صورة عامة - ماوراء الخبر 16/11/2011
ما وراء الخبر

الجيش السوري الحر

تناقش الحلقة تطورات الأوضاع في سوريا في ظل تحرك الجامعة العربية لحل الأزمة وتصاعد وتيرة العمليات المسلحة للمنشقين عن الجيش.

– تداعيات القرار المحتمل لاجتماع الرباط
– عسكرة الثورة والعمل المسلح

– تطورات المرحلة القادمة

 عبد القادر عياض
 عبد القادر عياض
بسام جعارة
بسام جعارة
هاني خلاف
هاني خلاف


عبد القادر عياض: حالةً من الترقب تسود الشارعين السوري والعربي لما سيتمخض عنه اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط بشأن الملف السوري، ومن غير الواضح ما إذا كان الوزراء سيصدقون على قرار الجامعة العربية بتجميد عضوية دمشق في الجامعة الذي يفترض أن يدخل حيز التطبيق الأربعاء السادس عشر من نوفمبر، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: ما السيناريوهات المحتملة للثورة السورية في ظل مقررات اجتماع الرباط، وكيف ستتأثر الثورة الشعبية بتصاعد وتيرة العمليات المسلحة للمنشقين عن الجيش، أهلاً بكم، تبدو دمشق اليوم أمام لحظة الحقيقة وكل الأنظار متجهة إلى الرباط التي يجتمع فيها وزراء الخارجية العرب لاتخاذ موقفٍ نهائي حيال قرار تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية، وقبيل انطلاق مناقشات الوزراء العرب دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال أعمال منتدى التعاون العربي التركي في الرباط، دعا الجميع إلى تحمل مسؤوليتهم واتخاذ ما يلزم لوقف نزيف الدم المستمر في سوريا، وشدد بيان للمنتدى على ضرورة حقن الدماء في سوريا وحل الأزمة بدون تدخل أجنبي، معتبراً أن ذلك يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حماية المدنيين، من جانبه قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني إن ما دفع مجلس الجامعة العربية إلى اتخاذ قراره بتعليق مشاركة مندوبي سورية في اجتماعاتها هو استمرار عملية القتل وعدم تنفيذ الحكومة السورية تعهداتها.

[شريط مسجل]

حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني/ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: لا يمكن لنا أن نقبل أن يقتل الناس بالشكل الذي يجري هناك دون أن نتحرك لوقف نزيف الدم وتجنيب الأشقاء في سوريا المزيد من العنف والقتل الأمر الذي دعانا في مجلس الجامعة إلى اتخاذ قرار صعب علينا جميعاً انطلاقا من مسؤولياتنا في حقن دماء الأشقاء في سوريا وحث الحكومة السورية على القيام بتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية حفاظاً على أمنها واستقرارها.

تداعيات القرار المحتمل لاجتماع الرباط

عبد القادر عياض: يتوقع في أي لحظة في هذه الدقائق وفي هذه الساعة أن يكون هناك مؤتمر صحفي من الرباط يُجمل ما جرى في هذا الاجتماع لوزراء الخارجية العرب المجتمعين في الرباط بالمغرب، لمناقشة هذا الموضوع معنا من القاهرة السفير هاني خلاف مندوب مصر السابق لدى جامعة الدول العربية ومن لندن الناشط والكاتب السياسي السوري بسام جعارة، وأبدأ من القاهرة والسفير هاني خلاف سعادة السفير ينظر بكثير من الاهتمام والحسم بالنسبة لهذا الاجتماع في الرباط إلى أي مدى هو حاسم فيما قد يترتب عنه فيما يتعلق بالأزمة السورية؟


هاني خلاف: هو لا أتصور أنه يكون العلامة الفاصلة المؤدية إلى تفكيك الأزمة أو الخروج بمخرج درامي جديد، ولكن من المؤسف أولاً لا بد من التعبير عن الأسف لدى كل ذي عقل أو ضمير عربي عروبي أن يرى مقعد سورية وهو خالٍ ممن يمثلها في اجتماع للجامعة العربية وهي التي شاركت في تأسيس الجامعة العربية وشاركت في أعمالٍ كثيرة قومية وعروبية ولكن الوضع الراهن التي انتهت إليه الأوضاع في سورية..


عبد القادر عياض: الأسف للنتائج أم الأسف للقرار سيد خلاف؟ الأسف للنتائج أم للقرار؟


هاني خلاف: القرار الحالي، الأسف للنتائج التي انتهت إليها الأوضاع في سوريا حالياً، أن تحرم سوريا العربية من مقعدها الطبيعي في العمل العربي المشترك، ولكن هذا في مرحلة وسيطة لابد أن تكون هذه المرحلة أقصر ما يمكن وأن ينتبه السوريون في النظام الحاكم وفي المعارضة وفي الأطراف الاقتصادية ورجال الأعمال والمتعاملين مع سوريا إلى ضرورة السعي لتقليل المدة الزمنية المتاحة لمثل هذه القطيعة الحادثة بين سورية والعالم العربي من ناحية وللعزلة التي ستتزايد يوماً بعد يوم على النظام السوري بسبب عدم قدرته على تلبية وتوضيح مواقفه توضيحاً صحيحاً ومناسباً للظرف، لقد طالبت من فترات عديدة النظام السوري بالكشف عن هوية هذه الجماعات الإرهابية المسلحة التي يتحدث عنها وبيان تشكيلاتها وأهدافها وبرامجها ومراميها وتاريخها حتى يتبين للجميع نوع المشكلة التي يواجهها هذا النظام الحاكم، وحتى الآن لم يكشف الإعلام السوري..


عبد القادر عياض: طيب دعني في هذا السياق سيد خلاف، دعني أستمع إلى ضيفنا في لندن السيد بسام جعارة عما يتعلق في هذه النقطة هناك حديث عن جهود عربية كانت في اللحظة الأخيرة من أجل إشراك الجانب السوري في هذا الاجتماع في الرباط من أجل على الأقل وجود الخارجية السوري مثلاً في هذا الاجتماع قد تكون له نتائج أفضل باعتبار الإشكال الذي وقع بعد القرار الأخير للجامعة العربية، في ظل هذه الأجواء سيد بسام كيف تنظرون إلى ما قد يتمخض عن هذا الاجتماع الذي يوصف بالحاسم؟


بسام جعارة: اسمح لي أذكر أولاً منذ أول مهلة منحتها الجامعة العربية للنظام في 16 الشهر الماضي إلى اليوم أي خلال شهر سقط لنا بالتمام 795 شهيداً، بمعنى عندما رفع المتظاهرون شعار أن المهل العربية تقتلنا كان كلامهم يعبر عن حقيقة ما يجري في الشارع من أعمال قتل، أيضاً أنتقل إلى ما حدث اليوم، اليوم هوجمت سفارات قطر والإمارات والمغرب، ومنذ أيام هوجمت سفارات أخرى عربية وأجنبية وسمعنا جميعاً مندوب النظام في الجامعة العربية كيف أهان الجامعة وأهان دول عربية شقيقة ووجه كل البذاءات يعني أنا أقول الآن كيف يمكن التعامل مع هذا النظام، إذا كان هذا النظام يتعامل مع العرب بهذه الطريقة فلكم أن تتصوروا كيف يتعامل مع الشعب السوري، هناك اليوم تسريبات الآن مختلفة ومتناقضة تأتينا من المغرب، تسريبات تقول أن هناك قرارات مؤلمة وتسريبات تقول أن هناك مذكرة تفاهم يعدها الاجتماع لكي توقع مع النظام السوري بهدف إرسال 500 مراقب..


عبد القادر عياض: مؤلمة بالنسبة فقط عفواً لنقف عند هذه النقطة تسريبات..


بسام جعارة: مؤلمة للنظام..


عبد القادر عياض: في صيغة في شكل ماذا؟


بسام جعارة: القرارات مؤلمة للنظام تتضمن عقوبات سياسية واقتصادية وهناك تسريبات أخرى مخالفة تقول أن الجامعة بصدد إرسال مذكرة تفاهم للنظام لكي يوقع عليها تتضمن إرسال 500 مراقب من نقابات المهنية أي نقابات المحامين والصحفيين وغيرها، وكلنا نعلم أن هذه النقابات أو معظم هذه النقابات تمثل الحكومات ولا تمثل الشعوب، ولا نعرف ما الذي يمكن أن تفعله على الأرض، بمعنى أوضح أمر مخزي جداً إذا كانت الجامعة ستتراجع اليوم عن قرارها المتخذ يوم السبت الماضي وتقرر إعطاء النظام هذه الفرصة الجديدة هذا يعني أننا سننتظر توقيع المذكرة وسننتظر وصول مراقبين وسننتظر عودة المراقبين وكتابة تقاريرهم أي سنشهد وقوع مئات..


عبد القادر عياض: سيد حسام عفواً، عفواً مما أنتم حذرون حتى لا أقول متخوفون مما يجري الآن في الرباط؟


بسام جعارة: نحن حذرون من الألعاب التي تجري، هناك إلى الآن يعني يبدو الأخوة العرب لم يقتنعوا بعد أن هذا النظام لن يوقف آلة القتل يعني كل ما جرى نحن اليوم في اليوم الثاني من الشهر التاسع للثورة السورية، ألم يقتنع الأخوة العرب بعد أن هذا النظام رفض التقاط كل المبادرات التي قدمت لإنقاذ النظام قبل إنقاذ الشعب السوري، هذا النظام اغتال جميع المبادرات العربية وغيرها ولم يلتقط أي فرصة وهو مصر على المضي هددوا بإشعال الخليج هددوا بتفجيرات أوروبا هم يهددون كل يوم..


عبد القادر عياض: سيد بسام، سيد بسام دعني ما ذكرته الآن من تسريبات عن الصيغتين اللتين ذكرت إما عقوبات مشددة أو حل توافقي بين قوسين وأسأل هنا الأستاذ هاني خلاف من خلال خبرتك في الجامعة العربية وما جرى حتى الآن فيما يتعلق بالشأن السوري ومن تحركات عربية بمختلف توجهاتها الصيغة الأقرب للتطبيق برأيك في انتظار المؤتمر الصحفي وما سيعلن فيه في الرباط؟

هاني خلاف: أنا آسف يا أستاذ الفاضل أننا أمام جامعة عربية غير مهيأة بالمرة للتعامل الميداني في مثل هذه الحالات، الجامعة العربية منذ تأسيس ميثاقها لم يلحق بها أي وحدة ميدانية للتدخل العاجل في مثل هذه الحالات الإنسانية أو الحالات فض الاشتباك أو حالات رفع الظلم أو الانتصاف أو غيره، وحتى في الأنشطة التنموية ليس لها آليات ميدانية لتمرير أنشطة تنموية تباشرها الجامعة العربية، فنحن أمام عجز ليس مسؤولية النظم القائمة ولكن عجز الذي ورثناه عن واضعي ميثاق الجامعة العربية الذين رأوا ألا تؤهل بأية مخالب أو أنياب أو أدوات ميدانية للعمل وبالتالي أيضاً نحن اليوم أمام مشكلة أخرى أن المجتمع الدولي نفسه ومؤسساته القادرة على الفعل سواء كان بالعمل السياسي أو العمل العسكري لا تستطيع وأعلنت بالفعل عن عدم استعدادها للتدخل عسكرياً في هذا الشأن، وأصبح الجميع أمام معادلة القوة بين النظام الحاكم في دمشق وبين..


عبد القادر عياض: سيد هاني هل معنى ذلك أن هذا العجز معناه بأنه خطوة باتجاه إيكال هذه المهام إلى جهات أخرى لها القدرة على تنفيذ هذه المهام غير عربية أقصد هنا؟


هاني خلاف: حتى الآن أعلن الأمين العام لسكرتير حلف الأطلنطي وأنا كنت أود أن نستبعد تماماً من حديثنا هذه الإشارة أن الحلف غير مستعد للتدخل في الأوضاع السورية الحالية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أصر العالم العربي والدول العربية وممثلي الحكومات والشعوب، على أن لا يكون هناك تدخل أجنبي في الأزمة السورية الراهنة خلافاً لما انتهوا إليه في الحالة الليبية، وبالتالي نحن أمام معادلات داخلية وطنية داخل الإقليم السوري عليها التعامل مع بعضها البعض، إن كان هناك من تدخل عربي معين سوف يكون في إطارات الرقابة على الأوضاع، انتهاكات حقوق الإنسان، وحالات حماية المدنيين وتعرضهم للتهديد، وهذه الرقابة لا تتم إلا بمقتضى وفود من المراقبين الذين توفدهم الحكومات العربية بمشاركة ممثلي المجتمع المدني والهيئات الحقوقية لتقصي الحقائق والتقرير عنها وليس هناك فعل ميداني حاسم أو رادع لأي عمل عنيف في الأرض السورية، اثنان كنا أمام تنسيق ما اسمح لي بس أكمل النقطة..

عبد القادر عياض: تفضل، تفضل..

هاني خلاف: العنصر الآخر من آلية الحماية، من آلية الحماية المطلوبة أو التي يفكر فيها الدكتور نبيل العربي قد يكون في إغاثة النازحين المهددين في حياتهم داخل الأراضي السورية في إيجاد ملاذات آمنة أو ملاجئ آمنة لهم لاستقبالهم وحمايتهم أو في إيجاد وسائل لتخفيف الآلام لدى الجرحى والمصابين في عمليات العنف التي تحدث في سورية، هذا لا يغير من معادلة القوة ولكن يخفف من آلام الذين يتعرضون للإصابات والقتل..


عبد القادر عياض: طيب سنعود، سنعود لك سيادة السفير سنعود لك خلال هذا اللقاء فقط نحن كنا نود أن نشرك معنا في هذه الحلقة مسؤولين سوريين أو من يعكسون وجهة النظر من داخل سوريا أو حتى من خارجها ولكن للأسف لم نتمكن من أن نشركهم في هذا البرنامج، سوف نعود بعد الفاصل لنناقش بعد آخر فيما يجري في سوريا ولكن هذه المرة مع المنشقين عن الجيش وتأثير ذلك على المسعى من أجل سلمية هذه الثورة في سوريا بعد الفاصل نواصل.

[فاصل إعلاني]

عبد القادر عياض: أهلاً بكم من جديد بموازاة التحركات الدبلوماسية والسياسية النشطة التي تصب باتجاه تضييق الخناق على النظام السوري، شهدت الأيام الماضية تطوراً لافتاً على صعيد العمل العسكري الذي يقوده ضد النظام السوري منشقون عن الجيش النظامي التقرير التالي يجمل أهم التطورات في هذا الجانب:

[تقرير مسجل]

أمير صديق: زيادة النوعية في متاعب النظام السوري برزت في الأيام الأخيرة مع توتر الأحداث وتصاعد المقاومة المسلحة ضده، أكبر هذه التطورات وأخطرها كان الهجوم الذي نفذه جنود منشقون ينتمون إلى ما يسمى جيش سوريا الحر ضد مقر استخبارات سلاح الجو بمدينة حرستا قرب دمشق، ويعد هذا الهجوم الذي وقع ليلة الثلاثاء الأربعاء الأول من نوعه وذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 8 عسكريين قتلوا وجرح العشرات في هجومٍ شنه منشقون على حاجز أمني في بلدة كفرزيتا شمال غربي حماة الأربعاء، وأضاف المرصد أن 3 انفجارات هزت حي برزة ليلة الثلاثاء الأربعاء تبعها إطلاق رصاص كثيف، وكان المصدر ذاته قال أن 34 من عناصر الجيش والأمن قتلوا الاثنين بمحافظة درعا خلال اشتباكات مع مسلحين يعتقد أنهم منشقون عن الجيش بينما قتل 12 من المهاجمين ودمرت آليات عسكرية للجيش النظامي، كما بث ناشطون صوراً عبر الإنترنت قالوا أنها لدبابة محترقة قرب قرية علما في درعا وتأتي هذه التطورات في وقتٍ أعلن فيه العقيد رياض الأسعد عن تشكيل مجلس انتقالي عسكري يتعهد بتنسيق الهجمات العسكرية ضد الجيش الحكومي في سياق ما يسميه المجلس حماية المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام.

[نهاية التقرير]

عسكرة الثورة والعمل المسلح


عبد القادر عياض: سيد بسام جعارة من لندن كما شاهدنا في التقرير وأشرنا له كيف لارتفاع وتيرة عمليات المسلحين المنشقين عن الجيش السوري أن لا تؤثر على صورة الثورة الشعبية في سورية؟


بسام جعارة: اسمح لي بالبداية أعقب كلمتين على كلام سعادة السفير، سعادة السفير أراد أن يقول باختصار أن الجامعة عاجزة عن حماية المدنيين في سوريا وأن المجتمع الدولي لا يريد أو لا يستطيع الآن حماية المدنيين في سوريا وعلى المعارضة والنظام أن يتدبرا أمرهما بمعنى آخر أن يتولى النظام القضاء على الناس وأن يمعن في القتل من جديد أقول أن هذا كلام خطير نحن لا نعيش في غابة، هناك قرارات عربية صدرت يوم السبت الماضي ويفترض أن لا يتم التراجع عنها وأن تتطور لتضييق الخناق..


عبد القادر عياض: ولكن هذا الذي ذكرته الآن ونقلته عن سعادة السفير أليس واقعياً أليست الجامعة العربية فعلا لا تملك آليات لتطبيقها بالشكل اللائق على الأرض أليس هذا موجوداً فعلاً؟


بسام جعارة: اسمح لي، ما الذي فعلته الجامعة العربية في الحالة العراقية، هناك 6 دول عارضت تجميد عضوية العراق ودولة امتنعت عن التصويت وثم أحالت الأمر الجامعة إلى مجلس الأمن، واليوم في الحالة الليبية خلال أيام تصرفوا نحن خسرنا الآن أكثر من 10 آلاف شهيد وعندنا بالأسماء 53 ألف معتقل ورغم ذلك يقولون تدبروا أنفسكم ولا تدولوا أولا تعربوا نحن في الأساس كنا لا نريد لهذه الأزمة أن..


عبد القادر عياض: سيد سمير، سيد بسام عفواً أنت نفسك قبل قليل قلت من سترسلهم الجامعة العربية كمراقبين إلى سوريا أغلبهم ينتمون إلى منظمات تابعة للدولة وبالتالي شككت في مصداقيتهم وبالتالي هناك إشكالية في الآلية التابعة للجامعة العربية أليس كذلك؟


بسام جعارة: أنا ما أريد أن أقوله أنه على الجامعة العربية أن تقول للمجتمع الدولي أنها عاجزة عن توفير الحماية للمدنيين في سوريا هذا الكلام يجب أن يكون صريح وواضح إذا كانت الضغوط العربية لا تنفع في حماية المدنيين، فأنا أطلب من الجامعة أن تقول ذلك للمجتمع الدولي لا يجوز أنا لا أبحث عن تدخل دولي أنا أقول يجب على العرب اتخاذ كل ما من شأنه حماية المدنيين في سوريا إذا كان ذلك يتم من خلال الجامعة..


عبد القادر عياض: وماذا عن سؤالي فيما يتعلق بالمنشقين أستاذ بسام ؟


بسام جعارة: أنا رح أقول لك المنشقين كلما تصاعدت عمليات القتل كلما زاد عدد المنشقين أنا أقول الآن أن غياب التدخل العربي والدولي يدفع البلاد باتجاهين باتجاه عسكرة الانتفاضة وباتجاه الحرب الأهلية، ولذلك ولكي نمنع العسكرة ولنمنع التدخل الأجنبي نقول الآن على العالم أن يتدخل نحن لا نريد فتنة طائفية والتدخل يمنع الفتنة الطائفية، والتدخل يمنع عسكرة الثورة ولكن إذا انفرد النظام بالناس فيجب أن لا تطلب من الناس أن لا يدافعوا عن أنفسهم كلما ازدادت عمليات الانشقاق وكلما ازدادت العمليات العسكرية يكون الأمر نابع من ازدياد شراسة النظام أمس الأول سقط لنا 80 شهيداً اليوم 20 شهيد ماذا تنتظر..


عبد القادر عياض: طيب دعني أتحول إلى السفير هاني خلاف لأسأله عن هذه النقطة مسألة المسلحين مسألة عسكرة الثورة كما سميتها قبل قليل الحديث التركي عن إنشاء منطقة عازلة سعادة السفير هل نحن أمام التطور في المشهد مشهد الثورة السورية وفي أي اتجاه؟


هاني خلاف: سيدي الفاضل قبل أن أرد على حضرتك ينبغي بس للأخ بسام أن يتفهم موقفي جيداً ورؤيتي، أنا أتحدث عن الإمكانيات الحقيقية والعملية التي تملكها مؤسسات الجامعة العربية للفعل الميداني الذي يحمي المدنيين وينتصف للأفراد والمواطنين في حالات تعرضهم للظلم والقهر فأنا قلت لحضرتك الحدود، الحركة العربية تتفق مع ذلك..


عبد القادر عياض: أنا أشك في ذلك أيضا تفضل..


هاني خلاف: مسائل العلاج في حالات الإصابة الاستقبال والإيواء في حالات الفرار والتهديد ثم عمليات المراقبة الميدانية لحالة العنف والتقرير عنها، أما التدخل بقوات عسكرية أو لفض اشتباك أو لتفريق ما بين المتخاصمين، فهذه ليست من آليات الجامعة العربية وحتى يتم تمرير آلية يمكن تسميتها بآلية حماية المدنيين ينبغي أيضاً أن نعمل حساباً أن تكون هذه الآلية قابلة للتطبيق في كل المواقع العربية وليست فقط في الحالة السورية، وبالتالي هناك موارد مادية مطلوبة ولوجستيات في تجميع الأعضاء والكوادر الفنية المطلوبة لمثل هذا العمل الميداني المهم، وأيضاً سندرس أيضاً مدى حصول الموافقات المبدئية من الحكومات الممثلة في جامعة الدول العربية على توظيف هذه الآليات في الحالات التي..


عبد القادر عياض: وعن سؤالي فيما يتعلق بعسكرة الثورة سيد هاني؟


هاني خلاف: مسألة عسكرة الثورة أنا قلت لحضرتك من الأول أن ما يطرحه الإعلام السوري عن وجود، والنظام السوري، عن وجود جماعات إرهابية مسلحة طوال 8 شهور الماضية لم يكشف عنها أحد بالمرة ما هي هوية هذه الجماعات، اليوم فقط ومنذ يومين بدأ الحديث عن اتجاهات في انشقاق من صفوف القوات المسلحة أو قوات الأمن، وبدأ الاعتراف جزئياً وتدريجياً وعلى استحياء بمثل هذه العمليات، أنا لا أرى أبداً أن Bulk الأساسي أو الجسم الأساسي لقوات الأمن والجيش السورية التي تلتزم كما أرى حتى الآن بالولاء للقائد السوري يمكنها أن تكون يعني قادرة خاضعة لأنواع من الوضعيات المتناثرة هنا وهناك المطلوب..


عبد القادر عياض: سيد السفير لأن الوقت يداهمنا عفواً فقط لأن الوقت يداهمنا عفواً ماذا؟


هاني خلاف: أنا نفسي أذكر الأستاذ بسام وأذكر حضرتكم بأن الحالة الوحيدة التي يمكن تحريك مجلس الأمن فيها هي وصول التطورات في سوريا إلى ما يهدد الأمن الإقليمي أو الدولي السلم والأمن الإقليمي والدولي وهذا لم يتحقق حتى الآن..

تطورات المرحلة القادمة


عبد القادر عياض: طيب بشكل سريع بشكل سريع هل تتوقع في ظل هذه التطورات أن تتجاوب الحكومة السورية تفادياً لأي منزلق ما قد ينجم عن هذا الاجتماع أم تظن العكس بإيجاز لو سمحت؟


هاني خلاف: أنا سمعت في نشرتكم السابقة أن هناك حوالي1180 معتقل سوري تم الإفراج عنهم وتم إظهار وجوههم أمام التلفزيون السوري، مما يدل على أن هناك استجابة ولو جزئية من جانب الحكومة السورية لمطالب الجامعة العربية وقرارات الاجتماع الوزاري الأخير، وعلى ذلك فقد يكون هناك نوع من العمل الحثيث مع استمرار الضغوط وتنويعها هناك أيضاً ضغوط يمكن للجامعة العربية أن تمارسها لم تمارسها بعد نقل مقار المنظمات العربية الموجودة في سوريا خارج البلاد هناك مكتب المقاطعة الاقتصادية..


عبد القادر عياض: أشكرك السفير هاني خلاف مندوب مصر السابق لدى جامعة الدول العربية وأسفي أن الوقت قد أدركنا أأسف منك كثيراً وكذلك أشكر ضيفي من لندن الناشط والكاتب السوري بسام جعارة بهذا تنتهي هذه الحلقة إلى اللقاء.