة..


حسن جمول: سيد عبودي، إن لم يكن هناك فلول ولا أيدي خفية، لماذا رغم وجود هذا الاحتقان لم يكن هناك استعداد كامل مع العلم أن هذا ابسط واجبات قوى الأمن ووزارة الداخلية بهذا المعنى؟


عادل العبودي: الرؤية كانت غير واضحة وتقيم الموقف كان غير سليم وهذا ما أدى إلى ما حدث في الإستاد، الشرطة مازالت في احتقان بينها وبين الشعب وكل ما يحدث في أي موقف من المواقف بتشيله الشرطة، إنما هذا لا يعني ليس مدعاة إن أنا أتخلى عن واجب وأن أنا أدافع عن الجماهير وإذا كنت بأمن بخمسين أو بمئة أو ثلاثمئة في الظروف الراهنة كان يجب أن أنا أزيد أعداد القوات التي تقوم بالتأمين حتى لا يحصل هذا الانفلات..


حسن جمول : دكتور.


عادل العبودي: بس حضرتك في كلمة صغيرة هأقولها يعني..


حسن جمول : نعم.


عادل العبودي: هذا الانفلات، أيوه، الانفلات الأمني ده سببه ما يحدث في مصر الآن.


حسن جمول: طيب هذا ما سنناقشه سيد العبودي، هذا ما سنناقشه ولكن أريد أن اسأل الدكتور بشير عبد الفتاح، هل المسألة تقتصر على رؤية غير واضحة وتقدير غير سليم للموقف الذي سبق المباراة وللموقف أثناء حصول أحداث الشغب؟.


بشير عبد الفتاح: في نظري الموقف يتعدى ذلك بكثير يعني التقديرات الخاطئة والقاصرة لم تقتصر فقط على مباراة لكرة القدم وإنما تتعدى ذلك وتطال رؤيا كاملة لمصير البلاد في المرحلة الانتقالية، للأسف اجتمع الجميع في ميدان التحرير على إسقاط نظام مبارك، غير أن الجميع اختلف أيضا على سبل إدارة المرحلة الانتقالية وكيفية بناء نظام جديد وتحديد ملامح هذا النظام، نحن نفتقد الآن لخارطة طريق واضحة وشاملة وبعيدة المدى تستطيع أن تقود البلاد إلى بر الأمان، نحن في مرحلة تخبط واضحة يسودها الغموض ويلفها عدم الثقة بين القوى السياسية المختلفة وما بين الشعب عموما وتلك القوى مجتمعة، ابسط ما جرى وأسرع ما جرى بعد حادثة بورسعيد توجيه الاتهامات للأمن وتوجيه الاتهامات للجيش بأنه حاك مؤامرة حتى يطيل بقائه في السلطة وتنصل أبناء بورسعيد مما جرى وألصقت التهمة بأبناء محافظة مجاورة، وفي النهاية الفاعل والبطل هو الطرف الثالث أو الطرف الخفي الذي كان هو البطل في أحداث محمد محمود، مجلس الشعب، مجلس الشورى، ماسبيرو وغيره من المواقف، خطورة أن نسند الأمور ونرجعها إلى طرف ثالث أن الجميع مقصر المجلس العسكري فاشل في إدارة المرحلة أن أجهزة الأمن فاشلة في ملء أو ردم الفجوة بينها وبين الجماهير أن القوة السياسية عاجزة عن الحصول على ثقة الشارع المصري..


حسن جمول: طيب سيد عبد الفتاح لنكن أكثر تحديدا، لنكن أكثر تحديدا في هذه القضية البعض اعتبر أن ما حصل مرتبا مسبقا ومقصودا من اجل حدوث أعمال الشغب بهذا الشكل، لاستغلالها سياسيا في هذه المرحلة أكان من قبل المجلس العسكري والبعض يتهم فلول النظام السابق تحديدا ومن أجل أيضا خدمة حبيب العادلي كما يقال في سجن طرة، برأيك أين الحقيقة في هذه الروايات؟.


بشير عبد الفتاح: يصعب الآن الوقوف على حقيقة الأمور في مصر في ظل غياب المعلومات والافتقاد إلى الشفافية وعدم انتهاء كافة التحقيقات السابقة ولجان تقصي الحقائق إلى نتائج واضحة يمكن من خلالها فهم ما يجري، لا أحد يعلم ماذا يجري؟ وبالتالي كل السيناريوهات مفتوحة وكل الاحتمالات مقبولة، فكرة المؤامرة أنا شخصيا لا أريد أن اعلق كل شيء على نظرية المؤامرة والتفسير التآمري ولكني أيضا لا استبعد المؤامرة، نحن نتحدث عن نظام لم يسقط كلية عن فلول لهذا النظام يريدون سرقة الثورة وإجهاضها بشكل أو بآخر، هناك انجازات سياسية تحققت تتمثل بانتخاب برلمان حر ونزيه يعبر عن إرادة الشعب، هناك انجازات أمنية تحققت من خلال توقيف بعض الخارجين عن القانون مؤخرا وبالتالي هناك من يريد لهذه الإجراءات أن تتوقف وتتجمد هناك أيضا أن مصر مقبلة على مرحلة خطيرة وهي دستور جديد يحدد أمور كثيرة من بينها العلاقات المدنية العسكرية، وهناك توجس من دور الجيش في المرحلة المقبلة ومكتسبات الجيش ومخاوف من المستقبل، وبالتالي الكل يرد أن يرجئ انتهاء المرحلة الانتقالية أو يطيل من أمد المرحلة الانتقالية، لأنه مثل ما هناك تواقون لإنهاء هذه المرحلة هناك أيضا من ينشغل بإطالة أمد هذه المرحلة قدر المستطاع لتحقيق مأرب شخصية أو فئوية.


حسن جمول: وتحقيق ذلك يكون عبر فوضى أمنية.


بشير عبد الفتاح: نعم، فوضى أمنية تهز الثقة بالأجهزة الأمنية وفي المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كما تحدث إرباك اقتصاديا يؤدي أو يوحي بأن الثورة قد فشلت وأن المردودات السلبية للثورة تفوق ايجابياتها بكثير.


حسن جمول: دعني اسأل اللواء عادل العبودي هنا، يعني بشكل عملي غياب الكلاب البوليسية، غياب عناصر الأمن بشكل فجائي، وإن كانت موجودة قبل أحداث الشغب، مجرد حصول أحداث الشعب لم تر عناصر الأمن كما يقول شهود عيان في إستاد بورسعيد، هل هذا مجرد إهمال وتقصير أم أنه عمل متعمد في هذه اللحظة بالتحديد.


عادل العبودي: بالنسبة لعدم الشفافية وعدم المعرفة بكل شيء لك أن تتصور جميع الاحتمالات، إما أن يكون قصور من الجهات الأمنية وإما أن يكون هناك مدبر، فكر مدبر لقيام مثل هذه الواقعة اللي راح ضحيتها أربعة وسبعين مصري شريف، أمور غامضة علينا وفي حاجات بتحصل كثيرة ولا ندري ما سببها وما هي؟ الشفافية مطلوبة الإعلان عن..


حسن جمول: لعلك اليوم تابعت جلسة مجلس الشعب سيد العبودي، النائب أكرم الشاعر سأل سؤالا مثيرا بالفعل عندما يقول كيف تمكن أشخاص مأجورون يحملون سيوفا من دخول إستاد بورسعيد؟.


عادل العبودي: السؤال في محله، لأن لازم لابد تفتيش أي عنصر يخش الملعب لان دي فترة طويلة حتى عشان منع الشماريخ ومنع الليزر ومنع الطوب اللي كانوا بيحملوه، عملية التفتيش أظن أنها ما تميتش، حتى ده بيحصل بإستاد القاهرة وبيحصل الإستادات كلها نبص نلقى في طوب وشماريخ بتتحدف، الوضع الأمني ما حدش يقدر يقول أي اللي بيحصل يعني لو يطلعوا ويواجهونا ويقولوا لنا اللي بيحصل دوت إحنا ممكن نمد يد المساعدة إحنا كلنا كشعب مصر، إنما في حاجات لا يعرفها الشعب المصري وفي حاجات بتخلينا عايشين في ريبة بالرغم أن أنا بقول إن المسؤول عن وزارة الداخلية اليومين دول رجل أمني ورجل له باع طويل بالأمن أنا خايف أنه يكون يده مغلولة من المجلس الأعلى لأن قدرة الشرطة أنها كانت تنهي مشكلة بتاعة بورسعيد كان ممكن تخلص بمجرد تواجد الأمن وصفوفه حولين الإستاد بتبقى مدعاة لأن كل واحد يعيد حساباته 100 مرة، المرة دي أنا مش عارف وبالرغم من إن في سوابق حصلت في بورسعيد أن برضه كرة القدم، أن لو كنت مسؤول في يوم من الأيام، أنا كنت ألغيت هذه المباراة وألغيت الدوري في الظروف الراهنة إلي بتمر فيها، حتى لا تزيد الفجوة.


حسن جمول: نعم، نعم تبقى التساؤلات مفتوحة على كل الاحتمالات طبعا لكن السؤال كيف يمكن أن نتفادى حدوث ما وقع في بورسعيد مره أخرى؟ نناقش هذا الموضوع بعد الفاصل تابعونا مشاهدينا.

فاصل إعلاني

المستفيد الأكبر من الأحداث

حسن جمول: أهلا بكم من جديد مشاهدينا في حلقتنا التي تبحث في أسباب ودلالات أحداث بورسعيد، وتداعياتها المحتملة على الأوضاع في مصر، وأعود إلى ضيفي عادل العبودي والدكتور بشير عبد الفتاح، دكتور بشير كما أشرت قبل قليل إلى أن ثمة من يريد من خلال ما حدث أن يطالب المجلس العسكري ويحمله المسؤولية وأن يطالبه بتسليم السلطة إلى مدنيين، وهناك رؤيا أخرى تقول بأن المجلس يستفيد من حالة الفوضى هذه لإطالة أمد المرحلة الانتقالية، برأيك من الذي يستفيد فعلا من حالة الفوضى التي تنشأ من وقت إلى آخر في الشارع المصري.


بشير عبد الفتاح: أولا يستفيد من هذه الحالة الخارجون عن القانون، يعني حتى الآن ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل هذه الثورة لم يجن ذووهم ثمار هذه الثورة حتى الآن، لان من المعروف ثمار الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الرغدة للثورات تتطلب أشهر وربما سنوات حتى تتحقق، أما الخارجين عن القانون فهم ينعمون الآن بالانفلات الأمني ويعني يعيثون في البلاد فسادا، فئة أخرى تستفيد من الحالة الفوضوية الراهنة وهي فلول النظام السابق، وأصحاب المصالح الذين طالما كانوا يستفيدون من نظام مبارك الذي هوى وسقطت رأسه ويحاولون بنائه مره أخرى ليس حبا في مبارك وفي نظامه، وإنما تمسكا بمصالحهم التي كانوا يحققونها من وراء هذا النظام، يعني منحيين جانبا مستقبل البلاد واستقرارها وكرامتها، أما الثوار الحقيقيين لا فاد على الإطلاق بل أن شرائح منهم التغرير بهم حاليا واستخدامهم كأدوات لتحقيق المأرب الشخصية الفئوية للفلول وأصحاب المصالح، بدليل أن الانتقال جرى من بورسعيد إلى مبنى وزارة الداخلية الآن، المشهد الآن في وزارة الداخلية وفي وسط البلد مرعب للغاية أنا أخشى شخصيا من تكرار سيناريو شارع محمد محمود، لا ادري لماذا يتم معالجة الأخطاء بالأخطاء، الرؤية منقسمة بشكل كبير، ورغم أن البرلمان خطى خطوات مهمة كانت تعبر إلى حد كبير عن نبض الشارع المصري في هكذا أحداث إلا أن عدم التوافق بين القوى الثورية، وانقسام الرؤية وأحيانا تضارب الآراء ووجهات النظر يقودنا دائما من مأزق إلى مأزق أكبر وما أخشى ما أخشاه أن نصبح غدا على مأساة جديدة إلى وزارة الداخلية طالما أن هناك اعتداء على جهة سيادية واشتباكات متجددة بين الشرطة والشعب لاسيما أن الجروح بين الطرفين وأزمة الثقة لم تندمل ولم يتم ردمها بعد!.

محاسبة المسؤولين عن أحداث بورسعيد


حسن جمول: لواء عادل العبودي، لتجنب تكرار هذه المأساة برأيك هل الإجراءات التي اتخذت كافية كاستقالة المحافظ، محافظ بورسعيد وأيضا إقالة مدير الأمن في المنطقة ؟.


عادل العبودي: إلي بيحصل دوت مجرد إيه مسكنات إحنا عشان نهدي الشعب ونخليه، يحس إن في إجراء اتخذ، أنما لابد من عمل دراسات لمعرفة أسباب ما يحدث والاحتقان الدائم ما بين الجماهير المصرية في ملاعب الكرة، لابد أن إحنا نحدد مين وراء هذا الموضوع، الشعب المصري زهق من كلمة أيادي خفية بتعبث بأمن مصر وفي فلول النظام، مطلوب مصارحة الشعب المصري من هم الفلول؟ ومن هم الأصابع الخفية التي تلعب على مستقبل مصر؟ ولها مصلحة في إجهاض الثورة الشريفة الحرة اللي قام بها شبابنا، وكان أمل كل مصري أن مصر تتقدم وتخطو إلى الأمام، الملاحظ الآن أن ما يتم فعله من اعتصام ومن مظاهرات ومن تخريب بيرجع بينا لسنين للخلف، طيب امتى هنتقدم! المطالب كثرت والاعتصامات كثرت والانشقاق ابتدأ يزيد، وحاجات كثيرة لا بد من معالجتها معالجة علمية سياسية، عشان نعرف إيه الأسباب الشعب المصري آسى، ما ننكرش هذا إنما لابد أن يعرف حقوقه وواجباته ويجب أن يكون هناك مراعاة لظروف البلد الاقتصادية، مش كلنا هنأخذ حقوقنا مره واحده، ندي فرصة لحد ما، أدي مجلس الشعب تم، ثم هيتم تعديل الدستور ثم رئيس الجمهورية، لما الثلاثة سلطات دول يتموا بينا نحاسب الناس، إنما ما نقدرش نحاسب دي الوقتِ في الظروف اللي إحنا فيها.


حسن جمول: لا يمكن محاسبة احد في هذه الظروف هل توافق على هذه النقطة دكتور بشير عبد الفتاح؟.


بشير عبد الفتاح: في الحقيقة لا أتفق مع هذا الطرح، مع احترامي الشديد له ولصاحبه، ذلك أنه قبل وجود البرلمان، ده حتى قبل وجود البرلمان كان هناك الميدان ميدان التحرير ربما يعتبر سلطة موازية لا يمكن إنكار وجودها بأي حال من الأحوال، إذا كانت السلطات المعروفة أربعة تشريعية وتنفيذية وقضائية وإعلامية أو صحفية، هناك سلطة خامسة غاية في الأهمية وهي سلطة الميدان وسلطة الشارع، الشارع الذي أجبر المجلس الأعلى للقوات المسلحة على اتخاذ قرارات مهمة وخطيرة ومؤثره بالمرحلة الانتقالية، قبل البرلمان كان هناك الميدان الذي يضغط ويمارس ضغوطا هائلة تفوق تأثير الجماعات السياسية والأحزاب السياسية، الآن لدينا برلمان منتخب يعبر عن إرادة الجماهير، يستطيع أن يمارس دوره الرقابي والتشريعي وأن يحاسب، اليوم قدم المحاسب عصام العريان طلب وقع عليه أكثر من مئة وثلاث وثمانين عضوا للمحاسبة وتحقيق مع المسؤولين وفي صدارتهم وزير الداخلية، كان ذلك غير متاح من قبل، صحيح أن هذه إجراءات لم تتضح نتائجها بعد ولكن أتصور أن كل مسؤول الآن في مصر بدءا من المشير وحتى أصغر مسؤول يوقن جيدا بأنه لا احد فوق المساءلة وأن استطاع أن يتحايل على مساءلة الأجهزة والمؤسسات، فلن يفلح بأية حال من الأحوال في أن يخدع الجماهير أو الميدان أو الشارع المصري الذي كشر عن أنيابه السياسية..


حسن جمول: باختصار دكتور بشير، هل تعتقد أن المجلس العسكري سيساءل في هذه القضية، أقله من قبل البرلمان؟.


بشير عبد الفتاح: أستاذ حسن، المجلس العسكري يساءل منذ أول يوم اعتلى فيه السلطة، الآن مواقف كثير تغيرت للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بسبب ضغط الشارع وبالتالي هو يساءل ويتكبد أيضا خسائر سياسية ونفسية وعصبية هائلة، كل ذلك يعتبر لونا من ألوان المحاسبة، المحاسبة لا تقتصر على الوقوف والتحقيقات والأسئلة فقط، وإنما الضغوط التي تمارس، والصحوة والانتقاد المنظم والمستمر لبعض السياسات والمواقف والقرارات تعد خير دليل على ذلك، وأتصور انه في الأيام القادمة، سوف تتخذ حزمة من القرارات والإجراءات التي تحاول أن تلبي مطالب الشعب والميدان، لأن الفترة الانتقالية بسبيلها إلى الأفول الآن، والمجلس العسكري بسبيله لتسليم السلطة ولا مجال للتلاعب أو التحايل، لأن الشارع يتربص ويتصيد الأخطاء والميدان أقوى مما يتصور الجميع، ولا تزال هناك قدره على الحشد والتعبئة، وأتصور أن غدا ستكون هناك مليونية توصل رسالة مهمة للجميع.


حسن جمول: شكرا لك دكتور بشير عبد الفتاح مدير تحرير مجلة الديمقراطية، وأشكر اللواء عادل العبودي مساعد وزير الداخلية السابق، ونعتذر لعدم تمكننا من الاتصال مع البدري فرغلي عضو مجلس الشعب المصري عن بورسعيد، والذي لم يتمكن هو بدوره من الوصول الأستوديو في القاهرة بسبب أزمة المرور، انتهت حلقتنا هذه شكرا للمتابعة وإلى اللقاء.