صورة عامة - ماوراء الخبر 11/9/2011
ما وراء الخبر

استحقاق أيلول وإعلان الدولة الفلسطينية

تناقش الحلقة موضوع استحقاق أيلول وإعلان الدولة الفلسطينية، هل التحرك الفلسطيني باتجاه الأمم المتحدة إستراتيجية جديدة أم مجرد تكتيك لإدارة الصراع مع إسرائيل؟

– إستراتيجية فلسطينية جديدة أم مجرد تكتيك
– توحيد الصف الفلسطيني
– دوافع التحرك الفلسطيني
– استمرار الطرق على باب مجلس الأمن

ليلى الشايب
ليلى الشايب
نبيل شعث
نبيل شعث
وليد المدلل
وليد المدلل
راضي العبد اللات
راضي العبد اللات

ليلى الشايب: أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأحد، توقع أغلبية الفلسطينيين موافقة الأمم المتحدة على منح دولتهم عضوية المنظمة الدولية هذا الشهر، لكن الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، كشف وجود خلافٍ بين المستطلعين حول جدوى التوجه مباشرةً إلى الأمم المتحدة، أو في إطار اتفاق مع الإسرائيليين، يأتي هذا في ظل تأكيد القيادة الفلسطينية المتكرر عزمها التوجه إلى الأمم المتحدة الشهر الجاري، للتقدم بطلب العضوية رغم تهديد واشنطن باستخدام حق النقض الفيتو ضد هذا الطلب. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، هل التحرك الفلسطيني باتجاه الأمم المتحدة إستراتيجية جديدة أم مجرد تكتيك لإدارة الصراع مع إسرائيل، وهل يمكن للمكتسبات المتوقعة من هذه الخطوة أن تغير في ديناميكيات الصراع العربي الإسرائيلي، حشد الفلسطينيون كثيراً لما بات يعرف باستحقاق سبتمبر، فقاموا باستشارات قانونية وسياسية مكثفة، وجندوا دعماً عربياً واسعاً لهذه الخطوة، هو تحركٌ غير مسبوق من جانبهم في إدارة الصراع مع إسرائيل، إسرائيل من جهتها عدت هذا التوجه خياراً نووياً فلسطينياً، وطفقت في الآفاق تحذر من أن مسعى الاعتراف إنما يستهدف نزع الشرعية عنها، ومهما يكن فإن هذا التحرك بدا الخيار الوحيد المتبقي في يد القيادة الفلسطينية، بعد ما فوضت تل أبيب لنحو عقدين ولم تجنِ منها سوى الخيبة وسلسلة من الفشل والتراجعات.

[تقرير مسجل]

جيفارا البديري: وصول المفاوضات إلى طريقٍ مسدود مع إصرار إسرائيل على مواصلة الاستيطان، كان من أبرز الأسباب التي دفعت الفلسطينيين للتوجه إلى الأمم المتحدة، الخطوة التي تأتي بعد 23 عاماً على إعلان وثيقة الاستقلال في الجزائر، تهدف لنيل الاعتراف بعضوية كاملة لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية في الأمم المتحدة، خطوةٌ سياسيةٌ وقانونيةٌ ترى القيادة الفلسطينية أنها إن نجحت، فإنها ستؤدي إلى نجاح الفلسطينيين في الحصول على إنجازات كبرى أبرزها الدخول في المؤسسات الدولية وجر إسرائيل إلى محكمة الجنايات الدولية وإلزام دول العالم بالاتفاقيات السياسية والاقتصادية، كل ذلك يسبقه قوة المفاوض الفلسطيني عند الجلوس على طاولة المفاوضات، قضية الحل النهائي ومن بينها قضايا اللاجئين بجعل قرارات الأمم المتحدة الحكم الفيصل وليس القوة الإسرائيلية والضغط الأميركي .

[شريط مسجل]

صائب عريقات/ عضو اللجنة المركزية في حركة فتح: فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية ستكون دولة محتلة من قبل عضو آخر في الأمم المتحدة هي إسرائيل وتسمى سلطة احتلال، ولا يستطيع أي مسؤول إسرائيلي أن يقول أرض متنازع عليها، وبالتالي يصبح كل الاستيطان اللي قامت به إسرائيل بما فيه قرار ضم القدس والجدار لاغٍ وباطل، المفاوضات النهائية ستكون مرجعيتها تحديد الجدول الزمني وترتيبات الأمنية للانسحاب والطرف الثالث.

جيفارا البديري: إصرارٌ فلسطيني رغم التحركات والتهديدات الإسرائيلية في المحافل الدولية والاستعدادات العسكرية في الميدان، وخطوةٌ فلسطينيةٌ رغم التهديدات الأميركية باستخدام حق النقض الفيتو ووقف المساعدات وتهديدها لبعض الدول إن صوتت لصالح القرار، لكن الفلسطينيين يتوجهون بدعمٍ فلسطيني داخلي، ومسلحين بموقفٍ عربيٍ موحد، لكن التفاؤل يبقى حذرا.

[شريط مسجل]

هاني المصري/ محلل سياسي: الذهاب إلى الأمم المتحدة هو أحد الأسلحة الضرورية، الخطأ أن يكون هو السلاح الرئيسي أو السلاح الوحيد هو جزء من إستراتيجية متكاملة، يجب أن تعتمد على تجميع أوراق القوة والضغط واستخدامها من أجل تغيير ميزان القوى، لأن الذي منع المفاوضات الثنائية أن تصل إلى نتيجة الاختلال الواضح في ميزان القوى.

 جيفارا البديري: ورغم أن الخيار العربي الفلسطيني لم يحسم بعد، سواءٌ بالتوجه إلى الجمعية العمومية ومحاولة الحصول على ثلثي أغلبية المصوتين أو إلى مجلس الأمن الدولي والاصطدام بالفيتو، فإن إحراج إسرائيل سياسياً والولايات المتحدة المطالبة بحرية الشعوب يبقى إنجازاً على الأقل في المحافل الدولية وبإعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية، جيفارا البديري- الجزيرة- رام الله المحتلة.

 [نهاية التقرير]

إستراتيجية فلسطينية جديدة أم مجرد تكتيك

ليلى الشايب: وينضم إلينا من رام الله الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، ومن غزة الدكتور وليد المدلل أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية، ومن عمان الدكتور راضي العبد اللات أستاذ القانون الدولي في جامعة الزيتونة، أهلاً بكم جميعاً وأبدأ معك دكتور نبيل شعث، هذا السؤال الذي طرحناه في مقدمة البرنامج، هذا التحرك الفلسطيني إستراتيجية جديدة أم مجرد تكتيك في إدارة الصراع مع إسرائيل؟

نبيل شعث: هي بدون شك تنفيذ لجزء من الإستراتيجية الجديدة، الإستراتيجية الجديدة التي نتحدث عنها الآن تتكون من أربع عناصر، العنصر الأول استمرار النضال الشعبي على الأرض نضال غير العنيف كما نسميه، رقم 2 تصعيد العمل والحراك الدولي بكل أشكاله الشعبية والرسمية والسعي لمزيد من تدوين القضية، ثالثاً الاستمرار في بناء المؤسسات الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني، ورابعاً اللي هي ممكن تكون أولاً في الواقع تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، فإذن السعي إلى الأمم المتحدة للحصول على عضويتها هو جزء من هذه الإستراتيجية التي نتبعها منذ نهاية العام 2009 .

 ليلى الشايب : دكتور وليد المدلل هل يمكن اعتبارها إستراتيجية فعلاً وسيد محمود عباس لطالما يعني كرر وأكد على أنه هدفه هو إعادة المفاوضات من جديد مع إسرائيل؟

وليد المدلل: على أية حال يعني إذا كانت المعركة بين الفلسطيني والإسرائيلي لا يملك الإنسان منا الفلسطيني بشكل خاص إلا أن يصطف بجانب الفلسطيني في هذه المعركة، لكن واضحٌ حتى اللحظة بأن الذهاب للأمم المتحدة ليس إستراتيجياً وإنما هو لتحسين شروط التفاوض وطبعاً كما قال المفاوض الفلسطيني على ألسنة المسؤولين والناطقين الرسميين بأن الذهاب إلى الأمم المتحدة ليس قدراً وليس مصيراً وبالإمكان العودة الآن إلى المفاوضات إذا ما استجابت إسرائيل إلى الشروط الفلسطينية بتجميد المستوطنات، على أية حال العودة إلى المفاوضات هو عبارة عن مسار إجباري بالنسبة للفلسطينيين حتى لو قالت الأمم المتحدة نعم للدولة الفلسطينية العتيدة، يجب العودة إلى المفاوضات لمفاوضة إسرائيل على الأرض حتى ترى هذه الدولة النور، يعني أنا بودي أن يكون ذلك إستراتيجياً لكن لا أفهم مثلاً كيف تذهب السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بشكل خاص إلى الأمم المتحدة، بينما واقع الانقسام الفلسطيني على الأرض واقع دامي ويستوقف النظر، نحن هنا نتكلم عن المصالح التي تراوح مكانها على أصعدة الحياة اليومية متوقفة على صعيد الحراك السياسي متوقفة، على صعيد التوقيت الزمني، نحن نعيش توقيتين مختلفين في غزة وفي رام الله، على صعيد الاعتقال السياسي على صعيد تسهيل معاملات المواطنين اليومية، هناك أزمة حقيقية وبالتالي الحديث عن المصالحة واعتبارها أولوية أنا كمواطن فلسطيني الحقيقة أجد صعوبة في فهم ما تفضل به الدكتور نبيل شعث آنفاً يريد أن يذهب إلى…

توحيد الصف الفلسطيني

ليلى الشايب: دكتور مدلل أنت تتحدث عن تكريس للانقسام ودكتور نبيل شعث في البداية قال أن الهدف من ضمن أهداف أخرى هو توحيد الصف الفلسطيني سنعود إلى هذه النقطة ولكن نقطة قانونية لا بد من استيضاحها مع الدكتور راضي العبد اللات في عمان، ليس واضحا بعد وبشكل جيد دكتور العبد اللات في أذهان الكثيرين إن كانت المسألة تتعلق بطلب استقلال أو طلب اعتراف أو طلب عضوية في الأمم المتحدة؟

راضي العبد اللات: أولاً اسمحي لي أن أترحم على أرواح الشهداء العرب والفلسطينيين، الذي ضحوا بأرواحهم الزكية في سبيل القضية الفلسطينية، وتحية لكل الأسرى الصامدين ولكل أهلنا الصامدين في وجه الاحتلال الصهيوني، هناك مسألة أساسية لا بد أن يفهمها المفاوض الفلسطيني الذي يذهب بآمال عريضة وتبدو أن هذه الآمال العريضة لن تتحقق في الأمم المتحدة رغم إني أتمنى أن أكون مخطئاً فيما يتعلق بهذه المسألة، عندما يتم الحديث عن وجود دولة بمعنى استقلال وجود دولة لا بد أن تتوافر في هذه الدولة حسب قواعد القانون الدولي وبشكل واضح 3 شروط أساسية، الشرط الأساسي والأول هو وجود إقليم ويجب أن يكون هذا الإقليم جزءاً من اليابسة وأن تكون الدولة قادرة على السيطرة على كل أجزاء هذا الإقليم، ثانياً يجب أن تكون هذه الدولة يتوافر فيها عنصر الشعب، والعنصر الثالث ألا وهو عنصر السيادة ألا وهو قدرة هذه الدولة في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية دون تدخل خارجي، فيما يتعلق بالوضع الفلسطيني لا تستطيع السلطة الوطنية الفلسطينية أن تحقق شرطين نعم، نعم نعم..

 ليلى الشايب : فيما يتعلق دكتور فيما يتعلق بالسيطرة والسيادة لا يبدو هذا شرطاً دائماً العراق مثلاً احتلت..

راضي العبد اللات: لا هذا شرطاً دائماً

 ليلى الشايب : لكن مع ذلك حافظت على عضويتها في الأمم المتحدة

راضي العبد اللات: العراق هناك ما يتعلق بحالة مختلفة عما يسمى بالعراق باعتبار أن ما حدث في العراق هو حالة هو تغيير في النظام السياسي في العراق، ولكن الكيان العراقي بقي موجوداً في القانون الدولي، نحن نتحدث عن استقلال دولة عن حالة احتلال قائم ولا بد أن يتوافر في هذه المسألة ألا وهو عنصر الإقليم وعنصر الشعب وعنصر السيادة، وفي الحالة الفلسطينية هذه العناصر غير متوافرة، أما فيما يتعلق بالاعتراف، الاعتراف في القانون الدولي يقسم إلى قسمين، اعتراف قانوني وواقعي، والاعتراف هو لا ينشئ دولة ولكن يؤهل الدولة لإقامة علاقات دبلوماسية وخارجية مع الدول الأخرى، في القانون الدولي الأمم المتحدة أنشأت إسرائيل عام 1948 بقرار دولي، واشترطت على إسرائيل قبول القرار 181والقرار 194، القرار 181 الذي يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، والقرار 194 الذي يقضي بعودة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين الذين شردوا في عدوان عام 1948، وبالتالي الحالة الثانية هو إنشاء دولة تيمور الشرقية، في اعتقادي ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة هو عبارة عن جزءٌ من مناورة سياسية، تقوم فيها السلطة الوطنية الفلسطينية قد تحقق بعض المكاسب السياسية ولكن الجانب القانوني هو ضعيف للغاية فيما يتعلق بهذه المسألة

 ليلى الشايب : وهذا حديث سياسي وليس قانوني نعود به إلى الدكتور نبيل شعث، دكتور نبيل كما استمعت..

راضي العبد اللات: القانوني والسياسي مترابط فيما بينهما، لا يمكن فصل القانوني عن السياسي

ليلى الشايب: نعم، لا لأني انطلقت معك بنقطة سأعود معك إلى مكتسبات إذا كانت هناك مكتسبات سياسية الآن

راضي العبد اللات: اسمحي لي أن أوضح هذه النقطة القانون الدولي يعبر عن السياسات الدولية الخارجية والداخلية للدول، وبالتالي لا يمكن فصل ما يسمى السياسة الدولية عن القانون الدولي إطلاقا.

ليلى الشايب: طيب هذه نقطة مهمة جدا مسألة انو القرار, أو الاعتراف يعني لا يؤدي بالضرورة يعني إلى الحصول على العضوية,هذه النقطة أتحول بها إلى الدكتور نبيل شعث, يعني الاعتراف لا ينشئ الدولة , والقرار إن صدر قرار داخل مجلس الأمن لا يعني الحصول أوتوماتيكيا, على العضوية سواء في الأمم المتحدة أو الهيئات الأخرى للأمم المتحدة, إذن ما هي المكاسب الحقيقية دكتور شعث؟

نبيل شعث: يعني معلش اسمحي لي, أنا لا أقبل الحجج التي سيقت حتى الآن وهي حجج ما فتئ يكررها المسؤولون الإسرائيليون إحنا مش دولة, ولا نصلح لكي نكون دولة وليس لنا إطار دولة وهم يتناسوا أنه إسرائيل في الواقع أعلنت عن قيام دولتها بشكل انفرادي, وهي في أثناء فترة لا تملك فيها سيطرة, ولم تحدد حدودا لها, الولايات المتحدة أعلنت قيام دولتها بإعلان استقلالها في 4 آب 1776, وهي محتلة بالكامل من بريطانيا, وبريطانيا لم تعترف باستقلالها ولم يعترف باستقلالها إلا فرنسا في ذلك الحين, ومع ذلك استطاعت أن تُنشئ الولايات المتحدة الأميركية, سلوفينيا أعلنت استقلالها بدون مشاورة أحد, وكوسوفو حتى هذه اللحظة.

ليلى الشايب: لم تعترف بها كل الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي, دكتور نبيل إذا سمحت لي, إذا سمحت لي أنت وباقي ضيوفي رجاء, مضطرة للذهاب الآن إلى طرابلس, أرجو أن تبقوا معي طبعا لنستكمل هذا النقاش, مؤتمر صحفي يعقده المتحدث باسم المجلس الانتقالي الليبي, الأستاذ محمود جبريل نستمع إليه.

[خبر عاجل]

محمود جبريل/ متحدث باسم المجلس الانتقالي الليبي: لنصل إلى صيغة, تحقق شرعية المجلس باعتباره الشرعية الوحيدة على الأرض, وتحقق في الوقت ذاته اعترافا بفضل هؤلاء الثوار والعطاء الذي قدموه لثورتنا المباركة, المسار الثاني الذي انخرطت فيه كل عناصر المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي, هو محاولة جادة لبدء صرف المرتبات في ميعادها, المرتبات في المناطق الشرقية للشهر السابع أو شهر يوليو ستدفع, وبعدها بأسبوع واحد ستدفع مرتبات شهر ثمانية أو شهر أغسطس بالزيادة, المرتبات في كل المناطق الغربية المحررة سنبدأ في دفعها في الفترة القادمة وأيضا بالزيادة, موقف السيولة والحمد لله بدأ ينفرج, استلمنا الدفعة الأولى من الأموال الليبية النقدية الدينارات الليبية التي كانت تطبع في بريطانيا وكانت مجمدة, هذه الدفعة تتجاوز المليار دينار, هناك دفعة أخرى ستصل بالقريب العاجل حوالي700 مليون دينار, أريد أن أغتنم هذه الفرصة لأحييّ كل الشباب الذين شاركوا الحقيقة وبجهد طوعي بدون أي مقابل في الإفراج عن هذه الأموال التي كانت مجمدة لدى بريطانيا. في نفس المجال بدأنا والحمد لله في إنتاج النفط بالأمس, ولا أريد أن أقول من أي حقل, خلال الفترة القادمة القصيرة جدا, سنبدأ بإنتاج أيضا النفط والغاز أيضا من المنطقة الغربية, ولن أحدد أيضا من أي حقل.

ليلى الشايب: إذن مشاهدينا نكتفي بهذا القدر من كلمة السيد محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي, كانت مباشرة من طرابلس, يمكنكم متابعة باقي هذه الكلمة والمؤتمر الصحفي على الجزيرة مباشر. مشاهدينا نتوقف مع فاصل قصير ثم نعود لاستئناف نقاشنا في حلقة اليوم من برنامج ما وراء الخبر, حول التحرك الفلسطيني باتجاه الأمم المتحدة لطلب العضوية, دوافع هذا التحرك والمكاسب المتوقعة منه, أرجوا أن تبقوا معنا.

[ فاصل إعلاني]

دوافع التحرك الفلسطيني

ليلى الشايب: أهلا بكم من جديد مشاهدينا في حلقتنا التي تتناول مستقبل التحرك الفلسطيني, في الأمم المتحدة لطلب الاعتراف بدولة مستقلة, دكتور وليد المدلل, يعني إسرائيل تعتبر الخطوة خطيرة جدا, تعتبرها حتى نزعا للشرعية عنها, عكس ما يجادل به معارضو هذه الخطوة, لكن أزماتها المتلاحقة في المنطقة مؤخرا مع مصر ومع تركيا, ألا تعتقد أنها ربما تعيد بعض التوازن إلى التعاطي الإسرائيلي, مع الحقوق الفلسطينية وربما تتصرف بواقعية أكثر مستقبلا.

وليد المدلل: يعني أعتقد أنها تمثل حالة هجوم فلسطيني ضد الجانب الإسرائيلي ولا شك, لكن كما قلت لسنا ضد هذا الخطوة على الإطلاق, لكن ضد أي ذهاب غير منظم وغير مخطط, وليس فيه إشراك للكل الفلسطيني, ولا يعبر عن إرادة المجموع, يعني ضد أية خطوات متسرعة, ضد أن يحدث ذلك قبل تحقيق المصالحة التي تُمثل قوة دفع وورقة رابحة يمكن اللعب بها, وتحقيق المزيد من الهجوم ومزيد من المكاسب, الجانب الإسرائيلي ولا شك, هو يعيش يعني حملة نزع شرعية, تخشى منها إسرائيل وخاصة بعد تحول البيئة الإستراتيجية من حولها وخاصة البيئة العربية, فقدانها لكثير من الحلفاء الاستراتيجيين, في إيران وتركيا ومصر أيضا الجار القريب, وبالتالي هي تمثل حالة هجوم فلسطيني ولاشك كان متوقعا أن يحدث نوع من الحشد بكل الطاقات وكل الإمكانات حتى نستطيع أن نحقق الإنجاز المطلوب, الحديث عن الذهاب إلى الأمم المتحدة, لا شك للأسف الشديد بالنسبة لكثير من الفلسطينيين يتم العلم به والإحاطة به من خلال الإعلام ومن خلال ما يتم تسريبه في الإعلام الفلسطيني أو الإعلام العربي والدولي, بما يعني أنه ليس هناك ورش عمل, ليس هناك لقاءات داخلية للداخل الفلسطيني تستطيع أن تقف على حدود المنجزات والأخطار والمكاسب والفرص، فيما يتعلق بهذا المشوار أو الذهاب إلى الأمم المتحدة, لا شك مرة أخرى, هو نوع من الهجوم على الجانب الإسرائيلي, ينبغي استخدام كل الإمكانات وكل الوسائل مع التذكير بأن الذهاب إلى الأمم المتحدة..

ليلى الشايب: وهناك مواقف مسبقة, وحتى عمل حثيث ودبلوماسي لمنع هذه الخطوة. دكتور راضي العبد اللات, حسب الواشنطن بوست الولايات المتحدة وجهت رسائل إلى 70 دولة تحثها على رفض الخطوة, هذا بالإضافة إلى ربما موانع قانونية, إذ يتطلب الأمر في مسائل مهمة كهذه المسألة, موافقة 123 دولة داخل الأمم المتحدة من جملة ال193 إن حضرت كلها للتصويت, هل تعتقد أن الخطوة ستنجح في ظل كل هذه الشروط؟

راضي العبد اللات: أولا اسمحي لي بعبارة بسيطة أن أرد على السيد شعث, فليس كل..

ليلى الشايب: أرجوك دكتور راضي العبد اللات..

راضي العبد اللات: اسمحي لي هذا حقي هذا حقي..

 ليلى الشايب: طيب اختصر في الرد.

راضي العبد اللات: نعم هو ليس كل من يخالف حركة فتح في الرأي يروج للمخططات الإسرائيلية, ولا أعتقد أن السيد شعث هو جيفارا أو هوشى منه الفلسطيني, ولا يزاود على أحد في المنطقة العربية, فنحن وطنيون وقوميون أكثر منه ومن غيره.

ليلى الشايب: طيب أريد أن أتناقش معك في مسائل قانونية, دكتور راضي العبد اللات رجاء.

راضي العبد اللات: الآن سأتحدث في المسائل قانونية, هذا الطلب يجب أن يمر أولا في مجلس الأمن الدولي وهذا مستبعد تماما, باعتبار أن الولايات المتحدة الأميركية سوف تقوم باستخدام حق النقض الفيتو, وفي هذه الحالة يمكن للطرف الفلسطيني أن يحيل هذا الطلب إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة, وفي مثل هذه الحالة أتوقع أن تبذل الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل جهودا دبلوماسية وسياسية واقتصادية ومالية هائلة, للضغط على كثير من دول أميركا اللاتينية والإفريقية, لعدم التصويت لصالح ما يسمى, بقبول فلسطين كدولة في الأمم المتحدة, وحتى لو فرضنا جدلا أنه قد توفرت أغلبية لقبول هذه الدولة الفلسطينية, من خلال القرار الجمعية الأمم المتحدة, فهذا القرار لا يعتبر قرارا ملزما لمجلس الأمن الدولي, ولا ينشئ دولة فلسطينية في القانون الدولي على الإطلاق, وعندما يسمح لها أن يكون لها عضوية..

استمرار الطرق على باب مجلس الأمن

ليلى الشايب: وهذه هي الفكرة التي انطلقت منها دكتور راضي العبد اللات, حتى نكسب ما بقي من الوقت دكتور شعث أعود إليك عودة أخيرة وأرجو ألا تقول لي أنت أيضا هو حقي في الرد, هذه الخطوة واضح أنها نسقت بشكل جيد واستغرقت الكثير من الوقت مع الدول العربية, السلطة كيف ستستثمرها لاحقا سواء في حال الفشل أو في حال النجاح؟

نبيل شعث: الفشل هو فشل مؤقت لأننا سنظل نطرق باب مجلس الأمن حتى نحصل على العضوية الكاملة, نحن لا نسعى إلى استقلال من خلال مجلس الأمن ولا نسعى الى استقلال من خلال الجمعية العامة, نحن نسعى إلى مزيد من الدعم والحشد الدولي من خلال اعترافهم بنا كعضو, ولكننا أعلنا هذه الدولة في عام 88, ولم نعلنها الآن, لذلك نحن سنحصل على دعم كبير من الجمعية العامة, إذا حصلنا على فيتو في مجلس الأمن, سنظل نطرق باب مجلس الأمن, إذا حصلنا مؤقتا على عضوية غير كاملة سنترجمها إلى عضوية كاملة في كل مؤسسات الأمم المتحدة ومن بينها محكمة الجنايات الدولية, وسنظل نطرق باب مجلس الأمن إلى أن نحصل عليه.

ليلى الشايب: شكرا جزيلا لك دكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية في حركة فتح, وعذرا لضيق الوقت, وأشكر أيضا راضي العبد اللات من عمان, ومن غزة دكتور وليد المدلل, وبهذا تنتهي مشاهدينا هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر, غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد, فتحية لكم أينما كنتم.