ما وراء الخبر

أبعاد تصريحات زيباري بشأن الطائرات الإيرانية

تسلط الحلقة الضوء على تصريحات وزير خارجية العراق هوشيار زيباري بشأن الطائرات الإيرانية، والتي أكد فيها عزم بلاده إلزام الطائرات القادمة إلى أجوائها من إيران والمشتبه في أنها تنقل أسلحة للنظام السوري بالتوقف والخضوع للتفتيش.
‪خديجة بن قنة‬ خديجة بن قنة
‪خديجة بن قنة‬ خديجة بن قنة
‪إدوارد بيك‬ إدوارد بيك
‪إدوارد بيك‬ إدوارد بيك
‪قحطان الخفاجي‬ قحطان الخفاجي
‪قحطان الخفاجي‬ قحطان الخفاجي
‪حسن هاشميان‬ حسن هاشميان
‪حسن هاشميان‬ حسن هاشميان

خديجة بن قنة: قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، قال إن السلطات العراقية ستطلب من الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا عبر أجواء العراق ستطلب منها النزول لإخضاعها للتفتيش، وأن العراق لا يقبل أن تستخدم أراضيه أو مياهه أو أجواؤه للتسليح أو التمويل، وقال زيباري إن بغداد أكدت التزامها بذلك للمسؤولين الأميركيين.

نتوقف مشاهدينا مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين: أولا ما الذي يفسر تصريحات زيباري بعد أن تحفظ المالكي سابقا عن تفتيش طائرات إيران؟ ثم كيف سيعيد هذا الالتزام العراقي تجاه واشنطن، كيف سيعيد رسم ملامح العلاقة بين بغداد وطهران؟

شكّل إعلان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عزم بلاده إلزام الطائرات القادمة إلى أجوائها من إيران والمشتبه في أنها تنقل أسلحة للنظام السوري بالتوقف والخضوع للتفتيش، شكّل تطورا لافتا في ظل ضغوط دولية لقطع إي إمدادات للسلاح عن النظام السوري، ومع هذه التصريحات طفت على السطح أسئلة بشأن طبيعة علاقات الحكومة، حكومة المالكي مع واشنطن من جهة وطهران من جهة أخرى.

[تقرير مسجل]

عبد القادر عراضة: هدية من إيران الإسلامية إلى سوريا الأبيّة، هكذا يؤكد الحليف الرئيسي للنظام السوري في المنطقة في أكثر من مناسبة أن حمولة هذه الطائرات مساعدات إنسانية، طائرات تعبر الأجواء العراقية باتجاه ساحة سورية ملتهبة لتلهب بدورها حفيظة وشكوك أطراف عديدة على رأسها الإدارة الأميركية، وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري كشف عن مقاربة عراقية جديدة للتعاطي مع ملف الطائرات الإيرانية وشحناتها العابرة، يتعلق الأمر بإلزامها للتوقف والخضوع للتفتيش، زيباري قال لصحيفة الحياة اللندنية إنه تم إبلاغ الجانب الإيراني بضرورة وقف الرحلات ووقف تسليح أو تمويل أي من أطراف النزاع، وإن العراق لا يقبل أن يكون معبرا أو ممرا لهذا أو أن تستخدم أراضيه أو مياهه أو أجواؤه للتسليح والتمويل. لا يمكن فصل التصريح من حيث وقته عن طلب قدمته الإدارة الأميركية للعراق مطلع سبتمبر/أيلول، لإخضاع الطائرات الإيرانية للتفتيش خشية أن تكون محملة بأسلحة إلى نظام الأسد، وتجدد ذلك خلال لقاء وزيرة الخارجية الأميركية مع خضير الخزاعي نائب الرئيس العراقي على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة. موقف زيباري الواضح يقابله آخر لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي أبلغ أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي خلال زيارتهم لبغداد بأنه تلقى من الإيرانيين ما يفيد بأن هذه الرحلات تنقل مساعدات إنسانية فقط، وطالب المشككين بتقديم الأدلة، لكن أعضاء المجلس أبلغوه بدورهم بخطورة الرحلات وإمكانية تأثيرها على علاقة البلدين، هل هي ملامح التصدع؟ نيويورك تايمز نقلت عن بعض المسؤولين الأميركيين قولهم إن المالكي ربما يكون لديه أسبابه الخاصة لموافقته على استمرار هذه الرحلات لربطه سقوط نظام الأسد بارتدادات قد تحاصره داخليا وإقليميا، وبدخول العامل الأميركي كعنصر من عناصر معادلة إقليمية معقدة وضغطه لقطع أحد شرايين الحياة عن النظام السوري يصبح المشهد شبيها بميزان في إحدى كفتيه علاقة ما عراقية إيرانية تغذيها حسابات الربح والخسارة، وأخرى أميركية عراقية وسط ضغوط للنأي بالعراق عن تجاذبات المحور الإيراني السوري، وقد توضع تصريحات زيباري في هذا السياق.

[نهاية التقرير]

ملامح العلاقة بين بغداد وطهران

خديجة بن قنة: ولمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من بغداد الدكتور قحطان الخفاجي الكاتب والمحلل السياسي، وينضم إلينا من واشنطن السفير إدوارد بيك رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية في العراق، وربما ينضم إلينا لاحقا من طهران الدكتور حسن هاشميان الباحث في الشؤون الإيرانية، نرحب إذن بضيوفنا، وأبدأ معك من بغداد الدكتور قحطان الخفاجي، لا شك أن هذا القرار، قرار إنزال الطائرات الإيرانية من السماء، إجبارها على الهبوط وإجبارها أيضا على التفتيش قرار شجاع لكن كيف ستنفذه بغداد؟

قحطان الخفاجي: بسم الله الرحمن الرحيم، بالتأكيد أختي العزيزة هذا القرار يتماشى بشكل عام مع توجهات العراق أساسا باعتبار أنه يرغب أن لا يكون طرفا في صراعات إقليمية، وهو أيضا ينسجم مع التوجهات الأميركية أو المطالب الأميركية للجانب العراقي، لكن المسائل الأساسية تكمن أنه إلى أي مدى، الكيفية التي سيتم بها تفتيش هذه الطائرات ومن الجهة التي ستقوم بتفتيش هذه الطائرات؟

خديجة بن قنة: يفترض أنها الحكومة التي ستنفذ ذلك.

قحطان الخفاجي: هنا كما يقال مربط الفرس في العملية، هنا الخروج الدبلوماسي للإدارة العراقية مما هي الآن فيه من مأزق، ما بين المطلب الأميركي وما بين طبيعة العلاقات العراقية الإيرانية وبين دور العراق الإقليمي باعتباره ليس طرفا في الصراعات الإقليمية، عندما تكون العملية التفتيشية أختي العزيزة عراقية بحتة ممكن تكون الآلية فيها شيء من عدم المصداقية إلى حيث درجة من الدرجات واحد، اثنين، أن العملية برمتها لم تكن نتيجة لقرار أممي لكي يذهب العراق بالتزامه إلى أبعد حد في عملية التفتيش، ولذلك قد أرى أن التفتيش يكون بصورة عشوائية لا بصورة كاملة وتامة رغم التصريحات التي تشير إلى ذلك، لأن الموضوع لم يكن خاضعا لقرار أممي بقدر ما هي عملية توجس من احتمال استخدام إيران لهذا الممر الجوي، وبالتالي لجئ إلى طائرة أو طائرتين أو عدد من الطائرات بين حين وحين لكي يعطي صورة أو دالة على أن التفتيش قائم وأن مدى صحة الادعاء الأميركي من عدمه من خلال النتائج المترتبة على ذلك.

خديجة بن قنة: طيب سعادة السفير إدوارد بيك رغم أن الأميركيين لم يقدموا كما قال هوشيار زيباري من قبل، لم يقدموا أدلة وإثباتات على أن هذه الطائرات الإيرانية لا تحمل حمولة إنسانية وإنما أسلحة وذخائر وما إلى ذلك رغم ذلك القرار العراقي اليوم كما جاء، إلى أي مدى يرضي الأميركان؟ هل أراحهم، وهم الذين طلبوا هذا؟

إدوارد بيك: هذا هو أحد المجالات التي تم ذكرها وهذا محفوف بعدد كبير من التعقيدات في المنطقة وفيما يخص الولايات المتحدة والسياسات الداخلية لكل من هذه البلاد، وقد ذكر أن الولايات المتحدة لم تظهر أي دليل، في الحقيقة الأميركان ما قالوه يستند إلى شكوك قوية جدا لأن هناك أسباب وجيهة تجعل إيران تفعل ذلك وهي ترسل الطائرات إذن فهناك فرصة بان هذه الطائرات تستخدم لتوصيل السلاح أو لمنتجات أو لمساعدات إنسانية، كيف نحكم إذن؟ يجب أن يكون هناك مصدر ذا مصداقية وهذا يعتبر مشكلة، وأيضا لم يذكر أمر آخر وهو كيف للعراق أن تطبق هذه القاعدة هل ستسقط الطائرات الإيرانية إن لم تمتثل للهبوط وللتفتيش؟ أعتقد إذن بأننا بعيدون جدا عن رؤية قرار يحل هذه المشكلة بطريقة أو بأخرى بسبب كل المشاكل التي تحيط بهذه القضية.

خديجة بن قنة: وهذا سؤال وجيه أوجهه للدكتور قحطان الخفاجي، بالفعل يعني، كيف ستتصرف الحكومة العراقية إذا لم تمتثل طهران لهذا الطلب، ولم تستجب لنداء الهبوط، هل سيسقط العراق هذه الطائرات مثلا؟

قحطان الخفاجي: بالتأكيد حالة صعبة للغاية لا يمكن هذا الشيء ولذلك إن المسألة برمتها كما قلت لك أختي العزيزة غير خاضعة لقرار أممي وبالتالي لا يمكن للعراق أن يذهب بهذا الاتجاه، اثنين إن ذلك إحراجا كبيرا للعراق ولك لأن إجراء من هذا قد يقابل بالمثل وبالتالي إن أميركا سترى أن حليفها العراق في مأزق أكبر من مهمته في مراقبة الجانب الإيراني وامتداداته إلى سوريا، تطبيق القرار سيلاقي صعوبة جمة من حيث التطبيق سيما وأن إيران طالما أعطت لنا دلالة على أن لا تمتثل كثيرا للمطالب العراقية.

خديجة بن قنة: يعني بالفعل يعني الحكومة العراقية لا تحسد على الموقف الذي تجد نفسها فيه هل ولائها اليوم بفعل هذا القرار أصبح يعني ولاء للأميركان أكثر منه للحليف الأميركي أكثر منه للحليف الإيراني الحليف الأميركي الذي حررها من نظام صدام ومن البعث والحليف الإيراني حليف تاريخي أيديولوجي سياسي طائفي إلى أي الحليفين رسا اختيار بغداد؟

قحطان الخفاجي: أنا أتوقع أن الحكومة العراقية مسكت العصا من الوسط كما يقال فإنها أراحت أميركا مبدئيا من قبولها مبدأ التفتيش اثنين عملية التفتيش كما قلت لك كيف تتم وإلى أي مدى تكون مصداقيتها؟ سيكون فيه مناورة رسمية إلى  الجانب الإيراني الموقف العراقي الآن لابد أن يتخذ هذا الإجراء وذلك لأن عدم اتخاذ كهذا الإجراء رغم الادعاءات الأميركية التي أساسا باطلة لأكثر من سبب سيجعل العراق يبدو..

خديجة بن قنة: لماذا باطلة قبل أن أصل إلى..

قحطان الخفاجي: طرفا مباشرا في الصراع..

خديجة بن قنة: لماذا باطلة وهي الإدارة الأميركية تستند إلى معلومات استخباراتية بفعل راداراتها في المنطقة في العراق وأقمارها الاصطناعية، وتقول إن لديها شكوك قوية بشأن ذلك؟

قحطان الخفاجي: أختي العزيزة ممكن تكون الجهة الباطلة ليست فقط من الجانب العسكري أو الدعم العسكري ولكن إذا ما تحسب أحيانا حتى المواد الغذائية عندما تصدر إلى سوريا تراها الجانب الأميركي أنه نوع من الدعم إل السلطة المركزية السورية، هناك أكثر من معيار وأكثر من مكيال دائما اعتدنا على أن أميركا تعتمده نعم والمسألة الكبرى أن عملية منع السلاح لن يتم للجانب الآخر يعني حقيقة كما ترشح الأخبار أن هناك أسلحة تتدفق إلى المقاتلين ولم..

خديجة بن قنة: دكتور قحطان نعم.

قحطان الخفاجي: ضير أو نعم.

الموقف الإيراني من القرار العراقي

خديجة بن قنة: دكتور قحطان فقط لأنه الاتصال مع الدكتور حسن هاشميان أخشى أن ينقطع وهو جاهز الآن دكتور حسن هاشميان أهلا بك حدثنا عن موقف طهران كيف استقبلت هذا القرار العراقي؟

حسن هاشميان: نعم تحية لك وإلى ضيوفك الكرام.

خديجة بن قنة: أهلا بك.

حسن هاشميان: وإلى مشاهدين الجزيرة إيران حتى الآن لا توجد هناك تصريحات رسمية إيران الآن تتعامل مع هذا الموقف العربي بدبلوماسية الصمت حتى الوكالات الخبرية في داخل إيران لم تنقل هذا الخبر إلا وكالة واحدة وهي وكالة الطلابية اثني هذا معناه أن إيران لا تريد تدخل في توتر مع العراق وأيضا لا تريد خلق يعني موقف حرج مع العراق لأن لديها علاقات متينة مع هذا البلد وربما تنظر إلى أن يمكن تمرير هذه..

خديجة بن قنة: طب يعني هذا خبر نقلته وكالات الأنباء عن هوشيار زيباري نتحدث عن تصريح رسمي لوزير خارجية العراق هوشيار زيباري، هذا موقف رسمي من دولة العراق كيف تتعامل معه طهران ؟

حسن هاشميان: يعني هذا الخبر هو وصل إلى الحكومة الإيرانية ولكن الحكومة الإيرانية أو الوكالات الرسمية أو المسؤولين في إيران لم يتطرقوا إلى هذا الموضوع، لا يوجد هناك تصريح رسمي حتى هذه اللحظة في طهران حول هذا الموضوع واعتقد أن ربما هناك سياسة خفية إيران تريد أن تتعامل بها في هذا الموضوع لأن أي موقف من قبل إيران تجاه العراق ربما يدخل في توتر وإيران تعتقد أن هذا التوتر مطلوبة من الولايات المتحدة، لأن الولايات المتحدة الآن تلعب لعبة ذكية فيما يتعلق في سوريا وأيضا دفعت الموضوع إلى إيران وأيضا إلى حليف جدا مهم إلى إيران هو العراق وتعرفون أن العراق يعني احتفظ بموازنة بالعلاقات الإيرانية الأميركية وحاول تضارب بين البلدين وعندما يصبح هناك نزاع السياسة العراقية كانت الخروج من وسط هذا النزاع، الآن الولايات المتحدة في هذا الموقف تدفع العراق أمام إيران وهذا طبعا سيكون موقف محرج أولا للعراق وثانيا لإيران..

خديجة بن قنة: طيب كيف بالنسبة لإيران؟

حسن هاشميان: من هذا المنطلق الآن إيران تتخذ موقف الصمت

خديجة بن قنة: يعني دعك من موقف الصمت لأنك تعتبر أن الخبر ورد على وكالة واحدة ولكن دعنا يا سيدي نفترض أنه ورد على كل وكالات الأنباء وأن هذا التصريح تصريح حقيقي لوزير الخارجية العراقية ماذا بيد طهران أن تفعل؟ هل ستنزل فعلا تخضع وتستجيب لطلب تفتيش الطائرات الإيرانية؟

حسن هاشميان: يعني إذا قامت بهذا العمل يعني معناه أن قبلت الرواية الأميركية  وحتى إذا الحكومة العراقية قامت بهذا العمل من المنظور السياسي الإيراني معناه أن الحكومة العراقية قبلت بالرواية الأميركية  بأن إيران تقوم بمساعدة حكومة بشار الأسد في منظور معين من هذا المنطلق أولا إيران لا تقبل هذه الحالة وثانيا تقول ربما تقول في المستقبل

خديجة بن قنة: ماذا ستفعل؟

حسن هاشميان: بأنها ليست اعتقد بأنها ستسمر في هذا الصمت وستحاول عدم التأثير السلبي من هذا الموقف بين البلدين والاحتفاظ بالعلاقة المتينة بالعراق.

خديجة بن قنة: إذن في الجزء الثاني من حلقتنا سنتساءل إلى أي حد تبدو عملية تطبيق قرار تفتيش الطائرات الإيرانية المشتبه فيها اختبارا في الواقع إيران بكل من واشنطن وطهران في آن واحد نناقش ذلك بعد وقفة قصيرة مشاهدينا لا تذهبوا بعيدا.

[فاصل إعلاني]

خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا وسهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تتناول أبعاد تصريحات وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بأن بلاده ستخضع الطائرات الإيرانية للتفتيش حال عبورها الأجواء العراقية وأتحول إلى السفير إدوارد بيك استمعت إلى دكتور قحطاني عفوا دكتور حسن هاشميان يقول السلطات الإيرانية تلتزم حاليا الصمت هل تقرؤون في هذا الصمت الإيراني هل يعطيكم يعني ثقة بجدية النظام العراقي في تنفيذ هذا القرار ؟

إدوارد بيك: هذا سيكون أحد الأسئلة المهمة، فالحكومة الإيرانية قد تبقى صامتة لأنها لم تقرر بعد كيف ستتصرف وتستجيب أو ربما لم تقرر بعد ما الذي ستقوله عندما ترد وقد تختار أن تتجاهل كل هذا الموضوع برمته، وهذا يضع الأمور الآن بيد الحكومة العراقية كي تقرر ما الذي ستفعله أو ما الذي ستحاول أن تفعله إذا ما استمر الإيرانيون بإرسال هذه الطائرات عبر الأجواء العراقية، هذا سيكون النقطة المهمة إذا ما استمر الإيرانيون بذلك إذن فباستخدام مصطلح أميركي فالكرة الآن في ملعب الجانب العراقي وعليه هو أن يقرر بالتالي وإذا ما استطاع أن يتخذ قرارا، وكان يستحق القرار أن يشرك العراق نفسه بمصادمة مع إيران بطلب من الولايات المتحدة وإيعاز منها فهذا سيكون وضعا صعبا جدا للسيد المالكي ولشعبه في آن معا.

خديجة بن قنة: طيب يعني الكرة كما يقول السفير إدوارد بيك الآن في الملعب العراقي لكن في الواقع هل نحن أمام ملعب واحد أم عدة ملاعب يعني قبل فترة كان رئيس الوزراء نوري المالكي يعلن رفض تفتيش الطائرات الإيرانية اليوم قرار وزير الخارجية يتحدث عن إخضاع الطائرات الإيرانية للتفتيش هل هناك مراكز قرار عديدة في العراق اليوم في بغداد؟ دكتور قحطان الخفاجي السؤال موجه لك إن كنت تسمعني دكتور خفاجي.

قحطان الخفاجي: نعم.

خديجة بن قنة: دكتور خفاجي تفضل.

قحطان الخفاجي: نعم معك عزيزتي بالتأكيد القرار في العراق ليس واحدا بشكل عام سيما بالقضايا الداخلية أم القضايا الخارجية وسيما موضوع يتعلق بأميركا وسوريا في الوقت الحاضر لابد أن يكون هناك تشاور وإلا هناك مأساة كبرى للعراق قبل غيره، وأتوقع أن الذي حصل من قرار هو نتيجة لدراسة أو لقراءة واضحة من كل الأطراف المعنية سيما وأن الوفد العراقي الذي ذهب إلى نيويورك قد احتضن أو شمل كل أطياف العملية السياسية ومن بعض المقربين للقيادات العليا في العملية السياسية وأتوقع أن هناك تشاور حدث فيما بينهم ورأوا من الواجب الآن على أقل تقدير أن يسقطوا الحجة الأميركية أو أن يتماشوا مع المطلب الأميركي إلى حين لكي يخرجوا من مأزق قد يجرهم إلى حالة أكثر سيئا إذا ما تعند الجانب العراقي أو بالأحرى إذا لم يمتثل الجانب العراقي للمطلب الأميركي المسألة الأساسية عزيزتي حتى نكون بالصورة أن اليقين الآن ليس مع الجانب الإيراني بإرسال قوات عسكرية مباشرة ولكن الشك هو أوسع من اليقين فلابد من أن يظهر الأطراف جميعا حسن نية حيال إسقاط حجة الطرف الآخر بغض النظر عن من صدق أو من الذي يراوغ لابد أن الأطراف المعنية كلها تسعى باتجاه إظهار صحة مواقفها أي إن إيران لا تتعنت كثيرا في عدم قبول هذا القرار والعراق لا يذهب كثيرا ليجعله أمميا وأميركا لا تذهب بعيدا أيضا في استخدام قوة بشكل أو بآخر حيال الموضوع أنا أرى أن القرار هو استجابة إلى ضغوط أميركية وإلى ما ينسجم مع الدور العراقي باعتباره رئيس للجامعة العربية الوقت الحاضر وإلى مطلب إقليمي أيضا يتوافق مع إستراتيجية العراقية الحالية إذن القرار هو جاء استجابة ولكنه إلى الحين سوف في تصوري الشخصي يتآكل تدريجيا عندما يثبت الجميع حسن نية ما يقومون به فيما لا يتقاطع مع التصعيد العسكري.

خديجة بن قنة: طيب على ذكر حسن النية دكتور حسن هاشميان هل طهران في وارد إبداء حسن نية في هذا الموضوع والتفاعل معه إيجابيا؟

حسن هاشميان: ربما اعتقد ربما تخضع غلى تفتيش طائرة أو طائرتين وترى للعالم أن كل هذه الطائرات خالية من أي شيء مشبوه، وهذا يعطيها ثقة أكثر ويعطيها أيضا دلالة أكثر في علاقتها مع العراق..

خديجة بن قنة: طب بدل طائرة طائرتين..

حسن هاشميان: واعتقد أن..

خديجة بن قنة: دكتور هاشميان يعني بدل طائرة طائرتين لماذا لا تستجيب بإخضاع كل طائراتها الطائرات الإيرانية للتفتيش وتثبت فعلا يعني براءتها من هذه الشكوك الموجهة لها والاتهامات؟

حسن هاشميان: يعني ربما تفعل هذه الحالة أنا ليس لدي معلومات دقيقة أن كم طائرة تمر من الأجواء العراقية ولكن اعتقد أن إذا الولايات المتحدة طلبت من الحكومة العراقية بإخضاع طائرة ما أو بعنوان معين ربما إيران ستقبل هذه الحالة لإظهار بأنها بريئة من كل هذه التهم الموجهة إليها وهذه تخدم أولا إيران وأيضا تخدم العراق والعلاقة الإيرانية العراقية تبقى على حالها ولكن إذا استمرينا بالمواجهة أو التقابل هذه التقابل ستضر بالمصالح العراقية وأيضا بالمصالح الإيرانية.

إعادة رسم خارطة التحالفات الإستراتيجية

خديجة بن قنة: طيب السفير إدوارد بيك يعني الآن هل نحن بصدد يعني تغير خارطة التحالفات الاستراتيجية بحيث أن بغداد تبدو اليوم أميل إلى واشنطن التي كانت قد اتهمت في السابق بأنها هي من قدمت العراق على طبق من ذهب لإيران؟

إدوارد بيك: في الحقيقة واضحا تماما بأن المنطقة تمر بتغيرات خطيرة وهي ما نسميها تغيرات طويلة وبعيدة المدى ولا نعرف نتيجتها إلى الآن، ولكن الولايات المتحدة الآن عالقة في وضع وضعت نفسها فيه، نعرف أن دولا أخرى في المنطقة الآن تقدم السلاح والموارد للثوار، وإذا ما اتخذنا موقفا بأنه لا يمكن لأحد أن يرسل السلاح والمواد إلى الحكومة فإننا بهذه الحالة نكون منافقين نوعا ما إذا ما اتهمنا هؤلاء الناس بالتدخل لأننا لا نوقف الطرف الآخر من التدخل، وهذا بالطبع هو طبيعة السياسات في الشرق الأوسط في الوقت الحاضر فالكل له مصالح متضاربة ويعتمد الأمر ليس فقط على البلد والعلاقة، وهذا يجعل من الصعب جدا أن نتكهن بما سيحدث ومن سيتخذ التحرك الذي إما سيحل المشكلة أو يجعلها أكثر صعوبة إذن بالتالي فالوضع صعب جدا وغير واضح وعلى الأرجح سيزداد سوءا.

خديجة بن قنة: السفير إدوارد بيك رئيس البعثة الدبلوماسية في العراق سابقا كنت معنا من واشنطن شكرا جزيلا لك، ونشكر أيضا ضيفينا من بغداد الدكتور قحطان الخفاجي الكاتب والمحلل السياسي، ومن طهران الدكتور حسن هاشميان الباحث في الشؤون الإيرانية شكرا لكم جميعا، وبهذا نأتي إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة لما وراء خبر جديد لكم منا أطيب المنى وإلى اللقاء.