صورة عامة / ما وراء الخبر 22/09/2011
ما وراء الخبر

الأزمة الاقتصادية الأوروبية

واصل اليورو خسائره أمام الدولار مسجلا مستوياتٍ قياسية، كما تراجعت الأسهم الأوروبية بشدة مع سلسلة من التحذيرات من أن الاختلالات المالية في منطقة اليورو قد تقوض استقرار واستمرار الوحدة الاقتصادية والنقدية.

– ملامح المشكلة الاقتصادية في أوروبا
– صندوق مالي لاحتواء الأزمة
– إستراتيجية عالمية لمواجهة الأزمات الاقتصادية
– آلية الخروج من الأزمة الاقتصادية

 محمد كريشان
 محمد كريشان
إبراهيم محمد
إبراهيم محمد
منصف شيخ روحه
منصف شيخ روحه

محمد كريشان: واصل اليورو خسائره أمام الدولار مسجلاً مستوياتٍ قياسية، كما تراجعت الأسهم الأوروبية بشدة مع سلسلة من التحذيرات من أن الاختلالات المالية في منطقة اليورو قد تقوض استقرار واستمرار الوحدة الاقتصادية والنقدية، كما طالب قادة أستراليا وكندا واندونيسيا وبريطانيا والمكسيك وجنوب إفريقية وكوريا الجنوبية، طالبوا جميعاً في خطاب مفتوح أوروبا بالعمل بشكل أكثر حسماً لحل أزمة ديونها. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين، ما هو حجم التحديات التي تواجه الاقتصاديات الأوروبية وتلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي؟ وما هي فرص نجاح الجهود لإنقاذ الاقتصاد الأوروبي الموحد مع كل الانعكاسات السياسية لهذه القضية؟ السلام عليكم تتصاعد هذه الأيام حدة التحذيرات من دخول الاقتصاد العالمي مرحلةً خطيرة، ورغم تعهد زعماء القوى الاقتصادية الكبرى في العالم بتبني المزيد من التدابير لكبح جماح هذه الأزمات إلا أن الأسواق ما زالت مع ذلك تواصل نزيف خسائرها.

[تقرير مسجل]

محمد فاوي: ساسة العالم الكبار قد لا يتحركون بحسمٍ إلا بعد فوات الأوان، وقد يفعلون الصواب ولكن بعد اقتراف كل الأخطاء، هذه هي الاتهامات الرئيسية التي توجه الآن لهؤلاء الزعماء بشأن الطريقة التي يتعاملون بها مع الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وتوابعها، وذلك منذ أن زلزلت هذه الأزمة المشهد الدولي قبل 4 سنوات، فها هما الزعيمان الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي يبشران العالم بسعيهما لوضع ما وصفاه بإستراتيجية عالمية ئ شاملة ومنسقةٍ للتصدي للأزمات التي تهز أركان المنظومة الاقتصادية الدولية وفي مقدمتها أزمة الديون السيادية في أوروبا وأميركا، لكن الأسواق المالية الكبرى بدت وكأنها قد سئمت هذا الكلام السياسي المعسول، إذ واصلت الأسهم نزيف خسائرها القياسي كما هو اليورو الرمز الأكبر لأضخم إتحاد نقدي في التاريخ الحديث لأدنى مستوياته ب 7 أشهر وسط تكهنات باحتمال اختفائه من الوجود في بضع سنين، فهذه الأسواق ببساطة تؤمن بأن المعطيات المريرة الراهنة للواقع الاقتصادي العالمي أصدق أنباءٍ من كلام السياسيين المنمق، فها هو البنك الدولي يحذر من أن العالم دخل منطقة اقتصادية خطيرةً جراء فشل القوى السياسية على جانبي الأطلنطي في التصدي لأزمة الديون السيادية، كما خفض صندوق النقد الدولي تقديراته لمعدلات نمو الاقتصاد العالمي محذراً من تعرض النظام المالي للبشرية لاضطرابات عنيفة، وما زال المشهد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في القارة الأوروبية كما هو في أميركا يغلي بشكل لم يسبق له مثيل خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فها هي اليونان ترتعد بعد أن عاد الكلام عن احتمال إفلاسها رغم وجود صندوق إنقاذ مالي أوروبي ضخم يبلغ حجمه 750 مليار يورو، ذلك كله لا لشيءٍ سوى لأن الأسواق ترى أن أيدي الزعماء في أوروبا وأميركا ما زالت مرتعشةً أو أنانية في التعامل مع أزمة ديون يبلغ حجمها تريليونات الدولارات وينتشر شررها كانتشار النار في الهشيم، هذا كله يطرح التساؤل التالي هل أفسدت السياسة الاقتصاد أم أن الاقتصاد أفسد السياسة؟ ثمة من يتهم زعماء القوى الكبرى بالتردد وبالتمسك بمصالح سياسيةٍ أمنيةٍ ضيقةٍ للحفاظ على كراسي السلطة، وهو الأمر الذي حال حتى الآن دون الاتفاق على حلول جذريةٍ لهذه الأزمات، لكن هناك في المقابل من يتهم الفلسفة سواءٌ تلك التي بني عليها المشروع الاقتصادي الأوروبي الوحدوي أو المنظومة الاقتصادية الأميركية في الأساس لأنها السبب وراء سلسلة الأزمات العالمية المتتابعة الراهنة وهي أزماتٌ تنذر بتداعي النسيج الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للعالم بأسره.

إعلان

[نهاية التقرير]

ملامح المشكلة الاقتصادية في أوروبا

محمد كريشان : ومعنا في هذه الحلقة من برلين الدكتور إبراهيم محمد الخبير الاقتصادي، كما ينضم إلينا من تونس الدكتور منصف شيخ روحه الخبير في الشؤون المالية الدولية أهلاً بضيفينا، لو بدأنا بالدكتور إبراهيم محمد في برلين، دكتور ما أبرز هذه ملامح هذه المعضلة الاقتصادية في أوروبا؟


إبراهيم محمد: أول أو أهم يعني ملامحها عدم أو المضاربات في الأسواق المالية عدم الثقة في الأسواق المالية من السياسات التي تتبعها حكومات دول الإتحاد الأوروبي، وطبعاً هذه المضاربات طبعاً تجعل المشكلة من يوم إلى يوم أكثر سوءاً، المسألة الثانية هي أيضاً أن المواطنين في دول الإتحاد الأوروبي أو دول منطقة اليورو لديهم خوف أيضاً من ارتفاع الضرائب وطبعاً هذا بدوره سوف يؤثر على الشركات على صعيد الاستثمار مستقبلاً هناك تخبط أيضاً سياسي لدى النخب السياسية في دول منطقة اليورو وتناقضات وطبعاً هذه التناقضات لا تربك الأسواق فقط وإنما أيضاً تربك عالم المال والأعمال، وتربك أيضاً الشركات على إختلاف أنواعها في مختلف القطاعات.


محمد كريشان: بهذا المعنى دكتور منصف شيخ روحه كيف يمكن الحديث الآن عن احتمالات انتقال هذه الأزمة من أوروبا إلى مستوى دولي كيف ذلك؟


منصف شيخ روحه: أوروبا مع أميركا واليابان تمثل الآن تقريباً نصف الناتج الداخلي العالمي الذي يساوي الآن 75 تريليون دولار أي 75 ألف مليار دولار، ولكن في الحقيقة الأزمة هذه متواجدة مع العالم وخاصةً مع العالم الغربي والأوروبي منذ زمان، الأسواق هي نوع من ميزان حرارة يقول أن الاقتصاد الحقيقي أي تشغيل الرجال والنساء تباطأ بطريقة خطيرة جداً، فالأسواق المالية أعطتها الحكومات وخاصةً البنوك المركزية حلاوة حتى تنتظر ما هي هذه الحلاوة؟ في أمريكا طبعوا النقود وأعطوهم QE1 و QE2 أي ضخ الأموال، في أوروبا قام البنك المركزي الأوروبي بإعادة شراء السندات في الأسواق الثانوية، وهذه طريقة أخرى من ضخ الأموال، هل هذا دفع الاقتصاد؟ لا فالأسواق تقول اليوم بعد أن أكلت الحلاوة وجنت أرباحا غير معقولة، تقول الآن أنا لا أثق في البرامج الاقتصادية في المستوى الحقيقي في أوروبا لذلك نزلت الأسواق اليوم ب 5% تقريباً في أوروبا و ب 4% ، فهذا هو المشكل أوروبا وأميركا مرشحة إلى الدخول في تقلص اقتصادي رهيب ممكن أن يوصل أوروبا وأميركا إلى الدخول في فقر لمدة طويلة جداً إذا لم تقم بالإصلاحات الهيكلية ولا الصورية من حين إلى حين.

إعلان


محمد كريشان: دكتور منصف شيخ روحه أنت تشير إلى أن المشكلة تتعرض لها أوروبا والولايات المتحدة، هنا نسأل الدكتور إبراهيم محمد إذن لماذا نشاهد تصريحات لمسؤولين أميركيين وكأنهم يوبخون بين قوسين أوروبا ويدعونها لاتخاذ إجراءات وكأن الأمر لا يعني الولايات المتحدة في نفس الوقت؟


إبراهيم محمد: في الحقيقة إذا الأمر تعلق بمشكلة الديون والمشاكل وتبعاتها فإن آخر ما يحق له الحديث هو في هذه الحالة طبعاً السلطات الأميركية لأنها، لأن الناتج أو الدين الأميركي وصل إلى تقريباً ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي وفي كل الأحوال الوضع الاقتصادي ضمن منطقة اليورو باستثناء بعض الدول أفضل من وضع الاقتصاد الأميركي الذي لا يعاني فقط من الديون وإنما أيضاً من مشاكل هيكلية كبيرة جداً لا تعطيه ميزات تذكر حالياً باستثناء الصناعات العسكرية على صعيد التنافس الدولي، لذلك كان هناك رد فعل أوروبي متحفظ على دعوات الرئيس أوباما للاتحاد الأوروبي، لدول منطقة اليورو من أجل تصحيح أوضاعها الاقتصادية بمعنى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تبذل جهودا أقوى من جهود دول منطقة اليورو لأنها تعاني مشاكل أكثر، لكن أريد أن أعلق عطفاً على كلام الدكتور فيما يتعلق بالحلاوة المالية أنا أعتقد أنه صحيح أن منطقة الاتحاد الأوروبي دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو ارتكبت أخطاء كبيرة على صعيد السياسات المالية خلال السنوات العشر أو الخمسة عشرة الماضية فيما يتعلق بالديون، لكن هذه الحلاوة بقيت وهمية، اعتمدت على حلاوة بمشتقات مالية والحقيقة الاقتصاد الواقعي باستثناء ألمانيا وفرنسا وبعض الدول الأخرى لم يتطور على الإطلاق مقارنة بالعقود التي سبقت ذلك، نأخذ مثلاً الاقتصاد البريطاني لقد تحول إلى اقتصاد مضاربات من خلاف صناديق التحوط وهو الأمر الذي أفقد بريطانيا والدول الشبيهة لها أي قدرة تنافسية في الأسواق العالمية، إذن هناك مشاكل عويصة تراكمت خلال السنوات العشرين الماضية وأعتقد أن هذه المشاكل ستستمر لعقد أو أكثر على الأقل وربما ستكون أصعب بكثير مما نشهده حالياً.

إعلان

صندوق مالي لاحتواء الأزمة


محمد كريشان: ولكن المشكلة أوروبا أنشأت صندوق للإنقاذ المالي والطوارئ وهو بقيمة 750 مليار دولار دكتور شيخ روحه، لماذا لم تستطع أوروبا من خلال هذا الصندوق أن تتحرك الآن لمعالجة هذا الوضع الطارئ الآن؟


منصف شيخ روحه: لسبب واضح يا أخي في تونس لنا مثل يقول اللي متغطي بالأيام عريان أي من تغطى بصفةٍ استثنائية لم يفض المشكلة ففي أوروبا لم يفهموا أو فهموا ولكن لم يقدروا إلى التوصل إلى الحل الحقيقي فأقاموا بحلول وهمية وهي الحلول التي تكمن في السياسات النقدية وحدها، فالسياسات النقدية تعطي وقتا ولكن لا تفض المشكلة حتى السياسات الجبائية وسياسات ميزان الدولة رأينا مع الأسف أنها خرجت من مسارها الحقيقي منذ عشرين سنة لأن الدول الغنية اليوم هي أكبر دول في ميدان الديون، أي مجموعة السبعة بلدان، أغنى بلدان في العالم هي البلدان التي لها أكبر نسب ديون في العالم وتكون مشاكل لنفسها ومشاكل لبقية العالم فسؤالكم قبل هذا السؤال سألتم هل هذا خبر جيد أو غير جيد لبقية العالم، أنا أقول هذا خبر غير جيد لبقية العالم، إذا لم يستيقظ بقية العالم وخبر جيد إذا قامت بقية العالم التي هي ليست أوروبا وليست أميركا وليست اليابان بالذهاب إلى التوجه الآخر إلى توجه الصعود إلى توجه الكرامة، وأول شيء في الكرامة هو التشغيل، ففي أميركا وأوروبا وفي اليابان نسب التشغيل متدهورة جداً بينما في تركيا نسبة النمو الآن أعلى من 10% وهي نسبة الصين، بينما اليونان قرب تركيا له الحلاوة مثلما قلنا الأوروبية في الميدان النقدي وفي الميدان أيضاً في ميدان ميزان الدولة ورأينا إلى أين اوصلته هذه السياسة.


محمد كريشان: اسمح لي فقط دكتور شيخ روحه أشرت إلى نقطة مهمة وهي الحلول الوهمية، نريد أن نعرف من الدكتور إبراهيم محمد ما إذا كانت هذه الحلول الوهمية أرساها السياسيون بالدرجة الأولى وبالتالي هم من أربكوا قواعد اللعبة التي يفترض أن تكون اقتصادية بامتياز.

إعلان


إبراهيم محمد: نعم أعتقد طبعاً أعتقد ان الذي أرسى هذه المشكلة هم السياسيون بالإضافة إلى أسواق المال أو الحقيقة البنوك التي قدمت هذه القروض طبعاً وبدون تغطية أو بدون ضمانات كافية ليس فقط للدول وإنما للشركات وتسببت بهذه المشكلة العالمية ابتداء من الولايات المتحدة مروراً بأوروبا التي يوجد فيها ما يكفي من البنوك التي تورطت في الديون، طبعاً هذا الترابط أيضاً عجز النخب السياسية الأوروبية عن إيجاد رؤية واضحة لسياسات اقتصادية يتم من خلالها التنازل بعض الشيء عن الأنانيات الوطنية لصالح اقتصاد منطقة يورو موحد في سياسات مالية موحدة ليس فقط طبعاً العملة الموحدة، هناك حاجة لسياسات مالية موحدة ضريبية، سياسات عمل الخ.. وهذه كلها ليست موجودة، وطبعاً هناك دول لا تريد ذلك على الإطلاق لأنها ترى في ذلك ضررا بمصالحها الوطنية، لكن هذا على المدى القصير وهنا طبعاً يأتي قصر النظر، على المدى البعيد سيكون هناك فائدة للجميع في حال تم إتباع هذه السياسات، المشكلة متبادلة بين أسواق المال التي الحقيقة تقوم بإملاء السياسات الاقتصادية بشكل أو بآخر بشكل غير مباشر هي ترتكب المشاكل، ومن ثمة تطلب من الحكومات أن تساعدها على تجاوز هذه المشاكل، على حساب دافعي الضرائب من الشركات ومن المواطنين، وهذا طبعاً هذا يخنق معدلات النمو وفرص النمو في دول منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي وأيضاً على الصعيد العالمي.

محمد كريشان: بعد الفاصل سنحاول بعد أن استعرضنا أبرز ملامح المعضلة وأسبابها نريد أن نعرف بعد الفاصل ما العمل على الصعيد الأوروبي الآن، لنا عودة إلى هذه النقطة بعد الفاصل نرجو أن تبقوا معنا.

إستراتيجية عالمية لمواجهة الأزمات الاقتصادية


محمد كريشان: أهلاً بكم من جديد في هذه الحلقة التي نتناول فيها الأزمات التي تعاني منها الاقتصاديات الأوروبية، دكتور منصف شيخ روحه ونحن نحاول الآن تلمس بعض ملامح الحل، الرئيس أوباما والرئيس ساركوزي تحدثا عن ضرورة وضع إستراتيجية عالمية شاملة ومنسقة للتصدي للأزمات الاقتصادية من هذا النوع، هل هذا ممكن؟

إعلان


منصف شيخ روحه: طبعاً هذا ممكن إذا أتت الرغبة السياسية بطريقة ديمقراطية تمثل مصلحة الشعوب وأول مصلحة للشعوب هو أن أبناء وبنات كل أسرة يجدون شغلا بعد دراستهم، فالتشغيل من المفروض أن يصبح هو المبدأ الأول ولا مؤشر الداوجونزومؤشر الكاكارون، فأول شيء الذي من المفروض أن العالم يقوم به هو أن يجعل مجموعة العشرين وهي أهم بلدان في العالم تمثل 85% من الإنتاج العالمي، أن تتوجه هذه المجموعة لوضع خطة عمل جديدة مكان البراتونودز التي وضعت سنة خمسة وأربعين بعد الحرب العالمية والتي ستقول أولاً العملات العالمية ستكون فيهم سلة الدولار وحده ليست له أية قيمة اليوم حقيقية، اليورو يتأرجح وسلة العملات ستكون السلة التي هي مؤشر العملات العالمية يضاف إلى الدولار واليورو العملة الصينية أو الآسيوية، العملة العربية التي ورائها البترول والذهب التي عملة البقية وستكون سلة تعطي عملة فيها استقرار وفيها مصداقية، ثاني شيء هو أن المشاغل الحقيقية للهيكلة الاقتصادية أي السياسة الهيكلية لا السياسة القصيرة المدى مثلما تفضل الأخ إبراهيم وأنا أشاطره في هذا، هي مفقودة في أوروبا اليوم، اليوم أوروبا ليست لها سياسة متوسطة وطويلة المدى، أميركا كانت لها سياسة

طويلة المدى كان يقوم بها البنتاغون، الحروب والتسليح الأميركي كان العمود الفقري لأميركا، ولكن أميركا اليوم أصبحت غير قادرة على إعطاء هذا الكومبليكس أي الحربي الصناعي أصبح ضعيفا وضعيفا جداً، الصناعة الأميركية تمثل 9% فقط من الاقتصاد الأميركي فعلى أميركا وعلى أوروبا أن تتبع الرجوع إلى الاقتصاد الحقيقي والأمل الكبير للعالم اليوم هو البلدان الصاعدة القديمة لأن الصين أصبحت بلدا قديما جداً من الصعود ولكن البلدان الصاعدة الجديدة واسمح لي الربيع العربي مؤشر هام جداً، مثلاً لأوروبا ،على أوروبا أن تشتغل مع الربيع العربي بمثابة win win أي مربح مربح لأن نسق النمو في العالم العربي بعد التخلص من الديكتاتورية مثلاً في تونس والرشوة هي مرشحة للنمو على الأقٌل 8% وإذا المبادلات التجارية بين العالم العربي رجعت إلى ما هي مفروض أن تكون نصل إلى 10% نسبة نمو، هذا يعطي مواطن شغل لكل الشباب الذين يخرجون من بلدهم، يعطي للاستثمار مربوحية، مربوحية وطنية عربية خليجية وعربية أيضاً وأيضاً للاستثمار الأوروبي معاً في المنطقة.

إعلان


محمد كريشان: دكتور اسمح لي، اسمح لي فقط أشرت، اسمح لي فقط أشرت إلى اجتماع الدول العشرين هم سيجتمعون مساء الخميس، ولكن أيضاً وهنا أسأل الدكتور إبراهيم محمد أيضاً السبت الماضي اجتمع وزراء المالية في الدول الأوروبية وأيضاًً الولايات المتحدة، لكنهم لم يستطيعوا الخروج بتصور واضح ومشترك واجتماع دول العشرين غير متوقع أن يصدر منه بيان إذن هناك تخبط في التصور الذي يمكن أن ينقذ هذه الدول من الوضع الحالي.


إبراهيم محمد: نعم كما تفضل الدكتور منصف بالتأكيد سلة العملات في إطار طبعاً إعادة هيكلة النظام المالي الدولي، ستكون جانبا من الحل الشامل أو الحل الشامل والطويل الأمد أو علي المدى الطويل ولكن المشكلة في هذه، أو في الاجتماعات التي تمت السبت الماضي والتي سبقتها بسنوات أن هناك تناقضات كبيرة في المواقف حتى في إطار الدول الغربية مثلاً بريطانيا والولايات المتحدة تصر على إبقاء النظام المالي فيها مع صناديق التحوط والمضاربات وعلى ما هو الحديث بتعديل طفيف جداً جداً بسبب الضرائب التي يجنيها البلدان من هذه الصناديق بينما ألمانيا وفرنسا مثلاً لديها رأي أخر يقول لا بد من وضع رقابة صارمة على أنشطة هذه الصناديق والبنوك المرتبطة فيها وحتى الآن لا يوجد بوادر في الحقيقة لتغيير هذه المواقف، المشكلة الأخرى فيما يتعلق بمجموعة العشرين أن أي تغيير نحو المستقبل نحو حل عالمي طويل الأمد يتطلب تنازل الدول الغربية عن بعض الثقل في المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي والمؤسسات الرديفة لأن ذلك يجب أن يتناسب مع الثقل الصاعد للصين والهند والبرازيل ومجموعة الخمس بالإضافة للدول الأخرى كتركيا والمكسيك وطبعاً أوروبا والولايات المتحدة لا توافق بسهولة على إعادة تقسيم مراكز النفوذ الاقتصادي أو الثقل الاقتصادي بحيث يتناسب مع ثقل مجموعة العشرين كل على حدة، هذه مشكلة ما تزال الولايات المتحدة متمسكة برأيها وبريطانيا ودول أخرى وطبعاً هذا يعيق الحقيقة التوصل إلى حل لذلك، الحديث عن استراتيجيات مستقبلية أنا في رأيي حتى الآن هو حديث مطاطي لن يجلب حلولا واقعية وعملية على أرض الواقع.

إعلان

آلية الخروج من الأزمة الاقتصادية


محمد كريشان: نعم دكتور لو سمحت سؤال لك دكتور إبراهيم والدكتور منصف شيخ روحه بإجابات سريعة، نفس السؤال هل تتوقعون خروجاً سريعاً من هذه الأزمة دكتور شيخ روحه.


منصف شيخ روحه: لا، لأن الأمور السياسية طغت على الحقيقة، ثانياً لأن ليس هناك تنسيقا عربيا عربيا لو قامت المملكة العربية السعودية التي هي موجودة في العشرين بالتنسيق مع بقية العالم العربي خاصة في هذا الربيع، أنا أتصور أن ثقل العرب سيكون قويا جداً في الوجود، وجود الحل بسرعة.


محمد كريشان: دكتور إبراهيم محمد.


إبراهيم محمد: المشكلة هيكلية عميقة ولا أعتقد أنها ستحل خلال سنة أو سنتين أو 5 سنوات سوف نشهد تصاعدات جديدة لهذه الأزمة، لأن حلها حقيقةً يتطلب إعادة هيكلة عميقة في مختلف القطاعات وفي مقدمتها القطاع المالي، ليس فقط على الصعيد الأوروبي والأميركي وإنما على الصعيد العالمي.


محمد كريشان: شكراً جزيلاً لك دكتور إبراهيم محمد الخبير الاقتصادي كنت معنا من برلين شكراً أيضاً لضيفنا من تونس الدكتور منصف شيخ روحه بهذا مشاهدينا الكرام نصل إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، غداً بإذن الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد، أستودعكم الله.

المصدر : الجزيرة