
قضية السيدة كاميليا شحاتة في مصر
– ملابسات القضية والتساؤلات التي تطرحها
– البعد السياسي والانعكاسات المحتملة على مستقبل التعايش الطائفي
![]() |
![]() |
![]() |
خديجة بن قنة: تظاهر آلاف المصريين أمام مسجد عمرو بن العاص في القاهرة عقب صلاة التراويح احتجاجا على ما يقولون إنه احتجاز الكنيسة القبطية زوجة قس تدعى كاميليا شحاتة قيل إنها اعتنقت الإسلام، وجاءت المظاهرة التي طوقتها الشرطة بعد مظاهرات أخرى في مدن مصرية كان آخرها قبل يومين في الإسكندرية. نتوقف مع هذا الخبر إذاً لنناقشه في عنوانين رئيسيين، هل تعكس قضية كاميليا شحاتة تراجعا في دور الدولة لصالح دور الكنيسة؟ وما هي التداعيات المحتملة لهذا الحادث على مستقبل التعايش الديني في مصر؟… إذاً لم تعرف قصة السيدة القبطية كاميليا شحاتة التي قيل إنها اعتنقت الإسلام لم تعرف نهاية مختلفة عن مثيلاتها السابقات، هربت من محيطها المسيحي ثم أعيدت إليه وسط جدل حول من صادر حريتها الدينية وفي المقابل خرجت وبزخم ملفت مظاهرات غاضبة للمسلمين طالبت الحكومة بالتدخل لتحرير من وصفوها بالأسيرة المسلمة لدى الكنيسة، تحرك عادة ما كان الأقباط هم من يبادرون إليه إلا أن شيئا ما تغير في المشهد وأطلق عددا من التكهنات حول طبيعة العلاقة بين الحكومة والكنيسة القبطية هذه الأيام.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: نوع آخر من المظاهرات الساخنة تشهده مصر بين الحين والآخر ينطلق كلما شاع خبر عن قبطية تحولت من المسيحية إلى الإسلام ليخيم الغموض حول كيفية اعتناقها الدين الجديد طوعا أو كراهية، قضية أطلقت شرارتها من جديد حالة كاميليا شحاتة زاخر زوجة الكاهن القبطني تادرس سمعان المسيحية التي قيل إنها أسلمت لكنها أرغمت على العودة إلى محيطها المسيحي. في بلد شهد هزات طائفية عدة وصلت أحيانا إلى إراقة الدماء كما في أحداث نجع حمادي يبدو إمساك العصا من وسطها مهمة بالغة التعقيد بالنسبة للحكومة ليس فقط لخوفها من انفراط عقد التعايش الطائفي بين الأغلبية المسلمة والأقلية القبطية الكبيرة وإنما أيضا بحسب البعض لأن القاهرة تعالج هذا الملف الحساس من منطلقات غير متجانسة بحسب منتقديها، مصر الدولة العربية التي تعتبر الشريعة الإسلامية مصدرا أساسيا من مصادر تشريعها ترفع في نفس الوقت شعارات الحداثة والديمقراطية والمواطنة، بالاعتبار الأول يتهمها كثير من الأقباط بالتمييز ضدهم، بالاعتبار الثاني لا يفهم آخرون كيف لا تكفل الديمقراطية التي يتغنى بها الحزب الحاكم حق مواطنيها الكامل في حرية المعتقد.
مريم محمد أحمد محمود: أنا مسلمة دخلت دين الإسلام عن قناعة، اسمي مريم محمد أحمد محمود، ما حدش غصب علي في حاجة أنا داخلة بكامل قواي العقلية ومقتنعة بده كويس جدا.
نبيل الريحاني: الإجابة لا تنقطع بحال عن الواقع السياسي المصري فخلافا لمرات سابقة يبدو أن الضوء الأخضر للتظاهر كان من نصيب المسلمين هذه المرة وسط توتر في العلاقة بين الحكومة والكنيسة القبطية تقف وراءه أسباب عدة أحدثها الخلاف حول سعي رسمي لتقنين الطلاق للمسيحيين الراغبين في ذلك خلافا لمشيئة كنائسهم لكن جذوره العميقة تعود إلى علاقة تاريخية متقلبة بين المهادنة والتصعيد، ويرى ملاحظون أن الحزب الحاكم يجد في الوقت الراهن مصلحته الانتخابية عند الأغلبية المسلمة فشرع يغازل مشاعرها الدينية بطريقة أعادت إلى الواجهة جدل علاقة الديني بالسياسي في الساحة السياسية المصرية.
ملابسات القضية والتساؤلات التي تطرحها
خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من القاهرة نجيب جبرائيل المستشار القانوني ومحامي البابا شنوده ورئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، ومعنا أيضا من القاهرة الأستاذ فاضل سليمان الباحث في الشؤون القبطية، أهلا بضيفينا نرحب بكما من القاهرة أستاذ نجيب وأستاذ فاضل وأبدأ معك أستاذ نجيب جبرائيل يعني هذه القضية الآن قضية كاميليا شحاتة تتفاعل بقوة هناك أيضا تحضيرات لمظاهرات أخرى في الشارع المصري، أين تتجه برأيكم مؤشرات هذه القضية؟
نجيب جبرائيل: قضية كاميليا شحاتة سيدة مصرية كانت على خلاف مع زوجها وخرجت واختفت إثر هذا الخلاف وعادت بعد أسبوع، لا توجد جهة رسمية في مصر تثبت أن كاميليا شحاتة قد أشهرت إسلامها ونحن نرتكن إلى الجهة الرسمية وهي مشيخة الأزهر الجهة المنوط بها إشهار الإسلام فقد نفت مشيخة الأزهر أن كاميليا شحاتة قد أتت أو أرادت اعتناق الإسلام ومن ثم فلا دليل لما يدعيه البعض..
خديجة بن قنة (مقاطعة): من الذي نفى في الأزهر، هل هناك بيان صادر عن الأزهر بخصوص هذه القضية؟
نجيب جبرائيل: آه طبعا طبعا رئيس لجنة الفتوى في الأزهر خرج وأصدر بيانا منذ أسبوعين حينما ادعى البعض وادعت القلة أن كاميليا شحاتة ذهبت إلى الأزهر ومنعت وتم اختطافها من قبل الأمن أصدر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر بيانا قال فيه إن كاميليا شحاتة لم تحضر ولم تحضر سيدة بهذا الاسم وباعتبار أن الأزهر هو الجهة المنوط بها إشهار الإسلام وأيضا هي جهة رسمية ولا يتقاعس ولا يتأخر الأزهر حينما يطلب أحد إشهار إسلامه..
خديجة بن قنة (مقاطعة): أستاذ نجيب وأين هي الآن؟
نجيب جبرائيل: كاميليا، تُسأل كاميليا في هذا الشأن، كاميليا بالغة عالقة راشدة..
خديجة بن قنة (مقاطعة): كيف تُسأل إذا كانت يعني لم تظهر مرة واحدة على وسائل أو لم يسمح لها أن تظهر على وسائل الإعلام لتقول أنا قبطية أو أنا مسلمة؟ يعني لا نفهم ما هذا الصمت وما هذا الإخفاء لظهور السيدة كاميليا شحاتة عن وسائل الإعلام لتنتهي القضية هكذا بكلمتين من طرفها.
نجيب جبرائيل: أختي خديجة ألا تعلمين أن هناك ما يسمى قوانين حقوق الإنسان؟ حينما أجبر كاميليا على الظهور في التلفزيون أو في الميديا إنما هو انتهاك لحقها الإنساني، كاميليا ليست قاصرا وإنما بالغة عاقلة راشدة تريد أن تظهر حينما تريد ولا تريد حينما لا تظهر فهل أنا أستطيع أن أجبر فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر حينما يقال إن فتاة قد تنصرت وثم عادت ثاني أجبره أن يظهر هذه الفتاة لتقول إذا كانت مسلمة أم مسيحية؟ هذا خطأ مغلوط ثم إنني.. أولئك الذين يقولون بهذا قد اغتصبوا سلطة الدولة واغتصبوا مؤسسات الدولة حينما الدولة تنفي بوجه قاطع وبوجه رسمي هذا الموضوع إنما يتبقى للبعض أن يثير الفتن ويثير القلاقل في مصر..
خديجة بن قنة (مقاطعة): طيب، أستاذ فاضل سليمان استمعت إلى الأستاذ نجيب جبرائيل، كاميليا شحاتة لم تسلم والأزهر أثبت ذلك ببيان صادر عنه ويعني القضية بصراحة أصبحت يعني مثيرة لعلامات استفهام كثيرة، كلما تحولت قبطية إلى الإسلام قامت القيامة، كيف نفهم كل هذا الجدل وهذا اللغط القائم اليوم حول إسلام السيدة كاميليا شحاتة؟
فاضل سليمان: بسم الله الرحمن الرحيم. نحن عندما يعني نتكلم على قناة الجزيرة نحن نخاطب مشاهد قناة الجزيرة علينا أن نحترم عقل مشاهد قناة الجزيرة، الدكتور نجيب جبرائيل هو هنا يمثل الأقلية المسيحية ومن حقه بل هو من مصلحته أن يثبت أنها لم تسلم وأنا هنا أمثل الطرف المسلم -لا أريد أن أقول الأغلبية المسلمة- ولكن أنا أيضا من مصلحتي أن أثبت أنها قد أسلمت فأنا أدعو مشاهدي قناة الجزيرة إلى عدم تصديقي إن قلت إنها أسلمت وإلى عدم تصديقه إن قال إنها لم تسلم وأن علينا هنا أن نأخذ بمفهوم تضارب المصالح، أنا أدعو كل مشاهدي قناة الجزيرة إلى أن يذهبوا إلى الكمبيوتر إلى الإنترنت ويكتبوا على برنامج اليوتيوب هذه الكلمات "الأنبا أغابيوس يؤكد إسلام كاميليا ويقول تم عمل غسيل مخ" حيطلع لهم فيديو مدته ثماني دقائق، عند الدقيقة أربعة وخمس ثواني الأنبا أغابيوس مطران دير مواس يقول "تقريبا يعني كده في حد لعب في دماغها"، حد لعب في دماغها في مصر يعني حد أقنعها بشيء، عند الدقيقة خمسة و11 ثانية بيقول "أعترف أنها.." هو اعترف أنها غلطتها أنها مشيت وتركت بيتها، إذاً هي لم تختطف كما يقول البعض، الأمر الثاني عند الدقيقة ستة بيقول "استلمناها مش من أمن الدولة في المنيا ولا في القاهرة لكن استلمناها من جهة ما في القاهرة" يعني هم استلموها، أنا أقول استلمت الأسير استلمت الرهينة ولا أقول أبدا استلمت حرا، إذاً هذا اعتراف أنها ممسوكة على غير إرادتها وأنها خرجت من بيتها بإرادتها وأن حد عمل لها غسيل مخ زي ما بيقول أو لعب في دماغها يعني هي أسلمت باقتناعها، مجدي خليل بيدخل من أميركا بيقول له عند الدقيقة سبعة "إحنا مش عايزينها تبقى زي حالة وفاء قسطنطين يا أبونا" وتدخل المذيعة بتاعة قناة الكارما قناة مسيحية تقول "أيوه علشان تكرار قصة وفاء قسطنطين مش في مصلحتنا لأنها كانت مادة للقنوات الإسلامية أنهم بيقولوا إن تم قتلها"، إحنا بنقول تم قتلها؟ طيب هي فين؟ ما تطلعوها علشان تثبتوا أن اللي بيقولوا إنها قتلت كذابون، الدكتور زغلول النجار اتهم الكنيسة بقتل وفاء قسطنطين، الكنيسة إذا كانت هنا تريد أن تثبت عكس ذلك تأخذ الدكتور زغلول النجار على النائب العام لكن ما حصلش ليه؟ ليه؟ ليه الكنيسة لم تنف أنها قتلت وفاء قسطنطين؟..
خديجة بن قنة (مقاطعة): ما حصلش ليه؟ أستاذ نجيب جبرائيل..
فاضل سليمان (متابعا): أين هي وفاء قسطنطين بعد خمس سنوات الآن؟
خديجة بن قنة (متابعة): كل علامات الاستفهام هذه التي طرحها الآن الأستاذ فاضل أحول إليك عددا منها، لماذا فعلا لم نجد جوابا لقصة على الأقل القصة التي ذكرها لوفاء قسطنطين يعني مصيرها بقي مجهولا، مقتولة؟ مختفية؟
نجيب جبرائيل: ما طرحه الأستاذ فاضل يختلف مقارنة غريبة جدا ومتباينة مع قصة وفاء قسطنطين لأن قصة وفاء قسطنطين ثبت بالدليل القاطع أنها لم تسلم بل ذهبت إلى النيابة العامة بنفسها دون أي ضغط عليها لتثبت في النيابة في محاضر النيابة أنها ولدت مسيحية وتعيش مسيحية وسوف تموت مسيحية وهذا قياس مع الفارق، أما ما يدعيه وما يزعمه السيد المحترم الأستاذ فاضل في أن هناك برامج على الإنترنت ظهر فيها الأنبا غابيوس فلأول مرة أسمع هذا الكلام وإذا كان هذا الكلام صحيحا فليتجه إلى الجهات المعنية وإلى النيابة العامة للإبلاغ عن تلك الوقائع أما فيما.. ثم دعني أسأل من مصلحة من ومن له هذه الصفة؟ هناك في مصر ما يسمى النيابة العمومية وهي الأمينة على الدعوى وهي الأمينة على الشعب المصري، نحن دولة ديمقراطية دولة مؤسسات على من يدعي أن كاميليا قد اختطفت أثناء ذهابها إلى الأزهر أو أصبحت أسيرة كما يزعم البعض أو أنها معتقلة أو أنها محتجزة لكل مواطن الحق في الإبلاغ طبقا للدستور المصري فعلى السيد فاضل أن يذهب غدا ويبلغ النائب العام ويحقق في هذه الواقعة أما إذا ثبت.. ونحن قد تحدينا أولئك الذين يريدون أن يحدثوا بلبلة بين الأقباط والمسلمين..
خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم لكن أستاذ نجيب الكنيسة قالت إنها تخضع للتأهيل النفسي أي السيدة كاميليا شحاتة، ما المقصود بالتأهيل النفسي؟
نجيب جبرائيل: ولم لا؟ لم لا إذا كانت هي على خلاف مع زوجها وهذا الخلف قد هز من روحانياتها فنحن لدينا تدريبات روحية في الكتاب المقدس وفي طقوس الكنيسة القبطية بين الحين والآخر زوجات الكهنة أو الكهنة يتدربون تدريبا روحيا فهذا أمر عادي جدا جدا لا ينشئ ولا يولد حالة أنها قد أسلمت. نحن نرتكن إلى الأزهر وهي جهة رسمية نرتكن إلى النيابة العامة نرتكن إلى مؤسسات الدولة ونحن أيضا يعني نحن نعتز بإخوتنا المسلمين وبجموع المسلمين أمس في مسجد القائد في الإسكندرية وفي مسجد عمرو بن العاص في مصر الذين وقفوا وقفة عظيمة تجاه تلك الفتن الطائفية وتجاه ما يثير هذه الفتن الطائفية.
خديجة بن قنة: إذاً ما هي التداعيات المحتملة لهذا الحادث وهذه الفتنة الطائفية على النسيج الاجتماعي والنسيج الطائفي داخل مصر؟ سنتابع ذلك بعد وقفة قصيرة فلا تذهبوا بعيدا.
[فاصل إعلاني]
البعد السياسي والانعكاسات المحتملة على مستقبل التعايش الطائفي
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تناقش تفاعلات قضية السيدة كاميليا شحاتة وانعكاساتها المحتملة على مستقبل التعايش الطائفي داخل مصر. أستاذ نجيب جبرائيل كنت تقول إن مصر هي دولة مؤسسات ودولة القانون لكن الآن في هذه القضية بالذات كيف يمكن تفسير غض السلطات المصرية الطرف عن هذه المظاهرات التي جرت؟ البعض يفسره على أنه نوع أو شكل من أشكال الضغط على الكنيسة، كيف تقرؤه؟
نجيب جبرائيل: أنا لا أعتقد أن هناك تداعيات خطيرة يمكن أن تنجم عن هذا الموضوع باعتبار أن ما قام به من تظاهرات أمس أو أمس الأول إنما عبارة عن قلة بسيطة لا تعبر عن جموع الشعب المصري الذي يتجاوز ثمانين مليونا ما بين قبطي ومسلم وأعتقد أن ما ردده من شعارات هذا البعض إنما أدرك الجموع أنهم غير مسؤولين حينما أساؤوا إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وسفهوا من مكانته الكبيرة وحينما وصفوا البابا شنودة بأنه "يا شنودة يا شنودة يا قبيح أين محبة المسيح" فماذا ننتظر من أولئك الذين يريدون بمصر سوءا؟ فأعتقد أن الدولة متيقظة تماما لمساءلة كل الذين يعيثون في الأرض فسادا ويعبثون بوحدة هذا الوطن وأن مصر شامخة قوية بنيلها وسمائها وأقباطها ومسلميها فلن تؤثر هذه القلة وبدأ يدرك الكثيرون أن هذه الشرذمة لن تؤثر في النسيج الوطني القوي.
خديجة بن قنة: طيب أستاذ فاضل سليمان البعض يقرأ في سكوت الدولة أو غض الحكومة الطرف عن هذه المظاهرات بأن فيه رائحة أو شبهة استثمار سياسي لهذه القضية من الطرفين من الدولة ومن الكنيسة، ما رأيك؟
فاضل سليمان: لا، لا، حضرتك بعد إذنك إحنا لماذا ننظر على اللاعبين المحليين فقط؟ هناك لاعبون دوليون في القضية أيضا هناك دول تستغل ورقة الأقليات، أنا لا أريد أن نقوم بجلد الحكومة الآن، يعني يمكننا أن نجلد الحكومة ما فعلته الحكومة خطأ ولكن هل نجلد الحكومة الآن أم ننظر مثلا على خطاب مثل هذا؟ هذا خطاب صادر من 18 عضو من أعضاء الكونغرس الأميركي على رأسهم فرانك وولف، فرانك وولف يا افندم هو عضو الكونغرس اللي أثار موضوع دارفور وفضل ماشي وراءه في أروقة الأمم المتحدة إلى أن أصبح الرئيس البشير رئيس السودان غير قادر على مغادرة السودان وإلا يعتقل في أي سماء يطير فيها، هؤلاء الأعضاء الكونغرس الـ 18 دول طلعوا هذا الخطاب مرفقا بتقرير من خمسين صفحة بيقول إنه يتم اختطاف الفتيات المسيحيات في مصر وإجبارهم على الإسلام وإجبارهم على الزواج من المسلمين، وكأن البنات المسلمات خلصوا في مصر وإحنا مش لاقيين بنات نتزوجهن! وبعدين في صفحة أربعة من هذا التقرير يقوم اللي عملوا التقرير المنظمتان المسيحيتان المصريتان في سويسرا وفي أميركا بتقديم الشكر الجزيل للدكتور نجيب جبرائيل ضيف حضرتك في هذه الحلقة زميلي في هذه الحلقة على أنه هو الذي قام بتقديم أكبر المعلومات المطلوبة لعمل هذا التقرير! هذا كلام خطير، هؤلاء يلجؤون إلى دولة عمرها أربعمئة سنة لمنع رئيس دولة عمرها سبعة آلاف سنة من أن يطير خارج هذه الدولة من السفر هذه مسألة أكبر بكثير جدا من اللاعبين الدوليين اللي أمامنا أكبر من الكنيسة وأكبر من الدولة المصرية هناك أمر أكبر من ذلك يخطط ويجهز ويطبخ لذلك أنا لم أر أن الدولة ترتكب خطأ جامدا جدا زي ده أنها تسلم بنت أسلمت إلى الكنيسة والكنيسة ليست أصلا جهة لاستلام الناس ليست النيابة العامة وليست الجيش وليست الشرطة، لا يمكن للكنيسة أن تستلم أحدا كما لا يمكن للمسجد أن يستلم أحدا أيضا لكن عندما أرى ذلك يحدث أعرف أن هناك ضغوطا على هذه الدولة وتصبح الدولة هنا تقارن بين.. عندما نتكلم في السياسة نحن ننحي الأخلاق على جانب وننحي الشريعة على جانب ونتكلم عن المصالح، هناك أشياء أكبر بكثير جدا من ذلك هناك طابور خامس يعمل داخل مصر وهذا أمر خطير جدا وهو ده اللي أنا حآخذه على النائب العام.
خديجة بن قنة: طيب ما رأيك في هذا الكلام دكتور نجيب جرائيل؟
نجيب جبرائيل: دولتنا المصرية ذات هيبة وذات سيادة وتستطيع أن تبسط هيبتها وسيادتها على أي أمر داخل مصر وأنا أرفض ما يقوله الأستاذ فاضل نحن لا نستقوى بالخارج ورفضنا وكثيرا ما نرفض وما زلنا نرفض أي تدخل في الخارج وأنا أرى أن مشكلات مصر أقباط ومسلمين لا بد أن تحل على مائدة مصرية وبمفاوضات مصرية ولا يمكن أن نقبل بحال من الأحوال ومعروف أن قداسة البابا شنودة وهو رجل وطني ليس على مستوى مصر بل على مستوى العالم العربي وهو الوحيد الذي رفض زيارة الأقباط إلى القدس تضامنا مع القضية الفلسطينية ومناصرة السودان والصومال وفلسطين فنرفض أي أي كلام يوجه إلى الكنيسة القبطية ولا يستطيع أحد أن يزايد على وطنيتنا وعلى وطنية الكنيسة القبطية وعلى مسيحيي مصر وعلى العرب المسيحيين في كل مكان.
خديجة بن قنة: لكن لا يمكن يعني إنكار أن ما يحدث الآن في مصر يهدد فعليا مسألة التعايش بين الأديان بين الطوائف، إلى أي حد يمكن أن تستغل هذه القضية في تعكير جو هذا التعايش أستاذ فاضل؟
نجيب جبرائيل: والله لا أنكر سيدتي أختي خديجة لا أنكر أن هناك قوانين منتقصة يعيشها الأقباط مثل قانون بناء دور العبادة الموحد..
فاضل سليمان: شوفي حضرتك.. السؤال موجه لي أم موجه..
نجيب جبرائيل: وأيضا قانون الأحوال الشخصية فإذا صدرت أو قامت الدولة بإصدار مثل هذه القوانين التي يسبب انتقاصها احتقانا بين الأقباط والمسلمين أعتقد أن المواطنة سوف تسود وسوف تسود أيضا العلاقة الحميمة في يوم الزمن الجميل بين الأقباط والمسلمين.
خديجة بن قنة: في الواقع السؤال كان موجها إلى الأستاذ فاضل سليمان لكن ما زال أمامنا بضع دقائق، أستاذ فاضل ما المطلوب الآن لتهدأ النفوس..
فاضل سليمان: نعم، واقعة صغيرة..
خديجة بن قنة: نعم يعني لتعود الأمور إلى مجاريها الطبيعية وتتحقق هذه العلاقة المتوازنة بين مختلف الطوائف؟
فاضل سليمان: شوفي حضرتك أنا كنت في مناظرة قريبا أمام أحد الإخوة المسيحيين في منظمة فول برايت هنا البريطانية بحضور حوالي 150 شخصا وهو تكلم عن اضطهاد المسيحيين ولا أقول الأقباط أنا قبطي مسلم قبطي يعني مصري يا افندم ولي كتاب اسمه "أقباط مسلمون قبل محمد صلى الله عليه وسلم" قبطي يعني مسلم وليس.. قبطي يعني مصري وليس معناها مسيحي ولكن حضرتك بعد إذنك قام المتحدث المسيحي يتكلم عن اضطهاد المسيحيين وأنا تكلمت أن هناك مشاكل للمسيحيين ولكنها لا تنمو إلى حد الاضطهاد أبدا ثم وقفت بنت ألمانية الصليب في صدرها يعني حجمه كبير وهي مسيحية وتقول أنا موفدة من أكثر من سنة من جامعة من جامعات ألمانيا لدراسة المشكلة المسيحية في مصر كلما أسأل مسلما في أي مكان في مشاكل بينكم وبين المسيحيين بيقول ما فيش أي مشاكل بيننا وبين المسيحيين، كلما أسأل مسيحيا في مشاكل يقول أيوه في مشاكل تقول له في إيه؟ يقول لها في اضطهاد تقول له كويس فين الاضطهاد؟ أين مظاهر الاضطهاد؟ يقول لها مش هنا لكن في حتة ثانية مش هنا لكن في قرية ثانية مش هنا لكن في مدينة ثانية، بتقول لي بقى لي سنة ونصف ألف قرى مصر ونجوعها أبحث عن هذه المدينة التي فيها اضطهاد أنا لم أجد الاضطهاد لذلك الاضطهاد موجود في عقول المسيحيين في مصر، تم خلق هذا المناخ، أنا لما أتكلم أقول هناك طابور خامس أنا أزايد على أحد ولا أتهم أحدا أنا أقول لعقلاء المسيحيين هؤلاء لا يمثلونكم وهؤلاء يدفعون بالبلد إلى هوة خطيرة جدا. أنت تتكلمين عن المواطنة حضرتك في أول في التقرير، المواطنة سماها القرآن الكريم أخوة، أخوة في الوطن، {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً..}[الأعراف:65]، {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً..}[الأعراف:85] فالقرآن اعترف بأخوة المسلم وغير المسلم في الوطن، أنا أقول الآن الأخوة تقوم على أساس أن هناك أخا أكبر وأخا أصغر الأخ الأكبر يحنو على الأخ الأصغر لا يقسو على الأخ الأصغر والأخ الأصغر يحترم الأخ الأكبر ولا يستفز الأخ الأكبر، المشكلة في مصر أن الأخ الأصغر لا يعلم أنه أصغر ويستفز باستمرار الأخ الأكبر، يقول للأخ الأكبر هذه بلدنا وأنتم جئتم إليها من 1400 سنة هذه بلدنا وأنتم وفدتم عليها من السعودية، هذا كلام خطير وغير حقيقي وأنا نفيت هذا الكلام في موضوع الماجستير بتاعي، المسلمون المصريون جذورهم قبطية إسلامية من قبل الفتح كانوا ينتمون إلى طائفة الآريوسيين التي كانت ترفع شعار لا إله إلا الله عيسى رسول الله وكانوا موحدين حتى قبل الفتح الإسلامي وانضموا إلى جيش عمرو بن العاص وهو يضرب حصن بابليون فهذا كلام هذه مزايدات كثيرة وخلط للأوراق وتزوير للتاريخ، على المسيحيين أن يعلموا أنهم في حاجة إلى إخوانهم المسلمين، من مشاكل المسيحيين الكبيرة أنهم لا ينجحون في أي انتخابات لا مجلس شعب ولا انتخابات أندية رياضية ولا انتخابات نقابات لأن المسلمين لا ينتخبونهم إذاً المسلمون متعصبون والمسيحيون يستفزون المسلمين فالمسلمون بيتعصبوا أكثر، طيب ما نبطل نستفز المسلمين وإحنا نبطل نتعصب ضد المسيحيين لأن السرطان لا يواجه المسلم وحده ولا يواجه المسيحي وحده، الفقر لا يواجه المسلم وحده ولا المسيحي وحده، أزمة الخبز أزمة الكهرباء أزمة الماء هذه أزمات تواجهنا جميعا، نيجي بقى يوم القيامة ربنا يفصل بيننا، تعالوا نعمل معا فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه..
خديجة بن قنة (مقاطعة): أشكرك جزيل الشكر الأستاذ فاضل سليمان الباحث في الشؤون القبطية كنت معنا من القاهرة وأشكر أيضا الأستاذ نجيب جبرائيل المستشار القانوني ومحامي البابا شنودة أيضا كنت معنا من القاهرة شكرا لكما. وبهذا نأتي إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد أطيب المنى وإلى اللقاء.