
زيارة كلينتون للجزائر بشأن التدخل العسكري بمالي
![]() |
![]() |
![]() |
محمد كريشان: وزيرة الخارجية الأميركية الاثنين ضيفة على الجزائر لبحث أزمة مالي، كما يصل باماكو ممثل الاتحاد الأفريقي لمناقشة خطة متوقعة لتدخل عسكري.
نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين: هل تقنع كلينتون الجزائر بالموافقة على تدخل أفريقي عسكري في مالي؟ وما هي المخاوف والتداعيات من التدخل العسكري في هذا البلد؟
السلام عليكم، تصل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الجزائر الاثنين لإجراء مباحثات يتصدرها التدخل العسكري الأفريقي المرتقب في مالي وخطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما يصل باماكو الاثنين أيضاً الجنرال سيكابو كوناتي ممثل الاتحاد الأفريقي في الأزمة المالية لإجراء محادثات مع القادة العسكريين في مالي.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: الطريق إلى حل استعصى للأزمة القائمة في مالي يمر حتماً بعدد من العواصم الإفريقية الجزائر واحدة من بين أهمها، قناعة جعلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تزور الجزائر مجدداً الثلاثاء المقبل، شهوراً قليلة بعد زيارتها الأخيرة في شهر فبراير من السنة الجارية، أسبوعين فقط بعد آخر دورة للحوار الاستراتيجي بين البلدين احتضنتها واشنطن، في الأجندة محاور هامة من بين أبرزها البحث عن حل شامل قال البلدان إنهما يريدانه ضامناً للاستقرار ولوحدة التراب المالي بوسعه القضاء على سيطرة الإسلاميين الذين لا يُخفون انتمائهم للقاعدة على شمال مالي نهاية مارس آذار الماضي، تحول كبير عاشته مالي ما كان له أن يحدث لولا صراع مزمن خاضته باماكو ضد متمردي الطوارق وانقلاب أطاح بالرئيس المالي السابق توماني توري مما جعل البلاد مفتوحة أمام انتشار النفوذ القاعدي، بات للقاعدين قاعدة في مالي تنشر المخاوف في جوار البلاد القريب والبعيد خاصة بعد أن أوقعوا عدداً من الفرنسيين والجزائريين رهائن لديهم ليستعملوهم ورقةً تفاوضيةً موجعة أربكت وأجلت إلى حد كبير خطط التدخل العسكري العاجل ضدهم، تبنى مجلس الأمن في 12 من تشرين الأول/ أكتوبر ورقة فرنسية تحدد 45 يوماً سقفاً زمنياً لدول غرب أفريقيا كي تتقدم بخطة واضحة للتدخل العسكري في شمال مالي، مع ذلك تدرك باريس وواشنطن أن الأمور ليست بهذه البساطة فتوالت التصريحات من مسؤولين فيهما آخرهم وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان من أن وقت العمل العسكري لم يحن بعد في تحسب واضح لما قد يقود إليه العمل العسكري من تداعيات في دول مجاورة لا تملك مقومات الشراكة في حرب من هذه الحجم على التنظيمات الإسلامية المسلحة، اعتبارات ألقت من الآن بظلالها القوية على خطة مرتقبة قيل أنها ستقدم في الخامس من الشهر القادم لدول الإيكواس جاء بالجزائر وموريتانيا قبل أن تحال على أنظار مجلس الأمن.
[نهاية التقرير]
قراءة في زيارة كلينتون إلى الجزائر
محمد كريشان: معنا في هذه الحلقة من الجزائر الدكتور أحمد عظيمي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، معنا من باريس آن جيوديتشيللي الخبيرة في شؤون الصحراء الأفريقية، ومعنا من مقديشو الكاتب الصحفي رياض ولد أحمد الهادي أهلاً بضيوفنا جميعاً لو بدأنا بالجزائر والدكتور أحمد عظيمي ما التوقعات بالنسبة لهذه الزيارة لكلينتون إلى الجزائر فيما يتعلق بموضوع مالي تحديداً؟
أحمد عظيمي: المتوقع هو أن تعمل الوزيرة الأميركية على دفع الجزائر إلى المشاركة في القوة الأفريقية التي يتحدثون عنها الآن، لأنه كما فرنسا عملت مع دول غرب أفريقيا وتمكنت من تجميد كما يقولون 3 آلاف رجل سيتدخلون في شمال مالي لكن اتضح فيما بعد أن 3 آلاف رجل من غرب أفريقيا إذا تدخلوا في شمال مالي فهذا لا يعني أي شي وستكون مقبرة لهم، لتكون الأمور واضحة بكل صراحة، ثم طرح مشكلة أخرى الصحافة لا تتكلم عنه والسياسيون وفرنسا لا يتكلمون عنه وهو مشكلة التمويل من سيمول هذه الحرب؟ وبالتالي فرنسا تعلم وأميركا تعلم بأن لا مفر من مشاركة الجزائر وأنه لا يمكن أن يكون هناك تدخل عسكري بدون مشاركة الجزائر..
محمد كريشان: ولكن عفواً عندما نتحدث عن الجزائر هل نتحدث عنها كموقف سياسي أم أكثر منها مشاركة ميدانية عملياتية في شمال مالي؟
أحمد عظيمي: نتكلم عنها ما هي الفائدة من التدخل العسكري نفسه لأن نحن في الجزائر نعلم جيداً بأن أي تدخل عسكري أجنبي في أي بلد فيه مشكلة داخلية لا يمكن أبداً أن يحقق أي نجاح، وأن شمال مالي سيكون مستنقعا تغرق فيه الجيوش التي ستدخل في هذه المنطقة لأن هذا التدخل يتطلب جيشا قويا ذو إمكانيات كبيرة جداً والدول الغربية اليوم لا فرنسا ولا أميركا بإمكانها أن تمول هذه الحرب لذلك يريدون بالزج بالجزائر إلى هذا المستنقع ليستنزفون أموالها وخيراتها.
محمد كريشان: ولهذا السبب تبدو الجزائر حذرة مع التعامل مع هذا الموضوع وهنا نسأل سيد الكاتب الصحفي رياض ولد أحمد الهادي من مقديشو برأيك موضوع الجزائر وموافقة الجزائر حجر الزاوية في أي تدخل عسكري في مالي؟
رياض ولد أحمد الهادي: لم أسمع الشطر الثاني من سؤالكم، أنه بالتأكيد بالنظر إلى الموقع الجيوسياسي.
احتمال مشاركة الجزائر في العمليات العسكرية بمالي
محمد كريشان: هل تعتقد بأن مشاركة الجزائر حجر زاوية في أي عمل عسكري في شمال مالي.
رياض ولد أحمد الهادي: بالتأكيد الجزائر بالنظر إلى موقعها الجيوسياسي وأيضاً دورها المؤثر في منطقة شمال مالي لارتباطاته مع بعض السكان المحليين وهي ترتبط مع المنطقة شمال بحدود واسعة تقدر بالآلف الكيلومترات، الجزائر كانت حساسة لدرجة كبيرة لأي نوع من التواجد الفرنسي والغربي بشكل عام في منطقة عند تخوم حدودها الجنوبية وكانت تهدد بأن تعرقل أي مساع أو أي جهود عسكرية لنشر قوات أو لتدخل عسكري في منطقة شمال مالي، الجزائر هذا التغير وإن كان خجولا في موقفها من الرفض القاطع لأي تدخل عسكري للمنطقة المتاخمة لحدودها والتي تعتبرها عمقاً أمنياً واستراتيجيا لها إلى أنه نوع من القبول المشروط بنوع من التدخل العسكري ومباركته، هذا التحول بالتأكيد سيكون له أهمية كبرى في دعم الجهود التي لا تزال تتشكل نحو بناء إستراتيجية لنوع من التدخل العسكري الأفريقي المدعوم غربياً هنا في منطقة شمال مالي.
محمد كريشان: هل الاجتماع الأخير وهنا عودة إلى الجزائر مع الدكتور أحمد عظيمي هل الاجتماع الأخير لبحث المسائل الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والجزائر والذي عقد في 19 من هذا الشهر في واشنطن مَثلَ فرصة ثمينة لإقناع الجزائر بمزيد من الليونة في موضوع مالي؟
أحمد عظيمي: هو الاجتماع كان حول الشراكة أو حوار استراتيجي بين الجزائر وأميركا وكان مخطط له ومقرر من قبل يعني لم يكن من اجل قضية مالي لكن لا ندري لأن هذه الأمور في الجزائر السياسيون لا يتعرضون لها لا ندري إن كان موضوع مالي قد طرح وإن كانت أميركا قد ضغطت على الجزائر من أجل المشاركة في أي تدخل عسكري في شمال مالي، لكن مجيء الوزيرة الأميركية خلال الأيام المقبلة إلى الجزائر يوضح بأنها جاءت لتضغط على الجزائر والمعروف اليوم في العالم العربي أنه لا توجد دولة عربية واحدة تستطيع لا ترضخ أو تستطيع أن تواجه الضغوطات الأميركية والخوف هو أن تًقبل الجزائر بالمشاركة في هذا التدخل العسكري إلا إذا كان تدخل من طرف إفريقي وبقيادة جزائرية وبتمويل دولي، أما أن يكون التمويل من الجزائر والجيش الجزائري هو الذي يتدخل وبإمكانيات الجزائر هذا سيضر كثيراً بالجزائر.
محمد كريشان: نعم عندما نتحدث عن عملية عسكرية تشارك فيها الجزائر، الحقيقة هناك حديث عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا زائد فرنسا والولايات المتحدة الأميركية في أي عمل عسكري هنا نسأل ضيفتنا من باريس السيدة آن جيوديتشيللي هل تُعول باريس على هذه الزيارة للسيدة كلينتون لتخفيف التحفظات الجزائرية فيما يتعلق بالعملية العسكرية في مالي؟
آن جيوديتشيللي: في واقع الأمر فإن إرادة فرنسا تتمثل في أن تدفع بالجزائر في بالرغم من ذلك فأن صعوبة العلاقات بين باريس والجزائر تجعل الجزائر تفضل المحادثات مع واشنطن بحيث أن الجزائر تمثل دولة مهمة في الجزائر بما فيها ما يتعلق بالموضوع المالي وربما الأميركيون ينجحون مع الجزائر أفضل من الفرنسيين وذلك بإقناع الجزائر بأن تعيد النظر بموقفها وهو موقف حتى الساعة لا يزال حازماً بشأن رفضهم لأي تدخل عسكري في مالي.
محمد كريشان: بعد السيدة كلينتون يفترض أن يزور الجزائر الرئيس فرانسوا أولاند هل يستكمل هذه المهمة التي بدأتها ربما السيدة كلينتون.
آن جيوديتشيللي: (Je n’ai pas compris la question)
محمد كريشان: يفترض أن يزور الرئيس أولاند الجزائر هل تعتقدين بأنه سيواصل الضغط على الجزائر بعد المساعي الأميركية فيما يتعلق بإقناع الجزائر بالمشاركة في عملي عسكرية في مالي؟
آن جيوديتشيللي: ما هو أكيد هو أن هناك كانت زيارات عديدة واتصالات رسمية منذ وصول أولاند إلى السلطة وبالتأكيد فمن المتوقع أن يزور أولاند الجزائر في نهاية شهر ديسمبر وهذه الزيارة لها علاقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين وهي علاقة معقدة وهي أقل أكثر تعقدا مع الأميركيين، ومن الواضح أن واشنطن تقوم بعمل يتمثل في إقناع الجزائر في حين أن فرنسا إن أردتم تقوم بإدارة الآليات والعمل الدولية أي العلاقة مع دول أفريقية أخرى وبالتالي سيكون هناك نوع من التعاون الأميركي الفرنسي يتمثل في توزيع الأدوار حيال هذه الأزمة فواشنطن إذن ينتظر منها أن تمارس الضغط على الجزائر وإقناعها في حين أن فرنسا تسعى إلى خلق الظروف المناسبة للإحراز والقيام بتدخل عسكري في مالي المناسبة وحسب المعايير والاتفاقيات التابعة إلى مجلس الأمن الدولي.
محمد كريشان: سيد أحمد ولد الهادي هل من السهل تليين الموقف الجزائري في هذا الملف؟
رياض ولد أحمد الهادي: تفسير الموقف الجزائري المتعلق بالحساسية تجاه تأييد أي تدخل عسكري غربي تجاه مالي أم ماذا؟
محمد كريشان: لأ أسأل هل من السهل أن يقع تليين الموقف الجزائري فيما يتعلق بالتدخل، تلينه من قبل واشنطن وربما لاحقاً باريس؟
رياض ولد أحمد الهادي: اعتقد بان الجزائر، أعتقد أنه من المبررات أو العوامل التي ربما أدت إلى حدوث هذه المرونة في الموقف الجزائري هو الطريقة التي يتعامل بها تنظيم التوحيد والجهاد الذي ظهر قبل سنة من الآن والعدائية المفرطة التي أظهرها هذا التنظيم الذي يقال يعتقد بنطاق واسع بأنه خارج رحم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وانشق عن التنظيم الذي كانت الجزائر تعتبر بأنها قادرة إلى حد ما على اختراقه، لكن هذا التنظيم التوحيد والجهاد أظهر من البداية عدائه للجزائر واستهدافها سواء فيما يتعلق بخطف الرعايا الأسبان في منطقة الرابون العام الماضي وإجراء عملية انتحارية في تمراس الجزائرية وأخر شيء اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين في غاو وإعدام الدبلوماسي الجزائري، إذن الجزائر استشعرت نوعا من الخطر في هذا التنظيم الذي بدأ يتغول بين مزدوجتين في منطقة شمال مالي ويظهر بشكل مبالغ فيه عداءه واستهدافه للجزائريين، حتى أن الجزائر بدأت تتخوف من أن ربما هناك بعض المخابرات الإقليمية أو الدولية التي ربما تشجع هذه التنظيم على استهداف الجزائر، مباشرةً بعد إعدام دبلوماسيها أعلنت الجزائر أنها قد تكون مستعدة لنقاش توجيه ضربات دقيقة ومدروسة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة توحيد والجهاد خشية تضخمها وتوسعها، هذا العامل أدى إلى تبديد المخاوف الجزائرية السابقة التي كان من بينها خشية الجزائر من أن يؤدي أي تدخل غربي في شمال مالي إلى تراجع الجهاديين ومسلحي تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإسلامية إلى العمق الجزائري في عملية فرار غير منظمة وبالتالي خلق مواطئ أو قواعد جديدة داخل العمق الجزائري..
محمد كريشان: ولهذا ضيفنا تحديداً من الجزائر قبل قليل الدكتور أحمد عظيمي أشار إلى الخوف من ما سماه مستنقع في مالي، بعد الفاصل سنحاول التطرق إلى المخاطر التي يمثلها أي عمل عسكري في شمال مالي بالنسبة لاستقرار المنطقة ككل، لنا عودة بعد قليل نرجو أن تبقوا معنا.
[ فاصل أعلاني ]
دول الجوار ومخاطر التدخل العسكري
محمد كريشان: أهلا بكم من جديد ما زلتم معنا في هذه الحلقة التي نتناول فيها زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الجزائر وهذا الحديث عن عمل عسكري في شمال مالي سيدة آن جيوديتشيللي في باريس، برأيك ما هي المخاطر الحقيقة التي يمكن أن تأتي مع تدخل عسكري في شمال مالي؟
آن جيوديتشيللي: إن المخاطر من الواضح أنها تعني الدول المعني أي دول الميدان وهي تتمثل بمخاطر تتعلق بزعزعة الاستقرار، لكن في نفس الوقت هناك أيضاً إرادة على الأقل من طرف دولة مالي والسلطات الانتقالية في هذا البلد هذه السلطات التي تحمل مشروع القرار وتدافع عنه وهي التي وافقت على تدخل عسكري في مالي، هذه السلطات تسعى إلى تحرير شمال البلاد من المجموعات الراديكالية والإرهابيين، هذه الخطوة الأولى التي تسعى الحكومة المالية إلى تحقيقها وتسعى في هذا السياق إلى طلب المساعدة من جيرانها ومن المجتمع الدولي من أجل أن تتمكن في نهاية المطاف من إيجاد نوع من الاستقرار المحلي والوطني وكذلك من أجل أن تمنع أن ما يحدث في شمال مالي يمكن أيضاً أن يكون له حجم أكبر وأن يتطور وينتشر في دول الإقليم ويحضرني هنا دول النيجر تحديداً وموريتانيا.
محمد كريشان: أشرت سيدة جيوديتشيللي إلى أرادة الماليين معنى الآن من باماكو عبدو عبد الله سيدبي نائب رئيس تجمع المنتخبين عن الشمال وعضو لجنة الدفاع في البرلمان المالي، سيد سيدبي هل أغلبية الناس في مالي تؤيد هذا التدخل في شمال البلاد عسكرياً؟
عبدو عبد الله سيدبي: أغلب الماليين يدعمون الجهود الدولية ذلك، الصوت غير مسموع على الإطلاق لا نتمكن من سماع الصوت للأسف.
محمد كريشان: للأسف الشديد إرادة الماليين لم تصل إلى المترجم عبر ضيفنا سيدبي سنحاول العودة إليه من جديد، نرجو أن يتوقف صوت الضيف شكراً لكم، نعود إلى ضيفنا في الجزائر، إشارتك قبل قليل إلى المستنقع الذي يمكن أن يفتح في شمال مالي ما طبيعة هذا المستنقع؟
أحمد عظيمي: لماذا تريد أميركا ولماذا تريد فرنسا أن يكون هناك تدخل عسكري في شمال مالي؟ هناك أماكن أخرى هناك أزمات أخرى موجودة في جهات أخرى هناك عزلة هناك سوريا اليوم هناك دول أخرى فيها مشاكل كبيرة جداً أكبر من مشاكل مالي، ومع ذلك لم نر هذه الإرادة والحماس للتدخل العسكري هناك أناس يموتون يومياً في غزة ولا أحد يتكلم عنهم الآن، هناك ناس يموتون اليوم في سوريا ولا أحد يتكلم عن التدخل العسكري إذن لماذا مالي بالذات؟ نحن نعرف في الجزائر ونعلم جيداّ أن الهدف ليس حل الأزمة في مالي ولا في الساحة، وإنما الهدف الأساسي هو تأزيم هذه الأزمة وخلق بؤرة توطن، يريدون أن ينتهوا من أفغانستان ويأتون إلى هنا لأن هناك ثروات معتبرة وكبيرة جداً في هذه المنطقة وأميركا تريد أن تضع يدها عليها وفرنسا تريد ذلك ويريدان أيضاً إبعاد الصين وروسيا من هذه المنطقة، إذن في هذا الوضع ماذا نريد نحن؟ نحن نعرف أن مالي أو الجزائر تعرف أن حكومة مالي اليوم وقبل تطالب بالتدخل العسكري وفرنسا تريد هذا وأمريكا تريد هذا والجزائر لا تستطيع أن تمنع هذا، لكنها لديها حق في عدم المشاركة في هذا التدخل العسكري إذن المستنقع هو أن لدينا 1600 كيلومتر حدود مع مالي هذه الحدود كلها ستصبح ملجأ للآلاف أو عشرات الآلاف من الهاربين والفارين من الحرب التي ستقع وبالتالي سيأتون إلى الجزائر، ثم أن كل هذه المنطقة لما تكون هناك حرب فالجار يتأثر بهذه الحرب وقد يجروك إلى المشاركة في هذه الحرب ثم يطرحون قضية المتابعة فيما بعد على أساس أن مجموعات قد تفر إلى الجزائر، ستكون متابعة إلى آخره، هذه كلها مشاكل يريدون خلقها ونحن الآن نتحسس ونشعر بأن الهدف الأساسي ليس مالي الهدف الأساسي هو توريط الجزائر لأنها لديها ثروات ومن الاحتياط صرف 200 مليار دولار في البنوك الأجنبية ولديهم أهداف يردون تقسيم المنطقة العربية لديهم مخططات لهذا، نحن نشعر بهذا نشعر بان الجزائر الآن هي أكبر بلد عربي وأكبر بلد أفريقي يريدون المساس بأمن واستقرار، والجزائر وحدة موحدة الآن هذا ما نشعر به ولذلك نحن نقول أن التدخل العسكري لا يحل المشكلة.
محمد كريشان: طالما هو لا يحل المشكلة، وربما يسبب في بعض المضاعفات الأخرى نريد أن نسأل سيدة آن جيوديتشيللي في باريس واضح أن هناك حذر شديد وحتى تخوفات واتهامات لفرنسا والولايات المتحدة بأن الهدف ليس القضاء على هذه البؤرة الإرهابية كما تسمى، هل هناك تقدير في باريس وواشنطن برأيك لهذه المخاوف حول نوايا فرنسا والولايات المتحدة؟
آن جيوديتشيللي: أولاً في بادية البدء، نحن لسنا في وضع شبيه بالحالة الليبية وبالتالي يجب أن لا نخلط بين تدخل الذي قادته حلف الناتو في ليبيا وما يحدث حالياً من خلال التفاوض في مالي، فرنسا وأميركا في نفس الوقت الذي يسعون به في تقديم المساعدة للجيش المالي لقتال ما يعتبرونه محتلين لأرضهم في الشمال هذان البلدان يجريان عمليات محددة من الطرفين نحن نعرف بأن الجزائر هي بذات الوقت مصدر مشكلة ومصدر الحل فهي فعلاً فاعل ينظر إليه بأنه فاعل لا غنى عنه بالنسبة لفرنسا وأميركا، لكن أيضا الجزائر من ناحيتها يجب أن تقوم بما عليها أو بما وسعها من أجل أن تقوم بدورها وأن تعمل ما هو ضروري لتسهيل الوضع المعقد حالياً وأن تتدخل لدى بعض الفاعلين الذين تعرفهم جيداً اللاعبين على الميدان من أجل أن تحسن الوضع على الميدان، وكذلك من أجل أن تؤدي إلى مشروع يؤدي إلى الحل الذي يتجاوز المساعدة الدولية للقوات المالية.
محمد كريشان: سيد ولد أحمد الهادي في نهاية البرنامج هذه المخاوف التي أشرنا إليها في موضوع التدخل العسكري في مالي، هل تعتقد بأنها قد تؤخذ بعين الاعتبار من قبل واشنطن وباريس؟
رياض ولد أحمد الهادي: أعتقد بأن أي عملية تدخل عسكري ليكون ناجعا لا بد أن يضع في الاعتبار جذور المشكلة المالية المشكلة المالية ليست في سيطرة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والجماعات الموسومة بالإرهاب على المنطقة هناك مشكلة تتعلق بهوية السكان المحليين بمطالباتهم بنوع من الاستقلال الذاتي وتنمية مناطقهم يعود إلى الستينات، في فترة التسعينات وقعت اتفاقيات في الجزائر في 1992 و1990 في طرابلس من أجل طي ملف حركات التمرد، الحركات الانفصالية المالية إذن أي تدخل عسكري لتطهير منطقة الشمال المالي من المسلحين إذا لم يكن بنية أن يرافقه حل سياسي ينهي ويقتلع المشكلة الأزوادية من جذورها التوصل إلى حل سياسي ما بين سكان مناطق الشمال والحكومة المالية ينهي هذه المنطقة، ويمنع من أن تتحول إلى بيئة ملائمة لنمو وتطور سواء التنظيمات المسلحة وشبكات تهريب المخدرات وتهريب السلاح يكون فعلاً التدخل العسكري لن يكن ناجعاً ولن يكن الهدف منه إنهاء اللاأمني الذي يسود في المنطقة.
محمد كريشان: شكراً لك سيد رياض ولد أحمد الهادي الكاتب الصحفي الموريتاني كنت معنا من مقديشو، شكرا أيضاً ضيفتنا من باريس آن جيوديتشيللي الخبيرة في شؤون الصحراء الأفريقية، وشكراً أيضاً لضيفنا من الجزائر دكتور أحمد عظيمي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، كان بودنا أن يكون الصوت المالي معنا هنا من خلال السيد عبدو عبد الله سيدبي لكن للأسف لم يصل، نرجو أن يكون الصوت المالي واصلا فيما يتعلق بهذه الأزمة بشكل عام، دمتم في رعاية الله وإلى اللقاء.