
الرؤية الأميركية والإسرائيلية لصعود الإسلام السياسي
– مصير اتفاقية كامب ديفد بعد الثورة المصرية
– مخاوف إسرائيلية من صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم
– الإخوان وسيناريو الحرب المتوقعة على إسرائيل
– واشنطن وضمانات الحماية لإسرائيل
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
ليلى الشايب: فتحت ثورات الربيع العربية الباب على مصراعيه أمام الإسلام السياسي كي يشارك في انتخابات ديمقراطية منحته انتصارات باهرة وفرصة للحكم بفضل صناديق الاقتراع متغير أثار قلقا إسرائيليا في الوقت الذي قبلت به الولايات المتحدة داعية تل أبيب للعمل على الخروج من عزلتها الإقليمية، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين كيف تتعامل تل أبيب وواشنطن مع تحولات الربيع العربي التي أتت بالإسلاميين إلى السلطة في عدد من الأقطار العربية، وأي مستقبل لمنطقة الشرق الأوسط في ظل الأنماط المحتملة للعلاقة بين الحكومات الإسلامية المرتقبة وإسرائيل، لم تمر عواصف الربيع العربي دون أن تشكل مشهدا سياسيا عربيا ملمحه الأبرز هو صعود حكومات إسلامية جاءت بها صناديق الاقتراع في كل من تونس ومصر والمغرب الأمر الذي دفع واشنطن وتل أبيب للتفاعل مع هذا المتغير الكبير الذي دعا الأميركيون لاحتوائه بينما سيطرت على الإسرائيليين مخاوفهم مما قد ينال اتفاقيات السلام مع العرب من نتائجها كل ذلك في انتظار أن تتبين على الوجه الدقيق الكيفية التي سيتعامل بها الإسلاميون مع دولة إسرائيل.
[تقرير مسجل]
أمير صديق: لم تعد أجواء السياسة في الشرق الأوسط هي ذاتها التي عرفتها إسرائيل خلال العقود الماضية فقد حمل الربيع العربي الكثير من التغييرات على هذه الأجواء بحيث بات على تل أبيب إعادة النظر في ركائز سياستها ومناهج تعاملها مع قادة المنطقة وهي المناهج التي كانت حتى الأمس القريب شديدة الفاعلية والتأثير، بيد أن نصيب مصر من التغييرات ما بعد الثورات العربية هو فيما يبدو ما يزعج إسرائيل أكثر من سواه، انزعاج عبر عنه صراحة وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك الذي أعرب عن قلق حكومته البالغ من سيطرة الإسلاميين في مصر على نحو ثلثي مقاعد البرلمان في المرحلة الأولى لانتخابات تشريعية تشير كل التقديرات إلى أن اكتساح الإسلاميين لها بات مسألة وقت، وإزاء هذا المتغير بالغ الخطورة في مصر شديدة الأهمية بالنسبة لإسرائيل عبر باراك عن رهان تل أبيب على ما وصفها بالتغييرات التي قد تحدثها السلطة على مواقف الإسلاميين بحيث يدركون حينها حتمية الحفاظ على الاتفاقيات الدولية ومن بينها معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وهو الأمر الذي قال باراك أن الإسلاميين سيكتشفون أهميته بالنسبة للاقتصاد المصري ولقدرتهم على توفير الخدمات الأساسية لمواطنيهم، الولايات المتحدة المهمومة بوضع إسرائيل في المنطقة ترى أن على تل أبيب أن تفعل ما هو أكثر من الانتظار في واقع ما بعد الربيع العربي.
[شريط مسجل]
ليون بانيتا/ وزير الدفاع الأميركي: بإمكان إسرائيل التواصل ورأب الصدع مع أولئك الذين يشاركونها المصلحة في الاستقرار الإقليمي مثل تركيا ومصر والأردن، نحن نمر بأوقات مهمة جداً بالنسبة لتطوير مثل هذه العلاقات المفتاحية والمحافظة عليها في هذه المنطقة شديدة الأهمية.
أمير صديق: لا تبدو إسرائيل بعد الثورات العربية في وضع مريح وفقا للرؤية الأميركية ذلك أنه ومهما كان الاختلاف فيما عليها اتخاذه من خطوات فإن الأكيد أن الكثير من التحديات تنتظر سياستها في المنطقة مثلما تنتظر أيضا حكام مصر الجدد الذين سيشكل الواقع اختبارا حقيقيا لشعارات طالما نادوا بها فيما يخص التعامل مع من ظلوا يسمونه على الدوام العدو الإسرائيلي.
[نهاية التقرير]
مصير اتفاقية كامب ديفد بعد الثورة المصرية
ليلى الشايب: ولمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من عمان الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة ومن واشنطن غرايم بانرمان الباحث في معهد الشرق الأوسط وينضم إلينا من تل أبيب السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر يتسحاق ليفانون، نبدأ معك أستاذ ياسر الزعاترة إذا بعدما أصبح تقريبا من شبه المؤكد أن تكون الحكومة المقبلة في مصر تحديدا حكومة إسلامية إخوانية ماذا سيكون موقف هذه الحكومة من إسرائيل تحديدا فيما يتعلق باتفاقية كامب ديفد للسلام ووجود السفارة والسفير الإسرائيلي في القاهرة؟
ياسر زعاترة: يعني بداية أنا كان شرطي للمشاركة هو إلا يعني أكون في حوار مع هذا الطرف الإسرائيلي الذي بالنسبة لي..
ليلى الشايب: طيب، طيب تفهمنا ذلك تفضل أستاذ ياسر.
ياسر زعاترة: نعم هو محض لص سرق ارضي وشرد شعبي فبالتالي لا حوار معه على الإطلاق فيما يتعلق بالقضية المصرية على وجه التحديد أنا في تقديري أنه المسألة تتعدى البعد المصري يجب أن نقول أن الكيان الصهيوني قد استمتع طوال عقود بسياج حماية من قبل هذه الأنظمة العربية وسياج من التطبيع وبالتالي وسياج من المواقف الذي بدأ منذ اعتراف العرب 242 هذا الوضع الذي آمنت به الأنظمة واستمتعت به الدولة العبرية لا يمت إلى ضمير الجماهير بأدنى صلة وما ينبغي أن يعرفه الجميع أن هذه الثورات ليست انقلابات عسكرية وإنما هي ثورات نابعة من ضمير الشعوب العربية ويجب أن تعبر أي حالة سياسية تنشأ من هذه الثورات..
ليلى الشايب: طيب تجاوزنا الثورات والشعوب تقطف الآن ثمرة هذه الثورات عمليا.
ياسر زعاترة: نعم، نعم وبالتالي..
ليلى الشايب: المستقبل ماذا يوحي لك في الشق الذي أشرت إليه؟
ياسر زعاترة: أنا يوحي لي بأن هذا الكيان الصهيوني دخل منحنى التراجع ومنحنى النهاية بكل تأكيد هذه الحالة التي..
ليلى الشايب : لا نتحدث عن إسرائيل أستاذ ياسر الزعاترة لو سمحت لي، أتحدث عن الحكومة المقبلة في مصر والتي ستكون من شبه المؤكد إسلامية بشكل كبير؟
ياسر زعاترة: نعم، نعم، أولا، أولا..
ليلى الشايب: كيف ستتعامل مع إسرائيل على مستوى معاهدة السلام وعلى مستوى وجود السفارة الإسرائيلية في القاهرة؟
ياسر زعاترة: الآن هناك صراع، الثورات العربية لم تنضج بعد هناك صراع دائر في كل الشوارع العربية من اجل أن تنتهي هذه الثورات بولاية للشعب كاملة على قرارها السياسي، الآن المجلس العسكري لا زال يصر على التمسك بالكثير من السلطات والكيان الصهيوني، مصدر سياسي تحدث إلى صحيفة معاريف قبل أيام وقال أن هناك ضغوط وهناك انتقادات علنية موجهة للبيت الأبيض بسبب ضغوطه على المجلس العسكري ومن اجل تسليم الوضع السياسي لحكومة مدنية الآن هناك صراع في الداخل المصري على مسألة الصلاحيات إذا كانت الحكومة إسلامية واستلمت الصلاحيات بشكل كامل..
ليلى الشايب: طيب لو كانت الصلاحيات..
ياسر زعاترة: ستكون، ستكون..
ليلى الشايب: لدى الحكومة ورئاسة الحكومة الإسلامية..
ياسر زعاترة: لا نتوقع..
ليلى الشايب: كيف تتوقع شكل العلاقة مع إسرائيل؟
ياسر زعاترة: نحن لا نتوقع أن تشن الحكومة الإسلامية الجديدة حربا على إسرائيل، حسني مبارك..
ليلى الشايب: لم نذهب إلى هذا الحد أستاذ ياسر الزعاترة..
ياسر زعاترة: دعيني أتكلم..
ليلى الشايب: لا، لا أنت..
ياسر زعاترة: دعيني أتكلم قليلا..
ليلى الشايب: أنت ذهبت بنا إلى أقصى يعني الاحتمالات أنا أتحدث عن..
ياسر زعاترة: أنا لا أتحدث عن أقصى الاحتمالات..
ليلى الشايب: أنا لا أتحدث عن أمور قائمة رجاءا يعني أنت تعرف انه ليس لدينا معك أنت بالذات وقت طويل أتحدث عن أشياء مسائل قائمة وموجودة معاهدة السلام والسفارة الإسرائيلية في القاهرة؟
ياسر زعاترة: يا سيدتي حسني مبارك لم يكن يلتزم بمعاهدة السلام مع الطرف الإسرائيلي كان يقدم خدمات أمنية وسياسية كبيرة وجليلة للكيان الصهيوني الآن لا نتوقع من حكومة جديدة بصلاحيات محدودة أن تبادر إلى إلغاء الاتفاقية ربما يكون هناك في مسألة السفير بعض التعاطي الجديد لكن بالتأكيد الحكومة الإسلامية في مصر إذا كانت فعلا بكامل الصلاحيات وتعبر عن ضمير المصريين، الغالبية الساحقة من المصريين يرفضون معاهدة كامب ديفد هي ستجد سبيلا إلى التخلص من هذه المعادلة وبعض استحقاقاتها قد لا تعلن الحرب على إسرائيل، لأنها هذه المسألة تحتاج إلى إجماع عربي وتحتاج إلى ظروف دولية وإقليمية من نوع مختلف لكن بالتأكيد سياج الحماية الذي كان يوفره النظام المصري وعدد من الأنظمة العربية لهذا الكيان سيتفكك بالتدريج، المسألة لا تحل في غضون أيام أو شهور أو سنوات ما نتوقعه أن هذه الحكومات الجديدة المعبرة عن ضمير الثورات العربية ستتعامل بنهج مختلف مع الكيان الصهيوني وبما في ذلك في سوريا، البعض يريد أن يضع النظام السوري في معسكر المقاومة والممانعة بينما يضع الشعب السوري في معسكر الانبطاح هذا ليس صحيحا على الإطلاق أكثر الدول حرصا على النظام السوري هو النظام الصهيوني اليوم، الدبابات السورية تستطيع أن تخترق خطوط الهدنة..
ليلى الشايب: طيب هذا موضوع آخر تماما أستاذ ياسر الزعاترة طيب فقط أذكرك ببعض تصريحات من الشخصيات الإسلامية المعروفة في مصر من بينهم مثلا عبد المنعم أبو الفتوح والقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين وربما مرشح أيضا لرئاسة مستقبلا كان تحدث عن عدم المساس مثلا بمعاهدة كامب ديفد ما رأيك؟
ياسر زعاترة: أنا في رأي أنا هناك جملة من التصريحات التي نطق بها عدد من الرموز الإسلاميين تحاول أن تجامل المواقف الغربية التي تصر على هذا السؤال على وجه التحديد الشيخ راشد الغنوشي ربما كان وحيدا فريدا على هذا الصعيد الذي رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني ودائما كان يجيب أي قوى غربية تصر على هذا الخيار بأننا لا نعترف في هذا الكيان الآن في مصر على وجه التحديد لأنه هناك خصوصية هناك معاهدة سلام موجودة وواقعة ومعترف بها في الأروقة الدولية.
ليلى الشايب: شكرا جزيلا لك.
ياسر زعاترة: هذه المسألة قد تستغرق بعض الوقت لكن في كل الأحوال التعامل سيختلف إلى حد كبير لان هذه الحكومة يجب أن تعبر عن ضمير الشعب وأي استفتاء سيعرض على هذا الشعب فيما يخص هذه المعاهدة ستكون نتيجته ضد هذه المعاهدة بكل تأكيد والإسلاميون لن يكونوا إلا في صف شعوبهم ومعبرين عن ضميرها وإلا ستتركهم لان هذه ثورات وليست انقلابات عسكرية..
مخاوف إسرائيلية من صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم
ليلى الشايب: شكرا جزيلا لك الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة كنت معنا من عمان الآن نتوجه إلى ضيفنا من تل أبيب السيد يتسحاق ليفانون السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر، سيد ليفانون كنت صرحت يعني في عديد المناسبات وعبرت عن خوف إسرائيل من المستقبل تحديدا ما يحمله المستقبل السياسي في مصر في حال صعود الإسلاميين ما الذي يخيف إسرائيل في ذلك؟
يتسحاق ليفانون: أولا يا أختي أنا أظن أنه ما يسمى بالربيع العربي هو بدأ لشؤون داخلية ضد الطغيان ولحقوق الإنسان ولآخره وليس له أي علاقة بإسرائيل بتاتا، إذا كان هذا الاتجاه، الاتجاه الإسلامي، سواء كان في المغرب أو في مصر أو في ليبيا سيكون باتجاه لأكثر حرية للمجتمع العربي وأكثر فتوح لحقوق الإنسان هذا شيء ايجابي وإسرائيل ستتطلع إلى ذلك بصورة ايجابية لأنه الاتجاه سيكون باتجاه السلام والاستقرار في المنطقة، ولكن إذا هذا سيتطور كما سمعناه من المتحدث السابق إلى شيء عدواني لذلك هنالك قلق في المجتمع الإسرائيلي ولكن أنا أظن شخصيا أننا بعيدين عن هذه المرحلة وأنا أظن انه التوجه العام هو باتجاه الاستقرار في المنطقة.
ليلى الشايب: سيد غرايم بانرمان من واشنطن عندما عبرت واشنطن عن دعمها وعدم تخوفها من صعود الإسلاميين في المنطقة بشكل عام ومصر بشكل خاص هل كانت تأخذ مخاوف إسرائيل المبدئية في حسبانها؟
غرايم بانرمان: بالطبع الولايات المتحدة تأخذ مخاوف إسرائيل في الاعتبار ولكن هناك تغييرا أساسيا في الشرق الأوسط يجري والولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن تكيف سياساتها بالنسبة لهذا التغيير في العالم، بالنسبة إلى مصر هذه حالة خاصة لان الكثير من الناس في المنطقة قوميون ويريدون أن يحموا مصالحهم لذا فالمتطرفون سواء كانوا من التيار المتدين أو العلماني لن يكونوا في التيار السائد في مصر ولذلك المصالح القومية المصرية هي التي ستطغى على المشهد لا محالة.
ليلى الشايب: إذن السيناريوهات التي تنتظر المنطقة على ضوء نمط العلاقة الذي سيقوم بين الحكومات الإسرائيلية وإسرائيل، موضوع نتطرق إليه في الجزء الثاني من حلقة اليوم فاصل قصير ونعود لمواصلة النقاش ابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
الإخوان وسيناريو الحرب المتوقعة على إسرائيل
ليلى الشايب: أهلا بكم مشاهدينا من جديد في حلقتنا التي تتناول الرؤيتين الإسرائيلية والأميركية لصعود الإسلام السياسي في بلدان الربيع العربي، يتسحاق ليفانون في تل أبيب رغم يعني التهدئة التي تبديها الآن إسرائيل نسبيا من صعود الإسلاميين في مصر بشكل خاص إلا أن شاؤول موفاز مثلا ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية ذهب إلى حد توجيه رسالة للجيش الإسرائيلي بأن يكون على أهبة الاستعداد لأي سيناريو محتمل في مصر بعد الانتخابات وتوقع حرب تدفع إليها جماعة الإخوان المسلمين ما مدى واقعية هذا السيناريو؟
يتسحاق ليفانون: أولا عندما نتكلم على الإسلاميين في مصر علينا أن نعلم الفرق بين الإخوان وبين السلفيين أنا لا أتحدث على السلفيين بما انه الموقف السلفي هو معروف سواء باتجاه إسرائيل أو باتجاه الغرب أو الهدف الذي هو يريده من مصر كدولة دينية، أنا لا أتكلم على السلفيين ولكن الإخوان وحضرتك تفضلتِ وتحدثتِ على عبد الفتوح الذي قال أن معاهدة السلام مع إسرائيل على مصر أن تتمسك بها وهذا هو الاتجاه اللي أنا شعرت فيه عندما كنت في مصر، وما يختص في التخوف الإسرائيلي من طبيعة الحال عندما يكون هنالك تغييرات جذرية ومهمة جدا في مصر وهي اكبر جارة لإسرائيل ولها ولديها معاهدة سلام وعلاقات طيبة من الطبيعي أن نتابع على كثب ما يكون بهذه الدولة لكي ندرس ما هو الاتجاه المستقبلي ولكن أنا متفائل بما انه هذا الاتجاه سيكون بما أن هنالك مواضيع مهمة جدا على المستوى الداخلي سواء كان الاقتصادي أو الاجتماعي ولذلك أنا لا أظن انه احد في مصر في هذه الأوان يظن بمس بمعاهدة السلام بلا بالعكس يريد أن يخصص كل وقته وجهده للمشاكل الداخلية داخل مصر.
واشنطن وضمانات الحماية لإسرائيل
ليلى الشايب: سيد بانرمان هذه العلاقة وهذه الاتفاقية يبدو أنها كانت محور اتصالات استمرت لأشهر بين الإدارة الأميركية والإخوان المسلمين، الإسلاميين بشكل عام في مصر هل حصلت أو حرصت واشنطن على الحصول على ضمانات وضمانات أكيدة من الإسلاميين انه في حال صعودهم لن يمسوا بتلك العلاقة وتلك الاتفاقية؟
غرايم بانرمان: الولايات المتحدة تهتم بأن تبقى هذه المعاهدة قائمة بين مصر وإسرائيل لأنه من مصلحة البلدين وكان الوضع كذلك في الحقيقة على مدى ثلاثين عاما كذلك ما هو المهم هنا هو أننا سنرى فرقا جوهريا في الموقف المصري بالنسبة للعلاقة مع إسرائيل عما كان الحال عليه أيام مبارك لأنهم هناك قوميون وهم اقل عرضة لقبول ما يقوله الإسرائيليون بما يؤذي المصالح الإسرائيلية كما أنه كان هناك قتل لستة جنود مصريين على الحدود مع إسرائيل، إذن الآن الوضع أصبح قضية رئيسية بين البلدين والحكومة المصرية طالبت اعتذارا سوف نرى المزيد من السياسات العدوانية القومية من مصر ولكن هذا لا يقوض أهمية المعاهدة والسلام بين البلدين.
ليلى الشايب: ولن تتدخل واشنطن في حال حدوث ذلك؟
غرايم بانرمان: الولايات المتحدة علاقاتها مع مصر تستند أساسا على السلام بين مصر وإسرائيل ولكن على مدى خمسة وثلاثين عاما مضت العلاقات تطورت إلى وضع أكثر تعقيدا بالنسبة للمصالح القومية والعلاقات الأمنية وعلاقاتهم مع الولايات المتحدة ستتأثر بهذه المعاهدة ولكن ليس هذا هو القلق الوحيد أو الاعتبار الوحيد الذي تتخذه الولايات المتحدة في بناء سياستها مع مصر.
ليلى الشايب: يتسحاق ليفانون أيهود باراك وزير الدفاع يراهن على ما سماها التغييرات التي تحدثها السلطة على مواقف الإسلاميين ماذا يمكن أن يكون يعني بالمتغيرات؟
يتسحاق ليفانون: المتغيرات هي إذا الاتجاه تبع الإخوان عندما سيشكلون الحكومة المستقبلية أو سيدخلون الحياة السياسية داخل مصر سيكونون في اتجاه التمسك بعملية السلام ومعاهدة السلام سيكون شيئا ايجابيا، نحن نرى أنا أظن أن إسرائيل ترى ما يحصل في مصر شأن داخلي، ونحن لا نتدخل في ذلك ولكن نتابع ما يحصل في مصر ولذلك أنا أظن إذا الاتجاه في المستقبل سيكون عندما ستنتهي المرحلات المستقبلية للانتخابات والانتخابات لمجلس الشورى وانتخاب رئيس جديد ونص دستور جديد سنرى مصر مختلفة عن الماضي ولكن باتجاه عام نحو الاستقرار والسلام أنا أظن لا يكون هنالك أي تغيير في العلاقات بين الدولتين.
ليلى الشايب: الصلاحيات في يد من ستكون أكثر هل تعني لإسرائيل شيء معين؟
يتسحاق ليفانون: لأ هنالك انتخابات وسيكون مجلس شعب جديد وعلى السلطة الشعبية والسلطة العسكرية أن تتفقا ما سيكون اللون المستقبلي لدولة مصر بعد أن تخوض هذه الانتخابات وانتخاب رئيس جديد، نحن نقول في إسرائيل هذا شأن داخلي ولكن إذا الاتجاه هو نحو التمسك بمعاهدة السلام والاستقرار والعلاقات الإستراتيجية المهمة بين الدولتين نحن سنقبل بذلك لأنه هذا شيء يعني انتخبه الشعب المصري.
ليلى الشايب: سيد بانرمان أشرت منذ قليل إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد بعض الأعمال العدائية كما وصفتها ما بين الجانبين المصري والإسرائيلي، هل تتوقع واشنطن أن تصل هذه الأعمال العدائية إلى درجة حرب مفتوحة ربما ما بين البلدين وكيف ستتصرف من اجل يعني الحؤول دون حدوثها أو ربما منعها إذا ما حدثت؟
غرايم بانرمان: لا اعتقد أنني سأستخدم كلمة العدوان ولكن قلت أن المصريين سيكونون حازمين في فرض مصالحهم القومية في السابق ما كانوا ليتحدثوا ويثورا ضد قتل إسرائيل لهؤلاء الجنود ولكن الوضع تغير الآن بفضل الثورة وهو أن الوضع أصبح يسمح للناس بأن يتحدثوا عندما يكون هناك خلافات مع إسرائيل سوف تبحث بشكل عام هذا لا يعني الخوض في حرب لان الحرب ليست في صالح إسرائيل وليس في صالح مصر، ومصر سوف تواجه وضعا صعبا إذا ما كان الوضع كذلك، في الولايات المتحدة وإسرائيل سيكون هناك حاجة للتعامل مع مصر تفرض نفسها بشكل اكبر ولكنها ليست عدائية.
ليلى الشايب : يتسحاق ليفانون واشنطن تنصح إسرائيل بأن تفعل بما هو أكثر من مجرد الانتظار كما تقول عن طريق التواصل ورأب الصدى مع من يشاركونها المصلحة في الاستقرار الإقليمي مثل تركيا ومصر والأردن هل ستعملون بهذه النصيحة؟
يتسحاق ليفانون: طبعا أنا أظن أنه هذا هو الموقف الواضح لإسرائيل أظن انه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صرح بصورة واضحة بخصوص التوقيع أن إسرائيل تريد أن ترجع إلى مستوى العلاقات الطيبة والمتينة التي كانت موجودة، بما يختص في مصر هنالك علاقات متينة على المستوى القيادي في مصر وفي إسرائيل، وهنالك اتصالات أنا شخصيا عندما رجعت من مصر قبل أسبوع اجتمعت مع وزير الخارجية المصري ولذلك أنا أظن أن إسرائيل هي راغبة جدا أن تصل إلى هذه المرحلة وتكون العلاقات طيبة سواء مع مصر والأردن أو تركيا وهذا هو الاتجاه الذي أنا أراه من الحكومة الإسرائيلية بصورة عامة وبالأخص من رئيس الوزراء السيد بنيامين نتنياهو.
ليلى الشايب: شكرا جزيلا لك السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر يتسحاق ليفانون كنت معنا من تل أبيب، واشكر أيضا واشنطن غرايم بانرمان الباحث في معهد الشرق الأوسط، وبهذا مشاهدينا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر غدا بإذن الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد تحية لكم أينما كنتم.