صورة عامة / ما وراء الخبر 13/01/2011
ما وراء الخبر

أبعاد وتداعيات الأزمة اللبنانية

تتناول الحلقة توالي فصول الأزمة اللبنانية مع إعلان تحول حكومة سعد الحريري إلى حكومة تصريف أعمال، وتحركات أطراف الأزمة للبحث عن مخرج من هذا المأزق.

– ملامح الأزمة وأسباب فشل المبادرة السورية السعودية
– خيارات الأطراف والتداعيات المحتملة للأزمة

ليلى الشيخلي
ليلى الشيخلي
محمد عبيد
محمد عبيد
صبحي غندور
صبحي غندور
سامي نادر
سامي نادر

ليلى الشيخلي: توالت فصول الأزمة اللبنانية مع إعلان الرئيس ميشيل سليمان أن حكومة سعد الحريري قد تحولت إلى حكومة تصريف أعمال تمهيدا لبدء استشارات لتكليف شخص آخر بتشكيل حكومة جديدة ولا يزال المشهد ضبابيا في وقت بدأت فيه أطراف الأزمة اللبنانية تحركات دولية وإقليمية بحثا عن مخرج من هذا المأزق. حياكم الله. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، لماذا فشلت مساعي احتواء الخلافات اللبنانية وما الذي أوصل الوضع إلى هذه المرحلة؟ وهل ثمة خيارات أمام أطراف الأزمة اللبنانية لتدارك المنعطف الذي دخله لبنان الآن؟… بدأ لبنان في الأشهر الأخيرة يعيش حالة برزخية بين نذر أزمة وبوادر انفراج، الساعات الأخيرة حملت معها نهاية هذه الحالة، انهارت مبادرة سين سين وانهارت معها حكومة الحريري، قوى المعارضة تتهم واشنطن بإجهاض المعارضة وواشنطن تحشد لبناء ما تسميه توافقا دوليا لدعم المحكمة الدولية تلك المحكمة التي غدت كلمة السر في حياة لبنان الذي يدخل اليوم عين عاصفة يخشى كثير من اللبنانيين والمراقبين أن تكون فارقة في تاريخ حافل بالعواصف.

[تقرير مسجل]

فاطمة التريكي: أعد المسرح على عجل ولكن بعناية، بلغ صراع الإرادات حده وانفجر في لحظة رمزية، استقالة وزراء المعارضة وإسقاط حكومة سعد الحريري أمر يهجس به اللبنانيون منذ أشهر، كان في طليعة الاحتمالات لرد المعارضة على القرار الاتهامي المرتقب، كانوا يقولون إن ساعة القرار هي ساعة الحقيقة لكن القرار لم يصدر بعد بل إن الخطوة جاءت غداة أعلى جرعة من التفاؤل ضختها الأنباء عن مسار التسوية المعروفة تحببا في لبنان بـ سين سين أي السعودية سوريا، فماذا حدث؟ المعارضة تقول فتش عن واشنطن وكيف تحول لبنان في الأيام الأخيرة إلى الشغل الشاغل للإدارة الأميركية، هناك يقول هؤلاء فجرت التسوية ولعل واشنطن لم تكن راغبة فيها من البداية واصطفت بعد سقوط الحكومة صفا واحدا وراء المحكمة الدولية متقدمة على الحريري نفسه لتقول إنها مستمرة بقوة المجتمع الدولية، يرى هؤلاء أن المشروع أكبر بكثير من لبنان وأن المحكمة فرصة لن يجود بها التاريخ ثانية للقضاء على حزب الله وأنها بهذه الدوافع الإستراتيجية ضغطت على الحريري الذي بدا قبل ساعات فقط مما حدث متفائلا كما لم يكن يوما. يرفض سعد الحريري ومن معه هذه الاتهامات ويقولون إن المحكمة لم تكن يوما مادة للمساومة وإنه لم يخضع لأي ضغوط وهو منسجم مع ثوابته دم أبيه أولها والمحكمة هي السبيل. على ماذا تفاوض المتفاوضون إذاً؟ قد يكشف ذلك ويكيليكس يوما ما! المهم الحريري وفريقه الآن بلا حكومة ولكن الرجل يستند على شعبية طاغية في طائفته السنية يراهن بذلك على حرج سياسي وربما خشية عند أي شخص من هذه الطائفة قد ترشحه للمنصب أكثرية نيابية جديدة تتبلور عندما يحسم وليد جنبلاط مكانه النهائي، لبنان في أزمة دستورية هذا في الشكل وفي المضمون هو قلب عاصفة سياسية، عاد الاصطفاف سيرته الأولى، المجيء بغير الحريري مشروع فتنة يقول حلفاؤه، يرد خصومه بأنه لن يعود وإلا لما استقالوا وأن المطلوب حكومة تسقط المحكمة الدولية قبل قرارها الذي يراه حزب الله إعلان حرب ينسف صدقيته ويلطخ سمعته عبر مذكرات جلب بجرائم قتل.

[نهاية التقرير المسجل]

ملامح الأزمة وأسباب فشل المبادرة السورية السعودية


ليلى الشيخلي: معنا في هذه الحلقة من بيروت الدكتور محمد عبيد السياسي والإعلامي، من واشنطن معنا صبحي غندور مدير مركز الحوار العربي الأميركي، ونتوقع أن ينضم إلينا أيضا ضيف آخر بعد قليل. أبدأ معك دكتور محمد عبيد، زلزال أزمة مفتوحة أزمة ممتدة كلها مصطلحات استخدمت لوصف ما يجري اليوم في لبنان، برأيك أنت كيف يمكن توصيف الحالة؟


محمد عبيد: أنا أعتقد أن ما يحصل الآن هو له مستويان بصراحة، المستوى الداخلي الذي أخذ المنحى الدستوري من خلال الاستقالة المفاجئة كما أصفها والتي كانت زلزالا سياسيا فعليا ليس فقط للرئيس سعد الحريري ولقوى 14 آذار وإنما أيضا للإدارة الأميركية التي كانت حتى الأمس القريب تعتقد أن الحزب وحلفاءه يعني بمعنى قوى المعارضة مجتمعة أو قوى 8 آذار لن تقدم على أية خطوة تعيد فيها صياغة الواقع السياسي اللبناني وأن اتفاق الدوحة أرسى توازنات لا يمكن تبديلها أو تغييرها، هذا مستوى، المستوى الآخر هو المواجهة التي تخوضها المقاومة بكل صراحة في لبنان وقوى حليفة لها في المنطقة مع الولايات المتحدة الأميركية بإداراتها المتعددة يعني منذ إدارة بوش الابن الأولى إلى الثانية حتى الإدارة الأخيرة لأننا بتنا نسمع اليوم أصواتا من وزيرة الخارجية الأميركية وأقوالا حول إعادة صياغة شرق أوسط جديد هذه المرة بدون حرب إسرائيلية طاحنة على لبنان وإنما بأدوات سياسية وبضغوطات دولية من خلال المحكمة وغير المحكمة.


ليلى الشيخلي: في الواقع انضم إلينا الآن دكتور سامي نادر الأستاذ الجامعي المتخصص في العلاقات الدولية من بيروت أيضا، أسألك دكتور هل توافق على هذا التوصيف وبالنظر إلى قضية المفاجأة عنصر المفاجأة الذي تحدث عنه الدكتور محمد عبيد يعني ألم يكن بإمكان المعارضة أن تتدرج في الرد بدلا من اتخاذ هذا الموقف؟


سامي نادر: أنا أعتقد أن المعارضة تسرعت بعض الشيء في إعلان هذا الموقف رغم أن هذا الموقف اليوم يعني يضع الأمور في نصابها وكل عمليات.. أقول قد يضع الأمور في نصابها وبشكل واضح فالمواقف معبر عنها بشكل واضح لكل من الفريقين موقف تجاه مسألة حساسة، هنالك غياب للتوافق الوطني على أساسيات قيام الدولة تبدأ بعدم التوافق على موضوع السياسة الخارجية عدم التوافق على موضوع السياسة الدفاعية، هنالك أبعد من مسألة القرار الظني ومسألة المحكمة المتعلقة بلبنان، هنالك مسائل أساسية تعني العقد الاجتماعي أي أساسيات قيام الدولة غائب التوافق عنها، فهذه إن كان لها حسنة هذه الأزمة الدستورية العميقة أنها تضع المشكلة على الطاولة وتدفع كافة الأفرقاء باتجاه إيجاد حل وحل مستدام لهذه الأزمة، هلق هذا الحل لا يمكن إنتاجه -أنا برأيي- فقط في الداخل اللبناني، يجب أن تكون مواكبة له إقليمية.


ليلى الشيخلي: طيب قبل أن نتحدث عن الحل صبحي غندور يعني أطراف كثيرة في الداخل وفي الخارج اتهمت واشنطن بأنها في قلب هذه الأزمة وبأنها وراء إفشال الوساطة السعودية السورية، يعني هل هناك حقيقة لهذا الاتهام من وجهة نظرك؟ إلى ماذا يستند؟


صبحي غندور: هذا صحيح أخت ليلى يعني للأسف أقول إن الدولة المركزية في الولايات المتحدة الحكومة الاتحادية ليس لها حق التدخل في الشؤون الداخلية للولايات الأميركية لكل الولايات الأميركية بينما نجد هذه الدولة المركزية الأميركية تتدخل في الشؤون الداخلية لأكثر من بلد في العالم وأمامنا الآن الحالة اللبنانية على سبيل المثال، يعني هناك كان تفاهم سوري سعودي وكان هناك إمكانيات كثيرة لتوافق لبناني لبناني انعكاسا لهذه المبادرة العربية السورية السعودية المشتركة، أجد أنه قبل حتى الإعلان الأخير الذي صدر عن المعارضة وقبل حتى لقاءات رئيس الوزراء سعد الحريري في نيويورك خرجت تصريحات نقلت عن مصدر أميركي مسؤول -لا أعلم إذا اطلعت عليه أخت ليلى- يوم السبت الماضي في يوم واحد في صحيفة الشرق الأوسط وصحيفة النهار اللبنانية كل صحيفة قالت إن مصدر مسؤول أميركي خاص قال لها -وهو كان الكلام واحدا في الصحيفتين وواضحا- إنه كان من السفير فيلتمان وكان يؤكد فيه ما جرى فيما بعد كسيناريو، يعني ليس الأمر له علاقة في ردة الفعل على ما هو حدث في لقاءات نيويورك، كان هناك في رأيي موقف أميركي واضح هذا الموقف عبر عنه إعلاميا يوم السبت الماضي ثم جرى إخراجه من خلال ما قامت به لقاءات الوزيرة كلينتون في نيويورك مع الملك عبد الله وأيضا مع سعد الحريري ثم أيضا في لقاءات واشنطن، أعتقد هذا يعني أننا نتعامل الآن مع موقف أميركي له ثلاثة أبعاد من وجهة نظري، وجهة نظر أميركية أو بعد أميركي عام أراه في عموم طبعا العالم ينطلق من مصالح أميركية وبعد آخر أنا أعتقد أنه بعد مهم أن نأخذه في عين الاعتبار هو البعد الإسرائيلي في وزارة الخارجية الأميركية وهذا البعد الذي في رأيي ما زال يعتبر أن المقاومة هي في حالة لبنان يجب ألا.. وتكافأ على ما حققته من انتصار..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب يعني أثرت نقاطا كثيرة صبحي غندور يعني تستحق أن نتوقف عندها ولكن قبل ذلك اسمحوا لي جميعا أن أعود ربما خطوة إلى الوراء، يعني نتحدث عن المبادرة السعودية السورية ولكن ما نتحدث عنه لا يرتكز إلى أساس رسمي، يعني هل يمكن فعلا أن نفهم مرتكزات هذه المبادرة بعد الإعلان عن فشلها هل أصبحت الصورة أوضح دكتور محمد عبيد؟


محمد عبيد: أنا أعتقد بكل صراحة أن المبادرة ارتكزت بشكل رئيسي على مجموعة أسس وطنية عامة أهمها هو اقتناع الرئيس سعد الحريري شخصيا بأن المحكمة الدولية لم تعد هي السبيل الناجع والصحيح للوصول إلى كشف قتلة الرئيس المرحوم رفيق الحريري وكل اللبنانيين يسعون إلى هذه الحقيقة وإلى تحقيق العدالة ومعاقبة من قتل الرئيس رفيق الحريري، هذه النقطة الأولى، النقطة الثانية هي التأكيد على مسألة تطبيق اتفاق الطائف بكامل بنوده واعتباره هو المرجعية الأساسية لأي حراك سياسي داخلي لبناني ولأي توافق داخلي لبناني ولأي عقد اجتماعي داخلي لبناني، المسألة بكل صراحة عندما نصل إلى الوقائع الحساسة نعود إلى نبش الأمور السابقة، لا، كل اللبنانيين متوافقون حول موضوع اتفاق الطائف وحول ضرورة تطبيق هذا الاتفاق وهو يمثل العقد الاجتماعي والأسس الدستورية والأصول الدستورية والقانونية لعلاقات اللبنانيين فيما بينهم ولإدارة دولتهم وبالتالي..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب فقط أريد أن أعطي فرصة لسامي نادر، هل أنت من وجهة نظرك يعني فهمت أكثر مستندات هذه الوساطة أو مرتكزاتها بعد الإعلان عن الفشل؟


سامي نادر: يعني هذه الوساطة لم تبرز إلى العلن وكل ما ورد في الصحف هو يعني انطلاقا مما ورد في الصحف يمكن البناء عليها والتفسيرات، أنا ما قرأته في الصحف أن رئيس الوزراء مطالب بنقد المحكمة الدولية والقرار الظني قبل صدوره وذلك بالترافق مع إجراءات مثل سحب القضاة اللبنانيين وإيقاف عمل المكتب مكتب المحكمة الدولية في بيروت ووقف تمويل هذه المحكمة أو دفع حصة لبنان من هذه المحكمة، وهذا أعتقد هذه متطلبات كان سقفها عاليا جدا ولا يمكن لرئيس الوزراء اللبناني أن يقبل بها ومن هنا أنا أقول إنه كما تسرعت المعارضة في الاستقالة الجماعية من الحكومة وخلق هذه الأزمة الدستورية وضعت أيضا السقف عاليا جدا في خلال المفاوضات، أما عن مبادرة سعودية سورية أنا أعتقد أنه كان هناك نوع من الشراكة السعودية السورية وذلك عقب اتفاق الدوحة والذي سمح في الواقع تأمين حد أدنى من الاستقرار في لبنان وأعتقد أن هذه الشراكة في مكان ما سوف تستمر وبرفقة بالتزامن مع…


ليلى الشيخلي (مقاطعة): ولكن هناك من يرى أنه قد تم بالفعل إطلاق رصاصة الرحمة على اتفاق الدوحة. أريد أن أسأل ربما صبحي غندور في هذا الخصوص، يعني كنت ألمحت إلى موقف واشنطن خلال الفترة الماضية، بمجرد أن العاهل السعودي والرئيس السوري ينزلان السلم معا وتم الحديث بعد ذلك عن هذه الوساطة كان هناك نوع من الصمت الأميركي، الآن بالأمس فقط أنت أشرت يوم السبت الماضي والآن هيلاري كلينتون بالأمس عادت بقوة لتثير موضوع المحكمة ولا شيء غير المحكمة الدولية، كيف تفسر هذا التغير؟


صبحي غندور: يعني هذا يعبر في رأيي الآن أنه ما زال في وزارة الخارجية الأميركية فالقرار الأميركي ليس فقط بقايا المحافظين الجدد وإدارة بوش ولكن في رأيي في هذا الموضوع تحديدا وفي الملف الفلسطيني نتحدث عن دينيس روس نتحدث عن السفير فيلتمان ودورهما في وزارة الخارجية وغيرهما مما يؤثر في رأيي على الموقف الأميركي عموما وهنا أدخل أيضا العامل الثالث الذي كنت أشير إليه، نتحدث عما هو يرتبط تحديدا الآن في الملف اللبناني ورعاية السفير فيلتمان لهذا الملف وطبعا الوزيرة كلينتون بشكل غير مباشر أيضا في هذا الموضوع، أعتقد هنا الموقف الأميركي يتعامل مع موضوع المحكمة تماما كما كانت الغايات التي أشير إليها في بداية هذا البرنامج عن موضوع الشرق الأوسط الجديد أن ينظر إليه كورقة ضغط، يعني هو مثال يحدث الآن في السودان أمامنا، ما يحدث في لبنان نراه يحدث في السودان حينما يقال من قبل جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية ومن قبل مسؤولين أميركيين آخرين أنه سيرفع اسم السودان عن لائحة الإرهاب إذا جرت الموافقة على الاستفتاء وعلى انفصال الجنوب يعني يعبر أنه ليس هناك علاقة كان لموضوع الإرهاب في موضوع جنوب السودان يعني، الإرهاب يتم التعامل معه على المستوى الأميركي من خلال معايير تفيد الموقف السياسي، أجد أن موضوع المحكمة يتم تصريفه الآن على هذا الأساس، في هذا الموقف الأميركي الآن في تقديري أمام واشنطن خياران -سأقولهما بشكل سريع أخت ليلى- الأول أنها تخرج القرار الاتهامي الآن وأن يكون القرار الاتهامي فيه تسميات وفيه إدانات كما هو يتم التوقعات عليه..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): تستبق الأمور صبحي غندور، أريد أن أتحدث عن هذا بتفصيل أكثر إذا سمحت لي ولكن أريد أيضا أن أناقش بعد الفاصل موضوع بقاء هذه الأزمة في إطارها السياسي أم خروجها إلى بعد أمني خطير، هذا ما سنتحدث عنه بعد الفاصل أرجو أن تبقوا معي.

[فاصل إعلاني]

خيارات الأطراف والتداعيات المحتملة للأزمة


ليلى الشيخلي: أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تتناول تداعيات الأزمة اللبنانية بعد انهيار جهود المصالحة وانهيار حكومة الحريري. دكتور محمد عبيد ربما المخاوف الأساسية اليوم من أن تطورات الوضع يمكن أن تؤدي إلى الخروج من أزمة سياسية إلى أبعاد أمنية ومخاطر أمنية خصوصا أن سيناريو آذار 2008 لا يزال في الأذهان.


محمد عبيد: أعتقد أولا أنه بعد الخطوة الأولى الناجحة التي قامت بها المعارضة والتي تمثلت بالاستقالة من الحكومة وإسقاط هذه المحكومة، خطت المعارضة أيضا بالتفاهم والتوافق مع فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشيل سليمان خطوة ناجحة عبر تحديد موعد للاستشارات النيابية وبالتالي عدم ترك أي مجال لأي فراغ سياسي أو حتى لتصريف أعمال أن يطول هذا التصريف للأعمال..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): ولكن قطعتم الطريق على الحوار، يعني بهذه الخطوة ألا تجدون أنكم قطعتم الطريق على الرئيس على أعضاء الحكومة لأي فرصة لحل وسط؟


محمد عبيد: لا يمكن أن يكون هناك حل بعدما تمت الاستقالة، الحكومة الآن أصبحت بحكم المستقيلة وغير الموجودة دستوريا هي تقوم فقط بتصريف الأعمال، ما حصل اليوم هو تحديد موعد للاستشارات النيابية وهو محاولة من المعارضة بالتفاهم مع فخامة الرئيس لقطع الطريق على أي تدخلات دولية خصوصا بدأ يتناهى إلى مسامعنا وتم تسريب ذلك اليوم في صحيفة الحياة أن هناك مسعى لعقد مؤتمر دولي في فرنسا لنقل الأزمة اللبنانية أو تدويل الأزمة اللبنانية، نحن كنا نسعى إلى تعريبها وهم الآن يسعون إلى تدويلها..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): ولكن هذه الاستشارات النيابية يعتقد البعض أنها ليست مفتاح الحل وإنما طريق لتعميق الأزمة أيضا.


محمد عبيد: هي مسار دستوري قانوني سياسي يحق للبنانيين أن يمارسوه بشكل طبيعي وللقوى السياسية أن تمارسه، عندما نصل إلى طريق مسدود على صعيد الاستشارات نبحث في الأمور الأخرى إنما الأمر الآن مطروح للبحث في موضوع تسمية رئيس حكومة جديدة..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب الوقت قصير جدا أريد أن أتناول أكثر من نقطة. دكتور سامي نادر الإشارة إلى زيارة الحريري لباريس ولقائه بساركوزي خصوصا أن الحياة اليوم طالعتنا بحديث عن مبادرة جديدة أطرافها هي أميركا السعودية لبنان وفرنسا بل وممكن أن توسع الدائرة لتشمل قطر وتركيا ومصر وأن الملك عبد الله في الواقع العاهل السعودي قد أبدى موافقته عليها، هل هذا صحيح؟


سامي نادر: هذا الكلام قرأناه في الصحف وأنا أعتقد أنه صحيح وهنا يجب التذكير أن حتى اتفاق الطائف أتى وفق مبادرة سعودية سورية أميركية وبمشاركة فرنسية أيضا وحتى من قبل الفاتيكان هنالك كان حركة دولية أدت وأنتجت اتفاق الطائف الذي أرسى أسس السلم الأهلي ووضع حدا للأزمة اللبنانية أو الحرب اللبنانية عام 1990 ولكن اليوم ما نحن بصدده هو أزمة ميثاقية بهذا العمق لأنه لا نتذكر نحن أن هنالك أن غالبية من اللبنانيين قد أقول نصف اللبنانيين على الأقل هم مع مسار المحكمة الدولية ويعبرون عن ذلك كل يوم فلا يمكن تجاهل هذا الواقع، نعم هنالك عدم اتفاق على هذه المسألة ولكن هل بهذه الطريقة تحل الأمور؟ فهذه الاستقالة وضعت البلد أمام أزمة دستورية خلقت فراغا حكوميا وأبعد من ذلك تدل عن أزمة ميثاقية فهل يمكن اليوم تشكيل حكومة خارج..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب وأصبحت الأطراف الخارجية أكثر وضوحا في التدخل، يعني اللافت ربما صبحي غندور أن فرنسا التي تنتقد غياب شمولية المعالجة في الطرح الأميركي الآن تتهم أميركا بأنها تصعد في ملف لبنان وتتراخى في ملفات أخرى ترتبط بلبنان اللي هي إيران وسوريا، كيف يفسر هذا؟ كيف يمكن فعلا أن يدخل الطرفان في حل أخير يخرج لبنان من هذه الأزمة؟


صبحي غندور: من وجهة نظري ما نراه الآن من تحرك الآن إن كان فرنسيا أو ربما يشمل أطرافا أخرى الآن كله تحرك في الوقت الضائع، أنا أعتقد كل هذا الملف اللبناني يرتبط في ملفين مهمين جدا للولايات المتحدة الأميركية الملف الإيراني من جهة وملف الصراع العربي الإسرائيلي من جهة ثانية، هناك محاولات للأسف غبية جدا في الولايات المتحدة تحدث من خلال المراهنة على الفصل أو زرع التناقض بين سوريا وإيران وبين سوريا وحزب الله، هذا أمر غير وارد على المستوى السوري وغير وارد على التحالف القائم أساسا بين سوريا وإيران وسوريا وحزب الله، هذا الأمر يفسر كيف أنه في الوقت نفسه الذي..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب..


صبحي غندور: اسمحي لي أكمل نقطة سريعة أريد أن أقولها لك لها علاقة في الموضوع. الحديث الآن عن أن من خلق أزمة دستورية هي المعارضة في لبنان هذا منطق في رأيي غير ديمقراطي، يعني سمعنا أمس سمير جعجع يتحدث أنه إذا سمي شخص غير سعد الحريري فهذه تكون بداية فتنة، كيف يكون هناك استشارات نيابية وملزم سابقا هؤلاء النواب باختيار سعد الحريري؟ كيف يكون هناك أساسا حديث الآن عن إمكانية توافق لبناني لبناني إذا كان مسبقا مطلوبا من اللبنانيين أن يتفقوا على دعم المحكمة الدولية التي جاءت في ظروف إدارة بوش وفي السعي لممارسة ضغوطات؟ كيف يمكن الحديث الآن عن أن هذه الممارسة غير ديمقراطية إذا كان القول إن مجرد الاستقالة هو إخلال بالأمن في لبنان؟ ما هو البديل الذي كان مطروحا أمام المعارضة إذا النزول إلى الشارع هو يعتبر عصيانا مدنيا وإذا الإخلال بالأمن هو يعتبر حالة مرفوضة؟! الحالة الديمقراطية تطبق الآن في لبنان فلتترك لها مداها، المراهنة الأميركية هي الآن على أنه ممكن يصدر موضوع القرار الظني بتسميات ومن ثم تتم التسويات في لبنان، هذا أمر مرفوض على مستوى المعارضة في لبنان، الحل أمام واشنطن الآن أن يصدر القرار الظني وهو بيد الولايات المتحدة..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب لنترك الفرصة للدكتور سامي نادر يعلق على هذه النقطة فقط لأنه لم يبق لدي إلا دقيقة.


سامي نادر: الانتخابات النيابية عام 2009 وإذا هذا هو السند الديمقراطي الأساسي الذي يمكن البناء عليه والقول إن تسمية سعد الحريري اليوم لقيادة الحكومة هي تسمية مشروعة وديمقراطية لأنه قد فاز في الانتخابات اللبنانية عام 2009 وأي محاولة أخرى هي عملية التفاف على نتائج هذه الانتخابات التي كانت انتخابات حرة ونزيهة بموافقة الجميع.


ليلى الشيخلي: ولكن يبقى السؤال يعني هل فعلا أن..


صبحي غندور: هذه الأمور تقررها الاستشارات النيابية..


محمد عبيد: يعني عفوا إذا كانت الأكثرية ما زالت هي نفسها..


سامي نادر: أما ما قمت به المعارضة ما قام به فريق 8 آذار حتى اليوم هو عمل ديمقراطي حسب الأصول هذه استقالة من حقهم أن يستقيلوا، هذه ممارسة شرعية لحق دستوري، أما لا سمح الله إذا تم اللجوء إلى أساليب غير ديمقراطية وخارجة عن المنطق الدستوري هذا أمر آخر ولكن إلى اليوم قد مارسوا حقا ديمقراطيا، أنا قلت إنهم تسرعوا في..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب على العموم ولكن يبقى هو الأساس يعني أنا كنت قد وعدتكم أن نتحدث عن القرار الاتهامي إذا صدر وخصوصا إذا صدر في هذه الأجواء يعني سيكون بمثابة الرصاصة التي إن خرجت لا يمكن أن تعود كيف ستكون تداعياتها، سنبقي هذا السؤال لحلقة أخرى لأنه أكيد الموضوع معقد ويحتاج إلى حلقات كثيرة، على العموم هذه الحلقة انتهت وأشكركم ضيوفي الكرام الدكتور محمد عبيد السياسي والإعلامي وأشكر صبحي غندور مدير مركز الحوار العربي الأميركي، وأشكر الدكتور سامي نادر الأستاذ الجامعي المتخصص في العلاقات الدولية وأشكركم أنتم مشاهدينا الكرام، في أمان الله.