
مؤتمر الهيئة الوطنية للدفاع عن الثوابت الفلسطينية
– أهمية ومبررات تأسيس الهيئة وأهداف مؤتمرها الأول
– البرنامج السياسي للهيئة والهوامش المتاحة لتحقيق أهدافها
![]() |
![]() |
![]() |
خديجة بن قنة: انطلق في بيروت المؤتمر الأول للهيئة الوطنية للدفاع عن الثوابت الفلسطينية بحضور شخصيات عربية وفلسطينية من الداخل والشتات، وفيما يمثل المؤتمر أول تحركا للهيئة منذ إطلاقها مطلع العام الجاري فإن ملامح هذه الحركة الوليد لا تزال غير مكتملة لا سيما ما يتصل منها بأطرها التنظيمية وبرنامجها السياسي. ونتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما أهمية ومبررات تأسيس هذه الهيئة على الساحة الفلسطينية المتخمة بقوانين سياسية عديدة؟ وما هو البرنامج السياسي لهذه الحركة الناشئة والهوامش المتاحة أمامها لتحقيق أهدافها المعلنة؟… في فبراير/ شباط الماضي كانت ولادة الهيئة الوطنية الفلسطينية وها هي اليوم تخطو خطوتها الأولى، نحو مائتي شخصية فلسطينية وعربية يلتقون في مؤتمر جامع في بيروت من أجل ما يسمونه إعادة إنتاج الرواية الفلسطينية للصراع مع إسرائيل بعد الذي اعتراها من تشوه وانحراف وذلك لاستعادة البعد العربي لقضية فلسطين بوصفها قضية العرب الأولى والمركزية في مواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة.
[تقرير مسجل]
سلام خضر: أجهض اتفاق أوسلو حركة التحرر الوطني الفلسطيني وحولها إلى مجرد سلطة صورية تحكم في ظل الاحتلال لا سيادة لها على معبر بري ولا جوي ولا بحري، يقول مشاركون في اللقاء التشاوري العربي بشأن فلسطين، ويذهب مشاركون آخرون أبعد من ذلك للقول إن الأنظمة العربية الرسمية عملت بشكل ممنهج على محو الذاكرة الجماعية لشعوبها عن نكبة عام 1948 ليتحول الصراع مع الاحتلال إلى المطالبة بالأراضي التي احتلت عام 1967 لشرعنة المفاوضات المنفردة، فالقضية المركزية للعرب لم تعد فلسطين كما يقول هؤلاء، والرواية الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي باتت طي النسيان والمطلوب الآن استعادة البعد العربي للقضية.
عزمي بشارة/ أحد مؤسسي الهيئة: الدول العربية عندما تطرح مفاوضات منفردة لاستعادة الأراضي العربية التي احتلت عام 1967 لا تذكر حق العودة، حق العودة مذكور كرفع عتب، أنا مصر، إن التخلي عن فلسطين يؤدي إلى ضرب الهوية العربية في العمق ولا يمكن تجاهل تأثير ذلك على تفتيت الجالية في كل مجتمع عربي.
سلام خضر: ولاستعادة البعد العربي لا بد من حركة أو ربما تيار ناشئ يتخذ من التاريخ النضالي الفلسطيني نموذجا، حركة تستند إلى وجود عربي أساسي وكأن المؤتمرين يقولون حركتنا وليدة قد تكون بمثابة تيار ثالث على الساحة الفلسطينية بمظلة بل بمشاركة عربية شعبية وسياسية، وحركة تعيد إلى الأذهان بقوة هيكلية عدد كبير من الفصائل الفلسطينية المقاومة التي تشكلت من مقاومين ومفكرين فلسطينيين وعرب.
عبد الحميد مهري/ الأمين العام السابق لجبهة التحرير الجزائرية: فتح النقاش الجاد حول تقييم كل التجرية في التحرير الوطني التي واجهها الشعب الفلسطيني ومحاولة استخلاص الدروس لتجديد المسيرة.
سلام خضر: وبمراجعة تاريخية ونقد بناء يمكن بحسب اللقاء التشاوري المنبثق عن الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني يمكن إعادة التأكيد على أن الثوابت الفلسطينية لا يمكن إطلاقا التصرف بها، والثوابت برأي المؤتمرين تفرض رفضا للتسويات والتنازلات التي تقدم لإسرائيل والتي برأيهم تمهد الطريق أمام إنهاء ودفن القضية ومعها شعب بأكمله. سلام خضر، الجزيرة، لبرنامج ما وراء الخبر- بيروت.
[نهاية التقرير المسجل]
أهمية ومبررات تأسيس الهيئة وأهداف مؤتمرها الأول
خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من بيروت المفكر العربي منير شفيق ومعنا من القدس ينضم إلينا الدكتور مهدي عبد الهادي رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية، نرحب بضيفنا. وأبدأ مع الأستاذ منير شفيق في بيروت، أستاذ منير هذا المؤتمر جاء بعد شهور من ولادة هذه الهيئة لماذا جاء هذا المؤتمر اليوم؟
منير شفيق: هذا المؤتمر جاء بصورة أساسية لتأكيد البعد العربي للقضية الفلسطينية وللمشاركة العربية في القضية الفلسطينية وهو التمهيد للمؤتمر القادم الذي ستعقده الهيئة لتأسيس وضعها وتأسيس برنامجها وتأسيس نظامها الداخلي، فالهدف الأساسي الآن من هذا اللقاء هو تأكيد على انتداب القضية الفلسطينية عربيا وعلى ضرورة أن يأخذ الفلسطينيون مرة أخرى اعتبارا جديدا لقضيتهم الفلسطينية باعتبارها قضية عربية بامتياز كما أنها قضية إسلامية وقضية عالمية تهم كل أحرار العالم.
خديجة بن قنة: نعم لكن أستاذ منير لماذا الآن في هذا التوقيت؟ هل للأمر علاقة بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية؟
منير شفيق: لا، هي في الحقيقة هذه الهيئة تشكلت ضد خط التسوية ضد خط المفاوضات من حيث أتى، ضد كل تلك التجربة ولكن يأتي هذا اللقاء أيضا من حيث التوقيت أيضا مناسبا لشجب المفاوضات المباشرة التصفوية وليست المفاوضات العبثية أو المفاوضات العقيمة أو ما شابه إنما هذه مفاوضات ثنائية تستهدف تصفية القضية على أساس ما يسمونه حل الدولتين الذي هو حل تصفية بامتياز للقضية الفلسطينية.
خديجة بن قنة: دكتور مهدي عبد الهادي، نشوء تيار فلسطيني من هذا النوع له امتداد وعمق عربي برأيك يخدم المشروع النضالي الفلسطيني والقضية الفلسطينية أم بالعكس يشتتها؟
مهدي عبد الهادي: أنا أعتقد أن هنالك حاجة ماسة الآن إلى هذا الحراك بين المثقفين ورجال المجتمع المدني والشخصيات المرموقة في الساحة العربية، احتواء هذا الملف الفلسطيني بهذا الزخم، التوقيت والموضوع والأهمية الآن في قمتها لأسباب كثيرة، الحالة الفلسطينية التي نعيشها حقيقة هي نكبة ثانية وأعمق من النكبة الثانية بمعنى أنه لم يبق هنالك أرض أو شعب أو حقوق أو مستقبل للفلسطينيين في هذا المناخ السياسي المفروض علينا من الأجندة الدولية، أمر ثاني هذه النخب المثقفة المتعلمة ذات الإرث ذات التاريخ ذات الإنجاز ذات الخبرة ذات العلاقات أين رؤيتها للقضية الفلسطينية بهذه الحالة؟ هل تبقى متفرجة أم تقحم نفسها وتقحم خبرتها لاحتواء هذا النزيف الفلسطيني الحالي الآن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المرحلة الأولى بمعنى العودة للثوابت العودة إلى الأصول العودة إلى حقيقة القضية الفلسطينية قضية شعب وقضية أرض وقضية مستقبل وقضية حقوق غير قابلة للتصرف. في أمر آخر مهم وملح الآن أن هذا الحراك بعيدا عن النظام العربي لأنه هنالك عندنا أزمة حقيقية في العلاقة الفلسطينية العربية من خلال النظام العربي وصراعات الأنظمة العربية وما شاهدناه بالنكبة الأولى وما نشاهده الآن في النكبة الثانية، بعيدا عن النظام الحاكم وبعيدا عن السلطة المتنفذة في تحريك المسار الفلسطيني هنالك الآن حراك شعبي أهلي وطني يأتي بهذه النخب لترفع صوتها لإنقاذ الضمير الإنساني الحي بالشارع العربي بمعنى أنا كمواطن فلسطيني الآن من أنا ما هي هويتي؟ أبدأ كمسلم كعربي كفلسطيني ثم كمقدسي ولا أعود للقبائل والعائلات والإقطاع القديم، الربط الآن الهوية الوطنية..
خديجة بن قنة (مقاطعة): هل هذا ما يلخصه مفهوم الثوابت الذي يتبناه..
مهدي عبد الهادي (متابعا): في بعدها القومي بحقوقها الثابتة على الأرض..
خديجة بن قنة: أستاذ عبد الهادي هل هذا ما يلخصه مفهوم الدفاع عن الثوابت؟
مهدي عبد الهادي: الدفاع عن الثوابت بمعنى ثوابت تعيش فينا ولا نعيش فيها، الثوابت هي وطننا هي نحن، هي من هو الفلسطيني بمعنى لا أتنازل عن هويتي ولا عن عقيدتي ولا عن كرامتي ولا عن حقوقي وإنما أناضل حتى النفس الأخير، سيناريوهات الحل السياسي أمر آخر، سيناريوهات ما هو مطروح، ولكن الآن هذا الجيل الفلسطيني والجيل العربي الذي تمسك بنقاء القضية الفلسطينية أين هو الآن من الحالة الفلسطينية؟ هذا الحراك الذي نشاهده في بيروت يجب أن نشاهد مثله في عمان وفي القاهرة وفي بغداد وفي صنعاء وفي كل عاصمة عربية لتحريك هذا الرأي باستيعاب البعد الفلسطيني بعيدا عن العولمة أو التدين المتطرف، الجمع بين الهوية الوطنية والهوية الدينية في البعد القومي العربي من أجل المستقبل العربي.
خديجة بن قنة: طيب أستاذ منير شفيق يتفق كلاكما على أن مهمة هذا الكيان الجديد هي الدفاع عن الثوابت، يعني هل ابتدعتم شيئا جديدا؟ ما هي كل الأحزاب والتشكيلات الفلسطينية كلها تتبنى مبدأ الدفاع عن الثوابت الفلسطينية.
منير شفيق: لا، هي المشكلة، المشكلة هي في التخلي عن الثوابت الذي حدث خلال المرحلة السابقة التي دخلت في التسوية، يجب أن نعود بالقضية الفلسطينية إلى أساسها، هذه الأرض الفلسطينية هي ملك الشعب الفلسطيني ملكية حصرية وحق تقرير المصير في فلسطين هو حق حصري للشعب الفلسطيني، هذا ما تؤكده كل الأعراف ويؤكده الدين الإسلامي ويؤكده القانون الدولي وتؤكده العروبة ويؤكده التاريخ وتؤكده الحضارة. من الناحية الأخرى إن ما حدث في القضية الفلسطينية من استيطان يهودي ليس استيطان فقط للضفة الغربية وإنما استيطان ليافا وحيفا وتل أبيب وللقدس ولكل فلسطين، هذا الاستيطان التاريخي الذي حدث بالقوة والذي تمثل بهجرات يهودية استيطانية تمت بالقوة هذا كله غير شرعي، هذه الدولة الصهيونية غير شرعية، من هنا نحن علينا أن نبدأ يجب أن يناقشونا من هنا لا أن يناقشونا أن الـ 78% أصبحت مسألة مسلم بها هي الدولة الإسرائيلية ولا أن يناقشوا أننا الآن نناقش في تبادل الأراضي في الضفة الغربية لإقامة دويلة فلسطينية هزيلة لا قيمة لها على فتات، إنما نريد أن نقول لهم تعالوا نتناقش الحق لمن؟ هذه القضية عدالتها بيد من؟
خديجة بن قنة: من الذي يقول يعني؟
منير شفيق: أما أن نصل أن يقولوا لنا اعترفوا بأن فلسطين للشعب اليهودي هذا لا يمكن أن يحدث.
خديجة بن قنة: أستاذ منير من الذي يملك الحق في قول ما تقوله الآن؟ يعني هذه الهيئة أصلا من الذي سيعترف بها في الخارج إذا كان بالنسبة لكل الدول والأنظمة العربية والغربية والمنظمات الدولية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني هو منظمة التحرير الفلسطينية، من سيعترف بكم؟
منير شفيق: أولا منظمة التحرير الفلسطينية إذا عدت إلى ميثاقها الأساسي الذي قامت عليه إذا عدت إلى كل المنطلقات والمبادئ التي قامت عليها الفصائل هي تقول بالحرف الواحد ما قلته لك بالنسبة لأساسات القضية الفلسطينية ولكن التفريط الذي حدث التنازل الذي حدث والقبول بالتسوية..
خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم لكن أنتم من أستاذ منير أنتم من؟ يعني كيان سياسي حزب سياسي هيئة، ماذا تمثلون؟
منير شفيق: لا، هذه نقطة أخرى ولكن نحن ما نعبر عنه ما نمثله في الحقيقة هو ضمير الشعب الفلسطيني هو الحقيقة في القضية الفلسطينية هو ضمير الأمة العربية هو الحقيقة العربية الأولى، ضمير الأمة الإسلامية ضمير أحرار العالم، هذا ما نمثله. نحن نعم نريد أن نعود للقضية من أول كلمة حدثت فيها من أول لحظة حدثت فيها القضية، أما انظري إلى تجربة التسوية أنهم الآن أصبحت حتى الدول الكبرى عندما رأتنا نتنازل عن قرار التقسيم نتنازل عن القرارات الدولية نقبل بالاعتراف بدولة الكيان الصهيوني كلهم تراجعوا عن قراراتهم التي اتخذوها هم بأيديهم وأصبحوا الآن يقبلون بالمشروع الصهيوني كما يطرحه نتنياهو ويقولون لنا اقبلوا به ويضغطون علينا أن نقبل به، لذلك سنقول لهم لا، نحن نريد أن نعود لحقنا لا نقبل بكل هذه القرارات الدولية لأن كل قرار دولي يتضمن الاعتراف بالكيان الصهيوني وينكر على الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير على أرضه على كل فلسطين على تحرير فلسطين من النهر إلى البحر هذا قرار مرفوض، إن القانون الدولي يعطينا هذا الحق إن ميثاق هيئة الأمم المتحدة تعطينا الحق ولذلك كل هذه القرارات الدولية هي باطلة والآن تراجع عنها حتى الذين صاغوها والذين وضعوا أيديهم في صيغتها وعلى رأسهم أميركا وبريطانيا، هؤلاء الذين صاغوا القرارات الدولية.
خديجة بن قنة: إذاً ما هو البرنامج السياسي لهذه الحركة الناشئة الجديدة؟ وما هي الهوامش المتاحة أمامها لتحقيق أهدافها؟ نناقش ذلك بعد وقفة قصيرة فلا تذهبوا بعيدا.
[فاصل إعلاني]
البرنامج السياسي للهيئة والهوامش المتاحة لتحقيق أهدافها
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تتناول أبعاد وأهداف المؤتمر الأول للهيئة الوطنية للدفاع عن الثوابت الفلسطينية المنعقد في بيروت. دكتور مهدي عبد الهادي ربما منذ سنوات ونحن نسمع أصواتا تدعو أو تتساءل لماذا لا تنتج الساحة الفلسطينية قطبا ثالثا يشكل وسطا أو وسيطا بين القطبين المعروفين فتح وحماس، هل جاء إنشاء هذه الهيئة برأيك استجابة لهذه الأصوات؟
مهدي عبد الهادي: بعيدا عن الخطاب السياسي وبعيدا عن الخطاب الإعلامي وبعيدا عن تحجيم رؤية هذه الحركة للمستقبل، القضية الفلسطينية، أستطيع أن أقول في المرحلة الحالية ليس البحث عن بديل أو خط ثالث أو عن تجمع آخر، هناك ثلثا الشعب الفلسطيني خارج أرض فلسطين، ما تبقى على فلسطين ثلث الأرض وثلث الشعب ومحاصرين بأسر وفي حالة مأساة حقيقية لمستقبلهم باعتبار أن الحركة الصهيونية والحكومات الإسرائيلية لن تخرج من يهود والسامرة ولن تترك القدس ولن تسمح لنا بحرية أو باستقلال، الحراك الآن إذا كانت هذه الحركة فعلا بدأت بهذه الرؤية للمستقبل الفلسطيني من أجل أرض وشعب وحقوق ومستقبل أتمنى عليهم أن يبدؤوا يتفاعلوا مع ثلثي الشعب الفلسطيني نواتهم اللاجئين الفلسطينيين في الخارج، مستقبلهم بمعنى الإقامة الهوية العمل التنظيم التدريب المستقبل الفلسطيني وقد يتفاعل هذا الحوار معهم لإفراز حركات فلسطينية متعددة ومتنوعة من أجل المستقبل الفلسطيني، بمعنى كما فعلت الوكالة اليهودية في استقطاب اليهود للعودة إلى فلسطين وبناء دولة إسرائيل، كيف يمكن تفعيل هذا الزخم ثلثي الشعب الفلسطيني في المهاجر بإحياء هويتهم تراثهم تنظيمهم تكاتفهم تعاملهم وارتباطهم مع العمق الحقيقي على الأرض الفلسطينية مع القدس الأسيرة الجريحة التي أصبحت مدينة إسرائيلية، مع المدن مع القرى مع مقاومة الاستيطان والمستوطنين تغذية هذا الحضور الفلسطيني -لا أريد أن استعمل تعبير الصمود- وإنما بتثبيت هذا الوجود الحقيقي الإنساني المضحي على هذه الأرض، ربط الداخل مع الخارج، هذه الحركة أتمنى عليها أن تجد متسعا لصدرها لترى الحالة الفلسطينية بالخارج لتربطها بالداخل قبل أن تتحدث عن حل سياسي أو تفاوضات أو إسقاط أو تنجيح أو اختراقات، لماذا لا يكون في هذه الحركة أقطاب من حماس وأقطاب من فتح وأقطاب من التيارات الفلسطينية الأخرى بعيدا عن الولاءات التنظيمية بحثا عن الولاء فقط للوطن لفلسطين أولا، إحياء هذا الفلسطيني العربي أولا بعمقه العربي.
خديجة بن قنة: نعم يعني فعلا هذه الفكرة التي طرحتها تثير التساؤل عن وجود عدد كبير من الفلسطينيين..
مهدي عبد الهادي: سيدتي وبالتالي أولوية عملهم أن يبدؤوا من الفلسطيني بالخارج.
خديجة بن قنة: نعم الخارج والداخل هنا السؤال يعني لماذا يسيطر فلسطينيو الخارج على هذه الهيئة وليس فقط فلسطينيو الخارج هناك أيضا طغيان للعنصر الحضور العربي واضح وطاغ على هذه الهيئة شخصيات فلسطينية أيضا من الخارج أكثر مما هو موجود في الداخل ألا يشكل ذلك برأيك أستاذ منير شفيق يعني قوة مضادة للداخل قد تفهم هكذا ربما في الداخل؟
منير شفيق: لا بالعكس نحن لدينا في الداخل قوة كبيرة جدا ولكن المشكلة خصوصا في الضفة الغربية هنالك اتفاق أمني إسرائيلي أميركي فلسطيني تنفذه حكومة سلام فياض يمنع المؤيدين لهذا الخط من أن يجهروا بآرائهم ويمنعهم من أن يأتوا إلى هذه البلاد. أنت سمعت زميلي الذي يتكلم معك الآن أستاذ مهدي ما يقوله يؤهله أن يكون عضوا معنا بامتياز ولكن أنا أقول إن هذه الهيئة لا تريد فقط أن تأتي بفلسطينيي الشتات وتعبئهم ليكونوا مع فلسطين وأن يضعوا يدهم بقوة من أجل تحرير فلسطين فحسب وإنما أيضا نريد أن نأتي لهم بالأمة العربية بالحركات التحريرية العربية لا بوصفها داعما للقضية الفلسطينية وإنما بوصفها شريكا لتحرير فلسطين سواء بسواء مثل الفلسطينيين، نحن نريد أن نغير..
خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم لكن أستاذ منير أنت تعلم أن آليات العمل تغيرت بعد اتفاقيات أوسلو أصبح الداخل هو الذي يقرر وهمش الخارج تهميشا كبيرا إن لم يكن مطلقا.
منير شفيق: يا أختي خديجة اهترأ هذا الكلام ما عاد في آليات عمل لا لأوسلو ولا للداخل، الداخل تحطم الآن، الداخل في الضفة الغربية أصبح بيد سلام فياض بيد الاتفاق الأمني بيد الذي أقامه هو دايتون سابقا والذي جاء بعده الآن، الذي يراد الآن مطلوب هو إنقاذ جماعي فعلا يجب على كل الشرفاء على كل الأحرار من حركة فتح ومن حركة الجبهة الشعبية ومن الديمقراطية ومن المستقلين في الداخل وفي كل مكان أن يضعوا أيديهم بيد هذه الهيئة، فهذه الهيئة موقفها الأساسي هو ضد التسوية وضد سلطة رام الله التي توقع الاتفاق الأمني وتنفذه مع الكيان الصهيوني ونحن بهذا نريد أن تتحد كل قوى الشعب الفلسطيني كل قوى المقاومة وكل الفصائل، قوى حماس وقوى فتح ولكن ليست فتح التي تسير وراء سلام فياض وإنما فتح التي تعود إلى منطلقاتها فتح التي تعود إلى أصالتها وكذلك بالنسبة إلى الجبهة الشعبية التي يجب أن تعود إلى أصالتها وأقول هذا الكلام أيضا للديمقراطية وكل الفصائل.
خديجة بن قنة: معنى ذلك يعني خلينا نختصر المسافات ونقول بصريح العبارة إن ما يطرح من تصورات من خلال إنشاء هذه الهيئة هو بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية، أليس كذلك دكتور عبد الهادي؟
مهدي عبد الهادي: لا أعتقد ولا أتمنى لهذا الحراك الأخلاقي الإنساني المثقف المتعلم ذو الخبرة ذو التجربة أن يبدأ مسيرته الأولى بفتح المعارك مع كل الأطراف، أتمنى على الإخوة في بيروت وفي غير بيروت أتمنى على كل هؤلاء الإخوان بضميرهم الحي الفلسطيني أن يبدؤوا بالذات أن يبدؤوا على أرضهم وفي ساحتهم بتنظيم هذا الجسر ما بينهم وما بيننا في نضالنا الذي لن ينتهي في صراعنا الذي لن ينتهي، نحن كنا نقول كما يقول محمود درويش "لا يلتقي الفلسطيني مع الفلسطيني إلا شهيدا أو جريحا أو طريدا" نحن نريد أن نلتقي بحب بإيمان بثقة بعيدا الآن في هذه الحالة التي نعيشها عن فتح الصراعات، نريد إعادة إحياء منظمة التحرير، نريد مؤتمرا وطنيا لمنظمة التحرير، نبدأ بمؤتمرات تفعيل هذه المؤسسة الوطنية بدون أن نقول الآن بعد الاعتراف الدولي والاعتراف العربي والاعتراف أيضا الإسرائيلي بأنها ممثل شرعي للشعب الفلسطيني لا نريدها تعالوا نبحث عن بديل، تعالوا نحيي هذا البيت ونصلح أموره ونضع فيه الرجل المناسب في البرنامج المناسب ونوحد البيت الفلسطيني، إذا كان هذا الحراك العربي الفلسطيني في بيروت الآن يبدأ بصراعات ويبدأ بإسقاطات ويبدأ باتهامات، أنا لا أتمنى له ذلك، أتمنى له بكل محبة أن يجمع الناس كل الأيدي مهما كانت الأيدي من أجل فلسطين لأن التيار..
خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم، لكن بعيدا عن الأمنيات، بلغة الواقع الآن.
مهدي عبد الهادي: الواقعية الآن أن يبدؤوا بالتنظيم، التنظيم الفلسطيني في المهجر هو مهدد بهويته وجوازه وإقامته في كل الدول العربية، إعادة هذه الهوية الوطنية الفلسطينية للاعتراف بها والمحافظة عليها في البيت العربي أولا هو احتواء المؤسسات الشعبية والأهلية والمجتمع المدني العربي لهذا الفلسطيني، لا يبقى فلسطيني الآن في العواصم العربية مهددا بوجوده ويهاجر إلى أوروبا، نريده أن يثبت على أرضه ويتمكن من عمقه القومي ويتفاعل معنا من أجل المستقبل.
خديجة بن قنة: يثبت على أرضه -أستاذ منير شفيق- هذا الحراك الموجود اليوم في بيروت كيف يمكن نقله إلى الدول العربية الأخرى، وكيف رح تتعاملوا أو تربطوا علاقات مع الأنظمة العربية، هل ستكون لهذه الهيئة ممثليات في مختلف الدول العربية في الخارج أم ماذا؟
منير شفيق: نحن في الواقع الهدف الأساسي أن نعيد القضية الفلسطينية إلى أصولها ونصحح بوصلتها، الهدف الأساسي أن نقاوم الاحتلال وأن نسقط المحاولات التي تريد تصفية القضية الفلسطينية، لا نقبل نحن بخط التسوية هذا موقف معلن منا والذي لا يريد أن يدخل صراعا داخليا عليه أن يخرج من التآمر مع الكيان الصهيوني ومع الاتفاق الأمني ضد الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني لا تتوقف وحدته على هذه الثلة، هذه الثلة يجب أن تتراجع أو تذهب إلى بيوتها، الشعب الفلسطيني كله يجب أن يتوحد بكل فصائله بكل قواه السياسية وفي مقدمتهم كل الشباب الذين ما زلوا يؤمنون بالمبادئ والثوابت بقضية فلسطين من فتح ومن الديمقراطية ومن الجبهة الشعبية ومن كل فئات الشعب الفلسطيني ومن حماس ومن حركة الجهاد، نحن نريد أن نوحد كل الشعب الفلسطيني وهذا هو الطريق لتجميع الأمة العربية وتهيئة الجو العربي ليصبح مشاركا وهذا هو الطريق أيضا لتجميع القوى الإسلامية والعالمية.
خديجة بن قنة: شكرا لك انتهى وقت البرنامج. شكرا جزيلا لك منير شفيق المفكر العربي كنت معنا من بيروت، وأشكر أيضا من القدس الدكتور مهدي عبد الهادي رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية. شكرا جزيلا لكما أطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله.