ما وراء الخبر

تهديدات ليبرمان بحل السلطة الفلسطينية

تسلط الحلقة الضوء على تهديدات ليبرمان بحل السلطة الفلسطينية إذا ما واصلت مساعيها بالأمم المتحدة الرامية إلى الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في المنظمة الدولية. وتجيب الحلقة على التساؤلات التالية: ما مدى جدية تل أبيب في تنفيذ وعيدها بتدمير السلطة؟
‪محمود مراد‬ محمود مراد
‪محمود مراد‬ محمود مراد
‪مردخاي كيدار‬ مردخاي كيدار
‪مردخاي كيدار‬ مردخاي كيدار
‪عبد المجيد سويلم‬ عبد المجيد سويلم
‪عبد المجيد سويلم‬ عبد المجيد سويلم
‪جمال زحالقة‬ جمال زحالقة
‪جمال زحالقة‬ جمال زحالقة

محمود مراد: توعد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بالعمل على ضمان انهيار السلطة الفلسطينية إذا ما واصلت مساعيها بالأمم المتحدة الرامية إلى الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في المنظمة الدولية.

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: ما مدى جدية تل أبيب في تنفيذ وعيدها بتدمير السلطة؟ وكيف ستواجه السلطة الفلسطينية التهديدات الإسرائيلية وما يمكن أن يترتب عليها مستقبلا؟

صعدت إسرائيل من لغة التهديد للسلطة الفلسطينية إذا ما واصلت الأخيرة مساعيها في الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بفلسطين كدولة غير عضو، التهديدات الإسرائيلية قوبلت بالرفض على لسان أكثر من متحدث باسم السلطة أكدوا في الوقت ذاته التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الشهر الجاري.

[تقرير مسجل]

ناصر آيت طاهر: خطوته الوشيكة في الأمم المتحدة تقلق إسرائيل، إنها تستعد لتطويقها مع أنها لن تقوى على منعها فمن المرجح أن تؤيد غالبية الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة مسعى الرئيس الفلسطيني إذا طرحه للتصويت، وحينها سيرتفع مستوى تمثيل الفلسطينيين إلى دولة غير عضو دولة ضمن حدود الرابع من حزيران 67 وسيتيح ذلك للفلسطينيين الانضمام لمؤسسات من قبيل محكمة الجنايات الدولية، يسعى الإسرائيليون إلى إقناع أكبر عدد من الدول الغربية بمعارضة المشروع الفلسطيني وبانتظار ذلك لا بأس بجرعة من الوعيد تولى المهمة أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي الذي يقود منذ شهور حملة إعلامية دولية ضد الرئيس الفلسطيني إنه يتوعده هذه المرة بتدمير السلطة التي يقودها إذا أصر على مبادرة الدولة غير العضو. مبادرة يقول ليبرمان أنه يخشى أن تعرقل استئناف مفاوضات السلام مع أنه يلوح بنسف المفاوض الفلسطيني، يشاطره الموقف رئيس الوزراء الفلسطيني بنيامين نتنياهو الذي جمع حكومته لبحث عقوبات يعتزم فرضها على السلطة الفلسطينية، تكشف صحيفة معاريف الإسرائيلية عن عقوبات محتملة منها تجريد كبار المسؤولين في السلطة من امتيازات النقل وإلغاء تصاريح عمل لعمال فلسطينيين في إسرائيل، ومن العقوبات المتوقعة أيضا تجميد مستحقات الضرائب والجمارك وتخفيض النشاط التجاري في المعابر وربما إلغاء اتفاقيات اقتصادية، يتساءل الفلسطينيون أي ضرر يمكن أن يلحق بالسلطة أكثر من تحويلها من سلطة لإنهاء الاحتلال إلى سلطة للتنسيق الأمني ودفع الرواتب! أيا يكن فإن مسعى- كما تقول معاريف- يعارضه مسؤولون كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي إنهم يرون باعتراف دولي بفلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة مجرد إنجاز معنوي للفلسطينيين، أما على الأرض فلن يتغير شيء، سياسة الاستيطان واحدة من الحقائق المرة على الأرض، وزارة الإسكان الإسرائيلية طرحت لتوها مناقصات لبناء أكثر من ألف ومئتي وحدة سكنية جديدة في مستوطنات معظمها في القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم، فأي تأثير لذلك على خطط الفلسطينيين في الأمم المتحدة، يقول صائب عريقات عضو اللجنة المركزية بحركة فتح إن شيئا لن يقف أمام القطار الذي انطلق باتجاه استعادة فلسطين إلى خريطة الجغرافيا وأخذها مكانها بين الشعوب والأمم.

[نهاية التقرير]

محمود مراد: لمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من رام الله أستاذ الدراسات الإقليمية في جامعة القدس السيد عبد المجيد سويلم، ومن تل أبيب معنا السيد مردخاي كيدار الأستاذ في قسم الدراسات العربية من جامعة بارإيلان، وينضم إلينا لاحقا من الناصرة السيد جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي، نبدأ مع السيد مردخاي كيدار سيد مردخاي هل إسرائيل جادة في التهديدات التي أطلقها السيد ليبرمان بمعنى أنه هل تستطيع إسرائيل تحمل كلفة ومسؤولية وتبعة انهيار هذه السلطة وتحول الأراضي الفلسطينية أو فلسطين إلى دولة محتلة هل تستطيع إسرائيل تحمل هذه المسؤولية؟

تبعات انهيار السلطة على الكيان الإسرائيلي

مردخاي كيدار: أولا علي أن أذكركم بأن هناك منطقة وهي غير خاضعة للسلطة الفلسطينية وهي قطاع غزة فإذا كان هذا انهيار تام للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة واعتقد أن مصير السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية هو نفس المصير لسبب واحد هذه السلطة فشلت في استبدال الولاءات المحلية للعشيرة والقبيلة والحمولة وكل هذه الأشياء في المدن الفلسطينية وفي القرى الفلسطينية، المشروع القومي الفلسطيني فاشل، اتفاقات أوسلو كانت المراد منها كان إيجاد طرف فلسطيني شامل يشمل جميع الفلسطينيين ولكن هذا فشل لأن هذه السلطة غارقة في الفساد وهي لا تحظى بشرعية حتى في الشارع الفلسطيني.

محمود مراد: دعني أنقل لك الصورة بدقة أكثر يعني هل تفضل إسرائيل التعامل مع سلطة قائمة قوامها أو أساسها أو عمادها الأصلي موجود في رام الله من خلال ما يسمى بالمفاوضات بين الطرفين أم تتعامل مع كيان مقاوم ربما بالمقاومة المسلحة ربما سيتمثل في قطاع غزة مستقبلا ككيان مستقل عن الهيمنة الإسرائيلية؟

مردخاي كيدار: بطبيعة الحال إسرائيل تفضل المفاوضات، ولكن أين كان الفلسطينيون طيلة الأربع سنين الماضية، ليلا نهارا دعوناهم للانضمام للمفاوضات بدون شروط أين كانوا؟ أين كان أبو مازن؟ أين كان صائب عريقات؟ هم يعني اختفوا قبل أربع سنين ولم يظهروا على الشاشة، على الشاشة الإسرائيلية بطبيعة الحال ولا في طاولة المفاوضات فماذا ينتظرون؟ أن تجلس إسرائيل يعني مكتوفة الأيدي وتنتظرهم إلى أبد الآبدين، نحن أنا شخصيا أعتقد أن مصير السلطة الفلسطينية هو الإفلاس.

محمود مراد: في الحقيقة يعني حتى تكون الأمور واضحة حتى تكون الحقائق واضحة سيد مردخاي إسرائيل لم تقف مكتوفة الأيدي وإنما واصلت الاستيطان وبشراسة حتى عقب تلويح محمود عباس أبو مازن بأنه سيوقف المفاوضات إذا ما استمر الاستيطان.

مردخاي كيدار: ليس هناك ما يحظر الاستيطان في اتفاقات أوسلو هذا شيء مسموح لإسرائيل أن تستمر في بناء المستوطنات حسب اتفاقات أوسلو، وهذا ما وقع عليه السيد ياسر عرفات المرحوم، ولذلك من حق إسرائيل أن تستمر بالاستيطان وقد أثبتنا مرارا وتكرارا بأن بمقدورنا أن نخلي مستوطناتنا كما فعلنا في قطاع غزة وفي بعض الأماكن في الضفة الغربية، المستوطنات يمكن أن تزال إذا كانت هناك أسباب ولكن الفلسطينيون لم يعطونا أي سبب لإزالة هذه المستوطنات أنا شخصيا اعتقد أن المصير الوحيد للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية هو خلق سبع دويلات إمارات في الضفة الغربية إمارة في أريحا وأخرى في رام الله وأخرى في نابلس وأخرى في جنين طولكرم وقلقيلية وفي الخليل العربية إضافة إلى قطاع غزة الذي هو إمارة شامخة منذ أكثر من خمس سنين وحماس كما تعلم قضت على المشروع القومي الفلسطيني قبل أن تفعل إسرائيل ذلك.

محمود مراد: ربما تكون هذه تمنيات الإسرائيليين لكن الواقع قد يشير إلى غير ذلك تماما قد يتجمع أو قد يكون هناك كيان مقاوم رأس حربته الإسلاميون متمثلون في حركة حماس في الضفة الغربية لا تنسى أن تل أبيب لا تبعد كثيرا عن رام الله؟

مردخاي كيدار: ما هو دور تل أبيب، عاصمة إسرائيل هي القدس؟

محمود مراد: أنا اقصد أن المقاومة لن تكون بالأمر العسير يعني عندما يطلق الفلسطينيون أو المقاومة عندما تطلق صورايخ من قطاع غزة فإنها تهبط قريبا من قطاع غزة وليس على تل أبيب إذا أطلقت الصواريخ من رام الله فإنها ستهبط على تل أبيب.

مردخاي كيدار: يا أخي الكريم اسأل نفسك الفلسطينيون مشاهدون لما يدور في العالم العربي منذ سنتين هذا اللهيب الذي يتلهم العالم العربي من سوريا في الشمال إلى اليمن في الجنوب من البحرين في الشرق إلى تونس في الغرب ولماذا لم  تنشب انتفاضة فلسطينية هم يفضلون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من السلطة المحلية لأن الاحتلال الإسرائيلي هو يعني إسرائيليون مجبورين يعيشوا تحت الاحتلال الإسرائيلي ولكن السلطات العربية كما تظهر من تونس إلى البحرين هي أسوأ بكثير من السلطة الإسرائيلية  على الضفة الغربية.

محمود مراد: يعني أنت تقول أن الفلسطينيين يفضلون الاحتلال الإسرائيلي على أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم وأن يكون قرارهم بأيديهم.

مردخاي كيدار: هل هناك تفسير آخر للصمت الهائل والصارم الذي نسمع من الضفة الغربية شوف البيوت في الضفة الغربية قصور شامخة في هذا المكان، الفلسطينيون يعني يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي فلنعترف بذلك بصورة أفضل بكثير من عشوائيات مصر ومن الشوارع في حمص وحماة ودمشق وحلب وما يدور في المنامة في البحرين يا أخي افتح عينك شوف العالم العربي وقارن  هذا المستنقع من النار والدموع..

محمود مراد: يعني هم أنفسهم الذين تصفهم أنهم يعيشون في رغد من العيش وفي الجنة على الأرض هم أنفسهم الذين قاموا بالانتفاضة في الثمانينيات ثم اتبعوها بانتفاضة ثانية في التسعينيات.

مردخاي كيدار: وإسرائيل لقنتهم درس وهم اليوم يعني جربوا الانتفاضة وهم اليوم يفضلون العيش بصورة مقبولة أنا لا أقول بأنهم يعيشون بجنة فيحاء ولكن تحت الاحتلال الإسرائيلي حياتهم أفضل بكثير من حياة المصريين في العشوائيات وفي المنامة وفي الساحات وفي ساحة التحرير في القاهرة ناهيك عن المشاهد في دمشق وحلب وإلى آخره من المدن في سوريا.

محمود مراد: للأسف ليس هناك متسع من الوقت لنمض في هذا الجدل المثير أشكرك شكرا جزيلا السيد مردخاي كيدار الأستاذ في قسم الدراسات العربية بجامعة بارإيلان شكرا جزيلا لك أتوجه بسؤالي للسيد عبد المجيد سويلم الكاتب والمحلل السياسي معنا من رام الله، بداية ما ردك على هذه الحجة المتمثلة بأن الفلسطينيون يفضلون العيش في كنف الاحتلال الإسرائيلي عن أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم؟

عبد المجيد سويلم: يعني لو لم أكن واعيا في هذه اللحظة لاعتقدت أنني أمام فيلم سينمائي عن شخص يعني غير موجود في الواقع، ولكن للأسف واضح أن إسرائيل لديها نماذج كثيرة من هذا النوع، اعتقد أن المشاهد العربي واعتقد أن أي مراقب سمع ما كان يهذي به هذا الأكاديمي بين مزدوجين يستطيع أن يفهم نحن في أي واقع نوجد؟ ومع من نتعامل؟ وما هي طبيعة هذا المجتمع الإسرائيلي الذي يعني يخرج لنا أكاديميين بلغة السياسة، الحقيقة أننا أمام كارثة من الناحية الأخلاقية ومن الناحية الثقافية هذا هو النموذج الذي سمعته، هو نموذج موجود في إسرائيل ونموذج يتعزز وأعتقد أن مقولته حول الشعب الفلسطيني أنه يفضل الاحتلال على أن يحكم نفسه بنفسه هي مقولة يعني لا تستحق الرد تستحق ربما الازدراء ربما الضحك ربما القهقهة أما أنا لا اربأ بنفسي أن أرد على هكذا مقولة لأن هذه المسألة اعتقد أنها خارج نطاق المنطق والسياق ناهيك عن خارج نطاق الوعي والثقافة.

خيارات الفلسطينيين في المرحلة المقبلة

محمود مراد: دعني فقط أنوه إلى أنه انضم إلينا بالفعل السيد جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي انضم إلينا من الناصرة لكن أعود إليك بالسؤال سيد عبد المجيد أيهما تفضل بالنسبة للقضية الفلسطينية في هذه المرحلة من الصراع أن تحل السلطة الفلسطينية ويمضي الفلسطينيون في خيار المقاومة بوسائلها المختلفة أم تستمر المفاوضات التي ربما تمد السلطة الفلسطينية بالإنعاش أو بالدماء في عروقها إلى حين حتى حين؟

عبد المجيد سويلم: لسنا مجبرين على الإطلاق يعني للاختيار ما بين هذين الاختيارين تحديدا لسنا مجبرين على الإطلاق، نحن مدعون وهذا هو الأساس، نحن مدعون إلى أن نخوض إذا كان لابد أن نخوض يعني مفاوضات أن نخوضها على أسس سليمة وفي نفس الوقت يجب أن نقاوم هذا الاحتلال بكل ما نمتلك من قوة وبكل وسائل التي يتيحها لنا القانون الدولي وبما يعزز من الحلف الذي يدعم حقوقنا وبما لا يعني يؤثر على جبهة التحالف الفلسطينية القومية الإقليمية الدولية بمعنى أو بآخر لسنا أمام مشروع نختار يعني فيه ما بين سلطة متداعية وما بين مفاوضات لا طائل من ورائها، نحن نستطيع أن نمتلك الوسط الذهبي الذي يقول إذا كان لابد من المفاوضات فلتكن على أساس مرجعية واضحة وعلى أساس أهداف واضحة وعلى أساس هذا هو الموضوع جدول زمني للانسحاب من الأراضي التي يعني تعتبر هي أراض فلسطينية وليست متنازعا عليها وكل محاولات إسرائيل الآن لتحويل هذه الأراضي إلى أراض متنازع عليها هو الذي يقف وراء موقفها الحاد، وهذا الموقف المتوتر من ذهابنا إلى الأمم المتحدة، وبالتالي أنا اعتقد أن خياراتنا يجب أن لا تكون إما هذا و إما تلك.

محمود مراد: طيب دعني اطرح السؤال على السيد جمال زحالقة، سيد جمال كثيرا ما كان يطلق السيد ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي تصريحات ثم تتنصل منها الحكومة لاحقا هل تعتقد أن هذه التهديدات الأخيرة للسلطة بخنقها حتى حلها أو انهيار تلك السلطة الفلسطينية هل تعتقد أنها تأتي في هذا السياق أم أنها مما يعبر بالفعل عن توجهات الحكومة الراهنة؟

جمال زحالقة: يعني ربما كان نتنياهو أكثر فظاظة من ليبرمان آسف من نتنياهو، نتنياهو قال أيضا أنه سيفرض عقوبات على السلطة في هذه الحال إذا توجهت السلطة إلى الأمم المتحدة، أنا لا اعتقد أنه المؤسسة الحاكمة في إسرائيل وأنا استعمل تعبير المؤسسة الحاكمة وأقصد الإستراتيجيين السياسيين والمؤسسة الأمنية تقبل بانهيار السلطة الفلسطينية لأنه بالنسبة لها السلطة الفلسطينية هي عامل استقرار وعامل هدوء تحت الاحتلال، وهذا الأمر المهم لأن الأمر المهم بالنسبة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية ولها تأثير على اتخاذ القرار السياسي هو تصريح الرئيس أبو مازن بأنه لن تكون هناك انتفاضة ثالثة ما دام هو بالسلطة هذا تصريح مهم جدا، والأمر الثاني هو أن هناك تنسيق أمني وهناك هدوء أمني لهذا السبب باعتقادي أنه هذا الأمر يعني إسرائيل تأخذه بعين الاعتبار حتى لو تضايقت دبلوماسيا فإنها لم تقدم على خطوات دراماتيكية ربما تستعمل خطوات للضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية، باعتقادي أنه توجه الأمم المتحدة هو خطوة جيدة وخطوة بالاتجاه الصحيح ولكنها برأيي ستكون عديمة المعنى إذا لم ترافقها خطوات أخرى وبالأخص الإعلان عن وقف أي مفاوضات مع إسرائيل ما دامت إسرائيل تتمسك بمواقفها يعني الفلسطينيين عليهم أن يدعو القيادة الفلسطينية تضع شروطها وتقول لإسرائيل ردوا علينا والشروط بحدها الأدنى هي أن تكون مرجعية المفاوضات قرارات الأمم المتحدة وأن يكون هناك تجميد للاستيطان وللعمليات من طرف واحد بما في ذلك بالقدس إذا لم تضمن إسرائيل ذلك لا معنى ولا طائل من المفاوضات أنا باعتقادي بالظروف السياسية القائمة في إسرائيل الآن..

محمود مراد: سيد جمال زحالقة أرجو منك أن تبقى معنا سنواصل النقاش بعد هذا الفاصل.

[فاصل إعلاني]

محمود مراد: أهلا بكم من جديد ونعود إلى ضيفنا السيد جمال زحالقة كان معنا أو معنا هو من الناصرة سيد جمال كنت توضح فكرتك فيما يتعلق بأن السلطة الفلسطينية ربما هي أيضا من ضرورات الحياة بالنسبة لدولة إسرائيل في هذه المرحلة من الصراع، هل تعتقد أنه يمكن أن يقدم الإسرائيليون بأي شكل من الأشكال على خنق أو ارتكاب منع الأفعال ما يؤدي إلى خنق السلطة الفلسطينية وانهيارها في نهاية المطاف هذا هو السؤال؟

جمال زحالقة: يعني السنوات الأخيرة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية هي أكثر سنوات يعني حقيقة تعيش إسرائيل فيها براحة في الملف الفلسطيني أولا نتنياهو يعتقد بأنه ويقول ويتحدث بأنه استطاع أن يهمش قضية فلسطين ويعتقد أن هذا انجازه الأساسي ثانيا يوجد هدوء، وأكبر عدو للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني هو الهدوء، الهدوء مع اللجوء والهدوء مع الاحتلال هذا أمر طبعا يتناقض والرغبة الفلسطينية بالاستقلال والعودة، وأيضا هناك في غزة هدوء ليس فقط في الضفة الغربية علينا أن نقول ذلك يعني أنا أتحدث بالمجمل، هذه أمور باعتقادي يعني إسرائيل بالنسبة لها انجاز لا تريد أن تخرب هذا الإنجاز ليبرمان يدخل إلى الساحة الإسرائيلية يعني أنا هناك متغيرات على الساحة السياسية الإسرائيلية علينا أن ننتبه لها الذي حكم إسرائيل في السنوات الأربعة الماضية هو الثنائي نتنياهو وباراك، باراك سيختفي سياسيا وسيكون الثنائي الحاكم القادم هو بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان، أفيغدور ليبرمان في طريقه للعودة إلى الليكود لترأس الليكود ويكون خلفا لنتنياهو، نحن أمام حالة فيها ليبرمان يشق طريقه نحو أن يكون مؤثرا بشكل جدي على اتخاذ القرار السياسي في إسرائيل وهو لم يكن كذلك في السنين الأربعة..

أدوات السلطة الفلسطينية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية

محمود مراد: طيب في المقابل سيد عبد المجيد سويلم هل تملك السلطة الفلسطينية من الأدوات ما يمكنها أن تتصدى لهذه التهديدات الإسرائيلية إذا ما بدأت في ترجمتها إلى واقع على الأرض؟

عبد المجيد سويلم: طبعا، السلطة الفلسطينية ليست عديمة الوسائل ولا عديمة الإمكانيات وهي تمتلك إمكانيات هائلة للتصدي لهذه الأطروحات العنصرية والقائمة على أساس مبدأ الإقصاء أو مبدأ الإخضاع والخنوع، السلطة الفلسطينية لم توجد من اجل حماية إسرائيل وإنما من أجل أن تتحول من سلطة إلى دولة، الذي أدار ظهره للعملية السلمية هو إسرائيل، الأمم المتحدة، لجوء السلطة إلى الأمم المتحدة جاء بعد سنوات وسنوات طويلة من المفاوضات التي لم تجد نفعا والتي لم تستغلها إسرائيل إلا لتكريس سياسة الأمر الواقع من الاستيطان والقضم ومصادرة الأراضي وعزل التجمعات السكانية الفلسطينية وحصارها وتجويعها وإلى آخره.

محمود مراد: طيب السيد مردخاي كيدار كان يشير إلى نقطة هامة هي أن إلى كما أن إسرائيل تمكنت من إخلاء مستوطنات في قطاع غزة ومن قبلها أخلت مستوطنات في شبه جزيرة سيناء فإنها قادرة على إخلاء مستوطنات في الضفة الغربية إذا ما توصل الجانبان إلى اتفاقات بموجبها ينبغي أن تخلى هذه المستوطنات؟

عبد المجيد سويلم: نحن نقول أنا لا أقول عكس ذلك ولكن أية مفاوضات هي تلك التي ستؤدي إلى مثل هذا الحل نحن ما نطالب به بالضبط هو أن نجلس إلى طاولة مفاوضات على أساس أن هناك مرجعية وهناك هدف وهناك جدول وهناك يجب أن تتوقف سياسة إسرائيل في فرض الأمر الواقع على الأرض الفلسطينية، إذا توفرت هذه الإمكانية فنحن مستعدون للذهاب إلى مفاوضات، ونحن مستعدون إلى حل سياسي حقيقي ومتوازن.

محمود مراد: طيب على أرض الواقع، هذا في العموميات على أرض الواقع من أين ستأتي السلطة الفلسطينية بالأموال البديلة من عائدات الضرائب على سبيل المثال إذا ما أمسكت إسرائيل يدها عن إمداد الفلسطينيين بهذه العوائد؟

عبد المجيد سويلم: إذا كنت تقصد أن الضغوطات الاقتصادية ستؤدي إلى الخنوع الفلسطيني السياسي فأنا اعتقد أنك لا تقصد ذلك وإن كنت تقصد ذلك فإنك على خطأ يا سيدي الشعب الفلسطيني يستطيع بوسائل مختلفة أن يصمد وهو صمد لمدة مئة عام وقبل فقط عدة سنوات السلطة الفلسطينية كانت لا تستطيع دفع الرواتب على سبيل المثال لموظفيها ولأكثر من عام كامل، وأنا اعتقد بأن السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية وكل التجمعات الشعبية الفلسطينية ومنظمات العمل الاجتماعي والسياسي الفلسطيني متفقة على أنه سنذهب إلى الأمم المتحدة بالرغم من كل هذه التهديدات.

محمود مراد: في أقل من دقيقة لو سمحت ماذا ستكون خيارات النضال في الفترة القادمة إذا ما تحقق هذا الوعيد، هل يعني الرئيس محمود عباس قال إنه لن تكون هناك انتفاضة ثالثة طالما بقي في السلطة؟

عبد المجيد سويلم: دعني أصحح، الرئيس محمود عباس قال لن تكون هناك انتفاضة مسلحة وأنا اعتقد بأننا ليس من مصلحتنا أن تكون هناك أي انتفاضة مسلحة أما الانتفاضة الشعبية الديمقراطية السلمية فانا اعتقد أنها سلاح هائل وجبار لكشف عنصرية هذا المجتمع وطريقة تعامله مع الشعب الفلسطيني، وهذه الدولة التي هي خارج إطار القانون وأنا اعتقد أن إسرائيل تعاني من مأزق العنصرية ويجب أن يدفع ثمن هذا المأزق إذا ما امتلكنا إستراتيجية للمواجهة.

محمود مراد: يعني للأسف ليس هناك المزيد من الوقت دعني أطرح السؤال بسرعة على السيد جمال زحالقة سيد جمال ما مدى الألم الذي يمكن أن يلحق بإسرائيل إذا ما تحقق المسعى الفلسطيني أو إذا ما كلل المسعى الفلسطيني بالنجاح في الأمم المتحدة؟

جمال زحالقة: يعني إسرائيل ستتضايق ولكن الذي يؤلم إسرائيل حقا هو وقف التنسيق الأمني إذا كان هناك إعلان فلسطيني بوقف التنسيق الأمني، إسرائيل سيعني ستقيم الدنيا ولن تقعدها وباعتقادي إنه يجب خلق أزمة مع إسرائيل لا يعقل أن يستمر الهدوء، لا يعقل أن تستمر الأمور كما هي عليه الآن وكما يقول المثل الفلسطيني " إذا ما خربتش بتعمرش".

محمود مراد: شكرا جزيلا للسيد جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي ونشكر كذلك ضيفنا من رام الله الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم، أشكركم شكرا جزيلا مشاهدينا الأعزاء على حسن المتابعة بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله تعالى في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد السلام عليكم.