آفاق التصعيد التركي السوري
– تركيا والخروقات السورية المتتالية لحدودها
– النظام السوري ونذر حرب إقليمية
– سوريا وتركيا واحتمالات المواجهة
![]() |
![]() |
![]() |
فيروز زياني: نفذ الجيش التركي عمليات قصف في الجانب السوري ردا على سقوط قذيفة سورية جديدة على بلدة "اكشاكالا" التركية، تأتي هذه التطورات في سياق قصف يومي على جانبي الحدود التركية السورية منذ الأربعاء الماضي.
نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: ما دلالة توالي سقوط القذائف السورية في الداخل التركي رغم تهديدات أنقرة المتواصلة بالرد الحاسم عليها؟ وما هي العوامل التي تحكم الطرفين التركي والسوري فيما يتصل بحساب الخطوة القادمة في هذا التصعيد؟
منذ يوم الأربعاء الماضي أوان مقتل أم تركية وأولادها الأربعة بقذيفة قادمة من الجانب السوري والحدود التركية السورية تشهد كل يوم سقوط قذيفة أو أكثر من جهة سوريا وردا في المقابل بمدافع ودبابات الأتراك الذين حصلت حكومتهم على تفويض يوم الخميس الماضي يخولها الذهاب إلى ما هو أبعد من القصف في مواجهة أي اعتداء على بلادهم، لكن أنقرة التي أثارت تهديداتها في أعقاب حادثة الأربعاء قلقا دوليا وإقليميا واسعا اكتفت حتى الآن برد محدود على القذائف السورية التي تكرر سقوطها داخل تركيا لليوم الخامس على التوالي.
[تقرير مسجل]
بيبه ولد امهادي: الحدود بين تركيا وسوريا تجسيد ميداني لما عليه العلاقات بين البلدين لا هما في حالة حرب ولا تسود بين حكومتيهما أجواء المحبة والوئام والسلام، أصوات الرصاص لا تفارق المسامع في القرى الحدودية وليست بالضرورة مقتصرة على القوات النظامية فحسب؛ فهناك مقاتلو الجيش السوري الحر الذين يحققون تقدما جيدا على التلال والأحراش وهناك أيضا أكراد سوريون محسوبون على حزب العمال الكردستاني التركي يتواتر الحديث عن تحالف بينهم وبين النظام السوري. على الصعيد التركي السوري المباشر يخيم التوتر في القرى الحدودية التركية "اكشاكالا" أو اكشا قلعة التي فجر مقتل خمسة مدنيين أتراك فيها وإصابة ثلاثة عشر آخرين يوم الأربعاء الماضي حملة التصعيد الجديدة بين أنقرة ودمشق وقوى من الخلافات بينهما، لم تهدأ نذر مواجهات مفتوحة محتملة بين البلدين واجتازت القذائف حدودهما في الاتجاهين لليوم الخامس على التوالي، التفويض الذي منحه البرلمان التركي لحكومة بلاده باتخاذ القرار العسكري اللازم بإرسال قوات تركية إلى سوريا إذا دعت الضرورة إلى ذلك خطوة قانونية لا تحظى بالإجماع في البرلمان والشارع التركيين لكنها تحرر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من قيود يفرضها الدستور على حركة الجيش خارج البلاد، إنه تفويض لا إعلان حرب يقول مقربون من أردوغان يأملون أن تقرأ دمشق الرسالة جيدا وهي أن لا تسامح مع أي مساس بسلامة الأراضي التركية، وفي الوقت الذي كثفت فيه القوات التركية وتيرة انتشارها غير بعيد من الحدود مع سوريا تحدثت صحيفة ميلييت التركية عن معارضة واسعة في صفوف أهالي القرى والمدن الجنوبية الشرقية للحرب التي يقترب منها البلدان أكثر فأكثر، لبعض أولئك المعارضين أقارب من سوريا ولآخرين مخاوف من تدهور ظروفهم الأمنية إذا تصاعدت حدة التوتر وسقط مزيد من القذائف السورية على بلداتهم، مصادر سوريا لا تستبعد أن يفتح النظام إذا تطور الوضع العسكري مخازن أسلحته لأكراد سوريا ولحزب العمال الكردستاني كي يوجهوا ضربات موجعة لتركيا أصالة عن أنفسهم ونيابة عن نظام الأسد.
[نهاية التقرير]
تركيا والخروقات السورية المتتالية لحدودها
فيروز زياني: لمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من أنقرة الدكتور أمر الله إشلار النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، ومن بيروت الكاتب والمحلل السياسي غسان جواد نبدأ من أنقرة وضيفنا من هناك السيد أمر الله ونسأل كيف تفهم أنقرة استمرار القصف السوري لأراضيها ولليوم الخامس على التوالي؟
أمر الله إشلار: مع الأسف طبعا استمرار القصف مستمر منذ يوم الأربعاء الماضي وفي الحقيقة نحن لم في يوم من الأيام لم نرد أن يصل الحال إلى ما وصلت إليه الآن، وطبعا بمجرد استمرار هذا القصف وأيضا وجود ضحايا من المدنيين الشهداء الخمسة الأم وأطفالها بعد ذلك اضطرت الحكومة التركية أن تحصل على تفويض من البرلمان التركي، ولكن طبعا تركيا، سياسة الخارجية التركية، لا تريد الحرب السياسة الخارجية لتركيا تقوم على السلم والاستقرار والرفاه في المنطقة هدفنا واضح هدفنا السلم والاستقرار والرفاه في المنطقة ولكن مع الأسف طبعا هناك اعتداءات على الأراضي التركية وعلى المواطنين الأتراك لذلك اقتضت الحكومة الحصول على هذا التفويض من البرلمان التركي هذا لا يعني أننا نريد الحرب بل نحن نريد السلام ولكن هذا القرار الذي صدر من البرلمان التركي قرار رادع يعني قرار ردع ربما الأطراف يعني الطرف السوري..
فيروز زياني: عذرا سيد أمر الله إلى أي مدى ردع سوريا هي التي كررت منذ الأربعاء الماضي قصفها للأراضي التركية وبشكل يومي؟
أمر الله إشلار: في الحقيقة أنا أرى أن النظام الأسدي يعني أجل أو نهاية النظام الأسدي اقترب إلى النهاية لذلك بدأت القصف المباشر من الأراضي السورية، وفي الحقيقة هذه الانتهاكات جاءت في الأيام الأخيرة بالتزامن مع وقوع اشتباكات بين الطائفة العلوية في القرداحة بالذات بين القبائل العلوية هناك بين عائلة الأسد وشاليش من طرف ومن طرف آخر بين عائلة الخير وعثمان هناك اشتباكات ووقعت ضحايا أيضا والانتهاكات من الطرف السوري تزامن مع وجود هذه الاشتباكات، وهناك مثل عربي أيضا إذا جاء أجل البعير حام حول البئر، الآن الحكومة السورية تحوم حول البئر.
فيروز زياني: دعنا نتوقف عند هذه النقطة سيد أمر الله سنعود لمزيد من التحليل نتحول للسيد غسان جواد ونسأل إن كانت تركيا كما ذكر السيد أمر الله وسمعته لا تريد حربا قرارها هو تفويض وليس إعلان حرب قرار البرلمان طبعا نحن نتحدث عنه فما الذي تريده سوريا بتكرار ما باتت تسميه أخطاء اعتراضية؟
غسان جواد: في الواقع سيدتي تركيا تخوض حربا مع سوريا منذ اليوم الأول للأزمة يعني الحرب ليست فقط إرسال الجيش الحرب عدة وجوه وتركيا منخرطة في الحرب ضد سوريا بوجوهها المختلفة باستثناء لم ترسل جيشها إلى سوريا، طبعا من يفتح حدوده للمسلحين وللأموال ويفتح أرضه لاستقبال العصابات الإرهابية المسلحة يكون جزءا من هذه الحرب ويكون رأس حربة لهذه الحرب، تركيا تورطت في الأزمة السورية، حكومة رجب طيب أردوغان تورطت بناءا لطموحات مختلفة لدى قيادة هذه الحكومة تورطت في الأزمة السورية بحيث أنها أسيرة مواقفها لا تستطيع التقدم إلى الأمام ولا تستطيع الرجوع إلى الخلف واليوم أرى أن التسخين الجاري حدوديا بين سوريا وتركيا متوقع جدا لأن تركيا تركت حدودها سائبة كليا للمسلحين الذين يدخلون ويقومون بعمليات ضد الجيش السوري وبالتالي من المتوقع أن تكون هذه الأمور وأن يجري سقوط قذيفة من هنا وصاروخ من هناك أما الرد التركي فهو رد خجول جدا..
فيروز زياني: دعنا قبل أن ننتقل إلى وجهة النظر السورية التي تقول بأنه بما الجماعات المسلحة هي التي تقوم بهذه الأعمال أن تقول بأن تركيا طرف في هذه الحرب منذ أمد بعيد منذ أن فتحت أراضيها للاجئين وغير ذلك وقدمت تسهيلات كما تقول هل معنا ذلك بأن النظام السوري خلافا لما يروى بأنها مجرد أخطاء هل في كلامك إقرار بأن سوريا قررت الرد وردع هذه السياسة التركية المنتهجة والتي تسميها عدوانية تجاهها؟
غسان جواد: أولا أنا قلت فتحت حدودها للمسلحين أنت تقولين فتحت حدودها للاجئين أنا قلت حرفيا فتحت حدودها للمسلحين سيدتي..
فيروز زياني: ليكن.
غسان جواد: فرق كبير بين المسلحين واللاجئين.
فيروز زياني: ليكن ليكن.
غسان جواد: نعم المهم، المهم أنا أرى أن سوريا لم تعد تستهيب الموقف حيال تركيا وواضح أن القيادة السورية قد اتخذت قرارا بمواجهة أي اعتداءات على أراضيها إن كانت تركية أو غير تركية إذا أردنا أن نأخذ المشهد الأوسع والأكبر من وجهة نظري أعتقد بأن ما يجري على الحدود التركية السورية هو السبب المباشر لما يمكن أن يحدث من مواجهة إقليمية، إذا نظرنا إلى الصورة بشكل أوسع هنالك إشغال لسوريا واعتداءات على سوريا منذ عام ونصف هنالك اليوم هجمة على حزب الله بشكل غير مسبوق أميركيا وأوروبيا وما إلى ذلك وهنالك أثر العقوبات الاقتصادية على إيران، وإذا وضعنا كل هذه المعطيات إلى جانب بعضها نعتقد بأن محور المقاومة والممانعة يحتاج إذا صح التعبير حربا تحريكية أو محدودة لكي يعيد خلط الأوراق ويضعها أمام أي إدارة أميركية جديدة مقبلة لكي يرسم وقائع ميدانية جديدة تكون كأنها أمر واقع جديد أمام الإدارة الأميركية من اجل بدء العملية السياسية.
النظام السوري ونذر حرب إقليمية
فيروز زياني: على فكرة أنت تثبت التهمة التي يوجهها البعض للنظام السوري بأنه يخلط الأوراق لفك العزلة الداخلية ولكي تقوم ربما حرب إقليمية وبالتالي يخلط الأوراق كما تقول أنت دعنا نتحول بهذه النقطة..
غسان جواد: أنا أقول رأيي يعني..
فيروز زياني: هذا رأيك طبعا وأنا أقول بأنك أنت تحديدا غسان جواد تثبت هذه التهمة على النظام السوري أتحول بهذه الفكرة للسيد أمر الله ونسأل إذن تركيا التي سهلت وقدمت تسهيلات للجماعات المسلحة هل كان متوقع أن يبقى النظام السوري مكتوف الأيدي أمام كل ذلك؟
أمر الله إشلار: أولا لابد أن نرجع إلى بداية العلاقات التركية السورية بعد تولي حزب العدالة التنمية الحكم في تركيا طورنا علاقاتنا بشكل جيد مع سوريا، في الحقيقة في يوم واحد وقعنا على اثنين وخمسون مذكرة تفاهم واتفاقية وألغينا التأشيرة بين البلدين وأيضا تطورت العلاقات الاقتصادية بين تركيا وسوريا وكنا نعقد اجتماعات وزارية مشتركة سواء كان في دمشق أو في أنقرة بعد ذلك وصلت إلى ما وصلت إليه الأحوال أو الأمور لماذا؟ حينما بدأت الثورات العربية كان موقف تركيا واضح جدا نحن وقفنا إلى جوار طلبات الشعب العربي المشروع سواء كان في تونس سواء كان في مصر سواء كان ليبيا أو في اليمن أو في سوريا أيضا، وحينما بدأت الثورات أو المظاهرات في سوريا كنا على اتصال دائم مع النظام الأسدي مع نظام دمشق باستمرار وكنا دائما ننصحهم بأن لا يسفكوا الدماء وأن يلبوا الطلبات المشروعة للشعب السوري، ولكن ماذا فعل النظام؟ أطلق النار وبدأ يقتل ويسفك الدماء فلذلك نحن تريثنا وانتظرنا لمدة ستة أشهر تقريبا من شهر مارس لغاية شهر آب، وفي شهر آب زار وزير الخارجية التركية الدكتور أحمد داود أوغلو دمشق وجلس مع بشار الأسد في ذلك الوقت ثلاث ساعات على انفصال وكذلك مع يعني الوفد السوري أيضا يعني أجرى اتصالات تقريبا ستة ساعات حتى ست ونصف ساعة بعد ذلك كانت هناك بعض الوعود، ولكن بعدما عاد السيد داود أوغلو إلى تركيا هم نفذوا يعني أول خطوة سحبوا الدبابات من حماة ولكن بعد ذلك بعد يومين ثلاثة بدؤوا يقتلون ويقصفون فقطع العلاقات بين..
فيروز زياني: الأمر الذي لم تستطع تركيا السكوت عليه..
أمر الله إشلار: اسمحي لي تركيا لم تخضع الحرب مع سوريا في أول يوم نحن تريثنا لمدة ستة أشهر هذه النقطة مهمة ،ولكن متى قطعنا علاقاتنا حينما استمر سفك دماء والمدنيين والشيوخ والنساء والأطفال، تركيا لم تقف بماضيها إلى جوار الظالم بل وقفت دائما إلى جوار المظلوم فلذلك وقفنا إلى جوار المظلوم وهنا المظلوم هو الشعب السوري.
فيروز زياني: وضح كلامك السيد أمر الله الآن ربما السؤال الذي سنطرحه في الجزء الثاني من هذا البرنامج ما الاعتبارات التي تتحكم في قرار تركيا وحتى سوريا في سياق التوتر الحالي على حدودهما، نناقش كل ذلك كما ذكرنا بعد فاصل قصير ابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
فيروز زياني: أهلا بكم من جديد في حلقتنا هذه التي تتناول التوتر على الحدود التركية السورية والمسارات التي يمكن أن يتخذها هذا التوتر أعود إلى ضيفنا من بيروت السيد جواد ونسأل سيد غسان يعني إذا ما أقرنا بما ذكرته بالجزء الأول من هذه الحلقة بأن ما يريده هذا المحور محور ما يسمى الممانعة بخلط الأوراق إن صح التعبير في المنطقة، هذا الخيار وهذه ربما هذا القرار ما هي الخطوة التالية بالتالي باعتقادك من النظام السوري التي يمكن أن يتخذها إن كان هذا هو النهج الذي سيختاره؟
غسان جواد: في الواقع أنا نعم أقول بأن هنالك قرار لدى محور المقاومة والممانعة بمنع سقوط سوريا لأن إذا ما جرى ليس كما تفضل سعادة النائب من أنقرة أن هنالك مطالب شعب وهنالك نظام مستبد، الأحداث والظروف والوقت أثبت بأن هنالك معارضة لهذا النظام ولكن هنالك نفخ لهذه المعارضة والتسليح والخروج على الدولة ومحاولات إسقاط وغلبة بالقوة وليس بالحوار والتفاهم وكان يمكن لتركيا أن تلعب دورا وسطا ودور الجسر بين المعارضة والنظام لو أرادت أن تلعب ذلك ولكن النظام الأردوغاني الذي لديه طموحات عثمانية وسنجقية في المنطقة أراد أن يكون رأس حربة الإخوان المسلمين في المنطقة وأدخل الشعب التركي والشعب السوري في مواجهة كانا في غنى عنها لأنهما شعبين شقيقين تاريخيا.
فيروز زياني: وبالتالي للنظام السوري ماذا يمكن أن تكون؟
غسان جواد: أم للنظام السوري فهي قرار متخذ في دمشق بأن يتم مواجهة أي اعتداءات على سوريا من أين ما أتت ومن حيث ما أتت، والجيش السوري بدأ عمليات عسكرية في منطقة القصير وريف حمص وفي حلب وعلى معظم الأراضي السورية..
فيروز زياني: نحن لا نتحدث على داخليا خارجيا الموضوع يتعلق الآن بالتوتر السوري التركي.
غسان جواد: نعم التوتر السوري التركي الجيش السوري يخوض يعني هذه القذائف التي تسقط هي جزء من المعركة التي يخوضها الجيش السوري على الحدود إذا ما استمرت تركيا في القصف وفي الاعتداءات سيكون هنالك رد مناسب للجيش السوري الذي لا يستهيب الموقف، نحن نعلم الجيش التركي قوي ولكنه ليس أقوى من غيره من الجيوش التي واجهها محور المقاومة والممانعة ثم إن هنالك معارضة عسكرية لتركيا لخوض معركة ضد دمشق وهنالك معارضة شعبية، وأردوغان الذي يعني يخوض المعركة ضد سوريا بنفس طائفي أيضا لديه تعقيدات تركية داخلية لن تسمح له بخوض أي مغامرة ضد سوريا.
سوريا وتركيا واحتمالات المواجهة
فيروز زياني: نتحول إلى ضيفنا من تركيا ونسأل يعني بالرد على كل ذلك وإذا أقررنا بهذه التحليلات التي يقدمها السيد غسان جواد ما الذي يبقى أمام البرلمان التركي وأمام النظام التركي الذي أخذ تفويضا بإمكانية فتح حرب، هو تفويض لكنه ليس إعلان حرب ستعلن الحرب في حال إذا في حال إذا ماذا متى ستقدم تركيا على هكذا خطوة؟ سيد أمر الله..
أمر الله إشلار: أولا تركيا لا تغامر أؤكد على هذه النقطة، لو كانت تركيا تغامر لغامرت من زمان لأن بدأت الأحداث أو مضت على أحداث في سوريا ثمانية عشر شهرا تقريبا وبعد ذلك قبل تقريبا أربعة أشهر أو خمسة أشهر سقطت طائرتنا أيضا بسبب إطلاق النار من قبل الجيش السوري، إذن تركيا لا تغامر بل تحافظ على ضبط النفس أيضا ولكن الشيء الخاطئ ربما جاءت في كلام ضيفك من لبنان أن النظام الأسدي يتهم كل الشعب السوري بأن يكون إرهابيا لا يمكن أن يكون شعبا ما إرهابيا نفس الكلام سمعناه في أحداث ليبيا، القذافي أيضا اتهم كل الشعب الليبي بأنهم إرهابيين..
فيروز زياني: يعني هذه الاتهامات سمعناها كثيرا سيد أمر الله أود أن أعرفه منك وكتحليل بالنظر إلى تركيا، أن نفهم متى تركيا ستقدم على قرار الحرب إن كان الوضع السوري فعلا هكذا بأن أي قذيفة سيتم الرد عليها من قبلكم سماها البعض رد استعراضي ليس أكثر..
أمر الله إشلار: سآتي إلى هذه النقطة ولكن لا بد أن أرد على ضيفك من لبنان السيد غسان أشار إلى نقطة أن لدى أردوغان طموحات عثمانية هذا الإدعاء ليس له أي صواب، تركيا تريد منطقة ينتشر فيها تعاون وتضامن بشكل كبير فلذلك بذلت خلال السنوات العشر الماضية قصارى جهدها لتأسيس التعاون بين دول المنطقة والتضامن بشكل كبير والتاريخ يشهد على ذلك، ليست لدينا أية طموحات عثمانية بل الواقع تغير تماما، الدولة العثمانية أصبحت أو أخذت مكانة مرموقة في صفحات التاريخ الآن الوضع يختلف تماما فلذلك لابد استراتيجيات جديدة لذلك سياسة تركيا واضحة نحن نبذل قصارى جهدنا لتأسيس التعاون والتضامن في المنطقة..
فيروز زياني: بخصوص إعلان الحرب كيف هي؟
أمر الله إشلار: أما بخصوص الرد على الاعتداءات والانتهاكات السورية لو تستمر هذه الاعتداءات ولو تستمر هذه الانتهاكات وتقتل هذه الاعتداءات المواطنين الأبرياء في تركيا طبعا سيكون هناك رد عنيف وشديد ضد النظام والجيش الأسدي.
فيروز زياني: نعم إلى أي مدى نعم سيد أمر الله إلى أي مدى تركيا لديها الحرية في أي تحرك خاصة ونحن نعلم كل الضغوط الداخلية هنالك جبهة معارضة لفتح حرب مع سوريا؟
أمر الله إشلار: تركيا دولة ديمقراطية وتوجد فيها معارضة هذه ما نحن نريده أيضا أن يكون في سوريا في سوريا لا توجد معارضة لذلك يعني سبب هذه المشاكل كلها عدم وجود معارضة، متى ظهرت المعارضة؟ بعد وقوع أو وقوع هذه الأحداث والمظاهرات والثورة ثورة الشعب السوري، إذن في تركيا معارضة تعارض هذه المعارضة قرارات الحكومة ولكن هناك جانب من المعارضة أيضا أيدت في اتخاذ القرار داخل البرلمان الحكومة إذن في تركيا هناك معارضة تؤيد الحكومة ومعارضة لا تؤيد الحكومة هذا..
فيروز زياني: وضحت تماما دعنا نتحول للسيد غسان جواد فيما بقي معنا من وقت أعتذر منك لأن الوقت يداهمنا السيد غسان يعني ذكرت بأن سوريا لن تتوانى على الرد هل مثلما تقول بعض التحليلات أنه يمكن أن تفتح مخازن سلاحها لعناصر حزب العمال الكردستاني لكي تكون اليد التي تضرب بها تركيا وفي عجالة لو سمحت؟
غسان جواد: يعني الدول عموما تستعمل جميع الأوراق المتاحة لها عندما تكون في حالة حرب ولن تتوانى سوريا عن استخدام أي ورقة تفيدها في هذه المواجهة الكبرى التي تخوضها ليس فقط مع تركيا إنما مع دول إقليمية ودولية عديدة وهذا سببه لنعود إلى الأصل كل النقاش وكل ما يجري طرحه في تركيا وغير تركيا هو خارج الموضوع، الموضوع لم يعد إصلاح ولم يعد تغير ولم يعد علاقات تركية ثنائية سورية بين أنقرة ودمشق المشكلة الآن أن هنالك محاولة لضرب محور المقاومة والممانعة في قلبه وهذا المحور لن يسمح بأن يسقط من دمشق ولن يسمح لأحد بأن يخوض هذه المعركة من دمشق ضد حزب الله والمقاومة وضد إيران وضد هذا المحور وبالتالي سوريا ستستخدم كل الأوراق المتاحة أمامها من أجل أن تدافع عن نفسها وأن تدافع عن المحور الذي تنتسب له.
فيروز زياني: نتحول بسؤال أخير للسيد أمر الله ونسأل السيد أمر الله سمعت ما ذكره ضيفنا من بيروت معارضة داخلية موجودة لكن هنالك أيضا لن نقول معارضة خارجية لكن عدم تحمس مجلس الأمن أدان فقط حتى حلفاء سوريا حثوها على الاعتذار ليس أكثر، إلى أي مدى العنصر الخارجي تعتقدون بأنه سيكون إلى جانب تركيا في حال ما قررت اتخاذ خطوة إلى الأمام؟
أمر الله إشلار: أولا كل المجتمع المدني وكل الدول تقريبا وقفت إلى جوار تركيا يعني في هذه الأزمة الأخيرة، نحن طبعا عضو في حلف الناتو ولا نتحرك بأنفسنا وحلف الناتو أيضا اجتمع إثر وقوع هذا الحادث واتخذ القرار واستنكر اعتداء سوريا وكذلك جاءت أيضا تنديد من مجلس الأمن من الأمم المتحدة، ولكن النظام السوري كما تفضل ضيفك من السيد غسان من لبنان أن حزب نظام الأسد بدأ يستخدم يعني ورقة حزب العمال الكردستاني ضد تركيا منذ أشهر وليس أقل دائما يعني حزب العمال الكردستاني كان في يد النظام الأسدي ورقة للعب.
فيروز زياني: أشكرك جزيل الشكر السيد أمر الله إشلار النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، كما نشكر ضيفنا من بيروت السيد غسان جواد الكاتب والمحلل السياسي، وبهذا مشاهدينا الكرام تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد السلام عليكم.